بارت 19
تردد واضح شعر به يغلي بداخله ، احتيار من ما يجب فعله ! خوف من نتائج تصرفاته ، أخطاء الماضي والتي لم يجد وقتاً لاصلاحها بل تفاقمت حتى ما عاد للحل طريق بل أدركها بعد أن فات أوان الندم حتى ! مواجهتها لهذا الوقت المتأخر زادتها صعوبة بل جعلت مواجهتها أسوء كوابيسه !
تسائلات فرضت نفسها على عقله محاولاً أن يتوصل لأفضل طريقة للتعامل رغم ادراكه ان لا طريقة يمكن أن تصلح ما حدث !
خرج من أفكاره بعد أن سمع صوت التون يشرع بالكلام بكل جدية ورفيقه معه
(اسمح لنا بالمشاركة سيدي ! نرغب بالمساعدة !)
بادلهما النظرات واومأ ايجاباً
( نحتاج لأكبر مساعدة ممكنة ! سأتولى أمر لين من هنا فأنطلقا )
نظر الاثنان لبعضهما بينما ذهبا لالتقاط بعض الأسلحة التي خلفها الجنود بعد موتهم وتوجها للداخل مجدداً
أما ناوتو فقد دنى من ابنه حتى صار بمستواه ووضع كلتا يديه على كتف صغيره فحدقت الصغير بوالده بحيرة
(بني ، ستذهب برفقة أحد الجنود هو سيأخذك لمكان أمن ! انا سأعيد امك فأنتظرنا !)
شعر ببعض الخوف فتمسك بقميص والده بيديه الاثنتين بعينين دامعتين ، مسح الأب على شعره بخفة وابتسم رغم صعوبة الوضع ليدخل الطمأنينة على قلب صغيره الخائف حتى وصل أحد الجنود الذين يثق بهم ، نهض معتدلاً بوقفته ونظر اليه متحدثاً بصرامة
(اعتمد عليك بحمايته ! اوصله لمكان أمن !)
أظهر الجندي احترامه من فوره وأخذ الصغير بينما يطمئن والده
(لا تخف سيدي ، سأحرص على سلامته !)
حمله بين يديه وعينا الصغير مركزة على والده وانطلق بسرعة مغادراً المكان مع ذلك الصغير والذي تشبث به مغمضاً عينيه غير راغب برؤية ما سيحدث !
أما والده فقد نهض وتوجه من فوره نحو الداخل لاستعادة زوجته بعد أن تحرر الرهائن وتم ايصالهم لمكان أمن فلم يبقى سوى زوجته وابنه وابنه الآخر و الذي عاد من الموت !
~~~~~~~~
بالداخل حيث كانت المعارك محتدة ، واصلت الساحرة تقدمها بكل هدوء حتى سأم البعض محاولة إيقافها فتوجهوا لإيقاف شخص آخر بدل تحمل مسؤلية مواجهتها
لم تقم بمساعدة احد أثناء المعركة بل كانت تمر بغير مبالاة لم يهمها عدو أم حليف بل ركزت على شيء واحد فقط شغل عقلها منذ سنوات وللان !
استشعرت قوتها شعوراً قوياً قاد قلبها بصورة لا ارادية ، انقادت خلفه بدون تردد وسارت بخطوات متسارعة نحو الغرفة فلاحظت هدوء نسبي فيها ،
أخذت نفساً عميقاً قبل ان تضع يدها على الباب بهدوء وتدفعه بينما تحاول رؤية ما بالداخل ، فور دخولها وقعت عيناها على جثث بعض الحراس الغارقة بالدماء
فتحت الباب بكامله لتتلقى طلقة من مسدس ليزري إلا أن الحاجز حماها بينما التفتت بنظراتها الحادة والتي لم يظهر شيء منها بسبب ما كانت ترتديه إلا أن هالتها كانت كافية لتجعلهم يدركون غضبها ،
تراجع اندرو خطوة للخلف ثم سرعان ما قبض على مسدسه والذي استعاده بصعوبة بعد أن علم مكانه بتهديد الحرس وقتل من كان يحرسه وريكا كان يخرج مسدسه بينما امه كعادتها تقف خلفه للتأكد أنه لن يطير ربما !
حين وقعت عينا الساحرة عليهم لم يكن صعباً أن تدرك انهم ليسوا أعداء ، صمتت للحظات وهي تحدق بمن أمامها وهي تراهم يحاولون الاستعداد للهجوم فأخذت نفساً عميقاً ونطقت بينما تثبت بصرها على نقطة معينة
" لست عدوة ! لقد جئت برفقة جيوش الشياطين ومصاصي الدماء ! "
حدق اندرو بها لثواني وتردد ريكا لبعض الوقت أما كاوري فقد ظلت تحدق بملامح ابنها لترى قراره والذي كان يوجه السلاح نحو الساحرة
ظل متردداً لبضع ثواني إلا أن اندرو انزل سلاحه خلال ذلك ونطق بنبرة مرحة وهو يثبت سلاحه حول خصره
" واضح أنها ليست عدو ! لكانت سحقتنا مع تلك الهالة منذ زمن لو ارادت ! "
نظر اليها ريكا بحاجب مرفوع وتحدث بنبرة ساخرة ولم ينزل سلاحه
" حقاً ؟! كم هذا منطقي ! ألم تسمع بالفخاخ قبلاً ؟!"
بعثر اندرو شعره الثلجي وهو يتحدث بمرح ويتحرك باتجاه رفيقه ووضع ذراعه على كتف ريكا واستند به
" لا تدقق بالتفاصيل علينا الخروج وحسب وعلينا استغلال كونها معنا على الأقل حالياً ! "
حرك ريكا كتفه ليفقد اندرو توازنه وهو يتحدث بشيء من الانزعاج
" اذا لنتحرك فقد طالت هذه المسرحية وانا سأمت كل هذا بالفعل ! "
ثم التفت واردف بتهديد
" ولا تضع يدك علي ! لست حائط للاستناد به !"
قطب اندرو حاجبيه بأستياء مصطنع وتحرك خلف صديقه
" هل تستكثر شيء بسيط كهذا على صديقك ؟!"
قاطعه ريكا بغير اهتمام ودون أن يكلف نفسه عناء النظر اليه
" متى صرنا أصدقاء ؟!"
تحركت أمه وصارت قرب الساحرة وهي تحدق بابنها بشيء من الحزن والخوف أما الساحرة فقد حدقت بهدوء مريب ولم تنطق بحرف آخر ولم تشعر بتحديق كاوري بها حتى حين وجهت الأخيرة أنظارها نحو الساحرة للاطمئنان من موقفها !
خرج الأربعة بعد مدة ولما أراد ريكا واندرو القتال قامت كاوري بسحب ريكا للخلف برفقتها وتحدثت بشيء من الحزم وقطبت حاجبيها رافضة أي جدال
" ستبقى بقربي نيكولا ! لن اخاطر بأن تكون بعيداً عني !"
نظر اليها بصمت وثبت بصره عليها ، تصرفاتها معه تجعله يتسائل هل كانت لتفعل الشيء ذاته لو كانت عرفت سابقاً !؟وهو للان لا يدرك هل عُرفت الحقيقة أم لا ؟ وكيف حصل الأمر بأي حال ؟!
لم تنتظر أمه سماع رأيه بل سحبته وامسكت بيده أما الساحرة فقد وجهت كلامها لاندرو بهدوء وقد شابكت يديها
( لا داعي لأن تقاتلا على الأقل ليس الآن ! سأوفر الحماية حتى نخرج !)
تراجع اندرو خلفها هو الآخر ليصير قرب ريكا ولما رأى والدة ريكا تمسك بيده تحدث بابتسامة ماكرة
" لا تبتعد عن امك أيها الصغير قد تضيع !"
تحرك رأس ريكا بصورة تلقائية ليحدق به بتهديد ونطق بصوت بارد بنبرة تحذيرية
(هل قلت شيئاً ؟)
حرك اندرو يده بغير مبالاة ورد عليه
(لما تظن اني قصدتك ؟ قلت طفل فهل ترى نفسك واحداً ؟!)
اغتاظ ريكا من رده فنطق من فوره بعد أن اشاح بوجهه
( نسيت انك مجنون يكلم نفسه ! ساتركك لتكمل هذا النقاش مع نفسك اذا !)
أسرع بخطاه ومعه أمه التي كانت تنظر نحو اندرو بشيء من الاستياء وهي تفكر أنها لا ترتاح لوجود ابنها بقربه ربما لأنه يعرف ابنها أكثر منها وهذا يجعلها تخشى أن يبعده عنها !
~~~~
بعد كل تلك القتالات التي خاضتها ، شعرت صوفيا بأرهاق فقررت أن تجد لها مخبئ مؤقت لترتاح حتى تستجمع طاقتها ، وجدت أمامها غرفة هادئة بعد ان قتلت الحرس خارجها ، فتحت الباب ببطئ وهي تحاول النظر بداخل الغرفة بحذر للتأكد من خلوها فوقع عيناها على ذلك الشاب والذي تعرفت عليه فور رؤيته ، اتسعت عيناها وهي تراه جالسا ارضاً وعلامات الألم على وجهه ، نسيت حذرها واقتربت منه مسرعة وهي تتحدث بشيء من القلق
(ماذا حدث لك ؟! )
رفع اوليفر رأسه ببطئ وانفاسه متباطئة وثقيلة كما لو أن أحدهم يجلس فوق صدره ويخنقه ، عيناه بالكاد مفتوحة !
سمعت صوت اتيكوس والذي نطق بنبرة تحذيرية مرتفعة
(احذري خلفك !)
حركت قوتها دوت تردد ليتكون حاجز خلفها بينما التفتت بسرعة وهي تستعد للهجوم ! رأت 4 حراس أمامها فضيقت عينيها وقالت بحدة وهي تستعد لقتلهم
(اخترتم الجانب الخطأ والوقت الخطأ وهذه ستكون آخر غلطة بحياتكم البائسة !)
قبل ان يطلقوا من اسلحتهم باغتتهم بهجوم من يدها على شكل ضوء أخضر متوهج انطلق نحوهم وفور أن اصابهم تناثرت دمائهم واردتهم قتلى !
تركت اوليفر وتوجهت نحو اتيكوس لتحرره من فورها وفور أن أصبح حراً تحرك بخطوات سريعة ودنى من شقيقه بينما يحدق به بخوف ونبرته كانت تنذر بالبكاء على حال شقيقه ، نظر اوليفر نحوه بوهن وهو يحدق بملامحه تلك بشيء من الذنب ،
اغمض عينيه وارجع جسده للخلف ، مرت على رأسه ذكريات على شكل صور تستعرض نفسها رغماً عنه !
ذاك الطفل بشعره الداكن كان يجلس ارضاً يضم قدميه إلى صدره ودموعه تتسابق فيما بينها وهو يجلس وحده بذلك المكان المعزول خلف القصر حيث الأرض امتلئت بالحشائش اليابسة ، ظل يتكلم بهمس من بين شهقاته
(لما لا يقدر جهودي ؟!لما لا يمتدحني ابداً ؟! لما يقارنني باخي !؟ ليته يراني ولو لمرة واحدة !)
تابع بكائه بدون أي كلمات أخرى فسمع صوت وقع أقدام فرفع رأسه بشيء من الخوف فوجد شقيقه أمامه ينظر إليه بشيء من الذنب وعيناه بدأتا بذرف الدموع بالفعل لرؤية شقيقه يبكي !
نطق من بين دموعه والتي كانت تتساقط كقطرات ندى متزامنة مع خاصة تؤامه
(اسف أخي ! انا اسف ! كل هذا بسببي !)
رؤية الم شقيقه جعل اوليفر يمسح دموعه بعد صمت لبضع ثواني ونهض وهو يجبر نفسه على أن يبتسم
( ليس كذلك ، احتاج لبذل جهد أكبر ليعترف والدي بجهودي وحسب !)
لم يدرك ما يجري فجزء من الثانية هو ما استغرقه شقيقه ليكون بقربه ويحتظنه بيديه الصغيرتين وهو ما زال يبكي
(هل تكرهني ؟)
اتسعت عينا الأصغر لينطق بأنفعال بينما يحتظن شقيقه
(لا تكن أحمق ! لما قد اكرهك؟!انا فقط ...)
ابتسم بحزن واردف بابتسامة مشرقة
(أكره كوني لست جيد كفاية ! لذا كما قلت لك سأعمل على نفسي أكثر !)
توقف ذلك الشريط عن العرض وعاد ليحدق بشقيقه أمامه وهو يفكر كم أن الأمور تغيرت بسبب موقف واحد جعله يشعر أنه لن يجد نفسه طالما هو مع شقيقه !
مهما أدرك أن شقيقه لا ذنب له يبقى أمر الوجود بقربه وان تتم مقارنته به بتلك الطريقة المؤلمة تجعله يرغب بالابتعاد وتحمل الشوق اليه بدل البقاء والامتلاء بمشاعر سلبية !
تحامل على نفسه وحاول النهوض بصعوبة متجاهلاً جسده الذي يطالبه بالراحة لعدة سنوات ربما !
اغمض عينيه من شدة الالم ووقف بصعوبة بينما شقيقه امسك بذراعه ليسنده ولم يستطع اوليفر الرفض هذه المرة بسبب تعبه !
وقف بصعوبة مجبراً فأقتربت صوفيا منهما وهي تنطق بهدوء
(يجب أن تجد حلاً والا لن تصمد بالمعركة !)
نظر اليها بملامحه المتعبة ورد عليها بصوت خافت
(اعلم ، لنخرج وحسب سأتدبر أمري بنفسي ! فقط يجب أن نجد اسلحتنا )
تابع أتيكوس كلام شقيقه دون أن يبتعد عنه
(علينا فقط الخروج لا ضرورة للمشاركة بالقتال فقط سندافع عن أنفسنا وانا سأتولى الدفاع عن اوليفر حتى يتحسن !)
أبعد اوليفر يد شقيقه بشيء من القسوة ونطق بصوت خافت
(لا حاجة لهذا ! اهتم بنفسك وحسب !)
نظر نحوه اتيكوس واخفض رأسه ثم ابتسم بحزن وحدق بشقيقه
(كما تشاء )
نقلت صوفيا أنظارها بين الاثنين ثم تنهدت وتحركت بدون تعليق رغم فضولها عن سبب هذه المعاملة والتي جعلتها تشك بآلامر فتصرفاته لا تدل على الحب ولا الكره بل هي تتمايل بين الاثنين !
قبل ان يخرج الثلاثة سمعوا صوت الباب يفتح فالتفت الثلاثة نحو المصدر بتأهب وبالمقابل ليو وايجيروا اللذان دخلا أيضا حدقا بالثلاثة بتفاجأ ، ثواني فقط حتى ركض ليو نحو شقيقيه مسرعاً
(اتيكوس ، اوليفر انتما بخير ؟!)
أومأ اتيكوس وقد شعر بالاطمئنان قليلاً فور رؤيته فهو لم يعد وحده !
رؤية ملامح اوليفر اشعرت ليو بالخوف فهو بدا كأنه نزعت الحياة من جسده ووجهه الشاحب ارعب شقيقه ، اقترب منه يتفقده فسمع صوت ايجيرو بقربه
(خذ من دمائي ، ستشفى سريعاً !)
فتح اوليفر عينيه ونظر نحوه وامال رأسه قليلاً وسأل بشك بعد أن تذكر أمر دماء ريكا والتي تملك قدرة شفاء قوية
(هل تعرف شخصاً يدعى ريكا ؟! شعره أشقر وعيناه زرقاء !)
لم يستغرق الكثير من الوقت لتظهر الصدمة على ملامحه و اقترب منه ايجيرو سريعاً ووضع يداه على كتفه وسأل بلهفة وحزن انعكس بحدقتيه
(هل تعلم أين هو الان؟! هل هو بخير؟! أين يمكنني إيجاد أخي !؟)
حدق به اوليفر بوهن وهو يجيب
(لا أدري أين ولكن التقيته قبل بعض الوقت !كان بغرفة أخرى لا أذكر أين بالضبط ومعه اندرو وسيدة أخرى !)
رغم الأوضاع التعيسة لكن سماع أنه كان بخير حتى وقت قريب تزيد الأمل بقلبه وكم يتمنى أن لا يخيب أمله لأنه لو حدث وخاب لن يشفى من ذلك الجرح مجدداً !
ليس وكان الندم لم يكن ينهش به طوال السنوات الماضية ولو فشل مجددا بحمايته لن يتمكن من مسامحة نفسه وكذلك أمه والتي مصيرها مجهول !
قاطعت صوفيا لحظة تأمله بعد أن استعادت شيء من طاقتها
( لنخرج بسرعة ، لا تزال تلك الساحرة تتنقل بالمكان قد نلتقي بها وبالاخرين صدفة )
تقدم ايجيرو من اوليفر وابتسم بحزن بينما يمد يده نحو اوليفر
(شكرا على إخباري بالأمر ، تفضل خذ من دمي ، نحتاج لكل الطاقات الممكنة ودمي سيزيل تأثير السم سريعاً )
تردد اوليفر قليلاً ثم استسلم وقرب يد ايجيرو من فمه وغرس انيابه بهدوء قدر الإمكان ، شرب بعض الدماء ثم أبعد يده عنه وبدأ لونه يعود لطبيعته تدريجياً
استقام بوقفته وتحدث بهدوء موجهاً كلامه لايجيرو
(شكراً لك ،انا مدين لك !)
خرج الخمسة معاً وتسلم ايجيرو واوليفر وصوفيا الخط الأمامي كون اوليفر واتيكوس لا يملكان اسلحتهما وبدأو بالتجول بالمكان
~~~~~~~
وصل ريكا واندرو ومن معهما عند نقطة معينة ليتلقوا هجوماً قوياً غير متوقع
حركت الساحرة يديها لتقوي الحاجز بينما شعرت والدة ريكا بالرعب وهي ترى ماثيو أمامها وبرفقته كريستي وبعض الجنود
كل ما كان يهمها هو أنه الشاب الذي عذب ابنها دون تردد أو رحمة متجاهلاً كل توسلاتها ، اقتربت من ابنها لتمسك به بين يديها فنقل بصره نحو امه الخائفة ثم اتجهت عيناه نحو الاتجاه الذي ارعب أمه لتتغير ملامحه الحائرة إلى أخرى حاقدة
قاتل أقرب أصدقائه الذي شاركه وحدته ومن تسبب بخطفة وأرعب أمه كان هذا كافي ليجعل ريكا يرغب بقتله خصوصاً أن أفعاله تزداد شناعة مع كل يوم ولو تركه حياً لمدة أطول من يعلم ماذا سيجعله يخسر !؟
أبعد يد أمه الخائفة برفق والتي زاد رعبها ونظرت اليه بعينين دامعتين متوسلة
(لا تبتعد عني نيكولا ! أرجوك لا تذهب !)
رغم توسلاتها لم تتغير نظراته الغاضبة ، أبعد يدها بصمت ثم وجه كلامه للساحرة بنظرات امتزج الغضب والثقة بها
(اخرجيها من هنا ! دعي الباقي علي !)
اخرج اندرو مسدسه هو الآخر ووقف بجانب ريكا مع ابتسامة خبيثة بينما تخللت يده بين خصلات شعره الثلجي
(انا باقي معه ! سأريه ردي على ضيافته المذهلة ! لدي بعض الشكاوي عن سوء الخدمة وسيكون عليه الاستماع لها بالإجبار لو لزم !)
حدقت بهما الساحرة دون أن يدرك أحد بما كانت تفكر ، التفت باتجاه كاوري والتي بدأت قطرات اللؤلؤ بالنزول من عينيها وازدادت بعد أن نطق ريكا بصوت بارد دون أن ينظر إليها
(انسي انك التقيتي بي ! قلت لك وساقولها مجدداً ، ابنك الذي تبحثين عنه قتل بلا رجعة ! أعتني بما تبقى من أبنائك !)
حركت راسها رافضة الفكرة وهي تبكي بصمت وترفض التحرك وتركه اما الساحرة فقد اقتربت من أندرو فالتفت اليها مستفسراً عن سبب وقوفها لتجيبه هي بنبرة هادئة
(لم اتي لكي اهرب ، ساساعد بهذا ! ثم واضح أنها لن تستمع له حقاً وتهرب لذا لا داعي لاضاعة الوقت ولننهي أمرهم وحسب !)
ابتسم اندرو بمكر بينما يرمي سلاحه بيده ويلتقطه بمهارة
(لن أمانع تشارك المرح معك ! )
ثم احتدت ملامحه ليظهر الغضب بعينيه
( شرط أن تتركي التعيسين بالوسط لنا !)
~~~~~~~~
دخل ناوتو للداخل برفقة عدد من جنوده وانتشروا بالداخل بينما توغل هو ليقوم بالبحث بنفسه بينما جنوده تولوا من حوله ، كان ينظر حوله بحثاً عن هدفه متجاهلاً أي شيء آخر
مر بدون تخطيط مسبق لأماكن مختلفة حتى لاحظ تجمع عدد من الجنود وشعر بطاقة تنبعث من هناك ، توجه بخطوات حذرة ورفع سلاحه فلاحظ قدوم الخمسة الآخرين من الاتجاه الآخر ، اشار لهم بالهدوء فور وصولهم وقد انتبهوا له ، حظروا الأسلحة بينما أبقوا اوليفر واتيكوس بالخلف
تقدموا دون إصدار صوت حتى سمعوا صوت ماثيو وهو يضحك بغير اهتمام بينما يكلم من أمامه
( تبدو أفضل من ما تخيلتك نيكولا ! وأنت كذلك ديفيد)
سماع هذين الاسمين جمد من بالخلف بصدمة شديدة وسرعان ما انطلق ايجيروا بسرعة جنونية متجاهلاً كون العدو أمامه وتبعه والده بهدوء شديد عكس عاصفة الخوف التي بقلبه !
اوليفر تقدم بغير تردد هو الآخر فهو بينه وبين نفسه اقسم أن لا يرتاح حتى يخرج ريكا من ما ورطة به وان كان مايك لن يعود ابداً !
توقف الجميع بحلقة كل منهم قادم من طريق بذلك التقاطع الرباعي ، لم ينتبه ريكا للأمر بسبب تركيزه على حقده على ماثيو فلم ينتبه للعيون التي تحدق به موشكة على ذرف الدموع !
أدار ماثيو رأسه ونطق بابتسامة مستفزة وهو يحدق بناوتو ومن معه بينما يوجه كلامه لريكا
(انظر نيكولا ! يبدو أن لديك زوار !)
فور أن التفت رأسه بحركة لا ارادية ووقعت عينه على من جاء تجمد الوقت لديه وثبتت عيناه على ذلك الشاب أمامه والرجل الذي بقربه اتسعت عيناه ولم يخفى على أحد صدمته
#ريكا
لما ؟! لما من بين الجميع هو هنا ؟!لا أريد رؤيتهم ! لا أريد أي منهما ! ليس هما ! ارحلا ! لا أريد التذكر !
#الراويه
قال هذه الكلمات بعقله ولم يدرك كم أن مشاعره انعكست للخارج!
عيناه انقلبتا للاحمر القاتم ويداه تكورتا بقسوة شديدة ، لم يكن غريباً أن يكون غاضباً لكن ان يكن كل هذا الحقد تجاه والده ارعب والده وأدرك أن خوفه كان منطقياً !
فرحة شقيقه برؤيته افسدتها تلك النظرات التي تطالب بجثة من أمامه
أمه الواقفة بالخلف لم تعرف كيف تتصرف وهي ترى اسرتها تتفكك بهذه الطريقة لكن القاسم المشترك هو أن الجميع يدرك أن كل ما يفعله من حقه وأكثر !
يتبع
البارت 2500 كلمة
ارجو ان يعجبكم 😍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top