Our child | 19
THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD
اهلاً بكم في الفصل التاسِع عشر 🍂
لنبدأ 🐻
•••
كانَت الساعَة تُشيرُ الي التاسعَة صباحًا عِندما فَتحت ماريسا عَينيها على ضوءِ نهارٍ جَديد ، استَغربت انّ حَركة طِفلتها المفرطَة لم تكن سَبب ايقاظِها هذه المرَة لِذلك ازالَت اللحاف عن جَسدها المُتصلِب من كثرَة الاستلقاءِ و الجُلوس ثُمّ حاوَلت ان تَستقيم بِمُساعدَة أقدامِها و قَد نجحت بعد صِراعٍ مع الدُوار
اتَكئت بِكَفها على الجِدار البارِد بجانِب فراشها ثُمّ بدأت تسيرُ ببطئٍ نَحو الباب حتى فَتحتهُ و غادَرت من الغُرفَة لِتَجد الطف مَشهدٍ رأتهُ منذ استيقاظها من الغَيبوبَة
رأت اللورد يَجلسُ في مُنتَصف الصالَةِ مع رَسيل التي تأكُل من الخضارِ المسلوقَة بعدما أعدها لَها والِدها و اقنَعها بصُعوبَة ان تتناوَلها
ابتسمَت دون شُعورٍ مِنها فقامَت بالسَيرِ بضع خُطواتٍ اضافيَة نحوهما تَلفت انتباه اعيُن السفير الخَضراء الذي بمُجَرد ان رآها حتى شَهق مَصدومًا
- كيف جئتِ الي هُنا؟
حَماسُ طفلتها برؤيتِها جَعل قلبها يُرفرف عندما ضَحكت رسيل باتساع و بدأت تُصفق بيديها ترحيبًا بأمها التي اتخَذت الاريكَة مكانًا تجلسُ عليه خَلف ابنتها
نَظرت نحو اللورد فاجابَت بِصَوتٍ مَبحوح
- اردتُ ان اُحرك مَفاصِلي ، جَسدي يؤلمني من كثرَة الجُلوس
نَظر جونغكوك اليها يَتفقد شَكلها المُرتَب فسويون ليلَة البارحَة قد ساعَدتها بالاغتِسال و ارتداء مَلابس نظيفَة و جَديدة ، تلبسُ منامَة زهريَة تعكسُ براءَة مَلامحها المُختبئَة وراء الخُدوشِ و الجُروح ، بدا مَظهرُها لطيفًا بالنسبَة لمن ابتسَم برويَة و قال
- لما لم تُناديني كيّ آتي و اساعدكِ بالنهوض؟
انخفضَت بِتأنٍ كيّ تحمل رسيل التي زَحفت ناحيتِها و ارادَت حُضنها ، احتفظَت بها بداخل ذِراعيها قبل ان تُجلسها فوق فخذيها مُجيبَة
- لابأس ، اردتُ الاعتماد على نَفسي و اظنُني اصبحتُ بخير
نَظرت حولِها تبحثُ عن عسليَة العينين قبل ان تَسأل
- اين ذهبت سويون؟
أجابها اللورد بَعدما جَمع الطبق مع الملعقَة و استَقام يَضعهما في المَطبخ قائِلاً
- لقد ذهبت فجر اليومِ بعد ما نمتِ و عادَت الي بيتِها
بانَ الحُزن على وَجه ماريسا التي نَطقت حينما ضَمت رسيل الي صَدرها
- حقًا؟ لما غادرت؟
دَفع اللورد بِحاجبه عندما جاء لَها بكأس عصيرٍ طازَج يُقدمه اليها مجيبًا
- الفتاة لديها بَيت و زَوج و دراسَة
انها لا تعيشُ مَعنا
جَلس بجانِب اُم طفلته التي اخَذت منهُ الكأس تشربهُ بتروٍ قبل ان تَسأله حينما أدارت رأسُها ناحيتهُ
- هل تكون زوجة صديقك؟
قامَ بالايماء لَها فَهمهمت مُتفهمَة بعدما انزَلت عينيها الي رَسيل التي تُحرك اقدامِها في الهواء و هي مُستلقية بداخل حُضن اُمها
امسَكت بقدمِ صغيرتِها المُسطحة قبل ان تُقبل باطنها بلُطفٍ مُتسائلَة
- كيف قاومَت الا تأكُلها كل هذا الوَقت؟
ضَحكت رسيل بفعلِ قبلَة امها التي تَسببت في دَغدغتها ، ابعَدت قدمها عنها و جَلست تتشبَثُ بِقىيصها بدلاً من التمُدد تُطالع عينيّ ماريسا بِبراءَة تَسببت في انفطارِ قلب أبويها من فِرط الحُب
كِليهما يَجتمعانِ على اساسٍ واحد..!
و هو حُب رَسيل
من ذا الذي لا يُحب قطعَة حلوَى الصُوفِ هذه..؟
- بصراحَة كثير من الاحيان اقوم بجلبِ الشوكولاتَة و افكر ان اغرقها في المُنتصف كيّ اتناولها بضمير ، لَكنّي اتراجعُ في اللحظة الاخيرَة
قال جونغكوك و هو يُمعن التَحديق في وَجه طِفلته التي تَفرُك وَجنتها بصدر اُمها بينما تُغني بلُغتها الخاصَة ، مَسحت ماريسا على شَعرها الناعِم فقالَت حينما أدارت رأسها للتَحديق بِعُيون اللورد
- لَكنها تُشبهك ، لابدّ انك كنتُ بذات قدرِ اللطافَةِ في طُفولتك
نَظر في عينيّ الصغرى البُنيَة ثُمّ اخفض بَصرهُ نحو رَسيل يتفقد مَلامحها ، ضَمّ يديه الي صَدره يُفكر قبل ان يُعيد التَحديق في وَجه ماريسا يُمعن النظر في تقاسيمه جيدًا
- لا اعلم؟ اظُن ان عُيونها فقط تُشبهني
قال بعدَما عاود النَظر في وَجه صغيرتِه المُستمتعَة و هي تَستمع الي حوارِهما ثُمّ تابَع مُستنتجًا
- انفها لا يُشبه خاصتي ، انهُ صغير و مَنحوت ، كَذلك انا شَفتاي صغيرَة جدًا و هي خاصتها ممتلئة نوعًا ما
نَظرت نَحو وجه رَسيل ثُمّ عاودت تَفحص انف اللورد و شَفتيه الصغيرَة ، لاحظَت ان هُنالك خانَة تحت فَمه جَذبت انتباهِها لذلك رَفعت اصبعها كيّ تلتمِسها حينما قالَت مُنبهرَة
- اوه لديك خانَة تحت فَمك..!
قَبل ان يَصل اصبعها الي مَوقع خانته تدارك الوَضع بامساكِ رِسغها و اخفاضِ يدها لمستوى حُضنها مُتحدثًا بابتسامَة مرتبكَة
- ذلك صَحيح ، و رَسيل لا تمتلك لذلك فهي تُشبهك
تغاضَت عن تَصرُفه بردِعها حينما تَمعنت باخر كلمَة قالها فاشارَت على نفسها تَستفسرُ باستِغراب
- هل حقًا ؟ تُشبهني؟
حرك رأسهُ موافقًا قبل أن يُشير على انفِها و شَفتيها قائِلاً
- تملكُ نفس انفكِ و شَفتيكِ ، و انا اخَذت منّي عُيونها و خُدودها
اخفض نظره الي رَسيل يقرُص خدِها المُمتلئ فرآها تبتسمُ له بِوسع بطريقَة واجه صعوبة في مُقاومتها لذا انخفض يُقبل انفها و هي مُتربعَة في حُضن امها
لامَس خدهُ صَدر ماريسا التي قامَت بوضع يدها فوق شَعره تمسحُ عليه بلُطفٍ و هو يُلاعب صغيرتهما في حُضنها مُتحدثَة
- شعرُها ايضًا اخذتهُ منك ، ناعِم و اسوَد اللون
تَسمر اللورد مَوقعهُ و العطر الانثويّ الذي تركتهُ سويون في ثيابِ ماريسا ليلَة البارحَة يتسللُ ثقوبِ انفه ، كانت حركَة غير مُتوقعة من ماريسا نظرًا لانهُ اعتاد حُدودها الصارمَة معهُ قبل الحادِث ، كانت حريصَة للغايَة على صُنع مسافاتٍ كبيرَة بينهُما على عَكسِ الان ، فهي تراهُ زوجها..!
سيجدُ صعوبَة بالغَة في التعامُلِ مَعها ، الاعذارُ لن تكون كافيَة في صُنع فجوَةٍ بينهُما لذلك فهو يُعاني للغايَة في الوقتُ الراهن
ابتَعد عنها عندما رَفع رأسهُ و لازالَ كف يدُها على مؤخرَة رأسِه تمسحُ على شعره الأسوَد بلُطف ، كانت حركَة عفويَة اعادَت لهُ ذكرياتٍ دافئَة منذ سنواتٍ عديدَة مَرت ، هو يُحب من يمسحُ على خُصيلاته..!
نَظر في عينيها البُنيَة فقام بابعادِ يدها قائِلاً
- عليكِ انهاء عصيركِ
اخَذته من فوق الطاولَة تشربُ منه القليل قبل ان تَسأله
- هل لديك صُورة لي؟ قبل الحادِث؟
نَظر اليها فَوجدها تُتابع
- اريد ان ارَى كيف هو شَكلي
اني لا استطيعُ رؤية نَفسي فَوجهي مُشوه من الجُروح
طيّب خاطرها عندما ابتسَم لها مُتحدثًا بلُطف
- وجهكِ ليس مُشوَه ، انهُ من كثرَة جماله يختبئ وراء تلك الجُروح
لم تَفهم غزلهُ و وَجدتهُ مُبتذلاً ، لَكنها ابتسمَت لهُ تُجاملهُ دون اجابته
تحمحم عندما دلَة انفهُ فاستَقام يجلبُ هاتفه من فوق المنضدَة قائِلاً
- اجل لديّ صورَة لكِ ، هاهي ذا
دَخل على مَعرض الصُور يبحثُ عن تلك الصُورَة التي التَقطها لَها حينما أراد البَحث عن هويتِها في السابِق ، كانت جَميلة للغاية تجلسُ بأدبٍ و تبتسِم بِرقَة بالغَة ، شعرها الطويل مُنسدل حَولِها يسبقها في جُلوسها و يَنفردُ على الاريكَةِ بالكامِل ، طُوله يصلُ الي فخذيها بالفِعل
قَدمّ الهاتف اليها يُريها صُورتها فرأى الانبهارُ يحتلُ عَينيها حينَما تفقدت مَلامحها و شَعرِها الطويل مُتحدثَة
- ه..هل هذه ان..انا؟
نَظرت ناحية اللورد الذي قامَ بالايماء مُبتسمًا ، اخَذت الهاتف منهُ بيد و الثانيَة تحتضنُ بها جَسد رسيل الي صَدرها و عُيونها تجوبُ مَلامحها بعنايَة
- لق..لقد كنتُ جمي..جميلَة
طالَعها بعيونٍ مُصغرَة عندما قال
- و لازلتِ ، انها مسألة وقتٍ و تعودين كما كنتِ
أطالت ماريسا التَحديق في شَكلها قبل أن تَضع يدها فوق رأسها المُضمد تستفسرُ باندهاش
- شع..شعري
نَظرت في عينيّ اللورد الذي اومَئ لَها
- كان طويلاً و لا يَزال كذلك ، لكنهُ معقود بسبب العمليَة
تَفحص ضماد رأسِها بعينيه فتابع مُتنهدًا
- من الجيد ان اصابتكِ في مُقدمة الرأس و إلا كانوا سيحلقون شعركِ
وَضعت يدِها فوق الضِماد تتفحصهُ بحذرٍ قبل ان تقول
- متى استطيعُ ازالتهُ و رؤية شعري؟
قامَ بزم شِفاهه عندما سَكت يَتذكرُ توصيات جُيون و تعليماته قبل مُغادرته
- اعتقدُ انه بامكانكِ ازالتهُ اليوم؟ لقد مر على موعد العَملية عشر ايام تقريبًا او اكثَر ، لذلك نستطيعُ ازالتهُ الليلَة و استبدالهُ بِلاصق طبيّ فوق الجُرح
ابتهَج وَجهها عندما جاء بسيرَة ازالَة ذلك الضِماد الذي تراهُ سبب بشاعتِها ، اومأت مُبتسمَة لهُ و اعادَت لهُ هاتفه مُتحدثَة
- حسنًا ، هل لديك صُور لنا في يوم زواجنا؟
اخَذ هاتفهُ مِنها لِيتحمحم عند المَجيئ بسيرَة الزواجِ مُجددًا
بَحث عن حُجَة مثاليَة قالها مُباشرَة
- لقد انحَذفت كل الصور عندما اضعتُ هاتفي الأول ، لذلك للاسفِ لم تَبقى هنالك ايَة صُورة تجمعنا سويًا
بانَ الحُزن بِداخل عَينيها عندما عاتَبتهُ قائِلَة
- كيف أمكنك ان تُفرط بصورٍ مهمَة كَهذه؟
هَز اكتافهُ بقلَة حيلة قائِلاً
- خارج عن ارادتي ، انا اسِف لكِ
تَنهدت بضيقٍ فاكتَفت بالايماء بِصَمتٍ بعدما تَمكن الحُزن مِنها
كَيف امكنهُ ان يُضيع صور زواجِهما؟ انهُ يوم مُميز..!
لاحظ حُزنها و تجاهَلهُ فبالأخر هي ليسَت زوجتهُ فعلاً لِيهتم و يُبرر!
هل يَحتمل نكدُ امراةٍ ليس ملزومًا بها؟ يكفي انهُ اعتَذر..!
جَاء بجهاز التلفزيون يُشغله كيّ يُشاهد فيلمًا جديدًا تم اصدارهُ حديثًا بعد أن قام بِالمجيئ بالافطار اليها حينما طَلبت ان تأكل
رَسيل لم تكُن تُسبب الفوضَى فهي اندمجَت مع الالعاب التي احضَرهم والِدها اليها سابقًا بينَما والِدتها كانت تأكُل من طَبق الكورنفلكس مع الحَليب الطازَج ، ذلك ما استطاعَ السفير ان يُعده فقُدراته المطبخيَة شبه معدومَة
تناوَلت من الطبق و عَينيها تُشاهد شاشَة التلفاز باهتِمامٍ حينما ظَهرت لقطاتٍ تجمع بين البَطلة و البَطل يوم زواجِهما ، كان من الواضح ان القصَة ستبدأ بعد يوم الزِفاف تم اظهارهُ في البدايَة
رأت البَطل يقتربُ لِتَقبيل جبين عَروسته بعدَما انتهَت المراسم ثُمّ تمادى لِيترُك واحدَة على شَفتيها تَسببت بحرجٍ شديد الي من القَت نظرة على من بِجوارها ، لم يكُن مركزًا على التلفاز فعيناهُ كانت على شاشة هاتفه يُراسل مُساعده مُستفسرًا عن اخر المُستجدات في غِيابه
اصدَرت حمحمةٍ لفتت فيها انتِباهه و بمجَرد ان رَفع عيناهُ للشاشَة صُدم بالمَشهد امامه ، اطفئ الهاتف و وَضع كفهُ فوق عينيّ ماريسا يَمنعها من رؤيَة تلك المَشاهد التي بالنسبَة اليه لا تليقُ لِعُمرها ، رُغم انها تمتلكُ طفلَة بالفعل..!
- لما لم تغيري القناة؟ الهي ماهذا الهُراء؟
انتَظر الي حين انتهاء القُبلة و بمجَرد ان فصلَها البطلُ ازاح يدهُ من فوق عُيون الصُغرى التي ناظرتهُ متعجبَة
- لما لا تُريدني ان اُشاهدها؟
حَدق بها مُنفعلاً عندما وَبخها بجديَة
- انتِ صغيرَة على مُشاهدتها..! عيب ماريسا
رَمشت مُستغربَة حينما قالت
- لكننا طبقناها بالفعل! اولم نَفعل؟
كَلامها صَدم اللورد الذي تسمَر مطرحهُ و هو يُناظرها بعدمِ تَصديق ، رآها تحرك رأسها للتَحديق برسيل الجالسَة على الارض تلعب بالدُمى ثُمّ عاوَدت النَظر اليه بابتسامَة بريئَة للغايَة
تبًا كيف لَها ان تفكر بِهذه الامور و لِتوها استفاقَت من غيبوبَة بذاكرَة ممسوحَة؟
- انظري ماريسا ليسَ عليكِ التفكير بِمثل هذه الامورِ حاليًا
انتِ للتو نهضتِ من حادثٍ خطير همم؟
مَسحت شفتيها من الحليب الذي تَرك قطراتهُ عليهما فقالَت ببراءَة
- لكنّي لم اُفكر بشئ ، انا فقط استكشفُ العالم حَولي من جَديد ريثما تعود ذاكرتي
نَظر اليها بعيونٍ مُصغرَة فقام بالهَمسِ الي نَفسه مُتحدثًا
- حينما تعودُ ذاكرتكِ ستكرهين اللحظة التي رغبتِ فيها باستكشاف العالَم
ابتسَم لها مُجاملاً ثُمّ عاود التَحديق بالشاشَة من جَديد يُتابع احداث الفيلم بهدوءٍ مُريب ، وَضعت ماريسا طبق الافطار فوق الطاولَة ثُمّ جَلست تُتابع معهُ بينَما تَضعُ يدها فوق فخذيها تُراقب المشاهد و تُحللها بِعنايَة
بدأت احداثُ الفيلم تُعالج مسألَة الخيانَة الزوجيَة و ذلك ما رأتهُ ماريسا حينما وَجدت البطلَة تبكي بمجَرد ان رأت زوجها مع امراةٍ ثانيَة تحتضنهُ في غرفَة نومهما ، قطبت حواجِبها مُتضايقَة اذ بدأت تكتشفُ مشاعر جَديدة لاحظها اللورد حينَما ادار رأسهُ لتفقد مَلامحها المُنزعجَة
قَطبت حواجبها للحَد الذي جَعل جُرح رأسها يؤلمها لذلك تَدخل جونغكوك قائِلاً
- لا تَقرني حواجبكِ ، جرح رأسكِ سيؤذيكِ
نَظرت نحوهُ بعدما فردَت جبينها و مَسكت رأسها بألمٍ متحدثَة بضيق
- لما يقومُ الرجل بادخال امراة اخرى لِحياته و هو يمتلك واحدَة؟
سألتهُ بِحُزنٍ جَعل اللورد يَتنهد بقلَة حيلة عندما نَظر امامهُ بحسرَة
- احيانًا الظروف تَحكم عليه رغمًا عن ارادته
ناظَرتهُ بانزعاجٍ متحدثَة
- كلاّ ! لا يوجد شئ خارج عن ارادتِه
عليه الاكتفاء بامراةٍ واحدَة تُحبه و يُحبها!
حَدق بها بحاجبٍ مَرفوع عندما قال
- انتِ من اين جَلبتِ كل هذه المفردات و المَشاعر و المُصطلحات رُغم انكِ للتو استفقتِ؟
كَتفت ذراعيها الي صَدرها و قالَت تُعبر عن نَفسها
- ليس لاني فقدتُ ذكرياتي ، يعني خسرتُ مبادئي و مَشاعري
لازلتُ اجيد التفكير و الاحساس بمن هُم حَولي
لا تعتقد انك تستطيعُ استغفالي
رَمش مُنصدمًا عندما طالعتهُ بجديَة و اشارَت عليه قائلَة
- اياك ان تُفكر انه يُمكنك خيانتي فقط لاني لا اذكُرك!
ان رايتك مع امراة اخرى ساقومُ بقتلك لا مُحالَة
لا تَجرح شُعوري! و لا انوثتي
انخَرس لِسانَهُ و لم يَعد بِمَقدوره الحَديث اطلاقًا
فَبما سيُجادلها اساسًا؟ لا يستطيعُ حتى مناقشتِها
اذ ليسَت مدركَة مالذي تَقولهُ نظرًا لحالتها الصحيَة
يتسائلُ عن وَضعها حالما تستردُ ذاكرتها و تتذكرُ كلامها هذا..!
يشعُر انه في مأزقٍ لا مَفر منهُ..!
الا ينقصهُ غيرَة زوجته المرضيَة؟
فتأتيه اُم طِفلته التي تعتقدُ انهُ زَوجها كذلك..!
يتمنى لقاء ماثيو في أسرعِ وقتٍ ليبرحهُ ضربًا يُكسر ما تبقى سليمًا من عِظامه فهو السَبب بِكُل هذه المَشاكل الحَديثة ، لقد كانوا بِخَير قد تَهوراته الغير قانونيَة..!
تَنهد مُنزعجًا و تَهرب من النقاش مَعها عندما وردَهُ اتصال من مُساعده ، استأذن عندما نَهض و سار ناحية الغرفة التي دَخلها و اغلق الباب من خَلفه باحكام ، جَلس فوق السَرير يُدلك جَبهتهُ مُتضايقًا عندما سَمع صَوت آوليڤر يتَحدث
- سيدي ، عليك العودَة الي السِفارَة فعملُك بحاجتك
لن نستطيعُ التغطيَة عليك اكثرُ من ذَلِك
زَمجر بضيقٍ عندما تابع مُساعده يقول
- هُنالك مؤتمر صحفيّ سيُقام بعد ليلَة الغَد ، سيحضرهُ السفراء من جَميع انحاء العالم و عَليك ان تكون موجودًا ، انت في بدايَة مشوارك كَسفير ليسَ عليك تَضييع الفُرص التي ستُظهرك في الاعلام..!
ارتَخى فوق الفراش بَعدما رمى جَسدهُ عليه بِتكاسُل يُحدق في السقف أعلاه باحباطٍ شديد ، كَيف سيتصرُف مع كُل هذه المَشاكل التي تُحيطه من كُل نحو؟
- ماذا عن جُيون؟
سأل بهدوءٍ فأتاهُ رد اوليڤر عندما قال
- جُيون لديه اجتماعٍ هام في روسيا ، لن يستطيع تَغطية غيابك
يبدوا انهُ استحلى فكرة ان هُنالك من يقفُ في فَمِ المدفع بدلاً منهُ..!
سَكت يبحثُ عن الحُلول و عندما امتلئ رأسهُ بالضَجيج فصل الخَط
جَلس فوق الفراشِ يَرمي هاتفه جانبًا بعشوائيَة تُشبه افكارهُ المُبعثرَة و قَبل أن يَنهض للتدخين عاوَد الجُلوس يُخاطب نَفسهُ قائِلاً
- كَفاني تهرُبًا ، عليّ العودَة و البَحث عن الحُلول!
هَمس ثُمّ بعثر شَعرهُ الاسود بضيقٍ شديد ، التَقط هاتفه و عاود الاتِصالُ بِمُساعدت مُتحدثًا بهدوء
- عاود الاتصال بالمُمرضَة التي جالَست ماريسا بالأيامِ الماضِيَة ، دَعها تأتي للاقامَة معها و تأكد من مِصداقيتها و أمانتها و انها لن تُسرب اي معلوماتٍ تخصُها ، كَذلك شدد الحِراسَة حَول السكن الحاليّ و جَهز سيارة خاصَة تنقُلني الي مُنتَصف المدينَة بحلولِ الفجر
أعطَى اوامِرَهُ الي مُساعده الذي تلقاها بِطاعَةٍ فسمع سيدهُ يتابع و هو يستقيم من فوقِ سريره
- ابحث عن تاريخِ الممرضَة الجليسَة ، و جد نقاط ضِعفها
قد نضطرُ لاستِغلالها ان حاوَلت العبث بِذيلها
استغرَب اوليڤر و نَطق متعجبًا
- لما قد تعبثُ بذيلها؟
خَرج اللورد الي الشرفَة يُخرج عُلبَة سيجارتهُ ليُخرج واحدَة يُدخنها مجيبًا
- الجَميع تحت مَحط الشَكِ ، لا استطيعُ ان أؤتمن أي شخصٍ في غُضونِ هذه الظُروف ، اضافَة انهُ عليّ حمايَة ماريسا مَهما كَلفني الامر! اسمعت؟
قامَ الشابُ بالايماء مُتنهدًا عندما فصَل اللورد الخَط
ادار مِقود سيارته مُتعجبًا
- من تكون هذه ماريسا اساسًا و من اين ظَهرت و جَلبت مَعها المشاكِل؟
دَخل جونغكوك الي البَيت بعدما انتهَى من تدخين خَمس سيجاراتٍ مُتتاليَة ، وَجد ماريسا تُجالس رسيل على الارض و تَلعب مَعها بالدُمى فقام بالاقترابِ منها مُنبهًا
- لا تَجلسي على الارض انها باردَة و جسدكِ لايزالُ متصلبًا
حَدقت بِه بابتسامَة صغيرَة و هي تَحملُ ابنتها في حُضنها
- لابأس ، انا بِخَير دامني العبُ مع رسيل
نَظر نحو ابتسامتِها الصغيرَة و هي تحتضنُ طِفلتها
تَنهد على حالِها الذي يَجرحُ انسانيتهُ بشكلٍ عميق للغايَة
انخفض يجلسُ القرفصاء امامَها يُطالع عينيها بهُدوء
- لنترك رسيل تَلعب و تعاليّ مَعي لاغير لكِ ضمادكِ
حَدقت في عينيه مُبتسمَة ثُمّ قامت بالايماء بعدَما تركت رسيل تَزحفُ على الارضِ لِجَلب الدُميَة المرميَة تحت التلفاز ، وقفت مَعهُ بِمُساعدته حينَما مد يدهُ اليها ثُمّ اخذها رفقتهُ الي الغرفَة حيثُما جَلست فوق الفِراش تراقبهُ و هو يَفتح الخزانَة ليُخرج المُعدات و الادواتِ اللازمَة لِعلاجها
اقتَرب يُعطيها شريط دواءٍ قائلاً
- نسيتُ ان اخبركِ ، عليكِ ان تشربيه بعد الافطار
اخَذت الشريط تُخرج منهُ قرصًا وضعتهُ بداخل شَفتيها بعدما قدّم لها الماء ، شَربتهُ ثُمّ رأتهُ يجلِس خلفها حيثُما بدأ يُقطع الضماد بالمِقص برفقٍ تام ، ازالَهُ و كَشف عن جُرحها الذي لم يَكِن بذلك العُمق الذي تَخيلهُ
كان عند نهايَة جبينِها و بداية رأسها ، يُخمن انه لن يَترك اثرًا دام الاطباء قاموا بخياطتِه بالطريقَة التجميليَة ، التَقط المُعقم مَع القُطن ثُمّ جَعلها تستدير نحوهُ كيّ يقومُ بِتطهيره بِلُطفٍ يستمعُ الي صَوت انينها الخافت
رَفع القُطن عن الجُرح محدقًا في عيونِها قائِلاً
- هل يؤلمكِ؟
قامَت بالايماء ثُمّ اجابَت
- قليلاً ، انهُ يلسع
عاوَد تَطهير الجُرح من جَديد بعدما رَفع عيناهُ الي مِستواه متحدثًا بهدوء
- لابأس دامكِ تستطيعين تحمله
نَظرت ناحيَة عيناهُ الخَضراء و لم تستطِع ان تَكتم انبهارِها بِلونِهما المُميز مَع شَكلِ عيونِه الآسيويَة ، تناسَت ألمها بالكامِل و رَكزت على تأمُل مَلامحه مُتحدثَة
- عينيك جَميلة للغايَة
اخفَض عينيه اليها يُحدق في الانبهار الواضح في بُنيتيها ، ارتَفع طرف شفته ساخرًا و بِداخله يتوعدُ لها حالنا تستعيد ذاكرتها كيّ يُذكرها جيدًا بانّها اعترفَت بِرأس لسانها انهُ وَسيم ، اولم تقل سابقًا انهُ ليسَ نوعها؟ يالها من كاذبَة محتالَة!
ابتسَم حينما شَعر بالانتِصار و لم يُجبها ، كانت مُستغربَة من تَغيراتِ تعابيره المِستمرَة و لم تَكُن تعلم انهُ يخاطب نَفسهُ بداخله ، اخَذ لاصق الجُروحِ الطبيّ ثمّ وَضعهُ فوق الجُرح متحدثًا
- سياخُذ من اسبوعين الي شهر كيّ يتشافى بالكامِل
لقد مَر قرابة العشر ايام لذلك انتِ بخير الان
قامَت بالايماء لهُ فَسمعتهُ يطلب مِنها الاستدارَة ، حينَما قابلتهُ بظهرِها احسَت به يقومُ بفكِ شعرها المُتلاصق يفردُه بصعوبةٍ بالغَة
- لقد انعقد شعركِ بالكامِل
قال بينَما يعقدُ حواجبه بشدّة قبل ان يَنهض لِيجلب زيت الاطفال الخاص برسيل ، انتبَه الي وجود كُتلةٍ صغيرَة تجلسُ عند الباب تَنظر ناحيتهما باختلاسٍ جَعلهُ يضحكُ على مَظهرها
- مالذي تفعلينهُ ايتها اللصَة الصغيرَة؟
سال ابنته التي تبتسمُ له و هي تجلسُ عند عتبة الباب بينَما تحملُ وَسط يديها دُميتها ، طَلب منها المجيئ فزحَفت نحوهُ بعدما تركت الدميَة خلفها و مَدت ذراعيها له كيّ يحملها
التقطها وسط اذرُعه و ضَمها الي صَدره يُقبل وَجنتها المحمرَة بلُطف
- الهي كم اُحبك!
طالعتهُ رسيل بلطافَة مُفرطَة و هي تتمسَكُ بِقميصه بِكلتا اصابِع يديها تُلاعب ازرارهُ بينما تُبوز شفتيها اللامعَة بفعل لُعابها ، انخفض يقضمُ انفها المُستقيم قبل ان يَهمس يُحذرها بجديَة
- ان لم تَتوقفي عن كونكِ لطيفَة! ساقومُ بالتهامكِ على العشاء
اتسمَحُ لها ان يُهددها؟ لا!
نَظرت نحوهُ بانزعاجٍ فقامت بحشر اصابعها بداخل عَينيه مُتسببَة في صراخه مُتألما ، وَبختهُ بلغتها تحت نَظرات ماريسا اليهما
ابنتُها تشبه من في عصبيتها؟
هي و والدها هادئان للغايَة..!
رَمشت ترى رسيل تصرُخ على ابيها بينَما تشدُه من شعره
- ادادا ، غوغورارا تاتينو
حاوَل ان يَسحبُ نَفسهُ منها و بصعوبَة نجح فاول ما فعلهُ هو تَقبيل اصابعها الصغيرَة معتذرًا
- حسنا ايتها الاميرة لقد تغديتِ بي قبل ان اتعشى بكِ
انا اسف همم؟ كلهُ الا زعلكِ يا اميرَة والدك
عاد السُرور الي قلبِ رسيل من جَديد و حَشرت نفسها في صَدر والدها تحتضنهُ بشدّة جَعلت قلبهُ يُرفرف ، كيف استطاعت ان تَكسبهُ في وَقتٍ قصير للغاية؟
قبل راسها بحنيَة و مَشى في اتجاهِ الزيت لِيجلبه و يعود نحو ماريسا من جَديد ، وَضع رسيل في حُضن امها و بدأ هو يُدلك شعر الصبية بذلك السائل الزيتيّ برفقٍ تام كيّ يسهُل تسريحهُ دون ان يُؤلمها
اخفضَت ماريسا عَينيها الي رسيل التي تُؤرجح قَدميها و تلعبُ بهما بعدما تمَددت في حُضنها ثُمّ قالَت
- كم عُمر رسيل؟
اجابها اللورد و هو يدلك بالزيت شَعرها برفقٍ تام
- رُبما ستدخل الشهر العاشر قريبًا
استغرَبت ماريسا حينما سألتهُ
- رُبما؟
تَحمحم بعدما اطلّ عليها ينظر في عينيها قائلاً
- ليس رُبما ، بل أكيد
همهمَت لهُ تسمعهُ يقول و هو يجذبُ المشط الخاص بِها من الصندوق الذي يَحملُ ادواتِها الخاصَة
- اشتريتُ هذا المشط خصيصًا لكِ ، حوافهُ ناعمَة كيّ لا يؤذيكِ
احسَت بالإمتنان لِمبادرته في شراء مُستلزماتٍ تخُصها لذلك شَكرتهُ مبتسمَة
- شكرًا لك
قام بالايماء ثُمّ بدأ يُسرح شعرِها برفقٍ تام مُتحاشيًا الوصول الي نِقاط جراحها كيّ لا يؤلمها ، بصعوبَة فكّ ذلك التشابُك الذي بين خُصيلاتها و عندما نَجح بِتمشيطه بعد دقائق طويلَة تنفس الصَعداء مرتاحًا
- خلتُ انهُ قد نضطر الي قصِ شعركِ
جائت بِخُصيلاتها الطويلَة الي صَدرها تلتمسُها برفقٍ شديد
انبهَرت بطوله الذي استطاع ان يُغطي رسيل في حُضنها
- انهُ طويل جدًا!
حينَما واشكت رسيل على امساكِ شعر امها ، سارَع اللورد بابعاده عَنها مُنبهًا
- كلاّ يا رَسيل ، امكِ رأسها يؤلمها لا تمسكِ بشعرها همم؟
نَظرت رسيل نحوهُ بانزعاجٍ بعدما ارتَجف ذقنها توشك على البُكاء ، كيف يَمنعها من التماس شعرِ امها..؟ ما شأنه هو لما يحشُر انفه الكبير بينهما!
لن يُحَل هذا النزاعُ بينهما الا بالبُكاء الصاخب او بالتطوعِ لاقتلاع خُصيلاته هو لِذلك ضَحّ بشعرِه وقدمهُ رهينَة اصابع ابنته التي شَدتهُ بقوّة
اغمَض عيناهُ متألمًا تحت ضَحكات ماريسا على شَكله و مُناكفاته المُستمرَة مع طِفلتهما ، تشعُر انها تمتلك عائلَة دافئة للغايَة! زوج مُراعٍ و ابنَة جَميلَة مع ابٍ حنون يُغرق كليهما بالاهتِمام
انها سعيدَة! حتى لو لم تكُن تتذكر الماضي
لَكنها سعيدَة بالحاضِر الذي جَعلها وَسط عائلتها الصغيرَة
رَفع اللورد عينيه ناحيتها حينما انتهَى من الصِراع مَع رسيل التي قَررت ان تَفك وِثاقهُ و ترحمه اخيرًا ، نَظر في بُنيتيها حينَما سمعها تقولُ بامتنان
- شكرًا لوجودك في حَياتي ، انت و رَسيل
يتضايقُ هو من فكرَة انها تراهُ زَوج..!
يتضايقُ من كونه كاذب يستغلُ براءتها و مَشاعرها البريئَة
لما عَلى الحقيقة ان تكون بِتلك البشاعَة؟
كيف سيكونُ موقفها عندما تكتشِفها ..؟
خائف على شُعورها و بذات الوقت عاجز عن مُصارحتها كيّ لا يَتسبب لها بصدمَة اضافيَة تزيدُ من الامورِ تَعقيدًا
يعتذرُ لها بشدّة في دواخِله ، يَتمنى ان تُسامحه..!
عيونَه تحمل نظراتٍ شديدَة من الندمِ و الاعتذار
هي لا تستحقُ ما يَحدُث ، اطلاقًا لا تستحِق
ابتسَم لها بمرارَةٍ فاكتفَى بالايماء ، جَلس خلفها من جَديد وجَمع خُصيلاتِها الناعمَة يقومُ بظفرها لها كيّ لا تُمسكها رسيل و تؤذيها
ظَفر شعرِها جيدًا بعدما حَرص على لملمَة كامِل خصيلاتها المُتناثرَة اذ حَذرها يقول
- لا تتركِ رسيل تُمسك شعركِ ، انها صغيرَة و لا تعلمُ مخاطرِ ما ستفعلهُ فَجرحكِ سيُفتَح مباشرَة همم؟
قامَت بالايماء لهُ و راقبتهُ و هو يَجمعُ الاغراض يُعيد ترتيبها بداخل الصُندوق ، لَملمها بالكامل و اعادها بداخل الخِزانَة من جَديد تحت نَظراتها التي تتبعهُ
- لنذهب لاعداد الغداء معًا
قال و هو يقتربُ لحمل رَسيل عنها كيّ تستطيع هي ان تَستقيم
ابنتهُ ممتلئَة و يُصعَب النهوض بِها خصوصًا امها المُصابَة
قامَت بالنُهوض بعدَما تشبثت بِذراعه تُحاول الصُمود بعدما داهمها الدُوار لاول عشر ثواني ، استعادَت سجيتِها و مَشت معهُ للخارِج حيثُ المَطبخ
حَدق بِها قائِلاً
- في الواقع انا سَئ للغايَة في الطبخ ، لذلك ساقومُ بتسخين الطَعام الذي اعدتهُ سويون و تركتهُ في الثلاجَة
جَلست هي فوق الكرسيّ الذي يقابل طاولَة المطبخ ثُمّ احتَضنت جَسد رسيل حينما وَضعها اللورد امامَها ، قبلت وَجنة ابنتِها و دون شُعور وَجدت نَفسها تنسجمُ معها بسُرعَة هائلَة ، لاحظ السفيرُ انها شَخصية تفتقرُ للحنانِ لذلك تستمرُ بمعانقَة ابنتهما و تقبيلها طيلَة الوقت
يَتمنى! ان يَكون لها مُستقبل مليئ بالحَنانِ و العَطف
لَكن كيف؟ و بينهما ابنَة مُشتركَة ..!
لا يظن انه سيسمحُ لها ان تَتزوج ، الا ان تخَلت عن رَسيل لهُ
لن يسمَح لابنته ان تتربَى تحت جَناح رجلٍ غيرِه..!
مَشى في اتجاهِ الثلاجة يُخرج منها الاطباق التي تركتها سويون خَلفها ، قام بِتسخينها جيدًا ثُمّ سَكب لهما بعدما هَرس الخضراوات الخاصة برسيل كيّ تُشاركهما الاكل و إلا ستغضبُ منهُ ان تجاهَل احقيتُها بالطَعام!
لقد تَربى على يدِها و اخذ دُروسًا جَعلتهُ بديهيًا في التفكير و التنفيذ قبل ان يأخذ عقابهُ منها
وَضع طبقها امام خاصَة امها عندما طلبت ماريسا ان تتكفَل هي باطعامها ، جَلس قُبالتها و بدأ يأكُل من طَبقه مُتحدثًا
- في الواقع ، طرأ عليّ عمل مهم و ساضطر المُغادرَة
نَظرت الصغرَى اليها باستِغراب
- الي اين ستُغادر؟
رَفع عينيه اليها يُجيبها
- لديّ مؤتمر صحفيّ ، و مَشاغل في السفارَة
سبق و اخبرتكِ انّي سفير اليسَ كذلك؟
قامَت بالايماء لهُ ثُمّ سألتهُ بحزن
- هل ستقوم بتركي بِمُفردي بالاشهُر؟
نَفى يَعترِض عندما رَد بسُرعَة
- لا ، لن اتاخر ، سأغيب ليومين و اعود همم؟
غيابهُ ليومين كان هينًا بالنسبَة اليها عوضًا عن الاشهرِ كما قال لَها سابقًا ، لم تُجادله و اكتَفت بالايماء و اتمامِ طبقها ، اطعَمت رسيل حد امتلائِها و عندما شَبعت الصغيرَة بدأت تَنعس
لاحَظ اللورد ذُبول عيونها فقام باخذِها مِنها يتطوَع بحملها و ماريسا لم ترفُض ، ناولتهُ رسيل و استقامَ هو من مَطرحه يأخُذها الي الغرفَة كيّ يُنيمها
جَلست الاكبر سنًا على طاولَة الطعام تُقلب الطبق بِعيونٍ شاردَة
لازال يُراودها احساسٍ بالغَرابة حِيال كُل ما يَحدُث حَولها
تأتيها مُقتطفاتٍ من الماضٍ ، كَمشاهد تَجمعها بالسَفير ، وميض من الذكريات المُشوشَة التي تهرُب سرعان ما حاوَلت التمعن فيها للتذكُر
مرّ عليها مَشهد لهُ و هو مُلقى على الارضِ بالكاد يستجمعُ انفاسَه
ترى نَفسها و هي تضمُه الي صَدرها و تُحاول اسعافَه
اغمَضت عُيونها بِصُداعٍ رَهيب جَعلها تُمسك رأسها بألم شَديد
- ل..لما كان سيم..سيموت؟ هل هو مري..مريض؟
هَمست تسالُ نَفسها و عندما لم تَجد جوابًا قَررت سُؤاله هو لاحقًا
اكمَلت تناول طعامِها بِصَمتٍ مُتجاهلة ذكرياتِها المُشوشَة
تجنبًا للألم..!
•••
الساعَةُ الرابعَة فجرًا
غادر اللورد مَوقع البيت الذي تَمكث فيه ماريسا بعدما حَرِص على خلودها للنومِ مع رسيل و مَجيئ المُمرضَة التي نَبه عليها جيدًا كيّ تهتم بِها
أراها طَريقة العلاج التي وَصفها الوزير سابقًا ، و تَرك معها كُل المُستلزمات الضروريَة مَع رقمه هو و اوليڤر ان احتاجَت اي شَئ استعجاليّ
قبل ان يَصل الي بيته و بينما يقودُ وَسط الشوارع السويسريَة ، قام بالاتصالِ بجيون ينتظرُ ردَهُ الذي اتاهُ بعد لحظات
- جَيد انك اتصَلت ، كنت على وَشك مراسلتك
خَفف اللورد من سُرعتهُ فالشوارع فارغَة بالفعل ، سأل الثاني مُستفسرًا
- اين انت الان ؟
اجابَه جُيون و هو ينزلُ من سيارتهُ متجهًا ناحيَة طيارته الخاصَة قائِلاً
- انا في طريقي الي روسيا ، لديّ اجتماعٍ هام مع بوتن
راسلتك انّي لم اجد مذكراتك ، و تعذر عليّ البقاء اكثر
ورائي مشاغل تخُص الدولَة
ابعَد السفير سماعة الهاتف عن اُذنيه و راقَب رسائله فوجَده بالفعل قَد بعث لهُ رسالَة منذ خَمس ساعاتٍ تنصُ على فشله في ايجاد المُذكرات و استعجاليَة مُغادرته في الحال
- للتو رأيتُ الرسالَة ، عمومًا انا في طريقي الي جنيف الأن ، ساعودُ لتولي مهامي و مُحاولة اصلاح ما تم افساده
رَكب رَئيس مجلس الوزراء طائرتهُ الخاصَة فوجد مُساعده يقف بجوار زوجته و ابنه الجالسان فوق الاريكَة ، ابتسَم على مَشهدهما و هُما نائمين بعمق قبل ان يُجيب
- حسنًا ، ان احتجَت الي مُساعدة اضافية يُمكنك ابلاغي
همهم لهُ السفير و هو يَزيدُ من سُرعتهُ حينما تجاوز اشارَة المُرور
- شكرًا لك على مَا مضى ، لم تُقصر
جَلس جُيون بجوار زَوجته النائمَة يتفقدُ مَلامحها بعيونِه بعنايَة
- على الرُحب و السعَة ، استأذنك
فصل الخَط و تَبقى السفير بِمُفرده يُخاطب افكارَهِ التي تَشن عَليه حربًا تتوعد بقتله ، زاد من سُرعَة قيادتِه الي أن وَصل الي مَقر سفارته حيثَما نَزل و تمشَى في اتجاهِ مكتبِه يستريحُ من صَخب الحياة
انعزل لِساعاتٍ يُفكر بداخل مكتبِه و يبحث على حاسوبه عَن اسم المُستشفَى التي هَربت مِنها ماريسا في السابِق ، يتذكَر جيدًا انها كانت خائفَة آن ذاك حينما اخبرتهُ ان هُنالك طبيبًا يُلاحقها
لرُبما تكون تلك المستشفَى بدايَة الخَيط لِربط الاحداثِ كُلها
قامَ بتفقد تاريخِها و ان كانت عَليها قضايا مَشبوهَة و لم يَجد
لِذلك ، طلب من اوليڤر تولي البَحث عن سِجلها الكامِل
فالانترنت لَن تُظهر كُل العيوب الدفينَة
الرشاوي تلعب دورًا في التسترُ على الحقائِق
الُشكلة ان ماريسا فقدت ذاكرتها..!
و الا كان ليطلُب منها ان تصف شكل ذلك الطبيب تحديدًا
كيّ يبحث عنهُ بشكلٍ خاص و ان امسَكهُ سيعلمُ الخبايا بالتأكيد
ادرَك ان العالم كُله ضِدَه بالفعل..! حتى ماريسا
لما فقدت ذاكرتها الان تَحديدًا؟
تَنهد بضيقٍ بعدَما دلك جَبهتهُ لِيحدق في ساعَة رِسغه يجدها تُشير الي السابعَة صباحًا ، اتَكئ على الكرسيّ يُطالع سقف الحُجرَة بشرود
- هل هُنالك شخص ، مَصلحته ان تَظهر ماريسا في حَياتي؟
او أن يتدمر زَواجي من اليوت..؟
هَمس يسأل نَفسهُ قبل أن يعتدل في جَلسته مُتسائلاً
- صحيح! ادريان ؟ حبيبُ اليوت السابق؟
لرُبما يكون لازال على قَيد الحياة؟
اقتَرب من حاسوبِه يَكتُب في مؤشر البَحث
- آشفورد ادريان
اسنَد ذقنهُ فوق كَفه يبحثُ عن المقالات العديدَة التي ذكَرت حادثَة اختفاءه المُفاجئَة دون اي ظُهورٍ لهُ ، اذ يتنبأ الكَثيرين بِمَوته
قَطب حواجبه بخفَة ثُمّ سأل نفسهُ مستفسرًا
- هنالك احتمال ان تكون اليوت سَبب اختفاءِه؟ بسبب خيانتهُ لها..!
خلال ما رأيتهُ منها الفترة الاخيرة بدأت اشُك فيها
هَمس و هو يَبحثُ عن صُورٍ لحبيبها السابِق ، لَكن كُل ما يخصُه محذوفًا كما لو انّ هنالك من مَسح اثارَه بعنايَة ، اثار الامر شُكوكه اكثَر و جعلهُ في قمة حيرته
- لِما صُوره غير موجودة؟ رُغم انه كان معروف في السابِق!
بدأ يُدرك ان لِزوجته يَد في اختفاءه بلا شَك
يعلمُ ان نقطَة ضعفها الخيانَة! و لن تَشفع لمن ارتَكبها بحقها
قضم شِفاهه و انخفض بين المقالاتِ فوجَد واحدًا اثار انتباهه للغايَة
- حادِثَة مقتل و اختِفاء شابة يافعَة تُدعَى سيلينا بَعد مُواعدتها للشهير آشفورد ادريان بِشهرٍ واحِد
دَخل على ذلك المَقال يقرأه بالحَرف الواحد لعلّهُ يَجد دليلاً يدلهُ للحقيقَة ، قرأ عن سيلينا حبيبَة ادريانِ السابقَة اذ علِم انها لازالَت طالبَة في سنتها الثانيَة من الثانويَة ، اختَفت و هي لم تَصل للسن القانونيّ حتَى ..! لم تكُن تمتلك عائلَة تسأل عَنها سِوا أخ يكبُرها سنًا و لم يَعد له اي ظُهور من بَعد وفاتها
- هل اختفت في الوقت الذي لم يعُد فيه ادريان موجودًا؟
هَمس بينَما يقضمُ شفاهه مُحاولاً ايجاد صُورٍ تَخُص سيلينا تِلك
عبثًا! كُل ما يخصها هي و ادريان غير موجود اطلاقًا
حَمل هاتفهُ و كَتب رسالَة نصيَة الي مُساعده يُطالبه بِجَمع معلوماتٍ عَنها ، يشتبهُ بزوجتِه و بذاتِ الوقت يُحاول ان يتجاهل فكرَة عدائيتها..!
من المستحيل ان يَركض بها هوسها لقتلِ احداهنّ؟
مُستحيل..!
ان كان ذلك صَحيحًا..! اذا ماريسا بلا شَك في خطرٍ شديد
بَردت اطرافهُ و هو يستميتُ بداخل افكاره العنيفَة
ليتها تكون كُلها مخطئَة ، ملاك الرحمَة زوجتهُ ليسَت بذلك السوء..!
قد بدأ يشُك في براءِتها ، هَوسها المُبالغ يدفعها لِارتكابِ الجرائِم من اجلِه و لم تتردد يومًا في الاعترافِ بذلك امامَه ، يَظُنها تَمزح! لكن من الواضح ان ذلك حَقيقيّ..!
نَفى يعترضُ برأسه
- مُستحيل! اليوت لن يصل بها للقتل
مُستحيل
هَمس يُخاطب نَفسهُ محاولاً ردع تلك الافكار عَنهُ بِصُعوبَة
- ان كان ذَلك حقيقيًا ، فماريسا في خَطر..!
ستؤذيها و هي ليسَت مُذنبَة انها ليسَت عشيقتي حتّى
انتفض هلعًا حينما تمّ طرق باب مكتبه ، نَظر نحو الباب يُحدق في سكرتيره الذي دَخل و انحنَى له باحترامٍ متحدثًا
- صباح الخير مَعالي السفير
المستشار القانونيّ ، هُنا من اجل مُقابلتك
حَدق اللورد في ساعَة رِسغه فوجدها تُشير الي التاسعَة صباحًا ، لقد قضى ساعتين مُنغمسًا في البَحثِ دون ان يَشعُر
تَتفس الصَعداء و عَدل من هندامِه يومئ لهُ قائِلاً
- دعه يدخُل
انحنَى السكرتير لهُ ثمّ غادَر المكتب يُتيح المَجال لِلمُستشار القانونيّ بالدخول ، وَضع اللورد عيناهُ على هيئَة ادريان الذي كان يلبسُ بذلَة رسميَة رماديَة تتماشَى مع لون عُيونِه تمامًا ، خَطى في اتجاهه و نَهض السفير يُصافحه مرحبًا بِه
- مرحبًا بك ، تفضل بالجُلوس
اشار له على الكرسيّ الذي يُقابل المكتَب فقام بالجُلوسِ امامَه مُعتدلاً في جَلسته ، حَدق ادريان به بعدَما وضع قدمًا فوق الاخرى مُستفسرًا
- وردني بلاغ انك تراجعَت عن الطلاق؟
ناظَرهُ اللورد مُبتسمًا بجفاء فقام بالايماء لهُ
- نَعم ، لقد توصلنا الي حَل يرضي الطرفين بعيدًا عن الطلاق
رَطب البريطانيّ شَفتاهُ قبل أن يفرد كفه فوق فخذه مُجيبًا
- جيد! يُسعدني سماعُ ذلك
ابتسَم بِطريقَة لا تشبه تمامًا ما قاله فبالتأكيد لا يُسعده التراجُع عن الطلاق..!
جاء السكرتير بالقهوَة و الضيافَة الي كِليهما و حينما غادَر نطق اللورد بهدوء
- في الواقع لن اسمَح بمغادرتك بعد مَجيئك من بريطانيا خصيصًا لِتتولى قضيتي ، لِذلك ساطلب منك عملاً اخَر ان كنت مُتفرغًا
اعتَدل المُستشار في جَلسته بعدما ارتشَف من قهوته فقال
- تفضل
احتَسى اللورد من قَهوته ثُمّ نَطق موضحًا مطلبه
- في الواقع سأفتتحُ اكاديميتي قريبًا ، لِذلك احتاجُ مستشارًا ذا خبرة مثلك يقودُ الفريق القانونيّ و الادارات الماليَة تجنبًا لوقوع اي مَشاكل
كان عرضًا مُغريًا بالنسبَة الي ادريان الذي سألهُ بهدوء
- اذًا تطلُب منّي ان ادير الفريق القانونيّ بالكامل للادارَة؟
حَرك اللورد رأسهُ ايجابًا قبل ان ينطق
- مَلفك مليئ بالانجازات المهنيَة ، لا اظُن ان هنالك افضل منك و سيكون راتبك مُرضيًا بدون شَك
اومَئ ادريان لهُ عندما عاود الاحتساء من قهوته مُتحدثًا
- صَحيح لقد مسكتُ قضايا كُبرى في مُختلف البُلدان الاوروبيَة
ابدَى اللورد اعجابه به عِندما سأله
- من الواضِح ، فالتقييم الذي حَصلت عليه عالٍ مُقارنَة بمحامٍ في مثل عُمرك ، هل حضرت الماستر في اكسفورد؟
حرك ادريان رأسه ايجابًا قبل ان يبتسم قائلاً
- نعم ، درستُ فيها انا و تايهيونغ
زَوج ابنَة معالي رَئيس مجلس الوزراء
بالتأكيد تعرفه
همهم السفير عندما ارتخى بظهره على الكرسيّ يُجيب
- اعرفُ جيون ، لَكن زوج ابنتهُ لم يكن لي به لقاء من قبل
بلل ادريان شفتاهُ فاجاب
- تايهيونغ اصبَح مستشارًا دوليًا يبحثُ وراء القضايا الجنائيَة ، من بعد حادثَة جُيون التي جَرت منذ عامين تقريبًا ، ادرَك ان الادلَة قد تخدعُ الجَميع احيانًا ! اصبح ماهرًا للغايَة في مجاله و تقييمهُ المهنيّ عالٍ ، لم نعد نستطيع محادثته لشدَة انشغاله بقضايا تتراوح مبالغها ملايين الدولارات
اومَئ السفير برأسه مُعجبًا بالسيرَة المهنيَة لزَوج ابنَة جيون التي حَدثها عنهُ ادريان للتو اذ نَطق
- كنتُ اريد توظيفه بشأن قضيَة طلاقي ، لَكِن جُيون اوصَى بك بدلاً منهُ حينما حَدثني عن انشغالاته المُتكررَة
همهم ادريان مُؤيدًا عندما ابتسَم
- صَحيح ، تايهيونغ لا يرحمُ نفسهُ من العَمل ، كنتُ قد اخذتُ اجازَة منذ شهرين تقريبًا لكنّي لم ارفُض طلب جُيون حينما طلب منّي ان اعمل لِصالحك ، من يستطيعُ اساسًا ام يقول لهُ لا؟
ابتسَم اللورد بهدوء فقام بالايماء مُتفقًا
- صَحيح ، لا احد يقولُ لجيون لا!
اخفضَ بصرهُ ثمّ تمتم
- عدا زوجته
عاود رَفع عيناهُ نحو ادريان يُتابع مُبتسمًا
- سارسل لك تفاصيل العقد بالكامل ، يُمكنك الاطلاع عَليه كيّ نُوقعه لاحقًا عندما اُحدد موعدًا حالما اجدُ وقتًا فارغًا
صافَحهُ ادريان مُتفقًا مَعهُ على اخر ما قالهُ قبل ان يَنهض مُغادرًا
اتكَئ اللورد على كرسيه يُفكِرُ حِيال اختفاء سيلينا تِلك!
و هل لِزوجتهُ علاقَة ..؟
•••
دَخل الي منزِله بِحُلول الساعَة التاسعَة مساءًا
قضَى يومه بالكامِل في مكتبِه يُنهي اشغاله المُتراكمَة
و بانقضاءِ النهار عاد الي بيتِه للبحثِ عن مُذكراتِه
قابلَهُ الكَلبُ سيكرت عند البابِ فقام بالانخفاض الي مُستواه يمسحُ على شعره بلُطف
- سيكرت! لقد اشتقتُ اليك يا رَجُل
نَبح الكلب في وَجهه يمسحُ عليه بلطفٍ قبل أن اللورد بيدِه المتورمَة متحدثًا بعتاب
- ايها الكلب المُشاكس الن تتوقف عن مغازلَة كلبة الجارَة؟
انها لا تُريدك! استحِ على كرامتك
لاعب شعرهُ الكثيف ثُمّ تَركهُ مُتجاوزا اياهُ تجاه مَكتبه ، المنزل كان هادئًا بشكلٍ جَعلهُ يعتقد ان زَوجتهُ غير موجودَة ، دَلف الي المَكتب و توجَه نحو الادرُج يبحثُ فيها باستماتَة عن مذكراته لعلّهُ يلمح طيفها
يذكر انه جَمع اوراقها و تركها في الدرُج اخر مرَة!
هل يعقل ان الخادمَة رمتها عند التنظيف حالما رأتها ممزقة؟
و لما سَتفتح الخادمَة اساسًا دُرج مكتبه ؟ ذلك ممنوع عليها!
تَنهد مُتضايقًا و عندَما فَك رَبطة عُنقه يسمحُ للهواء بالتسرُب الي رِئتيه ، سَمع صَوت خُطواتٍ آتٍ صَوبه من خارج المَكتب ، التَفت بِرأسِه و رأى اخر ما قَد يتوقعهُ في حَياته..!
قابَلتهُ تلك الشَقراء ذات العُيونِ الزرقاء ، تَلبسُ قَميص نومٍ أبيض اللونِ قَصير كاشِف يفضح مناطقها الانثويَة بشكلٍ مُخل للغايَة ، تسمَر مطرحهُ و لم يَعِد بامكانِه التَصرُف و الحَراك ، لَف رأسهُ امامَه يُحدق في ظِلها المُنعكس على الجِدار بِصدمَةٍ بالغَة
ماذا يَسعهُ ان يَقول..؟ و كَيف يُنقذ نَفسهُ من هذه المُشكلَة..؟
سَمعها تقترِبُ منهُ و تَطرُق كَعب حذاءها الأحَمرِ كَلونِ السائل المُسكر بداخل كأسِها الزُجاجيّ ، قَربت المسافَة بينهما فَتسرب عِطرها لمعانقَة ثقوبِ انفه قبل صَوتها الهادِئ و هي تَقولُ بِغنج
- دامنا اتخذنا خُطوَة التراجعِ عن الطلاق
دَعنا نُجدد ليلَة دُخلتنا..!
شدّ على أصابِعه بِقوّة يسمعها تُتابع و هي تلتمسِ كَتفه من الوراء
- لقد حققتُ امنيتك و لبستُ لك قميص نومٍ سيُعجبك..!
التفت ، عَليك ان تَراني ، سَتنبهر
اعتصَر قبضتهُ بأقوَى ما يَمتلك و بداخل عَقله يبحثُ عن الحُجج للهربِ من هذا المَوقف المُميت ، التَفت و عُيونَه في الأرضِ يقوم بِدفعها عن طريقه عندما قال
- ليس وقتهُ اليوت ، انا مُنشغل
أزاحها عن طريقِه لكنها لم تَتحرك و بَقت صامدَة امامهُ تُناظرهُ بجديَة
- لن تَذهب لمكانٍ جون! انت الليلَة مُلكي
اشتقتُ اليك! و ها انا ذا ارغبُ بك
ساُحاول ان اُعالج برودي لاجلك
المَكان الوَحيد الذي نَظر اليه كان عَينيها
يُحدق فيها بهدوءٍ تام جَعل آمالها تتحطَمُ بالكامِل
- ليس وقته
أصرّ على كَلِماته يَراها تستشيطُ قهرًا من نَظراته الباردَة نحوِها ، تَجاوزها رغبَةً بالرَحيلِ لَكنهُ صُدم حينما رَمت كأس النبيذ لِيُصيب الجدار بالقُرب منه ، تناثر الزُجاج و تَسبب في جُرح عُنقه فَسمعها تَقولُ بنبرةٍ مليئة بالغُل
- انزِع قِناع السَفير ، فهو لا يَليقُ بك ايها الوَزير..!
تَسمر مَطرحهُ عندما جائت بِسيرَة الوزير..!
التفت نحوها ينظُر اليها بعدمِ تَصديق
- الوزير؟
اقتَربت منهُ خُطواتٍ اضافيَة تُناظرهُ بعينين جامحتين
- لن تنطلي عليّ الاعيبك اكثَر! انت لست زَوجي
مَدت يدها حتى تَقوم بحشرها داخل عَينيه رغبةً في ازالَة العدساتِ للكشفِ عن هويتِه ، لَكنها صُدمت به يقومُ بامساكِ رسغها بقوَة مُصرًا على كَلماته حينما قال
- ان لم اكُن زَوجكِ ، فبأي حَق تخرُجين امامي بِهذا اللباس الكاشِف؟
و تَطلبُين منّي ليلَة بِكُل رُخص؟
عَقدت حواجبها مُحاولَة جَذب رِسغها لَكنهُ شدد على اعتصارِ معصمها بعنفٍ يُماثل غضبهُ الراكد بداخله
- في قلبكِ شَك انّي لستُ زوجكِ؟ فكيف أمكنكِ الخُروج بهذا الشكل اليوت؟
انقلَبت الحكايَة ضِدها! و بدلاً من ان تُوبخهه هي وجدت نَفسها من يَتم توبيخها ..!
- لا تَقلب الطاولَة ضدي و تنسَى انك خَدعتني!
قالت بانزعاجٍ و هي تَجذب رِسغها منهُ بصعوبَةٍ و حينما نَجحت طالعتهُ بغضبٍ تُتابع
- هل جَعلته ياخذ مَكانك و يَعيش في ذات البَيت مع زوجتك؟
دَفع اللورد حاجبه ساخرًا قبل ان يَتحدث
- عمّا تتحدثين ايتها المجنونَة؟ افقدتِ صوابكِ بالكامل؟
كانت سَتحدث لَكنه منعها عندما اقتَرب منها خطوَة اضافيَة
- لما تقومين بهذا اليوت؟ لما تجعلينني في كُل مرَة اتراجع فيها عن الطلاق منكِ اندَم؟ لما انتِ مصرَة على افساد صُورتكِ امامي!!
حَدقت في عينيه و أدركَت ان من يُخاطبها زَوجها بالفعل..!
لقد اخطأت ، لم يَكُن الوزير! بل هو حَد ذاته السفير
انخرسَت و لم يَعد بمقدورها الحَديث حينما تابَع مختنقًا
- يَكفي! ارجوكِ توقفي عن خَنقي اكثر
زواجي منكِ اصبح جَحيمًا بالفِعل
لم اعُد اطيق حتى النظر الي وجهكِ
تَفحص شَكلها بِعينيه يُراقب ثَوب النوم الذي تلبسهُ قبل ان يُواصل
- شكلكِ ليسَ مُغريًا على فكرَة! خصوصًا بعدما تزينتِ رُغم شككِ اني لستُ زوجكِ ..! اصبحَ مظهركِ مُقرفًا
لم يُعطيها فُرصَة للحَديث و التَفت يُغادر المَكتب في اتجاه غُرفته ، حاولت اللحاق بِه من اجلِ توضيح وجهَة نظرِها لَكنهُ تجاهلها بالكامِل و اغلق الباب على نَفسه بإحكام ، وَقفت في مُنتصف الصالَة عندما انتبهت الي شاشَة التلفاز حيثما يَتم عرض بث مُباشر لوصولِ رَئيس مجلس الوزراء البريطانيّ الي روسيا ، تمّ اظهارُ بوتن و هو يستقبلهُ عند المَطار مُرحبًا به
وَضعت يدها فوق شعرها الاشقر تقضم شفتها بعنف
- تبًا ! لم يكُن جُيون
كيف؟ انا مُتأكدة ان كُل ذلك الجفاء لا ينبعُ من جونغكوك
انه حتمًا ليسَ هو! ذلك مُستحيل
جَلست فوق الاريكَة تُبعثر شعرها القصيرُ بغيضٍ شَديد
- لقد لبستُ هذا فقط لاكشفه..! اعلم جيدًا ان كان جُيون ما كان لينظُر اليّ حتّى ، اذ كيف استطاع زَوجي مُقاومتي؟ كان يَذوب فقط من نَظرة منّي!!
تكادُ تفقد صَوابها ، كَيف خسرت قُدرتها على الاطاحة بٍزوجها و اهتمامه؟ كان يسيحُ بين يديها بِنظرةٍ واحدَة دون اي مَجهود..!
هل حقًا ، هُنالك فتاة اخرى في حياته؟
يخونَها! هنالك من ملئت فَراغه العاطفيّ و الجنسيّ!
ارتجفَت من شدَة التفكير و هي تُحرك رأسها نفيًا
لن تسمَح لاي فتاةٍ اخرى ان تدخُل حياة زَوجها
مُستحيل! لن تَدع يدهُ تلك تلمسُ غيرها
بعدَما دلف غُرفته و اغلق الباب من خَلفه اتكئ عليه يسترجعُ سجيَة انفاسهُ المُهتاجَة ، هل شَكت به؟ ايعقل انها كشفت امرهُ؟
جَلس فوق السرير يَقيسُ حرارتهُ العاليَة و نبضات قلبه الصاخبَة بيده المُرتجفَة من غضبه ، كيف تَمكنت ان تخرُج بذلك الشكل رُغم شَكها بانهُ ليس هو..!
كيف استطاعَت عرض جَسدها بتلك الطريقَة؟
عقله سيتوقفُ عن العَمل من كثرَة التخبط وسط افكاره
بعثر شعرهُ الاسود بغضبٍ و كيّ يهرب من سوداويَة خيالاتِه ، دَخل يستحم و يسترجعُ سَجيتهُ بدلاً من التهورِ و الخُروج لابراحها ضربًا
يخشى ان تَعود لهُ خصاله السابقَة بعدما تابَ عنها و تعالج لسنواتٍ كيّ يُسيطر على حديَة غضبه ، لَكنها تتمادى بشكلٍ يُرغمه على ضَربها..!
نَفض رأسه يُخاطب نفسه قائلاً
- اهدأ جونغكوك و كُف عن كَونك وحشًا بلا ضَمير!
انها امراة ، عاهدت نَفسك الا تعود لِسابق افعالك الشنيعَة
عليك ان تَحل الامر بدبلوماسيَة ، اهدأ
هدء من نَفسه بِصُعوبَة فبُمجَرد التفكير بانّها خَرجت بثوبِ النوم رُغم شَكها بانهُ ليس زَوجِها ، خَرجت بالقميص الذي لطالَما ترجاها ان تَلبسهُ من اجله و رُغم الحاحه كانت ترفُض..!
قضم شِفاهه بغيضٍ و دَخل اساس الرَشاش البارِد يُسكت فيه النقاش الحاد بين الاطراف المُعاديَةِ بداخل رأسِه ، لا مَزيد من التَفكير ، عليه ان يَحظى بالهُدوء و المَزيدِ منهُ
•••
الساعَةُ الثامنَة صباحًا
انضَم اللورد الي الفطور العائليّ الصباحيّ الذي يُقام وَسط الحديقة الجامعَة بين بيتِه و بَيت عائلَة زوجته ، اتخَذ مكانه بجانبها و هو صامِت بالكامل يَتجنب الحَديث مَعها بعد الذي جَرى البارحَة
استَغرب ان بيتر يَتحاشى النَظر او الحَديث اليه على الرُغم من سَماعه بخبرِ الطلاق الذي اُشيع مؤخرًا ، ناظَرهُ بهدوءٍ ثُمّ سال
- الن يأتي ماثيو؟
حَدق في زَوجته حينما اجابتهُ قائلَة
- لا يستطيعُ الحراك ، قدمهُ مكسورَة
همهم ثُمّ استأذن حينما استقامَ متحدثًا
- ساذهبُ لتناول الطعام مَعه في جَناحه
لم يَنتظر جوابًا مِنهم و اكتَفى بالالتِفات و الدخول الي القصَر ، صعد الي اجنحَة الغرف و قَصد خاصَة ماثيو الجالِس فوق سَريرِه يبعثُ بهاتفه
بِمُجَرد ان دَخل حتى رَفع الشاب عينيه الزرقاء تِجاه زَوج اخته يُطالعه بشك
- جونغ..
وَجدهُ يقوم باغلاقِ الباب خلفهُ و يقترب مُنهُ مسرعًا يُمسكه من ياقَة قميصه بغضبٍ شديد
- ايها اللعين المُتهور ، مالذي قُمت بفعله؟
هسهس قُبالة وَجه ماثيو الذي ابتسَم بهدوء متحدثًا
- انت حقًا جونغكوك!
قَطب اللورد حواجبه بشدّة متسائِلاً
- ماذا؟
ابعَد ماثيو قبضَة اللورد عن قَميصه قائلاً
- الذي كان في المُستشفَى لم يَكُن انت
انهُ جيون اليسَ كذلك؟
رَفع اللورد حاجبه مُستنكرًا بعدما ابعَد يده عن عُنق الشاب اسفله
- كيف علمت؟
بلل ماثيو شِفاهه الجافَة يُجيب
- لانهُ كان مُتساهِلاً ، لم يغضَب حينما رآني
اغمَض جونغكوك عيناهُ بشدَة يقومُ بالمَسح على وجهه بغضبٍ عندما هَسهس يُخاطبه
- الا تعلم حجم المُصيبَة التي وَضعتني بها؟
ظننتك كبرت و عقِلت بحق الجحيم!!
هَرس حروفه بِداخل فَمه يُخاطب اخ زَوجته الذي اخفض عيناهُ معتذرًا
- انا اسِف ، لقد كان تصرفًا متهورًا
رَفع عيناهُ اليه فسأل بقلق
- ماريسا؟ كيف حالها؟
زَفر جونغكوك انفاسَهُ حينَما جَلس على الكرسيّ قبالته مبتسمًا بسخريَة
- حالها؟ اتسأل حقًا عنها؟
طالع عينيّ ماثيو الذي اومَئ متحدثًا بِتوتر
- لم تكن ترتدي الخوذَة اثناء الحادِث
ارادت الشُعور بشعرها يَطير ، نَزعتها و تركَت الهواء يحتضنها!
قَبض السفير على اصابعه بشدّة يحاول تمالك اعصابَه بصعوبَة
يشتهي هَرس فك ماثيو و اقتلاع اسنانه واحَدة تلو الاخرَى
- انت دَمرت الفتاة يا ماثيو ، دَمرت الذكريات البسيطَة التي جَمعتها و تَركتها خاليَة من كُل شَئ من جَديد!
عَقد ماثيو حواجبه بخفَة يُناظره بِقلقٍ عندما سأل
- ماذا؟ ك..كيف؟
قَضم جونغكوك شفتهُ بعنفٍ و هو يجاهد لاخماد غضبه
- فقدت ذاكرتها مُجددًا
شَهق الشابُ بعدمِ تَصديق لِيضع يدهُ فوق شفتيه مُنصدمًا
- ك..كيف؟
استقام السفير من مكانِه ينظُر نحوهُ بحدَة
- تذكر انك السَبب ، حتى الذكريات التي كانت بِحوزتها و التي من خِلالها كنا نستطيعُ الوصول الي طرف الخَيط ذَهبت! اُقسم ان لم تَعُد ، و جرى لها شيئًا ستندمُ اشد النَدم على تَهورك هذا
لم يستطِع ماثيو الحَديث من شدَة انفعال السفير الذي استَمر يُوبخهه بمرارَة
- كانهُ كان يَنقصُها عبئ اضافيّ! حتى ابنتها لم تستطِع تذكُرها
رسيل كادت ان تَموت من شدَة لهفتها على اُمها
لقد جعلتنا نعيشُ ابشع كوابيس حياتنا
لم اكن خائفًا بحياتي بقدر ذلك اليَوم!
نَظر ماثيو اليه بِصَمت فتأنيب الضمير يتآكلهُ مع كل حَرفٍ يلفظهُ السفير الذي فقد اعصابَهُ و راح يرمي بسموم كلماته عَليه دون تَوقف
- جَعلتني اضطرُ ان اكذب و اوهمها باشياءٍ غير موجودَة!
كيف سيكونُ ردود فعلها حينما تستفيقُ من غيبوبَة الوهم؟
اساسًا ضميري يتآكلني بسبب ما فعلتهُ سابقًا مَعها
فماذا عن الان؟ كيف سانظُر الي عينيها؟
لقد عاهدتها اني سأحميها!
لقد دمرتنا ماثيو
اخفَض ماثيو عيناهُ بحزنٍ فليس لديه وَجهٍ لِيُقابل به اساسًا
هو السبب! تهوره كان سبب كُل الكوارِث الحديثَة
كادَت ان تفقد حياتِها بِفعله ..!
- لن اُسامحك ، صدقني لن افعَل ان حَدث لها شَئ
يَكفيني الذي تفعلهُ اختك اللعينَة بي
لقد تَعبت اُقسم!
نَطق اخر كَلِماته قبل ان يَسير في اتجاهِ الباب الذي فَتحه و فوجِئ بوقوفِ اليوت قبالته ، نَظر في عَينيها الزرقاء للحظاتٍ ثمّ دَفعها من امامه و واصَل سيرهُ للخارِج بِغَضبٍ شَديد لم يستطِع افراغهُ حتى بِتوبيخ ماثيو
•••
- انَها شابَة يافعَة..! صغيرَة للغاية
- ذلك صحيح لقد جلبوها حينما اغلقت سن الثامنَة عشر
- ماذا نُسميها؟
- العَذراء..!
- لما العذراء تحديدًا؟
- لانّ الطِفل هو من اخترَق غشاءِها..!
الفتاةُ لم يلمسها رَجُل من قبل ، انها عذراء
- اذًا ، لِنُسميها ماريسا ، و مَعناهُ العذراء
- ماريسا! اسم جَميل ، يليقُ بِمَلامحها البريئَة
يعكسُها بشكلٍ مُذهل
جَلست تَشهقُ بصوتٍ عالٍ بعدَما استفاقَت من حُلمٍ كان اشبه بالكابوس ، اضواء صاخبَة تحومُ بجسدِها المُلقى وَسط سريرٍ في غرفَة باردَة و اجسادُ الاطباء تحومُ حَولها ، يستمرون بالتهامُسِ امام رأسِها
صَدرها كان ضيقًا للغايَة تحاول توسيعهُ باخذ اكبر قدرٍ من الاكسجين ، لقد زارتها ذكرياتٍ مُشوشَة في حُلمها من جَديد..!
لا تعلمُ ان كانت ذكرياتٍ واقعيَة ، ام مُجَرد كابوس..!
مَدت يدها المُرتجفَة نحو الماء بجانبِها ترتشف منهُ القليلُ لتروي جَفاف ريقها ، اخفضَت الكأس تُطالع الفَراغ بشرود
- العذ..العذراء؟ من هي العذراء؟
هَمست بِتشتُتٍ جَعلها تُغمض عُيونها محاولة استرجاع ذكرياتها من جَديد ، فَشلت و فَشلها أمرها بالنُهوضِ و تجاهُل كُل ما رأتهُ في الحُلم
انهُ مجرد كابوسٍ بشع..! ليس حَقيقيّ
كان المنزلُ هادئًا للغايَة و رسيل نائمَة فوق الفراش بِجانبها
تفقدَت الساعَة و رأتها تُشيرُ للعاشرَة مساءًا
وَجدت الممرضة تجلسُ امام التلفاز تُتابع برنامجًا لذلك انضمَت اليها بعدما تعرفت عليها بالامسِ حينما وجدتها بعد رحيل اللورد
وَضعت عينيها على الشاشَة تُراقب ذلك البث المُباشر الذي تعرِضه احد القنوات السويسريَة ، ضَمت رُكبتيها الي صَدرها تُشتت افكارها بالمُشاهدَة كيّ لا تستعيد تلك الذكريات المؤذيَة
كانت لَحظاتٍ ، و رأت السفير يَنزلُ من سيارَة ليموزين امام السجادَة الحمراء ، توسعَت عينيها و هي تُشاهده بِكامل اناقته ، يلبسُ بذلَة بيضاء تماشَت مع تناسقِ جَسده الممشوقِ بينَما يسرح شَعره الاسوَد بطريقَة جَذابة
ابتسمَت بابنبهارٍ تُشير عليه بفخَر
- و..واه ! انهُ زوجي
نَظرت المُمرضة اليها قَبل ان تُعيد التَحديق في السَفير باستِغراب
- هل تقصدين ان السفير زَوجكِ؟
اومأت ماريسا مُبتسمَة و هي تتبعهُ بِعَينيها باعجابٍ شديد
- انهُ وَسيم للغايَة!
عَبرت باعجابٍ واضح في صَوتها و نَظراتها المُشعَة ، كانت ثوانٍ مَعدودَة ، و اظهَرت الكاميرا تَدخُل فتاةٍ شقراء ، بجسدٍ ممشوقٍ و نَحيل يسيرُ في اتجاهِ اللورد الواقف امام المنصَة تلتقطُ الصحافَة لهُ الصُور
عَقدت ماريسا حواجِبها و هي تتبعها بِعينيها تَمشي نَحو السفير و تَشبك ذِراعها بِخاصته ، مالذي تَفعلهُ تلك الشقراء؟ لِما تقومُ بامساكِ يد زَوجها..!
تَجمدت مَكانها و عُيونها تزدادُ اتساعًا
ايُعقل؟ اللورد يَخونها..!
•••
7075 ✔️
اهلاً اهلاً يا حلوين 🤍
اخبار الفصل معاكم؟ وصلتم بخير ؟
كيف المستجدات؟ الاحداث الاخيرة؟
الفصل هذا نوعًا ما دَسِم ، فيه معلومات غنيَة 🫰🏻
بخصوص السفير و تغير معاملته مع ماريسا؟
ملاحظين تحسنه ؟
نظرته الها تغيرت و ما عاد يشوفها جاسوسَة حابة تدمر حياته
لانه ادرك ان حياته اصلا مدمرة 😭
وعى على نفسه 🤌🏻 و عرف ان ماريسا ضحيَة رغم انه لسه ما يعرف عن ماضيها شئ للحين
ماضيها مجهول بالنسبَة للجَميع
المهم ، شنو توقعاتكم لسيلينا؟ و مين تكون؟
اكثر جزئية حبيتوها..؟
اكتشاف اليوت لماريسا قريب جدًا
احتمال بالفصلين الجايين لذلك جهزوا نفسكم 🔥
هنبدأ بالاحداث الحقيقية قريبًا :) جدًا متحمسة رغم اننا هنعيط
بس عادي
رسيلي؟
ودعنا الوزير بدا الفصل ماندري امتى هنشوفه تاني
ادريان..؟
توقعاتكم للقادم عمومًا..؟
شئ يجذبك لذي الروايَة..؟
يعني اريد اسألكم بصراحَة
انتم شايفين ان الروايَة فيها خيانَة؟
رغم اني بحاول بقدر استطاعتي اخليها بعيدة كُل البُعد عن الخيانَة
لان عارفين كويس ميولاتي ، و نظرتي لهذا الموضوع
فمن وجهة نظركم انتم كقراء لها ، شايفين فيها خيانة؟
مهتمة برأيكم صراحَة
3400 تصويت
7000 تعليق
فصل جَديد ✔️
مش محتاجة اهزق على التفاعل لاني تعبت
بس انتم تتحكمون بسرعة الفصل ، انتم و تفاعلكم عامَةً
و لكم حرية الاختيار ♥️
اشوفكم بالفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء 🤍
.
.
.
محتاجين نتكلم شَويّ عن جَمال جنيف ، عاصمة سويسرا السياسيَة ♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top