بارت 21

السير بذلك المكان  الواسع بتلك المشاعر المضطربة لم يكن أفضل وضع يتمناه لنفسه

عيناه تجولان بكل الاتجاهات ويشاركه بهذا  اندرو  الذي كان بالإضافة للنظر حوله يسترق النظر اطمئناناً على رفيقه بنظرات جانبيه حرصاً منه على أن لا ينتبه المعني

الصمت كان سيد المكان فلم يكن لدى ريكا رغبة بالنقاش على أي شيء  وبحثه ذاك  بكل تركيز لم يكن سوى لإيجاد عذر يبعده  ويفرض الصمت وتحققت رغبته  بالفعل

خطواتهما والتي كانت تتباين بسرعتها  فتزداد حياناً حين يكون المكان خالي من أي دليل بينما تقل سرعة حين يقابلهما بعض الغرف المشبوهه   والتي يمكن أن تنفعهما

من حسن حظ الاثنين أن كلاهما كان لديه ذاكرة جيدة كفاية لتذكر الطريق من مرة واحدة أثناء المرور فيه واندرو كان حذراً كفاية لكي يدقق بالمكان حين كان يتم اقتيادهما نحو كيرا حين تم اخراجهما من الزنزانة

توقف بضع ثواني حين صار مفترق طرق امامهم وبينما يحاول ريكا تقرير أي طريق يسلك شعر بيد رفيقه تمتد على كتفه  بينما تشير يده الاخرى لإحدى الطرق
(لنمر من هناك ، هذا الطريق الذي مررنا منه سابقاً !)

ملامحه الجادة جعلت ريكا يتبع ذلك الطريق بصمت منطلقاً بخطوات متسارعة دون تردد جعلت اندرو يبتسم بشيء من الراحة لشعوره أن صديق يثق به كفاية ليتوجه إلى هناك دون تردد وان كان يدرك أنه لن يسمع اعتراف رفيقه مطلقاً

لحق به بخطوات متسارعة متذمراً
(انتظرني  ! من الفظيع أن تتركني خلفك )

لم يتلقى رداً ولم  يكن يتوقع تلقيه وان كان عدم سماع رد ريكا جعل قلقه يعاود السيطرة لكن ذلك كان ضمن  توقعاته

وصلا بعد مدة نحو نهاية فتوقف ريكا فجأءة ليحدق بما أمامه ، انتبه له اندرو فوقف ليحدق بما ينظر إليه ريكا بفضول
(إلى ما تنظر؟)

نبرته حملت الفضول بين حروفها ليتلقى 5 أحرف اختصرت الأمر بنبرة هادئة
(خارطة)

حدق بها اندرو وسرعان ما وضع يده على أحد النقاط فيها
(نحن هنا ، والمقر على  عدة خطوات على مايبدو !)

أومأ ريكا وانطلق الأثنان مسرعين حتى وصلا بعد وقت قصير نحو غرفة ذات باب الكتروني  ، وقف الاثنان أمامه يحدقان بصمت فتقدم اندرو بعد مدة ليقف أمام القفل الإلكتروني والذي فور وقوف اندرو أمامه ظهر صوت حاسوب يطلب كلمة السر ، وضع اصابعه على اللوحة بعشوائية وبدأ يضغط بضع  حروف لتشكل كلمة كيرا فرفضها الحاسوب  معترضاً

عاود إدخال كلمة أخرى مستعملاً اسم المنظمة ليرفض مرة أخرى ، بدأ يتابع إدخال الكلمات  التي تخطر على باله  وكلها تكللت بالرفض حتى بدأ المعني يفقد صبره بها !

قطب حاجبيه وكور يديه وضرب اللوحة شاتماً
(تباً فقط ما هي تلك الكلمة اللعينة !؟)

ريكا والذي بدأ ينزعج من  كثرة الانتظار نظر نحو اندرو بينما يتحدث بغضب مكتوم
(لما يجب معرفة كلمة تعيسة  ويمكن استخدام وسائل أخرى ؟)

نظر نحوه اندرو  متسائلاً ليراه يتقدم بدون أي تفسير بعينيه اللتان اشعتا لترتفع قدمه عن الأرض وتوجه ركلة قوية نحو الباب

بالطبع لن يتزحزح الباب مطلقاً إلا أن هناك أثر ارتطام  ظهر عليه ، اخرج ريكا سلاحه ووجهه نحو الباب  ليطلق عدة رصاصات نحو نفس مكان ركلته  والذي كان يتوسط ذلك الباب وعلى الرغم من عدم تزحزح الباب استمر بما يفعله كما لو كان لديه خطة والتي فهمها اندرو ليخرج سلاحه ويتقدم بخطوات هادئة ويقف قرب ريكا مع سلاحه والذي بدأ يطلق النار معه حتى بدأ يظهر أثر واضح على الباب ، توقف الاثنان عن الإطلاق بعد بعض الوقت وتقدم اندرو هذه المرة بينما يحدق به ريكا
( سأتولى الأمر حالياً )

رفع قدمه موجهاً عدة ضربات نحوها  ورغم صلابتها لكن قدراته المفعلة كمصاص دماء  والتي كانت عينه الحمراء تدل عليها جعلت قدمه صلبة كفاية بل جعلتها تصبح أقوى من الباب ليبدأ يتصدع أكثر ويظهر انخفاض واضع  فيه يدل على أن الباب يوشك ان يفتح فتقدم ريكا ليسحب اندرو والذي حدق به بأستغراب بصمت ووقف هو إمام الباب ليبدأ  بمحاولة دفعه هذه المرة بكامل جسده بعد أن شعر أنه بدأ يتزحزح ، ضغط هجوم ريكا أصدر صوتاً يدل على تحطم شيء ما والذي كان دليلاً كافياً أن فكرتهما أكثر من ناجحة  فتقدم اندرو ليساعده هو الآخر  واقفاً بجانبه
(لنقم بهذا بوقت واحد )

التفت ريكا اليه يتطلع به بصمت ثم أعاد بصره للباب
( سأعد حتى ثلاثة وننطلق حينها )

فور نطق هذه الكلمات بصوت ريكا الهادئ أومأ اندرو مظهراً موافقته ليبدأ العد فأنطلق الاثنان نحوه لينهار نصفا الباب  ويقع ريكا واندرو معه نحو داخل الغرفة ليبدأ اندرو بالنهوض شاتماً الباب
(تباً له ولصاحبه ولكلمته الغبية ! هذا المكان بغيض سيبقى بكوابيسي لبضع سنوات  !)

وضع ريكا يديه ارضاً وبدأ يحاول الاعتدال بجلسته مخفياً المه والذي دون علمه كان بادياً لاندرو والذي نهض بسرعة  لينفض ثيابه ثم توجه نحو ريكا ووقف أمامه ليحدق به المعنى ، مد يديه نحو رفيقه يعرض عليه المساعدة لكي ينهض فكان جواب ريكا هو النهوض  بمفرده متجاهلاً تلك اليد معلقاً
(لنبدأ بتعطيل القنابل بسرعة )

تنهد اندرو ثم ظهرت ابتسامة ماكرة على وجهه
(رغم استيائي  من رفضك للطفي  لكن اظنك لما كنت ريكا الذي أعرفه لو وافقت !)

( كف عن التحليل والثرثرة ودعنا ننهي هذا لاني بدأت أشعر اني سارتكب جريمة بحق أحد  اذا استمر الوضع هكذا !  )

رد عليه اندرو بغير اهتمام
( اوه يمكنك قتل من تشاء وانا ساساعدك ! كل من أعرفهم بهذا العالم قمامة واجزم أن قتلهم خدمة للمجتمع وليس جريمة !)

تنهد ريكا فتقدم اندرو نحو الحاسوب واقترب ريكا هو الآخر  منه يحدق بالمكان حوله ليتحدث بعد ثواني
(لا تضغط شيئاً بعشوائية قد يتسبب هذا بتحويلنا للحم مفروم !)

تزامن مع هذا السطر ضغط اندرو على زر مجهول من باب الفضول ليكون رده على رفيقه
(كان يجب أن تخبرني بوقت ابكر !)

نظر ريكا نحوه بحاجب مرفوع حين بدأ صوت الزر الذي ضغط يؤشر على مشكلة قريبة
(هل انت طفل لكي احذرك؟! ألا تدرك أننا بمقر العدو !؟)

تراجع بقرب ريكا بينما ينظر الأثناء بالإرجاء بترقب وحذر من  ما سيأتي وكان اندرو يدافع عن نفسه من تلك التهمة التي يراها ظالمة
(الرحمة ريكا ليس وكأننا سنعرف كيف نوقفه من  دون مخاطرة ! )

قبل ان يتلقى رد من رفيقه انطلق غاز من مكان مجهول ليملئ الغرفة فبدأ الاثنان يحاولان تغطية مجرى التنفس منعاً لتلك الذرات المريبة من الدخول إليه إلا أن الاوان كان  قد فات بالفعل فقد دخل ذلك الغاز ليتوجه من فوره نحو  خلايا عقليهما

شعر الاثنان بصداع خفيف   بينما بدأ الغاز ينقشع تاركاً الاثنين احدهما جلس على كرسي موجود هناك وريكا استند بلوحة المفاتيح العملاقة  ليريح جسده الذي بات يشعر أنه بحجم صخرة عملاقة

تهاوى جسده ببطئ ليستقر ارضاً  جالساً حدقتاه استقرتا على  نقطة في الفضاء محدقاً بالفراغ بشرود إلا أنه في واقع الأمر لم يكن يحدق بشيء غير الماضي بعقله بفعل ذلك الغاز ،اندرو خصلات شعره البيضاء انسدلت حتى صارت ملامح وجهه كقمر اختبئ خلف غيمة  وعقله يصارع أفكاراً متعددة ،

فتح عينيه أو هذا ما ظنه غير مدرك أن كل ما يراه مجرد سراب سيزول بأقل من ثانية لو استطاع ادراكه !

نظر حوله مستغرباً ذلك المنظر الجميل ، حديقة واسعة تلاعبه الرياح اشجارها الفارعة المنتشرة على شكل تجمعات وتنشر عبق الزهور مع ذراتها  ،  الأرض العشبية كانت شبيهه بسجاد من حرير  أخضر اللون

نظر حوله بأستغراب لتتخلل اصابعة بجيبه كحركة  لا ارادية بينما الفضول بدأ يتملكه خصوصاً مع فشل كل محاولات خلايا عقله التذكر رغم كل كفاحها

تابع السير بخطوات هادئة وعيناه تتفحصان ما حوله وشعور غريب بالراحة كان يستشعره قلبه وكأن المكان  يحتظنه ويبعد عنه  اي شعور مؤلم

وصل اخيراً إلى شجرة عملاقة ظلها غطى عدة أمتار والتيار قربها اجمل ما يكون ، البحيرة الواسعة والتي كانت مياهها تتراقص مع الهواء المنعش  كل ذلك وإن كان جذب انتباهه إلا أن كل تركيزه قد سلب تماما كما يسلب الهواء من رئتي الغريق فقد رأى
شخصان يجلسان تحت ذلك الظل الواسع يتبادلان الحديث بسعادة والابتسامة تعلو شفتيهما !

تجمد مكانه لثواني ثم بدأت قدماه تتحركان وحدها تحت تأثير صدمته وزادت خطواته  تسارعاً كلما اقترب منهما وأنغام قلبه تتصاعد معها كسنفونية وصلت لاوجها  حتى وقف أمامهما يلهث وعيناه المتسعتان جعلتا من أمامه  ينهض بقلق ويقترب منه
(اندرو  ما بك ؟!)

تحدث والده ذو الشعر  البني بعد أن حطت يده على كتف اندرو الصامت بينما تقدمت والدته وهي تتحدث بحيرة وشعرها الثلجي ينسدل على  ظهرها طولاً مع ذلك الفستان العشبي الفاتح
(ما بك صغيري ؟ وأين كنت ؟ لقد انتظرناك حتى أن الطعام بدأ يبرد !)

ظل مكانه دون رد ولم يشعر بنفسه حين انسابت تلك القطرات  اللؤلؤية من عينيه  ليسمع صوت والدته تقول بخوف شديد وارتباك
(ماذا ؟!هل تتألم ؟! هل اصابك مكروه ؟!)

حدق بها للحظات وهو يحاول التذكر أكثر عسى أن يفهم لكن صور مشوشة هي كل ما ظهر لم تكن كافية ليفهم ما يجري ، سحبته أمه ليجلس على البساط تحت الشجرة ووالده تقدم هو الآخر ليجلس بقربهما ويحدق بابنه بقلق شديد

استسلم اندرو بين يدي والديه بصمت بينما يغمض عينيه  ليشبع نفسه  من احظانهما خصوصاً مع شعوره بألم بقلبه يخبره أن كل هذا ما هو إلا ضباب يخفي خلف ستائره  الحقائق المؤلمة واننا ان لم نستيقظ قبل  فوات الأوان  سنصدم به دون شك

تسائلات والديه ازدادت مع تلك الملامح الحزينة التي يظهرها ، تردد والده بسؤاله  السؤال المعتاد بينما يسمح على شعر اندرو المستند بحظن أمه
(هل ازعجك أحد أفراد اسرتي مجدداً صغيري ؟ )

فتح عينيه ليبتسم بسخرية ومرارة نظر نحو والده بعينيه التي بدت كحديقة خضراء  لوثتها أعشاب ضارة ، تردد بقول ما كان ينوي التفوه به لكنه قرر قوله فهي فرصة لا تعوض وربما تزيح ذلك الحجر الذي يدمر قلبه

( لقد ماتوا منذ زمن ، لقد قتلتهم !)

شهقت أمه برعب أما والده فنظراته المصدومة كانت جواباً كافياً ، تابع هو كما لو انه يفرغ كل المه وشعوره بالخوف بشيء من الانهيار لم يشهده من قبل وعيناه اغرقتا ببحر مالح يحارب إعصار ما لكي لا يتسرب منه الماء
(لست نادماً ! الذنب ذنبهم ! لقد قتلوا امي واساءوا معاملتي من بعدك ! لما تركتنا ؟! كل هذا لأنك رحلت !)

نهض والده مقترباً منه لينطق بشيء من الحدة والغضب
(ماذا تقصد انك قتلتهم ؟! كيف تفعل هذا بهم؟! هم يبقون اسرتي !)

تراجع اندرو للخلف  لثواني مصدوماً من جواب والده ثم سرعان ما ازداد غضباً ليصرخ بمن  امامه
(أسرتك التي قتلت امي وضربتني وعذبتني ! هم مسوخ ! لماذا عذبونا ونحن أسرتك أيضا !)

نطقت والدته بصوت باكي ولم تقاوم دموعها وهي تتحدث بتوبيخ
(لا عذر لتصبح قاتلاً اندرو ! لم أربك هكذا !)

تراجع للخلف مصدوماً والألم  يزداد مع كل مرة يتردد الكلام بعقله ، كان أكثر ما يخشاه أن يلومه والداه على  تصرفه  حتى نطق بصدمة بعد أن تراجع لمسافة
(حسناً ، لا داعي لأن تتقبلا هذا  القاتل ! )

ابتسم بمرارة وهو يردف بابتسامة متألمة وعيناه تهددان بالغرق  وبالكاد يمنع نفسه
(انا راحل وحسب ، فقط سعيد برؤيتكما !)

حاول الركض مبتعداً إلا أنه شعر بشيء يسحبه ارضاً ويخنقه بشدة ولم يعلم ما هو !
ظلت الكلمات تنساب إلى مسامعه بينما هو يحاول التحرر
~~~
بالمكان نفسه بعقل رفيقه كان ذلك الشاب بشعره الأشقر المنسدل على   ملامحه  الطفولية  والعرق يتصبب منه مع دماء تغطي جسده الهزيل الذي اصيب بعدة جراح من اثر السوط على جسده

كان لا يزال أصغر بكثير عن عمره الحالي وهنا بدأ ريكا يتسائل  عن سبب رجوعه صغيراً  وهو يشعر بشعور فظيع وهو يرى ذلك الرجل والده  الذي اعتبره ملاذه الذي  قد ينقذه يقف وينظر اليه باحتقار بعد أن كان قد عاقبه بقسوة شديدة مجدداً
( كان يجب أن تموت ! اكرهك ،ليتك لم تولد !)

كرهه لتلك المدة كان يجعله يرغب لو يمحيها من الحياة بأسرها  وليس دفنها بالماضي وحسب وعيشها مجدداً لم يقل الماً عن تجربته الأولى لها

يرغب ان يصرخ  ويدافع عن نفسه لكن جسده يرفض الحراك  ليبقى ملقاً ارضاً تتنافس تلك الكلمات الجارحة مع جراح جسده لتصيبه

لم يتوقف عن محاولة التحرر من ذلك بل كان يزداد اصراراً على الاستيقاظ وإيقاف معاناته فهو لن يرضى بأن يعيش ذلك مجدداً بأي ثمن !

خلال هذا وصل اوليفر للغرفة بعد بعض الوقت لتتوجه عيناه من فورها للملقيين ارضاً بحالة غريبة عيناهما تبدوان لمن  هو غير واعي لما حوله رغم أنها مفتوحة ، ارتعب من ذلك فتقدم برعب بأتجاه  اندرو وهو يحرك جسده بقوة
(اندرو ! أفق ! )

حاول توجيه ضربة خفيفة نحو خده ولم تكن ذات أي تأثير فتوجه للاخر ليقترب منه ويمكن من كتفيه ويهز جسده بشيء من العنف وهو يطالبه بالنهوض وباءت محاولاته بالفشل بل انهار جسده بين يدي اوليفر والذي شعر بخوف شديد ، جلس ارضاً وهو يشعر بالتوتر غير مدرك ما يمكن فعله لاجلهما ، كور يديه ليضرب الأرض بقوة شديدة بأستياء على تأخره
(تباً ! فقط لما لم أصل ابكر !)

~~~~~~~
ايجيروا واتيكوس واصلا التقدم  نحو المكان الذي استشعرا بوجود شقيقهما به بسرعة خوفاً أن يصيبهما مكروه ، وصلا بعد وقت قصير نحو المكان المنشود وبسبب الهدوء الرهيب بالمكان ازداد الرعب والقلق بداخلهما فتبادلا النظرات وسرعان ما انطلقا بوقت واحد نحو الغرفة  ليتفقدا من بالداخل  فكان أول ما وقع بصر اتيكوس عليه هو شقيقه الجاثي ارضاً فتوجه نحوه بسرعة ونبرة مرعوبة خرجت من بين شفتيه وهو يسأل تؤامه أن كان بخير فكان ذلك كفيلاً بجعل اوليفر يلتفت لينظر نحو تؤامه بتفاجأ شديد فقد ظن أن الأمر انتهى وغادر تؤامه ولم يعلم أن كلامه تم تجاهله 

ايجيرو والذي عيناه جالتا بحثاً عن شقيقه وفور ايجاده شهق برعب وركض نحوه بقلق شديد ليقترب منه ويمسكه بين يديه في محاولة يائسة لايقاظه
وضع يده اسفل رقبة شقيقه ليتدلى رأسه  للخلف 
ردد اسمه بينما يضرب على خده بخفة
(أخي  نيكولا ! استيقظ ! ماذا اصابك؟!)

لم يتلقى رداً بل كانت دموع شقيقه التي كانت على طرف عينيه مصدراً اضافياً للقلق ، نظر حوله يبحث عن ما تسبب له بهذا فلم يجد شيئاً مثيراً للريبة

اوليفر بقي قرب اندرو في محاولة لايقاظه بينما اتيكوس نهض ليبحث عن مصدر المشكلة ، ثواني حتى وقعت يده على لوح الحاسوب انتبه لتلك الآلة والتي انطلق الغاز منها سابقاً فاستطاع ان يحزر من فوره من رؤية ما حل بريكا واندرو فصرخ بسرعة 
(اخرجا بسرعة !!)

جفل الأثنان واسرعا بالخروج  بعد أن حمل شقيقه بين يديه بينما قام اوليفر بحمل اندرو وتبعهم اتيكوس من فوره

استطاعوا النجاة باللحظة الأخيرة قبل ان تمتلئ الغرفة بالدخان ، حل الصمت بينما قلوبهم تضرب بقوة   بسبب القلق الذي انتباهم حتى زال الدخان بعد مدة
(أظن عرفنا ما حدث الآن ! اظنه تأثير  الدخان !)
نطق اتيكوس بذلك ليتلقى رداً سريعاً من ايجيروا
والذي أجاب بقلق شديد
(وكيف يزول تأثيره ؟! وبأي حال ماذا فعل بهما ؟!)

دنى اتيكوس منهما وحدق بملامح كل منهما على حدى ثم نطق بعد تفكير
(ملامحهما تدل على انزعاج أو حزن لذا توقعي أما أنه أثر عليهما جسدياً وسبب لهما الألم أو أثر على الجهاز العصبي وبدأ يعرض لهما أشياء لا يرغبان بتذكرها )

توجهت عيناه نحو ريكا وأكمل
(وأظن الثاني أكثر صواباً لو دققت النظر  بملامحه ، تبدو لشخص منزعج وليس يتألم جسدياً والدموع بطرف عينه تشهد على ذلك حسب ظني !)

صر ايجيروا على أسنانه بينما زادت يداه أحكام قبضتها على شقيقه فسمع صوت اوليفر والذي سأل هو الآخر بنبرة قلقة على رفيقيه
(هل من اقتراحات قد تخرجهما من هذا ؟ )

حرك رأسه بحركة تنفي أي خيار متاح
(لا أظن ، يعتمد الأمر عليهما وحسب !)

حل الصمت قليلاً حتى نطق اتيكوس مجدداً
(علينا إيقاف القنابل ، يمكن انقاذهما لو اخرجناهما وربما نجد شخص يستطيع مساعدتنا لكن بقائنا هنا لن يعود على أي أحد بأي فائدة )

تفهم الثلاثة الأمر فقد كان اتيكوس محقاً بكل ما قاله فبقائهم يعني موت الجميع دون شك إلا أن خياراتهم كانت محدودة ففور لمس الحاسوب ينطلق الغاز والحاسوب هو الطريقة الوحيدة لايقاف التفجير هذا أن استطاعوا فك شيفرته حقاً !

صوت الحاسوب انطلق ليزيد مشاكلهم معلناً إن العد التنازلي للانفجار قد وصل إلى الخمس دقائق  ويفترض أن تكون عملية  الإخلاء قد تمت بالفعل !

نظروا إلى بعضهم البعض بصدمة  كما لو كانوا قد نسيت سبب مجيئهم الاصلي!

(يجب ان نتصرف !)
نطقها اتيكوس بأنفعال وهو يحدق بالغرفة بالداخل في محاولة لإيجاد طريقة لمنع الغاز ، حدق بالمكان الذي كانت الآلة مخبأة به فضغطت  اصابعة على سيفه وضيق عينه بعد أن التمعت بذهنه مخطط وان كان عليه المخاطرة ، ولم يكن صعباً على اوليفر معرفة ما يفكر به شقيقه بعد أن كان يلاحظ تنقلات حدقتيه فقاطع تفكيره قائلاً
(سأتولى التي على اليمين واترك التي على اليسار لك!)

التفت محدقاً بشقيقه بتفاجأ من عرضه والذي لم يكن يتوقعه ، لاحظ اوليفر ذلك فقال بعد أن اشاح بوجهه
( لنسرع)

ابتسم اتيكوس بخفة واومأ بهدوء  فتحرك التؤام كل منهما على اتجاه بعد أن طلبا من ايجيرو الضغط على اللوحة والهرب  للخارج بينما يتوليان هما أمرها

وبالفعل حصل ذلك وتراجع ايجيروا للخلف بسرعة ليترك الأثنان يتوليان تحطيم الآلات بعد أن وضعا قطعة قماش سميكة على فميهما للاحتياط وان كانت احتمالية أن تحميهما شبه معدومة

فور خروج ايجيروا وتولي التؤام الأمر عاد هو نحو شقيقه والذي تزداد ملامحه حزنا واضطراباً أكثر وأكثر

اغمض عينيه بألم على حال شقيقه ثم فجاءة فجأءة خطرت على باله فكرة  ففتح عينيه ونظر نحو شقيقه ، اخرج سكين صغيرة من يده  ليجرح معصمه ، حدق بالدماء المنسابة  بينما يضع كل أمله بها املاً أن تشفي شقيقه كما تشفي الألم الجسدي

قرب يده من فمه شقيقه لتنساب قطرات الدماء نحو فمه ، بدا الانزعاج عليه بشكل أكبر  وبدأ رأسه  يتحرك يميناً ويساراً ثم سرعان ما بدأ يستعيد وعيه بصعوبة بالغة ، شعر شقيقه بالسعادة الشديدة حين راه يستيقظ وسأله بلهفة شديدة 
(أخي ، أنت بخير !؟ كيف تشعر ؟! )

حدق بملامح شقيقه والتي كانت بالبداية ضبابية لكنها سرعان ما بدأت تتضح

خلال ذلك كان التؤام قد انهيا عملهما بشكل متناسق وفور حصول ذلك التفت اتيكوس نحو شقيقه مع ابتسامة فخورة
(أحسنت عملاً أخي ! حقاً تحركاتك سريعة جداً !)

حدق به اوليفر بصمت مما أربك اتيكوس وقبل أن يستفسر عن سبب ذلك سمعا صوت ايجيروا الذي ينادي باسم شقيقه فتحرك اوليفر مسرعاً نحو الخارج ليجد ريكا قد اعتدل بجلسته بصعوبة

ملامحه لم تكن تدل على السرور مطلقاً والاسوء العد التنازلي الذي عاد تواً يبشرهم أن الوقت المتبقي 3 دقائق!

تحرك ايجيرو ليتجه نحو اندرو ففعل كما فعل لشقيقه ليبدأ اندرو بالاستيقاظ هو الآخر وفور عودة وعيه نطق بأستياء
(فقط من المذهل كيف أن رغبتي بقتل ذلك السادي تزداد بكل ثانية !)
 
ريكا نهض بصعوبة بينما يحاول شقيقه الوقوف إلى جانبه خشية أن يقع 

نطق ريكا متذمراً
(حذرتك من لمس أي شيء  ! حتى الاطفال اكثر حذراً منك !تباً فقط ! )
نطق بأستياء أشد مدافعاً
(لا تلمني ليس وكأنني سعيد بالنتائج ثم كان لابد من لمسه لايقاف الحاسوب أي كان سيحدث عاجلاً أو آجلاً )

اوليفر وجه حديثه لريكا من فوره
(ريكا انت تجيد التعامل  مع الحواسيب صحيح ؟! هل يمكنك التصرف ؟ )
قبل ان يجيب ريكا سمع الثلاثة صوت رنين غريب فنطق اندرو مستاءاً
(ما هذا الآن ؟! ربما نيزك سيضرب المكان أم الشمس ستأتي بنفسها اليه ؟! )

رد عليه اوليفر  بتهكم
(مع حظ كحظ من هنا قد تأتي الكواكب الاثني عشر جميعاً لاجلنا )

اخرج اتيكوس جهاز من جيبه بينما يرد على الاثنين
(في الواقع هو جهاز الاتصال الخاص بمملكتنا !
يبدو أن الخطوط عادت !)

رد اتيكوس من فوره ليصله صوت شقيقه القلق
(اتيكوس ! هل تسمعني !؟ اخبرني كيف حالكم ؟!)

( بخير نسبياً نحن  بمكان الحاسوب الرئيسي )

(سأعطي الهاتف لأحد خبراء الحواسيب سيرشدكم لطريقة لإيقاف  القنبلة !)

تحرك ريكا نحو الحاسوب بدون أي كلمة إضافية متجاهلاً المكالمة بينما تحدث اتيكوس بهدوء
(هناك شخص يعرف استخدام الحواسيب هنا ! هو سيتدبر الأمر )

تحدث الرجل عبر الهاتف بشيء من الأمر
(اوصل له الهاتف ساكلمه)

حدق اتيكوس بريكا متردداً بكيف سيوصله  له ومزاجه يجعله فقط قنبلة موقوتة يفضل الابتعاد عنها

شعر بالهاتف يؤخذ من يده فكان ذلك اوليفر الذي فهم مشاعر تؤامه بسهولة وقرر تولي الأمر ، تقدم ليصير قرب ريكا ووضع له الهاتف قربه بينما بدأ ريكا بالعبث بالحاسوب بالفعل

تحدث اوليفر بدلاً من ريكا ليعطي إشارة للرجل بالحديث فهو مصر على إعطاء الأوامر

بدأ يعطي ريكا التعليمات تحت اسماع الآخرين  وابتسامة اندرو الساخرة ولم يكن ذلك سببه سوى أن ريكا كان يتجاهل تعليماته تماماً وينفذ ما يراه صوابا !

كان الأمر أشبه بجعل الرجل يكلم  الحائط ربما !
انتهى من إعطاء تعليماته والتي يفترض أنها أوقفت القنبلة إلا أن ذلك لم يحدث
ولم يدم الأمر طويلاً حتى بدأ الرجل يفقد أعصابه من صمت من يكلمه ليتحدث بنفاذ صبر
(هل تنفذ ما أقوله أم ماذا !؟لما لم تتوقف ؟! )

لم يرد ريكا فشعر اوليفر بالارتباك قليلاً
(لا يزال يعمل على الأمر ...أظن !)

صرخ الرجل غاضباً
(ولما لا يرد هو علي ويشرح لي ما يحدث !
كان يفترض أن تكون القنبلة قد توقفت بالفعل ! ألا اذا كان  لا ينفذ ما قلته !)

نفذ صبر الصامت طوال الوقت ليتحدث بصوت بارد
( خطواتك الحمقاء لن توصلني لأي شيء! الحاسوب مبرجم بالفعل على تغير كلمة السر بعد إدخالها ويسرع القنبلة وهذا ما لن يتمكن شرحك الاحمق من حله ! لذا اسدي لي معروفاً واصمت بينما احاول إيقاف هذه القنبلة قبل ان انفجر انا بدلاً عنها  !)

اشتد غضب  الرجل إلا أن اوليفر وبدون أن يدرك لما اخذ الهاتف بسرعة وأغلق الخط
(يمكنك إكمال العمل بصمت ، انا أثق بقدرتك  على هذا !)

حدق به ريكا بشيء من التفاجأ والذي برع بأخفائه ثم سرعان ما التفت وأكمل عمله بحركة سريعة وكان اصابعه تتنافس بينها على من يضغط على المفاتيح أولاً لتسابق بذلك  الزمن والذي لم يبقى منه سوى دقيقة  قبل النهاية المحتومة

استمر بالعمل باقصى سرعته متجاهلاً صوت الحاسوب الذي بدأ له بتلك اللحظة وكانه يتعمد العبث باعصابه !
من حوله التزم الصمت أما ثقة به أو فقط خوفاً من ردة فعله ، استمر الوقت بالمضي ويداه لم تتركا  الحاسوب

بالجانب الآخر ليو وناوتو وبعض من جنودهما ومعهم الساحرة وخبير الحواسيب ذاك الذي تمنى لو يترك كل من بالداخل ليحترق بسبب غيضه من تصرف ريكا

التوتر كان سيد المكان وكل شخص يفكر بالعزيزين  عليه ، انقطع فجأءة الحاسوب قربه  فنظر نحو ناوتو بشيء من الارتباك بيننا يخبره
(لا يمكننا فعل شيء للأسف ، اعتذر بشدة )

شعر بغضب فظيع  وهو يستمع لكلماته المستسلمة وجنوده وولديه بالداخل وكل ما يسمعه منه هو كلمة اعتذار لا تنفع احداً !

قبل ان يتحدث ناوتو بشيء  ليو كان من تقدم ليمسكه من قميصه بعنف بينما يهتف بغضب
(بدل اعتذارك التافه لما لا تحاول الاستمرار أكثر وحسب وتجد حل ما  ؟!)

ارتبك بينما يحاول تحرير نفسه صعوبة وتسلل الخوف لقلبه بينما يجيب
(اعتذر حقاً لكني غير قادر على فعل شيء وخصوصا بثواني قليلة )

أبعد يده عنه بقسوة وانطلق نحو المبنى ينظر إليه بقلق شديد وهو لا يزال يأمل باعماقه أن ينجو الجميع

والد ريكا كان قد جلس ارضاً بالفعل  يشعر بالانهيار ويرى أسرته بدأت تتلاشى أمام عينيه وهو فقط واقف يتفرج  فوق الحطام المتبقي

ضم قبضته بقسوة حتى ادماها  جاعلاً من ذلك وسيلته لافراغ المه الذي يعتصره في تلك اللحظة

سمع صوت حركة خلفه فالتفت لينظر لزوجته التي بدأت تفيق وبدأت تفتح عينيها لتحدق بالسقف بحيرة

فجأءة هجم عليها سيل الذكريات لتنهض فزعة وهي تنادي برعب
(ولدي نيكولا ! )

نهض ناوتو من مكانه ليحدق بها بصمت وينتظر ردة فعلها ، حدقت به بعينيها الدامعتين وهي تشكي له قسوة ما فعله بها

اخفض بصره كما لو كان خجلاً من رفع راسه كل هذا وهي لا تدرك بعد أن ابنها الآخر أيضا بالداخل !

نهضت لتتحرك بخطوات بطيئة نحو الخارج بينما ظل هو يراقبها بقلة حيلة
~~~~~~~

الساحرة والتي وقفت تراقب برعب شديد ذلك المكان ضمت يديها إلى صدرها تدعو بقلق

أغمضت عينيها وهي تشعر برغبة بالبكاء ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها  وفتحت عينيها اللتان احتدتا ، بدأت بتركيز طاقتها المتبقية بسرعة شديدة لتختفي تحت أنظار صوفيا التي كانت تجلس ارضاً تغطي جسدها بسترة في محاولة لاسترداد طاقتها
وفور اختفاء الساحرة  نطقت بصدمة
(لحظة ! الم تقل أنها لا تملك   طاقة كافية ! هل ستكون بخير ؟!)

بتلك الأثناء وصلت الساحرة للمكان المقصود لتظهر من اللامكان فالتفت الجميع اليها عدا ريكا الذي كان مستمراً باستغلال آخر لحظات متبقية

نطقت فور ظهورها بشيء من الأنفعال
(تعالوا بسرعة ! سأحاول اخراجكم بما تبقى من طاقتي !)

نظروا لبعضهم البعض ثم نطق اتيكوس بتردد
(ماذا عن الحراس ؟هل سنتركهم يموتون وحسب ؟!هذا فظيع !)

قبل ان ترد عليه الساحرة  نطق ريكا من فوره بهدوء
(ليس بالضرورة !)

التفت الجميع اليه ليستمعوا صوت الحاسوب يعلن
(تم تأجيل عملية التفجير لربع ساعة ،تم فتح الأبواب يرجى إخلاء المكان )

ابتسم اندرو بحماس وهو يضرب كتف ريكا بشيء من القوة جعلت المعنى ينظر إليه بشيء من الاستنكار
(عرفت انك قادر على فعلها ! )

تنهد اتيكوس براحة إلا أن اوليفر تحدث بهدوء
(هل يكفي ربع ساعة للخروج ؟ نحن بمكان عميق جداً !)
ثم نظر نحو ريكا واندرو واردف
(كما أن الخروج سيتطلب بذل جهد إضافي )

لم يكن قوله ذلك سوى بسبب ملامح الاثنين المرهقة فلم يرغب ان يضغط عليهما أكثر وبوقت قصير ايضاً

نطقت الساحرة بهدوء  بينما تمد يدها تدعوهم للاقتراب ووضع يدهم
(كما قلت انا ساخرجكم بسرعة  من المكان والباقين سيجدون طريقهم عبر البوابات )

نظروا نحو بعضهم البعض حتى قرروا التقدم نحو ليكونوا حلقة ، ريكا واندرو كان واضحاً من ملامحهما أنهما ليسا بخير ويتحاملان على نفسيهما

اندرو تقدم ليمسك بيد  الساحرة بينما وقف ريكا قربه ليمسك بيده رغم كونه يرى ذلك مزعجاً بشدة ،
أراد شقيقه أن يأخذ بيده لكن فور رؤية ريكا لشقيقه سارع باخذ يد اوليفر والذي  حدق بريكا  بأستغراب بالبداية ثم سرعان ما فهم الأمر فتنهد  ومد يده نحو ايجيروا بعد أن اشاح ريكا بوجهه  متجنباً رؤية ملامح شقيقه والذي كان ينظر إليه بأسى لسببين احدهما ملامحه المرهقة والاخر هو رفضه له

اتيكوس تقدم هو الآخر ليمسك يد ايجيروا والساحرة لتنطلق  طاقتها ويظهر ضوء حولهم يبعدهم عن المكان ليظهروا بالخارج حيث مكانها السابق تحت الأنظار التي توجهت لهم

استقرت أقدامهم بعد انتقالهم على  الأرض ليبعد كل واحد منهم يده وكانه كان بسجن تحرر منه أخيرا !

وقعت عينا ليو والذي كان يبحث عن الساحرة اساساً ووالده ريكا التي كانت تحدق بالمبنى ودموعها تسابق بعضها على خديها ، فور رؤيتهم انهارت ارضاً وهي تبكي بصمت ضمت يديها لصدرها تشكر الله على إنقاذ صغيريها واللذين لا تعلم كيف بقيا بالداخل
معاً

ليو تقدم منهم بسرعة  لياخذ شقيقيه ويحتظنهما بينما اوليفر واتيكوس تحت الصدمة ، ثواني حتى استعاد اتيكوس تركيزه ليبتسم بخفة ويضع رأسه على صدر شقيقه ليريح نفسه من كل هذا الإرهاق

اوليفر من ناحية أخرى بقي في مكانه بصمت لم يدرك ما يجب فعله فلم يتحرك ولم يبادل شقيقه بالوقت نفسه

خلال هذا ايجيروا كان يحدق بريكا بصمت يحاول مفاتحته بموضوع وهو "إلى أين ستذهب ؟ وهل يمكن أن تعود معنا عسى أن نتوصل لحل ؟ "
لكن الكلمات ترفض الخروج من جوفه 

حاول ان يجمع شتات نفسه أو يأتي شيء وينقذه إلى أنه اتسعت عيناه برعب وركض باتجاه شقيقه حين لاحظ جسد شقيقه يهوي ارضاً دون سابق إنذار ترافق ذلك مع نهوض والدته والتي ركضت برعب  نحوه ليحتظنه شقيقه بين يديه إلى حين وصول والدته بينما ينظر الباقون بقلق غير قادرين على التدخل

اندرو أراد التقدم وأخذ رفيقه فهو يدرك إلى أين سيؤخذ ريكا اذا ما بقي معهم إلا أن قواه خارت  هو الآخر لينهار ارضاً فنهضت الساحرة لتمسك به برعب بين يديها  وهي تنادي اسمه بقلق واضح
(ديفيد ! صغيري انهض ! أرجوك لا ترعبني هكذا !)

راقب اوليفر ما يجري وسرعان ما تقدم بسرعة ليدنوا منه لتفقده وسرعان ما نطق
( أظنه إرهاق بسبب استنشاقه لغاز أثر على عقله !)

تقدم والد ريكا بعد مدة لينطق موجهاً كلامه لابنه
(احمله للمنزل ، لا يمكن تركه هنا وحده !)

حدق ايجيروا بوالده ثم نظر نحو امه والتي اومأت بين دموعها 
(افعل وسنتحدث معه  بعد استيقاظه )

حمل شقيقه بين يديه ثم وجه أنظاره نحو الساحرة لينطق
(شكراً على مساعدتك ،هل تاتين معنا ؟ سنرحب بك وبالفتى معك وسنقدم له الرعاية اللازمة !)

احتظنته بقوة لتنطق بينما تحرك يديها بقوة سحرية
(لا داعي ، سأخذه  معي وحسب ، سأتولى أمر رعايته بنفسي )

اوليفر نطق بحيرة
(تأخذينه؟ لما ؟ هو صديق لي سأتولى رعايته )

حدقت به بصمت ثم ردت بهدوء
(لا ، ديفيد هو صغيري انا ، كنت أبحث عنه منذ مدة ، لن اسلمه لأحد مجدداً !)

اتسعت عينا اوليفر ليشعر بيد شقيقه ليو تمتد لتسحبه فالتفت متسائلاً لينساب صوت شقيقه له
(سنعود للمنزل اوليفر ولا أريد سماع أي شيء فبالفعل مررت بما يكفي ! امي تكاد تفقد عقلها ولن اسمح لك بالرفض ، صديقاك مع اسرتهما فلا تقلق !)

فكر بالأمر لمدة لينطق بعد أن تنهد
(لا بأس !)

وجه نظرة أخيرة نحو ريكا  واندرو ثم غادر برفقة اخويه

بينما اخذت الساحرة اندرو عبر بوابة كونتها من طاقتها لتغادر المكان ، خرج باقي الجنود وتم اخذ ريكا لمدينة مصاصي الدماء  وقبل مغادرتهم انفجر المكان لترتفع النيران محدثة لهيباً اشبه ببركان ثائر يرسم لوحة وسط ذلك الظلام ويحرق تلك الجثث التي افترشته من الجانبين

صوفيا والتي شهدت كل ما حدث بصمت نهضت من مكانها وانطلقت تستشعر أثر كيرا وجماعته بعد أن لعنت حظها على فشلها بفرصة كهذه لقتلهم !

غادرت المكان وتلك النيران ترتفع السنتها خلفها  وهي تقسم على الانتقام بأي ثمن

~~~~~~~~~

سيفه الذي هوى مستهدفاً قلب الصغير تم إيقافه بشكل مفاجئ وغير متوقع من قبل ماثيو والذي اوقفه بمسدسه ، أبعد سلاحه ببطئ بينما يتسائل زين
(لما فعلت هذا؟)

فتح الصغير عينيه ليرى مصيره فوجد ماثيو امامه
تراجع للخلف أكثر فالتفت رأس ماثيو مع ابتسامة مريبة على شفتيه
( هذا الصغير ، سيكون ضيفي لمدة ، احتاجه حياً )

انزل زين سيفه متفهماً وتراجع للخلف ليترك ماثيو والذي التفت يحدق بلين الجالس ارضاً بدموعه فأقترب منه ليدنو من الصغير
(انت شقيق نيكولا حسب علمي ، ساحتاجك قليلاً )

نطق الصغير بصوت مرتجف ودموعه تنزل كشلالات
(انا لم اقابله سوى مرة واحدة )

ابتسم بأتساع ومد يده ليسحب الصغير بقسوة
(لا تقلق ستراه قريباً )

حمله معه بينما قلب الصغير يدق بعنف لا يدري ما سيكون مصيره بينما عقل ماثيو يخطط للكثير

يتبع
ارجو ان يعجبكم 😍😍
البارت 4500 كلمة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top