our child | 22

THE MIRROR | المَرايا
Our child

اهلاً بكم في الفصل الثاني و العِشرون 🍂

لِنَبدأ 🐻

•••

- ساقبلُ بِوجود رَسيل بينَنا
شَرط أن ، اُكتَب في وثائِقها الرسميَة
على انّي اُمها الاصليَة..!
و ان ماريسا مُجَرد ام حاضِنَة لا غَير

شَرطها جَعل كوب القهوَة يسقُط من بين يديّ اللورد الذي تَوسعت عيونَهُ و انبلجت شَفتاه ، لم يتوقع اطلاقًا انها ستتوصلُ الي قرارٍ كَهذا..!

اهي تطلُب ان تَمحي دَور ماريسا من حَياة ابنتِها للأبد..؟

طَلبها جَعلهُ عاجِزًا عن احداثِ ايّ رد فعلٍ يُذكَر ، كُل ما فعلهُ هو البقاء مُتجمدًا يَنظُر بداخل عَينيها بسُكونٍ يُفكر بعواقِب ما تَطلبُ مِنهُ..! و كيف ستكونُ ضريبةُ الموافقَة و وَقعها على قَلبِ الاُمِ المسكينَة..!

نَظرت اليوت نَحو الكأسِ الذي انكَسر و انسكابِ القهوة على الارضيَة البيضاء ثُمّ رفعت عينيها الذابلَة من شدّة البكاء و السَهر طوالِ الليل ، لم تَسمع صَوتهُ و الرد الوَحيد الذي بَدر منهُ هو نُهوضه من قُربها و قَوله بينما يستعدُ للرَحيل

- سادعِّ انّي لم اسمع شيئًا
و ذَلك لِصالحك

تجاوَز كَسر الكوبِ بِقدَميه ، و مَضا في طريقِه نَحو غُرفته فاذ بها تَلحقه و تُمسك بِذراعه حالما دَخلا اليها ، ادارتهُ نحوها و نظرَت اليه بِانزعاج

- قراري هو الحَل الوحيد لِهذه الفضيحَة!
اتريد تأكيد شائعَة انك خائن؟

التَفت نحوها و جَذب ذراعهُ منها بعدما نظر اليها و هو يُحاول تدارك مشاعر غضبِه

- لاجلِ شائعاتٍ انا متأكد من انها باطلَة
احرمُ ام من طِفلتها؟

ناظرتهُ اليوت بانفعالٍ حينما قالَت لهُ

- جونغكوك ضَع في عين الاعتبار اننا شخصياتٍ مشهورَة
كُل خطوَة نفعلها لها الفُ حِساب ، نحن لسنا اناسٍ عاديَة!
السنةُ البشرية لن ترحمنا ، لما تود افساد حياتنا بعد كانت مثاليَة؟

طالعها اللورد مُنصدِمًا قبل أن ينطِق

- مثالية؟ عن اي مِثالية تتحدثين؟ اليوت افقدتِ عقلكِ؟ تريدين منّي ان امسَح ماريسا من الوجود لاجل ارضاء الناس ؟ اتظنين اني بلا قَلب؟

شدَت اليور على يديها و قالت تُوضح

- لا اطلب منك ان نَرميها جونغكوك..! ستكونُ امها في المنزل ، لَكن خارجه انا ساتكفل بها قانونيًا فقط!

نظر اللورد اليها و هو يشتعلُ من غيضه فقال بِهُدوءٍ ينافي ما يشعرُ به

- اليوت! رجاءًا دعيني احتفظ بِصورتكِ الملائكيَة
فما تقولينه يُنافي الشخصيَة التي ارسمها لكِ في خيالي

حاوَل ان يلتفت للرَحيل من جَديد ، لكنها قاطعَت طريقهُ و قالَت مُنفعلَة بعدما انفجَرت به حينما طفح كَيلها

- الامرُ لصالحك ايها الاحمَق المغفل!!
هل تريد الظُهور بِشَكل الخائن امام الجَميع؟
انت لن تَحتمل الشتائم و الحَملات الاعلاميَة ضِدَك!!

لَم يَهزه كَلامها بل جَعلهُ اكثَر رُزنًا و ادراكًا لِردود افعالِه المُستقبليَة تِجاه ظهور ابنته المُفاجئ للعَلن ، وَقف باستِقامَةٍ امامَها و قال دُون ان يَرف لهُ جُفن واحد

- انا راضٍ
اكونُ خائن على المَواقِع ، و لا ظالِم على الواقِع

اقتَرب مِنها خُطوَة اضافيَة و نَظر لابعد نُقطَة في عُيونها يُتابع بِرزانَة

- ماريسا جَناحها مَكسورٍ مِما مَرت بِه بالفِعل
لن آتي بِكُل دكتاتوريَة ، اكسرُ جَناحها الاخَر
لا ارضاها على اُم طِفلتي! فهي التي انجَبت دُنيتي

كَلامهُ جَرح خاطر زَوجتهُ التي انهارَت من البُكاء دون شُعورٍ و قالَت بغصَة

- مالذي تقصِده؟ انّي لم استطِع انجاب دُنيتك اليك؟
احبي لك لم يَكن كافيًا لِيملئ فراغك جون!
احقًا لا اعني لك شيئًا؟

دُموعها و مَوقفها الصَعب جَعلهُ يَتنهدُ مُحبطًا من بشاعَة موقِفه
لم يكن يُريد الوصول الي هَذه النقطَة مُطلقًا..!
انهُ في ابشع موضعٍ كان

تَنهد بِثُقلٍ و كأي زَوجٍ لا تروقهُ دُموع زوجتهُ ، قَدم لها منديلٍ يُجفف به دُموعها الساخنَة من ثُمَ قال بصوتٍ دافئ

- كُل ما اريد منكِ التأكد منهُ ، اني لم المسُ دُونَكِ امرأة
و ذلك ما ساسعَى لاثباتُه لكِ انتِ لا للاعلام..!
اخرُ همّي الاقاويل همم؟

حَدقت في عينيه و دُموعها تتساقطُ بغزارَة فقالَت

- ارجوك! الناس لن تَرحمنا و لا انا سيُطاوعني قلبي ان تنشر المَجلات عنك و عَنها في منشورٍ واحد يَربطكما بِطفلة ، اُشعر بي..! رِفقًا بقلبي الجَريح

رُغم كَلامها الذي آلم جَوارِحه ، ألا انّهُ لم يتزعزع قَرارهُ و ظلّ مُصرًا على كَلامه عندما نَطق بجديَة

- اُطلبي عُيوني ، و لن اتردد لِلحظَة بان اُعطيكِ اياهما
كُل ما هو بي لكِ ! لكن لا تَطلبي ابدًا ان اخَذ حَق فتاةٍ مظلومَة
يكفي الدُنيا كُلها ضدها! فلما اظلِمُها انا ايضًا؟

طالعتهُ اليوت بِعتابٍ حينما هَمست

- لما تَهتم اليها اساسًا؟ اعترف ؟ هل تُعجبك؟
هل لانها انجَبت لك ابنتُك استحوذَت على جُزء من مشاعرك؟
قُل لي الحَقيقة ، صارحني!!

تَنهد من تفكيرِها الذي يُخونَه و لم يَسعهُ سِوا التراجُع الي الوراء مُحبطًا حينما قال

- يُؤسفني ان كُل محاولاتي في اثبات صِدقي معكِ في العلاقة تَذهبُ سُدًا ، كانكِ لا تَرين ان عُيوني لا تُزاح عنكِ..! و انتِ اكثرُ من يَعلم انّي امام غَيركِ التحفُ القسوَة و الحِدَة

حَدقت في عينيه تراهُ يُتابع جادًا بِحديثه

- ايًا كان قراركِ سيكون ، يُفضَل ان يُخرج ماريسا من مُخططاته ، ان كنتِ تريدين مَصلحتكِ في الاخر!

كانت ستتحدثُ لَكنه غادر و تَركها بِمُفردها تتصارَعُ من افكارِها المأساويَة ، توجه نحو غرفة ماريسا و طرَق الباب مرتين و عند الدقَة الثالثَة فتحت لهُ الشابَة ذات الشعرِ الطَويل

نَظرت في عينيه بوجهٍ مُتجهِم كَعادتها و قابلها هو بِنظراتٍ هادئَة

- هل يُمكننا ان نتحَدث؟

نَظرت في عينيه فأمالت رأسها و سألتهُ

- عمّا سنتحدث؟ الديك تَبريرات؟

قام بالايماء برأسِه فاجاب

- نَعم ، لديّ الكثير لاحكيه لك
هل يُمكننا الجُلوس على انفراد و التحدُث؟

نَظرت ماريسا نحو اليوت الواقفَة وراءَهُ فابتسمَت ساخِرَة تُجيبه

- على انفراد؟ و تلك الافعَى الشقراء مُلتصقَة بك!

قَطب حواجبهُ مُتضايقًا من وَصفها لِزوجتهُ بالافعَى اذ قال محافظًا على هُدوءه

- رجاءًا! ليس هنالك داعٍ لهذه الالقاب السخيفَة

نظرت نحوهُ و رمقتهُ بجُمودٍ تقول

- بالتاكيد! عشيقتك و لن ترضَى عليها

قاطَعها بحزمٍ عندما بلغهُ اتصالٍ من مُساعده اذ رمق هاتفه بنظرةٍ سريعَة و قال

- سآتي لنتحَدث ، لديّ الكثير لاوضحهُ لكِ
لا تتحركِ من هنا ، انتظريني

كانت نَظرتهُ اليها حازمَة بشكلٍ جَعلها تخافُ عِصيانَه
كان في اقصَى مراحِل جديتِه خصوصًا انهُ التفت نحو اليوت
و قال مُنبهًا اياها بالحَرفِ الواحد

- ساخرُج و اعود ، ماريسا و رسيل في أمانتكِ

نَظرت اليوت اليه بغضبٍ و قبل ان تتحدَث قبل موضحًا بعدما اغلقت ماريسا الباب في وَجه كليهما

- ليسَ عليكِ محادثتها! فقط دعيها تبقى في غُرفتها بآمان و لا تُزعجيها ، لا تدعي غيرتكِ تتحكم بكِ اليوت !

قَضمت شفتيها بحدّة تسببت في نزيفِ السُفلى ، عُيونها المتورمَة من البكاء لم تَشفع لها عندهُ فهو قد رَد على هاتفه و تمشَى نحو الخارِج يُغلق الباب وراءَه ، وَضعت زرقاوَتيها على غرفَة ماريسا و قلبها يَحترقُ من الغيرَة

كيف سَتتصرف؟ و قَد اصبَح لديها مُنافسٍ قويّ بِطفلٍ قد يسرقُ زوجها منها للأبد..؟

ما خافت منهُ اصبَح حقيقيًا!
زوجها حصل على طفلٍ من غيرها!

ايعقل انها سَتخسره؟ هل سيرحلُ و يَتركها ؟ ربما ستخطفهُ ماريسا مِنها و تستطيعُ سرق قلبه تمامًا كما نالت تعاطفه ؟

جَلست فوق الاريكَة تمسحُ على وَجهها الشاحِب و قد عادَت للبُكاء من جَديد على مُصيبتها ، قلبها يَنفطر و زَوجها لا يشعُر بحجم مُعاناتها

حُبه لم يعُد لها مثل الاول
اصبَح لا يشعُر بِحُزنها كالسابِق ، و لا حتّى يُواسيها كما كان

اصبَح يتجاهل وَجعها كانّهُ لا يَراه..!
مالذي عَيّره؟ احقًا استطاعَت ان تنالهُ؟
لرُبما يكذبُ و هو فعلا يخونَها!

كيف فرّط بها بهذه السُهولَة و قرارُ الطلاقِ اصبَح شئ سهل يتخذهُ بأي وقتٍ اراد دون الالتِفات الي حُبهما ..؟

انهارَت من البُكاء حتّى رأت توامها يَدخل الڤيلا ، رَفعت وجهها الغارقُ بالدُموع لترى ماثيو الذي حَدق بها مُتنهدًا بأسَى على حالها

اقتَرب يجلسُ بجانبها مُتحدثًا

- اليوت توقفي عن البُكاء
انتِ تعرفين ان جونغكوك يُحبكِ و مُستحيل ان يخونكِ..!

ارتجفَ ذقنها من شدّة بُكائها و قالَت بصوتٍ مُرتعش

- لم يَعُد يحبني ، اص..اصبح قر..قرار ترك..تركه لي سه..سهلاً ، كُل..كلما تحدثتُ م..معهُ لاعا..عارض واقع..واقعي يُخي..يخيرني بين البقاء و الطلاق

اخرَج ماثيو منديلاً من جَيبه و جَفف به دُموع اُخته برفقٍ مُتحدثًا

- يا حَبيبتي صدقيني ان ما يحدُث ليس سَهلاً عليه ، ظُهور ماريسا المُفاجئ مع رسيل يُحمله عبئ شَديد ، يكادُ يفقد عقلهُ من شدّة التفكير و رَبط الاحداث للتوصلِ الي النتيجَة ، انتِ عليكِ ان تدعميه بدلاً من الوقوفِ ضده

ناظَرتهُ اليوت بِعينين مُشتعلتين من الغيرَة و الوَجع في ذاتِ الوقت

- ادع..ادعمه؟ ادعمه و انا اراهُ يعيشُ مع امراةٍ انجَبت لهُ ما حُرمت انا منهُ؟ اتعتقد الامر سَهل عليّ؟ لقد عشتُ سبع سنواتٍ اكافح لاحتضن طفلٍ منهُ في رَحمي ، الا تفهمُ شُعوري؟ ان اراهُ يحصلُ على اُمنيتنا من غيري!

كلامها المليئ بالوَجع جَعلهُ يلين و يَحزنُ على حالها ، احتضَنها و ضَمها ناحيَة صَدره يمسحُ عليها برفقٍ تام مُواسيًا

- هششش ، انا متأكد ان كُل هذا سيمضي ، ابكي و فَرغي كُل طاقتكِ السلبية ، ساستمعُ لكِ بحُب

احتَضنتهُ فذلك ما احتاجتهُ في مثلِ محنتها ، بَكت في حُضنه بِغزارةٍ تشعُر بطبطاته على ظَهرها كَنوعٍ من المُواساة على حدّة ما تشعرُ به

في المُقابل ، كانت ماريسا جالسَة بجانِب النافذَة و بداخِل حُضنها رسيل التي تعبثُ بشعرِ اُمها باصابِعها ، كانت ترى الحَديقةُ التي يَنتصفها المَسبح و عُيونها تتفقدُ اركانِها رُكنًا رُكن بشُرود

اخفضت بصرها نحو صغيرتِها حينما قالَت

- ماما

ابتسمَت لها بِحنانٍ و قالَت بينما تُعدل سترة طفلتها الدافئَة

- عُيون الماما

حَدقت رسيل بها ثُمّ سألت بفضولٍ و هي تُؤشر حَولها

- ابابا؟ ناناغوغا؟

انخفضت ماريسا لِتَقبيل وَجنة طفلتها المُتورمَة من شدّة العَض ثُمّ اجابتها بلُطف

- بابا ذهب لِعمله ، سيعودُ في المساء حسنًا؟

شدّت رسيل على ثوب امها و لم يُعجبها ما قالتهُ فمن الواضح ان والدتها تُسايرها و لا تريدها ان ترى ابيها ، غَضبت و تجهم وَجهها الصغير و قَبل أن تمتلئ عينيها بالدُموع حَملتها ماريسا ترفعها في السماء قائِلَة

- يا حَبيبة الماما لا تَبكي! والدكِ سيأتي اليكِ و يراكِ

انهُ جزء من معاناة ماريسا اليوميّ ، حينما يغيبُ اللورد بالساعات و الأيام ، تبدأ رسيل بالسؤال عنهُ و عندما لا تَجدُ اجابة مرضيَة لشوقها المَرير لأبيها ، تنهارُ بالبكاء تمامًا كالآن حينَما تقوست شِفاهها و ارتفع صوتها بصخبٍ جَعل الام تتَنهد

احتضَنت طِفلتها الي صَدرها تُطبطبُ عَليها بِرفقٍ تام لعلّها تهدأ لَكن صَوت الصغرى يَزداد عُليًا ،  كان جونغكوك واقفا بالخارِج يتحدثُ مع مُساعده في الهاتف يستفسرُ عَلى أوضاع السفارَة في غيابه

التَفت برأسه نَحو بيتِه فَلمح من النافذَة طَيف ابنته يَرى تعابير وجهها الباكيَة و هي تُحاول الفرار من حُضن امها بِعنادٍ جَعله يقطبُ حواجبه ، فصل الخَط مع اوليڤر و تمشَى نحو الڤيلا يطرُق على زُجاج النافذة حتى يلفت انتباه ماريسا

نَظرت الاصغر سنًا اليه تَراهُ يُطالبها بِفتح الزُجاج و هي نَفذت حينما رأت رسيل ترتمي في حُضنه من خلف النافذَة ، تَنهدت و فَتحتها لهُ تَسمحُ لِطفلتها بالتَوجه الي اذرُع أبيها الذي احتَضنها بِكُل حُبٍ يحتويها داخل صَدره

قَبل راسها بِحُبٍ و قال مُعاتبًا

- لما دُموع اميرَة ابيها تُغرق وَجنتيها؟

نَظرت له رسيل بِحُزنٍ و تمسكَت به ترفُض تركه بينما ذَقنها يرتعشُ من شدّة البُكاء ، مَسح لها دُموعها بِاصابعه و قام بالتَربيت على شَعرِها بحنانٍ يرى مَدى احتياجها المُلح لهُ في عُيونها

هي اكثرُ من يَحتاجهُ في هَذا العالم
ضُعفها الواضح في دُموعها و بُكائِها يفطرُ قلبه
و يَزيدهُ تمسكًا و رَغبة بِها

غريزَة ابوته تتضاعفُ كُلَما لامستهُ اصابِعها الناعمَة و هي تمسحُ على وَجنته برفقٍ يُذيب جَليدَ صلابتهُ و يَجعلهُ اوامرٍ ماشيَة على الارض

انخفض لِتَقبيل انفها برفقٍ شديد فقال هامسًا لَها

- مالذي تريدهُ مُدللة ابيها؟ آمريني و انا اُنفِذ

ابتسمَت رسيل بسعادَة تُظهر اسنانِها حديثَة النُمو
عاد السُرور ليُزهر بُستانها الذابل من جَديد
و ذلك ما جَعل وجه والدها يبتهج

قبل جَبينها مُجددًا و رَفع عينيه ليرَى امها الجالسَة من خلف النافذَة تنظر لَهما بِحيرَة ، كُل ما يشغل تفكيرُها ان كَيف لِرَجل بكل هذه الحنيَة ان يكون خائِفًا و بكامل تلك القسوَة مَعها..؟

تراهُ مع ابنتها نُسخَة مختلفَةً تمامًا عن التي تَظهرُ معها..!
لِما؟ و ما السِر في نُفوره الشديد مَعها..؟

هل لانها ليسَت بذات المُستوَى من الجَمال مع اليوت؟
لان شعرُها اسوَد و عُيونها بُنيَة عَكسها..؟

شُعور انك لست كافٍ بالنسبَة الي من عليه ان يَكون كُل شئ في حياتك ، مُؤذٍ للغايَة ، لا تعلمُ ما الذي يستوجبُ عليها فِعلهُ و هي في موقفٍ لا تفهمه

لما هي هُنا؟ لما جاء بها للعيشِ مع عشيقته؟
من اين تحلّى بكل هذه الجُرأة كي يَجمعهن في بيتٍ واحد!

كيف يضعها في مَوقفٍ تكادُ تعجزُ عن تصديقه!
منذ البارحَة تُحاول التفكير في حلٍ يُخرجها من مرارَة شُعورها بانّها مُجَرد دخيلَةٍ وجودِها لا مَعنى لهُ ..!

نَظراتها اليه في تِلك اللحظَة
حَملت الكثيرُ من العِتاب و الخُذلان الذي لا يَملكُ مِمحاةٍ كيّ يُنسَى بعد مَحيه ، سيتركُ اثرًا و بصمَة لا تُزاحُ حتَى عن طريق المُزاح..!

فَهم ما تشعُر بِه ، و كان عليه الاسراعُ في تَحديد موقفه و توضيحِ الامور باسرَع وقتٍ كيّ لا تتأزمُ الاوضاعُ اكثرُ مما هي عَليه

ضمّ ابنته الي صَدره و اقتَرب مِن امها اكثَر فكانت النافذَة هي الحاجز الوحيد بينهُما ، نَظر في عينيها البُنيَة و قال بهدوء

- اعلمُ ان رأسك مليئ بالتساؤلات ، و اعلمُ انكِ تكرهين النظر اليّ و تَمقُتين الحَديث مَعي ، لَكن انا مدين لكِ بتبريرٍ عليكِ سماعه للاخِر من ثُمّ يمكنكِ اتخاذُ القرار الذي يُناسبكِ اتفقنا؟

كانت ستتحدَثُ لَكنهُ قاطعها مُباشرَة عندما قال بِنبرَةٍ تنافس هُدوء الاولَى

- لا تَحكمي قبل سَماع الحقيقَة همم؟
لازالت هُنالك الكثير من الاشياء الخفيَة عنكِ
عليكِ سَماعها كيّ تكونين في الصُورَة

نَظرت في عَينيه الخَضراء و قلبُها يَحثها على سَماعه على الرُغم من بشاعَة الوضع الذي رَماها فيه ، اخَذت نفسًا عميقًا مَلئت به صَدرها البارد ثُمّ حركت رأسها بالايماء تُوافق على مُحادثته

- ان لم يَكن تبريرك واضحًا كِفايَة
صَدِقني! لن ترى ابنتك للأبد
ساختفي انا و هي من حَياتك

اخفض بصرهُ نحو رسيل التي تعبثُ بازرار قميصِ والدها و تغني بِلُغتها ، قبل جَبين صغيرتِه و رَفع عيناهُ لامها مُتحدثًا بثقَة

- سنتحدثُ بالمساء حالما اعودُ من السفارَة
رجاءًا انتظريني ، و لا تنامي باكِرًا

بَللت شفتيها الجافَة و عَقدت ذراعيها الي صَدرِها تُطالعه بنظراتٍ سامَة

- ستتركني بِذات المنزل مع تِلك؟ اتريد منّي ارتكاب جريمَة؟

دَفع بلسانه ضِد جِدار وَجنته مُتحدثًا بحاجبٍ مرفوع

- اليوت لن تُؤذيكِ ، و انتِ لا تخرُجي من غرفتكِ الا للضرورَة ، سيكونُ ماثيو هنا معكِ يمكنكِ الوثوق به فقد كان صديقكِ قبل الحادِث لِذا لا تَقلقي

نَظرت في عينيه بِعُيونٍ غاضِبَة لا يُرضيها الواقع الذي فَرضهُ عَليها ، كانت سَترفُض و هو كان اكثرُ عنادًا حينما نَطق بِصرامةٍ موضحًا

- بالنسبَة لخروجكِ فهو ليسَ لصالحكِ مُطلقًا
كاميرات الصحافَة تملئ الحيّ بالخارِج
و المترصدين كُثر ، معجبين اليوت في الجوار
و لا اضمن ان مُغادرتكِ ستكونُ آمنَة لكِ
لذلك تَريثي! فلولا الحاحُ الوزير على قُدومي
لكنتُ بقيتُ لانهي هذه المهزلَة
لكن العَمل مُستعجَل

تَنهدت مُتضايقَة حينما اشتّد انزعاجها و لم يَعد الرفض خيارًا ، اكتفت بالايماء و اغلَقت باب النافذَة في وجهه مع وضع السِتار كيّ تَحجبُه عَنها

لم يَلُمها فهو يُقدر شُعورها ، اخفض بصرهُ نحو رسيل العابِسَة من تصرُف امها فهي لا زالت تريد البقاء مَعها..!

نَظرت نحو والِدها الذي قضم وَجنتها الطريَة و قال مُبتسمًا بلُطف

- هيّا! لادخلكِ الي امكِ فوالدكِ لديه عمل هام

التفت و وراءَهُ وَجد والديّ زوجته ينظُرانِ اليه بنظراتٍ مليئَة بالسُمِ وعَدمِ الرِضَى ، كَيف يتجولُ بكامل هذِه الوَقاحَة مع ابنته في حَديقة قصرِهم؟

الا يستحيِ من فعلته الشنيعَة بحق ابنتهم الوَحيدة؟
تجاوز مراحل الوقاحَةِ اجمَع

هل اهتَم هو من نَظراتِهما تلك و أعارها اهتمامًا؟
لا! بل مَنحهما ابتسامَة مع رَفع يده للتحيَة ثُمّ تابع سيرهُ لداخل بيته

دَخلهُ و هو يضمُ رسيل بذراعه نَحو صَدره فَوجد اليوت لا تَزالُ تَبكي في حُضن أخيها ، لا يُنكر ان قلبهُ آلمهُ على حالِها لِذلك حَدق في ماثيو قائِلاً

- ماثيو خذ رسيل الي ماريسا

ابتعَد عن ماثيو عن حُضن اخته التي نَظرت نحو زَوجه مع طِفلته المُتطابقَة بشكلٍ رهيب مع جيناته ، تُشبهه بشكلٍ لا يُصدَق..!

ارتجَف ذقنُها و ازداد بُكائها اكثَر اذ هَربت الي غرفتها تَصفع الباب خلفها بمرارَة ، تَنهد ماثيو و هو يستقيمُ مقتربًا من زَوج اخته متحدثًا

- جونغكوك انت عليك اصلاحُ الوَضع حالاً!
لم اتوقع ان اليوت ستتأثر بهذا الشَكل
ظننتها سَتُحطم البيت فوق رأسك لا ان تَصيح!

مَد اللورد رسيل الي الاشقَر و قال مُتنهدًا باسَى

- انا ايضًا لم اتوقع انهيارِها ، ظَننتُ موقفها سيكونُ حادًا
ساتصرف ، سارى كَيف اُراضيها ريثما نَجدُ الحَل

حَمل ماثيو رَسيل التي نَظرت في عينيه الزرقاء و ابتسمَت لهُ حينما تذكَرته ، شَهقت عندما افَتكرت قِطتها فقالَت

- اموومو! داداي؟

نَظر ماثيو نحو اللورد باستِفهام فقام الاسيوي يُوضح

- مومو هي القِطَة التي جلبتها لها
هي تسأل عَنها

ابتسَم الاشقرُ الي الطفلَة التي تَمسكت بِه تنتظرُ اجابته
داعب وَجنتها باصابِعه و قال بلُطف

- ساجلبها لكِ قريبًا همم؟ لا تَقلقي

نَظر نحو اللورد حينَما قال لهُ بصوتٍ هادئ

- ساعتمدُ عليك ماثيو في البقاءِ مع ماريسا و الاعتناء بها هي و رَسيل ، وردني اتصال من السفارَة ان وزير الخارجيَة سيأتي للسفارَة لتفقد الاوضاع ، انه على وَشك الوصول و يتوجب عليّ الحُضور فورًا

دلَك جبهتهُ مُتنهدًا بحسرَة فتابع

- الامور تتكدسُ فوق بعضها في وقتٍ خاطِئ ، الاوضاعُ بالخارج ليسَت آمنة و لا استطيعُ اخراج ماريسا باي شكلٍ كان ، بقاءها في البيت آمن لَكني خائِف من ردود فعلٍ عنيفَة سواء من اليوت او ماريسا! قد يتشابكن بِبعض

تَفهم ماثيو وَضعهُ و قامَ بالتربيتِ على كَتفه يواسيه قائِلاً

- لا تَقلق انا مُتفهم ، سابقى مع ماريسا و رَسيل و من الافضلِ ان تُخرج اليوت مَعك فقط لاسكاتِ الصحافَة و نَفي الاشاعات عن توتر عِلاقتكما

قامَ اللورد بالايماء و هو يسيرُ نحو غرفته اذ قال

- ساحاول كَيف اخرجها مَعي ، انت فقط ابقى مع ماريسا و لا تترُكها بِمُفردها اطلاقًا ، ان حَدث اي شَئ اتصِل بي ساُحاول التصرُف

نَظرت رسيل نحو والدها و هو يبتعد عَنها فقامت بمد يديها لهُ ترفض البقاء لَدى ماثيو الذي حَضنها نحوهُ و سارَع بالتَوجه الي غرفَة ماريسا قبل البدء بالبُكاء

دَخل اللورد الي غرفته المُشتركَة مع زَوجته فَسمِع صَوت رشاش المياه من الحَمام اذ علم انها تَستحم ، ازال مَلابِسه و دَخل يُشاركها الاستِحمام يُحاول التودد اليها كيّ يُراضيها لَكِن موقفها تِجاهه كان صارِمًا في ابعادِه

سَحبت المنشفَة تلفها حَول جَسدِها قبل ان تَخرُج من الحَمام تتركه بِمُفرده يَتصارعُ مع قطرات المياه الباردَة ، تَحمم و ارتدَى ثوب الاستِحمام يَخرُج من وراءِها يبحثُ عنها بعيونِه

وَجدها تقومُ بِوَضع مستحضرات التَجميل بِداخل غُرفَة ملابِسها المُحيطَة بالمَرايا من كُل صَوب ، يَرى انعكاسُها في كُل الجُدران

اقتَرب مِنها من الخَلف فرأتهُ و تجاهَلت وجودَه ، مَسكت قلم الكُحل و رَسمت بِه عُيونِها للتَخفيف من احمرارِها و تورُمها بعد الكونسيلر

- هل ستبقين غاضِبَة؟

سألها بعدما غير وِجهته الي خِزانته و اخرَج مِنها بذلَة رسميَة ، ارتداها بينَما يسمعُ جَوابها المُدمَج مع صوتها المَبحوحِ

- ستَجِدُ حَلاً لِهذه المَهزلة
لا تُجبرني على التَصرُف من تلقاء نَفسي

التَفت اليها و هو يُغلق ازرار قَميصه يُناظرها حينما استدارَت نحوهُ تُطالعهُ بِوَجهٍ استعاد هيمنتهُ و جَبروته بِمُجَرد ان اخَفت كامل جراحها وراء مُستحضرات تَجميلها

- مالذي ستفعلينه من تلقاء نَفسكِ؟

نَظر اليها بِعُيونٍ جادَةٍ فَيجِدُها تقتربُ منهُ و هي تشابك ذراعيها نحو صَدرها ، كانت سبق و ازالَت المنشفَة و استبدلتها بِفُستانٍ صيفيّ طويل

- انت تعرفُ ما تستطيعُ غيرتي فِعله

حَدقت في عينيه الخضراء فتابعَت

- فكرَة ان اُسلم بك لِغَيري ، مُستحيلَة
انا حُبي اُحارب لاجلِه ، و انتَصِر

قَربت المسافَة بينهما اكثَر تُواصل بنبرَة مليئة بالتَحدي

- الحَرب الاولَى هزيمتُها جعلتني اكتسبُ مَهارة المُنتصرين

تَنهد مُتضايقًا حينَما قال

- ليسَت هنالك حَرب من الاساس اليوت ، انا لكِ و لن اكون لغيركِ لما لا تَفهمين؟

ابتسمَت بانكسارٍ فقالَت

- جائت و في حِجرها طِفلَة من صُلبك
فَكيف لا تَكون هذِه الحَرب؟

نَظر في عُيونها عندما اقتَرب يُمسك بِوَجنتيها داخل كُفوفه

- انا وضحتُ لكِ انّهُ لا توجد علاقة تَجمعني بِها خِلاف رَسيل التي لا اعلمُ بأي طريقَة جائت

لا تزالً ابتسامتها المُنكسرَة تزين مَلامحها المتورمَة من البُكاء اذ قالَت

- جائت بالطريقَة التي فشلتُ ان في المجيئ من خِلالها بطفلَةٍ لَك

نَفى برأسِه و هو يُلحّ في حَديثه

- لم المِسها ، صَدقيني لم افعَل

امسكَت بيديه تُبعدهما عَنها حينما قالَت

- سواء المستها ام لا ، تظلّ الحَقيقة انها انجَبت لك طِفلَة ، حَققت امنيتك التي لم استطِع انا تَحقيقها و ذلك لِوحده يَكسُر امومتي

نَظر اليها باستِياءٍ لِوضعها فقام بالانخفاض من اجلِ تَقبيل رأسها ، سَحبها نحو حُضنه رُغمًا عن ارادتها و شَدّ عليها بِذراعَيه بقوّة متحدثًا

- الليلَة ساتحدثُ مَعها و اوضح لها حَقيقة علاقتي بِها
ستجديني مَعها متحفظًا للغايَة احترامًا لكِ و لدوركِ في حَياتي

شدد من ضيق العِناق يُتابع

- ريثما اجِدُ حَل هذا اللُغز المُحير و اكشِفُ سر مولدِ رَسيل

ابتَعدت اليوت عنهُ تُطالعهُ بِعُيونٍ ذابلَة

- تطلُب مني ان احتمل وجودها هي و ابنتِها في بيتي؟
تُريد منّي ان ارى في عُيونِها خيانتك؟
حتى و ان لم تَكن موجودَة!

مَوقفه كان صعبًا للغايَة ، و رُغم صعوبَة ما يَمر به الا انّهُ كان حازما في فَرض قراره سواء على زَوجته ، او على اُم طِفلته اذ قال

- ماريسا اُم رَسيل ، و انا ابنتي لن تعيش بعيدًا عن حُضن والِدها يا اليوت! اضافَة الي ان الصغيرَة تحتاجُ امها ، لن احرمها مِنها

كانت اليوت سَتتحدث لَكنهُ قاطعها بِحَزمٍ يقول

- لن ابقى اتوسلُ بكِ فانا بالفعل لديّ ما يكفيني من الهُموم!
لستِ المصدومة الوحيدَة هُنا ، الكل يعاني بطريقته الخاصَة
لذلك ارجوكِ! قَدري موقفي و التفتِ الي مُحاولاتي
في انقاذ هذا الزَواج من الدَمار

حَدقت في عينيه بِعتاب تَجدهُ يواصل باختِناق

- انتِ لا تعلمين كم كنتُ اعاني الاشهر الماضِيَة و انا احاول اخفاء الامر عنكِ كيّ لا افسد زواجنا ، اردتُ فقط ايجاد الجَواب عن السُؤال ، كيّ اصارحكِ بالحَقيقَة كاملَة و اُريح قلبكِ مُباشرَة ، ركضي وراء راحتكِ كلفني انسانيتي و صحتي و عَملي الذي اهملتهُ! و إلا كنتُ استطيع كأي رَجُلٍ اخر المجيئ برسيل و امها و وَضعكِ تحت الامر الواقع دون الاهتمام يشعورك!

طالعها مُتحدثًا بِضيقٍ يَكبتُ نَفسهُ ، كان مُستاءًا و مُختنقًا بشكلٍ يعجزُ عن وَصفه اذ تابَع باستياء

- انتِ لا تعرفين كيفُ عاملتُ ماريسا بسوء و قَسوتُ عليها فقط كيّ لا اُحتَسبُ خائن ، و بالرُغم من محاولاتها في تَجنُبي الي أنني استمريتُ بجُرحها و مُضايقتها كُلما سَمحت لي الفُرصَة..! فقط لاني اضعكِ بين عيناي و اخافُ على شُعوركِ ، كُل ما فعلتهُ كان من اجلكِ في المَقام الأول ، لاني اُحبك و اخشَى خَسارتكِ

سُكوتها كان علامَة الرضى التي سَمحت لهُ باحتضانِ وَجنتيها يَمسحُ عليهما بِاطرافِ اصابعه مُتابعًا بِمرارَة

- لِذا كما استحملتُ انا كُل ذلك الضَغط ، انتِ ايضًا عليكِ التعايُش مَع هذا الوضع مُؤقتًا ريثما تعودُ المياه لِمَجاريها ، انا لن اُسلم فيكِ ، ان كنتِ انتِ ايضًا تُريدين لهذا الزَواج ان يستمِر

اخفَضت رأسِها لاخفاء دُموعها التي عاوَدت التَجمُع في عينيها من جَديد ، سَمعتهُ يقولُ مضيفًا

- و تحملكِ لهذا الوضع لن يَكون على حِساب ماريسا رجاءًا!
هي ليسَ لها دخل بما يحدُث ، انها بريئة تمامًا و ضحيَة
لقد ظلمتها بما يَكفي ، ساعملُ لتصحيح خطئي بِحقها

رَفعت رأسها نحوهُ بسُرعَة تطالعه بعدمِ رضَى

- كيف ستُصحح خطأك نحوها؟

نَظر اليها بهدوء بعدما سَحب يداهُ و توجه لاخذ سُترته من الخزانَة يُجيب

- ساُحسن مُعاملتها في حُدود الاخوَة

نَظرت زوجتهُ الي انعكاسه في المرآه امامها فقالَت بغضَب

- لا تَخدع نفسك بِهذا الكلام لورد! لا يوجد عِلاقة اخوَة بين امرأة و رَجل ليسَ بينهما صِلَة دم

ضَمت ذراعيها الي صَدرها فتابعَت ساخرَة

- ذلك ما كُنا نقوله انا و ادريان في السابِق!
اننا اخوَة!

حَدق بها من المرآه و هو يَلبسُ سُترتَهُ متحدثًا

- ما استطيعُ ان اعدكِ به ، اني لن اُقصر بحقكِ
ساكونُ كالامسِ و اليومِ و الغَد
زوجكِ الذي يُحبكِ

التفت اليها فتابَع بينَما يلبسُ ساعَتهُ التي كانت بالدُرج

- امّا عِلاقتي التي ساقومُ بِبناءها مع ماريسا ، البعيدَة كُل البُعد عن ما يدورِ بِذهنكِ فانتِ ليس لكِ بها صِلَة! انا الفتاة عاشرتها و علمتُ معدنها جيدًا ، و اظنني رَجل ثلاثينيّ مُدرك لمشاعره و افعاله و يعرفُ كيف يوظفها في مَسارها الصَحيح ، لستُ طِفل يُجر من عواطِفه اليوت

حَدق في عينيها يَرى رفضها لِحَديثه من خِلال نظراتها لَكنهُ لم يَهتم ، تابَع يقولُ حينما ادخَل يداهُ في جيوب بِنطاله بِجديَة

- مشاعري لكِ واضحَة ، و هي لن تَتغير او تُستبدل ، و كما قُلت انا لستُ طِفلٍ يُغير احاسيسهُ و يستبدلها في لحظات! انها فُرصتكِ لاختبار حُبي لكِ بظهور ماريسا ، سَترين باُم عَينكِ ، كيف زوجكِ ماهو في توظيف مَشاعره

لا يَزال كلامهُ لم يُقنعها ، لما لا يشعُر بسوء احاسيسِها؟
تحتاجُ وقتًا لتستوعب حَجم الورطَة التي هي بها!

اقتَرب منها يُمسك بيدها مُتابعًا

- دعينا نخرج معًا ، ساخذكِ معي الي السفارَة و هناك سَنكمل حديثنا اكثَر ، لن اترككِ مع افكاركِ بمفردكِ و اعطيكِ بظهري

كانت سَترفض لَكنهُ اصر حينما حاصَرها ضِد خزانَة ملابِسها و امسَك بذقنها بطرفِ اصابِعه يُداعب بشرتها بابهامه مُواصلاً بنبرَة رُجوليَة أذابَت جليدِها

- ثِقي بِزَوجكِ ، ثِقي انهُ مُغرَم بكِ و لا توجَد امراة بِهَذا العالم تَسوى ظِفركِ بالنسبَة اليه! هو لا يَرى سِواك يا سيدَة الحُسن و الجَمال

نَظراتهُ كافيَة بِجَعلها تَسيحُ بين ذراعَيه ، قامَ بيده المُغايرَة المَسح على عُري عضدِها يُمسدهُ بلُطفٍ مُواصلاً بِحنيَة

- انتِ طفلتي الاولَى ، رُغم حِدتكِ و صَلابتكِ
لكنكِ جُزء منّي! لا استطيعُ استبدالكِ مهما حَدث
لما لا تفهمين انّي اُحبكِ؟

حَدقت في عينيه مُتحدثَة بصوتٍ خافت

- تُحاول اذابتي بِكلامك المَعسول؟
اتظن ان ورطتك هذه المرَة النجاة مِنها سَهلة؟

ابتسَم لها بِهدوءٍ فقامَ بارجاع شعرها خلف اُذنها مُجيبًا

- كُله يُحَل بالهدوء و العِقلانيَة ، انتِ اكثرُ من يَعرِف ان العدوانيَة بالنسبَة اليَ تعني النهايَة ، لاسيما انّي صريح في رَسم حُدودي و من يّتخطاها!

لم يُكمل كَلامه فهي تَنهدت بضيقٍ لِمعرفتها المُتبقي
قالَت بينَما تسحب نفسها من حُضنه

- تُحبني لَكن تركك لي سَهل بالنسبَة اليك

مَشت نحو خزانَة العُطور تَجذب عطرًا فواحًا تضعُ منهُ القليل اذ سَمعته يُجيب

- لاني اُحبكِ ، اقرر ترككِ حينما ادرك مدى سُميَة العلاقَة
فحينما تبوءُ كل سُبل بناء الحُطام بالفَشل
الانسحابُ هو الحَل

التفتت اليه تُناظره بغضبٍ تجاهلهُ تمامًا حينما سَرح شعرهُ و عدّل من هيئته ، ارتدى حذاءه بعد جَوارِبه ثمّ قال بعدما استقام

- هيا لنذهب! سنخرجُ معًا و ننفي الشائعات التي انتشرَت منذ البارحَة

ناظرتهُ بعدمِ رضَى و حينما وَجدتهُ مهتم بالخروج دونَها ، حَملت حَقيبتها و لحقت بِه ، انه يملكُ ذلك النوع من الشَخصيَة..!

يُسايرها و يُطيب خاطِرُها و حينما لا يَجد استجابَة
لا يتعب نفسهُ بالالِحاح لانهُ يعتبره نوع من الاذلال
و نَفسهُ عزيزَة عليه للغايَة

خَرجت معهُ و تَركت في البيتِ خَلفها ماريسا مع ماثيو بِداخل غرفتها اذ بِمُجَرد ان دخل عليها الاشقَر ناظرتهُ باستِغراب تتذكَرُ رؤيتها لهُ بالأمس

كان مَع رسيل التي بدأت تتجهزُ للبُكاء بعد ان حَرمها ماثيو من والدها لَكن بمجرد ان رأت امها ارتمَت في احضانِها مُباشرَة

ألقى ماثيو التحيَة على الصُغرَى يقولُ

- مرحبًا ، هذا انا ماثيو هل تذكريني؟

مَسحت على ظهرِ ابنتها و قالَت بعد الايماء برأسها

- اذكُر اني رأيتُك بالأمس ، مرحبًا بك سيد ماثيو

بعثر شَعرها باصابِعه و نَطق مُبتسمًا

- لا داعِ للرَسمياتِ بيننا ، نحن اصدِقاء بالفِعل

سَلك طريقهُ نحو الكرسيّ الذي كانت تجلس عليه اسفل النافذَة و استَقر فوقهُ يُناظرها مُبتسمًا

- ساقضي اليوم بِرفقتك ريثما يعودُ اللورد
ماذا تُفضلين ان نفعل معًا؟

مَشت نحوهُ و جَلست على السرير المُقابل له تُطالعه بِرَيبة

- هل تعيشُ انت هنا؟ ام انك صَديق جون ايضًا؟

اشارَ على الڤيلا الخاصَة بعائلته من النافذَة و نَطق

- انا اعيشُ بتلك الڤيلا المُقابلَة لِهذه ، و نعم انا صديقُ جون

القَت ماريسا نَظرةً على الڤيلا حينما مَيلت ظهرها للامام كيّ تستطيع الوصول الي النافذَة ، تَركت رسيل تحبو فوق الارضِ كما تشاء و جَلست من جَديد حُرَة اليدين تُناظرهُ باهتِمام

- هل كل المنازل هُنا زَوجية ؟

قامَ بالنَفي و هو يُراقب رسيل التي تحبو فوق رُكبتيها بِعنايَة

- لا! فقط هذانِ المنزلانِ مشتركان في هذا الحيّ بأسرِه

طالعتهُ بفضولٍ فسألت

- لكن لِما؟

نَظر اليها بعدما حَول بصره من فوق رَسيل يُناظرها بهدوء

- هذان المنزلان كانا يَخُصان صديقين أسسا شركَة سويًا ، فقررا العَيشُ بذات المُحيط

ناظرتهُ الصغرى باهتمام تَسمعهُ يواصل

- المنزل الذي انتِ فيه ، كان مبنيّ قبل الڤيلا التي اعيشُ فيها اذ يَخُص المُؤسس الأول لِسلسلَة شركات bears للانتاج الفنيّ ، من ثُمّ جاورهُ صديقه الذي انظَم اليه بعد سَنواتٍ و بَنى البيت الذي اقطنهُ مع عائلتي حاليًا

طالعتهُ ماريسا بِتعجبٍ و قالت بينما تُعيد القاء نظرةٍ خاطفَة على الڤيلا المُقابلَة

- و هل هذا المُؤسس لا يزالُ حيّ؟ اعني ما عِلاقتهُ بجون كيّ يعيش هو هنا بدلاً منهُ؟

نَفى ماثيو برأسه فقال مُتأسِفًا

- لا! لقد توفيّ المُؤسس مع زوجته و ابنيه منذ سَنوات
لذلك ، بقى هذا البيت مهجورًا لسنواتٍ عديدَة

تنهدت بأسَى تُناظره بحزنٍ يُواصل

- و حينما قرر صديقه تزويج ابنتِه ، تم هدم الڤيلا بطلبٍ منها ، و اعادة بنائها من جديد كيّ تناسب ذوقها و تعيشُ فيه مع زوجها

زَمت شفتيها بِعُبوسٍ و لا تعلمُ لما تضايقَت رغم انها ليسَت المعنيَة بالحَديث ، تَنهدت بانزِعاج ثُمّ قالت

- و من هو زو..

نَظرت نحو ماثيو بِصدمَة اذ قالَت

- ايعقل؟ جون مُتزوج من الشقراء الافعى؟

تبسَم ماثيو بهدوء فاجاب

- تلك الشقراء الافعى تكونُ اختي التَوأم

شَهقت بخفَة ثُمّ سَكتت تعتذرُ بِأدب

- اسفَة لم اقصد اهانَة اختك
لَكن صُدِمتُ

زَحفت رسيل ناحيَة الشاب و جَلست عند قَدميه ، تطوع هو ليحملِها و حينما فعَل استقرت في حُضنه كطفلةٍ عاقلَة يكتسحها الأدبُ و الرقيّ

مسح على شعرِها الناعم ثُمّ نفى برأسه يعترضُ قائلاً

- لا عليكِ ، اتفهمُ شعوركِ تجاه اليوت

طالعتهُ ماريسا و القلقُ يعتريها تجاه التساؤلات التي تكتسحُ فكرها

- اريدُ ان افهم؟ انت قُلت ان هذا البيت تعيشُ فيه الفتاة مع زوجِها ، و هي اُختك و انت تسكن في الڤيلا التي زَوج فيها صاحبها ابنته و اسكنها هنا ! اذًا هي مُتزوجة من جون؟ اليسَ كذلك؟

انقَلبت مَلامحها بالكامِل و تَحول وَجهها لِمُستنقعٍ يستقطبُ التوتر و القلقِ بانواعه ، شدّت على اطرافِ ملابسها تُطالع عيون ماثيو الهادئ قُبالتها

حسنًا؟ لم يتوقع انها ستكونُ ذكية و تربطُ كل تلك الاحداث بهذه السُهولة!

جَمع انفاسَهُ و حينما طَرحها نَطق موضحًا

- جون سيتحدثُ اليك بالمساء حينما يَعود
و يُفضل ان تَسمعِ الكلام منهُ افضَل

استَقامت من فوق السَرير و تمشَت ذهابًا و ايابًا قُبالته و هي تُرجع شعرها الي الخلف متحدثَة

- كان قلبي يُخبرني انها ليسَت مُجَرد عشيقَة! علمتُ ان هنالك شئ يختبئ خَلفها ، لستُ مُطمئنة ابدًا

نَظرت ناحيتهُ فسألته

- هل يستطيع الرَجُل ان يَتزوج من اثنتين بذات الوَقت؟

طالعها الاكبرُ سنًا ثُمّ هز اكتافهُ يجيب

- حينما ذهبتُ الي الامارات ، وَجدتُ ان العرب هنالك يتزوجون اربع زوجات في آن واحد !

وَسعت ماريسا عينيها بِعدم تَصديق فشهقت بقوَة تقول

- اربعَة؟ في وقت واحد؟

اومَئ ماثيو ايجابًا ثُمَ نطق

- و غالبا يسكنهن في بيتٍ واحد

جَلست فوق السرير مُنصدمَة تعجزُ عن التَعبير
اذ..! بدأت نظريَة زواج زوجِها تصبح حَقيقية امامَها..!

بدأت تَتعرقُ و من شدّة ضغط التَفكير نَطقت بِضيق

- هل يُمكنك ان تُخبرني بالحَقيقة؟ ما عِلاقة اُختك بزوجي؟

نَظرت اليه و قد بدا وَضعها مُزريًا بالنسبَة لمن تَنهد بحزنٍ يرفعُ اكتافه بقلَة حيلَة حينما اجاب

- دعيه هو يُخبركِ ، ستكونُ الحَقيقة منهُ افضَل

استَقام من مكانه و جَلس بجوارِها مباشرَةً و رسيل في حُضنه حيث تابَع بعدما مَسك بيدِها يُطبطب عليها

- فقط اُريد منكِ ان تَعذُريه ، فهو يُحاول من اجلكِ انتِ و رَسيل ايضًا ، اسمعي منهُ للاخر و لا تَحكمي عَليه ، حسنًا؟

حَدقت بِه و القلق يتغذى على آمانِها ، لم يعد بامكانِها الصَبر و الصُمود اكثَر ، تشعُر انها ستفقدُ عقلها بايَةِ لحظَة..!

- قلبي يُخبرني اني الخاسرَة الوحيدَة هُنا!
مُتأكدَة انّي الطَرفُ المُهمَلُ في الحِكايَة

طبطب ماثيو على كَتفها مُواسيًا

- كلاّ! انا هُنا معكِ و لن اترككِ ابدًا
لا تخافيّ ، فانا صَديقكِ

ناظرتهُ بحيرَةٍ اذ قالَت

- كيف يمكنك ان تَكون هادِئًا و اختك لها عِلاقة بِزوجي؟
اعني؟ اليسَ عليك ان تنحاز الي صفها و تكرهني؟

صَغر عينيه الزرقاء مُجيبًا

- لما عليّ ان اكرهكِ؟ انا لستُ انحيازيًا
ثُمّ توقفي عن القاء الاحكام قبل معرفَة الحَقيقة
انها بِضع ساعاتٍ فقط و يعودُ اللورد
ستفهمين كُل شَئ

استَقام من مَجلِسه ثُمّ نَطق

- هيا دعينا نخرُج لنعد الافطار معًا
اني اموتُ جوعًا

كيّ تُسكت ضَجيج عقلها و تمنعهُ من طرح مزيدٍ من الاسئلة المُعقدَة ، رافقتهُ الي المَطبخ و شاركتهُ في تَحضيرِ الطَعام مُحاولَة الاستجابَة الي دُعاباته التي هدفها تلطيف الجَو و طَرد الشُحنات السلبيَة

***

بَعد مُرور اللورد على السِفارَة و استقباله للوزيرِ هُناك ، انقضَت مهامه كَسفيرٍ رافق الاكبر منهُ شأنًا و جَعله على اطلاع بكامِل المُستجدات هُناك

كانَ يجوبُ مَعهُ السفارَة في الوقتِ الذي تجلسُ فيه اليوت فوق مَكتبه تتفقدُ مواقع التواصل الاجتماعيّ بِضَجرٍ بعد قراءَة اخر التعليقات حِيال فضيحَة الأمس

تَنهدت مُتضايقَة لِتضع الهاتف فوق المَكتب و تقومُ بفتحِ الدُرج تتفقدُ اغراض زَوجها بهدفِ الاستكشاف ، بمجرد ان فَتحتهُ قابلها ظرفٍ مُغلق لفت انتباهِها ، حَملتهُ و قلبتهُ بين اصابِعها جَيدًا

انتابها الفضولِ لفتحه و قَد فعلت ، وَجدت بِداخله رِسالَةٍ بخط اليَدِ مع صُورٍ عديدَة حالما رأتها علِمَت انها تَخُصها هي و السَفير

كانت صُور تَجمع كِليهما و الكَثيرُ منها تَخصها بِمُفردها

قَطبت حواجِبها بخفَة ثُمّ قرأت تِلك الرِسالَة التي كَتبها بِخَط يدِه مَع تدوين التاريخ الذي يسبِقُ يومهما باُسبوع

- الي شقرائي الجَميلة ، اكتُب لكِ هذِه الرِسالَة و انا في اشدُّ مَراحل حياتي تَعقيدًا ، لا تَعرفين شدّة الوَضع الذي اُقاسيه حاليًا و انا اُصارع جَميع انواع المشاكِل من كُل النواحي فقط كيّ احافظ عليكِ و اتمسك بهذا الزَواج رُغم الظروف القاهِرَة ، احاول التَخفيف من هذا الحَمل بالكتابَة و كثيرًا ما اتردد في مُصارحتكِ بما يحدُث ، لكنّي اخافُ عليكِ اولاً ، و على غيركِ من عواقب رُدود فعلكِ فانا اكثرُ من يعلمُ غيرتكِ القهريَة ، اعرفُ ان الامر خارج عن ارادتكِ لكنّي ساكونُ المسؤول عن افعالكِ ان صارحتك بِنصف الحَقيقة فحسب ، قد لا تَتفهمين..! و لا تُصدقين لانهُ من يُصدق اساسًا ان يكون لي طِفلة دون اقامَة علاقة جسدية مع احداهنّ؟ اكادُ افقد عقلي من التَفكير و راجعتُ كل كاميرات المراقبة للنوادي الليليَة التي كنتُ ازورها خلال السنَة الماضِيَة و لم اجد شئ يُفيدني! ساُصابُ بالجنون قريبًا و قد تُلاحظين تغيري معكِ الفترة الاخيرَة لكن حالما تردكِ هذه الرسالة ، سَتكون الحقيقة بلا شك قد ظَهرت و ستفهمين ما أعنيه ، فقط اريدكِ ان تَثقي بي ، لاني مُستعد ان اموت و لا المسُ امراةٍ غيركِ ، اُحبكِ بشدّة

قرأت تِلك الرِسالَة و عَينيها الزرقاء امتلَئت بالدُموعِ و هي تُمرر بؤبؤتيها علو احرفهُ المليئة بِمَشاعره ، احتَضنت الرسالَة بكفٍ واحد و حَملت صُورتهما التي التقطاها سابقًا في شَهرِ العَسل و كم كانَت حياتهما آن ذاك ورديَة خاليَة من المشاكِل و الصِعاب الحاليَة

سَقطت دُموعها و هي ترى ابتسامتهُ النَقية فهمسَت بغصّة

- لا اعلمُ لما وُضعت في مِثل هذا المَوقف ، لِما يتمُ مُعاقبتي في حُبي لَك؟ الرَب يعرفُ اني بدونك لا اتنَفس ، مُستعدة ان اموت و لا اخَسرك

مَسحت دُموعها و طَوت تلك الرِسالَة تحفظها بداخل قلبِها قبل جَيبها اذ تابعَت تخاطب نَفسها بنبرةٍ مَهزوزَة مليئة بالخَيبة

- لن اسمَح لاي امراةٍ اخرى ان تأخذك منّي ساحارب من اجلِك ، حتى ابنتك لن تحصل عليك ان كان المُقابل انفصالنا!

جَففت قطراتُ عيونها المالحَة من ثُمّ امتَهنت القسوَة و الجديَة حينما رأت زَوجها يُقبل عليها بداخل المَكتب ما إن امر بايصالِ الوزير الي الفُندقِ مع اوليڤر ثُمّ تفقد ساعَة رِسغه يرى الوَقت قد مَضى اسرَع مما تَوقع

دَخل على زوجته يراها تُطالعه بهدوءٍ يمتزج بِبرودٍ شَديد
اقتَرب منها متحدثًا بابتسامَة صغيرَة

- هيّا لنذهَب

استقامَت من فوق الكُرسيّ مُتحدثَة

- لما جلبتني الي هُنا؟ كنت تركتني في المنزل
شعرتُ بالضَجر طوال الوقت جالسَة بدون فائِدَة

اقتَرب ينتشلُ سترته من فوق الكرسيّ خلفها مجيبًا

- هيّا لنذهب معًا و نتناول العشاء في المَطعم
لقد حجزتُ لنا بالفعل

نَظرت نحوهُ بضيقٍ قبل ان تقوم بِحمل حَقيبتها منزعجَة

- اعترف انك اخرجتني من البيت عمدًا كيّ لا ابقى مع تلك الوقحَة!

نظر اليها و هو يرتدي سُترته قبل ان يُجيب

- ليس بالمعنَى الحرفيّ ، اردتُ ان نخرج معًا كيّ نحظى بوقتٍ منفرد ، انشغلتُ قليلاً مع الوَزير ، لكنّ لازال نصفُ النهارُ لصالحنا

قَدم ذِراعه اليها كيّ تتأبطها و هي ناظَرتهُ بِطَرف عينٍ ترمقهُ بِانزعاجٍ لاحظهُ بوضوح ، مَسك يدها رغمًا عنها و جَذبها معهُ نحو الخارِج متحدثًا

- العُبوس لا يليقُ بكِ ايتها الشقراء الجَميلة

دَحرجت عينيها بِضَجر من ثُمّ طالعتهُ حالما دَخلا الي المِصعَد
نَظرت في عينيه الخَضراء و هو يُعدل من رَبطة عنقه في المرآه
سَكتت لِلحظاتٍ تتذكر رِسالَتهُ اذ نَبست حينما طالعتهُ

- رُغم انك سَفير ، لَكنك ابرئ من ان تُواجه هذا العالَم جونغكوك

نَظر اليها مُتعجبًا يَراها تقتربُ منهُ بهدوء
مَسكت وَجنتهُ بكفِها تُلامِسَهُ فقالَت تُتابِع

- نصيحَة ، لا تُحاول البَحث اعمقُ مِن المُفتَرض
اخافُ عَليك من بشاعَة من هُم حَولِك

حَدق فيها مُستغرِبًا من كَلامها المُبهم فقال بعدما ابعَد يدِها

- لا يوجَد دبلوماسيّ بريئ!

نظرت في عينيه فابتسمَت تجيبه

- عاشرتكُ لثمان سَنوات ، انا اكثرُ من يَعرفُك!

فُتح المِصعَد و كان سببًا لانتهاء ذلك النقاشُ المُريب بينهُما ، خَرج قبلها و لَحقتهُ تراهُ يقطبُ حواجبه مُتضايقا اذ بمجَرد ان صعد في السيارَة قال

- لا تَخلطي بين النزاهَة في العَمل ! و البراءَة

نَظر اليها حينما جاوَرتهُ و وَضعت حِزام الأمان تراهُ يُتابع بِحاجبٍ مَرفوع

- فإن جِئنا لِلمُكرِ ، الثَعلبُ و سيتعجبُ من أفعالي!

طالعتهُ بِعينينِ هادِئتين و داخِلها فيضٍ من الكلِمات التي يُستحال البوحُ بِها ، حَولت عينيها للنحوِ الأخَر تُطالع الشوارِع بِشُرودٍ قَطعهُ زوجها حينما نطق

- سنذهبُ لنأكل من ثُمّ نتوجه الي الاكاديميَة
الافتتاحيَة قريبة علينا الاطلاعُ على اخر المُستجدات

همهمت لهُ و هي تَدعكُ اصابِعها و عُيونها تتبعُ المارَة بِصَمتٍ مُريب ، كما شاء هو تناولا الطَعام في ارقَى المطاعِم و اشهرُها في جنيف اذ ضَمن ان الكاميرات قد رَصدتهما كيّ يتم نشر مَقال يُنفي الشائِعات تمامًا

في طريقِهما الي المنزِل ، رَكن سيارته امام الاكاديميَة و عند نزولِهما و تَجوالهما في ارجاءِها ، لَمِحت اليوت أدريان يَجوبُ القِسم الاداريّ الذي كان لا يَزال قيد الصِيانَة

قَطبت حواجِبها مُنزعجَة من تواجده فَنظرت نحو زوجِها الذي رَحب به مُبتسمًا

- ادريان ! مرحبًا

صافَحهُ المُستشار القانونيّ قبل ان يَبتسِم لهُ متحدثًا

- مرحبًا سيد لورد

وَجه بصرهُ نحو الشقراء الواقفة قُرب الآسيوي فابتسم بِدوره لَها بطريقَة مليئة بالخبثِ الدفين مُواصلاً

- مرحبًا بكِ ايضًا سيدَة لورد

نظراتهُ لم تَكُن مريحة مطلقًا بالنسبَة الي اليوت التي سألت زَوجها بضيقٍ حينَما ناظرته

- لما هو هنا؟ الم نتراجع عن الطَلاق بالفعل جون؟

طالعها السفير بعدَما احاط خَصرِها يسحبها نحوهُ مجيبًا

- عينتهُ كمستشار قانونيّ للاكاديميَة
سيكونُ المشرف عن القسم الاداريّ

قَطبت اليوت حواجِبها بشدّة و نفورٍ جَعل زوجها يَتعجبُ من انقلابِ مَلامحها بطريقَة واضحَة للغايَة ، ابتسامَة ادريان الخَبيثة لم تتلاشَى بل ازدادَت خُصوصًا عندما قال موجهًا كلامهُ للورد بِمُكر

- اوه صَحيح! مُبارك عليك الطِفلة سيد لورد

كان جونغكوك سَيرُد ، و لِشُعور اليوت بالاهانَة من نَظرات ادريان المليئة بالاستِنقاص قالَت بدلاً من زَوجها بسُرعَة

- تقصد مُبارك عَلينا الطِفلَة

نَظر جونغكوك الي زَوجته التي شَدت على يده و هي تَغلي من الغَيض في دواخِلها ، ناظَرها ادريان بِتعجُب اذ دفع حاجبه عاليًا مُستنكرًا

- مُبارك عليكما؟ اظُن ان الطفلَة لا تَخصك؟

استجعلُ نَقسها محط سُخريَة من عشيقها الذي خانَها؟
لا! سَتُدافع عن كرامتها امامَهُ حيثُ قالت بابتِسامَة

- انها طفلتنا ، لكن من اُم بديلَة!

رَفعت عينيها الزرقاء نَحو السفير الذي احمَر وَجهه من كَلامِ زوجته اذ كان يَتعارضُ تمامًا مع ما قالهُ لها في الصَباح..!

كيف لها ان تُصرح للمُستشار بأن رسيل ابنتُها؟
الم يرفُض هو ذلك بشكلٍ قاطِع..!

احمَرت مَلامحه من الغَضب و كيّ لا يُحرجها فضّل السُكوت فليست لهُ رَغبة في توبيخِها امام المُستشار احترامًا لَها ، ابتسَم بِجفاء للبريطانيّ عندما بارَك لهُ من ثُمّ قال بهدوء

- نستأذنك ، علينا الذَهاب

جَرّ اليوت مَعهُ من ذِراعها و سَحبها رفقتهُ للخارج و هو يَرفُض مُحادثتها رُغم مُحاولاتها في خلق حَديثٍ مَعهُ ، يَنتظرُ وصولِهما الي البَيت و هُنا سيكونُ حسابها مَعهُ عسيرًا

- جونغكوك مابك؟ لما انقلَب حالك لقد كنت بِخَير؟

سألتهُ و هو يَقودُ في الطريقِ بهدوء مُتجنبًا الاجابَة على سُؤالها الذي كَررتهُ عشرات المَرات منذ ان كانا في الاكاديميَة

زاد من سُرعتِه و اشتَعلت هي غيضًا اكثرُ من السابِق من سُكوته و تجاهلهُ لَها ، شدّت على قبضتِها بِقوّة و بِمجَرد ان رَكن في مَصفِ الڤيلا ، نَزلت من بَعده و مَسكت بِذراعه قبل دخوله للبيتِ توقفه في الحَديقة متحدثَة

- اخبرني ما المشكلَة معك؟ هل انت غاضِب لاني اخبرته ان رَسيل ابنتي؟

نَظر اليها و هو يسحَب ذراعها من قبضتها متحدثًا بصوتٍ غاضِب

- انا مالذي قُلته لكِ صباحًا؟
وضحتُ لكِ ان رَسيل ستبقى ابنة اُمها
انتِ ليس لكِ الحَق في نَسبها اليكِ مهما حَدث

حَدقت اليوت به و هي تشدّ على يديها بِقوّة تسمعه يُتابع بنبرةٍ عاليَة تُشبه الصُراخ اذ واصَل

- لستِ انتِ من انجَب و تَعب و سَهر و جرجرتهُ المُعاناة في الشوارع مع طِفلةٍ صغيرَة ، لستِ انتِ من فقدتِ ذاكرتكِ مرتين! و جُلّ امنيتك تذكر طفلتك! لا تملكين اي حَق في نَسب كُل التعب الجبار اليكِ ، حتى و ان كان هدفكِ انا! لا انا و لا انتِ يُمكننا اخذ رسيل من ماريسا مهما كلّف الامر

كلامها جَرحها و جَعلها تصرُخ هي الاخرَى به مُتحدثَة

- انا لو كان باستطاعتي لكنتُ حملتُ و انجبتُ و تعبتُ انا كَذلك!! انت تعرفُ حجم المُعاناة التي اعيشُها و التجارب الطبيَة اللعينة فقط كيّ احمل طِفلك!

نَظر اليها و هو يشدّ قبضتيه بِقوّة اذ اجابها بِصَوتٍ اقل عُلوًا من سابقه

- انتِ اكثرُ من عليكِ الشعور بِمُعاناة فقدانها لطفلتها اذًا! دامكِ عانيتُ للحصولِ على طفلٍ و فشلتِ ؟ فَكيف سيكونُ احساسها حينما يُسلب اخر املٍ لها في الحَياة! هل نحن وحوش في هَذا العالم؟ الا نملكُ انسانيَة؟

دَفعتهُ من صَدره الي الخلفِ بغضبٍ حينما وَبختهُ بانفعال

- انسانيتكُ هي سبب استغلال الناس لك كالمُغفل..!
اللعنة ستحاول استِغلالك و تدمير بيتك ايها الاحمَق!

امسَك بيديها يُطالع عينيها بِنَظراتٍ جافَة حينما قال بهدوء يتزامنُ مع ابتِسامَة ساخِرَة

- انا بيتي مَهدوم ، قبل أن تَدخلهُ هي
بل بدأت اخافُ ان يؤذيها حُطامه هي و طِفلتي!

سَحبت اليوت يديها منهُ تُطالعهُ باندهاشٍ متحدثَة

- انت ؟ تُفضلها هي عليّ؟ كيف لك ان تَقول ذلك الكَلام بهذه السُهولَة؟

نَفى برأسِه يعترضُ ما تفكر به حينما اجاب

- لا تختلقي كلامًا لم أقُله ، انا كنتُ واضحًا معكِ منذ البدايَة و قلتُ لكِ اني لن اظلِمُها ، وَضحتُ لكِ بحق الجحيم انّها ستعيشُ مُعززة مُكرمَة الي حين معرفَة اوجه الحَقيقة كاملَة!

حَدق في عُيونها المُحمرَة فتابع بعدما رَطب شفتيه

- جَف ريقي و انا اقول لكِ اني اجيد توظيف مشاعري جيدًا بينكن! و اني لستُ مُغفل تسوقني احاسيسٍ عابرة للوقوعِ في ذَنبِ الخيانَة ، فانا اُقدس وجودكِ في حَياتي و انتِ لا تفهمين! مَنعي من النساء لا يَضمنُ وفائي فحتى ان حَبستني في مُحيطٍ لا تدخلهُ انثَى ، ان رغبتُ بخيانتكِ لفعلتُ دون ان تشعُري حتّى!

مَسحت على وَجهها تُحاول استعادَة اتزانِها من جَديد ، حينما نَجحت قالَت و هي تُطالع عينيه بِمرارَة

- انت لا تَفهمني! كيف تريدُ منّي شَرح هذا التعقيد للعالَم؟
استعترفُ بماريسا كعشيقَة لك علنًا؟ انت من تريد تأزيم الامور!

كان سيتحدَث لكن هي قاطَعتهُ تقولُ بغَضب شديد

- لم اقل لَك ان نَمحي دورها من الوجود ، بل سَتبقى بجانب ابنتِها و تُربيها ، ساوافق على عَيشها معنا و اعدكِ ان ساُحسن مُعاملتها و لن اؤذيها ابدًا ، لَكن لا تَفضحنا باعترافك المُباشر برسيل ابنَة غير شرعيَة!

لم يَقتنع بِكلامها و لا يَزالُ مُصرًا على مَوقفه و قرارِه ، في تلك الاثناءِ لَمح طيف ماريسا و هي تدخُل من البوابَة الخلفية للڤيلا بعدما كانَت تقطفُ الفواكه من الاشجارِ التي وراء القصر

نَظرت ناحيتهُ بعدما تَوقفت عن السَير تجدهُ هائج يلفظُ انفاسهُ بصعوبَة ، و قُبالته اليوت التي ما ان رأتها حَتى اقتَربت من زَوجِها تَسحبهُ نحوها بسُرعَة هدف تَقبيله ، و بالفعل..! قَبلتهُ امام عُيون الشابَة التي نَظرت ناحيِتهما بِصَمتٍ استطاعَت من خِلاله سماع فوضَى مشاعِرها بالداخِل

دَخل ماثيو من خَلفها و هو يَحملُ رسيل النائمَة و حالما رأى اختهُ تُقبل زَوجها ، وَضع كَفه الحُر فوق عُيون ماريسا يَمنعها من استِراق النَظر ، كانت واقفة مُتجمدَة مَكانها تُحاول فَهم لِما هي هُنا؟ و لما عَليها رؤيَة مشهدٍ كَهذا..!

سَمِعت هَمس ماثيو في اُذنها يَقول

- دَعينا ندخُل

ابعَدت كَفه عن عينيها و دَخلت الي الڤيلا مُسرعَة و قلبُها يَغلي من الغَضب و شُعورٍ تعجزُ عن فَهمه ، ذلك الرَجُل الذي قَبلتهُ غيرها! كانت تراهُ في السابق زَوجِها ، شَخص يَخُصها هي و لا يَجب ان تلمسهُ اي اُنثَى دونها!!

دَخلت الي غرفتها و جَلست فوق السرير تُمسك رأسها بيديها و عُيونها تتمسُك بالدُموع بصعوبَة بليغَة ، هُنالك فوجٍ من المشاعِر تعجزُ عن ترتيبها في مَسارها الصَحيح كيّ تَفهم ما يُخالجها بالتَحديد

اختلاطُ الاحاسيس ذاك ، مؤذٍ

كُل ما تستطيعُ فَهمهُ و تُدركه جَيدًا
انها وَحيدة في هذِه المعركَة..!

دَفع اللورد زَوجتهُ عَنها حينما فَهم مُرادها و اقبالها على تَقبيله بِهَدف الغيرَة ، ناظَرها بانزِعاجٍ متحدثًا

- يَكفي تصرفات صبيانية!

رَمقها بغَضبٍ ثُمّ دَلف الي الڤيلا يَجدُ ماثيو يقفُ برسيل امام غُرفَة ماريسا ، ناظَرهُ و هو يسيرُ نحوهُ قائِلاً

- ناولني رَسيل ، و اذهب تَحدث مع اختك المجنونَة
لانها ستُفقدني عقلي!

حَمل رسيل النائمَة من الشاب الذي تَنهد بِضَجر من سوءِ الاوضاع في الاونَة الاخيرَة ، همهم لهُ و تركهُ يُحاول الدُخول الي ماريسا التي ما ان رأتهُ حتى ودًت اغلاق الباب في وَجهه لو لَم يسبقها بِخُطوَة و يدلف مع ابنته

استَطاع ان يَسمع صَوت انفاسِها الهائِجَة ، و عُيونها المُحمرَة و هي تُطالعه بِكُره شَعر بِه من خِلال نَظراتها المُميتَة ، في مِثل هذه اللحظَة احَس ان الحديث مَعها قد يَتحول الي مَذبحةٍ تاريخيَة لِذا تراجَع خُطوَة الي الوراء و قال

- سأكونُ بانتظاركِ في الحَديقة الخلفية لنتحَدث بعد ساعتين

تجاوَزها يَضعُ رسيل النائِمَة فوق السَريرِ من ثُمّ غادر دون ان يَتحدث بحرفٍ اضافيّ ، سَمعها تصفعُ الباب بعد خُروجه و لِقوَة عازل الصَوت لَم يَسمع ركلاتها و لكماتها القويَة للحائط لِتَفريغ جُزء من عَصبيتها

جَلست على الارضِ تُمسك شعرِها بعصبيَة أدَت لاقتلاعها بعض من خُصيلاتها الناعمَة الطويلَة ، كَبحت صُراخها بصعوبَة احتراما لنومِ ابنتها كيّ لا تُسبب في فَزعها و لكيّ تحصل على نوعٍ من الآمان ، نهضت من ارضها الباردَة و توجهَت للتمدد بجانب طفلتها على الفراشِ تنظر نحو وَجهِها الملائكيّ

قَوست شفتيها بِبُكاءٍ نَهش زَهرة شبابها
مَسحت على وَجنة طِفلتها بلُطفٍ و اقتَربت تُقبل خدها بِحُب

- اتح..اتحملُ كل هذا من اج..اجلك

هَمست بِغَصةٍ تَسببت في تساقطُ دموعها بِغزارَة
انسكب ماء عُيونها حتى اغرَق ملئات السرير اسفلُها
ليت الفراش يستطيعُ امتصاصِ وجعها كما يفعلُ مع دموعها..!

زَفرت انفاسها بِصُعوبَة ثُمّ اغمَضت عُيونها مُتجاهلة جُروح يديها التي تحرِقها بفعل الشوك الذي اقتحَم بشرتِها من قطفِ الفواكه مع ماثيو

لا تنكر انها استمتعت ..!
لكن تلك المتعَة كان لها ضريبَة

***

في المُقابل ، دلف اللورد الي جَناحه و مُباشرَة توجه للاستِحمام يُزيل تَعب النهار ، ارتَدى ملابس منزليَة مريحَة عند خُروجه ثمّ تصادف مع زوجته في الصالَة حينما اراد الدُخول الي المَطبخ لتناول بَعض الطَعام

تجاهلها ما إن تجاوزها و دَخل الي المَطبخ يسكُب لِنَفسه كوبًا مِن الماء الدافئ مع الليمون ، احتَساهُ و جَلس يأكل ما قدمتهُ لهُ الخادِمَة و عقلهُ يُحاول ترتيب الكَلام الذي سيقولهُ لماريسا بَعد قليل

تَنهد مُتضايقًا و عندما انتهَى من طعامِه خَرج الي الحَديقة الخلفيَة يجلسُ فوق الارجوحة الزَوجية هُناك يَنتظرُ قُدوم ام طفلته التي للتو دخلت الي المَطبخ لِتحضير الطَعام الي رَسيل

سلقت لها الخُضار و بينَما الطعام على النارِ لَمحت اللورد و هو جالِس على الارجوحَة من النافِذَة ، تَنهدت بِضَجر و اخَذت تطحنُ الخضراوات سويًا قبل ان تأخذ الطبق و تعودُ به الي الغُرفَة ، اطعَمت رسيل و جَلست تُلاعبها و تُسليها الي أن عادَت طِفلتها للنومِ مُجددًا و هُنا عاودت حَمل الصحن و اعادتهُ للمَطبخ كيّ تغسله و تتناوَل تُفاحَة ثُمّ تنام

تفقدَت النافذَة من جَديد فوجَدت السفير لا يَزال في مَكانه يَنتظِرُها بالخارج ، عقدَت حواجِبها مُستغربَة فقد مَرت ثلاثُ ساعات مُنذ اخر مرَة تركتهُ هنا..!

وَقفت مَطرحها تُفكر ان كان بامكانِها اعطاءهُ فرصَة للتبرير..!
لكن مالذي سيُبرره و هي رأتهُ يُقبلها امامَها..!

امتلئ عَقلها بالصَخب الي أن اصابَها الصُداع فقالَت لنفسها و هي تُمسك رأسها بِوَجع

- امنحيه فُرصَة التبرير ماريسا ، من ثُمّ احكمي عليه!
لابأس بالاستِماع اليه لِمرَة واحدَة ، ارضي ضَميرك

اقنَعت نفسها بِصُعوبَةٍ كيّ تخرُج لهُ و حينما توصَلت الي حلٍ مرضٍ ، قررَت الاستِماع اليه بالفِعل ، ارتَدت خِفيها و خرجَت الي الحَديقة الخلفيَة تجدهُ يُناظر السماءُ اعلاهُ بشُرودٍ لم يسمَح لهُ بِمُلاحظَة وجودِها الا بَعدما جَلست بِجانبه

اخفضَ بصرهُ اليها و حَدق بِها مُستغربًا

- اخيرًا جئتِ؟

نَظرت اليه بهدوء مُتحدثَة

- قُل ما لديك بِسُرعَة! الوقتُ متأخر

تَفقد ساعَة رِسغه فَوجدها الواحدَة بعد مُنتصف الليل بالفِعل
تفاجَئ..! فقد جَلس هُنا منذ العاشِرَة مساءًا ..!

هل انتظر ثلاث ساعاتٍ دون ان يَشعُر؟

دَلك فروَة رأسِه بِتوتر لا يَعرفُ كيف يبدأ الكَلام
لَكِن بعد الحاحٍ على نَفسِه بالمُباشرَة ، قال بنبرةٍ هادئَة

- لا اعلمُ كيف ابدأ الكَلام ، او حتى اُعرف عِلاقتنا فهي مُعقدَة بعض الشَئ ، قد لا تُصدقين لَكن اتمنى ان تَدعمني ذاكرتكِ حينما تَعود لكِ

حَدقت ماريسا بِه بجَفاءٍ تَنتظرُ منهُ المُواصلَة و قَد فعل قائِلاً

- ساحكي لكِ كيف كانَ لقاؤنا الأول
و كيف وَصلنا الي هُنا اليوم

اخرَج من جَيبه هاتِفه يُواصل

- لديّ هنا مقاطع فيديو تَدعمُ ما ساقوله ، لذلك انصتِ اليّ بِحَذر

قامَت بالايماء لهُ و قد بدأ قلبها يَنبِضُ بعنفٍ حينما وَجدتهُ يُخرج رِسالَة من جَيبه ضَمها الي هاتِفه و قال بصوتٍ هادئ

- لقد رأيتكِ لاول مرَة منذ اشهُر ، كنتِ تعملين موظفَة في مُنتَجع ذهبتُ لاقضي يومين بِه لاتنفس قليلاً من ضَغط العَمل ، هُناك تعرفتُ عليكِ و عَلى طِفلتكِ..!

قَطبت ماريسا حواجِبها باستِنكارٍ قالَت بعده

- اشهُر؟ و مع طِفلتي؟ كيف؟ و رَسيل ابنتك!

كان سَيتحدث لَكن هي فقدت اعصابِها منذ البدايَة و قالَت بتوتر واضح من نبرتِها المُرتجفَة

- لا تقل لي ايضًا انهُ وصل بك الامر للتخلي عن ابنتِك فقط لارضاء تلك الافعى الشَقراء؟

تلك اكبرُ مخاوفها..! ان تَبقى ابنتها وَحيدة مِثلها هي تمامًا

حَرك اللورد رأسهُ معترضًا ثُمّ قال

- اسمعيني و دَعيني اُكمل للأخِر ارجوكِ
تَريثي ، لازال هنالك الكَثير لاحكيه
و هذه الاثباتات

لَوح بهاتفه و الورقَة التي في حَوزته ، بدأت تَهدء من جَديد و تَعتدلُ في جَلستِها بجانبه تُحرك رأسها لهُ كيّ يُواصل الكَلام و هو قَد فعل

- بعد لقاءنا ذاك ، التقينا في الاكاديميَة التي اسستها انا و ماثيو حيثُ طلبتُ منهُ المجيئ بالامهات العازبات اللواتن لا يملكن ملجئ و اسكانهنّ هناك ، كي يعملن في الروضَة و بذات الوقت يَجدن مسكن ، و هو قد جاء بكِ انتِ ..! و من هُناك اصبحنا نَلتقي بشكلٍِ يوميّ خصوصًا اني اتعمد المجيئ من اجل رَسيل كي الاعِبها و اقضي الوَقت مَعها لاني تَعلقتُ فيها دون شُعور

كلامهُ بالنسبَة الي ماريسا لم يكُن مفهومًا..!
مليئ بالغُموض و البعثرَة..!

كيف هذِه يراها لاول مرَة و معها طِفلته؟
اذًا؟ كيف انجبت رسيل منهُ ان لَم يراها الا بعد مَولدها؟

كان هُنالك الكثيرُ من الاسئلَة بداخل عَقلِها ، و هو كيّ يربطُ الاحداث ببعضها و يُجيب على نِصفها ، قَدم لها الورقَة التي بين يديه و طَلب منها ان تَفتحها و تقومُ بقراءتها اذ نَطق

- اعتقدُ انكِ تستطيعين قراءَة خط يديك
اقرئي هذه الرِسالَة كاملَة و ساكمل لكِ القصَة

فَتحت تلك الورقَة بعدما حَملتها بين يديها و قامَت بِفتحها تقرا اول سطرٍ للتعرفِ على خَطها و بالفعل استطاعَت تمييزه بسُهولَة ، رَفعت عينيها للورد بِتوتر فقامَ بالايماء لها كيّ تُواصل القراءَة و هي فَعلت

كان مُحتوى الرِسالَة كالآتي

- - مرحبًا ، انا اُدعى ماريسا ، اُم الطِفلة رَسيل ، انا اعرفُ انك سَتكون مُنصدِم لانك تقرأ رِسالَة منّي ، او قَد لا تكونُ كَذلك ..! لاني صُدِمتُ بِحَقيقتك و كم انّك شَخص بارِع في تَمثيل دَور الرجل النَبيل الحَنون ، حينَما عرفتُ حَقيقتك صُدمت بِك بشكلٍ لا يُصدَق ، لكنّي لن اُسامحك على ما فعلتهُ بي ، لَم و لن اغفِر ، لانك سَبب دمارُ حَياتي و لم تُكلف نفسك للالتفاتِ الي تلك الشابَة التي جَعلتها تُصبِح اُم في مُقتبل عُمرها ، دون حياءٍ او خَجل ..! بل واصَلت حياتك بشكلٍ طبيعيّ ، و ها انت ذا سَعيد مَع زَوجتِك ، تقضي اجمَل ايام حَياتِك

- قد تعتقدُ اني لا اقصِدُك ، لكنّي افعَل ، انا اعنيك انت لورد جونغكوك ، انت هو والد طِفلتي رَسيل ..! انا انجبتها مِنك انت ، اصبحتُ امقتك بشدّة لانك استَغللت ضُعفي و استَخدمتني لارضاء نَزواتِك ، ايًا كانَت الطريقَة تَكون ، لَكن نهايَة المَطافُ كنتُ انا الخاسرَة الوَحيدة ، امتلكُ طِفلَة لا استطيعُ التكفُل بها كَما يَجب ، ابسطُ حُقوقي مُجرَدة مِنها ..! و اُلقي بِكامل اللوم عَليك في المَقام الأول ، ان لم تكُن تُصدِق ، ستجدُ ورقَة تحليل النَسب بداخل الظَرف ، القي نظرَةً عَليها

- استطعتُ اخذ عينة مِن شعرِك ، حينما كنت نائِم بداخل الاكاديميّة ، نَجحتُ بذلك و تَمكنتُ من فعل هذا التَحليل حتى يكونُ الدَليل..! رَسيل ابنتُك ، و لكيّ احرِق قَلبك و انتقِم لما فَعلتهُ بي ، ساحِرمُك منها الي الأبَد ، ساجعلك تَعيشُ في نَدمِك و مَرارَة ضَميرِك ، حينَما تنتشرُ مقالاتُ ايجاد جُثتين احداهُما تخصّ طِفلَة رضيعَة لم تُغلق التِسع اشهُر ، حَرمك الله من الذُريّة و مَنحك اياها عَبري ، لكِني من سأحرمُك اياها ، انسَدت كُل الابوابُ في وَجهي و لم تَترُك لي خيارًا سِوا ان اتخلَص من حَياتي العاثرَة هذِه ، و اترُكك انت تَعيشُ مَع قَهرِك ، اتمنَى لك حَياة مليئَة بالتعاسَة ، كما كُنت انت سَبب رَئيسيّ في تَدمير حَياتي ..! لكن هُنالك شَئ واحِد استطيعُ ان اشكرك عَليه ، انّي حَصلتُ منك على طِفلَة ، ساهَمت في تَخفيف اوجاعي ، اكرُهك بشدّة

كانت ذات الرِسالَة التي بعثتها ماريسا لهُ يَوم ميلاد زَوجته ، كيّ تُخبره من خِلالها ان رَسيل ابنتِه ، و لان الورقَة اختفَت ذلك اليَوم قد علم ان ماثيو من اخذها في وقتٍ لاحِق لذا طَلبها منهُ كيّ يعرضها عليها حينما يُصارحها بالحَقيقة

قرأت ماريسا كُل تلك الاحرُف و الكلِمات و لم تستطِع فَهم حرفٍ واحد..!

ماهذا الذي تقرأه؟ ما مَعنى كُل تلك الكلمات؟
هل اللورد مُتزوج؟ و هي ما مَوقعها من الاعراب؟
كيف انجَبت رسيل اذًا؟ هل هي عشيقته؟

نَظرت نحو الآسيوي و يديها ترتجِف
اوقعَت تلك الورقَة من وسط اصابعها و قالَت بنبرةٍ مُهتزَة

- لس..لستُ افه..افهم حرف

حَرك رأسهُ لها فمن الطبيعيّ ان تَنكر ما قرأتهُ و تعجزُ عن استيعابِه ، انهُ لمن الصعَب فهم طبيعَة العِلاقة المُعقدَة بينهُما

طَرح انفاسهُ بهدوءٍ و قال بعدما عاود حَمل تلك الرسالَة من فوق العُشب متحدثًا

- هذه الرسالَة وَصلتني منكِ ، يَوم حفل ميلادِ زوجتي

ناظرتهُ ماريسا بِعينين مُنبلجَتين بِصدمَة

- زوجتك؟

قامَ بالايماء فقال

- نَعم ، اليوت تكونُ زَوجتي

شدّت ماريسا على فستانِها الاصفَر بِقوّة و هي تَسمعُ اللورد يُواصل بنبرَةٍ هادئَة للغايَة

- انا مُتزوج منذ ثَمانية سَنوات بالفعل ، و لم اُرزق انا و هي باطفال لِحد هَذا اليَوم ، رُغم ذلك كنا نعيشُ على الحُب القائِم بيننا و لم اُفكر يومًا بخيانتِها

ارتَف جفن ماريسا التي ابتسمَت ساخِرَة و هي تُطالعه

- خ..خيانتها؟ كي..كيف تفسر وج..وجودي انا و ر..رسيل؟

كانت الصدمَة واضحَة على مَلامِحها و هي تُحاول تَجميع كم المَعلومات الغير مَفهوم ذاك و استيعابه ، رأتهُ يَتنهدُ بِحسرَة و هو يَهز اكتافه بحيرَة

- صَدقيني لا اعلم! لقد ظهرتِ فجاةً و قلتِ ان رَسيل ابنتي ، بعدما ارسلتِ لي هذه الرِسالة وجدتكِ تحاولين الانتِحار عند الجِسر و قد رميتِ نَفسكِ بعدما اعطيتني رَسيل ، قفزتُ خلفكِ و انقذتكِ من ثُمّ اخذتكِ الي بيتي على حدودِ العاصمَة و هُناك حاولتُ ان افهم من اين اتيتِ؟ و كيف طفلتكِ طفلتي؟ و لاصدقكِ القول لم اُصدقكِ و نكرتُ صغيرتي في البدايَة ، اصريتُ على مَوقفي لان على درايَة تامَة بأنّي لستُ خائن ، انا بالفعل لم اقُم بخيانَة اليوت ابدًا

نَظر في عينيّ ماريسا المُنصدمَة فنطق بِحُزن

- انتِ لابد انكِ شاهدَة ، لم اتودد اليكِ ابدًا ، فانا بطبعي وَفي للانسانة التي تَجمعني بها علاقَة رسميَة!

مَسكت ماريسا رأسُها المليئ بالصُداع تُحاول ان تستوعِب ما يُقال لَكن تَجدُ كلامه غير منطقيّ! اعني من اين جائت رَسيل؟

اخَذت الرسالَة منهُ و اشارَت عليها متحدثَة

- كلا! لقد كتبتُ في هذه الرِسالَة انك استَغليتني لارضاء شهواتك! اي قد تَكون اغتصبتني!!

حَرك رأسهُ نفيًا قبل ان يُبرر

- لا ، رِسالتك كَتبتيها بناءًا على ظُنونكِ
فانتِ قبل فقدانكِ الحاليّ للذاكرَة
كنتِ فاقدَة ذاكرتكِ ايضًا

وَسعت عينيها بِعَدم تَصديق و وَقفت من جانِبه تُناظرهُ بِصدمَة

- مُستحيل؟ مالذي تقوله؟ اتظن اننا في مُسلسل درامي!!

صَرخت بِه مُنفعلَة فتابعَت

- اتحاول اكمال استغفالي؟ قُل انك ارتكبت بحقي جريمَة لا تُغفر بدل تجهيز سيناريو لا يُصدق؟ مالذي تتحدث عنهُ؟

رد فِعلها كان مُتوقع بالنسبَة اليه ، من غير المعقول ان تُصدقه دون اثباتات..! خصوصًا انها قرأت في الرسالَة انهُ استَغلها ، فذلك ما كانت تَظنه في السابِق

فَتح هاتِفه بعدما قال

- اجلسي ، ساريكِ هذا

دَخل على تسجيلات الكاميرا الخاصَة بمنزله السابِق ، اذ طلب من اوليڤر سابقًا الاحتفاظ بِهذه اللقطات قبل حَذفها من السِجل كيّ لا تراها اليوت لاحقًا

مَد لها الهاتِف و هي مَسكتهُ منهُ بيدٍ مرتجفَة بعدما طالعتهُ بعيونٍ مليئة بالشَك ، جَلست بجانبه من جَديد و شاهَدت ذلك العراك الذي جَرى بينهُما حينَما رفض هو تَصديق ان رَسيل ابنتِه و اتهامه لها بانّها جاسوسَة

آن ذاك اعترفَت هي بأنها فاقدَة للذاكرَة و لا تَعرفُ شيئًا عن ماضيها! او حتى كَيف انجبَت رسيل؟ و ذلك ما زاد القِصَة تعقيدًا..!

راقَبت بعيُونها كُل ما يَحدُث من خلال الشاشَة و اُذنيها تَسمع الحوار الذي يَدور بينهُما و ضحيَة ذلك العراك قلبُها و مَشاعرها التي تَنكسرُ بداخلها

لم تَعُد تعي ما تراهُ ..! عقلُها سيتوقفُ عن العَمل و الاستيعاب
هي تَرى نَفسها و تَسمع باذنيها جيدًا اعترافِها بما قالهُ السفير..!

هو لا يكذب ، الجنون الذي يقولهُ حَقيقيًا..!

كيف؟ مُستَحيل..؟
احقًا لا تعرفُ من تكون؟ اين عائلتها؟ اصولها؟
من اين جائت و كَيف انجَبت رسيل..؟

ليت ظنونها بخيانته لها حَقيقيَة
و لا كُل هذا التَعقيد الذي لا يَملكُ الحُلول..!

سَقط الهاتفُ من بين يديها و سَقطت معهُ دُموعها
نَظرها مُعلق على الفَراغ و هي تَشعر انها فارِغَة للغايَة من الداخل

استنفزت بالكامل..! لم يعُد لديها ما تستطيعُ تَقديمه مطلقًا!

حَدق اللورد بِها و شَعر بِمَدى سوء ما يُخالجها
احساسُ الضَياع ذاك قاتِل ، سَبق و عاشه قبلها..!

زَم شفتاهُ بأسَى و لانهُ مُتعاطف مَعها قَدم لها العَون من خِلال التَربيت على كَتفها بلُطفٍ متحدثًا

- انا اسِف لانها الحَقيقة ، اعتقدُ انكِ فهمتِ لما اضطررتُ ان اكذب عليكِ و اخبركِ اني زوجكِ بعد الحادِث و فقدانك الثاني للذاكرَة ، لم يَكُن من السَهل تقبل هذه الصدمَة و حالتكِ خطيرَة ، كانت رَسيل ستفقدُ امها للأبد

كانت صامِتَة كُليًا ، تَسمعهُ يَتحدث لَكنها عاجزَة عن اجابتهُ فواقعها المَريرُ يَخنقُ عُنقها و يَمنعُ كلماتها من الخُروج ، ظَلت تُطالع الفَراغ امامَها و دُموعها تتساقَطُ بِصَمتٍ جَعل اللورد يستاءُ للغايَة

هذا ماكان يخافُ منهُ ، مُصارحتها بالحَقيقة ليسَت لِصالح سلامتها النَفسيَة ، هي سَتتضررُ اضعاف اقتناعها بانهُ يخونها..!

فتاة بِلا هَوية ، بلا اهلٍ او مأوَى..!
مُشردَة لا تملكُ من العالم ذِكرَى او انتماء سِوا لابنتها..!
كيف يكونُ حالها؟ بالتأكيد ليسَ الافضَل

تَنهد على وَضعها و قال بعدما اخذ هاتفه يُخبئه داخل جَيبه

- كنتُ مترددًا من مُصارحتكِ بالحَقيقة حتى بعدما تَحسنتِ صحيًا ، لم ارد ان ارى انكساركِ كالآن ، لانكِ بدأتِ تستعيدين شغفكِ بالحياة مُجددًا ، كنتُ خائف من استعادتك للذاكرَة و انتكاسكِ مرَة اخرَى ، لَكن بما انكِ شهدتِ على حفل ذكرى زواجنا ، و التقيتِ باليوت مُباشرَة ، وُجب عليّ التَبرير و التَوضيح ، لا اريدُ ان ابدوا بِمَظهر الخائن امامكِ فانتِ شاهدَة بالفعل كيف كانت مُعاملتي لكِ سطحيَة احترامًا لِزَوجتي و بذات الوقت حاولت مُسايرتكِ ، كَذبي عليكِ كان صعب عليّ اكثر منكِ اُقسم ، لكن للضرورَة أحكام ، اتمنى ان تَتفهمين

لم يَسمع حِسُها و ما يَراهُ امامَهُ هو جَسد شابَة بِلا رُوح
تَذرفُ الدُموع بِصَمتٍ و عَينيها مُعلقة على اللاشئ
تحترقُ داخليًا و يتَلاشى الأمل وَسطها تدريجيًا..!

سَمِعها تنطِقُ بِصَوتٍ خافت مليئ بالقَهر

- ليتني بقيتُ اعيشُ في وَهم انك زَوجي ، و لا عَلِمتُ انّي جئتُ من العَدم ، لا أهل ، لا هويَة ، و لا حتّى زَوج خائِن..!

رَفعت عينيها المُبللَة الي السَماء أعلاها و واصَلت بِحرقَة بالغَة

- ليتك فعلاً زَوجي ، ليتك خُنتني و طلبتُ الانفصال كيّ ابدأ حياة جَديدة ؟ و لا أن اكون من الاساس بِدون حَياة..!

كان سَيتحدثُ ليُواسي ، لَكنهُ صُدم بانفجارِها تَبكي بِحرقَة شديدَة اذ اخفَت وجهها بين كُفوف يديها و انهارَت بِطريقَة جَعلتهُ يُوسع عينيه مَصدومًا

آلمهُ حالها و هو يَراها تَبكي بِوَجعٍ لا يستطيعُ التَخفيف منهُ
تَنهد بِضيقٍ و رَبت على ظَهرِها بلُطفٍ كنوع من المُواساة
حاول ان يُخفف عَنها لَكن كيف؟ و بِما؟

ما يَستطيعُ ان يَعدها به هو الآتي

- اعدكِ ان ابَحث عن عائلتكِ و اجِدُ فصلكِ و اصلكِ و امنحكِ هويَة ، ابسط حقٍ يولد به الانسان ، سابذل قُصار جُهدي في ايجادِهم كيّ يُصبح لكِ حَياة

بَكت بشدّة و اصبح جَسدها النحيل يرتعش من مرارة البُكاء
تشعر ان روحها سَتُغادرها من هَول الحُزن الذي يُخالجها
لم يكف عن تربيتاته اللطيفَة على ظَهرها فذلك اقصَى ما يُمكنه

لا يستطيعُ ان يُعانقها ، فِذلك يُعتبر تجاوز كَبير لِحُدوده مع النِساء ، لَكن دامه طبطب عَليها فهو قد سَلك خُطوَة مُتقدمة في تعاطفه مَعها و نِيتهُ في تحسين مُعاملته رِفقتها

بُكائِها استَمر لساعَةٍ مُتواصلَة دون راحَة ، تَرفضُ الكَشف عن وَجهها المُتورم من الدُموعِ و الصِياح و قد نَزلت على العشبِ تتكور حَول نَفسها تتمنَى لو بامكانِها الاختفاء و مُغادرَة هذا العالَم لعلّها تَستريح

رَفع اللورد عَينيه من عَليها و نَظر نحو زَوجته التي تُشاهدهما من النافِذَة الخاصَة بِجناحهما المُشترَك ، دَخلت اليوت الي الغُرفَة تُغلق الزُجاج و تَضع الستائِر فَتنهد زَوجها من فِعلها اذ لا يَلومها بالآخِر

لَكنهُ فوجِئ بِخروجها من الڤيلا و اقترابِها من ماريسا مَع مِعطفٍ خَفيف انخفضَت لِوَضعه على اكتافِ الصُغرَى ، جَلست القُرفصاء امامَها و قامَت بامساكِ ذراعيّ اُم طِفلَة زوجِها التي كَشفت عن وَجهِها لَها

نَظرت اليها و عُيونها مُتورمَة من الدُموع
مُنتفخَة تكادُ لا تُرَى كمثل وَجهها بالكامِل

عَدلت اليوت المعطف عَليها و قالت بعدَما احتَضنت وَجنتيّ الصغرَى بلُطف

- انتِ لستِ وحدكِ ، نحن عائلتكِ

نَظرت ماريسا اليها بِحيرَة تجدُ الشقراء تُطالع زَوجها المُنصدم فتابعَت بعد لن اخفضت بصرِها الي الصُغرى مُجددًا

- لا تبكي ارجوكِ ، لقد سمعتُ القصَة من جونغكوك و انا صَدقتهُ ، و اعلمُ جيدًا ان هنالك مكيدَة تُحاك ، لِهذا لن اخذكِ بذنب غيركِ ابدًا و لن اظلمكِ انا ايضًا ، لا تخافي انتِ بآمان مَعنا

دلَك جونغكوك عَينيه مُنصدِمًا يُحاول ان يستوعِب ان كانت التي امامَه زوجته ام غَيرها..؟ رَمش مُتفاجِئًا و لم يَعد بامكانه التَعبير حتّى..!

أمعَن التَحديق بِوَجه اليوت و هي تبتسِمُ للصُغرَى مُتحدثَة

- ساعتبركِ اُختي الصُغرى
اتقبلين العَيش معنا؟

نَظرت ماريسا اليها و عَقلها مُشوَش تكادُ لا تَعي ما تَسمعهُ و تراهُ امامَها ، هي مُشتتَة غير واعيَة لما يحدُث حَولها..!

كيف لِزَوجة من ظنتهُ زوجها ، تطلبُ منها الانضِمام الي عائلتها..؟
اذلك حَقيقيّ؟ ام هُنالك مكيدَة خفيَة هي لا تعرفُ عنها شيئًا..!

كان القرارُ في مُتناولها
سواء اتوافقُ بالانضِمام الي عائلَة اللورد بِغَض النظر عن العَواقب
او اخَذ ابنتها و الاختفاء من الوجود الي الأبَد..!

و للقرارين عَواقب وخيمة!

•••

9439 ✔️

اهلاً اهلاً يا حلوين 🤍🫶🏻

كيفكم مع فصل اليوم..؟

كيف الاحداث معاكم عامَةً ؟

توقعتم اللورد يرفض قرار اليوت؟

توقعتوه يصارح ماريسا بالحقيقة بدي السهولة؟
او توقعتم دراما؟ 👀

اليوت بالنسبَة لها ، فكرَة الاعتراف برسيل ابنة غير شرعية اهانة كبرى لها ، و هي امراة تهتم بصورتها الاجتماعية حتخليها محط سخرية بين زميلاتها في المجال و امام ادريان تحديدًا!

شوفوا الموضوع من وجهة نظرها ، حيكون جدا مُذل لها
خصوصا انها تعرضت للخيانة من قبل

اما السفير ، فلما ابتعد عن الضغط ابتدا يفكر بانسانيته و يخاف على ماريسا من الظُلم ، تراه انساني جدا و يخاف على غيره

بس الضغوط في المرة الماضية و فوبيته من الخيانة خلته يكون بجح شويتين 😭 المهم شخصيته الحقيقية بدات تظهر 🥹🫶🏻

شنو رايكم بنسخته الحالية..؟

اكثر جزئية حبيتوها..؟

توقعاتكم للقادم؟ و رد فعل ماريسا تجاه الحقيقة كيف حيكون؟

حتوافق تعيش مع اللورد و عيلته؟
تحسوها هنا حكمت على نفسها بالاعدام

مش لان ممكن اليوت تكون سيئة
هي مش حتكون اصلاً

بس فكرة انها تعيش بين زوجين يحبون يعض
و هي دورها بس تربي بنت الزوج
حيكون شعور قاتِل وربي

اخخ زعلت عليها 👀
و لسه القادم 👀👀

شئ تريدون تضيفونه؟

مشاهد نكثر منها..؟

3000 فصل
7000 تعليق
فصل جديد ✔️

اشوفكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🤍







.
.
،


















































•••

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top