Our child | 18
THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD
اهلاً بكم في الفَصل الثامن عَشر 🍂
اكيد اغلبكم عِرف سبب التأخير ... 👀
كان بِفعل انشغالي في كتابة كتابي الثاني الذي الحمدلله تمّ اصدارُه تحت عُنوان { جُحر الوتين } 🤍
شكرًا لصبركم و انتظاركم لطيفيني 🦋 لكن الصَبر يستحق
فصل اليوم مليئ بالاحداثِ اللطيفَة 🤍
لِنَبدأ 🐻
•••
نَظراتُ الفُضول في عَينيها و هي تَستفسرُ عن هَويتهُ جَعلت القلق سَكين قلبِه ، يَخشى أن ينطِق بحرفٍ قد يكونُ السكين القاطِع لِحَياة اُم طفلته للأبد..!
يخافُ بشدّة ان يُساهم في تَدهورِ حالتها للاسوء و عند إذ
رَسيل لن تُسامحه طيلَة حياته و سيحملها ذَنبها لاخر الأزَل
طِفلتهُ ، لا تملكُ ذنبًا في العَيش دونُ اُمٍ تَمنحها الحَنان الذي تحتاجُه
و لا ماريسا ، مُذنبَة في خَسارة ما تُحاول جمعهُ من نَفسها..!
تثاقلَت انفاسَهُ و يُجزم أنّها اصعبُ موقفٍ وُضع فيه على الاطلاق
اصعبُ حتى من لَحظة اكتشافِه ان رَسيل ابنتِه..!
نَظراتُها المليئَة بالبراءَة نحوهُ تُشعره بالذَنب ، يُطالِعها و يَرى مُخلفات الحادِث على وَجهِها الذي كان يَشِعُ من النُورِ في السابِق ، اصبَح باهِتًا يَدسُّ الحياة وَسط أثار الجُروحِ و الكدماتِ الكثيرَة تلك..!
فَرق بين شَفتاهُ و جَمع انفاسَهُ بعدَما تعيّن عَليه الكَذب
سيُصبح كاذبًا ، إن كانت حياةُ طفلته و اُمها تعتمدُ على كِذبته
كذبة مُؤقتة ، لن تَضرّ احدٍ بشئ ، اليسَ كذلِك؟
نَظر في عينيها البُنيّة ثُمّ فَرق شفتاهُ ليقول بِصَوتٍ ثابِت
- انا زَوجكِ
رأى اتساعُ بُؤبؤ عَينيها قبل ان يَسمعها تَتنهدُ بِرَويةٍ كَما لو انّ هُنالك عِبئ قد اُزيح من فوق صَدرِها ، رآها تبتسِمُ بخفوتٍ ثُمّ سمعها تُخاطبه
- ذلك مُريح..! خلتُ لوهلة اننا غُرباء
حَدق في عينيها و هو صامِت يَراها تشابك يديها سويًا تُلاعب اصابعها بِتوترٍ قبل ان تُتابع قائِلَة
- انا اشعُر بآمان اكثر الأن ، لقد كنتُ حائِرَة للغايَة و ضائعَة وسط ذكرياتٍ مُشوشَة لا افهمُ منها شيئًا
قَطب حواجِبه بِشدّة ثُمّ قام بِسُؤالها بهدوء
- ماهي تلك الذكريات؟
تَمسكت باللُحاف الذي يُغطيها ثُمّ اراحَت ظهرها على مَسند السَرير تُجيبه بنبرةٍ تُشبه خاصته
- مَزيج من الاضواء و الأصواتِ الصاخِبَة ، اظنّ انها ذكريات الحادِث
قالَت و هي تعقدُ حواجبها بخفّةٍ قبل أن تُصدر أنينًا مُتألِمًا جَعله يَتنهد مُتحسرًا على حالِها ، يَتمنى لو بإمكانه الظُهور امام ماثيو بأسرعِ ما يُمكن ليدفعه ثَمن هذه الكارثَة التي اوقَعهُ فيها ، طَرح انفاسَهُ ثُمّ صَنع ابتسامَة خفيفة قال من خِلالها
- لا تَضغطي على نَفسكِ بالتذكُر ، قد يستغرقُ الامر بضع ايامٍ و تستعيدين ذاكرتكِ بالكامِل همم؟ ارتاحي
لاحَظ انها تُفسح له المَجال كيّ يَجلس بِجانبها بدلاً من البقاء امامَها لذلك سارَع بالحَديث مُوضحًا
- انا لا يُمكنني النوم معكِ همم؟ عليّ الاعتناء بِطفلتنا لِذلك ابقيّ انتِ مرتاحَة ، ساعودُ لكِ بعد قليل
استقام مُتهرِبًا من نَظراتها المليئَة بالفُضول فهي كانت تُريد منهُ الجُلوس بجانِبها كيّ يُعدل لَها ربطَة الضماد التي ارتخَت خلف رأسِها ، لن ترغب بِنومه بجانبِها و هي للتو فقط علِمت انهُ زوجها..؟ بالنسبَة اليها لازال غريبًا..!
تَتبعتهُ بعينيها الي أن رأتهُ يفر هاربًا فقالَت تُخاطب نفسِها بحيرَة
- هُنالك شَئ ناقِص..!
اغلَق الباب خلفهُ فَوجد جُيون يُجالس امرأتهُ يتناقشُ معها حيال تَحاليل ماريسا التي بين اصابِع يديه ، بينَما على الارضِ كان جونسان يلعبُ مع رسيل باستِخدامِ الدُمى التي احضرَها هو لابنته سابِقًا
حُضورَه جَعل البقيَة ينتبهون لَهُ اذ طالعهُ الوزير السابِق بعدَما وَضع التحاليل في حُضن زوجتهُ و سألَهُ مُستفسرًا
- تَحدثت اليها؟ مالذي قُلته لها؟
اقتَرب السفيرُ يَجر خُطواته بهمٍ واضح يَحتضنُ سائر وَجهه الذابلُ من كثرَة التفكير ، جَلس يُقابل شَبيهه ثمَ اجاب بِنَفسٍ ثقيل للغايَة
- تحدثتُ اليها ، و سألت من أكون
بدا الوَضع جديًا ، و الجَميع مُترقب لاجابتِه التاليَة اذ طالعهُ الكُل بنظراتٍ مليئَة بالقلقِ التام ، نبضاتُ صبيَة جُيون ترتفعُ بِصَخبٍ و هي تشُد على اوراقِ التحاليلِ بين يديها تترقبُ رَدهُ حينما سألهُ زَوجها
- و ماذا قُلت؟
طالعهُ اللورد بِعينين ذابلتَين حينَما اجابَهُ مُتحسِرًا
- لَقد كَذبتُ ، كذبتُ و قلتُ اني زَوجِها
صَوتهُ كان خافتًا لِتجنُبِ سَماع ماريسا كَلامهُ و لَو عن طريقِ الصُدفَة ، رُغم انهُ يتكلم الكوريَة و هو مُدرك انّها لن تَفهمه حتى ان سَمعت ، لكن الاحتياط واجِب ، لن يَكذِب كيّ يفسد كذبته بذات اللحظَة..!
حَدقت سويون في زَوجِها ثُمّ قامت بِطَرح انفاسِها بِبُطئ شَديد تَتنفسُ الصَعداء براحَةٍ لم تُعجب اللورد اطلاقًا ، يراها تُشجعه على الفَساد..!
ناظَرتهُ عسليَة العينين ثُمّ تحدثت تُوضح وجهَة نظرِها قائلَة
- لن يكون من الصائِب ان تُصارحها بالحَقيقة الأن
لابأس بكذبَة بيضاء احيانًا
أمعن السَفير النظر اليها و هو يُفكر في كَلامها قبل أن يسمَع زوجها يُؤيدها حينما قام بالايماء ايجابًا
- لن تستغرق وقتًا طويلاً في التَشافي ، سَتعود ذاكرتها قريبًا لِذلك كُن حريصًا خِلال هذه الفترَة في التعامُلِ معها ، و مَرضها حُجّة كافيَة تجعلك بعيد عَنها طيلة الوَقت ان استَفسرت عن عَدم بقائِك مَعها مثلاً
كان اللورد صامِتًا يسمَع لهُما و بداخل عقلِه يبحثُ عن حُلولٍ شافيَة تُخرجه سالمًا من هذِه الورطَة التي وَجد نَفسهُ فيها بين ليلَةٍ و ضُحاها ، نظر في اتجاه الوزير السابِق الذي تابَع يقولُ بهدوء
- سابحثُ لك عن حُجَة تجعلُك تُسافر خارج البلد هذه الفترَة ، لاني لن استطيع البقاء مَع زوجتك فلديّ مَشاغلي
حَدقت سويون بِه بِنظراتٍ سامَة قبل ان تَنطِق بغيض
- حتى ان لم تكُن لك مشاغل ، انا لن اسمَح لك بالعودَة اليها
ناظَرها جُيون بابتسامَةٍ طفيفَة حينما مَسك بخصرِها و سَحبها نحوهُ يَهمسُ قائِلاً
- اساسًا انتِ كُل مَشاغلي
استَطاع ان يَمحوا غضبها الطَفيف بجُملَةٍ لا تتعدى الاربَع كلِمات ، ابتسمَت لهُ ثُمّ نظرا كِليهما الي اللورد الذي يُحدق بِهما بغُل شَديد ، قام بِجَمع حُروفه عِندما قال بعد صَمتٍ طويل
- حسنًا ، انت استطعَت ان تحُل المشكلَة الاساسيَة و تبقت بعض الرتوش ساستطيعُ التعامُل مَعها
ناظَرهُ جُيون بِحاجبٍ مَرفوع عندما قال
- انت مُتأكد؟
استَرسل اللورد همهمَةٍ جِديَة قال من بَعدِها
- ليسَ عليك القلق ، ساُجيد تدبُر الأمر جَيدًا
شُكرًا ، على ما فعلتهُ للأن ، لولاك لكنتُ تأزمتُ من كُل النواحي
نَفى جُيون برأسِه يرفضُ شُكرَه ثُمّ تحدَث بهدوء
- نحنُ عائِلَة
طالعهُ اللورد بحاجبٍ مرفوع عندما سألَهُ
- عائِلَة؟
أمعَن جُيون التَحديقُ بِه للحظاتٍ ثُمّ ابتسَم يتجاهَلُ الجَواب على استِفساراتِه ، قامَ بالايماء لهُ عندما سَلك طريقًا مُلتويًا قال من خِلاله
- الشَبه بيننا يقولُ اننا كَذلك ، أولسنا؟
سَكت اللورد لِبضع ثوانٍ قبل ان يَتحدث
- تتَحدث كما لو انَك لا تعرِف ..!
زمّ جُيون شَفتاهُ يُناظرهُ بِتمعُنٍ حينما بدأ يدرُس ردود فِعله ثُمّ نَطق
- لا ، لا أعرِف ، لكنِّي ساُحقق بشأنك
ابتسَم السفيرُ بِسُخريةٍ حينما ارتخَى بِظهره على مَسند الاريكَة خلفهُ قائِلاً
- تُحاول اقناعِي ، انك لا تعرِفُ شيئًا..؟
بلل الوزيرُ السابق شَفتاهُ يُرطبها ثُمّ اجاب
- من قال انّي اعرِفُ كُل شَئ؟
هل سمعت بالصُدفة اني نابِغ؟
اعتَلت الجديَة ملامح اللورد الذي طالعهُ بِهُدوءٍ مُريب حينَما نطق
- دور الحَقيرُ لا يليق بِك جُيون
هُدوء جُيون الذي يَكتسحُ سائر رُدودهُ يَجعلهُ في قمّة الاستفزاز بالنسبَة مَن ناظرَهُ بِعينين حارقتين ينتظرُ جَوابه التالي حينما قال
- الامرُ ليس حَقارة بقدر ماهو تَهذيب
عليك ان تصلُ للاجوبَة بنفسِك كيّ تتعلم من صُعوبة اسئلتها
ناظَرهُ اللورد مُتضايقًا حينما سأل
- ما شأن التهذيب في رغبَة المرء بمعرفَة هويتِه؟
ابتسَم لهُ جُيون بهدوءٍ عندما اجابَه
- ستتعلمُ جيدًا من الخُطوات التي تسلُكها في التعرف على هَويتك
مِثال ، انا تعرفتُ على عائلتي الحَقيقية ، بعد عِشرون عامًا من الوهم..!
نَظر نحو سويون التي بِجانبه فاحتَضنها من الجانِب يَمسحُ على ساعِدها بلُطفٍ شَديدٍ قبل ان يُتابع و هو يُناظر عينيّ اللورد
- كُل ما عليك التركيزُ عليه في الوقت الراهِن ، هو حَياتِك الحاليَة و لا تَبحث في ماضيك ، وَقتهُ سيحين عاجِلاً ام آجِلاً ، عليك التَفتيش في ماضي من هُم حَولِك ! لانهُ سيدلك على الحَقيقة
مالذي يقصِدَه بماضي من هُم حولِك..؟
زوجته؟ عائلتها؟ ام ماريسا..!
كلامُ جُيون مُبهم و من الواضِح انهُ مُتحفظ بمعلومات كَثيرةٍ يعرفها جَيدًا و يرغبُ في سَترِها كيّ يتوصل هو لَها بِمُفرده ، لم يَشئ ان يُحادثه عن شَئ اضافيّ مُطلقًا و رآهُ ينهضُ من جوار زَوجته قائِلاً
- ساذهب لتأديَة اخر مُهمَة لي بِاسمِك
وَضع يداهُ في جُيوبه و عندما سَلك طريقهُ نحو المخرج لَحقته سويون التي تَمسكت بِذراعه ترفُض رَحيله ، استَطاع ان يُقنعها بَعد الحاحٍ و كَلمات مَعسولَةٍ نَجحت في سَماحها لهُ بالرَحيل شَرط أن يَلتزم حُدود الأمان بَينهُ و بَينها
و قَبل مُغادرته لَحقهُ السفير نَحو البابِ بعدما دَخلت سويون لِتفقد ابنها الذي بدأ بالبُكاء ، انتَصب اللورد امام جُيون الهادِئ فنطق قائِلاً
- بخصوصِ اجراءات الطلاق؟
نَظر جُيون الي ساعة رِسغه يتفقدُ التَوقيت ثُمّ طالعهُ يُجيب
- صحيح ، وردَك بريدٍ من المُحامي خاصَتك ، لقد رُفعت الجلسَة الي المحكمَة و سيتمُ البدء في اجراءات الطلاقِ قريبًا
طالَع جيون عيناهُ يبحثُ عن اجوبة لتسؤلاته الدفينَة
هل التَقط اللورد الطُعم ؟ ام لا..!
هل كان نبيهًا كِفايَة ، لِيفك شِفرة رسائله المُبطنَة؟
اجابتهُ في الوقتِ الراهن
سَتؤكِد ما ان ورِث ذكائِه ام شَكله فحسب..!
وَضع اللورد يَداهُ في جُيوب بِنطاله ثِمّ نَطق بِصَوتٍ هادِئ
- قُم بالغاء الطَلاق
ناظَرهُ جُيون بِحاجبٍ مَرفوع يَرى الاصغرُ سِنًا يُتابِع بهُدوء
- عِندما تختلقُ حُجَة لغيابي ، رافِقها بِباقةٍ زُهورٍ لِـ اليوت و قُل لها اني ساُسافر لتصفيَة افكاري حيال زواجنا و عِلاقتُنا ، ستغلبُ عاطفتها شيطانُها و لن تَبحث خَلفي
زمّ الوزيرُ السابق شَفتاهُ للحظاتٍ فوجَد نفسهُ يقوم بالايماء يُسايرِه حينما قال
- ستبحثُ خَلفك في كُل الاحوال
نَفى اللورد بِرأسه عندما وضَح
- لا ، ستشعُر بالخَطر من خُطواتها القادمَة لانهُ ان وضحَت اي تصرُف يدل على هَوسِها المُبالغ ، سيجعلُني ارفضُ فكرَة العودَة ، هي تعلمُ جَيدًا ذلك
وَضع جيون يَدهُ فوق كَتِف السَفير يُطبطب عَليه للحظاتٍ قبل أن يَنطق
- حسنًا ، انت ادرَى بِزوجتك
ارتَدى حِذاءَهُ و جَذب سُترتهُ يلبِسُها ثُمّ فَتح الباب مُتابعًا ما جَعل اللورد يَموتُ من حيرتِه
- تأكد ان نِصف عشاء الجائِع يَمكُث في بيتِه
كلامهُ كان مُبهمًا بالشَكل الذي جَعل السفير يَلحقُ به لِيسألَهُ عن التَفسير ، لَكِنهُ قد ركب بسيارتِه و غادَر بها المَوقعُ بالفِعل
بعدَما دخلت سويون الي الصالَة وجدت جونسان يبكي عندما سرقت منهُ رَسيل اللُعبة ، حَملتهُ بين يديها تُسكته حينما جَلست فوق الاريكَة تُطبطب عليه الي أن هدأ ، وَقعت عينيها على وَجه الصُغرَى و هي تُطالعها بِحُزنٍ جَعل قلبها ينفطر
بَدت كاليتيمَة التي لا تملُك اُمًا تَحتويها
نَظرات رسيل المليئَة بالبراءَة اليها جَعلتها تشعُر بغصّة عارِمَة
وَضعت ابنِها جانبًا ثُمّ مَدت ذراعيها الي الطِفلَة التي رَفضت الذهاب اليها و امتلئت عُيونها بالدُموع بحثًا عن والِدتها ، لم يعُد هنالك ما يملئ غياب اُمها حتّى وجود أبيها حَولِها ، حَملتها سويون رُغمًا عن ارادتِها فبدأت هي بالبُكاء بِصَخبٍ شَديدٍ تُعبر عن حِرقتها البالغَة
لقد اشتاقَت لِحُضن امها و حَنانها عَليها
اشتاقَت ان تُشاكسها و تُغضبها عندما لا تسمَع كلامِها
تفتقدُ صَدر اُمها الدافئ عندما تتكئ عَليه للنومِ هربًا من وِحَشة الواقع
تشعُر انها وَحيدَة..! رُغم ان العالم بِجوارها ممتلئ اكثرُ من سابِقه
كان واقعها يَحتوي على اُمها فَحسب
امّا الان ، فهُنالك والِدُها و سويون مَع طفلها الذي يَلعب معها
لَكِن عالِمها خالٍ تمامًا في نَظرِها ..!
حاوَلت سويون ان تُسكتها لكن بِدون جَدوى ، استَمرت بالبُكاء حتّى استَطاعت ماريسا المُتمددَة بداخل الغُرفَة ان تَسمعها ، عَقدت الشابَة حواجبها بخفَة شديدَة قبل أن تَجلِس بِصُعوبَة ، انقبض قلبُها و غَريزَة الامومَة سيطرَت على تَصرُفاتها عندمَا ابعدَت الغطاءُ عن قَدميها و حاوَلت ان تَستقيم
بِمجرد ان رَفعت قدميها عن الفراشِ تَضعهما على الارضِ داهمها صُداعٍ بالغ تَسبب في سُقوطها من جَديد ، لم تَتمكن من النُهوضِ و الذَهاب لِرؤيَة ما تَحتاجهُ ابنتِها على الرُغم من انّها لا تَذكُرها..! لَكِن هنالك احساسٍ بداخِل قلبِها يَجعلُها تودُ الامضاء قُدمًا ناحِيتها
دَخل السفيرُ الي البَيت فوجد رسيل تَبكي بِصخبٍ شَديد ، رَكض نحوها يأخُذها من سويون التي طالعتهُ بِحُزنٍ مُتحدثَة
- لابد انها اشتاقَت الي اُمها ، عندما حَملت جونسان تَحسست
احتضَن اللورد طِفلتهُ يُقبل رأسِها بلُطفٍ بعدما اومَئ للاصغرِ سنًا ، نَظر في مُنتَصف عيون ابنته المُتورمَة من البُكاء فسألها بحنيَة بالغَة
- مابها اميرَة البابا همم؟ لما تَبكي؟
تَشبثت رسيل في قَميصه و دُموعها تشقُ معابرها على خدودها المُنتفخَة
- م..ماما
فَهِم رَغبتها المُلحَة منذ البِدايَة و لا يُمكنه ان يُنكر مرارَة شُعورِها اطلاقًا ، ان كان هو الذي لا تربطه عِلاقة مع ماريسا و احسَ بالحُزن لانها لا تَذكُره ، فَكيف سيكونُ شُعور رَسيل التي مُرتبطة بشكلٍ تام مَعها..؟
تَنهد بِحُزنٍ على حَالِ طِفلته قَبل أن يَضمها نَحو صَدره يَمسحُ على شعرِها الحريريّ مُتحدثًا بلُطف
- هششش ، سآخذكِ لترين اُمكِ اهدئي
قامَ بتقبيل رأسِها عدَة مراتٍ ثُمّ نظر نحو سويون التي طالعتهُ بِتوتر ، حتى عاطِفتها المُفرطة لم تستطِع ان تَسُد احتياج رَسيل لامها اطلاقًا ، و ذلك اثبَت للورد أنهُ مهما حاوَل ان يُعوض غياب ماريسا بالنسبَة الي ابنتِه ، لن يَنجح نهائِيًا ، العِلاقَة بين طِفلته و اُمها وطيدَة بشكلٍ يُبهره
كان يَظن انهُ سرق اهتمام رَسيل بدخوله الي حَياتها فهي دومًا ما تَتحمسُ عند رؤيتِه ، لَكِنهُ مُخطئ ..! ان جاء الحَقُ فهي ستختارُ امها عوضًا عنهُ بلا شَك
- هل تريد ان اخذها انا؟
اقترحَت سويون عَليه فقام بالنَفي و هو يُطبطب على ظَهر طِفلته قائِلاً
- لا عليكِ ، ساجيد التعامُل مع الأمر
قامَت الصُغرَى بالايماء لهُ ثُمّ تركتهُ يسلُك طريقَهُ نحو غُرفَة ماريسا التي كانَت تُصارِع الالم للنُهوض ، حالَما دخل اللورد عَليها حتى نَظرت نحوهُ بسُرعَة تجد بين يديه تِلك الطِفلة الصغيرَة التي تَحملُ من ملامحها و مَلامحه
على عَكسِ المرَة الماضيَة ، قلبُها كان مُتلهفًا لَها هذه المرَةِ بِدون ان تَعرِف السَبب ، او لانّها علمت انّها تكونُ ابنتها..؟ هل تتغيرُ المشاعر عندما نكتشفُ حقيقَة الامور ..؟
اقتَرب اللورد مِنها بخُطواتٍ رزينَة و هو يقرأ تعابير ماريسا الهادِئَة ، جَلس بِجانبها و هو يُخفي رسيل الباكيَة في حُضنه فقال بهُدوءٍ تام
- ابنتنا في حاجتكِ ، هل يُمكنكِ ان تَحتويها؟
صَوت بُكاء رسيل المَمزوجِ بِبحةٍ شديدَة بفعل صراخها الصاخِب سبب حُزنًا عميقًا لامِها التي احسَت بالذَنب كَونها لا تذكُرها ، كَيف استطاعَت ان تنسَى قطعَة مِنها؟
امتلئت نظراتُها بالحُزنِ و العِتاب الذي تُوجهه لِنفسِها حينَما رأت مَدى احتياجِ ابنتها اليها ، كُل ما استَطاعت فعلهُ هو الايماء لهُ فسمعتهُ يُتابع بصوتٍ خافت
- لا تُشعريها انها غريبَة عنكِ
غالبًا ما تُناديها بِريري ، طِفلتُنا اسمها رَسيل
يَتعمدُ نَسب رسيل الي كِليهما كيّ يُشعرها بالانتماءِ لهُ و لِطفلتهما التي تودّ التَحرر منهُ حالما سَمعت اُمها تندهُ عَليها بِصوتها الدافئ
- ريري ، تعالي اليّ
لَفها اللورد تِجاه اُمها و بِمُجَرد ان نظَرت رسيل نَحو والِدتها حتّى انفجَرت تبكي اكثرُ من السابِق ، تُعاتبها دون تَوقف..! كَيف استطاعَت ان تجعلها تعيش من دونِها طيلَة الأيامِ السابِقَة؟
مَدت ماريسا يديها اليها بعدَما امتلئت عَينيها بالدُموع على وَضع الطِفلَة التي لا تذكُرها ، لَكن قلبُها لم يَنساها اطلاقًا ، حَملتها بين ذِراعيها رُغم الم جَسدها فانحشَرت رسيل بداخل صَدرِها تُكمل نوبَة بكائِها في الحُضن الذي استماتت للحصولِ عليه من جَديد
تشبَثت بمَلابس امها الخَفيفة و هي تَبكي حدّ انقطاعِ نَفسها الذي يُسكتها للحظاتٍ يجعلُها تشهقُ لِجَمع الاوكسجين الذي يتسلل بُرودَة صدرها و يُدفئه قليلاً قَبل ان تعود للبُكاء بحرقَة بالغَة ، رَبتت ماريسا على ظَهر صغيرتِها و بِمُجَرد ان حَدقت في السَفير وَجدت عينيه مُحمرَةٍ تُنذرُ عن رَغبتهُ في البُكاء
لم يَكُن وَضع رسيل يُقاوَم ، سواء من اُمها او من أبيها الذي شارَكها بُكائِها تمامًا كما فَعلت هي ، ثَلاثتهم يَبكي..! و لِكُل نفرٍ هَدفٍ مُختلف لَكِن الاحتياج واحِد
شُعورِ ماريسا بالضَياعِ ، و رَسيل بِرغبتها الماسَة في حُضور والديها و مَنح الاحتياجِ العاطفيّ ، بينَما هو ..! فلا يَعرفُ الحكمَة من ظُهورِ الام و طِفلتها في حياتِه التي تَزعزت بالكامِل ، يَرى نَفسهُ عاجِز كُليًا و لا يعرفُ كَيف يتصرَف
بدايَةً ، كان يَرى ماريسا تُهدد حَياتهُ ، و الأن..! تَغيرت نظرتهُ اليها كُليًا و لم يَعُد بمقدوره ان يَراها تتعذبُ و تفقدُ نَفسها اكثرُ من ذَلك ، هي لا ذَنب لَها..!
مُجرد طِفلَة انجبت طفلَة اُخرَى ثُمّ فقدَت جُلّ ذكرياتها و رُغم مُعاناتها الي أن لم تَحرم طِفلتهُ من اي شُعورٍ كان ، و تعلقُ رسيل الشَديد بها هو الدَليلُ و الشاهِد ، و بَعد ان جَمعت قليلٍ من الذكرياتِ مَع صغيرتِها . خَسرتِها من جديد..!
لا يَعلم ان كان يَبكي على حالِه ، ام على حالِها هي..!
لكن كُل ما يعرفهُ انهُ بأمسّ الحاجَة للبُكاء ، و ان كان صامِتًا
طَبطبت ماريسا على ظَهرِ صغيرتِها و بين كُل تارَة و اخرى تَنخفضُ لِتفقدُ عينيّ ابنتها المُتورمَة ، مَسحت لها دُموعها بيديها تَهمسُ لها بصوتٍ مُهتز
- هشش ، لا تَبكي ، امكِ هُنا
نَظرت رسيل نَحو وَجه اُمها المليئ بالجُروحِ و الضمادات التي اخفَت عنها مَلامحها الجَميلة ، تَقوست شَفتيها و قامَت بلمسِ خُدوشها باصابِعها تتكلمُ بلغتها بِصوتٍ باكٍ
- اماما وح..وحة
حَدقت ماريسا في السَفير الذي مَسح دُموعها و قال مُبتسمًا رُغم المآسي
- انها تُواسيكِ
لم تَفهم ماريسا لُغتها ، و لحُسنِ حظها ان جونغكوك هُنا ليُفسر ، قامَت بالايماء ثُمّ اخفضَت عينيها للصغيرَة التي تَحسست جُروحها بكَفها بلُطف بالغِ تتفقدُ امها بِعنايَة تامَة ، لم تكُن تعرف الاكبرُ كيف تَتصرف مَعها لَكنها اكتَفت بِتقبيلها تتبعُ حَدسها و ما يُخبرها قلبها بِفعله
هدأت رَسيل في حُضنها و ارتخَت على قُبلاتِ امها التي تُشعرها بالآمان ، ضَحِك وَجهها و ذَلك تسبب في جعل والديها يَبتسمانِ بدفئ
كَيف تمكنت هذه الصغيرَة من جَعلهما يَبكيان في لحظةٍ ؟ و يبتسمانِ في اللحظةِ الاخرَى ..؟
نَظرت ماريسا نَحو السفير تَنتظرُ ارشاداتِه لَها ، فهي لا تعرفُ كيف تتعاملُ مع طِفلتهما مُطلقًا ، قام بالايماء لَها يُطمئنها فالوَقت الحاليّ كُل ما عَليها فعله هي الاحتفاظُ برسيل في حُضنها الي أن يسرِقها النَوم
و ذلك ما فَعلتهُ ، ظَلت تُربت عَليها بلُطف و تَسمعها تتحدَثُ بلغتها اللطيفَة الي أن سَرق النومُ عُيونَها و اطفئ بصيرتِها ، ارتخَت في حُضن ماريسا التي ما إن اراد اللورد ان يأخُذها منه حتى رفضَت و تَركتها في حَوزتها
نَظرت بشكلٍ مُطول في وَجه رسيل المليئ بالبراءَةِ و اللطافَة
كانت مُتعجبَة للغايَة! و عَبرت عن شُعورها حينَما قالت
- لا اُصدق ان هذِه تكون ابنتي ..! انها جَميلة للغايَة
يؤيدُها اللورد في حَديثها فهو لا يَرى بجمالِ صغيرتِه قَط
اجملُ طفلَة رآها في حَياته ، عُيونه امتلئت بالحُب فاومَئ قائِلاً
- صدقتكِ ، جَميلة جدًا
رَفعت ماريسا عَينيها لهُ فسألتهُ قائِلَة
- من قام بِتسميتها رسيل؟ انهُ اسم ناعم و لَطيف
ما معناه..؟
بلل اللورد شَفتاهُ ثُمّ قام بِسحب الغطاء من اسفلِ قدميّ ماريسا يَضعهُ فوق رَسيل النائمَة في حُضن اُمها مُجيبًا
- انتِ ، سميتيها رَسيل ، و مَعناهُ عُذوبَة الماء النَقيّ
احسنتِ الاختيار فهو ينطبقُ عليها فعلاً
ابتسمَت ماريسا بِسعادَةٍ عندما نَظرت في وَجه طِفلتها فقالَت بصوتٍ خافت
- رَسيلي..!
هُنالك شُعور غَريب لا يَزال يُداهمها حِيال كُل شَئ حولِها ، احساسُها تجاه حَقيقة امومتها لَرسيل لا يَحملُ ايَة شوائِب ، بالعَكس يُشعرها بالاطمئنان ، لَكن مُجَرد التفكير بأن اللورد زَوجِها ، تشعُر بانقباضٍ غير مُبرر في قلبها..!
حَدقت في عينيّ اللورد الذي يُناظر طِفلته بابتِسامَة دافئَة فَسألتهُ قائِلَة
- كم عُمري انا..؟
نَظر اليها مُستغربًا من سُؤالها المُفاجِئ ، كيف سيُجيبها؟ و هو لا يعرفُ عمرها اساسًا ..! سَكت و صَمته لم يكُن لِصالحه فالصُغرى بدأت تَشُك اكثَر
تُناظِرَهُ بحيرَةٍ جَعلتهُ يُجيب مُسرِعًا
- انتِ بالتاسعَة عشر ، ستدخلين عامك العشرين قريبًا
قيّمها على حَسبِ شكلها فهي تَبدوا صغيرَة جدًا..!
ناظَرتهُ للحظاتٍ ثمّ قامَت بالايماء ايجابًا ، لديها الكثيرُ من الاسئلَة لَكن ستؤجلها في الوَقتِ الراهن نظرًا لِتَعبها الشَديد و رَغبتها الماسَة بالنومِ بفعل الدواء الذي تأخُذه ، مَددت رسيل بِجانبها و قام اللورد بٍمُساعدتها على الاستِلقاء يُعدل لها الوسائِد من خَلفها ، يحاول ان يؤدي واجِب الزَوج الحنون
كان السَريرُ واسِعًا ، لذلك قبل ان يُفكر بالمُغادرَة ناظَرتهُ و طَلبت منهُ البقاء ، حَدق في عَينيها البُنيَة عندما قالَت لهُ و هي مُتمددَة على ظَهرِها
- هل يُمكنك البقاء ؟ اشعُر بالخَوف حينما أنام
تستمرُ الكوابيس في مُطاردتي طَوال الوَقت
حَدق بِداخل عَينيها فَنظر في اتجاهِ رَسيل النائِمَة في جِوارها ، يودّ الاعتراض و الرَفض بشدّة لَكنهُ لم يَجد سببًا وجيهًا يَجعلهُ يَتهرب ، على كُلٍ هو مُدرك جَيدًا لافعالِه و لَن يتمادَى اطلاقًا لِذا قام بالايماء لَها قائِلاً بابتسامَة دافئَة
- حسنًا ، سابقى مَعكِ
لاحَظ ابتهاجِها الذي ردّ الروح لِملامحها المَقتولَة ، شُعور الاُنس يُغير من شَكلِ المَرء للافضل ..! اكثرُ ما يَجذبهُ في ماريسا انها صفحةٍ بيضاء تُظهرُ كل ما ترسمهُ عليها ، سواء ان كان جَيدٍ ام سَئ
ان عامَلها بلُطفٍ ، يرى ثمار عَمله مُباشرَة فهي لا تَبخلُ بردود الفِعل عَليه مُطلقًا . و إن اساء التصرُف معها ، يلقَى حَتفه فورًا
اقترَب من الجهَة الثانيَة للسرير ثُمّ قام بالجُلوسِ و رَسيل في مُنتَصفهما ، اراد ان يَتمدد لَكنهُ اكتفَى بِجَعل اقدامِه فوق الفراشِ و ظهرِه يَتكئ على المِسند يَنظُر في اتجاهِ وَجه الصبيَة المُنير رُغم تَعبِه
احتاجَت لمن يُخفف عَنها لذلك قال بلُطف
- ساكونُ هنا ، ان احتجتِ اليّ ناديني
رَفعت عينيها اليه تُحدِقُ به بِفضولٍ حينما سألتهُ
- ماهو اسمُك ؟
رَطب شَفتاهُ الجافَةِ ثُمّ اجاب بهُدوء
- جون
ابتسمَت لهُ قبل ان تَقول بلُطف
- ساُناديك جوني
لم يُعر ما قالتهُ اهتمامًا و اكتَفى بالايماء لَها فهو لن يُجادل مريضَةٍ لتوها استعادَت حياتها بعد حادثٍ مُميت ، سَحب الغطاء عَليها جَيدًا و جَلس يُراقبها تأن بين الفترةِ و الثانيَة من الألمِ القاتل فَجُروحها بدأت تلتئم
مَد يدهُ بتردد كيّ يُربت عليها لعلّهُ يُخفف عَنها ، لَكنهُ قبض على اصابِعه و سَحب قبضتهُ نحوهُ يُكتفها تجاه صَدرِه مُكتفيًا بالتَحديق فيها فَحسب
هي ليسَت زَوجته..! ليس عليه الانغماسُ في دَور الزَوج اكثَر
عليه ان يَلتزم حُدودَه جيدًا ، فحتَى ان كانت يودّ الطَلاق و الانفصال
لازلت هُنالك عِلاقَة زوجيَة تربطهُ بانسانَة اُخرَى
ارتخَى على مَسند السَريرِ يُخفض بَصرهُ نحو رَسيل النائِمَة بأمانٍ فقام بالمسحِ على شعرِها هي بدلاً يبتسمُ بِدفئ شَديد
•••
رَكن الوزيرُ السابِق سيارتَهُ في حَديقةِ القصرِ الخاصِ بعائِلَة زَوجةِ السفير ، اتَكئ على الكُرسيّ ينظُر نَحو المبنى أمامَهُ بهدوءٍ يتذكَر اخرُ طلبٍ من اللورد حينَما اراد منهُ احضار دَفتر الذكرياتِ المُمزقِ خاصَته
قامَ بِجَمع انفاسِه ثُمّ طَرحها ببطئِ قبل ان يَرتجل من السيارَة و يسيرُ في اتجاهِ القصرِ الخاصِ بعائلة اليوت ، حينَما دخلهُ استقبلتهُ الخادمَة و دلتهُ على الحديقَة الخلفيَة حيثما يَجتمع افرادُ الاسرَةِ على العَشاء
اقتَحم خُصوصيتِهم عندما قال مُبتسِمًا بِمُكر
- مساءُ الخَير
المكانُ الذي بِجوار اليوت فارِغ ، لذلك خَمن انهُ يَخص السَفير فَدنى يجلسُ فيه دون انتِظار الرَد من العائِلَة الذين يُناظرونَه بِغَضبٍ شَديد ، ماثيو الوَحيد الذي لم يكن حاضِرًا نظرًا لاصابتِه فقد كان جَليس غُرفته مع مُمرضته الخاصَة
والد الشَقراء رَمقهُ بِغُلٍ عندما قال بِصوتٍ ثَخين
- مالذي جاء بِك؟ انت كَيف تسمحُ لنفسك بالمجيئ بَعد الذي فعلته؟
مَسك جُيون الشوكَة و السكين يُقطع شريحَة اللحم التي بَدت لذيذَة للغايَة ، لطالَما سمِع السُياح يَمتدحونُ الطعام السويسريّ لذلك سيُجربه بِصدرٍ رَحب دون الاكتراث بالظروف التي جائت به الي هُنا
نَظر نحو بيتر فسأل بِبراءَة
- مالذي فعلته؟
حَدق بيتر في زَوجته التي نَظرت نحو اليوت الهادِئَة ، لم تَكُن تُعطي اي رد فعلٍ يُذكَر عدا انّها تتناولُ من طَبقها بِصَمتٍ مُريب ، عاوَد والدها التَحديق فيه بجديَة بعدما وَضع ادواتِ الطعام فوق الطاولَة قائِلاً
- انت من طلبَت مُغادرَة العائلَة! لذلك لا يُمكنك الانضِمام الي عشاء عائليّ بعدما لم تَعُد منّا
رَفع جُيون حواجِبه بعدما حَشر قطعَة اللحمِ بداخل شَفتاهُ فاشار بيدِه على والد الشَقراء قائِلاً حينما ابتَلع طعامه
- ااهه! بِخُصوصِ الطلاق؟
شدّ المجلسُ فجاةً اهتِمام اليوت التي قامَت بادارَة راسِها نَحو الآسيويّ بقربِها تُناظرهُ بفضولٍ و قَلبٍ صاخِب ، وَجدتهُ يُحدِق فيها هو الأخَر ثُمّ رأته يبتسِم مُتابعًا
- تراجعتُ عن الطَلاق
استَغرب الجَميعُ من كَلامه و أولَهم اليوت التي قامَت بتوسيع عَينيها مُندهشَة ، حَدق في والِدها حينما سأل بِغَضبٍ يقول
- تراجعَت عن ماذا؟ اتظُن ان مشاعر ابنتي لُعبَة؟
مَسك جُيون المنديل من فوق الطاولَة يمسحُ شفتاهُ الرطبَة قبل ان يَتحدث
- انها مشاكل عائليَة تخصُني انا و زَوجتي ، و لا اظُن انهُ من اللائِق ان تتدخَل حضرتُك
وَضع عيناهُ بداخل خاصتيّ بيتر فَتابع بنبرةٍ هادِئَة تدُس بداخلها سُمًا قاتلاً
- فانا لم اتدخُل حينَما نَمت المشاكِل بينك و بين زَوجتِك
بسبب عِلاقاتك المُتعددَة..!
كَلامهُ جَعل وَجه بيتر يَتجمَدُ كُليًا ، شُلّ لسانهُ و لم يَعُد بمقدورِه الحَديث مُطلقًا بعد الذي قاله جُيون المُبتسِم بِمُكر ، سَمع صَوت اليوت تُناديه من بعد ان استقامَت من الطاولَة و طَلبت مُحادثته على انفِراد ، تَبعها بعدما استأذن بأدبٍ من والديها فَواجبه ان يَحترِمُهما ، اليسَ كذلك؟
تَبِع الشقراء الي رُكنٍ فارغ في الحَديقة الواسِعَة بالقُرب من المَسبح الفاصل بين مَنزِلُها و منزل عائِلتها ، ضَمت يديها الي صَدرها و طالعتهُ تقولُ بِريبَة
- احقًا تراجعَت عن الطلاق؟
وَضع يداهُ في جُيوب بنطاله يَنظُر في عُيونها الزَرقاء بهُدوء
- ليسَ بشكل كُليّ
رَفعت حاجِبها باستِنكار تستفسِر بِشَك
- ما مَعناهُ هذا؟
رَطب شفتاهُ ثُمّ قال لها مُوضِحًا
- انتِ من سيُقرر ان كان هَذا الزواجُ سيكتمل أم لا
اُريد ان اُعطيكِ فرصَة اخيرَة ، تُثبتين فيها احقيتكِ بي
لم يُعجبها كَلامهُ لَكن لا يُمكنها الاعتِراضُ كيّ لا تَخسره لذا قالَت بهدوء
- مالذي عليّ فعلهُ كيّ اثبت لك؟
اقتَربت منهُ بضع خُطواتٍ قام هو بِتكوينها حينما تراجَع الي الوراء يصنعُ حاجِزًا بينهُما ، نَظف حلقهُ يقولُ بحاجبٍ مَرفوع
- ان تَكُفي عن اقتحام مساحتي! دَعيني اتنفس
كوّرت اصابِعها بخفَة تُناظِرَهُ بضيقٍ مُجيبَة
- انت تعلمُ اني اُحبك! و لا يُمكنني البقاء دون ان اعرِف شئ عَنك
قَضم وَجنتهُ من الداخل يُطالعها باشمِئزاز ، يُحاول قدر استِطاعتهُ ان يَمنح نظراتهُ بعضًا من خِصال اللورد لكنهُ عاجز..!
- انا بحاجَة الي مساحتي الشخصيَة و حُريتي يا اليوت..! ان كنتِ تريدين لهذا الزواج ان يَستمر ، كُفي عن مُلاحقتي طيلَة الوقت و ركزي على عَملكِ فَحسب ، انتِ بالفعل تعرفين انّي لن اخونكِ
لرُبما عِلاقات والدها المُتعددَة ، و ماضيها الأليمُ مع عشيقها يَجعلُها رهينَة الشُكوك المُستمرَةِ من الخيانَة و الغَدر ، كانت مُتوترَة للغايَة و هي تُناظِرَهُ حينَما نَطق بِجديَة لا يَتخللها ذرَة مُزاح
- شَرطي بأن نعود لبناء عِلاقَة زوجيَة مرة اُخرى ، هو أن تتوقفي عن اقتحام مِساحتي و مُراقبتي طيلة الوقت..! و إلا ان لَمحتُ ظلك او ظِل احدٍ من رجالكِ ، صدقيني ساجدُ اقرب فرصَة انتقلُ فيها من سويسرا و حَتى دُموعكِ الغاليَة عليّ لن آبه بشأنِها مُطلقًا
سَكتت كُليًا و لم يَعُد بمقدرتها اضافَة حَرف اخر ، راقبتهُ و هو يُغادر الموقع في اتجاهِ بيتِها بعدما انهَى النقاشُ بكلامٍ حاسم لا حديث بَعده
•••
فَتحت عينيها البُنيَة على احتكاكٍ ناجِم من وَجهِ طفلةٍ على صَدرِها ، اخفضَت عدستيها نَحو الاسفَل فوجدت قطعَة المارشميلو الصغيرَة تلك تتشبّث بِثوبها و من الواضِح انّها تودُ الرضاعَة ، قَطبت حواجبها بخفَة لا تَفهمُ ما عَليها فِعلهُ سِوا انّها تتبعُ حَركات رَسيل الفوضويَة
وَجدت على ثَوبها قطراتٍ مُبللَة فعلِمت ان صَدرها يُسرِب الحَليب..!
وَسعت عينيها مُندهشَة قبل أن تقول بتفاجُئ
- ا..اوه ؟ هل تريدين ان اُطعمكِ؟
نَظرت لها رَسيل بِبراءَة و هي تتمسكُ بها ترفضُ افلاتِها ، رَفعت ماريسا عَينيها نحو اللورد النائِم و هو جالِس مكانهُ مثلما تَركتهُ قبل أن تَنام مُنذ ساعاتٍ قليلَة ، كانت سَتطلُب مُساعدتهُ في رَفع ثوبِها لَكنهُ بدا مُتعبًا لذا لم تُوقظه و تُعكر صفوَة نومِه
بدل ان تَرفع ثوبِها وَجدت ان اخراج صَدرِها من عُنق القَميص اسهَل نظرًا لانهُ واسِع لِذا تَرقبت حَركة رسيل التي دَنت مُسرعَة تُلبي حاجِتها بالرضاعَة من اُمها المُنصدمَة و هي تُراقبها بذُهول ، تستردُ شُعورها عندما ارضَعتها للمرَة الاولَى ..!
تَمسكت رَسيل بِثياب اُمها و هي تَنظُر نَحوها بلُطفٍ لم تستطِع ماريسا مُقاومته ، انخفضَت تُقبل جَبينها و الاحساسُ الذي يُخالجها لم يَكُن لهُ مَثيل ، الاصواتُ التي تُصدرِها الصغيرَةُ تندمجُ مع انفاسِها المُضطربَة من جوعها كانَت تُدغدغ قلب والدتها الذي تَعلق بِها بسُرعَة شديدَة
من ذا الذي يستطيعُ مُقاومَة قِطعَة الحلوى هذِه..؟
حتى والِدها وَقع في حُبها من اولِ نظرَة..!
كان نائِمًا بِعُمقٍ لَكن الأصوات التي تُصدرها رَسيل جَعلتهُ يَستفيق ، لم يَكُن يعلمُ مَصدرها تَحديدًا لِذلك فَتح عينيه ليكتشِف ما يَحدُث و ليتهُ لم يَفعل..!
صُعق حينَما وَقعت عَينيه على ابنتِه التي تَرضعُ من صَدر اُمها فلم يَجد له مَهربًا سِوا انهُ انتفض من مكانِه يَستقيمُ بسُرعَة جَعلت رَسيل تفَزع تمامًا كوالدتها التي اندهَشت من تَصرُفه
لم تستطِع سُؤاله عن خَطبه فهو سارع بالحَديث قائِلاً
- مال..مالذي تفعلي..تفعلينه؟ لما ترضعي..ترضعينها امامي؟
قابلَها بِظهره و هو يُحاول مَحو ما رآه للتو من ذاكِرته ، حَدقت ماريسا بِه باستِغرابٍ عندما نَطقت بحيرَة
- لِما؟ ألست زَوجي؟
مَسح على وَجهه من الصدمَة التي اقتحَمت صُفو مَزاجه فقام بالتوجه نَحو الخارِج مُسرعًا يُغادر دون اجابتِها ، اغلَق الباب وراءَهُ يَترُكها تغرقُ في حيرتِها مع ابنتِها التي استأنفت رِضاعتها غير مُباليَة بتصرُفات والدها الاندفاعيَة
تَنهدت ماريسا بِثُقلٍ قبل أن تُطالع وَجه صغيرتِها مُتحدثَة بهمس
- يبدوا ان والدكِ لا يُحبني
مَسحت على شعرِ رسيل التي تُناظِرُها بِحُب شَديد فتابعَت بِحُزن
- تُرى هل تزوجنا بالاجبار؟
وَضعت رَسيل يدِها فوق وَجنة اُمها تمسحُ عليها برفقٍ جَعل ماريسا تبتسِمُ بدفئ ، يبدوا انها وَجدت جَليستها المُحبَة..!
انخفضَت تُداعب انف الصغيرَة بخاصتِها فَدوا صَوت ضِحكَة الصغيرَة يحتضنُ قلب والدتها قبل اُذنيها ، سعيدَة انّها تستطيعُ المُبادرَة في مُلاعبة طِفلتها رُغم انها لا تذكُرها ، رَسيل كسرت الحواجِز بينهما مُنذ اول حُضن عاتَبتها فيه بشدّة..!
مَسكت بيد الصغيرَة تُقبل باطِنها بلُطف قَبل أن تَرى سويون تَدخُل عليها بعدما طَرقت الباب ، جَلست بصعوبَة تُخفي صَدرها بعدما اشبعَت بطن طِفلتها التي اصبحَت تتدحرجُ فوق السَرير لعبًا
ابتسمَت سويون بلُطفٍ ثُمّ قالَت
- الوقتُ مُبكر جدًا ، لكن عليّ اعطائك الدواء
اومأت ماريسا لها و لَم تعترِض على دُخولها اطلاقًا بل رَحبت بها ، نَظرت الاكبر سنًا تجاه رسيل التي اخَذت جُرعة الحماسِ خاصتها و بدأت باللعبِ و اصدار اصواتٍ عاليَة من الشَغبِ و العَبث ، ضحكت عليها قيل أن تقترِب لتغيير ضمادِ امها قائلَة
- لو ترينها ليلَة البارحَة ، انهارَت من البكاء و رَفضت التعامل مع أي احَد
نَظرت ماريسا تجاه طِفلتها الجالسَة تُشاهد ما تفعلهُ لها سويون بانتباهٍ شديد ، شَهقت الصغيرَة تضعُ يديها فوق فَمها عندما رأت جُرح اُمها الذي كَشفهُ الضماد عند جَبينها فقامَت بالتأشير عليه قائلَة
- اماما و..وح ، وح..وحة ماما
نَظرت سويون اليها قَبل ان تقترِب مِنها تَحملها بِرفقٍ تام ، حَدقت في ماريسا ثُمّ قالَت بلُطف
- الأطفالُ يشعرون بجراحِ اُمهاتهم ، لِذلك دَعيها تَمسحُ عليكِ ، ستشعرين بِتحسُن
لم تَكُن ماريسا ترى جُرحها لَكن رسيل كانَت تفعل ، لِذا جَعلتها سويون تَنخفضِ لِلَمسِ جَبين اُمها بلُطفٍ جَعل الاكبرُ سنًا تبتسمُ بدفئ ، انتشلتها من بين يديّ عسلية العينين و وَضعتها في حُضنها تَتشبثُ بيدِها الصغيرَة كَسندٍ لا يَميلُ و لا يُهزَم ، ساعاتٍ قليلَة استطاعت من خِلالها تكوين علاقَة وطيدَة معها..!
تتنبأ بحياة اجتماعيَة مُذهلَة لطفلتِها التي تُراقب بِعينيها كيف تقومُ سويون بِتطهير جِراح اُمها و تَضميدِها من جَديدٍ باحترافيَة ، قرأت وصفَة العلاج التي تَركها لها زَوجها قبل ان يُغادر ثُمّ بدأت تَحقنها بالدواءِ المُناسب لِحالتها مع المُسكن الذي سيُخفف الوَجع عَنها
- الساعَة الان تتجاوزُ الخامسَة صباحًا
يُمكنكِ العودَة الي النومِ لِتستريحي
تَحدثت عسلية العَينين و هي تُزيل قفازاتها و تَرميها في سلَة المُهملاتِ مَع الضمادات القديمَة و زُجاج الادويَة الفارغَة ، قامت ماريسا بالنَفي ثُمّ قالَت
- احتاجُ الذهاب الي الحَمام ، و اُريد الخُروج قَليلاً
تفحصَت سويون انبوب البَولِ الخاص بِها فوجدتهُ ممتلئ بالفعل لِذا نَطقت
- ان كان بامكانكِ النُهوض ، سازيل لكِ انبوب البَول
نَفت الصُغرى عندما نَطقت
- لا اعلم ان كنتُ استطيع ، جَربت ان استقيم و لم استطِع
رَبتت سويون على رأسها بلُطفٍ ثم قالَت
- لكن عليكِ ان تَستقيمِ و تُحركِ مفاصلكِ ، انهُ تاثيرُ المُخدر لذلك تشعُرين بالدُوار فاقدامكِ سليمَة
نَظرت ماريسا نحو اقدامِها السليمَة فالضرر كان في قِسمها العُلويّ ، طرحَت انفاسِها ثُمّ قامت بالايماء مُتحدثَة
- هل يمكنك ان تُنادي زوجي؟ اريدهُ ان يُساعدني بالنُهوض
حَدقت سويون في الباب للحظاتٍ ثُمّ قالت مُبتسمَة
- حسنًا لابأس ، دَعيني اخذ معي رسيل تلعبُ مع جون لقد احَس بالوحدَة
مَدت يديها تجاه رَسيل التي تشبثَت بامها ترفُض الرَحيل
تخافُ ان يُبعدونَها مجددًا عَنها و تعودُ وحيدَة
- ساخذكِ الي جون همم؟ والدتكِ لن تذهب الي أي مَكان ، انها هُنا معنا
قالَت سويون تُحاول اقناعِها لَكن رَسيل تشبثَت برأيها و نَفت تعترضُ بكل الطُرق الممكنَة و من ضِمنها الصُراخ للدفاعِ عن حُقوقها في البقاء داخِل حُضن اُمها ، ضَحكت عسليَة العينين على عِنادها فقالَت بيأس
- اول مرَة تقابلني فتاة اكثرُ عندًا منّي!
نَظرت في عينيّ ماريسا ثمّ تابعَت مبتسمَة
- ساذهبُ لانادي جونغكوك ، ارتاحيّ ريثما يَعود من اجلكِ
اومأت الاصغرُ سنًا لَها و راقبَتها و هي تُغادر بهُدوء
بينَما على الطرفِ الاخَرِ من المنزِل كان السفيرُ يقفُ عند شُرفَة البَيت يتفقدُ رسالَة هاتفه التي وَصلتهُ حديثًا من زَوجته كان مُحتواها
- لقد قبلتُ بشرطك ، تراجَع عن الطلاق ارجوك
نَفث دخان سيجارته و هو يقرأ رِسالتها بِصَمتٍ طاغٍ على موقِعه ، خبئ هاتفهُ مجددًا يُفكر بالخُطوَة التي اتخَذها في التراجع عن الطلاقِ رُغم اصرارِه عليه
- ستكونُ فكرة الطلاق خُطوَة متهورَة في الوقتِ الراهن لم اضعها سابقًا في الحُسبان رُغم ادراك هَوس اليوت بي ..! ان اكتَشفت وجود رسيل بعد الطلاقِ ستخمن اني خُنتها ماريسا و بلا شَك لن تترُكها حتى تَتخلص مِنها
تَنهد بِثقل فَرمى السيجارَة و الاولَى و التقَط الثانيَة يَحشُرها بين شَفتيه مُلتجئًا للتدخين كوسيلَة لتخفيف حدّة الضغط الذي يُخالجه
- لم اكُن افكر بماريسا او مَصيرِها نهائيًا فجُل اهتمامي كان بِرَسيل ..! لَكن الان لا اظنّ اني استطيع تَركها تكون خصمًا لِـ اليوت و انا اكثرُ من يعرف كم تستطيعُ ان تكون مؤذية ان وَصل الامرُ لي
نَظر نَحو خُيوط الشَمس التي احتَضنت آفاق السَماء تُنذرُ عن موعد شُروقها القَريب ، زَفر انفاسهُ ببطئٍ فسمع صَوت خُطواتٍ من خَلفه ، التفت برأسه يجدها عسليَة العينينِ و هي تدنوا منهُ بهدوء
- ماريسا تحتاجك
ذَكرت اسم ماريسا ، فَتراقص ذلك المَشهد امام بصرِه من جَديد مُتسببًا باحتقانِ الدماء في وَجنتيه ، استَغربت سويون من احمرارِ وَجهه لذا نَطقت مُتعجبَة
- هل من خَطب؟
قامَ بتحريك رأسِه مُعترضًا ثُمّ قال مُستفسرًا بعدَما مسح على وَجهه
- مالذي تُريدُه ؟
قامت بهز اكتافِها ثُمّ اجابتهُ
- اذهب و اكتِشف بنفسِك
دَخلت و تركتهُ في الشرفَة يُصارع افكارَهُ بِحدّة ، زَمجر مُتضايقًا و تَعهد على نِسيان ذلك المَشهد رُغمًا عن ارادتِه كيّ يستطيعُ المُضي قُدمًا و إلا لن يَستطيع التَعامُل مع ماريسا اطلاقًا
طَرق باب غُرفَة ماريسا و حينَما سَمع صَوتها تَسمحُ له بالدُخول ارتَجل الي الداخِل يراها تجلسُ بجانب رسيل التي تَلعبُ فوق السَرير مَع الوسائِد
خَطى نحو الداخِل و سألها مُتحاشيًا النَظر داخِل عَينيها
- سمعتُ انكِ طلبتني
قامَت بالايماء لهُ عندما ابعَدت الغطاء عن قَدميها و قالَت بِصَوت مُتعب
- اُريد النُهوض ، ساعدني بِذلك
حَدق بِها و هي تَمُد يديها نَحوهُ ، تَردد كَثيرًا في التَوجه اليها لذا بقى واقفًا مَطرحهُ يَكتفي بالتحديقِ بها حينما قال
- لكنكِ مريضَة ؟ لا يمكنكِ الحراك
ناظَرتهُ للحظاتٍ قبل أن تقول بهُدوء
- لقد قالَت الفتاةُ صاحبة العينين العسليتَين انّي استطيعُ النهوض فاقدامي سليمَة ، لكني اشعُر بالدوار و لا اُريد ان اسقُط
تَنهد حينَما وجد نَفسه مُلزمًا على مُساعدتها ، لن يَستطيع التَهرُب اكثَز و اكبر مُخاوفه ان يَصنع احتكاك لَمسيّ بينهُما ، لا يُصدق انهُ سيضطرُ على امساكِها و لَمسها رُغمًا عن ارادتِه..!
اقتَرب مِنها مومِئًا فمَد يدهُ اليها يراها تتمسَكُ بِه
- بِحذر همم؟
قال بهدوء و هو يُبعد الغطاءُ عن الارض كيّ لا تتعرقلُ به حينَما تَستقيم ، مَسكت هي بانبوبِ البول بيدِها الثانيَة و عِندما استقامَت احَست بالدُنيا تَلتفُ من حَولها فَلم تَجد سِوا صَدرهُ الذي اعال جَسدِها الواهِن ، تَمسّك بِها عندما لفّ ذراعه الحُرّة حَولها و هو يُناظر السقف و يَكتمُ انفاسهُ بِصُعوبَة بالغَة
ليسَ عليه الشُعور بأيّ احساسِ في مثلِ هذه اللحظَة
إلا الفَراغ
عَليه ان يَمتلئ بالفَراغ ، و يَتوقف عن تأنيب نَفسِه فنيتهُ الاولَى هي مُساعدَة اُم طِفلته لا التودد اليها..! هو ليسَ خائن
رَدد اخر جُملَة بداخل رأسه و ماريسا تُسند خاصتها على كَتفه بعدَما تَضبب نَظرُها و اصبَحت الرؤيَة بيضاء بالكامِل ، استَغرقت وقتًا طويلاً حتى استَطاعت ان تَستجمع شِتاتها و تَستقيمُ بشكلٍ كامِل امام وَجه اللورد الذي وَجدتهُ مُحمر بالكامِل . استَغربت زَمه المُتواصل لِشفتيه لذا سألتهُ بحيرَة
- مابك؟
نَظر في عَينيها البُنيَة ثُمّ شارَع بالنَفي يُلهي نَفسهُ برسيل التي تُصفق خَلفها ، التفت برأسِها تُطالع ابنتِها و هي تَضحكُ بِسعادَة غامرَة جَعلت من قلبِها يُرفرف
ابتَسمت بلُطفٍ ثُمّ احسَنت التمسُك بيد اللورد الذي راح يُساعدها على التمشي حَول الغُرفَةِ الكَبيرةِ حولِهما برفقٍ تام ، كانت بالكادِ تستطيعُ السَير خُطوتين بدايَة لَكنها اعتادَت مُباشرَة اتباعًا لنصائِحه و مُسايرته لَها
- بلُطفٍ لا تَضغطي على قَدميكِ ، ان احسستِ برغبَةٍ في الجُلوس سَنفعل
نَفت برأسِها و هي تَحتضنُ ذراعهُ ناحيَة صَدرها و تمشي معهُ بِبُطئ شَديد ، لم تَكن ترفعُ اقدامها عن الارضِ بل تَجُرها نحو الأمامِ و هي تَسمع الصُداع يُغني داخل رأسِها الصاخِب ، رُغم الدوار الذي اصبَح رفيقِها الدائم ، لَكنها احبَت شُعور السَير مَع من تَظنهُ زَوجها
لَفت حَول الغرفَة بالكامِل و كِليهما يسمَع صَوت تَصفيق رسيل السَعيد و هي تُشاهدهما من فَوق السَرير ، اعادَها للجُلوسِ على الفِراش قُرب ابنتِها ثِمّ نَطق بعدَما لاحَظ ايماءات التَعب تغزوا عَينيها
- استريحي ماريسا ، ساذهبُ لاجلب لكِ الطعام فَجسدك يَحتاجُ للغذاء
قامَت بالايماء لهُ و لم تَعترِض ، هي مُطيعَة على غَير ما اعتاد عَليه لذلك يشعُر بالغَرابةِ الشَديدَة ، خَرج من الغُرفَة و تَركها مع رسيل مُتجهًا نحو المَطبخ حيثُما وَجد سويون هناك تُجهز الفطور مع جونسان
- لابد انكِ صباحيَة ، مستيقظَة فجرًا بكل نَشاط
ناظَرتهُ سويون مُبتسمَة و هي تُقطع الخُضار لاجلِ تحضيرها مع عجة البَيض
- طبيعةُ دراستي و حَياتي عودتني ، انامُ باكرًا و استيقظُ على الرابعَة فجرًا ، اوقظ جيون لِاجلِ دوامه و اتجهزُ انا كيّ اذهبُ الي كليَة الطب مع ايڤا ، اخُذ جون الي الحضانة مع ابن جيكوب ثُمّ ، يُكرر اليوم نفسهُ
نَطقت و هي تضعُ البصل مع الثومُ فوق المِقلاة تُقليهم جيدًا قبل ان تُضيف الطَماطم و البيض خِتامًا ، همهم لَها اللورد مُتفهمًا ثُمّ سالها بتعجُب
- ألا تشعرانِ بالملل من تِكرار الروتين؟
نَظرت سويون اليه قبل أن تَضع الغطاء فوق المِقلاة و تُجيبه
- احيانًا ، لَكن جُيون بارع في كسر الروتين اسبوعيًا حينما يكونُ موجودًا، و غالبًا ، سفرهُ يتكرر بسبب طبيعة عمله و انشغلُ انا في الدراسَة لذلك نشتاقُ لبعضنا كثيرًا
قالَت بأسَى و هي تنخفضُ لاخذ الجَزرة من الارضِ بعدما ابنها الذي نَهشها باسنانه الصغيرَة ثُمّ رماها ، ألقتها في القُمامَة و حَملتهُ تغسلُ له فَمه المُتسخ باثارِ الطعامِ و الشوكولاتَة التي تناوَلها قبل قَليل
- الحُب عامل اساسيّ في استمراريَة الزواج
قال اللورد و هو يُجهز صينيَةٍ يضعُ فوقها الاطباق كيّ ياخُذها الي ماريسا ، نَظرت سويون اليه ثُمّ نَفت تُعارضه
- لا ، ليس اساسيّ ان لم يَكُن التفاهم و الوَعي حاضِر
حَدق جونغكوك فيها يَسمعها تُتابع
- بالنسبة اليّ ، فانا اسمعُ كلام جيون بحذافيرِه لانهُ يجيد مُعاملتي و يُحسن عِشرتي و لم يُقصر يومًا في حَقي ، يَجعلُني اشعُر اني العنصر الأهم في حَياتِه و عند حُدوث خِلافٍ ، يتراجع الحُب و يَتقدم النُضج و الوعي بمراحلٍ كيّ نستطيعُ ان نَحلّه ، فانت تعلمُ ان الغضب يعمي البصيرَة و يفوقُ الحُب! لذلك عليك ان تُحسن التصرُف اثناء عصبيتك كيّ يستمر زواجُك
سَكت اللورد للحظات يُفكر ثُمّ نطق
- زواجكما مُستمر لانكِ كذلك مُتفهمَة
ابتسمَت سويون بلُطفٍ ثُمّ اومأت لهُ
- لانهُ لا يترُك لي مَجال كيّ لا اكون كَذلك
لا استطيعُ تفسير الامر لَك ، لكن جُيون ليس كَباقي الرجال
من الصَعب ألا اكون مُتفهمَة ، حتى ان رَغبت ان اُعانده
افشَل..! لديه اُسلوب جَذاب يُصعب مُقاومتهُ ، انهُ مميز
اطفأت النار على الفطورِ بعدما حَضرت الشاي و اضافَت الجُبن فوق خلطَة الطماطم مَع البيض ، قَسمت جُزءًا كبيرًا اعطتهُ للسفيرِ مع ماريسا في الطبق الذي قَدمه اليها ثُمّ وضعتهُ مع الخُبزِ في الصينيَة تراهُ شارِدًا يُفكر
- هل تفكر بانقاذ زواجك؟
سألتهُ حينما وَجدتهُ تائهًا و اسئلتهُ كانت مِثال لِضياعه ، حَدق فيها ثُمّ قام بالايماء لَها يجِدُها تسكُب الشاي الساخن و تُرافقه مع طبق الافطار قائِلَة
- لا اعرفُ الكثير عن عِلاقتك مع زَوجتك ، لَكن من الواضح انك تُحبها و تحترمُ غيابها و ذلك شَئ اُقدره للغايَة في الرَجُل
نَظرت الصُغرى اليها ثُمّ تابعَت تقول
- ليسَت لدي خبرَة كبيرة في الزواج ، لكنِّ عشتُ تجارب قاسية مع جُيون ساهمت في جَعل زواجنا وطيدًا ، الفكرَة ليست بالمُدَة بل بالعواقبِ و الصُعوبات لذلك انصحك باستشارَة خبير علاقات اُسريَة ، زواجكما غير صحيّ اطلاقًا ، خصوصًا انّي اراها لا تحترمُك ، و ذلك قطعًا سببهُ عدم احترامك لها
عَقد حواجِبه مُتضايقًا فقال
- من قال اني لا احترمها؟
نَظرت سويون اليه بعدَما شابكَت يديها الي صَدرها مُتحدثَة
- لا تتمادى المرأة مع زوجها الا في حالاتٍ قليلَة
لو كانَت لا تُحبه و ذلك استبعده لان حُبها لك واضِح
و الحالة الثانيَة ، اعتيادُها على المَشاكل بينهُما
اي انّها مرآه تعكسُ تصرفاتِك مَعها ، كما تُعاملها تُعاملك
حَملت الصينيَة و قَدمتها اليه تُناظِرَهُ بجديَة
- ضع في عين الاعتبار ان الحُب ليس عامل اساسيّ للاستمراريَة ، هُنالك اُسس اكثرُ اهميَة طَبقها جيون في زواجه الأول رُغم عَدمِ وجودِ مشاعر مُتبادلة من الطَرفين ، ان سقط الاحترام في العِلاقة صدقني لن يَعود مَهما حَدث ، لا اظنُ ان زوجي سيُسامحني يومًا ان قللت من احتِرامه ، حتى ان كان يُحبني
استَمع اليها باهتمام و هو يَرى نصائحها المُسنة التي لا تتماشَى مع حَجمها الصغيرُ و اللطيف ، بدأ يعلمُ جَيدًا سبب حُب جيون الكَبير لَها
هي تَجمعُ بين اللطافَة و النُضج بشكلٍ يَروق اي رَجُلٍ كان..!
اخَذ منها الصينيَة يَراها تُؤشر لهُ بالذهاب و اطعامِ ماريسا قبل أن يبرُد الطَعام ، تَنهد بِثقلٍ ثُمّ ابتسَم بعدَما استقام بِجذعه قائِلاً
- حسنًا ، شكرًا على النصائح ايتها الصغيرَة
ابتسمَت و هي تَضعُ الطبق الخاص بِها و بابنها فوق الطاولَة مُجيبَة
- دائمًا في الخدمَة
تتبعتهُ بعينيها و هو يسيرُ في اتجاه الحُجرَة حيثُما دَخل و وَجد رسيل عادَت للنوم بعدما شاغَبت كثيرًا ، اقتَرب يضعُ الصينيَة فوق فخذيه حينَما جَلس ثُمّ طالع اُم طِفلته مُبتسمًا
- عليكِ ان تتغذيّ ، حضرت سويون هذا العصير لكِ
قدًم لها العصير الاخضرِ المليئ بالڤيتامينات و المعادن الصِحيَة ، انتَشلتهُ الصُغرى و احتَست منهُ القليل و حينَما وجدت طَعمهُ مقبولاً استمَرت بِشُربه في الوَقت الذي تجرَع هو الشاي الدافئ يُدفئ به مَعدته
اخَذ الخُبز يَصنع به شطيرَة مِن عجَة البيضِ و الخُضار ثُمّ لفهُ بمنديلٍ كيّ يسهل عليها تَناوله ، قَدمهُ اليها فاخذتهُ بصدرٍ رَحب ثُمّ تناولتهُ تحت انظارِه
قاسمتهُ خاصتِها لَكنه نَفى مُبتسمًا حينما صَنع لنفسه واحدًا اخَر قائِلاً
- لابأس لديّ خاصتي ، الاهمُ انتِ
ابتسمَت بإمتنانٍ ثُمّ اكلت من خاصِتها تُطالعهُ بِتمعن ، مَلامحهُ وسيمَة للغايَة..! احقًا هو يَكون زَوجها و يَخُصها هي..؟
تُناظِرهُ باعجابٍ استطاع مُلاحظتهُ عندما تَحمحم قائِلاً
- مالذي تُفكرين به؟
ابتَلعت ما قَضمتهُ وقالَت بعدما سَكتت للحظات
- كنت اسأل نَفسي ، كَيف كان زواجنا؟
نَظر في عَينيها المُحتارَة فقامَت بِوَضع الشطيرَة فوق الطَبقِ بعدَما نالت اكتفائِها من الاكلِ و تابعَت
- شكلُ عينيك مُختلف عن خاصتيّ ، لا نَبدوا اننا من دولةٍ واحدَة
اومَئ لَها يُؤكد اخر ما قالتهُ يسمعها تُتابع
- لا اعلمُ ، لكنّي اشعُر ان هنالك جَفاء في عِلاقتنا
هل تَزوجنا بشكلٍ تقليديّ ؟ الم نُحب بعضنا؟
نَظرت في عَينيه تَنتظرُ منهُ جوابًا شافيًا ، عُيونَها المُلحَة بالرَدِ جَعلتهُ يتحول لكاتب سيناريو بارِع عَليه تَسليمُ العمل في غُضون دَقيقَة..!
حاوَل ان يُرتب كَلِماته بداخل رأسِه و عندما نَجح قال بهُدوء
- ذلك صَحيح ، زواجنا كان تَقليديًا ، لذلك نَحن لازلنا لَم نعتد على بَعضنا بَعد
نَظرت في اتجاهِ رَسيل النائِمَة بجانِبها ثُمّ طالعتهُ مُستغربَة
- هل انجبنا طِفلة و نحنُ لم نَعتد على بعضنا ؟
كيف يُصارحها انّهُ لا يعرفُ طفلتهما كَيف اتت..؟
رسيل اللُغز المُحير الذي اجهَز عقول العُلماء..!
طَرح انفاسَهُ بِبُطئ ثُمّ اجاب
- لم اقل ان علاقتنا سيئَة ، نحن كأي زَوجين يُمارسان عِلاقتهما بشكلٍ عاديّ ، لكننا في طَورِ التعرفُ على بَعضنا
ناظَرتهُ باهتِمامٍ حينما تابَع بعدما احتسَى من الشاي خاصتهُ
- انا سَفير كوريّ ، و بطبيعَة عملي فأنّي اُسافر لاشهر طويلة و اعود شهر او شَهرين ، لذلك لم تتسنَى لنا فُرصَة التقرُب كثيرًا ، هل فهمتِ؟
حَدقت بِه بِحُزنِ عندما سألتهُ
- هل ستُسافر مجددًا و تترُكنا؟
نَفى براسِه و حَمل شطيرتِها يضعها بَين يديها مُجددًا مُجيبًا
- حاليًا لا ، سأبقى مَعكما ، انتِ كُلي و اهتمي بصحتكِ و لا تُفكري بالقادِم
احتَضنت الشطيرَة بين يَديها تُناظرهُ للحظاتٍ ثُمّ سألت
- اين عائلتي؟ اُمي ابي؟
اسئلتها الكثيرَة لم تُزعجهُ فقد وَضعها في بالِه و جَهز لها اجوبة مُسبقَة ، شَخص فقد ذاكرته سيكونُ بأشدّ رغبته في التعرفِ على نَفسِه..! لِذلك اجابَها بعد ثوانٍ
- لقد توفي والديكِ في حادث عندما كنتِ طفلَة ، تزوجتكِ يتيمَة
احسَت بالحُزن الشَديد من كَلامِه حينَما ادركَت انّها لا تملكُ احَد في هذا العالم سِواه هو و طِفلتهما ، مَسكت بيدِه مِتحدثة باستِياء
- اذًا لا تترُكني انت كَذلك بِمُفردي ، لا اُريد ان اكون وَحيدَة
حَدق في يَدِها التي تتشبَثُ بخاصِته قَبل أن يَنظُر في عَينيها المُستاءَةِ يَتنهد بِثقلٍ شَديد ، سَحب يدهُ ببطئ مِنها مُجيبًا
- لا تخافيّ ، لن اترككِ بمفردكِ ابدًا
يَتمنى ..!
•••
اخضرُ العَينينِ كان في مُنتَصف المَكتبِ بداخل القصرِ الذي يَمكثُ فيه مع اليوت ، يَبحثُ بين الأدرجِ عَن تلك المُذكراتٍ و قَد بدأ اليأس يَتمكن منهُ فقد فتش كامل الحُجرَة و لم يَجد لها ريحًا
تَنهد مُتضايقًا و عندَما فَك رَبطة عُنقه يسمحُ للهواء بالتسرُب الي رِئتيه ، سَمع صَوت خُطواتٍ آتٍ صَوبه من خارج المَكتب ، التَفت بِرأسِه و رأى اخر ما قَد يتوقعهُ في حَياته..!
قابَلتهُ تلك الشَقراء ذات العُيونِ الزرقاء ، تَلبسُ قَميص نومٍ أبيض اللونِ قَصير كاشِف يفضح مناطقها الانثويَة بشكلٍ مُخل للغايَة ، تسمَر مطرحهُ و لم يَعِد بامكانِه التَصرُف و الحَراك ، لَف رأسهُ امامَه يُحدق في ظِلها المُنعكس على الجِدار بِصدمَةٍ بالغَة
ماذا يَسعهُ ان يَقول..؟ و كَيف يُنقذ نَفسهُ من هذه المُشكلَة..؟
سَمعها تقترِبُ منهُ و تَطرُق كَعب حذاءها الأحَمرِ كَلونِ السائل المُسكر بداخل كأسِها الزُجاجيّ ، قَربت المسافَة بينهما فَتسرب عِطرها لمعانقَة ثقوبِ انفه قبل صَوتها الهادِئ و هي تَقولُ بِغنج
- دامنا اتخذنا خُطوَة التراجعِ عن الطلاق
دَعنا نُجدد ليلَة دُخلتنا..!
شدّ على أصابِعه بِقوّة يسمعها تُتابع و هي تلتمسِ كَتفه من الوراء
- لقد حققتُ امنيتك و لبستُ لك قميص نومٍ سيُعجبك..!
التفت ، عَليك ان تَراني ، سَتنبهر
اعتصَر قبضتهُ بأقوَى ما يَمتلك و بداخل عَقله يبحثُ عن الحُجج للهربِ من هذا المَوقف المُميت ، التَفت و عُيونَه في الأرضِ يقوم بِدفعها عن طريقه عندما قال
- ليس وقتهُ اليوت ، انا مُنشغل
أزاحها عن طريقِه لكنها لم تَتحرك و بَقت صامدَة امامهُ تُناظرهُ بجديَة
- لن تَذهب لمكانٍ جون! انت الليلَة مُلكي
اشتقتُ اليك! و ها انا ذا ارغبُ بك
ساُحاول ان اُعالج برودي لاجلك
المَكان الوَحيد الذي نَظر اليه كان عَينيها
يُحدق فيها بهدوءٍ تام جَعل آمالها تتحطَمُ بالكامِل
- ليس وقته
أصرّ على كَلِماته يَراها تستشيطُ قهرًا من نَظراته الباردَة نحوِها ، تَجاوزها رغبَةً بالرَحيلِ لَكنهُ صُدم حينما رَمت كأس النبيذ لِيُصيب الجدار بالقُرب منه ، تناثر الزُجاج و تَسبب في جُرح عُنقه فَسمعها تَقولُ بنبرةٍ مليئة بالغُل
- انزِع قِناع السَفير ، فهو لا يَليقُ بك ايها الوَزير..!
•••
6877 ✔️
اهلاً اهلاً بعد غِياب 🦋
كيف حالكم يارِفاق؟ طمنوني عَنكم
اشتقتُ اليك بشدّة و اشتقت لاحداث الرواية و لرسيل الصغيرَة 😭
انا اشتاق لرسيل اكثر نفرٍ في الروايَة باكملها
المُهم ، كيف كانت اجواء الفصل معكم..؟
بخصوص كذبة السفير على ماريسا..؟
تعتقدون انه اخذ الخيار الأصح ..؟
كان من الصعب يصارحها و يقمع تساؤلاتها لان حرفيًا
تخيلوا معاي انسانة صاحية من حادث فاقدة للذاكرة
تسال هي مين ، يجي يقولها انتِ ام طفلتي يلي معرفش منين جت و انا متزوج و محدش يعرف انتِ مين اصلاً و مصيرك مجهول
البنت حرفيا ممكن تنجلط و تموت فورًا من الصدمَة
حالة ماريسا جدًا صعبَة ، و قرار السفير مكنش سهل
بس تضحيته بانه يمثل انه زوجها ، ده دليل انه جدا متعاطف معاها و بدأ يغير من نفسه علشانها ، حتشوفوا نسخته الحنينَة قريبًا
انتم شكلكم مش ملاحظين
ان اللورد عنده عُقدة اكثر من عقدة اليوت في الخيانَة
و يخاف يظهر بصورة الخائن { شي متعلق بماضيه }
لذلك ، تفهموه و اعرفوا كويس انه مش سئ
بس الظروف حكمت عليه كذا للاسف
حرفيا يلي في الرواية كلهم صاعبين عليا 😭
الوزير؟ تعتقدون انه يعرف شي عن السر المستخبي؟
ليه رافض يقول للسفير عن قرابته بيه؟
و شنو كان يقصد بكلامه المُبهم؟
اكثر جزئية حبيتوها في الفصل..؟
احاسيسُ ماريسا و هي تتعرف على رسيل للمرة الاولى ..؟
حسيتوها؟
حسيتوا بشعور رسيل و هي بعيدة عن امها؟ 💔
اكثر جُزئية دغدغت مشاعركم..؟
سويون..؟
مشاهد تريدون نكثر منها؟
اليوت اكتشفت الوزير؟
توقعاتكم للقادم عمومًا..؟
3000 تصويت
6000 تعليق
فصل جَديد ✔️
لو الشروط تحققت اسرَع
، الفصل القادم حيكون اقرب من موعده الاسبوعيّ 👀
اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🦋
.
.
.
ماريسا ❤️🔥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top