بارت 15
نظرت كاوري لزوجها وهي لا تفهم أي شيء مما
يجري فمن المفترض أن ابنها يدرس بالخارج فلما
تسمع الآن أنه كان يعيش بعالم البشر وفوق هذا
يقاتل أشخاص مطلوبين للعدالة ! لم تستطع أن
تفهم هذا فلم تجد غير زوجها لتسأله والذي فور
سؤالها له زاد خوفها ونبضات قلبها فملامح زوجها
لم تحمل سوى الندم وبالكاد كان قادراً على النظر
إليها كمجرم ارتكب جريمة ويحاول أن يتجنب
دفع ثمنها أو تحمل مسؤليتها، كررت سؤالها بحدة
أكبر
(اجبني ! لما ابني يقاتل شخصاً ما وملامحه أبعد
ما يكون عن الخير ؟! ماذا حل به ؟!)
لم تتلقى رداً من أحد أما ايجيرو فقد انطلق راكضاً
للخارج غير آبه بشيء غير الذهاب لشقيقه الذي
ظنه ميتاً وعاش بندم شديد وإحساس بالمسؤولية
على عدم حمايته ، كانت لديه رغبة شديدة بالبكاء
لكنه قرر تناسي هذا لحين الوصول لشقيقه املاً
أن لا يكون الأوان قد فات !
أما اوليفر فقد زادت حيرته وهو يركز بعينيه
الزرقاوتين نحو والدي ريكا وهو يفكر بالشيء
الذي حدث ليجعله يترك أسرته خلفه ويعيش
منعزلاً مع وحدته ويفضل رفقة الحيوانات
أما ناوتو وكاوري فقد
تقدم منها ناوتو وحاول احتظانها لتهدئتها لكنها
دفعته وقالت بقهر والدموع مستمرة
(لا أحتاج أن تخفف عني ! كل ما اريده هو الحقيقة
أم يجب أن أذهب واسأله بنفسي !؟)
قبل أن ينطق اي احد اهتز المكان وارتفعت السنة
اللهب بالخارج بعد أن انفجرت بعض القنابل ليدب
الرعب بقلوب الحظور وبدأ كل شخص يجمع
أسرته بقربه ، فجأءة انفتحت الأبواب ليدخل منها
رجال ملثمون يتقدمهم كيرا بابتسامة واسعة مع
سترته البيضاء فنظر إليه اوليفر بصدمة ووضع يده
على سيفه فوراً ونطق بكره وسط دهشة الحظور
(ما الذي تفعله هنا أيها اللعين !؟)
اقترب اتيكوس من شقيقه بعد أن رأى غضبه وشعر
بقلبه يؤلمه فكان ذلك كفيلاً بجعله يقلق ووالدته
لم تقل قلقاً فتقدمت هي الاخرى إلى جانبه ونطقت
بقلق
(اتعرفه ؟!)
ضحك كيرا ثم نطق بمكر موجهاً كلامه لاوليفر
(ياللحظ السعيد ، اوليفر هنا ؟ يبدو أنني ساحصل
على فرصة أخرى لاستضافتك ! )
فهم اتيكوس الأمر فظهر الحقد على ملامحه فتقدم
والدهما الملك ومعه حرسه ليقف أمام أسرته
بيتنا تقدم شقيق اوليفر الأكبر ليمسكه هو واتيكوس
ويمنعهما من التدخل والتورط !
لكن اوليفر أبعد يده عنه بقسوة فقد تذكر كل ما
قاساه وفقد أعصابه مجدداً ليزيد قلق أسرته عليه
بينما ناوتو يمسك بزوجته وابنه الأصغر حرصاً على
سلامتهما ، انتشر جنود كيرا بالمكان وبدأو برمي
متفجراتٍ داخل المبنى فبدا البناء يتداعى والضيوف
بدأو بالركض للخارج ومنهم من اشتبك مع رجال
كيرا ليعطي المجال لأسرته بالهرب
امسكت كاوري بصغيرها بكلتا يديها كما لو أنها
تخشى أن يخطف منها فقلبها لن يحتمل أن
يختفي ابن آخر لها أما ناوتو فقد بدأ يحارب
الجنود الذي توجهوا إلى أسرته ، التفتت كاوري
لترى الإجواء من حولها فأنتبهت لأحد الرجال
الذين كان يتوجه نحوها هي وابنها فابعدت
الصغير عن الطريق ودفعته بحركة سريعة
للخلف وجعلت من جسدها درعاً لتصاب
بصعقة كهربائية افقدتها الوعي فور اصابتها.
عند اوليفر
كان اوليفر راغباً بشدة بالاشتباك لكن وجود أسرته
حوله منعه
من التحرك ولا حتى لخطوة واحدة إلا أن لكيرا
الذي شعر بالهزيمة بعد هرب اوليفر منه سابقاً كان
له رأي آخر فتقدم مع ابتسامته الماكرة التي شقت
طريقها لشفتيه بينما يتقدم بكل ثقة مع يده التي
تسللت لجيبه لتزيد قلق من ينظر إليه فهو
يبدو كنا لو أنه بنزهه ، فاستعد اوليفر واتيكوس
وشقيقهما الأكبر بينما ضيق والدهما عينيه بحدة
وهو ينظر إلى من عذب ابنه بدون رحمة والحرس
من حوله ثواني فقط حتى هجم حراس كيرا
على أسرة اوليفر بينما اخرج كيرا مسدس غريب
الشكل من معطفه الطبي ووجهه نحو اتيكوس
فتقدم اوليفر والذي ايقن أي نوع من الأسلحة هو
فوقف أمام شقيقه الذي تفاجأ من وقوف تؤامه
أمامه فالتف خيط عريض حول يد اوليفر والذي
استطاع أن يعرف القادم فقد استعمله ضده قبلاً
ثانية وسرى تيار قوي خلال الحبل وخلال جسد
اوليفر والذي حاول التماسك قدر
الإمكان حتى لا يقلق أمه التي كانت تنظر اليه
بصدمة وهي لا تدرك ما الذي يجري بالضبط وحين
حاولت هي واتيكوس الاقتراب صرخ بها بحدة
(لا تقتربا!)
فزعت وتراجعت للخلف بينما استغرب اتيكوس
ردة فعل شقيقه رغم أنه يدرك أن هناك شيء غير
طبيعي يحصل بينما والده ظل ينظر إليه بخوف
فهو ورغم قسوته يخاف على ابنه بشدة وما قسوته
إلا لقلقه عليه
خلال كل هذا اتسعت ابتسامة كيرا وارتفعت يده
لتصل لنظارته الطبية لتحركها بخفة
(قدرة تحمل مذهلة كالعادة لكن كم ستصمد يا ترى ؟)
ضغط زناد المسدس أكثر فأزداد التيار حدة ليهوي
جسده ارضاً تحت أنظار أسرته التي فور رأيته
يتهاوى ارضاً امامهم ركضوا نحوه بقلق شديد بينما
امسكت به والدته محاولة ايقاظه
( صغيري ! انهض ! ماذا اصابك ؟!)
لم يحتمل اتيكوس فنهض من مكانه وأخرج سيفه
من غمده وعيناه الزرقاوتان اظلمتا كماء تعكر
بشوائب حتى فقد زرقته إلا أنه قبل أن يستطيع
الهجوم أطلق الجنود قنابل دخانية ثم بدأ الجميع
يفقد وعيه تدريجياً بصورة مفاجئة عدا عن جنود
كيرا الذين كانوا يضعون أقنعة بينما كان
اتيكوس يصارع لإبقاء عينيه مفتوحتين وهو ينظر
نحو شقيقه قبل أن يظلم كل شيء حوله ويفقد
وعيه وبعد أن حصل هذا أمر كيرا بأخذ بعض
الأشخاص وترك الآخرين ليثير الرعب بقلوبهم
ويثبت لهم أنه قادر على فعل ما يريد وأول شخص
أخذه كان اوليفر وتؤامه فضلاً عن كاوري وابنها
وبعض أبناء النبلاء ليترك الآخرين ارضاً غير مدركين
بالكارثة التي حلت بأسرهم
~~~~~~
عند ريكا واندرو ، كان الاثنان مستمرين بالقتال
دون تحديد فائز ولم يعد بإمكان أي منهم الحركة
اطلاقاً فتوقفوا للمرة الرابعة ربما لكن هذه المرة
لم تكن النتيجة نفسها فبينما الجميع يرتاح من
القتال تسللت ابتسامة ماكرة إلى شفتي ماثيو
فنظر إليه ريكا مستغرباً
(ما الذي يجعلك تبتسم؟)
نطق بهذا وعيناه القاتمتان مركزتان على خصمه
والذي اتسعت ابتسامته حين سمع هذا
(لما لا تنظر حولك ؟)
كان أندرو يستمع أيضا للحوار فنظر بنفس اللحظة
حوله مع ريكا واللذان فور النظر انتبها للعديد
من الجنود يحاصرونهما فتراجع ريكا بحركة
لا ارادية وصار بقرب أندرو الذي بدا العرق يتصبب
منه ثم استند احدهما بظهر الآخر وكل منهما
يمسك مسدسه وهو واقف بصعوبة بينما ماثيو
وكريستي تراجعا للراحة تاركين الأمر للجنود
( استمتع ، اراك لاحقاً نيكولا )
شدد على الكلمة الاخيرة مع ابتسامته المستفزة
وغادرا المكان وبينما كان ريكا واندرو يحاولان قتال
الجنود والهرب فنطق أندرو ساخراً
(الم أقل لك ؟! هذا المكان تعيس بكل المقاييس !)
ضيق ريكا عينيه الزرقاوتين بينما رفع مسدسه
وصوب على من امامه
(هو تجاوز مرحلة التعاسة منذ زمن ! )
أوقع الاثنان العديد من الجنود رغم ارهاقهما
لكن أحد الجنود قرر التصرف وكما بالطرف الآخر
رمى قنبلة غازية نشرت غازاً منوماً فور انتشاره
وضع ريكا واندرو يديهما على فميهما لكن لسوء
الحظ كان الاثنان قد استنشقا الغاز بالفعل
فبدأ الدوار يسيطر عليهما، صارت الرأيا ضبابية
ولم يدم الأمر حتى شعر الاثنان بجسدهما يهوي
ارضاً ورغم محاولاتهما الكثيرة للبقاء مستيقظين
لكنهما فشلا بالأمر وغاصا بظلام دامس لا يرى
به شيء ولا يسمع به صوت وما ينتظرهما أسوء
بكثير
~~~~~~
وصلت صوفيا بعد وقت قصير من اختفائهم لترى
اثار المعركة فظهر الانزعاج الشديد على وجهها
وانسدلت خصلات شعرها القصيرة على عينيها
تحركت قدمها بطريقة غير ارادية لتضرب الأرض
بقوة ولم يمضي الكثير حتى سمعت صوت
وقع اقدام فالتفتت لترى ايجيرو الذي فور وصوله
ورؤية المكان يخلو من شقيقه ضرب الشجرة
التي بقربه بيده بقوة
(اللعنة ! لقد تأخرت !)
دنى ارضاً والغضب سيطر عليه وقطرات الدموع
قد هربت من عينيه الزرقاوتين بعد أن شعر
باليأس يتسلل لقلبه كما تتسلل دقائق الهواء
لرئتيه فنظرت اليه صوفيا بنظرة جانبية إلى
الجاثي خلفها
( استبقى جالساً عندك تلعن حظك السيء أم ترافقني
للحاق بهم وإيجادهم؟)
نهض ايجيرو من فوره بعيناه اللتان اتخذتا الأحمر
القاني لوناً لها بهذه اللحظة والحدة سيطرت عليهما
(اجلس العن حظي ؟ من سيفعل !)
تحرك بخطوات ثابتة ليبحث عن آثار لهم فبدأت
صوفيا تفعل المثل دون تردد فقد صار لديهما هدف
مشترك رغم أن أعصاب ايجيرو كانت على وشك
الانهيار فبعد أن عرف أن شقيقه الذي
ظنه ميتاً لسنوات حي وبعد أن بدأ الأمل يحي قلبه
يأتي شخص ليأخذ شقيقه مجدداً ويقتل الأمل
بقلبه وكانت رائحة دماء ريكا كفيلة بجعله راغباً
بقتل كل من حوله وكل بشري يظهر أمامه خصوصاً
انهم بداية كل شيء إلا أن هذا البحث تمت مقاطعته
بصوت هاتف ايجيروا الذي اخرج هاتفه بعد أن
توقف عن البحث ورد بهدوء
(ماذا هناك ؟)
وصل إليه صوت الطرف الآخر المنفعل الذي ينتمي
لاتباع أسرته
(سيدي ! لقد هاجمنا البشر وتم خطف السيدة
والسيد الصغير وأميرا الشياطين وبعض النبلاء !
الجميع في حالة فقدان وعي حالياً بما فيهم
السيد ناوتو بما تأمر ؟ !)
الجمت الصدمة لسان ايجيرو الذي كان متماسكاً
بصعوبة بعد ما حل بشقيقه إلا أن الأن لم يعد
قادراً على الهدوء فقد خطف شقيقه الآخر وأمه
(حظر كل الجنود ! سنجدهم ولو كانوا بآخر العالم!)
نطق هذه الكلمات ببرود شديد مسبباً الرعب
للطرف الآخر والذي يعرف أن هذه النبرة من سيده
لا تبشر بخير إطلاقاً
صوفيا قررت أن تساعده فقد وجدت هدفها معه
وقد يكون هو خير من يستطيع مساعدتها حالياً !
~~~~~~~~~~
فتح ريكا عينيه ببطئ شديد وهو يشعر بألم فظيع
بأنحاء جسده وهو ما زال يحاول استيعاب
ما حوله فما تزال الرؤيا مشوشة وجسده ثقيل
بسبب المخدر ، رغم كل المه شعر بيد رفيقه تعبث
بشعره بلطف وصوت شخص ينطق باسمه السابق
بحنان حرك جسده ليستلقي على ظهره و ورفع رأسه
للاعلى لينظر لصاحب
الصوت بينما عيناه تحاولان تعديل الرؤيا فشعر
بقطرات ماء تتساقط على وجهه ، ثواني فقط
كانت كافية لتتضح الرؤيا لتتسع عيناه بشدة حتى
بدت كما لو أنها ستخرج من مقلتيه فهو ولسبب ما
وجد نفسه بحظن أمه التي تركها وهي شبه ميتة
يتبع
ارجو ان يعجبكم 😍
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير أن شاء الله يعود
عليكم بالخير والبركة ويسعدكم بكل أمور حياتكم😍😍😍😍
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top