بارت 27

وسط تلك الغابة لاحظ الاثنان بينما يجلسان لأخذ قسط من الراحة ظهور ضوء وسط الغابة ، ارتفعت حدقتا الاثنين تنظر لتلك النيران المتصاعدة بشيء من القلق ثم حدقا ببعضهما من فورهما يتحدثان بالنظرات بجملة مفادها
"هل تفكر بما أفكر فيه ؟"

أومأ بعضهما البعض بوقت واحد يعبران عن أنهما توصلا لذات التفكير وانطلقا من فورهما يتقدمان نحو ذلك المكان حيث بدأت النيران تتصاعد صانعة لوحة سوداء وسط تلك اللوحة الزرقاء مفسدة ذلك التناسق بين الزرقة الصافية والأخضر الذي تطل عليه متمثلا بتلك الفروع المتشابكة للاشجار ليكون دخيلاً أشعل خضرتها بلهيب أحمر تسبب بتاكل تلك الأشجار الفارعة واللون الأسود تخلل المساحة بين الأخضر والأزرق

اسرعا بخطواتهما وذرات الهواء تحرك خصلاتهما لتحيلها فوضى عارمة ، اقتربا من المنطقة التي بها النيران ليظهر أمامهما جمع من الجنود الذين يحاوطون النار في محاولة لاخمادها ربما وبالطبع العجز كان النتيجة المتوقعة !

همست صوفيا بينما تتأهب
" ماذا نفعل ؟"

التفت اليها اوليفر ثم استدار لاتجاه اخر
" لنراقب الوضع من بعيد وحسب ، لا داعي للتورط قبل معرفة ما يجري فقد يجعلنا هذا نخسر كل شيء !"

اومأت وتحركت تتبعه بخطوات متسارعة مبتعدين عن المكان ليصدح صوت انفجار آخر هز المكان لم يعلم مصدره للآن

~~~~~
تلك الأصوات ارعبت قلب الصغير والذي لم يتوقف عن بكاءه بل ظهر الخوف عليه بشكل واضح جعله ينكمش أكثر وجسده يرتجف بشكل أقوى وهو ينادي من بين دموعه
" انقذوني ارجوكم !"

انتشر ضوء بالإرجاء جعل كريستي تلتفت من فورها تحدق بمصدره وتوجه سلاحها نحوه مستعدة للهجوم وقبل أن يتضح لها ما جرى تلقت عدة رصاصات متتالية لم تتمكن من تجاوزها بل واصابت احداها قلبها جعلتها تتراجع بصعوبة بينما عيناها تحدق بذلك الجرح بشيء من الصدمة و بالكاد تحافظ على توازنها في محاولة التواري خلف إحدى الصخور ،بدأ جسدها يضعف وانفاسها تسارعت بقوة محدقة بالفراغ وهي تشعر أن نهايتها حانت !

أما الصغير فقد رفع راسه يحدق بمن امامه وهو يتذكر ذلك الوجه جيداً، دموعه تجمدت للحظات وهو يحدق بالماثل أمامه بترقب

~~~~~~
عند ماثيو وريكا كان الصراع يشتد بينهما وبخطوات سريعة لا يكاد يمكن تميز من له الغلبة منهما ، حركات متكافئة بين الدفاع والهجوم جعل الطرفين متعادلان
عدا بفرق بسيط ربما لكل منهما حسب ما اكتسبه من خبرات طوال سنوات وحدته

ملامح ريكا سيطر عليها الجد والحقد رغبة منه بإنهاء كل شيء وأخذ ثأره لصديقه الذي بقي معه لسنوات وأنهى حياته يحميه لتكون خاتمة مشرفة لصداقة أكدت له أنه لم يخطأ بتقدير الحيوانات

وجه ركله إصابته بمعدته جعلت جسده يتراجع للخلف لثواني لكن بحركة سريعة وجه رصاصة ليزرية أصابت ذراع من أمامه بصورة سطحية ردها ريكا من فوره برصاصة قصد بها إصابة قدمه لكن تجاوزها ماثيو ليستقبله ريكا بضربة أخرى على خاصرته جعلته يتراجع ، كان الاثنان يلهثان وعلى خلاف ريكا ماثيو بدأ مستمتعاً بوقته كما لو كان يلاعب طفلاً لا يخوض قتال قد ينتهي بخسارة حياته !

ريكا أراد التخلص من ماثيو بأسرع وقت ممكن فقد انهكه كثرة التفكير والقلق ولا شيء يرغب فيه أكثر من يوم واحد على الأقل من حياته السابقة

أن يعود لمنزله ويستقبله مايك ويذهب للتحضير للجامعة وباقي روتينه ، ولسوء الحظ بدأ هذا الطلب كطلب الوصول للشمس سيراً بأوضاع كهذه !

عيناه كانتا تجولان المكان مستغلاً الوقت المستقطع فاستغل ماثيو ذلك ليوجه له هجوماً مباغتاً مع ابتسامة ماكرة
" ماذا ؟ عليك صب كل تركيزك علي ! لا أحب أن تكون مشغولاً بأي شيء أثناء القتال والا لن يكون قتلك ممتعاً ! "

بالكاد تصدى له قبل أن يتراجع جسده للخلف دون إصابة قوية بعد أن جعل من يده درع تلقت الركلة ،

وجه سلاحه من فوره موجهاً عدة ضربات لمن أمامه ليقاطعهما بصورة مفاجئة صوت انفجار قريب آثار تيار عالي وفوضى شديدة جعلت جسد الاثنين يرمى لمسافة بعيدة

أصدر صوت تألم خفيف بينما يحاول النهوض ، استند على الأرض ليقف منتصباً ينظر حوله بالإرجاء

ليظهر خلفه وبشكل غير متوقع ذلك الصوت المرح بشكل غير متوقع
" ريكا ...هل اشتقت الي !"

التفت ريكا من فوره بعينين متسعة يحدق باندرو/ ديفيد الماثل أمامه بشكل لم يتوقعه، كان واضحاً أنه يطالب بتفسير من خلال ملامحه المصدومة تلك خصوصاً حين لمح لين بين يديه والذي كان يدفن نفسه بصدره ويبكي بهدوء

اردف ديفيد من فوره
" قصة طويلة اشرح لاحقاً ، فقط خذ هذا القزم الصغير لكي أكمل حفلة الألعاب النارية !"

مد له لين مع ابتسامة عابثة على وجهه جعلت ريكا يتقدم لياخذ لين من بين يديه ويهمس
"لم أتوقع وجودك !"

ابتسم بحماس قائلاً بينما يمسك ذلك الجهاز بيده
" سأخذ الأمر على أنه سعيد بمجيئك ! الآن غادر من فورك وانا ساتي لاحقاً !"

التفت معطياً ظهره لريكا ونبرة ماكرة خالطت جملته
" تعلمت استغلال كل شيء حتى أسوء المواقف لذا نوعاً ما جئت مستعداً !

اختفى اندرو خلال وقت قصير ليغادر أما لين فقد رفع راسه محدقاً بريكا بحقد شديد مع دموع غزت مقلتيه بينما يحاول التحرر منه والمقاومة
" اتركني ، انت سبب كل ما يحدث ! لو لم تكن أخي ... لو لم يكن يعرفك لما أخذني !"

شيء من الوخز انتشر بقلبه ، لكنه تجاهله ووضع ملامح باردة بينما يحكم قبضته على من بيده حتى سمع ماثيو يتحدث بمرح بينما يوجه مسدسه نحوه
" اوه، ياله من لم شمل ، فظيع أن يكرهك شقيقك الأصغر هكذا !"

لم يشعر لين بنفسه حين ازداد تشبثه بريكا ودفن نفسه بين يديه خصوصاً حين اردف ماثيو بسخرية
" رغم انك كنت لتكون ميتاً لولاه وهذا يجعلك جاحداً لذا ما رأيك لو نتخلص منك الآن فما عاد منك فائدة ؟"

حين تمسك لين بريكا لانت ملامحه قليلاً وتنهد بينما يحظر سلاحه للدفاع ، لم يكن بمقدوره القتال ولين هنا لذا كان موقفه الأضعف ، أقبلت كريستي وهي تسير بصعوبة بالغة بينما تمسك الجرح النازف بيدها ، شم ماثيو رائحة دمائها فاتسعت عيناه والتفت نحو المصدر برعب ليراها بتلك الحال فاحتدت ملامحه من فورها وتوجه نحوها بقلق ليستقبلها بين يديه لتقع هي بين ذراعيه تلهث ، أغمضت عينيها بينما هو تحدث برعب واضح بصوته بينما يهز جسدها بمحاولة لايقاضها
" كريستي ، عزيزتي ماذا حدث ؟!"

بالكاد فتحت عينيها القرمزية لتبتسم له بألم هامسة بكلمات متقطعة تحاول لملمة حروفها المبعثرة لتوصل له ما تشعر به
" أنا ... أظن أنني ساغادر قبلك ... من حسن الحظ "

سعلت لتزداد قبضة يده على يدها والأخرى قربتها إلى صدره وهو يحدق بها بعيون متسعة فأسرع بعمل جرح بيده ووضع دمائه بفمها بسرعة في محاولة لانقاذها بينما يجبر نفسه على الابتسامة لها في محاولة لاعطائها أمل للصمود
" ستكونين بخير كريستي ، انتِ فتاة قوية ، ستكونين بخير فلا تستسلمي ، هو مجرد جرح بسيط وس..."

دموعه تجمعت بمقلتيه حين ابتسمت بحزن ومدت يدها لخده بصعوبة وهو التقط يدها تلك ليسندها بعد أن لاحظ أن جسدها قد رفض تلك الدماء التي قدمها لها والتي لطالما كانت تخبره كما أن دمائه مميزة لها

دق قلبه بعنف وهو يحدق بها تختفي من بين يديه بعد أن همست بعينين دامعتين وابتسامتها التي كانت تنير له طريقه المظلم ارتسمت له لآخر مرة هامسة بعبارة لطالما داوت قلبه حين سمعها منها
" أحبك !"

فور توقف قلبها همس بصدمة ودموعه على خده
" كر..يستي .."

تبخرت من بين يديه ليحدق هو بما بين يديه بصدمة ، أخذت أنفاسه تتصاعد أما ريكا من شهد هذا فقد أخذ شقيقه وبدأ يتراجع ، يدرك أن من أمامه لن يمرر الأمر على خير فهي من وقفت إلى جانبه واختارته دوناً عن الجميع ليكون ثمن حبهما خسارة كل شيء لكليهما ورغم ما قاسياه ورغم أن كلاهما ايضاً تم سجنه فقد عاودا الاجتماع حين خرجا ليثبتا انهما قلب واحد وها هي تسلب من بين يديه

لم يعلم ايشعر بالغيرة منه انه امتلك شخص مثلها أم يشفق عليه لأنه فقدها لكن أكثر ما كان يهمه من هذا هو فكرة أن البقاء هنا أسوء شيء قد يفعله فمن أمامه لن يكون سهلاً التعامل معه وهو بحالة من الانهيار العاطفي حتى وإن لم يكن من قتلها !

شقيقه لم يحاول النظر حتى فالخوف قد تملك منه حتى أنه نسي أنه يختبئ بحظن شقيقه الذي يفترض أنه يكرهه ويلومه على ما يجري !

ابتعد ريكا ليسمع صوت رصاصات خلفه فقفز بسرعة ممسكاً بشقيقه بكل قوة ليتجنبها ليظهر ماثيو أمامه بعينيه المحمرة وكما توقع منه فقد كان أشبه بثور هائج يحاول مداواة قلبه بعد فقدانه الشعور بما حوله

تراجع للخلف أكثر قافزاً نحو الخلف ليتجنب قتاله إلى أن يجد مكان يخبأ فيه لين ولكن لا مكان ملائم !

ظل يتراجع للخلف بعد أن انزل شقيقه الذي كان يتمسك به بكل قوة وجعل من جسده درع له يتلقى الرصاصات التي كانت لا تصيبه سوى باصابات سطحية بعد أن كان من أمامه يطلق بصورة عشوائية نحوه لتفريغ تلك المشاعر السلبية بداخله

وصل ريكا قرب الجرف وخلفه شقيقه يرتجف ولم تتوقف هجمات من أمامه هذا تسبب بتحطم الأرض اسفل قدم لين ليفقد الأخير توازنه وقبل أن يدرك ما جرى اتسعت عيناه وهو يحدق بالأعلى بينما جسده يهوي لأسفل الجرف ،

لم يكن الوحيد المصدوم فريكا هو الآخر شعر بصدمة شديدة فهو قد وعد نفسه بانقاذه للتحرر من شعوره بانه مدين لشقيقه وموته قطعلً غير مقبول
لم يأخذ منه الأمر وقتا طويلا حتى اتخذ قراره والذي كان بسيطاً جداً

_القفز خلفه _ هكذا كان خياره ببساطة حين تذكر أنه لن يستطيع رد الدين لشقيقه وقد يلوم نفسه على عدم انقاذه ، ثقة مبالغ بها أو لا مبالاة بحياته ربما
أو تعوده على الكثير بالفعل جعله يقفز خلفه دون ذرة تردد واحدة رغم أن نهاية الجرف غير واضحة أو معلومة ولا شيء يضمن أنهما قد ينجوان أو أنه سيتمكن من إمساك شقيقه قبل موته لكن ترك الاحتمالات تتضارب بينها بينما هو إتخذ التصرف الذي قرره

ماثيو والذي رأى هذا توقف عن الإطلاق ربما من شدة صدمته أو فقط أدرك تواً ما فعله ، ذهب ليحدق بذلك الجرف بحثاً عن ريكا فهو راغب بقتله بنفسه لكن لم يكن موجوداً ضمن حدود بصره ، اخفض سلاحه وجثى ارضاً

عادت دموعه للتجمع مع عينيه الحادة بتلك اللحظة ، نهض بشكل مستعجل باحثاً عن ضالته ولم يكن سوى اندرو والذي كان هو من قتل فتاته فتوجه انتقامه اليه بشكل تام

~~~~~~
اندرو كان يتقافز بذاك الجهاز من مكان لآخر ليكمل عمله وبينما يحاول زراعة آخر قنبلة شعر بحركة خلفه ، أسرع لتجاوزها لينتبه لهجوم آخر من جانبه ،
حاول التراجع سريعا لكنه فشل بهذا ليتلقى ضربة قوية أوقعت الجهاز من يده ودفعت بجسده للخلف مصطدماً بشجرة

شعر بألم شديد جعله يصرخ بألم بينما وقع جسده ارضاً وفتح إحدى عشبيتيه بصعوبة ،حدق بمن امامه فلم يكن سوى ماثيو والذي اقبل بتلك اللحظة رافعاً سلاحه أمام اندرو ناطقاً بكل ذرة حقد ملئت ثنايا قلبه
"لقد قتلتها ، لقد قتلت الشخص الوحيد الذي يهمني بهذه الحياة ! لن اغفر لك ، ساجعلك تتمنى الموت أيها القاتل !"

ابتسم أندرو بسخرية شديدة ، بينما يحاول أن ينهض فتلقى رصاصة أخرى على قدمه جعلته يستند ارضاً ، قبل أن يحاول النهوض هذه المرة نطق بسخرية محادثاً من أمامه بغير اهتمام والم مكبوت بقلبه لم يكن واضحاً لمن أمامه
" لا شيء جديد بكوني قاتل ! لكن ... ايحق لمن هو مثلك يقتل هذا وذاك أن يحاسبني على قتل شخص واحد ؟ لست أفضل حالا مني لذا لا تتحدث كما لو كنت ملاك ما أو مواطن صالح !انتم بدأتم بكل هذا فبماذا تتوقع أن اعاملك ؟!"

ازداد الغضب بقلب من أمامه ليصر على أسنانه بقوة ووجه مسدسه نحو رأس اندرو والذي حدق به بغير اهتمام بل إن ابتسامته العابثة لم تغادر شفتيه وكانه يخبره بأن كل ما تفعله لا يعنيني !

قرر أن ينهي الأمر رغبة منه برؤية من أمامه جثة بأسرع وقت ممكن ، وجه له عدة رصاصات بأماكن متفرقة من جسده بسرعة كبيرة جعلت اندرو غير قادر على الرد عليها ، تراجع للخلف مستنداً بالشجرة خلفه وبالكاد يرى ما أمامه ،ابتسم بسخرية على الوضع ورغم كل هذا لم يبدو عليه الاهتمام أنه على وشك الموت بل فقط الاستخفاف بما يحدث وبحظه المذهل كما سماه !

توقف ماثيو بعد إطلاق 7 رصاصات ليزرية وبينما كان ينوي إطلاق الأخيرة اغمض اندرو عينيه مستعداً لتلقي الضربة

سمع صوت هجوم ظنه المقصود منه لكن لم يشعر بأي شيء ففتح عينيه ببطئ ليحدق بما أمامه بتفاجأ شديد

هجوم مباغت توجه نحو ماثيو لم ينتبه له الأخير بسبب غرقه بمشاعره المبعثرة تلك فاصابه إصابة مباشرة جعلت جسده يرمى على مسافة ليست ببسيطة وأفلت مسدسه من يده

أقبلت صوفيا بتلك اللحظة لتقف أمامه بينما تقدم اوليفر ليساعده على الوقف ،حدق بهما اندرو بتفاجأ من وجودهم ثم سرعان ما أزال تلك الملامح وحدق بيد اوليفر التي امتدت لتساعده على النهوض ، تردد بأخذها خصوصاً وانه يدرك أن اوليفر أمير وفوق هذا صار يدرك ماضيه ، لم يكن من المنطقي أن يتقبله أو يساعده لكن الظروف الحالية اجبرت اندرو على رمي استغرابه وأخذ تلك اليد لينهض ويحدق بماثيو بغضب مكتوم

اوليفر بنبرة قلقة ونظرات متسائلة استفسر عن حاله
" أنت بخير ؟"

التفت اندرو اليه ليقول بمرح وهو ينفض ثيابه وأخرج انبوبة دماء من جيبه
" بالطبع انا كذلك فقط ما هذه المفاجئة التي جاءت بكما إلى هنا؟!"

حدق اوليفر بصوفيا حيث مكان وقوفها بشيء من قلة الحيلة بعد أن تنهد
" من غيرها برأيك سيعرف مكانهم ويجرني معه إلى هنا؟"

حدق به اندرو بمكر من فوره
" ماذا ؟ هل أحدهم وقع بحب المسترجلة؟! "

أجاب اوليفر من فوره بغير اهتمام
" هل أبدو كشخص قد يقع بالحب اساساً؟!

هجوم مباغت جعل الاثنين يخرجان من جو الحوار الذي فرض ليقول اندرو بأعتراض شديد
" هل جننتِ؟! نحن بنفس الطرف يفترض فهل أصاب عقلك خلل لتهاجمينا؟!"

ردت من فورها بعصبية وهي لا تزال تحدق بماثيو الذي يحاول الوقوف
" بل اوقضكما من أحلام اليقظة خاصتكما !نحن وسط معركة والرحمة ! ثم من سمح لكما بالحديث عني ؟! تستحقان ما حدث حتى تعرفا كيف تحافظان على فميكما مغلقين ثم ماذا؟! هل تركتماه لي حقا ؟!أين رجولتكما؟! تتركان فتاة تقاتل مجرم خطير كهذا .."

قاطعها اوليفر من فوره حين لاحظ سلسلة تذمراتها ليقول بشيء من الاستياء
" حسناً حسناً فهمنا سنصمت !"

اما اندرو فقد قال بسخرية من فوره بملامح عابسة صوت أقرب للهمس
"انتِ مسترجلة أكثر منه حتى يجب أن اقلق عليه لا عليك !"

حدقت به بنظرة جانبية بحدة
" هل قلت شيئاً ؟!"

أسرع لحمل سلاحه مجيباً بعد ان أعاد رسم إبتسامة على وجهه كانت أقرب إلى ابتسامة تهديد رسمها بعد ان رأى الجنود يتجمعون حوله بينما ماثيو قد استعاد قوته بل إن نظراته كانت تخترقهم وكانه يخبرهم انهم سبب كل ما جرى

وقف الثلاثة بدائرة مستعدين للقتال حتى بدأ الحرس يهاجمون ، بدأ الثلاثة مناورتهم وكل منهم قتل عدد لا بأس به إلا أن أعدادهم كانت أكثر من ما يمكن توقعه ،مر وقت لا بأس به وماثيو يراقب انهيارهم وحسب والجنود لا ينتهون

اوليفر تحدث من بين انفاسه
" ماذا سنفعل ؟لا يمكن البقاء على هذه الحال !"

صوفيا والتي كانت قد وجهت ضربة سحرية من عصاها استقبلت الأرض لتقول بصوت مرهق
" لا اعلم لكن لابد من الخروج من هنا بأسرع وقت !"

اندرو كان يحدق بالمكان حوله عسى أن يجد أي وسيلة للهرب فلم يجد ؛احتدت عيناه وحاول أن ينظم انفاسه قليلا لتمده ببعض القوة

ازداد عدد الحراس أكثر من عدد الموتى باضعاف والهجمات تزداد عليهم من كل الجهات ،الدرع الذي كونته صوفيا لم يصمد طويلاً

تجمعوا بحلقة واحدة ساندين ظهر بعضهم وهم يحدقون بما حولهم بملامح منزعجة والقلق واضح فيها

همست صوفيا بحذر ونبرة محذرة
" لدي حل لكنه غير مضمون ترغبان بالتجربة ؟ "

لم تفارق عيناهما خصومهما بينما همس اندرو بتهكم
" ليس وكأن هناك شيء مضمون ببقائنا هنا غير الموت !"

اوليفر همس من فوره
" اتفق معه سنجازف !"

تذكر اندرو شيئا جعله يحدق بماثيو ويساله مع ابتسامة مستفزة لإجباره على الإجابة
" أنت ، غريب أن تأتي الى هنا وتترك ريكا !"

حدق به ماثيو ببرود وهو يوجه مسدسه نحوه بتهديد
"سارسلك بعده هنا والآن ! هو فقط سبقك للجحيم مع ذلك الطفل الذي معه "

كانت أنظار الثلاثة عليه ولم تخفى ملامح الصدمة على أي منهم ، اندرو حدق به بصدمة ثم احتدت ملامحه وقال بابتسامة غاضبة
" يصعب أن أصدق أنه سيموت بهذه السهولة لذا ساتظاهر اني لم أسمع ما قلته !"

رد عليه بينما يميل رأسه بغير اهتمام
" لست مهتماً بتصديقك لي ستتاكد حين تلحق به !"

صوفيا همست بينما تجر اندرو من ملابسه بانزعاج
" سنغادر الآن أنهي نقاشك فوراً !"

قبل ان ينطق أي منهم بأي كلمة أخرى حركت صوفيا قدرتها والتي تدربت عليها بعد أن رأت خالة اندرو تستعملها ورغم عدم ضمان النتائج جربتها مجازفة بكل شيء

اخر ما جرى هو نظرات اندرو الباردة تجاه ماثيو

أما ماثيو فور رؤيته لصوفيا تلقي التعويذة حرك يده بسرعة مطلقاً رصاصاته تجاه اندرو بعصبية شديدة ففكرة هرب من أمامه مرفوضة بشدة لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد اختفوا من أمامه بشكل فوري

يتبع
ارجو ان يعجبكم ❤

أولا اعتذر على التأخير وقصر البارت بطريقة ما مهما حاولت كتابته يحدث شيء يؤخرني ، أرجو أن يكون البارت بالمستوى المطلوب واعدكم ببارت طويل فقط سأحاول حقاً كتابته بأول فرصة تسمح لي وشكراً على صبركم علي ❤😶

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top