Our child | 21

THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD

اهلاً بكم في الفَصلِ الواحد و العِشرون 🍂

لنبدأ 🐻

•••

الصَدمة احتَلت أركانَ الكُلّ بَعد الذي لَفظتهُ صاحِبَة الفُستانِ الأحَمرِ و الطِفلَة بين ذِراعَيها تلفظُ انفاسِها الاخيرَة ، عُيونِ ماريسا لم تَكُن سِوا على اللورد قُبالتها ، لا تَودّ التَفكير به سِوا على انّهُ والد ابنتِها ، الشَخصُ الذي من المُفترض ان يَحميها و يُسارع في انقاذِها

الدُموع تتساقطُ منها باستمرارٍ و هي تتجاهلُ ضَجيج المعازيم من حَولها حَول هويتِها هي و صغيرتِها التي بالكادِ تتنفس ، اليوت كانَت من خَلف زوجِها تنظُر نَحو وَجه ماريسا بعدمِ تَصديق ، تكادُ تقعُ من طولها و عينيها تتفقدُ وَجه الشابَةُ قُبالتها تُحاول الاستيعاب

مالذي سَمعتهُ للتو؟
اقالَت هذه الصبيَة تَصفُ الطِفلَة بابنتها هي و زَوجها..؟

يَستحيل..! مُستحيل قطعًا لا يَجوزُ ان يكون هُنالك رَحم لامراة اخرَى احتضن طِفلٍ لِزوجها..!

يكادُ العالم يلتفُ بها من هَولِ صَدمتِها و تأكيدًا لشُكوكها ، صُعقت بزوجها الذي لَم يلبث مَطرحهُ و اذ به يَركض نَحو رسيل يَاخذها من اُمها و يَضمها نحو صَدرهُ مُسرعًا بِهَلعٍ شَديد

- رسيل؟ حَبيبَة ابيها؟
مابها صغيرتي

قال و الخَوف يَحتلُ كيانَهُ من خسارَة قطعَة قلبِه المُتحجرة كالجَليد ، يَنظُر في عينيّ طِفلته التي تُزين اطرافها بلوراتِ دُموعها من حجم الالم الذي يُصعَب وَصفه ، حتى لُغتها الصغيرَة لن تَدعمها في التَعبير

تُطالعه بضعفٍ كَسر كُل ذرَة قوَة في داخِله
تستنجدُ بِه بنظراتِها المليئَة بالألَم
تناظرهُ بشكلٍ هَدّ ابوَتهُ قبل رُجولته

الكاميرات الخاصَة بالمُراسلين و الصحافَيين لا تَنكفُ عن التقاطِ الصُور لهُ و لابنتِه رِفقَة الشابَة ذاتُ الفستان الاحَمر ، الكُل عاجز عن التعبيرِ و اصواتُ الهَمسات من المعازيم تزداد..!

هل قام لورد جونغكوك ، بِخيانَة زوجتهُ بعد حُب ثمان سَنوات؟
اكان كل الحُب الذي يُظهره في المُقابلات التلفزيونيَة كذبًا؟
كيف استطاع خِداع العالَم بِحُبه و وَفاءِه..!

هل حقًا غريزتهُ الابويَة ، فاقَت حُبه لِزوجته و لم يَتحمل العَيش بِدون اطفال..؟

نَظراتُ الشفقَة تجاه اليوت لم تَكُن هينة
مِسكينَة..! اكتشفت خيانَة زوجها يوم ذكرَى زواجها..!

الفضولُ يُغلف اعيُن الحُضور و هى يُطالعون ماريسا التي تَبكي بِصَمتٍ قَبل ان تَتحول نَظراتهم نَحو ماثيو حينَما دَخل وسطَهم يسلُك طريقهُ نحو الصبيَة

وَجه امرهُ للأمنِ و هو يُزيل سُترتَه السوداء الخاصَة ببذلته الرسميَة يُحيط بها اكتاف ماريسا بعدما ادارَها ناحيتهُ يضمها ناحيَة صَدره

- امنعوا التصوير حالاً!

تَدخل رجال الأمنِ يُبعدون الصحافَة نَحو الخَلف و يأمرونهم باطفاءِ كاميراتهم في الوَقت الذي رَفعت فيه ماريسا عُيونها ناحيَة الشابِ الاشقر اعلاها

نَظرت في عيناهُ التي بَدت مألوفة بالنسبَة اليها تُحاول تَذكُره لَكن ذاكرتها لم تُنصف رَغبتها ، قام بالايماء من اجلها يُطمئنها قبل ان يَرفع عينيه نحو اللورد الذي  كان يلمسُ اطراف ابنته يَجِدُها باردَة للغايَة ، اهتَز قلبهُ و هو يَسعى لِجعلها تتجاوبُ مَعهُ بِكامل قُوتَهُ عندما احتَضنها الي صَدره يُقبل جَبهتها ثُمّ اذ به يركُض نحو الخارج مُسرعًا كيّ يأخذها الي المُستشفى

لا مَجال للتأخير اكثَر
ابنتهُ تَموت..!

حينَما رأتهُ ماريسا يَركُض للخارَج ارادَت اللحاق بِه و ذلك ما فعلتهُ عندما دَفعت ماثيو عَنها و رَكضت وراءهُ بسُرعَة ، وَجدتهُ يستعد لركوب سيارتِه و لم تَلبث للحظَةٍ بل فَتحت الباب الذي بِجانبه و صَعدت معهُ دون تَفكير

خَرجت اليوت مع شقيقِها التوأم رفقَة والديها و قَبل ان يستوعبوا المَوقف ، وجدوا اللورد بالفعل ادار المِقود و غادَر نحو المُستشفَى مُسرعًا

اراد ماثيو التوجه ناحيَة سيارته للحاقِ بهم و قبل ان يَتحرك وَجد اليوت تُمسك بِذراعه مُتحدثَة بصوتٍ مُرتجف

- ان..انت كنت تع..تعرف ؟

نَظر ماثيو في عيونِ اخته و هو يجذبُ ذراعهُ منها

- ليس وقتهُ اليوت! رسيل تَموت

رَكض نَحو سيارتَهُ التي جاء بِها السائِق من مَصف المُنتجع في الوَقت الذي حَدقت فيه اليوت بِوالديها المُتجمدانِ مكانهما من الصَدمة

الكُل كان عاجزًا عن التَعبير..!
ما من احدٍ استطاع وَصف بشاعَة الموقفِ الذي وُضعوا به
امام اشهرِ الشَخصياتِ و اكَثرُها عراقَة في الدولَة و المجال الفنيّ

كيف سيتممُ تَبريرُ هذه الفضيحَة الكُبرَى؟
او حتَى التسترِ عَليها..!

قبل ان يُغادر ماثيو الي المُستشفَى ، ركضت اليوت نحو سيارته و رَكبت معهُ تطلب الذهاب رِفقتهُ دون انتظارِ رأيه ، عَليها معرفَة ما يَحدُث من خَلفها! و ما كانت تَشُك بِه

شُكوكها فعلاً اتضحت صَحيحة..!
زوجها يَخونها! لديه طفلَة من صبيَة غيرها
و ليسَت مُجَرد فتاة..!

بِمُجَرد ان غادر اللورد بسيارته ، ناوَل ماريسا رَسيل و قال بينَما يتجاوز السيارات امامَهُ بسُرعَة

- مالذي حَدث مع رسيل؟ لما هي بهذه الحالَة؟

كانَت يداهُ ترتجفُ و هو يَقود
يسمعُ صَوت بكاء ماريسا التي تحتضنُ طفلتها بقلبٍ صاخب

- انت السَبب ، لقد كنتُ اتصل بك مُنذ الصَباح
لانها لم تكُن بخير ، كنتُ احاول طلب المُساعدَة
لكن هاتفك مُغلَق ، لم استطع الوصول اليك ابدًا

نَظر اللورد اليها بِوجهٍ لا يُفسر
يَتذكر اتصالها في الصباحِ و كَيف اغلق الهاتف بدمٍ بارد!
فقط كي يستمتعُ بحضن زَوجتهُ و يُكمل مُغازلتهُ لها

تناسَى تماما ان وراءَهُ مسؤوليَة طِفلَة رضيعَة
مع اُمها المريضَة..!

هو حتى لم يُعطي ماريسا علم سابق بمرضِ طفلتهما
او حتى طريقَة التعامل معهُ ان زارتها نَوبة الحساسيَة
تناسى تمامًا! مرضِها و تغافل عنهُ

اهمالهُ ذاك يكادُ يُكلفهُ حَياة صَغيرتهُ

شدّ على المقودُ بيديه و زاد من سُرعته و هو يشتمُ نَفسهُ بغضبٍ عارم ، شاركتهُ ماريسا شتائمه عندما فاضَ كأسها و قالَت بصوتٍ مليئ بالمرارِ و القَهر

- ابنتك تموتُ بين يديّ منذ البارحَة ، و انت هُنا تحتفلُ مع عشيقتِك ، اي نخوةٍ و رجولَة هذِه؟ كيف استطعَت ان تكون بِكُل هذه الحقارَة؟ حتى و ان اردَت الابتعاد عنّا على الاقل دَع هاتفك مَفتوح ، نحن لا نملك غيرك نَستنجدُ به ، لن اُسامحك ان حَدث شئ لابنتي ، اُقسم اني ساقتلك من بعدِها و انتحر بعدكما

صَرخت بِه و الدُموع تُغطي عَينيها للحد الذي مَنع عنها الرؤيَة
جَسدها يرتعشُ و هي تضمّ طفلتها الباردة اليها و تَبكي بِوَجع
لا تستطيعُ نسيان المَشهد الذي رأتهُ به في قمة سعادته
و صَغيرتهُ تموتُ بين ذِراعَيها في غيابِه

لا تستطيعُ تجاوز الخُذلان الذي يُحيطُها في مَوقفها هَذا
ابنتُها تجاهدُ للحصولِ على نَفسٍ سليم
و هو يَرقُص في بيئَةٍ لوثها بالعابه الناريَة..!
اليست هذه قمَةُ الانانيَة..؟

كلامها زادَ السفيرُ سوءًا ، ضميرهُ لم يَرحمهُ و زاد من سُرعَة قيادته و هو يضربُ المقود للتخَفيف عمّا يشعُر بِه ، تجاوز السيارات التي امامَهُ و باسرَع ما أمكنهُ رَكن سيارتهُ امام المُستشفَى

اخَذ رسيل من اُمها و نَزل راكضًا نَحو الطوارِئ
قابلتهُ الممرضَة تراهُ يلهثُ و هو يُقدم الطفلَة اليها قائِلاً

- تُ..تعاني من نو..نوبة حادَة
لديها حساسيَة صدرٍ مزمنَة

اخَذتها المُمرضَة منهُ و نَظرت نحو وَجه الطِفلَة الشاحِب ، رَكضت بها نحو السَريرِ و وَضعتها في مُنتصفه بعدما نَدهت على الطبيبِ بسُرعَة

بِمُجَرد ان جاء راكضًا و تَفقد حالتها طَلب من المُمرضَة ان تَضع لها قناع الاوكسجين الذي اوصَدتهُ بِبخاخٍ خاصٍ بحالتها الصحيَة حينما أمر باحضاره من صيدليَة المُستشفَى

بدأ الدواءُ يشقُ معابره الي رِئتيها كيّ يُوسع الشُعب الهوائيَة و يُنظَم تَنفسُها رويدًا رُويدًا

دَحلت ماريسا وراءَهُ تقف امام ابنتها التي تنظُر نَحو الفَراغِ بضياع ، تُفرق شفتيها كيّ تحصُل على انفاسها بصعوبَة جعلت قلب امها يَتقطع

لم تَحتمل و انهارَت تبكي على الارضِ بقوَةٍ جَعلت عُيون السفير تَدمع حينَما رآها بكامل هذا الضُعف ، لا يُمكنها ان تُشاهد ابنتها تجاهد للبقاء على قَيد الحياَة بِهذا المَنظر اطلاقًا..!

هي صغيرَة لتجابه كُل هذا الالم بِمُفردها
لا تستطيعُ حتى التَعبير عن وَجعها و وَصفه

طِفلتها لا تستحقُ كُل هذا الألم..!

نَظر اللورد اليها و هي تَبكي بِحرقَةٍ بالغَة ، صَوتها يكادُ يصلُ الي مسامع كُل من في المستشفَى لِعُلوه ، عَجزت عن السيطرَة على فوجِ مشاعرها فاحاسيسُ الامومَة غلبتِها بشكلٍ لا يُصدق

- ما..ماريسا ، اهد..اهدئي

جَلس القرفصاء امامَها و هو يُحاول ان يُهدئ من رَوعها
طالعتهُ و هي ترتجفُ من بُكائِها تقولُ بغصّة

- ان..انت لا يم..يمكنك الشع..الشعور باح..باحساسي و ان..انا اراه..اراها منذ الص..الصباح تتعذ..تتعذب لادخ..لادخال نف..نفسٍ واحد استط..استطيع انا اخ..اخذه بحر..بحرية ، ه..هي حت..حتى لا تست..تستططع التع..التعبير ع..عن وجع..وجعها

بَكت بِحرقةٍ و قَهر عندما تابعَت بألم

- لق..لقد كن..كنت اح..احاول اضح..اضحاكها ، و ه..هي من ب..بين ك..كل ذلك الالم..الالم كان..كانت تضح..تضحك ث..ثم تعود للس..للسعال ، لق..لقد انق..انق..انقسم ظه..قل..قلبي

كَلامها بِكُل ذلك القَدرِ من الوَجعِ جَعل دُموعه تسقُط رُغمًا عن ارادتهُ ، كَيف لا؟ و هي تصفُ لهُ حالَة ابنته التي غَفل عنها و التَفت الي حياته الخاصَة يحتفلُ بِكُل انانيَة..!

وَضع يدهُ على كَتفها يُربت عَليها مُتحدثًا بِصَوتٍ نَجح في جَعله ثابتًا

- اب..ابنتنا ستكونُ بِخَير

في تِلك اللحَظةِ ، دَخل ماثيو الي المستشفى راكضًا و خَلفه اليوت التي تَسمرت مطرحها حينَما رأت زوجها يجلسُ القرفصاء بِجانب جَسد الصبيَة يُربت على كَتفها ، سَمعتهُ يَتحدثُ ما جَعل قلبُها ينقسمُ لعدَة اشلاء

- طفلتنا قَوية ، سَتنهضُ من أزمتها

نَظرت ماريسا نَحوهُ و لم تُطق حَتى التَحديق في عَينيه ، ابعَدت يدهُ عن كَتفها و طلبت منهُ ألا يَمُد اصابعه حتّى لِلَمس طيفها..!

مجيئ ماثيو و تدخلهُ جَعله يستقيمُ واقفًا حينَما وَقعت عينيه على وَجه زوجتهُ المُنصدمَة عند الباب ، مَسح دُموعهُ و اكتَفى بالتزامِ الصَمت فَهو ليسَ وقتُ التَبرير نهائيًا!

كُل شَئ كُشف و اصبَح واضحًا بالفعل
لم يعُد هنالك مجال لاخفاءِ اي شَئ

انحنَى ماثيو يقومُ باسنادِ ماريسا من اكتافها كيّ يوقفها عن الارضِ و قَد نجح بالفعل ، اَخذها للجُلوسِ على كُرسيّ الانتظارِ امام سرير رَسيل و قال بهدوء

- اهدئي ارجوكِ ، رسيل ستكونُ بخير

مَسحت على وَجهها الذي يُقطر بالدُموع و قالَت بينما تُناظرهُ بعدمِ فَهم

- من تكون انت؟ هل تَعرفني؟

كان من المُحزنِ ان يَسمع سُؤالها الذي جَعلهُ يبتسمُ بِاستياء
هو السَبب في جَعلها تُعاني من جَديد..!

قام بالايماء لَها و قال بينَما يجلسُ على رُكبته امامَها

- اعرفكِ ، انا صديقكِ ، هل نستيني؟

حَدقت بِه بحزنٍ شديد حينَما اجابتهُ بغصَة

- نسيتُ نَفسي و ابنتي
نسيتُ كُل شَئ

اَحست بلمسَةٍ دافئة منهُ تمسحُ على شعرها برفقٍ شديد قبل ان تَسمعهُ يقولُ بلُطف

- لا عليكِ ، ستتذكرين كُل شَئ قريبًا
ارجوكِ لا تَخافي ، رسيل ستكونُ بخير

رَفعت ماريسا عينيها عنهُ حينما سَمعت صَوت الطبيب و هو يتحدَثُ مع السفير يسألُ عن هوية رَسيل ، بدا المَشهد لها مُشابهًا لِذا قامت بعقد حواجبها حينَما مرّ على ذاكرتها كَشريط فيلمٍ قديم

مَسكت رأسِها بِصُداعٍ شَديد ثُمّ قامَت باغماضِ عُيونها تُجابه ذلك الالم الذي جَعل ماثيو يستأذن من اجلِ جَلب قارورةِ ماء في الحال

نَظر السفير نَحو الطبيب بعدَما انضمَت اليه زوجتِه تُطالعهُ بهدوء

- انها تكونُ ابنتي ، تكفل بعلاجِها في الحال و لا تَهتم للاجراءات القانونيَة

اخرَج بطاقَة تعريفه و حالَما رآها الطبيبُ قامَ بالايماء لهُ دون جِدال ، لن يُقحم نَفسه في مشاكل مع اناسٍ تملكُ مناصب عاليَة في الدولَة..!

التَفت اللورد نَحو اليوت التي بالكاد تجاهد للاحتفاظِ بهدوءِها
نَظرت في عَينيه و سألت بهدوء

- سُؤال واحد لا غَير
احقًا؟ تلك ابنتك؟

لم يَعُد بامكانه الكَذب اكثَر..! لقد سأم من كُل الحُجج اللامِتناهيَة
لا مَجال للتهرُبِ هذه المرَة لِذا بِثقَة حَدق في عُيونها
و اجابَ دون ذَرةِ تردد

- نَعم ، رَسيل تكونُ ابنتي

اهتَزت نَظراتُ اليوت التي لم يَعُد بامكانها الصُمود
خُطاها ارتَدت ، و جَسدها لم يَحتمل الصدمَة لذا..!
وَقعت مُغمًا عليها بين ذراعيّ زوجها الذي اسرَع يُمسكها

احتضَنها بين ذِراعَيه بسُرعَة ينظُر الي مَلامحها الشاحبَة بقلق

- اليوت! حَبيبتي مابكِ؟؟

قامَ بالطبطبَة على خَدِها لعلها تَستفيق ، نَظرت ماريسا ناحيتها و صُدمت بِالقلق الواضح على وَجه اللورد الذي حَملها من ارضِها و ضَمها الي صَدره يركُض بها للسرير المُجاور لِرَسيل

جاء ماثيو مع قارورَة ماء يُقدمها الي الصبيَة التي قالَت بعدمِ تصديق

- كنتُ احتضرُ و لم ارَى منهُ رُبع تلك النَظرة في عَينيه..!

حَدق ماثيو في زَوج اخته الذي طلب من المُمرضَة تفقد حالَة زَوجته بِقلقٍ واضح ، ناوَل ماريسا زجاجة الماء حينَما فَتحها لها و جَلس بجوارِها يَتنهد بأسى على حالِها

كيف يُصارحها بالحَقيقَة؟

اخَذت الزُجاجَة منهُ و شربت مِنها القَليل للتَخفيف من حدَة ارتجافِها ، خوفها لم يَعد لهُ وجود امام مَشاعر الخُذلان و الوحدَة الذان يُداهمانها من كُل صَوب

لا تستطيعُ تَفسير ما تشعُر به
عَدا انهُ احساس مُؤلم و خانِق للغايَة

طبطب على ظَهرها يُواسيها عندما قَال

- لا تَشغلي بالك بِه
و رَكزي على طِفلتكِ

بعد ما قالهُ ، رأت رسيل تَستجيبُ للدواء حينَما قام الطبيبُ باجلاسِها ، نَهضت مسرعَة و رَكضت نحو ابنتها عندما ازالَ عنها القِناع للحظاتٍ كي يختبر تنفُسها

وَقفت قرب ابنتها بعدما دَفعت الممرضَة تحدق في وجهها الرطبُ بفعل البُخار ، قَوست شفتيها ببُكاءٍ و مَدت يديها تجاه صغيرتِها متحدثَة

- صغيرتي!

نَظرت رسيل اليها و ضَحكت على وَجه اُمها الباكي
مَدت يديها لها و قالَت بِصَوت يقطر من اللطافَة

- م..ماما

قَفزت في حُضن امها التي حَملتها و بَكت في حُضن مَلجئها الوَحيد
طِفلتها ، سَندُها الذي بمجَرد ان مَال فقدت لذَة الحياَة

بَكت بحرقَة و هي تُطبطب على ظَهر صغيرتها بِوجعٍ تقول

- ايتها الحقيرَة الصغيرَة
جعلتيني اموتُ من خَوفي عليكِ
لما تفعلين هذا بماما؟

كانت رَسيل على وَشك البكاء من نبرة صَوت اُمها الحزينَة لذا تدخَل الطبيب مسرعًا يُبعدها عنها قائِلاً

- ارجوكِ سيدتي لا تَجعليها تَبكي ، البكاء سيضيقُ من شُعبها الهوائية مجددًا ، نحن بصعوبَة وسعناها قليلاً

اومأت ماريسا التي جاهَدت للابتسامِ و الضَحكِ في وَجه طِفلتها كيّ لا تَبكي ، لم يَكُن اللورد موجودًا نظرًا لِكَونه مُرسل من الطبيبِ لاحضارِ دواء من الصيدليَة ، عاد بِه و بمجَرد ان دخل حجرَة الطوارئ فقد اهتمامه بزوجتهُ حينما رأى رَسيل و رَكض اليها مسرعًا

كانت لا تَزال بين ذراعيّ اُمها فقال و هو يَلهثُ بشدّة

- حَبيبتي! اميرَة والدكِ

نَظرت رسيل اليه و هي تحتضنُ اُمها ، كانَت تُسند رأسها على صَدرها و تَرفُض الذهاب اليه بعدما اشتَمت فيه عطر اليوت القويّ

لم يُعجبها..!
هي تُحب رائحة امها الخَفيفة المُريحَة
تروقها جدًا و تُشعرها بالآمان و الدفئ

لا شَئ يُظاهي اُمها ، في كامل تفاصيلها
الصغيرَة منها و الكَبيرة

حاوَل جاهدًا ان يجعلها تَذهبُ اليها لكنها تَرفض
و ان حَملها بالقوة تبدأ بالبُكاء و يتدخَل الطبيب لِسلامتها

تَنهد بيأسٍ و اكتَفى يمسحُ على شَعرِها بلطفٍ و هي في حُضن والدتها يقولُ بعتاب

- هل تقومين بخيانَة والدكِ ؟ همم؟

نَظرت ماريسا ناحيتهُ مُجيبَة بهدوء

- كما والدِها يَخونها قبل ان يَخون اُمها

حَدق السفيرُ في عينيّ ماريسا التي تَمسحُ على ظَهرِ طِفلتها برفقٍ بالغ ، سَكت و لم يشعُر بنظراتٍ دخيلَة تكاد تَحرقهُ و تَحرقُ الشابَة و الطِفلَة معهُ

كانَت اليوت التي بِمُجَرد ان استفاقَت حتّى وَقعت عينيها على ذلك المَشهد العاطفيّ امامَها ، انفَطر قلبُها و زادت غيرتُها اضعافًا عندما رأت اللورد يُطالع ماريسا بِصَمتٍ بعد ما قالتهُ

مالذي تقصدهُ بيخون امها..؟
هل هو يخونُ هذه الشابَة معها..؟
و لما هو لم يَرُد عليها و يوقفها عند حَدها..!

غَلت الدماء في عروقها و ارادَت النُهوض لِاقتلاع شعرِ ماريسا حالاً ، و قبل ان تَتحرك شعرت بيد اخيها تُمسك بذراعها يَمنعها من النهوض

- اليوت بلا مَشاكل
لا يَنقصنا فضائح

نَظرت نحوهُ و هي تَسحب ذراعها منهُ متحدثَة بغضَب

- مالذي تَقصدهُ بلا مَشاكل؟
زَوجي يخونني مع تلك الرَخيصَة و تطلب منّي الا اتدخَل؟

حَدق ماثيو في عَينيها يحاول التهدئَة منها حينَما همس يقول

- انهُ ليسَ كما تعتقدين ابدًا
اهدئي و سنتحدثُ عن هذا الموضوع في المنزِل

انفعلَت اكثَر و ارادَت الصُراخ لولم يُمسكها ماثيو من فمها يُهسهس

- الانظارُ علينا بعد انتشارِ المَقالِ منذ دقائق
اصمتِ لا نريد تأكيد الفضيحَة
كوني ذكيَة..!

كلامه جَعلها تهدأ تدريجيًا فليس لصالحها اطلاقًا ان تصنع مُشكلَة في مكانٍ عام و تؤكد خيانَة زوجها لها للاعلام ، ستكونُ فضيحَة الموسم بلا شَك

هدأت و سيطرَت على نَفسها بِصُعوبَة قبل ان تَرفع عينيها نحو جونغكوك الذي لاحظ استيقاظِها ، اقتَرب مِنها و بين يديه قارورَة ماءٍ متحدثًا

- اعلمُ ان عقلكِ مليئ بالتساؤلات ، ساُجيب عليها بالكامِل حالما نعودُ الي المنزِل ، لذلك تمالكِ نَفسكِ الي ذلك الحين

مَد لها قارورَة الماء و هي رَفضت اخذها منهُ ، استَقامت من فوق السرير و خرجَت من المستشفى تستقلُ سيارَة احرى للعودَة الي المنزل بسُرعَة

لن تضمن افعالها ان بَقت معهُ و مَع ماريسا في مكانٍ واحد
غيرتها المرضيَة ستُسيطر عَليها و آن ذاك افعالها لن تبشر

كُل ما صَدمها هو
لِما ماريسا بالذات..؟
من انجَبت طِفل زَوجها..!

جَلست الشابَة بجانب ابنتها حينَما وَضعتها فوق الفراشِ و اعاد الطبيبُ القناع حَول شفتيها من جَديد ، سيستمرون بِضَخ الدواء داخل رئتيها لِدقائق مَعدودَة حتى يَضمنوا تَسريح شُعبها الهوائيَة بالكامل

مَسحت الكبرَى على رأسِ صغيرتها التي تتشبَث بيدِ امها الثانيَة و تلعبُ باصابِعها ، بدأت تستعيدُ نشاطِها رويدًا رويدًا و ذلك ما جَعل وَجه الام يُشرق من جَديد

اقتَرب ماثيو من اللورد الذي كان يَقفُ مهمومًا و هو يُراقب صغيرتهُ الرضيعَة تُعاني من ذاتِ مرضه الذي يعلمُ هو جيدًا بمدى صُعوبته

يخشى عَليها من حدَة الايامِ..! و كم قَد تكونُ قاسيَة عليها

تَنهد بضيقٍ و نَظر نحو الاشقر الذي سَحبه على جَنبٍ يقول

- كيف ستُبرر موقفك لورد؟ انكَشف كُل شَئ بالفعل

طالعهُ جونغكوك بِحسرَةٍ و قال بينَما يُحاول تبسيط المُشكلَة

- اليوت ستتَفهم حينما اشرحُ لها تعقيد الامر لاننا جميعًا بالفعل نعلمُ اني لم اخنها

تَنهد ماثيو و هو ينظُر نحو ماريسا بحُزن

- لا اضمن لَك ان اليوت سَتتفهم
كانت غاضبَة للغايَة و بالكاد استطعتُ تهدئتها
انت تعلمُ كيف تغارُ عليك هي

هَز اللورد اكتافهُ يقول

- ما باليدِ حيلَةكُل شئ انكشف و استطيعُ اجراء تحليل الطب الشرعي الذي قد يُثبت اني ام المس ماريسا! ذلك سيكونُ دليل براءتي

ناظَرهُ ماثيو بِحزنٍ يقول

- مالذي تقوله؟ كيف ستطلب من ماريسا القيامَ بالفحص؟
الا تعلمُ كم سيكونُ الامر مدمرًا لِنَفسيتها؟
ان تُثبت انك لم تَلمسها..!
سيكون الامر مهين لِكرامتها!

وِجهَة نظر اللورد مختلفَة عن خاصته و ذلك ما قاله موضحًا

- لا! بل سيكونُ لصالحها لاني ساثبت انها عَفيفة!
عليها اثبات براءتها مثلي تمامًا ، نحنُ لم نرتكب الخطيئَة

تَنهد ماثيو بانزعاجٍ عندما قال

- لكن حسب علمها فهي زَوجتك!

دلَك اللورد جَبينهُ و تَحدث بحيرَة

- لابد ان اصارحها بالحَقيقة
لكنهُ ليس الوقت المناسب ابدًا

نَظر نحو ماريسا التي تمسحُ على شعر ابنتِها
كان مَوعد الراحَة لرسيل حينما ازالوا لها قِناع التنفُس
لِذلك فكانَت الام تُنصت الي حَديث صغيرتها العشوائيّ
بِكُل حبٍ و استمتاعٍ واضح في عُيونِها اللامِعَة

رسيل وَجدت فرصتها اخيرًا للحَديثِ و ماريسا لم تُضيع فُرصَة الاستماع ، حَملت صغيرتها من تحت ابطيها و وَضعتها في حُضنها تُنصت اليها بقلبها قبل اُذنيها ، تنخفض لِتَقبيلها تارَة ، و تُداعب خدودها تارَة اخرَى

ناظَرهنّ مااثيو كذلك و تنهَد متضايقًا

- نهائيًا الوقتُ غير مُناسب جونغكوك
علينا ايجادُ حَل لهذه الورطَة

اومَئ برأسه و مَشى ناحيَة صغيرتِه يَعرضُ عليها المجيئ اليه ، طالعتهُ رَسيل و نَفت براسها الذي حشرتهُ تاليًا في صَدر امها

عَبس و انخفض الي مُستواها يُداعب شعرها الحريريّ باصابِعه

- هل اميرَة البابا غاضبَة منهُ همم؟
حبيبتي لما ترفض المَجيئ اليّ؟

نَظرت رسيل اليه بِنَصف عينٍ و عاوَدت حشر رأسها في صَدر امها التي بِمُجَرد ان طالعَت وجه اللورد ضاق نَفسها و انَسدت روحها منهُ

تَنهد اللورد مُتضايقًا و انسحَب يجلسُ بالقربِ منهنّ يُتابع مّراحل علاج رَسيل التي استَغرقت قُرابة الساعتين ، بعدما وَصف لها الطبيبُ دوائها اشتراهُ و رافقهن ناحيَة السيارَة

رَكبت ماريسا من الخَلف بعدما احاطَت ماريسا النائمَة بجاكيت والدها الذي تَبرع بِه لها ، رَكب امامَها و قاد ناحيَة قصرِه هذِه المَرة

عَليه ان يُواجه الحَقيقَة..!
لن يُخفي ابنته اكثَر و يسمَح لها بالذهاب بعيدًا عنهُ
سيدعها امامَهُ و يطمئن عليها كيّ لا يتكرر ذات الموقف مُجددًا

دَخل الي حَديقَةِ القصرِ الذي ما ان وَطئت ماريسا اراضيها حتّى نَظرت حولها باستغرابٍ شَديد ، تَفقدت عُيونها الڤيلا قُبالتها و هي تحتضنُ رَسيل

حَولت بصرها للڤيلا الثانيَة و التي كانَت تخُص اللورد و زَوجته
بدا المَكان مألوفًا بالنسبَة اليها..!

حَدقت نحو السفير و سألتهُ

- لما نحنُ هنا؟

مَشا ناحيَة الڤيلا خاصتهُ و طلب منها اللحاقُ به قائلاً

- انهُ منزلي

مَشت خلفهُ بعدما حَدقت في ماثيو الذي غادَر سيارتهُ حينما رَكنها ورائهم ، اومَئ لها و هي تَبعت السفير دون نِقاش

بِمَجرد ان فَتح الباب حَتى قابلهُ سيكرت الذي بدأ بالنُباح ، انخفض يمسحُ على رأسه كيّ يهدأ و حينَما سَكت دلف الس الداخل يجدُ اليوت تجلسُ فوق الاريكَة بِصَمتٍ مُريب

وَجهت اليوت عينيها ناحيَة اللورد و بمجَرد ان نهضت تستعدُ للحديث صُدمت بدخول ماريسا وراءَه ، ناظَرتها الصبيَة باندهاشٍ لم يقل عن خاصتِها ، خصوصًا عندما هسهسَت الشقراء تقول

- بِكُل وقاحة تجلبها مَعك؟

طلب منها اللورد السُكوت و بالفَعل صَمتت و لم تُجادل
فَنظرتهُ لها كانت حاسمَة لا تقبلُ ايُ نقاش

نَظر نحو ماريسا التي ارادَت ان تفتعل شجارًا
لَكن استيقاظ ابنتِها و بُكائها رغبَة بالطعامِ جَعلها تتجاهله

ابنتها المريضَة اهم! امّا فهو ستقتلهُ لاحقًا

- ادخلي الي الغرفَة التي تقابلكِ
سآتي اليكِ لنتحَدث لاحقًا

نَظرت نحو الغرفَة التي قصدِها و رَبتت على ظَهر رسيل تسيرُ نحوها و الدماء يغلي في عُروقها ، دَخلتها تصفع الباب خَلفها فقامَت اليوت بالهسهسة بغضَب

- تلك الوقحَة! من سَمح لك بِصفع ابواب بيتي!!

الغُرف عازلَة للصوت لذا ماريسا لم تَسمعها
و إلا..! ما كانت لِتسكت لها

كان ذلك من صالح اللورد الذي اقترب من زوجته يُحاول التحدث اليها

- اليوت دعينا نتحَدث بهدوء ، صدقيني الموضوع ليس كما تُفكرين

نَظرت اليوت اليه و هي تشتعلُ من الغَضب ، اقتَربت تمسكهُ من ياقته مُتحدثَة بغصَة

- ليسَ كما اُفكر..؟ في يوم ذكرى زواجي تخرُج فتاةٍ مع طفلَة تكونُ ابنتك! و ليسَ كما افكر؟

امسَك بيديها يحاول اخفاضها من ياقته و قد نَجح
انزَلها عنهُ و قال موضحًا

- صدقيني ليسَ كما تعتقدين ، انا لم المِس امراةٍ غيركِ

ناظرتهُ و الدُموع مَلئت عُيونها
الغَضب كان اكبرُ من ضعفها لذا صَرخت به

- اُصمت! اذا كيف جائت هذه الطفلَة؟
من دُموعك لثمان سنوات و انت تتمنى طِفلا؟

صَرخت به و هي تَدفعهُ من صَدره الي الخَلفِ و رُغم انها جَرحتهُ لكنه تفهم صَدمتها و تركها تعبر عمّا بداخلها

- لقد كنتُ منذ البداية اشُك بك ، و انت كنت تُقسم انك لم تخني
فلما فعلت ذلك بي؟ كيف يُمكنك حَنث عهدك بهذه السُهولَة؟
اليس قسمك قَسم رِجال..! كيف استطعَت الغدر بي؟
ارغبتك بالحصولِ على طفلٍ تغلبت على حُبك لي؟
الهذه الدرجَة انا قليلَة عندك ؟ حتى استبدلتني بطفلة؟

نَفى برأسه يُنفي كُل التُهم لَكنها لم تستطِع اعطاءه فرصَة للحَديث او التبرير فَجُرحها منهُ لا يزالُ ينزِف

دَفعتهُ من صَدره حتى الصقتهُ بالجدار و قالَت بعدما انهارَت من البُكاء

- لما كَررت ذات الخطأ الذي فعلهُ من قَبلك؟
لما؟ لما شاركتهُ بدات الجريمة و قتلت الروح التي استفاقَت من الموتِ لاجلِك؟ لما دَمرتني بعدما بَنيتني؟ لما ؟ قُل لي لما؟

كلامها المليئ بالقَهرِ جَعلهُ يقضمُ شَفتهُ باسَى على حالِها متحدثًا

- ارجوكِ! امنحيني فرصَة للتبرير
اُقسم بِحُبي العظيمِ لكِ ، ان يدي لم تلمِس انثَى غيركِ
و عُيوني لم تَنظُر لِسواكِ ، و قَلبي لم يَنبضِ إلا فِداكِ

نَظرت اليه من وَسط دُموعها تَبحثُ عن صدقه الذي يشعّ بوضوحٍ في عَينيه ، اقتَرب يُمسك بيديها المُرتجفَة يشدّ عليها بقوّة قبل ان تدخُل في حالةٍ هستيريَة يقولُ متابعًا

- اُقسم لكِ باغلى ما املك ، بحياةِ الطفلَة التي اصبحَت روحي و كُلّ ما امتلِكُ في هذا العالَم ، بعيونِها البريئَة و انا لا ارضَى الضَرّ لِطفلتي! اني حقًا لم اخنكِ ، صدقيني لم افعَل

قد قَسم بروحِ طِفلته ، و ذلك دليلٍ كافٍ يجعلها تستمعُ لهُ
لما؟ لانها تعلمُ مدى حُب زوجها للاطفالِ
فمبالكِ طفلته..؟

صحيح انها للتو علمت عن وجودِها ، لكنها تستطيعُ التَخمين مدَى حُبه لها دون ان تراهُ حتّى ، تعرفُ جَيدًا تصرُفاته مع الاطفالِ كيف تَكون

فسبق و ان اشتَرى ميتمًا ، و اهداهُ اليها في ذكرى زواجهما الخامِس
انهُ الميتم الذي التَقيا بِه لثاني مرَة ، كانت تراهُ مع الاطفالِ هُناك
يُقدم كُل ذرَة حُب بداخله اليهم دون كَللٍ او مَلل
يُخرج افضل نُسخَةٍ منه..! و لا يَبخل عليهم بِروحه حتّى

تتذكرُ جيدًا كيف بَكى مع طفلةٍ صغيرَة مات عُصفورها المُفضل ، و اقام لهُ جنازَة معها كيّ لا يكسر بخاطرِها و يُعزز من المها حتى لا تشعر بالتَهميش

لتلك الدرجَة هو يُحب الاطفال..!
فكيف ابنته؟

جَلست معهُ بعدما هدأت قليلاً ، و قامَت بشُربِ كاسٍ من الماء تَسمعهُ يبتدأ الحَديث قائلاً

- اسمعيني ارجوكِ و لا تحكمي عليّ ، لانهُ ذات نَفسي لا اعلمُ كيف و متى و اين..! و هذا احد الاسباب الذي جَعلني لا اصارحك بالحَقيقة منذ البدايَة ، لاني حقًا لا اعلمُ الحقيقة كاملة بعد!

ناظرتهُ اليوت بِصَمتٍ تومئ لهُ و عيونها محمرَة من شدَة البُكاء

شابَك يداهُ امامَهُ و نَطق بعدما تَنفس باضطِراب

- انا ساخبركِ بكل ما اعرفه ، و انتِ لديك حريَة التصديق
سواء اردتِ الاكمال في العلاقَة ، او الانفصال..!
لاني بالطبع لن اُجبرك على شَئ ، دامك لست مقتنعَة
لكن اعتقد انك ستميزين جيدًا ، ان كان زوجكِ يكذب ام لا!
فانتِ عاشرتيه لثمان سَنوات بالفعل

تَنهدت بضيقٍ و قامَت بتدليك جَبهتها بانزعاجٍ من بشاعَة ما تشعُر به ، سَمعتهُ يُواصل الكلام يقول

- قبل شهرين تقريبًا ، حينما كُنا في المُنتجَع ، ظهرت ماريسا هُناك مع طفلةٍ رضيعَة ، كانت تعملُ موظفة نظافة و بمجَرد ان رأيتُ الصغيرة تعلقتُ بها الي حَدٍ كبير للغايَة

ناظرتهُ اليوت باستغرابٍ تقول

- ماريسا؟

اومئ اللورد بهدوء

- اسمُ ام الطفلَة

تَنهد بضيق لا يعلمُ كيف يبدأ القصة او يُنهيها؟
حاول ان يختصرها و عندما فعل قال الآتي

- المهم رايتُ ماريسا هُناك و بعد عَودتنا الي العاصمَة ، لحقت بِنا كيّ تبحث عن والد طفلتها الذي هو انا..! و حينما وَجدتني قالَت ان رسيل ابنتي؟ لم اُصدق فانا لا اعرفها و لم اراها في حياتي الا و الطفلة معها! فكيف ستنجبها منّي؟ اساسًا لم المس في حياتي امراةٍ غيركِ و ذلك ما قلتهُ لها عندما علمت انّي مُتزَوِج ، انا حقًا لا اعلمُ من اين ظهرت! طلبت منّي ان اقيم تحليل اثبات نَسب و الصدمَة ان الصغيرَة فعلاً ابنتي!

ناظرتهُ اليوت بهدوءٍ رُغم الحريق الناشب داخِلها فقالَت

- كيف انجَبت منك فتاة و انت لا تعرفها همم؟
قد تكون لَمستها في ليلة عابرَة بالملهى مثلاً!
لانه من المُستحيل ان تُنجب طفلَة من الهواء
و سبحان الله تكون ابنتك انت تحديدًا..!!

دلَك جبهتهُ يسمعها تقولُ بغضب متابعَة

- او قد تكون احدَى فتيات المراقص استغلتك و انت ثَمل كيّ تحمل منك و تنتظرُ ان تَكبر ابنتها كيّ تاتي تستغلك و تطلب منك مبلغًا ماليًا..! الم ترى انتشار هذه الحوادث مؤخرًا؟

نَفى السفير برأسه يعترضُ احتمالها الثاني قائِلاً

- المشكلَة ليست هنا يا اليوت ، المُشكلَة انها فاقدَة للذاكرَة و لا تعرفُ شيئًا لا عنّي ، و لا عن نفسها ، الفتاةُ جائت اليّ بتوصيَة من ممرضَة في المستشفى بعدما انجَبت ابنتها هُناك..!

قَطبت اليوت حواجبها بشدَة و هي تُطالعهُ بحيرَة

- ماذا؟ كيف تعرفك تلك الممرضة؟ و من تكون؟

هَز اكتافه بعدمِ علمٍ يجيب

- صدقيني لا اعلم! انا ابحثُ عن الاجابَة منذ شهرين و احاول التوصل الي حل لهذا اللُغز ، انا حقًا لا اعرفُ ماريسا ، و لم اراها في حَياتي سِوا في المُنتجع لاولِ مرَة ، المُشكلَة الكُبرى انها فقدت ذاكرتها مجددًا بعد الحادثَة مع ماثيو ، و عُدت معها الي نُقطَة الصفر ، حالتها كانت حرجَة للغايَة و واشكَت على فقدانِ حياتها

قَضمت اليوت شفتها بغيضٍ و هي تسمعهُ يتحدث مع فتاةٍ اخرَى
استطاعت هي ان تُنجب لهُ طِفله..!

طالعتهُ بهدوءٍ تقول

- ان كان ما تقوله حَقيقيًا ، فتلك الفتاة قطعًا قد تكون مُرسلة من قبل اشخاصٍ خططوا لِهَذا الملعوب كُله! ما ادراك انها ليسَت جاسوسة؟

قام بالايماء لها و قال

- ذلك ما شككتُ به في البدايَة ، ظننتُ انها جاسوسَة لَكنها لا!
الفتاة مسكينَة حقًا ، ليسَ ذنب بكل ما يحدُث
اشك انهُ تم استعمالها حتمًا! قد يكونون استغلوا رَحمها و هي غائبة عن الوَعي..! فقط كيّ يصلوا اليّ و يفرقون بيننا

مَسحت اليوت على وجهها تُحاول ان تستوعب حَجم الكارثَة التي وَجدت نفسها بِها بين ليلَةٍ و ضحاها ، سَمعت زوجها ينطقُ بهدوء

- صَدقيني لم اكن اريد اخباركِ لاني لا املكُ اجوبَة صريحَة ، سيكونُ وضعي مخزيًا كالان و انا احاول التبرير ، اُقسم عدة مراتٍ كيّ استطيعُ تبرءَة نَفسي امامكِ ! لهذا اخفيتُ الامر عنكِ كيّ حينما اخبركِ اكونُ ملم يكامل التفاصيل و دليل براءتي مَعي في المَقامِ الاول

نَظر في عينيها حينما طالعتهُ فسمعتهُ يتابع

- ماريسا بعدما فقدت ذاكرتها للمرَة الثانيَة ، اضطررتُ ان اكذب عليها بأنّي زَوجها ، فقط كي اضمن سَلامتها لانها كانت مهددَة بالدخول في غيبوبَة قد لا تستيقظ منها ، حالها كان صعبًا ، فكيف افسرِ لها هذه الاحداث المُعقدَة؟

طالعتهُ اليوت بعدمِ تَصديق مُتحدثة

- كذ..كذبت بانك زوج..زوجها؟

استقامَت من جانبه تقولُ بغضَب

- اذا كنت تلمسها كيّ تثبت لها انك كَذلك؟؟؟

مَسكها من عِضدها يُجلسها بجانبه من جديد نافيًا

- لا! انا حتى لم اُمسك يدها الا للضرورَة
يُمكنكِ سؤالها حينما اصارحها بالحَقيقة
ستخبركِ انّي بالكاد كنتُ انظرُ في عينيها

ناظَرت عيناهُ بغضبٍ تُهسهس

- لهذه الدرجَة انت تخافُ على مَشاعرها لورد؟
من تكون هي حتّى تخشى عليها بهذا القَدر!!
فلتمُت لا يهمني! لما عليها ان تُشاركني زَوجي؟

نَظر اليها بغضبٍ بعد الذي قالتهُ و لم يستطِع ان يُخفي انزعاجهُ عندما نَطق

- التي لا تُعجبكِ تكونُ ام طِفلتي..!
اتفهم غيرتكِ ، لكن ليس على حِساب فتاةِ بريئَة تعلمُ جيدًا قدر نَفسها! ماريسا لم تُحاول التودد اليّ يومًا و كانت مُحترمَة بكل المقاييس ، لذلك لا اسمَح لكِ ان تتجاوزي حدودكِ مَعها ، هي ليسَت مُذنبَة! الذي بها يَكفيها

طالعتهُ زَوجتهُ بِصدمَةٍ عجَزت عن التعبير بعدها
استقام من جوارها يُتابع بِحَزم

- انا الذي بِحَوزتي قُلتهُ لكِ ، لكِ كامل الحريَة في الاختيار
ستقبلين بِهذا الوَضع الي حين ايجاد الحَل
او تأخذين قراركِ بالانفصال و ساطلقكِ من الغد

نَظر في عَينيها الزَرقاءُ فواصل بهدوء

- لانهُ و بكل صَراحة! لن اخسر ابنتي لاجلِ اي شخصٍ اخَر
حتى و ان كان انتِ ، وضحتُ لكِ و لم اكَذب عليكِ
و حاجَة طفلتي اليّ اكبر من حاجتكِ لي
اتمنى ان تتفهمي!

تَركها تَغلي من الغيرَة و دَخل الي غرفته يَغتسلُ لعلّهُ يُخفف حَجم الضغط الذي يشعرُ به بعد اخر ما جَرى ، جَلست اليوت مع نَفسها تنظُر نحى الفَراغِ بافكارٍ مُشتتَة بالكادِ تستطيعُ تحديدُ مُرادها

مالذي ستفعلهُ؟ هل ستقبلُ بهذا الوَضع و ببقاء فتاةٍ دخيلَة بينها و بين زَوجها..؟ ام سَتقبل بقرار الانفصالِ و تتخلَى عن حُبها؟

وجودِ ماريسا بينهما نهائيًا ليس لِصالح علاقتهما..!
كلما رأتها هي و رَسيل ستتذكرُ النقص الذي تُعاني منهُ
سترى في عينيها انتصارُها عليها..! بانها من انجَبت طِفله
و هي عاجزَة عن ذلك..!

كَورت رُكبتيها الي صَدرِها تّهمسُ لنفسِها بصوتٍ خافت

- لقد هَرب الفأرُ من المِصيدَة..!

•••

الساعَة كانت تُشير الي الثانيَة بعد مُنتصف الليل ، لم يَنم احَد بعد الفضيحَة التي انتشَرت بشكلٍ واسع في مواقع التواصل الاجتماعي ، الجميع يتحدثُ باستمرارٍ عن خيانَة السفير الكوريّ لايقونَة الجَمال السويسريَة

الجَميعُ يشتمهُ في التعليقات اذ ابدوا تعاطفهم الشَديد مع اليوت بعد صَدمتها بخيانَة زوجها يوم ذكرَى زواجها..!

انقلَبت كل صفحات المشاهير رأسًا على عَقب
و اسم اللورد بَقى على لسانُ الكُل

- انهُ بارع في تمثيل دور الزوج المُحب..! ياله من عاهر حَقير
كيف استطاع ان يخون زوجته؟ انها اجمل بمراحل من تلك العاهرَة

- بداتُ اصدق مثل زوجتي التي تقولُ ان الجميلات لا يملكن حَظ

- لقد شَبع فقط حينما تَزوج منها..! كيف استطاع ان يَخون اليد الذي اطعمته؟ اليست هي السبب في ثروته؟
رَدٍ على هذَا التعليق
- يا رفاق لا تخلطوا الامور ، ليس لانهُ خانها يَعني ان ثروته منها ! اللورد عمل على نَفسِه و منصبه قويّ في الدولَة بالفعل ، لديه اكاديميَة يسترزق منها الي جانب عمله كسفير..!
تعليقٍ يرد على الثاني
- ايًا كان ، عائلة زوجته ساهموا في شُهرته

- ليتهُ ورث من الوزير جُيون وفاءَه..!
اخذ منهُ الشَكل و تناسى الجَوهر
حَقير عاهر ، نُطالب ان يُطلق جميلتنا
لا يستحقُ رُبع ظُفرها

كُل تلك التعاليق كان يقرأها اللورد و هو جالِس على مَكتبه بعدما دخل احد المقالات المنشورَة حديثًا ، تَنهد بضيقٍ و تجاهلها بالكامِل فَكونه داخل اطار الشهرَة ، قُلوب المعجبين مُتقلبة بالفعل

اغلَق الهاتف و نَهض يُغادر مَكتبه ناحيَة غرفَة ماريسا ، في طريقه قابلتهُ اليوت التي تشرب كوبًا من النعناع الساخن لتهدئَة اعصابِها ، سيسُاعدها على التَفكير..!

نظَرت نحوهُ تراهُ يلبس بنطالاً رماديًا واسعًا مع هودي ابيض فضفاض ، كان شعرهُ مُسرَحًا نازل على عينيه الخَضراء الساحرَة ، تبادلا نظراتٍ صامتَة قبل ان يَكسر هدوءها طرقه على باب الغرفَة

فَتحت ماريسا الباب بعدَما كانت للتو تستعدُ للَنوم
نظرت نحوهُ ثُمّ حَدقت في اليوت تبتسمُ بسُخريَة

- هل تعيشُ في هذه الڤيلا مع عشيقتك؟

كَورت اليوت على قَبضتها بقوّة ، كيف انقلب الحَال لتظهَر هي بِدوو العشيقَة..؟

نَظرت ناحيَة ماريسا بانزعاجٍ شَديد ، غيرتها تتآكل قلبُها خصوصًا انها تَرى الثانية تتقمصُ دور الزوجَة الذي هو من حَقها هي..!

- اخبرتك انّي لم اعد ارغب بهذا الزواج!
طلقني و ابقَى انت مَعها ، تزوجها هي!!

ابتسمَت ماريسا بسخريَة فتابعَت

- ام اليوم كان حفل زواجكما و قاطعتهُ انا؟ همم؟
اكنت ستتزوجها اليَوم؟ قل لي؟

كان وَضع اللورد صعب للغايَة و هو يُحاول ان يُوازن بين الفتاتين الجامحتين بصعوبَة ، حاوَل ان يستجمع انفاسه الضائعَة و حينما فعل قال موضحًا

- ماريسا دعينا نتحَدث ، ساوضح لكِ

استقامَت اليوت من مكانِها و اقتَربت من ماريسا تقولُ بحاجبٍ مَرفوع

- انتِ ستندمين على كُل حرفٍ نطقتيه!
لهذا لا تَتحمسي ، نصيحَة

ناظَرتها ماريسا قبل ان تُميل رأسها متحدثَة

- اندَم؟ الديك وَجه اساسا لتتحدثي و انتِ تسرقين رَجل متزوج من زوجته و ابنته؟ الا تَخجلين من نَفسكِ؟

حَدقت اليوت بِها بِسُخريَة قبل ان ترجع شعرها الي الوراء تنبهها

- اخبرتكِ لا تتسرعي..! حرام ان يَنكسر كبرياءكِ بِتسرعكِ

دَفعت ماريسا اللورد من امامَها كيّ تستطيع الاقتراب من اليوت تقول بغضَب

- ما عاش من يكسرُ كبريائي..!
ادعسهُ قبل ان يُفكر حتّى

بدا العراكِ مشحونًا بين الفتاتين للغايَة
لاول مرَة يرى اللورد امراةٍ تقفُ في ندٍ مع زوجته..!
فلا احد يجرأ اساسًا على مُخاصمتها ، لاسيما هو..!

اقتربت اليوت مِنها خطوَة اضافيَة و قالَت بينما تبتسمُ بمكر

- كلامكِ اكبر منكِ يا صغيرَة..!

رَمقتها ماريسا بسَخطٍ قبل ان تقول و هي تستعد للعودَة الي الغرفَة

- لولا ابنتي المريضَة لكنتُ اختليتُ بكِ لاعلمكِ الادَب..!
احمدي رَبكِ ان صغيرتي موجودَة ، و إلا

قاطَعتها اليوت بحدّة

- انتِ لست خَصم آهل لي..!
انصحكِ بأن تحترمي صُغر مَقامكِ
لانكِ لا تعرفين من اكون

نَاظرتها ماريسا بهدوء ثمّ اشارَت بعينيها خَلف اليوت تقول

- انتِ مثلُها تمامًا..!

التَفت اليوت لترى ما اشارَت عليه الصُغرَى
فوجدتها مزهرية زرقاء في مُنتصفها ورد اصفَر

ماهذا؟ هل شَبهتها للتو بالجَماد؟
كانها مزهرية وجوده كَعدمه؟

قبل ان تقوم برد فعل على اهانَة ماريسا اليها ، وجدتها بالفعل قد دَخلت الي الغرفَة و صفعَت الباب في وجه كليهما

غضَبت بشدَة و نَظرت نحو زوجها الذي يَكبت ضحكته بصعوبَة
بصراحَة ، لقد استمتع بمشهَد عراكهما الذي وَجدهُ مسليًا

يشعرُ انهما ضَراير ..!

كَبت ضحكته بصعوبَة و هَز اكتافه الي زَوجته و هو يعود نحو غُرفته دون الحَديث معها ، بما سيُحادثها ؟ النِقاش بينهما انتهَى بالفِعل منذ أنّ خيرها بين تَقبل الوَضع او الابتعادُ عن مُحيطه

بِصورَة اخَص ، فهو اختار ابنتهُ

تتبعتهُ اليوت بِعينيها مُنزعجَة من سُكوته و تغاضيه على اهانَة ماريسا لَها ، توعدَت للثانيَة بالعقابِ لِفعلتها ثُمّ مَشت في اتجاه غرفتها بغضبٍ شديد

- تلك الخسيسَة
تملكُ لسانًا اسمّ من الافعَى

سَمعها اللورد و هو يَعتدل في وَضعيته لاخذ قسطٍ من الراحَة
ضحك في سِره فهي لا زالَت لم ترى من سُم ماريسا شئ..!

الايامُ بينهنّ ، و سَترى بِعَينها ما تستطيعُ تلك الفتاةُ فعله
بعد ان كان يخافُ على ماريسا من اليوت
اصبَح الان يخشى على زوجتهُ من اُم طِفلته..!

سَحب الغطاء عَليه و تجاهل رَغبة زوجته بطرده الي الصالَة
صَرخت به بغضبٍ و حاولت اختلاق شجار معهُ لكنهُ اصبح بارد اعصاب بشكلٍ رَهيب ، المُستجدات الاخيرَة التي جَرت لهُ علمتهُ النَوم وسط الحرائِق بشكلٍ عادي للغايَة

عاش في فترةٍ مكتظَة من التوترٍ و القلق
الان هو مُرتاح! السر انكَشف و لم يعد هنالك شئ يُخفيه
سينامُ براحَة اخيرًا ، دون الحاجَة للخوفِ من اي شَئ

انها نهايَة كُل تلك المُعاناة..!
وصل الي بر الامانِ و سيغدوا مطمئنًا دون الحاجَة للكذب
هانَت! تبقى له كشف السرُ ، و سيعيشُ سعيدًا

لم يَكن يعلم..؟
انها بدايَة للمعاناةِ لا نهايتها..!

النور الذي عَكستهُ المرآه من الشَمس
ليس ليُنير طَريقه ، بل ليحَرِقه..!

•••

الساعَة العاشِرَة صباحًا

خَرجت اليوت من غُرفتها بعدما قَضت الليل بطوله مُستيقظَة تُفكر بالمُصيبَة التي حَلت عليها ، تَوقفت امام الباب تَرى ان هنالك كائن صغير احتّل صالَة بيتها..!

من سِواها؟ انها رَسيل!
اميرَة ابيها المُدللَة

كانت تَزحفُ في الصالَة تتفقدُها بعنايَة الي ان وَصلت الي اقدامِ الشقراء ، جَلست رسيل فوق مؤخرتها و رَفعت رأسها للنظرِ نَحو زَوجة أبيها

حَدقت بِها تتفحصها بعينيها الخضراء تمامًا كما تفعل اليوت التي تدرُس تفاصيل رَسيل بعنايَة ، تكادُ تكون نُسخَة طبق الاصل من زوجها..!

نفس العُيون و المَلامِح ،انها ترى نُسخَة مصغرَة عن اللورد..!

لا تنكر انزعاجِها من رؤيتها ، فهي تُذكرها باحتمال خيانَة زوجها لها ، فمالذي يظمنُ انهُ لم يخنها فعلاً؟ قد يكون كاذبًا يتسترُ على فعلته

لديها سوابق بشعَة مع الخيانَة بالفعل

جَلست القُرفصاء امام رَسيل و ضَمت ذراعيها الي صَدرها تنظر نحو هذا الكائن صغيرُ الحَجم ، تُطالعها بهدوءٍ ينافس خاصَة الطفلَة التي نَفخت وَجنتيها بطريقَة نَجحت في جَعل الكبرى تستلطِفها

- مالذي تفعلينه هنا وحدك؟ اين امك؟

سألتها و كأن رسيل سَترد عَليها
لَكنها فوجئت ان الطفلَة تحدثت بلغتها فعلاً و قالَت

- اتاتا! ماما نونو غاغا

رَمشت اليوت مُندهشَة اذ رأت ان رَسيل واصَلت الحَديث و كانها انتظَرت شخصًا يُحادثها

- بابا؟ دادا تاتي نونا غاغوغانا

حاوَلت الشقراء ان تَفهم حرفًا واحدًا ، لكنها عجزت حتّى عن استيعاب ما قالتهُ الطفلة ، سَمعت صَوت خطواتٍ اتية من خلفها فعلمت انهُ زوجها لذا مدت يديها و حَملت رسيل من الارض تستقيمُ بها

لم يُعجب رسيل ان هذه الشقراء حَملتها و منعتها من جَولتها الاستكشافيَة لذا تَحركت بنفورٍ بين يديها و ارادَت النُزول ، شَدت اليوت عليها تقولُ بهدوء

- مابكِ؟ اثبتِ ستقعين!!

نظرت رسيل اليها و عبَرت عن غضبها حينما شَدت الشقراء من شعرها تَجُرها منهُ بقوّة ، صَرخت عليها بغضبٍ و تَسلطٍ تقول

- ادادا!!!!!!!!

تأوهت اليوت بالمٍ و جاهَدت لسحب شعرها من رسيل التي لم تَرحمها ، قبضتها الصغيرَة لا تمزح!

استطاع اللورد ان يتدخَل حينما جاء راكضًا بعد سماع صَوت صراخِ رسيل ، حمل ابنتهُ من زوجِها يَرى الشقراء تفرُك فروة رأسها بالم شَديد

- الهي رسيل مالذي فعلتيه؟

عاتب ابنتهُ التي حَملت بين يديها ثلاث خصلاتٍ من شعر زوجة أبيها بعد اقتلاعهم ، ابتسمَت ببراءَة الي والدها تُظهر اسنانها حديثَة النُمو

كانت لطيفة بشكلٍ جَعله ينسى استياءهُ من فعلتها
ابتسَم لها بوسعٍ و انخفَض يقبل انفها الصغيرُ بِحُب

- ابنتي تفعلُ ما تشاء..!
اميرة ابيها هي

ضَحكت رسيل بسعادَة و قامت بِمُعانقتهُ امام اعيُن اليوت التي تغلي من فِرط انزعاجِها و قهرها ، ما هذا الكائن الطفيلي المُتطفل الذي جاء ليسرق زوجها؟

تبًا ..!!!

اهتمام زوجها يضيعُ منها و يذهب نحو طفلةٍ
لم يُنجبها رحمها حتّى..!

زادَت غيرتها اضعافًا و كي تعبر عنها صَرخت تقولُ بانزعاج

- انظر مالذي فعلتهُ ابنتك بي!!
ساضطرُ ان اذهب الي اخصائية جلديَة
كي اعالج الاضرار التي نَجمت من اقتلاع خصلات شعري..!!

حدق السفير بها بنظراتٍ فارغَة قبل ان يقول

- انا و ماريسا نُعاني من هذا التعنيف يوميًا
لَكن لم نُفكر يومًا بالاشتكاء..!

تابع يقول هامسًا

- انها بركاتُ رسيل همم؟
تأكدي انها احبتكِ

نَظر نحو صغيرته التي تبتسمُ لهُ بلُطفٍ بالغ
قرص خدها المُحمَر و تابع بسعادَة

- اساسا لا اعلم كيف يستطيع الشخص العاقل او يغضب من قطعَة المارشميلو هذه؟

ضَحكت الصغيرَة و حَركت يديها في الهواء تعبيرًا عن سَعادتها
على عَكسِ اليوت التي تكادُ تنهارُ من غيرتها المفرطَة

ليسَ ذنبها! فهي تعشقُ زوجها حد الجُنون

تجاوزها اللورد بحثًا عن ماريسا التي وَجدها بالمَطبخ تطهو الخُضراوات الي رسيل ، كانت قبل قليل تتفقدُ طفلتها و قد وَجدتها بالفعل مع والدها لِذا لم تَتدخل و عادَت ادراجها

هَرست الخُضراوات في الطَبق ثُمّ رَفعت عينيها نحو اللورد تُطالعه بهدوء ، رأته يقتربُ منها قائلاً

- هل يمكننا التحدُث؟

اجابتهُ و هي تَحمل رسيل منهُ ، اخذتها و التقطت الطبق بيدِها الثانيَة

- لا!

لم تُعطه مجالاً للحَديث و تجاوزته ناحيَة الخارج ، حاول ان يوقفها لكنهُ فشل لذا تبعها و رآها تقف في الصالَة تتبادل نظراتٍ مشحونَة مع زوجته

دحرجَت عينيها البُنيَة و تابعَت سيرها نحو الغرفَة تدلفها بهدوء
اغلقت الباب بادبٍ هذه المرة نظرًا لان رسيل مُستيقظَة
لن تزعج اذنيّ ابنتها بالصوتِ العالي ابدًا

تَنهد جونغكوك بضيقٍ فهي لم تُعطيه اي فرصَة للتوضيح
يودُ ان يكشف كُل الاسرار و يَنتهي من هذه المَشاكل..!

نَظر ناحيَة اليوت يَجِدها تُطالعه بهدوء
جَلس بعدما جائت الخادمَة له بالقهوَة الصباحيَة
روتين اعتياديّ يتكرر كُل يَومٍ بالفعل

ارتشَف منها القليلُ يستمعُ الي زوجته تقول

- سهرتُ طوال الليل اُفكر بما قُلته لي

حَدق بها باهتِمام و قام بالايماء لها ، جَلس معتدلاً و طلب منها الجُلوس متحدثًا

- عظيم؟ اتمنى ان يكون قراركِ منصفًا لِحُبنا

جَلست امامهُ ترتب شعرها المُبعثر و تَضع قَدمًا فوق الاخرَى
طالعَت عيناهُ الخَضراء للحظاتٍ من ثُمّ نَطقت

- انا اخذتُ قرارًا مُناسبًا لنا نحن الاثنين
يحفظُ لك ابنتك ، و يصون كرامتي و اعتباري امام الجَميع!

طالعها باهتمامٍ فقال

- ماهو ذلك القَرار؟

ابتسمَت لهُ و هي تقولُ بنبرةٍ مُتزنَةٍ هادئَة

- ساقبلُ بِوجود رَسيل بينَنا
شَرط أن ، اُكتَب في وثائِقها الرسميَة
على انّي اُمها الاصليَة..!
و ان ماريسا مُجَرد ام حاضِنَة لا غَير

شَرطها جَعل كوب القهوَة يسقُط من بين يديّ اللورد الذي تَوسعت عيونَهُ و انبلجت شَفتاه ، لم يتوقع اطلاقًا انها ستتوصلُ الي قرارٍ كَهذا..!

اهي تطلُب ان تَمحي دَور ماريسا من حَياة ابنتِها للأبد..؟

•••

6213 ✔️

اهلا اهلا يا جميلين
فصل خفيف ظريف

احم ، اسم الروايَة تغير
شنو رايكم في الاسم الجديد..؟

شنو تتوقعوا له علاقة بالروايَة

لسه محتفظين باسم طفلنا ، بس كعنوان فرعي

كيف احداث الفصل معاكم..؟

رسيلي و مرضها..؟

اليوت ؟ و طريقَة طرح اللورد للموضوع..؟

المشادة الكلاميَة بين ماريسا و اليوت..؟

توقعتوا رد فعل الشقراء على رسيل و ماري..؟

قرار اليوت الاخير..؟
السفير حيوافق..؟

اليوت هتظل هادئة و تتعامل مع الامور بسلاسَة؟

توقعاتكم للقادم..؟

3000 تصويت
7000 تعليق
فصل جَديد ✔️

اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🤍




.
.
.






دي البنوتة قابلتني بنترست ، و تخيلتها ماريسا
شنو رايكم انتم؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top