بارت 12
كان اندرو يساعد ريكا على السير وريكا لم يكن
يتذمر على خلاف عادته ، ولكن بعد وقت قصير
توقف ورفع يده ببطئ ليبعد يد أندرو ، نظر اليه
أندرو باستغراب ولكن سرعان ما قال بهدوء
وجديه خلاف عادته
(ربما لا أعلم كيف تشعر تماما لكن حالي ليس
أفضل من حالك لذا لنتعاون على مغادره هذا المكان
وحسب )
نظر اليه ريكا بهدوء وعيناه تحمل هموم الدنيا
وقال
( إلى أين سنذهب ؟)
اشاح أندرو بوجهه ووضع يديه بجيبيه واغمض عينيه
وكانه يتذكر بعض الأمور حتى قال بهدوء
( مكان عشت فيه لبعض الوقت ولم يعد هناك
أحد فيه الآن ، سنذهب اليه حتى تعمل البوابه )
نظر ريكا إلى ملامحه التي بدى الألم واضحا عليها
وبدا بالسير دون قول شيء آخر وكل منهما غارق
في بحر الالامه ، وصلا لحدود المدينه وفجاءه
وقف أندرو وابتسم بسخريه والتفت لريكا وقال
(ساشتري شيئا لذا انتظرني هنا )
لم يرد ريكا وبقي واقفا ،التفت نحو الخلف ليرى
ألغابه قد صارت خلفه ، لقد مر بهذا المكان سابقا
وهذا فقط يجعله يتألم أكثر ، خمس دقائق
حتى عاد أندرو ومد يده لريكا وقد كان يحمل بها
قطعه قماش سوداء كبيره وواحدة أخرى بيده
الثانيه ، نظر اليه ريكا مستغربا ومد يده لاخذها
وقال
( ما هذا ؟!)
امسك أندرو قطعه القماش التي في يده وجعلها
تنسدل على جسده ولفها من جهه العنق وجزء من
القماش تركه ليغطي به رأسه وقال لريكا بمرح
مصطنع
( أفعل كما فعلت ، لا ترغب أن يتعرف عليك أحد
صحيح ؟ إذا ضعها )
كاد ريكا يسخر منه ويقول هذا فقط سيجذب
الانتباه فأنت تبدو كحاصد ارواح لكنه فقط لم
يكن في مزاج يسمح له بالمزاح فارتداها مع أندرو
وإبدأ الاثنان بالسير ولسبب ما لا أحد نظر إليهما
حيث يبدو أن الأمر هنا شائع للمسافرين الغرباء
كان ريكا يسير وراسه للأسفل وعيناه تنظران
للأرض كان يفكر كيف أن الأمور انقلبت وعاد
ليسير في أرجاء هذه المدينة التي كانت هي
وسكانها من حطمه ، أما أندرو فقد كان يسير بهدوء
غريب وملامح جاده وغاضبه حتى وصلا لمنزل
كبير نسبيا ذو جدران بنيه وبه حديقه كبيره لكنها
خاليه من أي نباتات وواضح أنها مهجورة منذ زمن
وقف ريكا ينظر للمكان ثم إلى ظهر أندرو الذي
وقف أمامه بصمت ينظر للمنزل وبسبب انه يغطي
وجهه لم يستطع ريكا أن يعرف ما يفكر به أندرو
فقال اندرو بهدوء
( لندخل )
تقدم وتبعه ريكا بهدوء ، فتح أندرو الباب ودخل
لتظهر غرفه كبيره نسبيا تحوي درج يؤدي لطابق
آخر اضافه إلى وجود عدد من الغرف موزعة في
المكان ، كان يبدو وكأنه منزل أسره غنيه ، تقدم
أندرو وحرك قابس الكهرباء فاشتغلت الأضواء
فالتفت أندرو وقال بمرح وكان واضحا انه يجبر
نفسه على هذا
( اختر الغرفه التي تعجبك ، سنرتاح هنا قليلا
حتى نستطيع المغادره )
ابعد ريكا قطعه القماش فقد بدا يشعر بالحر
ونظر الي اندرو وقال بشيء من الهدوء
( هل أصحاب المنزل على علم بهذا ؟ )
سار اندرو مغادرا وقال بغموض
( انت تتحدث إلى صاحب المنزل الآن )
توسعت عينا ريكا فهو لم يتوقع أن أندرو من اسره
غنيه ولكنه صمت فهو ليس في مزاج للنقاش
تقدم كلاهما بهدوء وتوجه كل واحد منهما إلى
إلى اتجاه وكانهما يدركان أن ما يحتاجانه الآن هو
وقت للبقاء والتفكير على انفراد لتقبل ما فرض
عليهما
كان ريكا يتجول في المكان وهو ينظر حوله يمينا
ويسارا ، كان واضحا من الغبار أن المكان مهجور ولم
يزره احد منذ رحيل أندرو ربما ، فتح ريكا إحدى
الأبواب فوجد غرفه تحوي سرير فدخل اليها بهدوء
وأغلق الباب خلفه ، نظر حوله ليرى الغرف تحوي
مدخنه وخزانه مزخرفه بنقوش مميزه والسرير
لشخصين ، النافذه كبيرة ومطله على الحديقه
تقدم ريكا وفتح النافذه ووقف لينظر للخارج ،
كان الهواء يتحرك بلطف ورغم هذا فالحزن لم
يغادر ريكا ، شعر أن كل جهده الذي بذله لينسى
يتطاير إلان مع الهواء ليعيده لمعاناته ويثبت له
أنه لن يهرب للأبد وسيبقى الماضي يلاحقه ويفسد
حياته ، ترك النافذه مفتوحه وتوجه نحو
السرير وألقى بجسده عليه واغمض عينيه ليغفو فورا هربا من كل شيء .
أندرو كان يتجول في الأنحاء وابتسامة ساخره
على وجهه وهو يرى المكان مهجور تماما بعد ان
كان مليئا بأشخاص كرههم وقرر أن يدمر حياته
فقط ليتخلص منهم ،وصل لغرفه ما وفتحها ليدخل
للداخل وقال بحزن واضح
( مرحبا امي ، لقد عدت )
تقدم ببطئ ليفتح الخزانة وأخرج منها صوره سيده
بشعر ابيض طويل وعيون زرقاء ، امسكها بيديه
الاثنتين وهو ينظر إليها بحزن ، بدأت الدموع تتجمع
في عينيه فابعد الصوره بسرعه واعادها لمكانها
وذهب وألقى بجسده على الاريكه باهمال ،
قطب حاجبيه بضيق فهذا المكان هو أكثر مكان
يخنقه
~~~~~~~~
في منطقة السحره
كانت صوفيا تتجول في مدينه السحره بشيء من
الغضب وهي تدوس على الأرض بعنف وتتذكر
ما حصل بقصر ملكه السحره بعد أن أخذها الحارس
إلى هناك وما ازعجها هو كلام الملكة فقد قصت
صوفيا ما حصل للملكة لها ولاسرتها فكان جواب
الملكه هو ما أثار غضبها فقد اخبرتها حرفيا
( اسف على ما حدث لاسرتك ، ابقي هنا وسنوفر
لكي المأوى حتى تستطيعي الاعتماد على نفسك
ولكن انسي امر الانتقام فهو لن يفيد أحد وانا لا
انوي توريط المزيد من شعبي مع أشخاص مثلهم )
وصلت صوفيا إلى حدود المملكه بعد سير دام
عده ساعات والغضب لم يقل ، قررت أن تعود
للبحث عن ريكا والاخرين فقد بدا لها انهم
غير سعداء بوجودهم هنا لذا قررت أن تتوجه
لمدينه الشياطين أولا لتجد اوليفر فهو سيكون
بالقصر دون شك
~~~~~
عند اوليفر
عاد هو واخوته للقصر بينما هو وقف بتردد أمام
القصر وكانه خائف من الدخول ،انتبه إليه اتيكوس
فتقدم وسحبه من يده وقال بهدوء
( دعنا ندخل )
أبعد اوليفر يد اتيكوس بشيء من الانزعاج وقطب
حاجبيه وقال
( أي كان ما سيحدث هنا ، أنت الملام عليه)
تقدم أمامه فجاء ليو لاتيكوس ووضع يده على
كتفه وقال بابتسامه حزينه
( لا تحزن اتيكوس ، تعلم انك لست السبب ولكن
هو فقط متوتر قليلا بسبب ابي )
أوما اتيكوس بصمت ودخل ليستقبلهم الحرس
باحترام ، جاء رئيس الحرس وقال باحترام
(مرحبا بكم أيها الأمراء ، الحاكم والحاكمه بانتظاركم )
ضغط اوليفر على يديه واغمض عينيه بألم وانزعاج
وتقدم بصمت بينما أنظار اخويه وحتى الحارس
نحوه فالمقربين من في الاسره يدركون مشاعر
اوليفر ، تقدم الجميع ليصلوا لقاعة العرش
حيث الملك والملكة هناك ، بمجرد أن دخلوا
نهضت الملكه من عرشها لتركض وتحتظن ابنها
والدموع تنزل من عينيها العسليتين وقالت بشوق
( صغيري اوليفر ، سعيده انك بخير )
تردد للحظات لكنه بادلها العناق وقال بهدوء
( انا كذلك امي )
ابعدته قليلا ووضعت يدها على وجهه وقالت
بقلق
( هل تاذيت ؟ هل حصل لك مكروه ؟! اظنك متعب
ويجب أن ترتاح )
نظر الملك إلى ابنه بهدوء ورغم أنه شعر بالسعادة
لرؤيه ابنه لكنه لم يظهر ذلك فقال بهدوء
( جيد انك عدت ، ارجو ان تكون قد تعلمت الدرس
اوليفر ، لا تسبب المزيد من المشاكل )
صر اوليفر على أسنانه لتلتمع بذهنه صوره أندرو
حين اخبره
( أفرغ غضبك بابيك حين تلتقيه )
وعادت اليه ذكرياته عن كل ما تعرض له من تعذيب
على يد كيرا ، لاحظت والدته واخويه هذا والملك
لاحظ أيضا اضطراب اوليفر الذي كان واضحا انه
على وشك الانفجار فقالت والدته بارتباك
( عزيزي أظن اوليفر متعب ، ربما يجب تأجيل
الكلام لوقت ....)
قاطعها اوليفر لينظر لوالده بحقد وقال
(أجل تعلمت أن الرجل الذي يفترض به حمايتي
هو من كان سببا لعذابي ، هل اكمل ؟
تعلمت أن. ....)
سحبه اتيكوس من يده وقال بقلق
( اوليفر ، اذهب لترتاح !)
نظر اوليفر لشقيقه بغضب وسحب يده منه بقسوه
واستدار ليغادر ، استاء كل من في القاعة
وحل الصمت المكان ولكن سرعان ما قال الملك
للحرس
( كثف المراقبه عليه ، واضح انه سيحاول الهرب
قريبا جدا )
اتسعت عينا اتيكوس من كلام والده فهو رغم علمه
بذلك رؤيه ماحدث جعلته يوقن أن اوليفر ووالده
لن يتفقا وهذا يعني أن بقاء اوليفر بارادته ضرب من
الخيال
ذهب اوليفر لغرفته المعتاده ،دخل اليها ليغلق الباب
بقوه وفور دخوله ضرب يده بالحائط وهو يتمنى
لو كان يقاتل كيرا الآن بدل سماع ما قاله والده
فهو وان كان يتوقع أن والده لن يعترف انه السبب
وتوقع أن يقول كلاما مزعجا لكن حين سمعه هو
فقط فقد أعصابه تماما ورغم كل محاولاته للصمت
هو فقط انفجر قليلا ولولا تدخل اتيكوس لكان
الأمر قد تحول لشجار عنيف وعقاب جديد له دون
شك ، تنهد وزفر الهواء بغضب وذهب للجلوس
على حافه السرير وهو يحاول أن يستجمع افكاره
بشأن ما سيفعله
~~~~~~~~~~~~~~
في مكان آخر في المملكه وتحديدا في مملكه
مصاصي الدماء ،عاد الحارس للقصر ليدخل غرفه
الاجتماعات ، كان الحاكم وعوائل النبلاء مجتمعين
هناك حول طاولة الاجتماعات ، الغرفه كانت واسعه
وجدرانها ذهبية ،الطاوله مصنوعة من أغلى أنواع
الخشب والكراسي من أفخر أنواع الجلود
نطق الحاكم بهدوء
( لقد تعرضت منطقتنا لهجوم بعض الأشخاص
المجهولين مجددا ، يبدو أنهم نفس الأشخاص
الذين هاجمونا في الحادثه قبل مايقارب ال 100
سنه )
حل الصمت وتوجهت الأنظار نحو أحد الجهات
حيث يجلس رجل بشعر أزرق وعينان زرقاوتان
في العقد الخامس ، تحيطه خاله غريبه من الهيبة
وملامحه هادئه بينما يجلس بقربه شاب بشعر
ثلجي وعينان زرقاوتان كلون السماء ، على خلاف
والده بدى الحزن جليا على وجهه ، كانت الأنظار
نحوهما بين أنظار شفقة ، أنظار سخرية أو نظرات
فضول لمعرفه مشاعر الجالسين فقال الرجل
بهدوء
( أيها الحاكم ، تابع ما كنت تقول )
أوما الحاكم وفجاءه سمعوا صوت الباب يفتح
فدخل الحارس وانحنى باحترام وتقدم ليصير في
المنتصف وقال
( سيدي ، لقد جاء اربعه أشخاص من بوابه عالم
البشر ، اثنان منهما من مملكتنا والاخران من السحره
والشياطين )
بدأ التهامس بين الحظور ليقول ألحاكم
( أين هما ؟ ادخلهما )
ارتبك الحارس وقال
( اسف سيدي ، أمير الشياطين قال انهما صديقاه
ومنعني من أخذهما وقال اني أن خالفته سيعتبر
ذلك إهانة لمملكتهم )
استغرب الملك من هذا ثم قال موجها كلامه للحارس
( ادعوا الملك والأمراء معه وليحظر الاثنين فنحن
نحتاج أكبر قدر من المعلومات )
أوما الحارس وذهب ليستعد لدعوتهم بينما وجه
الحاكم نظره نحو النبلاء وقال
( سيكون عليكم الحظور أيضا فيجب أن نحاول
استغلال هذا لتحسين علاقتنا بهم ، كلما زاد عدد
من يواجههم كلما كان أفضل )
انتهى الاجتماع واستعد الجميع للخروج ، كان
الجميع يتحدث ويتناقش عدا ذلك الشاب ذو الشعر
الثلجي ، التزم الصمت والحزن كان رفيقه الوحيد
ولم يجد والده أي كلمه ليقولها فهذا حال ابنه
كلما ذكر الأمر ومن سوء حظه أن هذا الموضوع
يذكر كثيرا منذ زياده الهجمات ليجعلهم محط
الأنظار ويجعله هو وابنه يغرقان في بحر الندم
أكثر وأكثر
يتبع
ارجو ان يعجبكم😙
هذه صوره لريكاردو كما اتخيله
اوليفر
أندرو
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top