المعزوفة الخامسة ♡ ..
عندما رأيتكِ لأول مرة عبر زجاج الغرفة ، يمكنني القول بأنكِ فضولية .. يا فتاة آمُل أن تكوني علىٰ يقين فيما تبحثين عنه لأني لست جيدًا في تقديم الوعود..
-
-
-
11:04 p.m
نحتسي قهوتنا ، نتحدث ، نضحك .. أضحك مع ليام وكأن هذا حلم يتحقق ، بيننا الكثير و الكثير من الاشياء المشتركة .. حتىٰ أن كلينا فقدنا والدينا في حادث
تفاصيله غاية للعشق ، التجاعيد بجوار عينيه ، حركات شفتيه عند الكلام ، حركات يديه ، وشومه ، اتساع عينيه عند التحدث بلهفة ، لكنته الغريبة! أبعد كل البعد عن الانجليزية البريطانية والأمريكية .. وكأنها لكنة خُلقت لتكون له وحده! كذلك لديه قدرة غريبة علىٰ التحدث بسرعة تفوق أي شخص ومع ذلك يمكنك سماع ما يقول والتركيز معه..
نبهته إلىٰ كون الساعة 11:09 ، نهضنا سويًا حتىٰ وصلنا إلىٰ غرفة البيانو .. غرفة واسعة ذات الدهان البني الكستنائي ليس بها سوىٰ البيانو في منتصفها ومزهرية مليئة بأزهار البنفسج
جلس أمام البيانو بينما وقفت أمامه وبدأ بالعزف في تمام 11:11 وكأنه منبه لا يخطيء التوقيت .. نغمات عميقة تذيب قلبي ، تغرقني في محيط من العشق لا نهاية ولا قاع له ، الجميع يغرق عشقًا في العيون الزرقاء وأنا غرقت عشقًا في بندقيتيه الساحرتان ..
لم أشعر بمرور الدقيقة إلا حين نهض واتجه لاحضار إحدىٰ الأزهار ، توقف أمامي ليغرزها بحذر وهدوء شديد في شعري أعلىٰ أذني .. كان قريبًا مني ، قريبًا بما فيه الكفاية لأتمعن النظر فيه وفي ابتسامته التي تزداد اتساعًا وعينيه تزداد لمعانًا ..
اعاد خصلات شعري البنية خلف أذني وفجأة وبدون أي مقدمات ، شعرت بأصابعه تتشابك مع أصابعي ويده الأخرىٰ تتسلل إلىٰ خصري لأجدنا في وضع الرقص سويًا
أسندت يدي الحرة علىٰ كتفه وبدأنا في التمايل بلا موسيقىٰ تحت ضوء القمر المتسلل من النافذة محدقين بأعين بعضنا لأسحب يدي من يده بصعوبة وكأنه كان متشبثًا بها لأشبك يداي خلف عنقه ويحيط هو خصري بكفيه ..
" قد لا أكون اليدين التي تضعين قلبكِ بداخلهم ، أو الذراعين التي تحضنكِ حين تريدينهم.. " قال قاطعًا حاجز الصمت الحائل بيننا " لكن .. هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نعيش اللحظة ، يمكنني ان اكون الشخص الذي تحبينه من وقت لآخر "
" متىٰ كانت أول مرة رأيتني فيها؟ "
" منذ عامين .. في زفاف زميل عملكِ نايل " أجابني " هو صديق زين لذا كنا هناك سويًا ، رأيتكِ في فستانكِ الأسود الذي كان يعطيكِ بريقًا كالنجمة التي لا يظهر لمعانها سوىٰ في الظلام ، رأيتكِ تتخذين مقعدكِ أمام البيانو وتعزفين للحفل .. نغماتكِ أوقعتني ، سألت نفسي سؤالًا واحدًا فقط حينها.. "
" وما هو..؟ " سألته بفضول وأنا غير مصدقة ، ليام يعرفني منذ عامين .. قبل وفاة والداي ..
" كيف للحن بيانو أن يجعلني أقع في الحب عميقًا؟ " همس باجابته لأبتسم بشدة
" انه نفس السبب الذي أوقعني لك.. " عقبت ليقهقه بخفة
" حرصت علىٰ تعلمه خصيصًا لكِ ، عرفت اسمكِ وبحثت عن معناه .. فجأة صار لدي شغف فظيع بزهور البنفسج ، كنت آتي دومًا إلىٰ جامعتكِ حتىٰ أدركت أمر مغادرتكِ فـ صرت أتردد إلىٰ المقهىٰ من الحين للآخر لكن لم يكن بيننا تعامل شخصي " أكمل ومازلت أنا في استقبال تلك الصدمات الواحدة تلو الاخرىٰ " أسمىٰ اهدافي كان النظر في عينيكِ! كان هذا بالنسبة لي كالنبيذ المعتق "
" كنت تحب عزف البيانو؟ " سألته مبتسمة ليبادلني البسمة ويجيب: " مغرم به "
ابتسمت بخجل قبل أن يسأل هو: " ماذا عنكِ..؟ " لأجيب بعدم تردد: " أعشقه.. " لنضحك كلينا بخفة
نظراته دافئة مثل عناق بعد فراق طويل ، أريد الارتماء بين ذراعيه وبأقسىٰ صورة .. ابتسمت لكلماته الحانية ومررت يدي علىٰ شعره ليغمض جفنيه وينتظر وصول يدي إلىٰ خده ليطبع عليها قبلة خفيفة .. لكن دموعي هربت فجأة لينظر لي بصدمة ..
" هل .. هل فعلت ما أزعجكِ؟ " تساءل بقلق ، اللعنة لا .. لا لقد تذكرت كلام لوي ..
أومأت له بالنفي لينظر لي منتظرًا سببًا للبكاء " عرفت .. بأمر مرضكِ.. " همست وسط بكائي لينظر لي بصدمة ويبتعد عني منزلًا يدي عن وجنته
لوي أخبرني بأنه مريض بالسرطان ، ليس في مرحلة متأخرة لكن حالته النفسية لا تساعده علىٰ العلاج .. حسب كلام لوي ، كنت أنا - الوحيدة - التي تعمل علىٰ رفع معنوياته ، اختفاءه ذاك لم يكن بغرض الاعمال فـ ليام ترك عمله بسبب المرض ، لقد كان في المستشفىٰ للعلاج ..
بعد لحظات من الصمت نظر لي بأعين دامعة " لهذا حرصت علىٰ اخباركِ بأنني أحبكِ قبل فوات الآوان " قال بخفوت ثم تنهد بقوة وأردف: " اخشى ان تنتهي حياتي دون ان اشارككِ كل الموسيقى التي احب.. دون ان استيقظ على وجهك ونشرب القهوة معاً وانا انظر لكِ.. "
هربت دموعه ليزداد بكائي بشدة وأغطي وجهي بكفاي ، وسط بكائي لم أشعر بنفسي إلا وأنا بين ذراعيه ، رأسي مُراخة علىٰ صدره ويسحب بيده علىٰ شعري بلطف ، ذراعاه يضُمانني إليه بكل قوة وحنان في نفس الوقت! يداي تحركتا بتلقائية لألف ذراعايّ حول ظهره ليزداد عناقه لي ، بكائي بدأ في الهدوء .. حركة كفه علىٰ شعري لا تتوقف ليُسري القشعريرة في جسدي بأكمله! .. أخفض رأسه ليستند علىٰ رأسي مُستنشقًا خصلات شعري قبل أن يطبع بشفتيه قبلة هناك ، أغمضت جفوني تاركة الفرصة لتلك الدموع المُعلقة بمقلتاي للنزول بخفة ودفنت وجهي في صدره .. رائحة السجائر المختلطة بالعطر تسللت منه إلىٰ أنفي ببراعة وضربات قلبي المتعالية - تكاد - تفضحني ..
ولكن لما قد تفضحني..؟
وأنا كذلك يمكنني سماع ضربات قلبه المتعالية
" لا تبكِ دموعكِ اغلي من ان تهدر بتلك البساطة ، وطالما تبتسمين لظللت أبتسم, حبي " قال بهمس لأرتفع له ببصري ويجفف هو دموعي بيده بهدوء عن وجنتي لأحدق بعينيه أشد تحديق .. لدي إدمان شديد بالنظر إلىٰ عينيه ويمكنني الشرود فيهما لساعات
لم أفق من شرودي إلا حين شعرت بشفتيه ضد خاصتيّ ، ظللت متسعة الأعين لا ادري ماذا أصنع وقلبي يكاد يمزق جسدي ليهرب ، أغمضت عيناي بهدوء لأبادله قبلتنا الأولىٰ .. كانت قبلة أقرب ما يتم وصفها بالعميقة .. شعرت أنني انعزلت بها عن العالم المحيط بي..
فصلها بعد دقائق لأوميء له نافية " لا أريد الابتعاد.. " همست ليردف هو: " اذًا لا تفعلي! " ثم ضمني له لأدفن رأسي في عنقه في عناق لا أدري كم طال ..
لكنني أعرف أنني بين ذراعيه امتلكت العالم
____________
الشابتر الجاي الأخير 🙃
Much love.x
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top