Our child | 23
THE MIRROR | المَرايا
Our child
اهلاً بِكم في الفَصل الثالِث و العِشرون 🍂
رمضان كَريم 🌙
مُبارك عليكم الشَهر الفضيل عزيزاتي 🤍🫶🏻
لِنَبدأ 🐻
•••
بَعد ان خرجَت اليوت من الحَمام حينما استحَمت ، جَلست تنتظرُ حُضور زَوجها لِتُكمل مَعهُ النِقاش لَكنهُ أطال ، مَشت نحو النافِذَة كيّ تُغلقها فهي تُسرب الهواء البارِد فلمحَت من خِلالها اللورد يُجالس اُم طفلته في الحَديقة
قَطبت حواجِبها و فَتحت النافذَة على وِسعها كي تستطيعُ سَماع حَديثهما و بالفِعل تَمكنت من استِراق السَمع و لاحَظت الحجم الهائِل من الحُزن و هو يَستعمرُ مَلامح الشابَةُ بِجوار زَوجها قبل ان تنسكِب دُموعها دفعَة واحدَة
كان الغضبُ حَليف قلبِها من فكرَة مُجاورَة اللورد على انفرادٍ لَها ، لَكن سَماع حديثهما جَعلها تتأكدُ من صِدق كَلامه ، قَضمت سُفليتها و ادركَت ان فكرَة مُعاداة ماريسا لن تَكون لِصالح زواجها مُطلقًا
فمن الواضح ان جونغكوك مُتعاطِف مع اُم طِفلته بشكلٍ كَبير ، و هي تعلمُ كيف يُصبح مُراعيًا عندما تَتحركُ انسانيتهُ تجاه شخصٍ ما ، تُصبح عواطِفه من تَقودُه
تَنهدت بِضيقٍ و قامَت باغلاقِ النافذَة قبل ان تَخرُج للحديقَة و تسيرُ نَحو ماريسا الباكيَة ، انخفضَت الي مُستواها و احاطَتها بالمعطف تَقيها من البَرد قبل ان تَقول
- لا تبكِ ، نحنُ عائلتكِ
نَظر اللورد الي زَوجته و مَدى تَوهج عينيها الزَرقاء بعد ما نَطقته ، لم يُصدق ما سَمعه و بقى مَذهولاً كمثلِ ماريسا التي تسمَرت و دُموعها زادَت انسيابًا
ساعَدتها اليوت على النُهوضِ من فَوق الأرضِ و قالَت تُتابع
نَظرت ماريسا اليها بِحيرَة تجدُ الشقراء تُطالع زَوجها المُنصدم فتابعَت بعد لن اخفضت بصرِها الي الصُغرى مُجددًا
- لا تبكي ارجوكِ ، لقد سمعتُ القصَة من جونغكوك و انا صَدقتهُ ، و اعلمُ جيدًا ان هنالك مكيدَة تُحاك ، لِهذا لن اخذكِ بذنب غيركِ ابدًا و لن اظلمكِ انا ايضًا ، لا تخافي انتِ بآمان مَعنا
دلَك جونغكوك عَينيه مُنصدِمًا يُحاول ان يستوعِب ان كانت التي امامَه زوجته ام غَيرها..؟ رَمش مُتفاجِئًا و لم يَعد بامكانه التَعبير حتّى..!
أمعَن التَحديق بِوَجه اليوت و هي تبتسِمُ للصُغرَى مُتحدثَة
- ساعتبركِ اُختي الصُغرى
اتقبلين العَيش معنا؟
نَظرت ماريسا اليها و عَقلها مُشوَش تكادُ لا تَعي ما تَسمعهُ و تراهُ امامَها ، هي مُشتتَة غير واعيَة لما يحدُث حَولها..!
كيف لِزَوجة من ظنتهُ زوجها ، تطلبُ منها الانضِمام الي عائلتها..؟
اذلك حَقيقيّ؟ ام هُنالك مكيدَة خفيَة هي لا تعرفُ عنها شيئًا..!
كان القرارُ في مُتناولها
سواء اتوافقُ بالانضِمام الي عائلَة اللورد بِغَض النظر عن العَواقب
او اخَذ ابنتها و الاختفاء من الوجود الي الأبَد..!
و للقرارين عَواقب وخيمة!
- ك..كيف تقبل..تقبلين ان تع..تعيش امراة دخي..دخيلة بين..بينكِ و بين زوج..زوجكِ؟
ذَلك ما قالتهُ بِصَوت مرتعش يُمثل حَال قلبِها الجَريح
تُناظرها بِعُيون مُحمرَة و هي بالكاد تستطيعُ مواجهتها
خُصوصًا بعد كُل ما قالتهُ ، فاتضَح لاحقًا انها هي الدخيلَة..!
ابتسمَت اليوت و هي تَمسحُ دُموعها قائِلَة
- لابأس لديّ دامكِ ستعيشين كمُربيَة لطفلَة زَوجي
لن اشُك في اخلاقكِ فجونغكوك مَدحها جِدًا
ساعتبركِ اُختي ، و انتِ بلا شك ستحترمين حُدودكِ
دلَك اللورد رَقبتهُ مُتعجبًا و هو يُخاطب نفسهُ مُتسائِلاً
- هل هذِه اليوت؟ مالذي أصابَها؟
منذ مَتى تُوافق بدخولِ امراةٍ غريبَة حياتنا بسُهولَة؟
بَدى الامرُ غريبًا جدًا بالنسبَة اليه..!
يشعُر ان هنالك قِطعَة ناقصَة من الأحجيَة
لَكنهُ قرر رَدم احساسِه و مُلاحقَة الواقِع
فالأهم لَديه ان تَقبل زوجتهُ بوجودِ ماريسا
لانها اساس سعادَة رسيل ابنتِه
أدارت ماريسا رأسِها ناحيَة اللورد الذي استَقام من فَوق الارجوحَة و اقتَرب مِنها مُتحدثًا بِصَوتٍ هادِئ
- بالنسبَة اليّ ، يُمكنكِ اعتباري اخاكِ الكَبير
ساعتبركِ كَذلك انا ايضًا! و لن ابخل عليكِ بشئ
كيف يطلُب منها ان تَعتبره اخاها! و بينهُما طِفلَة؟
ذلك قطعًا غير عقلانيّ اطلاقًا..!
لا يتماشَى مع المنطِق
لكن ما باليدِ حيلَة؟ هل تملكُ خيارًا اخَر؟
لا! ليسَ بِوسعها سِوى المُوافقَة
لا مأوى تستطيعُ اللجوء اليه
و لا حتّى هويَة تُمكنها من العَملِ و اعالَة نفسها و ابنتِها
الحياة ضِدها من كُل النواحي ، و ذلك ما يَزيدُ قهرها
انها عاجِزَة حتّى على اختيارِ طريقها..!
و كأنّ هُنالك من يَرسُم دَرُبها كما يَشاء
و يَتعمد تَدميرِها..!
مَسحت دُموعها و قامَت بالايماء دون اضافَة حَرفٍ لن يَزيد و لا يُنقص ، ازالَت مِعطف اليوت و قَدمتهُ اليها قَبل ان تُباشر هي بالدُخول أولاً و تَهرُب الي حُضن طِفلتها الذي يُنسيها بدفئه مَرارة واقِعها القاهِر
ذلك ما فَعلتهُ ، مُنذ ان بلغت الغُرفَة ، ارتمَت فوق السَرير حيثُ تنامُ رَسيل ، و مُباشرَة احتَضنتها الي صَدرها و انفجَرت تبكي من جَديد بصوتٍ مكتوم كي لا تُعيق نوم صغيرتِها و تَتسببُ في ازعاجِها
ما كُل هذا الحَظ الذي تَمتلِكُه..؟
لِما لا تمتلكُ حَياة طبيعيَة كَغيرِها؟
من اين جائت و الي من تَنتمي..؟
من هي..؟ و ماهو تاريخُها..؟
فتاةٍ بلا ماضٍ ، فَكيف ستبني المُستقبل..؟
ان كان الاساسُ مَخفيًا..! لن يُبنَى المُجسم على قاعدَة ممسوحَة..!
خافَت على صَدر ابنتها من فائِض دُموعها فقد تَمرُض من جَديد!
لِذلك مَددتها فوق الفِراش و لَم تجد سِوا الوسادَة فَبكت حَد الذُبول
شابَة في مرحلة الزُهور ، سَقطت كُل بِتلاتِها و تلاشَت عن الوجود
في ذات الوَقت ، بقى اللورد واقفا مع زَوجته خارج البيت بعدما تَركتهما ماريسا و دَخلت ، كانت اليوت سَتلحقُ بها لكنه سارع بامساكِ ذراعها و استَوقفها قائِلاً بِحاجبٍ مَرفوع
- الي ما تُخططين؟
نَظرت الشقراء اليه باستِغراب فسألتهُ
- الي ما اُخطط؟
نَظر في عينيها بِجديَة يقولُ بِشَك
- ليسَت من عوائدك ان تَكوني بهذا اللُطف مع فتاةٍ تربطني بِها اي صِلَة مهما كانَت..! فمبالُكِ باُم طِفلتي؟
ارجعَت شعرها الي الوراء و اجابَتهُ
- لقد سمعتُ الكلام الذي دارَ بينكما ، و رَد فعلها جَعلني اُصدقك و اتعاطَفُ معها
امال رأسَهُ فنَطق مُستهزءًا
- تتعاطفين..؟
نَظرت اليه باستِنكار قَبل ان تَنطق مُتهجمَة
- لِما هل تَراني بلا مَشاعر؟
الم تَرى حالتِها؟ كانت تَقسمُ القَلب
قَضم وَجنتهُ من الداخِل و هو يقرأ تعابيرِها بعنايَة و بعد حينٍ نَطق
- اليوت انتِ تتعاطفين مع الجَميع إلا مع الفتيات ان اقتَربن من مُحيط زَوجك ، اولستُ اعرِفك؟
كَتفت ذراعَيها الي صَدرِها و نَطقت بِانزِعاج
- الوَضع مُختلف جونغكوك ، هذِه الفتاة لم تَختر ان تَقترِب من مُحيطك عمدًا ، ثُمّ انا ساختِبرها هذه الأيام و ان وَجدتها تُحاول بطريقَة ما الاقتِراب مِنك ، آن ذاك لن اضمَن لك تَصرُفي..!
رَفع جونغكوك عَينيه نَحو نافِذَة غرفَة ماريسا يُناظرُها بِهمٍ دَفين
لا يَزال يتذكر نَظرةُ الانكسارُ و هي تَجرحُ عُيونها البَريئة
تَنهد بِضيقٍ فقال
- الفتاةُ لديها ما يَكفيها للتفكير بِه
انا اخرُ همها اليوت..!
اومأت لهُ تؤيدهُ متحدثَة
- لِهذا اشفقتُ عَليها
حَدق بِها بانزِعاج قائِلاً
- لا تَذكري سيرَة الشفقَة امامها..!
ماريسا لديها كِبرياء و ان سَمعتك لن تَرضى بالبقاء هنا ثانيَة
هَزت اكتافِها ثُمّ نطقت باستِياء
- لقد عبرتُ عن شُعوري لا غَير..!
ثُمّ دعنا ندخل الجَو بدأ يبرُد
سَبقتهُ للداخِل و فضَل هو البقاءُ خارجًا يلتقطُ سيجارتهُ من جَيب بنطاله يُدخن و يُفكر في المصائب التي تَنتظرهُ مع الاعلامِ و السوشال ميديا بخصوصِ رَسيل
كيف سيُفسر الامر..؟
هل من المُناسب ان تَظهر ماريسا بِدَور العشيقَة..؟
ذلك سيزيدُها سوءًا! جُمهور اليوت لن يَتركها تعيشُ بِسَلام
شعبيَة زوجتهُ و جمهوريتها العاليَة ، لا تَمزحُ قطعًا
لديها مُعجبين مُستعدين ان يَدفعون حياتهِم رَهن اعتقالِها
فقط لِترضَى هي عَنهُم..!
عاود الجُلوس فوق الارجوحَة و هو يَتذكرُ نصيحَة رَئيس مَجلس الوزراء لهُ عبر الهاتِف منذ اخر مُكالمَة بينهما بعد الضجَة الاعلاميَة التي جَرت
نَصحهُ بتوخي الحَذر ، و عَدمِ الاساءَة الي ماريسا او ظُلمها
فهي بالآخِر وَحيدَة لا تملكُ جذعًا تميلُ عَليه
مَقطوعَة من شجرَة بالمعنى الحَرفيّ
و بِذات الوَقت ، ألا يُسرِف في مَدها بالاهتِمام المُبالغ
و اهمال زَوجتهُ في الطرفِ المُقابل..!
فغيرَة الزوجَةِ وراءها مَصائب كُبرَى
يشعُر انه مُتزوج اثنين..! و عليه ان يَعدل بينهُنّ
رأى ماثيو يسيرُ نحوهُ يفسد خَلوته بنفسِه و يُجاوره بالجلوس فوق الارجوحَة ، اخذ منهُ سيجارتهُ ثانيَة و اشعَلها قائِلاً
- مابك تَبدوا مهمومًا ؟ هل التعامُل مع فتاتين صَعب لهذه الدرجة؟
نَظر اللورد اليه مُتضايقًا فَنطق
- هل انت مُتشمت؟
نفث الاشقرُ دخان سيجارتهُ عاليًا فاجاب
- انا؟ لا! فقط ارى وَضعك لا يُحَسد بصراحَة
اعني لما تاتي المصائِب للرجالِ الوفيَة..؟
لو كنت خبيثًا لنَجحت في التعامل مع الامر
و استطعَت اخفاء ماريسا بِعنايَة
بل كنت انجَبت مِنها اخ لِرَسيل
لانك خِبرَة
غَمز لزوج اخته الذي تَنهد بِحسرَة على وَضعه فكلام ماثيو حَقيقيّ ، دائمًا الرَجل الخائن يُجيد التعامُل مع مثل هذِه المواقف و غالِبًا لا يَتم كَشفه ، و حَتى إن كُشف ، يَبرعُ في تدبر الامورِ و مُراضاة زَوجته دون مَشاكل
لِما هو..؟ يُقسم انهُ وَفي و يسعَى لاستكمالِ اخلاصه لاخر يومٍ في حَياته..!
احاط ماثيو اكتافهُ و هَمس لهُ
- هل اتصلُ لك على صديقي الاماراتيّ..؟
مُتزوج اثنتين و بارِع في مُراضاة كليتهما ..!
هل اُخبره ان يُعطينا السِر همم؟ سيُفيدك!
دَفعهُ السفيرُ من خصرِه باستِخدام كوعه و قال مُتضايقًا
- هل انت جاد يا رَجُل؟ انا احتاجُ حل لانهاء هذِه المهزلَة و انت تأخُذ حالي نُكتَة..!
استقام من جِواره و رَمى السيجارَة يدعسُ عليها بِغُل
نَظر نحو ماثيو و تابَع بضيق
- بدلاً من القاء الدُعابات التافهَة
ابذل مجهودًا لِنَعرفِ معلوماتٍ عن تلك المُستشفَى
اني ابذلُ قصاري للبحثِ عن رأس الخَيط
فساعِدني..!
نَهض ماثيو من بَعدِه و قال بينَما يحشُر يَداهُ في جُيوبه
- جِد انت مذكراتك اولاً! قد تَكون كَتبت فيها شئ مُفيد ، كاسمِ الطبيب الذي سَحب العينَة ، اشُك جدًا بان رَسيل كانت مُجرد خطأ طبيّ
حَدق به السفيرُ بغضبٍ لم يَكُن مازح
اذ كيف يصفُ ابنتهُ بخطأ طبيّ..!
انهُ افضل قرار صائِب جرى في حَياته..!
بل عليه ان يُكرّم ذلك الطبيب ان كانَ ما قالهُ ماثيو حَقيقيّ
- اسمَع لا تصف ابنتي بالخطأ حسنًا؟
ضَحك ماثيو على تعابيرِه فسألهُ
- مابك تَحسست يا رَجُل؟
دَحرج اللورد عَينيه بِضَجر ثُمّ سار بعيدًا عنهُ تجاه بيتِه و قلبهُ عامر بالشَوق لِصَغيرته ، دَخل الي الڤيلا و عندما مَر بجوار غُرفَة ماريسا ، وَقف لدقائِق يتأمُل الباب بِصَمتٍ و عقلهُ مُتكفل بالحَديث بدلاً منهُ
مُتأكد انّها لم تَنم ، و بِلا شَك تقضي جُل وقتها بالبُكاء
حَديثهُ معها لن يُخرجها بِمنعَة ، بل سيزيدُها سُوءًا و مضرّة
كان يُريد الاعتذار بشكلٍ لائِق ، لكن حَساسيَة الموقف لم تسمَح له بالمُبادرَة و توضيح استياءهُ من الوَضع هو كَذلك فلا يُنكر انها لم تَهُن عليه
تَنهد بِحُزن و تابَع سيرهُ الي جَناحه حيثُما وَجد اليوت تقومُ بِوَضع قناعٍ لانتفاخِ اسفل عُيونها بسبب التورمِ من البُكاء ، نَظر الي عُلبة القِناع ثُمّ تابع سيرَهُ للسريرِ و هو يُفكر بِمَدى تقديس زَوجتهُ لِجَمالها بشكلٍ مُبالَغ
نَظرت اليه و هو يسحبُ الغطاء فوق قَدميه
- جونغكوك افكر غدًا بتزويد جرعَة الفيلر لِشفاهي
ما رايك..؟
حَدق بِها و هو يضعُ هاتفه في الشاحِن
- يا فتاة ارحمي فمكِ..! اشعرُ انهُ سينفجر في كُل مرة اقبلكِ بها ، بداتُ اخافُ التعمق كيّ لا يَتفرقع في مُنتصف القُبلَة..!
ناظَرتها بِضيقٍ و عاوَدت الالتفات نَحو المرآه مُتجاهلَة كلامه
- اساسًا ما فَهمك انت في الجَمال
انت بالكادِ تملك شفة و نِصف
دَحرج عَينيه بلا مُبالاة و قام بالتَمدد يَضعُ غطاء العُيونِ لحجب النور عَنهما ، طَلب منها اطفاء الاضواء و هي رَفضت عمدًا كي تُزعجه
و هُنا بدأ خِلاف جَديد انتهَى بِحمله لِوسادته و خروجِه الي الصالَة ، لَحقت بِه و قالَت بعينين مُوسعَة
- هل سَتنام هُنا؟ و الفتاة حينما تراك صباحًا ماذا سَتقول؟
ستفضحنا ..!
عَدل وسادتهُ فوق الاريكَة و قال بِضَجر
- اساسًا هي ستُفضَح في النهايَة
لِنوضح كل الامور من البدايَة..!
تَمدد فوق الاريكَة و قبل ان يَصل رأسه للوسادَة سَحبتها اليوت من تحتِ رأسه و قالَت بغضَب
- ماذا لو تَسرب للاعلامِ اننا لا ننامُ سويًا مُعظم الاوقات ايها المُتخلف؟ هل تَود ان تُفسد صُورتنا المِثاليَة؟ نحنُ نُعتَبر اشهر ثنائيّ في اوروبا..!!
ارتَطم رأسهُ بِسطَح الاريكَة فقام باغماضِ عَينيه مُنزعجًا من كَلامها الذي لَم يَعُد يطيقه ، كَرِه كلمَة مِثاليَة بانواعها و كيّ يحافظ على هُدوءه قال
- من غير الواقعيّ ان انام مَعكِ و نحن مُتخاصمين من وَضع ماريسا ، لذلك لن تَشُك بشئ ، هيّا اذهبي
دَفعها بِقدمه و هي ضَربته على ذراعه بِغيض
- لا تدفعني و انهَض معي للغرفَة هيّا
مَسكتهُ من مؤخرَة قميص منامته تُجبره على النُهوض و بالخطأ خَنقتهُ ، مَسك بِذراعها و سَحبها نحو الامام حتى سَقطت بداخل حُضنه فقام بِتمديدها اسفلهُ و قيدها بساقيه يَمنع حركتها كُليًا
- الن تَتوقفي عن حركاتِك التافهة هذِه؟
زَمجر بِها بغضبٍ و حاوَلت هي الحَراكُ لنيل الحُريَة بعد ان القَت على مَسامعه بضع شتائم جَعلتهُ يبسط كَفه فوق شفتيها ، قامت بِعضه بقوّة و لِسوء الحَظ سَمع صَوت فَتح البابِ الخاص بغرفة الضُيوف
كَبح صرختهُ بِصُعوبَة و ما ان ادار رأسهُ للمَصدر ، وَجد ماريسا تقف عند عُتبة الباب تُشاهد وَضعيتهما الحَميمية فوق الاريكَة ، تَجمدت مَكانها بِعَدم تَصديق و تَملكها الحَرجُ لدرجَة انها حينَما استدارَت للدخول اصطدَمت بجدارِ الباب
نهض اللورد بسُرعَة من فوق زَوجته التي جَلست تُعدل منامتها الليليَة مُتحمحمَة ، حاول ان يُبرر موقفه لكن الصُغرى دَخلت و صفعَت الباب خلفها بسُرعَة ، اغمَض عينيه مُتضايقًا و حينَما التفت نَحو اليوت وَبخها قائِلاً
- هل اعجبكِ ما جَرى؟
ناظرتهُ الشقراء بانزِعاج حينما اجابتهُ
- نحنُ متزوجان لعلمك..! و مثل هذِه المواقف تحدُث بيننا
شدّ قبضتهُ بغيضٍ عندما قال
- تحدُث لكن ليسَ امامها..!
وَقفت من فوق الاريكَة و اشارَت عليه باستنكار
- هل اُذكرك انك من جِئت الي هُنا؟
و انا التي حاوَلتُ اعادتك الي الغُرفَة
ثُمّ انت من حاصرتني بِتلك الوضعيَة..!
رَمقها بانزِعاج و انخَفض لِيحمل وسادتهُ من فَوق الارض لِيَعود ادراجه الي الغُرفَة ، لَحقت الصُغرى به و هي تَشتمهُ و تَتمنى لو بامكانِها قَتلهُ لَكن نظراتهُ السامَة كُلما علا صَوتها تُخرِسها
تَمددت بِجانبه و بِخُضوعٍ اطفئت الأنوار تجنُبًا للمشاكِل وبدلاً من صُنع فجوةٍ بينهما قَررت النَوم في حُضنه و هو لم يَرُدها فسُرعان ما تَصالحا بِقُبلةٍ ساهَمت بِنسيان العِراك السابِق
انها حَياة المُتزوجين الروتينيَة..!
بينَما في الجانِب الاخَر ، جَلست ماريسا فوق الكُرسيّ المُقابل للسرير تُناظر ابنتِها التي استَيقظت للتوِ و طَلبت الماء للشرُب ، كانت عَطِشَة للغايَة و عندما مَسحت دموعها و رَغبت بالخُروج لتلبيَة النداء قابلَها ذلك المَشهد المُحرج
تَنهدت بِضيقٍ و رَسيل لم يُعجبها حُزن اُمها الواضح من تَورم عينيها لِذلك مَدت يديها اليها تُناديها بِعُبوس
- اماما
نَهضت ماريسا من مَطرحها و جَلست بقربِ صغيرتها ، ما فَعلتهُ انها من قامَت بِوَضع رأسها فَوق فخذيّ طِفلتها و اغمضت عُيونها بانهاكٍ شديد
- امكِ من تَحتاجُ حضنكِ يارَسيل
هَمست تقول بغصَة شعرت بِها الصُغرى التي لَفت يديها حَول رأسِ امها و عانَقتها دون تَردد ، اخفضَت رأسها تُسنده على خاصَة والِدتها و بَثت بكامل مَشاعِر الحُب لمن عاوَدت دُموعها بالانهِمار من خُذلان الحَياة المُستمر
لَكن الجانِب الايجابيّ الوَحيد
ان كُل هذِه المَهزلة خرجَت بِها بهذا الكائن اللطيف
رَفعت رأسها من فوق حجر طِفلتها ثُمّ ابتسمَت من وَسط دموعها تُناظِرُها بِحُبٍ بالغ ، حَملتها و قامَت بِتَقبيل جَبينها مُتحدثَة بصوتٍ مَبحوح
- اُحبكِ ياروح اُمكِ
ابتسمَت رسيل بلُطفٍ حتى ظَهرت اسنانِها و من ثُمّ قامَت باحتضانِ رقبة اُمها التي استقامَت بِها تسيرُ ناحيَة الخارِج بعدما تأكَدت ان الصالَة فارغَة
مَلئت مرضعَة صغيرتها بالماء و عادَت نحو الغُرفَة تَسقيها و تُعيد التَربيت عليها لِتنام من جَديد و تَستريحُ هي بالقربِ منها تُفكر بِما ينتظرُها مُستقبلاً
لا تَدري..! لعلّ القادِمُ افضَل
•••
الساعَة التاسِعَة صباحًا
استَيقظ السَفيرُ على الثامِنَة و مُباشرَة استَحم و لبِس بِذلته الرسميَة استعدادًا للتوجهِ الي العَمل لِمُباشرَة تراكماتِ شُغله ، في المُقابل كانت زَوجتهُ جاهزَة قبلهُ اذ تجلِسُ مُتعطرَة بكامِل حِلتها المُعتادَة بعد ان لبِست بنطالاً من الجينز و قَميص زهريّ يُظهر بَطنها المُعضلَة
عَلِم انها ذهبت على السادسَة لدروسِ اليوغا و رَكضت حَول القصر لِثلاث جَولاتٍ مع تمارين المُقاومَة لنحت الكُتلة العضَلية
هي تَهتم جدًا بِنفسها و رشاقتِها بِشكلٍ قريبٍ للهَوس
و ذلك ما يَستمرُ بازعاجه احيانًا ، لانها تَحرمُ نَفسها من الطَعام
و تَميلُ للسير على حِمياتٍ قاسيَة كيّ لا يزيدُ وَزنها رُبع غرام حتّى
جسدُها بِه حوالي 45 غرام
مع طولها الذي يَتجاوز الـ 1.70 متر
و من وِجهَة نظرِه يَراها نحيفَة اكثرُ من اللازِم
لَكنها لا تَقتنع بِمَعاييرِه اطلاقًا ، لِذا لا يُحب اجبارها على ما يَروقها فسعادتها بالنسبَة اليه أهم ، و دامَهُ جسدها فليسَ لهُ الحَق بالتدخُلِ بِها و فَرض رأيه
مُهمته ان يُحبها و يَتقبلها كما هي
و هَذا ما يَفعلهُ هو تمامًا
خَرج الي الصالَة حالما انتهَى من وَضع لمساته الاخيرَة على اطلالته اذ وَجد اليوت تجلسُ على سفرَة الفطور التي تُجهزها الخادمَة
سألها يقول
- هل خَرجت ماريسا من الغُرفَة..؟
قامَت بالنَفي قبل ان تُجيبه بينَما تُصور كوب قهوتها كيّ تضعهُ على قصتها على الانستجرام لِتُصبح على مُعجبينها
- لا ، لقد طرقتُ الباب لَكن لم يَكُن هنالك رَد يُذكَر
همهم لَها و مشى بِنَفسه الي البابِ يقومُ بطرقه بِضع مراتٍ حَتى رأى اُم طفلته تَفتحهُ لهُ ، كانَت لتوها قد انتهَت من ارتداء ملابِسها اذ لبِست فُستان ابيض قَصير بِدون اكتاف ، و ظَفرت شعرِها الطويل مع تَرك خُصيلاتٍ مُنسدلَة على الاطراف ، عُيونها مُتورمَة و الهالاتٍ تَحكي قصَة صراعٍ من الامواجِ الباكيَة فوق بُحيرَة عُيونها
ملامِحها باهِتَة للغايَة بشكلٍ جَعلهُ يَتنهد
لم يُظهر استياءَهُ و مُباشرَة قال
- صباحُ الخير ماريسا
هاتي رسيل و تعاليّ لتناول الافطار مَعنا
القَى نظرَة جانبيَة بحثًا عن رَسيل التي كانَت عاريَة فوق السَرير ، علِم ان اُمها تُغير لها الحِفاظ الذي كان بِجوارها ، ابتَسم دون ارادته خُصوصًا ان طِفلته ما ان سَمِعته يذكُر اسمها التَفت نحوهُ و ضَحكت من اجلِه
افسحَت ماريسا لهُ المَجال بالدُخول و قالَت
- يُمكنك الدُخول و رؤيتها
نَظرت نحو اليوت التي ادارَت رأسها للنظرِ اليهما و حينما احسَت بِانزعاجِها ، احترَمت مساحتها و سارعَت بالقول
- او يُمكنك الانتظارُ قليلاً ، ساغير الحفاظ و اُخرجها لَك
لم يَسمع اخر ما قالتهُ و دَخل ليرى طِفلتهُ دامها اعطتهُ الاذن لدخولِ غرفتها ، لم تشئ ان تدخُل مَعهُ و تنفرد به في الحُجرَة لذا تابعَت
- ان كنت تستطيع تَغيير حفاظِها ، فلتفعل ذلك
قام بالايماء لَها و هو ينخفضُ الي مُستوى ابنتِه التي رَفعت قدميها في الهواء بسعادَة ، امسك بساقيها بيديه و قَبل باطن رِجليها بِحُبٍ متحدثًا
- صباحُ الخير لارقِ اُنثى بالعالَم
كيف حالكِ ..؟
ضَحكت رسيل التي مَدت يديها لهُ تطلُب منهُ حَملها ، لَكنهُ قام بازالَة ساعته الباهضَة و تشميرِ ساعديه متجهزًا لتغيير الحفاظ
- لنغير حِفاظ الاميرَة ثمّ نحملها همم..؟
ناظرتهُ ماريسا من الباب ثُمّ استدارَت ناحيَة اليوت التي نَدهت عليها مُبتسمَة
- تعاليّ للجُلوس بدلاً من الوقوفِ دون جَدوى
سيجلِبها حينما يَنتهي
زَمت شفتيها ثُمّ التفَت تلقي نظرَة سريعَة على السفير و هو يُغير الحفاظ لِصغيرته ، زفَرت انفاسِها ببطئٍ ثُمّ سارت نَحو سفرَة الطعامِ المكونَة من اربع اشخاص ، طَلبت منها اليوت الجُلوس بالكرسيّ المُقابل لَها اذ قالَت
- اجلِسي ، لا تخَجلي انتِ ضمن العائلَة الان
جَلست بتردُد فلا تُحب ان تَكون عِبئ على احَد
خُصوصًا انها لا تَشعُر بالراحَة مُطلقًا
قالَت و هي تنظُر في عَينيّ الشقراء
- لابأس لديّ ان عدتُ للاقامَة في الشقَة السابقَة انا و رَسيل ، هناك سَيكونُ الجميع مُرتاحًا اكثَر و لن اُسبب لَكم حَرج
كان ذلك من وجهَة نظرِها الأصَح و الأمثَل
فمن غيرِ اللائِق ان تَعيش بين زَوجين
خصوصًا بعد اخرِ ما رأتهُ البارِحَة..!
اقتراحُها كان مُناسبًا ايضًا لِـ اليوت فَهي كذلك لن تَكون على اتمِ راحتها بوجود امراةٍ غريبَة في بيتها الخاصِ مع زَوجها ، لَكن للسفيرِ رأيٍ اخَر عندما جاء و بين ذراعيه رَسيل ، جَلس بجوار زَوجته و قال بهُدوء
- لا ! لن اكون مُرتاحًا بِاقامَة رسيل بعيدًا عن حُضني
و كَذلك الوضع غير آمن لمكوثكِ في مكانٍ خارج نطاقي
نَظر في عينيّ الاصغر سِنًا التي طالعتهُ بحُزنٍ دَفين
كان يعرفُ المخفيّ وراء تلك النَظرات
و جناحِها المَكسور الذي يجَرح كبرياءِها بِطرفه
لِذا تابَع يقولُ بنبرةٍ اكثر هُدوءًا
- انا مُكلف بِحمايتكِ ماريسا فكما اخبرتكِ ساكونُ في مَقام اخاكِ ، بغضِ النظر عن الطريقَة التي جائت فيها رَسيل ، لَكن شُعوري نحوكِ بالمسؤوليَة الأخويَة تَمنعني من رميكِ خَلفي في مكانٍ اعلمُ انهُ غَير آمن
كانَت سَتتحدثُ للاعتِراض و التَشبث بقرارِ الرَحيل
لَكن هو قاطَعها من جَديد مُصرًا على وِجهَة نظرِه
- صَدقيني! مكانكِ هُنا هو الأفضَل
المكانُ بالخارِج مؤدٍ ، لن يَرحمكِ احَد
و بقائك طيلَة الوقت في الشقَة بمُفردكِ
سيزيدكِ كآبَة ، امّا هنا فلديكِ نحن
نَظر نحو اليوت يُطالبها بالحَديث و هي فَهمت نَظراتهُ لذا واصَلت عنهُ
- جونغكوك مَعهُ حَق ، نحنُ لن نشعر بالعبئ لوجودكِ
فطيلَة الوقت اساسًا نكونُ بالعَمل ، لِذا لابأس باقامتكِ هنا
مُجَرد التَخيل ان السفير سيذهبُ اليها بِمُفرده الي الشقَة
جَعلها تتراجَعُ عن فكرَة رحيلِها ، فالشيطانُ ثالِث اي ثُنائيّ..!
تَنهدت ماريسا حينَما وَجدت نَفسها تحت الامر الواقِع
لا تملك اي خيارٍ للرفضِ او الاعتِراض
فمن الواضِح انهُ الادرَى
قامَت بالايماء لهُ و كيّ تتخلَص من شُعورها بالضيق استأذنَت و نهضَت لمُساعدَة الخادمَة بتجهيزِ الفُطور ، كان المَطبخ مفتوحًا على سُفرَة الطَعامِ لذا استطاعَت اليوت مُراقبتِها و هي تُحمص الخُبز و تعصرُ البرتقال
نَظرت نحو زَوجها الذي انشغَل بِمُلاعبَة رسيل الجالسَة فوق الطاولَة تطرُق الملاعِق سويًا ، سألتهُ تقول
- هل تظُن انه من الصائِب اقامتها هُنا؟
حَدق السفيرُ بِها بحاجبٍ مَرفوع اذ تابعَت تقول
- لِما لا نُعطيها مُلحَق الخَدم ؟
انهُ جَديد و نظيف و مُرتَب
به غُرفَة مُجهزَة ، مع حمامٍ و مَطبخ صغير
اليسَ أنسَب..؟
امال رأسهُ فسأل مُزمجرًا
- تريدين منّي اسكانُ ابنتي في مُلحق للخَدم؟
بينما انا اعيشُ في قصرٍ فارِه..؟
نَفت اليوت و هي تَستدير نحوهُ قائِلَة
- جونغكوك انت تعرفُ جَودة مُلحقاتنا..!
انها فارهَة و مُنظمَة كانّها شقَة صغيرَة
فلما تنظر للامور من هذا المَنظور..؟
كان يَود الحفاظ على مَزاجه ، لِذا اغلَق الموضوع بسُرعَة يقول
- لا رغبَة لي بالنقاشِ في موضوعٍ مفروغ منهُ
ابنتي و اُمها سيعيشانِ هُنا ، تحت رَقابتي
لن اُفرط بِسلامتِهنّ اطلاقًا
كانت الشقراء سَتتحدث لَكن قُدوم ماريسا بِصينية الافطارِ جَعلتها تَصمُت ، وَزعت اُم رسيل الاطباق فَوق الطاولَة بِمُساعدَة الخادمَة ثُمّ جَلست تَسمع السفير يَقول
- ليسَ عليكِ اتعابُ نَفسكِ بتجهيز الفطور
جيسي ستتكفلُ بِكُل ما يَلزم
اشارَ بِعَينيه على الخادمَة التي حملت الصينيَة الفارغَة و قامَت بالانحناء تعودُ ادراجها للمَطبخ لِغَسل أواني التَحضير ، ناظرتهُ الاصغر سِنًا تُجيبهُ بابتِسامَة صغيرَة
- اُحب ان أكل الطَعام المُعَد من يداي
يُشعرني بمعنى القيمَة الغذائيَة اكثَر
فتأمُل نِعم الخَالِق عند التَحضير
تمدني بطاقَة ايجابيَة صباحًا
حَدقت اليوت بِها بِحاجبٍ مرفوع اذ سألت
- نِعم..؟
لا تَرى ان الصُغرى مُحاطة بالنِعم..؟
فحياتها مُدمرَة كفايَة لتكون اشبَه بالنقم..!
ناظرتها الصُغرى ثُمّ قالَت مُبتسمَة بعد الايماء
- نَعم ، لديّ الكثيرُ من النِعم في حَياتي و أولُها وجود رَسيل ، ثانيها حِفظُ الخالِق و رِعايتهُ لي رُغَم كُل ما مَررتُ بِه ، لقد نجاني من ذلك الحادِث المُميت و جَعلني اقفُ على قدماي مُجددًا ، مُساعدتهُ لي على تَقبُل كل الطاقَة السلبيَة لاواجِه العُسر و اُكافح من اجلِ صغيرتي ، املكُ وَجه جَميل و جَسد يُؤهلني لاداء مَهامي اليَوميَة كالطبخِ بِنَفسي فغيري عاجز عن الحَراك حتّى ، هُنالك الكثيرُ مِنها يُحيطني و يُنسيني سوء احاسيسي مَهما كانَت
استَمعت اليوت اليها كما فَعل اللورد الذي ابتَسم من تفكيرِها الايجابيّ و امتَدح يقول
- تمامًا! المرءُ دائمًا ينظُر للنقطَة البيضاء في كومةِ السَوادِ
و يَزرعها بالورودِ ، و البساتين الخضراء ستنتشر..!
اومأت لهُ ماريسا بِوَجهٍ بشوش عَكسِ ما كانَ البارحَة
بعد نوبةٍ من البُكاءِ استَيقظت بِروح مُتفائلَة
تتمنَى ان تَحصد نتائِج التَعب الماضِيَة
حَدقت في صغيرتِها التي ما ان سَمعت رأس امها التَفت برأسها لها بعدما كانت تُقابلها بظهرِها فهي تجلسُ مقابل ابيها فوق الطاولَة
ضَحكت رسيل لامها و استَدارت بعد الجُلوس على ركبتيها تودُ الزحف نَحو ماريسا التي استقامَت تحملها بسرعة قبل ان تُوسخ نَفسها
عاوَدت الجُلوس بِها و التقَطت شريحَة التوست المُحمصَة تدهنهُ بالمُربَى و تتناول منهُ القليل ، قَطعت جُزء منهُ و حَشرتهُ في فَم صغيرتها التي رَطبتهُ بلعابها و تناولتهُ مُباشرَةً
أطالَت اليوت التَحديق بِها و هي تُقلب بين صَحنها الفارِغ تقريبًا ، كان يَحتوي على تُفاحَة واحدَة مع عصير بُرتقالٍ و بيضتين مسلوقتين رِفقَة الطماطِم و الخيار ، سألتها تقول
- الا تخافين ان يَزداد وزنكِ و انتِ تتناولين الخُبز؟
نَظرت ماريسا اليها و هي تصنع لِنفسها شطيرَة من البيضِ و الافوكادو فاجابَت
- لا! فانا اُم مُرضعَة و عليّ ان اتغذى ليكون حَليبي مُفيد لصغيرَتي ، امّا غذائي فهو مُتوازن و صحيّ ، لقد بحثتُ عنهُ في الانترنت كَثيرًا
تَنهدت اليوت باحباطٍ و قامَت بزمِ شفتها السُفلى عابسَة
- اتمنى ان اتخلص من هَوس المثاليَة
انتِ محظوظة لانكِ غير مشهورَة
نَظر اللورد الي زَوجتهُ و اضاف الي صَحنها الافوكادو مع الخبز قائِلاً
- لا تَحرمي نفسكِ من الطعام لاجلِ الاضواء
انتِ جَميلة كما انتِ ، حتى ان كان وزنكِ مئَة..!
نَفت و هي تبعد ما اضافهُ تُجيب
- لا! لا اُحب الامتلاء و الجَسد المليئ بالدُهون
اُحب جَسدي ، انهُ منحوت و ضريبَة الحفاظ عليه ليسَت سهلَة
نَظرت ماريسا الي جَسد الاكبرُ سنًا بهُدوء
لم يَكن ذوقها ، لَكن لا تملكُ الحَق في التعليق
لِذا قالَت مُبتسمَة
- جميعنا لدينا شئ نُضحي به لاجل ما نُحب
فهنالِك من يُضحي بحياته بأسرِها..!
الطعامُ ليسَ معضلة امام التضحيات الكُبرَى
كانت تَقصدُ نَفسها ، فهي تَتخلى عن حياتِها من اجلِ صغيرتِها و ذلك ما فَهمه اللورد عندما نَظر اليها و قرأ نُصوص ابتسامتِها الصغيرَة
اجابَها و هو يَسكُب عصير البُرتقال
- من يُضحي بِحياته ، يَمتلكُ من يُحاول ان يَمنحهُ حَياةٍ اخرى مُريحَة ، لِذلك ليس عليه التَفكير بما يفوق طاقتِه ، و يحتفظ بِنظرته الايجابيَة للدُنيا ، فهي من سَتُنقذه في النِهايَة
فَهمت ما قالهُ و لم تَكُن مُتأكدَة ان كان سَيفي بِكلامه ام لا..!
لَكنها تفائلت بِه و قامَت بتحريكِ رأسها دون جِدال
انتهَت جَلسةُ الافطارِ و كانَ على اللورد المُغادرَة للسفارَة لِذا اقترب من رَسيل في الوَقت الذي كانَت فيه اُمها تَغسل اواني الطَعام
لم ترضَى الجُلوس حتى بَعد الحاحٍ منهُ و من اليوت و فضَلت ان تؤدي مَهامها اليَوميَة بِمُفردها فكثرَة الراحَة تُزعجها
حَمل صغيرتهُ عن الارضِ و عندما التَفت وَجد زوجتهُ خَلفه
وَجدها تُحدق في رَسيل لِذا اخفضها الي مُستواها يقول
- احمليها..!
حَدقت رَسيل في عينيّ الشقراء و تَمسكت في أبيها ترفُض الذَهاب اليها ، نَفت برأسِها و حَشرته في رَقبة اللوردِ عابِسَة
- مابها؟ هل فعلتِ لها شيئًا؟
سأل جونغكوك مُستغربًا فرَسيل اجتماعيَة في الغالِب و لا تَرفُض احضان الغرباء ، مَسح فوق ظَهرِ ابنته و رأى الانزعاج في عينيّ اليوت و هي تَقول
- لم افعَل لها شيئًا! انا اصلاً لم ارها الا بالأمس
لما ترفُض المجيئ اليّ؟ انت تعلمُ اني اُحب الاطفال
حاوَلت ان تاخُذ رسيل من حُضن والدها و حينَما فعلت بالقوَة انفجَرت الطفلَة تصرُخ و تشُدها من شعرِها بطريقَة جَعلت ماريسا تَشهق
خرجَت من المَطبخ و ركضَت نحو ابنتِها تأخُذها من يديّ اليوت التي مَسدت فروة رأسها بانزعاجٍ شديد
- رسيل مابكِ؟ لما تَشُدين شعر خالتكِ؟
نَظرت رسيل اليها بعُبوسٍ و اللورد تدخَل لِترتيب شعر زوجته التي دفعتهُ بضيقٍ تقول
- ماهذِه الاخلاق التي ربيتيها عَليها؟
ان تشُد شعر من هو اكبرُ منها..!
نَظرت ماريسا اليها بضيقٍ من استنقاصِ الثانية لاخلاق ابنتِها فاجابَت
- انها طِفلَة صغيرَة! اضافَة الي انها تشُد شعور الجَميع ليس فقط انتِ
رَتبت اليوت شعرها المُبعثر فقالَت
- لا اتحدُث عن شعر من تُمسك..!
بل كثرَة الدلال تُفسد الطِفل!
هنالك فرق بين الدَلال و التربيَة
تضايقَت ماريسا من كَلامِ اليوت على صغيرتِها التي ناظَرتها بغضبٍ و صَرخت بِها
- انونو! دادادو غيغا
نَظرت الشقراء الي الطِفلَة فقالت بحاجبٍ مرفوع
- هذا ما اتحدثُ عنه! و تَرفع صوتها في وجه من هو اكبرِ منها ايضًا..!!
حَدق السفير في زَوجته فقال مُتضايقًا هو الاخير
- اليوت مابِك؟ انها صغيرَة! لازالت لم تُغلق عامَها الاول حتّى!
ناظَرتهُ الشقراء تُجيبه بانزِعاج
- انا اتحدثُ عن التَربية جونغكوك!
كثرَة الدلال تُفسد اخلاق الطِفل
كان سَيتحدث لَكن ماريسا قاطَعته مُتحدثَة و هي تَحتضنُ طفلتها الي صَدرها
- حسنا ان كانَت اخلاق طِفلتي تُزعجكِ فلا تَتعاملين مَعها..!
قَطبت اليوت حواجِبها مُجيبَة
- لما تَحسستِ؟ انا تحدثتُ من باب النصيحَة
ضيق ماريسا لم يُخفَى عنها خصوصًا انها قالَت
- احتفظي بِنصيحتكِ لنفسكِ
انصحيني فكل شَئ الا فيما يتعلُق بصغيرتي
فانا اُحسن تربيتِها جيدًا! و ليسَ ذنبها انها لم تَرتج معكِ
الشُحنَة اشتَدت بينهنّ و من الواضِح ان حُدود ماريسا يُصعَب اقتحامها ، حاوَلت اليوت تبرير مَوقفها لكن الصُغرَى لم تَسمعها و ذَهبت الي غُرفتها مُباشرَة
نَظرت الشقراء نحو زَوجها تُطالعه بضيق
- مابها هذِه؟ هل قُلت شئ خاطِئ..؟
تَتبع السفير ماريسا بِعَينيه ثُمّ ناظر زوجتهُ مُجيبًا
- كلامكِ كان اشارَة على انها لا تُجيد تربيَة ابنتها!
ثمّ هي حُرَة تدللها كما تَشاء ، انها صغيرتها!!
طالعتهُ الشقراء بغَضب عندما قالَت
- هل اُفسد طفلي على حساب تَدليلي لهُ؟
لا تُفكر بالعاطفَة بل بالعقلانيَة لورد!!
وَضع السفيرُ يداهُ في جُيوبه حينما نطق
- عزيزتي انتِ اخذتِ الموضوع بشخصيَة!
رسيل صغيرَة و مؤدبَة للغايَة ، لَكن لابد انها مُنزعجَة
لا تنسي انها مريضَة ، عليكِ مُراعاتها فهي طفلَة
تَنهدت الصُغرى و هي تُعدل شعرِها و تستديرُ للجُلوس على الاريكَة
- هل لاني لستُ امها ليسَ لدي الحَق في اعطاء رأيي؟؟
اجابَها و هو يَتفقد ساعَة رِسغه
- يمكنكِ اعطاء رأيكِ مَع التذكُر ان اُمها موجودَة
و هي ادرَى بمصلحتها اكثرُ منكِ و منّي
اجابَ على اتصال اوليڤر باستخدامِ ساعته الحديثَة تحت نَظرات زوجتهُ المُتضايقَة ، تَنهدت بثقلٍ ثمّ عندما اراد الرَحيل تبعتهُ الي الباب تقول
- حسنًا لابد انّي زدتُ فيها قليلاً
ساُحاول الاعتِذار
التَفت اليها مُبتسمًا من مُبادرتها تِلك فقامَ بالايماء ايجابًا
- كيّ تكسبيها
دَحرجت عينيها بِضَجر تُجيب
- لستُ بحاجَة لاكسبها فانا سيدة المنزل..!
لكن من باب اللباقَة فقط رُغم ان اُمها وقحَة
الم تَرى كيف رَدت بهجوميَة؟
احتَضن اللورد وجنتيّ زَوجتهُ و نَطق بجديَة
- اليوت عليكِ ان تُراعي ان حياتها ليسَت سهلة!
و بالنسبَة اليها رَسيل خط أحمَر
ابعَدت يداهُ عَنها تُجيبه بانزِعاج
- و لِما عليّ ان اُراعي..؟ انا لستُ مضُطرَة!
لاذكرك فمشاعري المدهوسة هُنا!
تَنهد بِقلَة حيلَة و هو يَبتعد عنها قائِلاً
- ساذهبُ للعمل الان ، لذا رجاءًا امنَعي التشابُك مَعها
ريثما اعودُ ساضعُ بعض الحُدود
رأت الهَم في عَينيه فانتابَها الحُزن و اقتَربت تُعانقه مُتحدثَة
- حسنًا ، ساُحاول ان اُلطف الاجواء من اجلِك
احتَضنها بِدوره و قامَ بالتَربيت على ظهرِها بلُطفٍ يقول
- اتمنَى ذلك ، اهتمي بِنفسكِ و سنَبقى على تواصُل
قَبل جَبينها و من ثُم سَحب نفسهُ للرَحيل و رُكوب سيارتِه التي كان يَنتظرُه فيها مُساعده ، دَخلت اليوت الي الڤيلا و اغلَقت الباب خَلفها مُلتفَة نحو الصالَة
مَشت في اتجاهِ غُرفَة ماريسا تطرُق الباب و بَعد ثوانٍ ، فَتحت الصُغرى تُطالعها بِعَدم رِضَى ، سَكتت الشَقراء للحظاتٍ و من ثُمّ قالَت
- انا اسفَة على ما قُلته ، كنتُ اعطي وجهَة نظري فقط
لَكن من الواضح ان الكلِمات خانَتني ، لم اقصِد ازعاجكِ
مُبادرتها بالاعتِذار جَعلت غَضب ماريسا يَخِف
قامَت بالايماء لَها مُتحدثَة
- كنتُ لاعتذر نِيابَة عن ابنتي فانا اعرفُ خَطبها
انها في مرحلَة تسنين ، تُصبح عُدوانيَة قليلاً
آن ذاك ترفضُ الجَميع و تَرضى فقط بوالديها
نَظرت اليوت نَحو الصغيرَة التي تَحشُر رأسها بِصَدر امها و عَينيها مَليئَة بالدُموع من الالَم ، رَقّ قلبها عَليها و اقتَربت تَمسحُ على شَعرها الاسوَد
- اوه يا الهي صغيرَتي ، لابد انها تتألم
اومأت ماريسا بِقلَة حيلَة تُجيب
- كَثيرًا ، تَبكي طيلَة الوَقتِ و حرارتها تَرتفع
زَمت اليوت شَفتيها باسَى فقالَت
- تعالي لنبَحث عن كريم يُخفف من الألَم
لقد قابلَني ذات مرّة مُنتج يُدهن مكان التَسنين
و يُقلل من الوَجع
ناظَرتها ماريسا بأملٍ حينما نطقت
- حقًا؟
اومأت لها الكُبرى و هي تَعودُ ادراجها نحو الصالَة فقامَت ماريسا باللحاقِ بها و جَلست بِجوارها عندما اخرجَت اليوت هاتِفها و قامَت بالبَحثِ عن المُنتَج
مَددت ماريسا ابنتِها في حُضنها اذ كانت دُموعِ رسيل المُتألمَة و انينها يَفطرُ قلبها ، مَسحت عليها بِرقَةٍ بالغَة تُقبل رأسها بين الفينَة و الاخرَى لعلّها تستريحُ لكن ما مِن جَدوى
- هل وَجدتيه..؟
نَطقت ماريسا بأملٍ و هي تَرى الشقراء تَنقرُ على خانَة الشراء ، نَظرت اليها مُبتسمَة عندما اومأت
- اجل! لقد طلبتهُ
سيصلُ الي البيت في غُضون نصف ساعَة
ابتسمَت ماريسا بِسعادَة اذ مَدت يدها تَطلُب القراءة عَن تفاصيل المُنتَج ، لم تُمانع الكُبرَى و مَدت لها الهاتف تَسمح لها بتفقد المِرهَم
اخَذت ماريسا الهاتِف و قرأت عنهُ بالتَفصيل و هي تَهز ابنتِها في حُضنها ، مَدت اليوت يدِها تمسحُ على شَعرِ الصغيرَة الباكيَةِ بلُطفٍ الي ان هدأت و نامَت فوق صَدرِ امها
- لقد نامَت
هَمست اليوت و هي تَتفقدُ مَلامح رسيل التي تُشبه خاصة زوجِها
لا تُنكر ان هُنالك شعورٍ قاتل بالغيرة ، لَكنها تُكافح لِصَده
فبالآخر ، لا احَد لهُ ذَنب بما يَجري
ابتسمَت ماريسا بسعادَة عندما توصَلت لآمانِ المُنتج و سَلامته على صِحَة صغيرتِها ، اعادَت الهاتف الي صاحِبته و قالَت مُتشكرَة
- شكرًا لكِ جدًا! ان كان المرهم فعالاً فانتِ خففتِ حمل ثقيل على طِفلتي ، انها تَنامُ الليل بِدموعها من الوَجع
استعادَت اليوت الهاتِف و قامَت بالايماء مُتحدثَة بِحُزن
- لا عليكِ انا في الخدمَة
لديّ الكثيرُ من المُنتجات الخاصَة بالاطفال ، اعرفُ عنها الكَثير اذ لطالَما حلمتُ ان يَكون لي طفلٍ اهتمُ به و ارعاه
ناظَرتها ماريسا باستِياءٍ فقالَت و هي تَمُد رسيل اليها
- لابأس يُمكنكِ اعتبارُ رسيل ابنتكِ
انا لن انزعج صَدقيني
ستكونُ رسيل محظوظَة لانها تمتلك اُمين
نَظرت اليوت الي رَسيل النائِمَة و عندمَا حَملتها تَحركت الصغيرَة بانزِعاجٍ و استَيقظت تَبكي من جَديد عندما زاد عَليها الوَجع
عاوَدت ماريسا حَملها بأسفٍ تقول موضحَة
- انها في مرحلَة حساسَة ، سترتاحُ قريبًا و ترينَها على حَقيقتها ، رسيل تُحب الناس و لا ترفُضهم ابدًا
تَفهمت الشَقراء و قامَت بالايماء ايجابًا و هي تُعيد الصغيرَة الي امها
- لابأس انا اتفهَم ، انهُ من السئ ان يتألمُ الانسان و يعجَز عن التَعبير ، الاطفال هَكذا
عاوَدت ماريسا دَفن رأس طِفلتها في صَدرها تَمسحُ دُموعها بِرقَة
- هِشش يا روحي ، اهدئي امكِ هُنا
رَفعت الصغيرَة عينيها المليئَة بالدُموعِ الي والدتها و شَكت لها عن وَجعها تقول
- اماما ، ثنونو دادا
مَسحت الكُبرَى على وَجنة صغيرتِها المُنتفخَة برقَةٍ تقولُ بِحُزن بالِغ
- خالتكِ اللطيفة اشتَرت لكِ مرهمٍ سيُخفف الألم همم؟
لن تؤلمكِ بعد الان يا حَبيبتي ، ستَكونين بِخَير
قَبلت جَبين صغيرتها و عاوَدت تحتضنِها من جَديد و هي تَسمعُ بكائها الصامِت ، تُلاحظ ماريسا في الآونَة الاخيرة ان طِفلتها تتجنُب ازعاجها بالصوتِ العالي و تكتمُ صُراخها الا في الضَرورة القصوى
و ذلك ما يَجعلها تتَيقن ، ان ابنتها تشعُر بِها
و تَتجنَب كُل ما يُرهقها ، بل تُساعدها في تربيَة نفسِها..!
من اين جائت صغيرتها بِكُل هذا الوَعي منذ نعومَة اظافرِها؟
تشعُر انها هبَة من الالِه ، جائت لِتَمسح كُل اوجاعِها
اخَذت اليوت جهاز التِلفاز و قامَت بِتَشغيلِه لِترى الاخبار ، صُدِمَت عندما تَم رصد سيارَة زوجِها من بَعضِ المُعجبين الذين رَموا عليهِ البَيض و الطَماطِم امام السَفارة كنوعٍ من الاحِتجاج على خِيانته
وسعَت عينيها تشهِق اذ طالعتها ماريسا مُستغربَة
- مابكِ؟
نَظرت اليوت اليها تُشير على الشاشَة قائِلَة
- انها سيارَة جونغكوك! انهَم المعجبين خاصتي
لابد انهم رَصدوه امام السفارَة و هاجَموه
حَدقت ماريسا في التِلفاز لِتوسع عَينيها عِندما جاء الحُراس الشخصيين للوردِ و مَنعوا تلك المَهزلَة ، ابعدوهم عن سيارَة السَفير بصُعوبَةٍ و اتاحوا لهُ ممرٍ آمن للخُروج و دُخول السفارَة بِسَلام
- ماهذا؟ لما يَفعلون هذا بِه؟
مالذي فعله؟؟
تَحدثت مُنصدمَة و يدها لم تَكُف عن التَربيت فوق ظَهرِ صغيرتِها التي تَشبثت بِفستانِ امها و دُموعها تُغرق صَدرِها ، اجابَتها اليوت تقول
- الا تَعرفين حقًا ما السَبب؟
نَفت ماريسا تَعترِض فاجابَتها الكُبرى مُتنهدَة بأسَى
- اُنظري ، انا شخصيَة عامَة و مشهورَة ، لدي ملايين المُعجبين الذين لم يُعجبهم ان زَوجي يمتلكُ طفلَة من وراء ظَهري ، لِذلك هاهو ذا يَتحملُ النتيجَة
قَطبت ماريسا حواجِبها بِعَدم رضى حينَما قالَت
- لكنهُ لا يملكُ ذنبًا بما جَرى !
اعني لا اَحد يعلمُ كيف جائت رَسيل بَعد
ابتسمَت اليوت بِحُزنٍ عندما هَزت اكتافها تقول
- كيف نوضحُ ذلك للعامَة؟ نحنُ مشاهير و سنكون مجانين ان قُلنا ان رسيل جائت بطريقَة مجهولَة ، منطقيًا من سيُصدق؟ فالرَجُل دائمًا محاصِر في خانَة الخِيانَة لذلك سَيتم اتهامهُ لا اراديًا من الجَميع ، و هذا ما يحدُث حاليًا ، هنالك حَملاتٍ كثيرَة ضِده في الواقِع و المَواقع
حَدقت ماريسا في الشاشَة تُطالِع المَشهد يُعاد و المُذيعَة تَتحدثُ عن الحَملة التي أقامها مُعجبين اليوت ضِدَ السفير و رَغبتهم في جَعله يَدفع ثمن خِيانته
احسَت بالقلقِ عَليه فالمَشاهد التي صَورت المُعجبين يترصدون لهُ حَول مكان سَكنه و عَملِه مع رَفع لافتاتٍ ذات كلماتٍ مُهينة و شتائم عديدَة سَببت لها قلق شَديد عَليه ، عاوَدت التحديق في اليوت تقول
- ماهذا؟ لابد انهم خَطيرين؟ هل هم حَول المنزل ايضًا هنا؟
اومأت اليوت بأسَى و قامَت برفع اكتافها بِقلَة حيلَة
- انهم في كُل مَكان ، لا يُمكنني التَصرُف او التَبرير
طالَعتها الصُغرَى بِقلقٍ عندما سألَت
- كيف اذًا سيتَصرف؟ عليه ان يُنقذ نَفسه!
الا يوجَد حل؟
زَمت اليوت شِفاهها تُجيب
- يوجد حَلٍ واحد..!
ناظَرتها ماريسا بفضولٍ تستفسر
- حقًا ؟ و ما هو..؟
اخفضَت اليوت عَينيها الي رَسيل التي بَدأت تغفوا ثُمّ عاوَدت رفع زرقاوتيها نحو اُمها تقولُ بتَردد
- لا ادري! اعني الحَل غالبًا لن يَكون مُناسبًا بالنسبة اليكِ
فعندما فاتحَت اللورد بِه كيّ نُنهي هذه المَهزلَة
رَفض بِقوَة و فضّل ان يُعاني
صَغرت ماريسا عَينيها و هي تُناظِرُها بِتوتر
- لِما رفض؟ دام الامرُ لِمَصلحته..؟
زَمت الكُبرى شَفتيها بأسى تُجيب
- رفَض من اجلكِ ، فضل مَصلحتكِ على خاصتِه
اشارَت على نَفسها مُتفاجئَة
- من اجلي؟ انا؟
حَركت اليوت رأسِها ايجابًا فَطلبت ماريسا سَماع هذا الحَل الذي صَدمها بِمُجَرد ان طَرحتهُ الكُبرى تَقول بهُدوء
- الحَل الوَحيد هو ان نُسجل رَسيل باسمِنا قانونيًا كي تَحصل على هويَة رسميَة
امالَت ماريسا رأسُها بِعَدم فهمٍ تُحاول الاستِيعاب
- باس..باسمكم..؟
قامَت الكبرى بالايماء تُتابِع
- نَعم ، لا اقصدُ شيئًا ، لكنكِ لا تملكين هويَة رسميَة تُمكنكِ من اتخاذُ خانَة الامِ في القانون ، و بالتالي ستكونُ رسيل ابنَة غير شرعيَة و ذلك ما سيجعلُها مُعرضَة للاضطهادِ و الكُرهِ من الجَميع ، فكما تَرين الاعلامُ صاخِب و الجُمهور غاضِب..!
اخفضَت ماريسا رأسها نحو طِفلتها النائِمَة تُناظرها بِصدمَة
سَمِعت اليوت تُواصلُ قائِلَة
- ان كنتِ تُفكرين بالعقلِ و المنطِق ، بدلاً من العاطفَة فابنتكِ ستحصلُ على امتيازاتٍ كثيرَة عندما يَتم الاعلانُ عنها كابنَة شرعيَة من اُمٍ حاضنَة ، الاضطهادُ في حقها و حَق والِدها سيتلاشَى كأنّهُ لم يَكُن ، بل سيتمُ تعويضِه ، اضافَة الي المكانَة الاجتماعية التي سَتحصُل عليها ، امّا ان سُجلت كابنَة غير شرعيَة فانا لا يُمكنني تَخيل الهُجوم الذي سيكونُ ضِدها ، و انتِ كَذلك! لن يَرحمكِ احَد
كَلامها كان يَرن في اُذنيّ ماريسا التي رَفعت رأسِها نَحو الكبرى تنطقُ بعدمِ تَصديق
- ا..ام حاض..حاضِنَة..؟
قامَت اليوت بالهمهمَة مُتحدثَة
- ستكونين الاُم التي حَملتها في رَحمها لِتسع اشهر بعدما تَم زرع بويضتي المُلقحَة من نطاف زوجي فيه ، اي ان ظاهريًا رَسيل تَخُصنا..! و بالتأكيد لن يَتم حرمانكِ منها ابدًا ، سَتكونين مَعها طوال الوَقت و داخل البيت انتِ امها ، لَكن في العلن سَتكونين مُربيتها ، لِتَجنُب الاساءَة و المُضايقات ، حفاظًا على سَلامتكم
اقشعر بدنُ الصُغرَى لِمُجرد التَخيل ان طِفلتها سَتكون على اسم غَيرِها..! ماذا عَنها..؟ من سَتكون هي في حياة صغيرتِها عندما تَكبر؟ كَيف ستُفسر لَرسيل الوَضع لاحِقًا..؟ و هل سَتكونُ في نظرِها والِدتها؟ ام مُجَرد مُربيَة..؟
تَكورت يديها حَول صغيرتِها و هَمست بِصوتٍ مُرتعش
- لك..لكنّي لا املكُ من نَفسي سوا صَغيرتي
ان..انا حتى نَفسي لا اعرِفها
نَظرت في عينيّ اليوت الهادِئَة تُتابع بِنبرةٍ مُختنقَة
- رَسيل هي الشُعور الوَحيد بالحَقيقَة
الاحساسُ الوَحيد الذي يُشعرني بالعالَم..!
فالجميع حَولي غير واقعيّ ، يكادُ يكونُ خيالاً
تَفهمت الشَقراء ما تشعُر الثانيَة بِه و قالَت بأسف
- اعرِف انهُ من الصَعب عليكِ التَفكيرُ بمثل هَذا الحَل
لَكن للاسفِ ، لكلُ مصلحةٍ ضريبَة
و اعتقدُ انك مُستعدة للتضحيَة بِكُل ما تملكين
لاجلِ ابنتِك ، فاستقرارُها يَمكُن بِما قُلته
استَقامت اليوت من جِوارها تُواصل بهدوء
- لن اُجبركِ على اتخاذُ قراركِ ، لكن بَعد ثلاثة ايامٍ لدينا مؤتمر علينا فيه التَبرير للعامَة ، قُبولي برسيل كابنَة ، سيفتح عليها باب النَعيم ، امّا ان رفضتُها و نَسبتها الي السَفير فقط..! آن ذاك لن اتحمَل مسؤولية الجَحيم الذي سيُطاردها و جونغكوك كَذلك لن يَكون قادرًا على تَحمُل الوَضع و تَداركه
غادَرت الي غُرفتها و تَركتها تغوصُ في جَحيم افكارِها الذي يصهر ما تَبقى سليمًا بِها ، قد كانت ابنتها الاملُ الوَحيد في الحياة..! هل سيُسلَبُ منها كَذلك؟
ماهذا الهُراء..؟ لما الحياة تَختبرُها في أعزِ ما تَملِك..؟
استقامَت باقدامٍ مُرتعشَة و توجهَت ناحيَة الغُرفَة تضع صغيرتِها فوق السَرير و تُجاورها بِقَلبٍ مُنقَبِض ، لا تُصدِق انها مُجبرَة السيرِ على طَريقٍ لا يَمتلكُ خياراتٍ تُريحُها ، كُل الفقراتِ مصيرُها الاعدام باختلافِ الوسيلَة
- يا الهي! مالذي افعلُه؟ و كيف اخرُج من هذا المأرق؟
انت تعرِفُ اني لا املكُ سِوا ابنتي ، تعرفُ اني من دونها اموت..!
جَلست فوق السرير تتكَور عَليه و دُموعها سَبقت كَلِماتها
تَخيلت ابنتِها و هي تُنادي غيرُها ماما..!
ماهو عواقب قَرار القُبول..؟
هل سَتكبر طِفلتها و تراها مُجَرد مُربيَة..؟
رَفعت عينيها للسَقفِ و بُكائها الصامِت يُقطع اوردَة الحياة وَسطها ، لم يَعُد هنالِك شئ بِها ينبضُ بِشَغف ، كُل احساسٍ بها مَقتول بِسلاح الخُذلان
بمرورِ الايام . تتأكد انها تتجَردُ من الجَميع
و تُصبح وحيدَة..! وَحيدة بالكامِل
فحتَى ابنتِها ، قد لا تُصبح تَخُصها..!
•••
الساعَة تُشير الي العاشِرَة مساءًا
دَخل اللورد الي منزِله و هو يَستشيطُ من غَضبِه بِفعلِ الهُجوم الذي تَعرّض لهُ صباحًا من مُعجبين زَوجته ، حال ان دَلف ، وَجد ماريسا تجلسُ فوق الاريكَة تُطعمُ رسيل من الارز بالحَليب
خَف غضبهُ عندما رأى طِفلته فَوجد اُمها تَستقيمُ بسرعَة و تقتربُ منهُ تسأله بِقَلق
- هل انت بِخَير؟ هل حَدث لك شَئ؟
نَظر اليها و هو يومِئ بهدوء
- انا بِخَير ، مابكِ خائفَة؟
حَدقت بِه بِحُزنٍ و هي تَرفع رسيل بذراعها كُلما انزلقَت نحو الاسفَل اذ كانت ارُجل صغيرتها تحتضن خصرِها من الجانِب
- لقد رأيتُ في الصَباح على الاخبارِ ما جَرى
هل تَعرضت الي هُجوم؟
اومَئ لَها فوجدها تَتنهد بحسرةٍ لذا دَنى يحملُ رسيل مِنها ، عانق طِفلته الي صَدره يستمدُ مِنها قِواه فَسمع اُمها تتحدَثُ بغصّة
- انا اسِفَة ، نحنُ السَبب بِكُل هذا
حَدق بِها بِعتابٍ على ما قالتهُ فَنطق
- اُصمتِ! لا يُمكن ان تَكون رسيل السَبب
اتحملُ لاجلها كُل شَئ
طالعتهُ بِحزنٍ حينما نَطقت
- انت تَستطيعُ تحمل كُل شئ لاجل رَسيل صَحيح
لكن كنت تَستطيع ان تُسجلها باسمك انت و زَوجتك
و تَمنع عنك كُل هذا الاذَى الذي تَتحملهُ بسببي
مَسح على ظهرِ رسيل برقَةٍ فرآها تبتعدُ عنهُ تُطالعهُ بعدما مَسحت الحليب عن شفتيها في جاكيت بذلته ، ضَحك على تعابيرِها البريئَة و من ثُمّ عاود النَظر الي اُمها مُجيبًا
- هل من الصائِب ان احرِم ام من ابنتِها لاجل ان اعيش مُرتاحًا..؟
كانَت ستتحدَثُ لَكن دخولِ اليوت من البابِ مَنعها ، قد كانت في بيتِ اهلها و للتوِ عادَت بعدما تناوَلت العشاء هُناك و ارسَلت حصَة ماريسا اليها
اقتَربت مِنهُ تسأله
- جونغكوك هل انت بِخَير؟
التَفت نحوها يُناظرها بهُدوء
اعادَ رسيل الي اُمها و قال
- علينا ان نتحَدث
اخَذت ماريسا ابنتِها و عادَت لحمل طبق الارز الخاصِ بطفلتها ثُمّ استأذنت تنسحبُ الي غُرفتها ، دَخلت تُغلق الباب خَلفها و تجلسُ فوق السرير بِقَلبٍ مُضطرِب تجاه القادِم..!
اقتَربت اليوت من اللورد مُتكتفَة حينما قالَت
- الم اقُل لك ان هَذا سيحدُث؟
هل تَرى نتيجَة انسانيتك؟
ناظَرها مُندهشًا اذ هَتف
- انتِ حتّى لم تُنزلي منشورًا واحدًا ترفُضين فيه ما يَجري!!
ضعي حَدًا لمعجبينكِ المجانين! فما يحدُث ضد القانون
حَدقت بِه بحاجبٍ مرفوع تقول
- مالذي ساقوله خِلال المنشور؟
توقفوا عن الهُجوم على زَوجي؟ لانه بريئ؟
ما التبرير الذي تُريد منّي ان اقوله..؟
شدّ على يَديه و هو يَراها تُرجع شعرها الي الوراءِ تُتابع
- انت تَضعنا في موقفٍ بشع سيُدمرنا جونغكوك!
اخبرتك ان الحَل الامثَل ليرتاح الجَميع هو التكفل برسيل قانونيًا
انت لا يُمكنك التضحيَة بمصلحة الجَماعة لاجلِ فردٍ واحد..!!
بلل شَفتيه و جَلس فوق الاريكة يُرجع شعره الي الخَلف متحدِثًا
- نحنُ يُمكننا التحدثُ في المؤتمر و التَبرير بأن رَسيل جائت من خِلال اطفالِ الانابيب ، لكن من بويضَة امها..! سهلَة
وسعَت اليوت عُيونها اذ اشارَت على نفسِها تقول
- انت تُريد منّي؟ ان اعترِف للعلن اني عَقيم؟
اتود المَس بكرامتي و جُرح كبريائي لاجل امراةٍ غريبة جونغكوك؟
استَقام من مَكانه و بَرر وجهَة نظرِه معترضًا
- كلاّ يا اليوت! لكنّه الحَل البعيدُ عن الخيانَة
ان..
قاطَعتهُ بغضبٍ و هي تَضغطُ على يديها بشدّة
- انت تَرضى ان اُقلل من قيمتي كمرأة ، و اعترف بِعَجزي على العلَن! فقط كيّ تُرضي انسانيتُك؟ منذ مَتى مشاعري قَليلة لِهذه الدرجَة بالنسبة اليك جونغكوك..؟ الهذه الدرجة لم اعُد أعني لَك شيئًا..؟
تَنهد مُتضايقًا و عَقلهُ عاجِز عن التَوصل لِحلٍ يُرضي كامل الاطراف ، الجِدال بدأ يشتّد بينهُما و غَضب كِليهما يرتفعُ بمُرور الثَواني
النقاشُ سيتحول لِعراكٍ ملمحيّ نهايته لن تُرضي احدًا..!
و ذلك سَمِعته ماريسا جيدًا ، حينما فَتحت طرف الباب
حتى تَسترق السَمع لجدالِهما الذي علمت انهُ يَخُصها
لم تستطِع ان تَكبُت فضولها القاتِل..!
و كي تُنهي تلك المَهزلة ، و تَضع حدًا للمعركَة الدمويَة القادِمَة
قررَت التضحيَة بنفِسها ، و خرجَت من الغُرفَة مُتحدثَة بصوتٍ عالٍ
- انا مُوافقَة..!
نَظر الزَوجين اليها من وَسط نقاشِهما الحادُ يُطالِعانها بِاستِغراب ، حَدق السفيرُ بعينيها يَراها تُكافح لِتنطق حُروفها القادمَة لِذا سأل
- مُوافقة لِماذا؟
نَظرت بِداخل عَينيه الخَضراء و بِصُعوبَة بالغَة
نَطقت القادِم..!
مع كُل حرفٍ كانت تنطقهُ ، شعرت بِخناجره تطعنُ حُنجرتها و تُغرَسُ في اعمقِ نُقطَة بها ، و ذلك ما يُفسر اهتزاز صَوتها الذي يبزِقُ الكلماتُ بحسرَةٍ بالغَة
- م..مواف..فقة على ان ت..تكون زوج..زوجتك ا..ام رس..رسيل الق..القانون..نونيَة
مَصيرُ الجَحيمُ
تم تأكيدُ مَساره..!
•••
6714 ✔️
يا اهلاً بالحِلوين ، اخباركم..؟
رمضان كَريم يا جميلين
كيف الفصل مَعكم..؟ و احداثه..؟
مناكفات اليوت مع ماريسا ورسيل..؟
وجهة نظر اليوت تجاه تبني رسيل قانونيًا..؟
هل تحسوا كلامها مُقنع..؟
هو وجهة نظرها صحيحة ، لان فعلاً لو رسيل انكتبت ابنة غير شرعية ، حيتم كرهها للاسف هي و ابوها
عاد انتم متعرفون معجبين اليوت
مجانين زي صاحبتهم 😭
السفير مايطيقهم ، يحسهم مهووسين زي زوجته 🙂🤚🏻
شنو اكثر جزئية حسيتوا فيها بقهر ماريسا..؟
حسيتوا بمشاعر اليوت الطيبة تجاه رسيل؟
رغم انها انزعجت منها لما شدت شعرها
السفير و اضطراباته..؟
كيف حيتصرف مع موافقة ماريسا بالموضوع..؟
اكثر جزئية حبيتوها..؟
توقعاتكن للقادم عامَةً..؟
مشاهد نكثر مِنها..؟
3000 تصويت
7500 تعليق
فصل جديد ✔️
اراكم في القادم باذن الله
الي اللقاء 🤍
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top