Our child | 15

THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD

اهلاً بكم في الفصل الخامس عَشر 🍂

لِنَبدأ 🐻

•••

أقدامُ الفتاةُ الشَقراء بالكادِ تَحملُها و تَسنُدها للوقوفِ حينَما تلاقَت اعيُنها بِخاصَةِ المُستشارِ قُبالتها ، كانَت مُنصِدمَة عاجزَة عن النُطق بِحَرفٍ و ذلك تسبب في استِغراب زوجِها الذي نظر ناحيَة أدريان بتعجُب

خَمّن ان زَوجتهُ مُنصِدمَة من فكرَة انّهُ قد جاء بِمُحامٍ لِطلاقِهما الذي يُريده رَسميًا ، لذلك لم يَهتم و تابَع يُناظِرُ الشابَة امامهُ بهُدوء

- ان كنتِ مُتفرغَة لنجلس نُناقِش تفاصيل الطَلاق

استَفاقت اليوت مِن شُرودها على كَلامِ زَوجها الذي تَسبب في انتفاضَة قويَة لقلبِها المُغرم بِه ، تناسَت وجود ادريان في اللحظَة التي وَقعت عُيونها بشباكِ خاصتيّ اللورد الخَضراء تُطالِعهُ بِحسرَة

- دَعنا نتحَدث ، على انفراد رجاءًا

رَفض اللورد الاستِماع الي طَلبها و قال بعدَما ادخَل يداهُ في جُيوب بنطاله بِحَزنٍ كَسر ما تبقى من قلبِها

- كُل ما تريدين مُناقشَتهُ سيكونُ بحضور المُحامي!

لا يُريد ان يَخضع لايّ ضغطٍ كان مِنها ، يُدرك انّ انفرادِهما قَد يُضعفهُ و يَجعله عاجِز عن اتخاذ مَوقف صارِم هذه المرّة ، لِذا صَمم على قَرارِه الذي جَعل اليوت تقبضُ على يَديها بِقوّة

كان من الواضِح انها تَحجزُ دُموعها في عُيونِها المُحمرة و رُغم ادراكِ اللورد انّها على وَشك البُكاء ، تجاهَل الم قلبِه عَليها و التَفت يسيرُ ناحيَة طاولة اجتماعاتِه التي جَلس على رأسِها

أشارَ للمُستشارِ بالجُلوس ، و هو لَم يبخَل بالتقدمُ و اتخاذ موقعه على يَمين السفير في الوَقت الذي جَلست بِه اليوت على يَسارِه

اخفَت ارتجافِ يديها تحت الطاولَة و امَتهنت قناع البُرودِ كما اعتادَت ان تفعَل بِحُضور دخيلٍ بينها و بين زَوجها الذي نَطق بهُدوء

- لابد ان حُضورك بِسبب ورقَة الطلاق التي وَصلتكِ من المَحكمَة

قامَت اليوت بالايماء و قبل ان تَستفسِر نَطق يُقاطعها

- نحنُ وصلنا الي طريقٍ مسدود بالفعل اليوت ، لِذا اُفضل ان نَنفصل سِلميًا بدلاً من افتعالِ المَشاكل في المَحاكم!

ارادَت الحَديث ردًا و اعتراضًا على كَلامِه فهي ترفُض اطلاقًا الطلاق! لَكن ادريان تَتدخل بِقولِه حينَما ارخَى ظهرهُ على مسندِ الكُرسيّ قائِلاً

- السفيرُ مَعه حَق ، المشاكل ستضُر بسمعَة كليكما

نَظرت اليوت في عَينيه بِغضبٍ دَفين فرأتهُ يَبتسِمُ بِبُطئٍ قبل ان يُتابع بنبرةٍ ذبّت فيها الرُعب

- خُصوصًا انتِ ..! شُهرتكِ سَتتدمَر

قَبضت على اصابِعها من تَحت الطاولَة و هي تتمنَى لو انّ زوجها يشعُر بارتعاشها و يَضمُها كما اعتاد ان يَفعل حينما يَحِسُ بارتباكِها

لَكن هذه المرَة مُختلفَة! هو ليسَ هنا لاحتواءِها اطلاقًا

نَظرت ناحيَة اللورد الذي قامَ بِمُشابكة يداهُ فوق الطاولَة متحدثًا

- ذلك صَحيح ، لا اريدُ ان تَتضرر اليوت من بَعدي اطلاقًا
سيكونُ سبب الانفصال عدمُ التفاهم ، و تلك الحَقيقَة

قامَ ادريان بالايماء مُتجاوبًا مَعهُ قبل ان يوجه بَصرهُ من جَديد يضعهُ على اليوت مُجيبًا بحاجبٍ مَرفوع

- بالتأكيد ، من سيتمنَى لهذه الشقراء الجَميلة الضَرر؟

تَضايق اللورد من نَبرةِ ادريان المُغازلَة و ذَلك جَعلهُ يُزمجرُ بكلامه الهُجوميّ حينَما قال بِحدَة

- انّي ساطلقها ذلك لا يسمَح لك بِمُغازلتِها !

ابتَسمت اليوت خفاءًا على غيرتِه و ذلك لاحَظهُ ادريان الذي عاوَد النظر ناحيَة السفير مُعتذِرًا

- اسِف ، لكنّي لم اقصدُ مُغازلتها ، انت تعرفُ شهرتها الواسعَة و لاصدق القول انهُ لشرف لي ان التَقيها وجهًا لِوَجه

ما قالَهُ زاد غيرَة السفير الذي كشّر بِمَلامِحه و عاد بِقرارَهُ مُلبيًا رغبَة زوجتِه في الانفِراد اذ قال بانزِعاجٍ عزز الأمل في قلبِ اليوت

- يُمكنك الانصِراف ، سنُكملُ نقاشنا حول الاجراءاتِ لاحقًا

تبسّم أدريان بهُدوء و لم يَعترض ، بل استَقام يَجمعُ الاوراق داخل حَقيبتهُ الجلديَة السوداء ثُمّ استأذن قبل رَحيله دون جِدال

انفَردت اليوت بِزوجِها و عادت الروح الي جَسدها حينما غادَر ادريان الذي كان يقفُ كالشوكَةٍ عالِقًا بداخِل حُنجرتِها ، طالعت السَفير تُقاطِعهُ قبل الحَديث

- جونغكوك مالذي جَعل الامور تصل الي هذا الحَد؟
اي طلاقٍ تتحدَث عنه؟

عاتَبتهُ بنظراتِها التي تحاشَى التقاطِها باعيُنه حينما اشاح ببصرِه بعيدًا عن مُتناولها ، فضّل التستُر على فَيضِ مَشاعِره التي حرّكها ادريان بِغَزله لَها ثُمّ قال بِجُمود مُصطَنع

- كما قُلت لكِ ، وصلنا الي طريقٍ مَسدود لا عودَة فيه
بداتُ افقدُ نَفسي في هذا الزواج بدلاً من ايجادِها
لذلك ، الانفصال هو القرارُ الانسَب اليوت

كانَت تعرفُ جَيدًا ان مشاعِرُه لها قائِمَة ، و غيرتهُ للتو سلطَت النور عليها بوضوحٍ لذلك مدت يدها لامساكِ خاصته تُحادثهُ بصوتِها الانثويّ الذي يُحب

- جونغكوك ارجوك! لا تَظلِم حُبنا

هَمست لهُ حينما نَظر الي عَينيها الزَرقاء لِفترةٍ يُطيل التَحديق فيها مُفكِرًا ، ظَنت انّهُ لان و سَيتراجع ، لكنهُ كَسر توقعاتها عندما جَذب يدهُ قائِلاً بِهُدوءٍ مُميت

- بل انا اُحافظ على حُبنا من الاندِثار! الانفصالُ هو من سيجعَلُ لنا ذكرياتٍ اتذكُر فيها لحظاتِنا بِصورَةٍ اشبهُ بالجَميلة ، امّا الاستمراريَة مع طِباعكِ التي تأبى التغيير ، ستستبدلُ حبي لكِ بالكراهيَة!

اعتصرَت كلماتهُ قلبِها الذي كاد ان يَتوقف من كَلِماته السامَة تِلك
كَيف يستطيعُ فمهُ المَعسول ان ينطِق بِكُل هذِه القَسوة..؟

لم تعتد منهُ سِوا على كَلِمات الحُب و الغَزل الكَثير بِها و بِعُيونِها التي تُغرقه وِسط مُحيطٍ لا نجاة منهُ ، لَكن..! على ما يبدوا انهُ وَجد قارِب نجاة

كانت ستتحدَث لَكنهُ نَهض من مقعدِه يُطالع ساعَة رِسغه قائِلاً

- عن اذنكِ ، لديّ عَمل مُهم

تَوجه الي مَكتبه لالتقاطِ هاتفه و حَقيبته ، حاولت ان توقفه لَكنهُ صَدها و غادر السفارَة بعدما تَركها من خَلفه تَغلي من الغَضب ، مَسحت على وَجهها بيدها المُرتعشَة قبل ان تَهمِس تُخاطب نَفسها بِصَوتٍ مُرتجف

- م..مالذي ج..جاء باد..بادريان؟

للتوِ تذكرَت وجودَه ، نهضت تُسرِعُ للمُغادرَة اذ توجهت ناحيَة غُرفَة الكاميرات تطلُب من الأمن ان يُعطيها اخرُ المُستجدات ، و لكونه يعرفها زَوجة من لم يُعارض ، القَت نظرة على اخرُ رُبع ساعَة فرأت السيارَة التي رَكِبها ادريان ، حَفِظت الرَقم التسلسليّ ثُمّ غادرَت

بَعثت الرقَم الي لوكاس و طلبت منهُ تَحديد مَوقع السيارَة اذ استَغرق بِضع دقائِق و ارسل لَها المَكان تَحديدًا ، حَركت سيارتِها البي ام دابيلو الرياضِيّة ثُمّ قادَتها ناحيَة الوِجهَة

ضَغطت على المِقود باصابِعها قَويًا و هي تَزيدُ من سُرعَة قيادتِها الي أن وصلَت الي مكانٍ مُنقَطع حيثُما سيارَة ادريانِ لوحدها من تسيرُ في الطَريق

زادَت السُرعَة الي ان سَبقتهُ ثُمّ اوقفت السيارَة في مُنتَصف الطريق م
تَمنعُ مُروره ، ضغط هو على الفَرامل مُسرعًا قبل ان يَصدِمها اذ توسّعت عيناهُ من جُرأتها

وَجدها تنزلُ من سيارتِها قبل ان تَصفع الباب بِقوّة و تقترِبُ من خاصتِه و الغَضبُ يَشعُّ من عُيونها الزرقاء ، نَزل بِدَوره يسيرُ ناحيَة من وَجهت سُؤالاً جادًا لهُ بنبرتِها الهُجوميَة

- انت كَيف لازلت على قَيد الحياة؟

نَظرت في عَينيه حينَما ميّل رأسَهُ مُبتسمًا بسُخريَة

- بدل ان تَفرحِ لان حُبكِ الاول لازال حَيًا..!

ضَغطت على يديها بِقوّة و هي ترتعشُ من الغَضب

- اُصمَت..! انت لم تكُن سِوا غلطتي الاولَى
امّا حُبي فهو جونغكوك لا غَير

تجمَدت عيناهُ تمامًا كَملامحه و هو يُطالعها بِهدوءٍ زاد من استِفزازها ، قَربت المسافَة بينهُما و مَسكتهُ من ياقته بقوّة تجذبهُ ناحيتها

- مالذي قُلته الي زَوجي؟ و كَيف ظهرت فجاة في حياتِنا؟

مَسك بِيديها التي تُحيط عنقه فَنفضهُما عنهُ بقوّة

- لستُ مُهتم للظهور بِحياتك! امّا زوجكِ فهو من راسلني للاهتِمام بقضيته للطلاقِ منكِ ، هه المسكين لتوه بدأ يكتشف انهُ وَقع بين يديّ انسانَة مريضة مثلكِ! احييه انهُ صَمد لسبع سنوات

قَضمت على شَفتِها السُفلى بِعُنفٍ ثُمّ همست تُنبهه

- اياك ! جونغكوك رَجُلٍ يعرف كيف يُحافظ على امراته ، ليس خائن مِثلُك اسمعت؟

ابتَسم لها بِجَفاءٍ ثُمّ اجاب

- لم اخنُكِ ، انا رايتُ حياتي من بعد ما انفصلتُ عنكِ!

تلاشَت ابتِسامتهُ تدريجيًا قبل ان يُتابع بنبرةٍ مُظلمَة

- ام انّكِ ستفعلين معهُ مثلما فعلتِ مَعي؟ سَتقتلين الفتاة التي سيُحبها من بَعدكِ و تُدبرين لهُ المكائِد حتى يَختفي من الوجود؟ همم؟

نَظرت اليوت في عُيونِه بنظراتٍ هادِئَة ثُمّ قالَت بنبرةٍ اكثر هُدوءًا

- لم اقتُلها! كان مجردُ حادث ، ام تظُن اني سالوثُ يداي بِمُشردَة مِثلُها؟ ليسَ و كانك لا تعرفُ طباعي

رَمقها بنظراتٍ تحملُ قدرًا عاليًا من النُفورِ و التَقزز

- لانّي اعرفُ طباعكِ جَيدًا ، قررتُ الانفصال عنكِ

تجاهَلت تمامًا نَظراتُه فهو لم يَعُد يَهمها اطلاقًا
سواء اكان يُحبها ام يَكررُها..!

ما يَهمها في الوقت الراهن ان يَختفي من حياتِها كُليًا
لذا سألتهُ بحيرَة كبيرَة

- كيف استطعت تَغيير اسم عائلتك؟ اين ذَهبت طيلَة هذه السنوات؟ الاخبارُ تناقلت خبر وَفاتك بالفعل!

وَضع يداهُ بجيوبِ بنطاله ثُمّ اتكئ على مُقدمَة سيارتِه المرسيدس يَصنعُ ابتِسامَةٍ مُستفزَة قهرت اليوت بجدارَة

- زَيّفتُ خبر وَفاتي ، ثُمّ هاجرتُ الي المملكة المُتحدَة و تابعتُ دراستي باسم مُستعار ، ما رأيكِ؟ الستُ ذكيًا ؟

قَطبت حواجِبها بشدّة و هي تُطالعهُ بعدمِ تَصديق

- مُستَحيل..! انت لا يُمكنك ان تفعل ذلك بِمُفردك
كيف استطعت اكمال اجراءاتك بدون نُفوذ؟
انت لا تملكُ شيئًا! تركتُك عاريًا

اختَفت ابتِسامتهُ تمامًا و حلّ مكانها نَظراتٍ تحملُ كمًا عاليًا من الحِقد و الكراهيَة للتي تَقدم مِنها حتّى حاصَرها ضِد سيارتِها يَمنعها من الحَراكِ و التنفسِ حتّى

نَظر بداخل عَينيها الزرقاء ثُمّ هَمس بنبرةٍ ذبّت الرُعب فيها

- كما تركتيني عاريًا من بَعد العِز الذي جِئتيه انتِ و عائلتكِ عاريَة تُقبلين الايادي ، اُقسم انّي ساجعلكِ تصلين للمرحلَة التي تَلفين فيها وِسط المَصحات العقليّة دون ان تَجدي من يُعالجكِ..!

وَضعت يدِها فوق صَدرِه تَدفعهُ الي الخَلفِ بانزِعاجٍ بان على مَلامِحها الغاضِبَة ، لم يَهتم لِصدها لهُ بل واصَل عبثُه معها حينَما داعب خُصيلات شعرِها بِرفقٍ تام ثُمّ واصل مُبتسمًا

- امّا عن زَوجكِ ، اُقسم انّي ساُقيم لهُ حَفلة طلاقٍ لم تكن مِثلُها في الوجود ، فقط لاجعلهُ يُدرِك كم هو مَحظوظ..! لانهُ نَجى منكِ

دَفعتهُ من صَدرِه بقوّة نَجحت في جَعله يَرتّد الي الوراء ، صَفعتهُ بقوّة ثُمّ هَسهست تُهدده بغضبٍ عارم

- احترم نفسك ايها الحثالة و اياك ان تَمُد يدك عَليّ ! اُقسم اقطعها و اُنهيك من الوجود ، انهُ اخر تَحذير لك ، ان لَم تُغادر و تعود من حيثُما اتيت ، ساضطرّ ان اتصرَف معك حينَها

نَبهتهُ و هو لم يهتم اطلاقًا ، اذ تابعَت بِجَديةٍ تقول

- ارتَجِل ، و كُن رجُلاً لاول مرّة و دَع الانثى التي كَسرت قلبها ان تَعيش الحياة التي تستحِقُها همم؟

انزعجَت بشدّة حينما اضحكَهُ كلامها الذي جَعلهُ يُقهقه بصخبٍ عزز رَغبتها في صَفعه من جَديد ، حَملق بِها بِجُمودٍ حينما توقف عن الضحك قبل ان يَقول

- مُشكلتكِ انكِ تُمثلين دور الضحيّة و من براعَة التمثيلِ تُصدقين..!
اُهنئك فَلوهلةٍ كدتُ اشك في نَفسي..! اكادُ اصدق انّي سافل

دَنت منهُ بضع خُطواتٍ قالت من بعدِها و هي تصرّ على اسنانِها

- انت بالفعل سافِل! ابتعد عن حَياتي و زواجي ادريان
انت لا تعرفُ حجم البشاعَة التي قد اصِلها
ان اضطررتُ لاجل زَوجي!

حَدقت في عيناهُ الخاليَة من المَشاعر ثُمّ تابعَت

- جونغكوك الشَخص الذي رَممني من بَعد ما كَسرتني
انهُ حُب حَياتي الذي اقتُل كُل البشريَة ان استطعتُ
في سبيل الحفاظ عَليه! لذلك انتبِه لنفسك جَيدًا

طَبطبت على كَتِفه تُنبهه ثُمّ استدارَت تعودُ ناحيَة سيارتها ، رَكِبتها و ادارَت المِقود للرحَيل من امام من تتبعها بِعَينيه قبل ان يسخَر مُخرجًا هاتفه من جَيبه

اجرَى اتصالاً قال فيه الآتي

- السَمكة بدأت تلتقطُ الطُعم..!

•••

فَتحت ماريسا باب الشِقَة حينما طُرِق ، وَجدت والد ابنتها يقفُ و على وَجهه تعابير لا تُفَسر ، استَقبلتهُ و سمحت لهُ بالدُخول بعدما اغلقَت الباب من خَلفه

تمشى بداخل البَيت يبحثُ عن رَسيل التي وَجدها تزحفُ وراء قِطَة ، توسعَت عيناهُ و رَكض يَحملُ طِفلتهُ بعدما اختبئت الهُرَة تَحت الاريكَة

- من جاء بهذه القطَة!

سأل مُتفاجئًا يُطالع ماريسا التي اجابَت و هي تُلملم شعرِها تربِطهُ عاليًا

- جاء بها ماثيو هديَة لي و رَسيل احبَتها

قَطب حواجبه مُتضايقًا قبل ان ينطِق بعدما ناظر طِفلته التي لم تَهتم لوجودِه و حَركت اقدامها في الهواء تود النُزول و اللعب مع القطَة

- انها مُضرَة بصحة رسيل!! شعرُها ستبتلعهُ كُلّه!!!

ناظرتهُ ماريسا بحاجبٍ مَرفوع ثُمّ واصلت السير تجاه المَطبخ تُكمل تَزيين الكعكَة التي تُعد فاليَوم يَوم وجبتها المَفتوحَة ، اجابَتهُ و هي تُجهز الحَشوات

- قراتُ في الانترنت و لم اجد هُنالك ضرر يُذكر لذلك لابأس

راقَب الذي تَفعلهُ ثُمّ عاود التحديق بصغيرته التي تنتفضُ بداخل حُضنه ، احتَضنها رُغمًا عن ارادتها و راح يُقبل سائر وَجهها متجاهلاً صِراخها و شَدها القويّ لشعرها..!

الهي انها تتعرضُ للتحرُش ..!!

شدتهُ بقوَة من شعرِه ثم بدأت بالبُكاء قَويًا حينَما سَئمت من قُبلاته التي اغرقَت وجهها بالكامِل ، يالهُ من جَشع طمّاع لم يَرحم حتى عُيونها الباكيَة و قبلها بِحُبٍ جعلها تَخضعُ له في نهاية المَطافُ و تستلمُ الي حِنيته

فقدَت اهتِمامها بالقطَة و نجح والدُها في كَسب ودها من جَديد ، نَظرت اليه بِفرحٍ رَهيب حينما مَسك يدها بِنُبلٍ يُقبلها برفقٍ تام

- اميرَةُ قَلبي..! كَيف حالُكِ؟

ضِحكتها المَسرورَة كانت اجابتَهُ و شفاء لِروحِه المُتعبَة ، عاود ضَمها الي صَدره يستنشقُ رائحَة شعرِها النَقيّ بِفرحةٍ غامرَة

- لا تَعلمين كم تأثيرُكٍ عليّ ساحِر..! كيف لي ان انسى كامل مَتاعِبي و انتِ بِجواري..؟

قبل رأسِها و ابتَعد يَرميها في الهواء ثُمّ يُعيد التقاطها من جَديد ، الفرحَة تُزيّن قلب رَسيل التي تُصفق بسعادَة كُلّما حلَقت في السماء ، تعرفُ جَيدًا ان اذرُع والدها الدافئة ستلتقطها من جَديد لذلك رَمت بكل مخاوفها و سَلمت نَفسها لهُ

وَضعها فوق الاريكَةِ امامهُ يقومُ بازالَة سُترته قبل ان يُشمّر يكشفُ عُروقه البارزَة فوق ساعديه ، عاود حَمل طِفلته و تمشَى بها ناحِيَة المَطبخ

- دعينا نُساعد ماما همم؟

وَقف بجوار ماريسا التي ناظَرتهُ باستِغراب

- منذ متى لديك روح المُساعدَة؟

حَدق بها مُبتسِمًا ثُمّ اجاب

- منذ الان! اخبريني مالذي استطيعُ فعله؟

نَظر الي المُكونات امامهُ فلم تَشئ ان يمس شيئًا مِنها ، دَفعتهُ للخلفِ متحدثَة

- اذهب اخاف ان تَلمس شئ بيديك فَيخرب
انت لا يأتي من ورائك سِوا الفساد

لم يَنزعج مما قالتهُ لَكنهُ مثّل ذلك حينما قال مُغتاضًا

- انا كُل شئ المسهُ يُزهر

كانَت ستتحدَثُ لِتَسخر لكنهُ قاطعها حينما لَمس وَجنتيّ رَسيل التي احمَرت مُباشرَة

- اُنظري ، انهُ مِثال حَيّ امامكِ

نَظرت الي وَجنتيّ ابنتها المُحمرَة و هي تقطُن في حُضن ابيها مُستمتعَة بِوجودِه ، عاوَدت التحديق بالسَفير ثُمّ قالَت

- لم اقتنِع..!

مَد يدهُ و مَسك وجنتها بقوّة حتّى احمَرت و تركت اصابِعه اثرًا ، صَرخت بقوّة مُتألمَة لِتطالعه و هو ينطقُ بفخَر

- اُنظري اليكِ ! لَمستي جَعلتكِ تُزهرين

كانَت نيتهُ سليمَة بالكامِل ، و هي على درايَة بذلك لَكن تصرفهُ ازعجها و جَعلها تحملُ اقرب اداة طبخٍ بجوارها اذ وقع اختيارها على المِقلاة

- ايها المُتحرش

صَرخت بِه قبل ان تَرفع المِقلاة عالِيًا تَزعم على هَشم رأسِه ، وَسع عيناهُ قبل ان يَركُض بعيدًا عن مُتناول من لَحقتهُ تهدد بقتله

- عُد الي هنا و ساُريك كيف تُزهرُ الروح على اصولِها

اختَبئ وراء الاريكَة و هو يَضمّ رسيل الي صَدرِه متحدثًا

- يا لم اقصد ما تُفكرين به انتِ ، كنتُ العبُ معكِ ايتها المُتخلفَة

ناظَرتهُ بغضبٍ ثُمّ صرخَت به قائلَة

- اتعرفني حتى تَلعب معي؟ من انت اساسًا!!

رَكضت وراءهُ و عَزِمت على تَحطيم رأسِه لَكنهُ نجح بالهَربِ بعيدًا عَنها ، كانت رَسيل مُستمتعَة للغايَة تضحكُ دون تَوقف و هي تَرى اُمها تلاحق ابيها بالمِقلاة ، دَخل السفير الي الحَمام الذي اغلقهُ من خَلفه في وَجه من طرقتهُ بعنفٍ قائِلَة

- افتح الباب دعنا نَتفاهم

نَظر اللورد الي ابنتِه المُبتسمَة هامِسًا

- اُمكِ مجنونَة!

ضَحكت رَسيل بخفَة قبل ان تسمع اُمها و هي تُنادي ، تلاشَت ابتسامتِها و اشارَت على الباب وراء أبيها متحدثَة بلغتها

- ابابا! نانا داديتوتو!

قبل اللورد رأسِها بِرفقٍ ثُمّ تابع يهمسُ بلُطف

- ستُغادرها نوبَة جُنونها و تعودُ بخير همم؟

رَمشت رسيل بعدمِ فَهم لَكنها سَكتت و هي تَرى والدها يُخرج هاتفه من جَيبه حينما وَصلته بضع اشعاراتٍ كثيرَة ، كانت مُكالمات فائتَة من زَوجتهُ و رسائل كَثيرة تطلُب فيها ان تراهُ للنقاش

اغلَق هاتفهُ بالكامل لِيرميه بداخل سلَة الملابِس و يسيرُ في اتجاهِ حَوض الاستِحمام

- ما رأيكِ ان نَستحم سويًا؟

وَضعت يديها فوق ملابِسها تُنفي برأسها بقوّة حينَما علمت مُرادَه

- انونو

مَسكها من انفِها قبل ان يضحك على تعابيرِها اللطيفَة

- هل تغارين من والدكِ همم؟

حَملها بين يداهُ يُعانقها بقوّة ، قبل ان يَشتم رائحَة انبعثَت من حفاظها..! ابتلع ريقهُ و ابعَدها عنهُ يُطالعها بجديَة

- مالذي فعلتيه ايتها الفصعونَة؟

ابتَسمت لهُ ببراءَة لا تتماشَى مع فعلتها بالحِفاظ
عَبس قبل ان يَقضم شِفاهه هامسًا

- اظن انهُ علينا البحثُ عن طريقَة لارضاء والدتكِ

عاد ادراجَهُ في اتجاهِ الباب الذي قامَ بِفتحه ببطئ ، طلّ للخارِج يراقب هُدوء الاجواء فَوجد المكان آمن للخُروج ، ترجَل للصالَة بحثًا عن ماريسا التي وَجدها في المَطبخ تُكمل اعداد الكعكة و هي تتحدَث عبر الهاتف

دَفع حاجبه عاليًا حينَما وجدها تَبتسمُ بحماسٍ مُبالغ لم يَراها قَط بِه اثناء وجودِه بِرفقتها حيثُ تَحدثت و هي تَضحكُ بِصَخب

- اجل هل رايت ذلك المَشهد؟ لم اتوقع اطلاقًا ان الاحداث سَتتغير بهذا الشَكل..! لقد صُدمت

كانت تَضعُ الهاتف على كَتفها الذي ترفعهُ في اتجاه اذنها بينَما تسكُب حشوة الشوكولاتة مع البُندق فوق الطبقة الاولى من الكعكَة

انعقدت حواجب اللورد بِشدَة قبل ان يسير ناحيتها بسُرعَة ، سَحب الهاتف منها يَضعُ السماعة فوق اُذنه لِسَماع صوت المُتصل فَوجده ماثيو

نَظر في عينيّ ماريسا التي صرخَت به بغضَب

- مالذي تفعله؟

اغلَق الخط في وَجه زوج اُخته قبل ان يُناظرها بسُخريَة

- تكادُ ابتسامتكِ تُمزق وَجهك و انتِ تحادثينه..!
و مَعي تصنعين هذا الوَجه الغاضب على الدَوام

حَملقت بِه بِسخطٍ ثُمّ قالَت بحاجبٍ مَرفوع

- و لما عليّ ان ابتسِم مَعك ؟ من تكون اساسًا؟

قَضم وَجنتهُ من الداخِل بِغَضب قبل ان يَقترِب مِنها بِضع خُطواتٍ لم تُزحزح من ثباتها شيئًا

- انا والد ابنتكِ لِعلمك! اي انّي اهم رَجُل في حياتكِ حاليًا

ابتَسمت لهُ قبل ان تَترُك ما تَفعلهُ مُتحدثَة

- انت و الذي خَلفك لا تَختلفان عن بَعضكما شيئًا!

التَفت برأسه فَوجد الجدار من يُقابله ، زاد غَضبهُ و زاد معهُ انزِعاجه و قبل ان يُعطيها رد فعل وجدها قد سَحبت منهُ هاتفها تُحذره بهُدوء

- اياك ان تَتخطى حُدودك ، بيني و بينك رَسيل فَحسب..!
انت هُنا من اجلِها ، تصرف انك لا تَراني!
تمامًا كما اتصرفُ انا ، الانها الحَقيقَة
انا بالكادِ المح ظِلك

كان مُندهِشًا للغايَة اذ كَيف يُمكن لفتاةٍ شابَة مثلها تحتاجُ للحُب و الاهتِمام المُبالغ أن تتجاهَل رَجل تتجلّى فيه كُل الصفات التي تتمناها اي صبيَة في عُمرها..!

كيّ يستعيد ماء وَجهه تَحدث مُوضحًا بهدوء

- لو كنتُ اعلم انهُ ماثيو لما تَدخلت! لكن ان كان رَجُل اخر لَكان حسابكِ عَسيرًا آن ذاك

وَضع رَسيل ارضًا حينَما ارادَت اللعب مع القِطَة ثُمّ صَب اهتمامهُ تجاه من رفعَت حاجبها ساخِرَة

- عُذرًا ؟ اُكرر ، من انت لتتدخَل؟

اصرّ على مَوقفه حينَما قال بِنَبرةٍ حادَة لا تُنكر انّها اخافَتها لبُرهَة

- انا والدُ ابنتُكِ ، التي انجَبها رَحمكِ منّي همم؟

لا تعلمُ لِما كَلامهُ جَعل وَجنتيها تَحمر فجاة..!
رُبما لانهُ دَقق الوَصف..؟

اشاحَت عينيها عنهُ فَسمعتهُ يُتابع غير مُهتَم اطلاقًا بما شَعرت به للتو

- انتِ تحت وِصايتي رُغم انهُ ليس هُنالك ايَةُ علاقة تَجمعُنا و لن تَكون ، لَكِن وجودكِ في الوَقت الراهن عليه ان يَكون سِرًا ، اياكِ و التَفكير بالتواصُل مع اي شاب و خَوض علاقة غراميَة قد تأخُذنا للجَحيم!

اعطتهُ ظهرِها و قامَت بوضع يديها على خُدودها الساخنَة تُحاول جَمع شتاتِها ، لم تُجادلِه و فضلَت الصمت بدلاً من الاشتباك مَعهُ في نِقاشٍ عَقيم

سُكوتها أثار فُضولَه ، لذلك صغّر عيناهُ و قال بِشَك

- ام انكِ تخوضين عِلاقة غراميَة مع شاب ما؟

على غير العادة هي لا تُجادله ، لذلك احَس بالغرابَة و وَجد سُكوتها مَهرب من الاعترافِ بالحَقيقَة ، التَفت ناحِيتهُ و ناظَرت عيناهُ الفُضوليَة بهُدوء

- لا! لستُ مهتمة بدخول علاقَة غراميَة
اتظُن ان الرجال محور الكَون لاستميت كيّ احصل على واحد؟

حَدق في عُيونها يَتحرى صِدقُها قبل ان يَسمعها تُتابع بجديَة تامَة

- لا تَخف ، حاليًا لستُ مُهتمَة بدخول ايَة علاقَة ، و حينما اُقرر و اجد الشخص المُناسب في الوَقت الذي تتحسنُ فيه ظُروفي ، ستكون اول شَخص اُشارِكَهُ هذا القَرار ، دامك والد طِفلتي

نَظر اليها للحظاتٍ يستنكرُ فكرَة ان تكون مُرتبطَة برجلٍ قد يُبعده عن طِفلته! يود ان يُجادل و يُناقش لَكن صَوت بكاء رَسيل مَنعه ، كِليهما انتفَضا سويًا و رَكضا الي ابنتهما التي بَكت عندما طَفح كيلُها

حَملتها ماريسا قبل ان يَصل السفير اليها فراحَت تتفحصُ ان كانت القِطَة خَدشتها ، في ذات الوقت الذي وبّخ اللورد الهرَة كما لو انّها انسانٍ عليه تَحمل مسؤولية فِعلته..!

- مابكِ ياروح الماما؟ لما تبكين همم؟

تَفقدت الأم صغيرتِها التي يَزدادُ بكاءها مع الوَقتِ و السبب علِمتهُ ماريسا حينما اشتَمت رائحة حفاظها ، وَجهت بصرها ناحيَة اللورد ثُمّ قالت مُبتسمَة بشر

- اسمَع

نَظر اليها مُستفهمًا فَوجدها تنهضُ من على الارضِ و هي تَحمل الصغيرَة قائِلَة

- الان سَتُثبتُ حُبك لرسيل

نَظر الي رَسيل ثُمّ اليها ليجَدها تَمُدها اليه مُتابعَة

- اذهَب و غيّر لها الحفاظُ حالاً

وسّع عَينيه مُنصدِمًا قبل ان يُشير عَلى نَفسِه مُنصدِمًا

- ا..انا ؟

قامَت بالايماء بابتِسامَة خبيثَة حينما مَسكتهُ من ذراعهُ التي تُؤلمه بِقياسِ حُبه لابنته ، على غَير المُتوقع وَجدته رحَب بالفكرَة و اقترب يُعانق طِفلته اليه

- اتظنين اني ساشعرُ بالتقزز من ابنتي؟

قبل رأس رَسيل بِحُب قبل ان يَنظُر في عينيّ ماريسا المُندهشَة يُتابع بابتسامَة دافِئَة

- لا مانع لديّ ان توليتُ مهمة تغيير الحفاظ يَوميًا..!
فقط علميني كَيف افعلُ ذلك و ساقومُ به بكل حُب

اخَفض بصرهُ لاعيُن صغيرته الدامعَة فانحنى يُقبل جُفونِها برفق

- سيقومُ والدكِ بتغيير حفاظكِ الصغير همم؟ لا تَبكي

مُبادرته اللطيفَة تِلك جَعلت قلب ماريسا يبتسمُ لا اراديًا ، فكرَة انهُ بكامل هذه الحنيَة على صغيرتِها تأسِرُها..!

تتسائل كَيف لهُ ان يكون بكامل هذه الحنيَة و القَسوة بآنٍ واحِد؟

رافقتهُ الي غرفَة النومِ حَيثُما علَمتهُ الطريقَة الصحيحَة لتَغيير الحِفاظ و هو نَفذ بِمهارَة تامَة ، صفقت لهُ ماريسا بابتسامَة عريضَة قالت بعدَها

- احسنت صُنعًا!

رَفع عينيه اليها يُناظرها بِعُيونٍ مُصغرَة

- اول مرَة اراكِ تَمتدحينني..!

دَحرجت عَينيها و هي تسيرُ نحو الخارجِ مُتحدثَة

- ليسَ و كأنّ مَديحي سيُغير بِكَ شيئًا

تتَبعها بِعينيه ثُمّ عاود التَحديق بصغيرتِه التي كانَت تُغمض عُيونها بِنُعاس ، البَسها ثيابها الداخليَة ثُمّ حَملها يَضمُها الي صَدره و يُطبطبُ عليها الي ان نامَت بداخل حُضنِه ، مَددها فوق الفِراش و غطاها جَيدًا ثُمّ سار ناحيَة الخارِج

في ذات الوقت قد وضعت ماريسا الكعكة في الثلاجة لتبرُد ثُمّ توجهت ناحيَة الحمام كيّ تضع الغسيل بالغسالَة ، جَلست القُرفصاء تَحمل الملابِس و تفصِلُها عن بَعضها قبل ان تُلاحظ هاتِف السَفير

بِمُجَرد ان حملتهُ حتى اُضيئت الشاشَة في وَجهه فَكشفت عن صُورَة لاعيُن زَوجته ، لم تَقصد قراءَة الاشعار الذي كان على الواجهَة لكن بِحُكم ان اعيُنها سقطَت عليه قرأتهُ دون شُعور

- جونغكوك انا اسفَة ، ارجوك دَعنا نبدأ صفحةٍ جَديدَة ، الطلاق ليس حَل ! كيف يهون عَليك انفصالُنا؟ حُبنا سيذهبُ سُدًا!

عَقدت ماريسا حواجِبها بشدَة قبل ان يَنخطف لَون وَجهها بعد الذي قرأتهُ للتو ، رَفعت عينيها عن شاشَة الهاتِف تُخاطبُ نَفسها بِهَمسٍ طَفيف

- سيُطلق زَوجته؟ مُستَحيل..!

وَضعت الهاتف جانِبًا كيّ تُعيده اليه ثمّ واصَلت فصل الثياب من اجلِ غسلها و عقلها مُنشغل بالدي قَرأتَهُ للتو

كيف للرجُل الذي كُلما سَمحت الفُرصَة يتَحدث عن حُبه الكبير لِزَوجته ان يُطلقها..؟

اما رأتهُ صَحيح..؟
رُبما هُنالك خَطب..!

ماذا ان كانت هي سبب الطلاق؟
لرُبما زَوجتهُ علِمت و خَيرتهُ بينها و بين رَسيل
و كما قال هو سيختارُ ابنتهُ و ذلك سبب الانفصال..!

شُعور الذَنب تآكَلها ، لا تُريد ان تكون هي سبب انفصال زَوجين سعيدين اطلاقًا ..!

احسَت بالغصَة تتآكلُها ، حاوَلت ان تَتزن و بصعوبَة استَجمعت شتاتِها حينما غادَرت الحَمام و بين يديها الهاتِف ، قَدمتهُ الي السفير الجالِس يُشاهد التلفاز بينما يتناول التُفاح

- لقد وَجدتهُ بداخل سلَة الملابِس

نَظر الي وَجهها الشاحِب فقطب حواجِبه مُستغرِبًا

- هل انتِ بخير؟

اخَذ هاتفهُ منها فرآها تومِئ و هي تُغير وجهتها ناحيَة المَطبخ

- هل تريد اكل شئ على العشاء؟

سألتهُ بينَما تبحثُ في المكونات التي تَمتلك ، نَظر ناحيَة ظهرِها مُتعجبًا اذ نَطق

- منذ مَتى تسأليني عن اهتماماتي بالاكل؟

تفقدت الثلاجَة ثُمّ التفت ناحيتهُ تناظرهُ بهدوء

- لقد نفذت بَعض المُكونات من المنزل
ساكتُب لك قائمَة عليك المجيئ بها

لم تهتم لِسَماع ردِه و ذَهبت للمجيئ بالدفترِ و القَلم ، جَلست تكتُب ما تَحتاجهُ ثُمّ توجهت اليه تُعطيه الورقَة بجديَة

- كتبتُ لك اللوازم

نَظر الي الورقَة ثُمّ اليها بحاجبٍ مَرفوع

- ساُخبر اوليڤر ان يأتي ب..

لم تنتظر ان يُكمِل كلامهُ و قامت بِتوبيخه قائلَة

- انها واجباتك انت و انت من عَليه ان يُؤديها!
انت رَجل البيت الذي تسكُن فيه ابنتك
انهض هيّا

لا يُنكر انّهُ يخاف من غَضِبها لذلك نَهض بِطاعَةٍ و لم يُجادل ، اخَذ الورقَة بانزعاجٍ مُصطنَع فقد اعتاد على انقلاب مِزاجها لكنهُ لم يشئ التنفيذ بكامل ارادته حفاظًا على هَيبته

على الاقل عليه ان يُظهر ان هذا الوَضع لا يُعجبه!

- انتِ امراة مُتسلطَة!

رَمقها بنظراتٍ سامَة قبل ان يسير لارتداء سُترته ، وَضع كمامتهُ و لبس قُبعته ثُمّ غادر البَيت و بين مُتناول يديه ورقَة الطلبات المنزليَة

انّها ثاني مرَة في حياته يَحصُل عليها و في المرتين كانت مِنها
دَخل الي البقالَة التي راح يلُفها بحثًا عن صُدور الدَجاج
بعض الخضار و التوابِل مع العصائِر الطازجَة

اشترَى حفاظات و حَليب الي رَسيل و لم يستطع السيطرة على نفسه فجَلب لها قِطع لطيفَة من الملابِس مَع الكَثيرِ من الالعاب التي تُناسب سِنها

في ذات الوقت كانت ماريسا تجلِسُ في مُنتَصف الصالَة تُطالع الفَراغ بِصَمت ، كانت تُفكر في السَبب الذي قد يَجعل اللورد يُقبل على تطليق امرأتهُ

و هل ابنتُها من ضِمن اسبابِه..؟

لرُبما عاطفتهُ تجاه رسيل غَلبت حُبه الي زَوجته..!

في كِلا الحالات تشعُر انها السَبب
و شُعورها ذاك مُميت للغايَة

تنهدت بِبُطئ قبل ان تَقضم على شَفتها السُفلى بحُزن

- لابد ان قلبها يُؤلمها..! انهُ حُب حياتها
كيف امكنهُ ان يتخلى عنها بسُهولَة؟
اعلي التدخُل؟ لرُبما استطيعُ اصلاح الامَر !

بعثرت شعرها الذي فردتهُ على ظهرِها ثُمّ وَجدت القطة تقفز للجلوسِ فوق فخذيها ، مَسحت عليها بلُطفٍ شديد تتناسى بشاعَة ما تشعر به عبر اللعب مَعها

في طريقِ عودَة اللورد اشترَى طعامٍ للقطَة حسب توصيات ماريسا في الورقَة ثُمّ قام بِنَقر كلمة السر التي تَعلمها من ماثيو

حينَما دَخل و وَضع الاغراض فوق الطاولَة وَجد ماريسا قد قامَت بِتَقطيع الكعكَة التي جَهزتها و تذكرتهُ بواحدَة ، سَكبت لهُ من الحليبِ بالمَوز ثُمّ طلبت منهُ ان يأخذ حِصته

اقتَرب لانتشال صحنِه مُستغربًا

- ما مُناسبَة اعداد الكيك؟ هل هو عيد ميلادك؟

اخَذت حِصتها و توجهَت ناحيَة الاريكَة اينما جَلست و لحقها هو ، تناوَلت من قطتها و رَمقتهُ بنظراتٍ ساحقَة

- هل ابدوا انسانَة تعرفُ متى وُلدت؟

ادرَك حماقَة سُؤاله لانسانَة فاقدة الذاكرَة لذا عضّ على لسانَهُ و تأسف قائِلاً

- اسف ، لكنهُ سؤال روتينيّ

احتست من حَليب الموز ثُمّ اومأت لهُ بهدوء

- لا عَليك

دَوى الصَمتُ لدقائِق كُل واحدٍ مُنشغِل بتناول حِصتهُ دون اللجوءِ للحَديث ، استَغرقت ماريسا وقتًا و هي تُقلب افكارِها الي أن غَلبها فُضولِها و قالَت

- هل يُمكنني سُؤالك؟

نَظر اليها بعدَما كان مُنشغلاً في هاتِفه ، اومَئ لها بترحَيب

- تفضلي

وَضعت طبق الكعكَة فوق الطاولَة ثُمّ اسنَدت وجنتها على كَف يدِها التي كانت تُسند مرفقها على ظهر الاريكَة

- كنتُ اتصفحُ الانترنت مؤخرًا ، و قابلتني الكَثيرُ من الفيديوهات التي تتحدثُ عنك و عن زَوجتك ، انتابني الفضول لاعرف قِصتكما

بِمُجَرد ان ذكرت سيرَة زَوجتهُ ، انقلبت مَلامحهُ و حَلّ الحُزن يُخيّم بداخل عُيونِه ، كان واضح لماريسا ان قرار الطلاق لا يُسعِدُه اطلاقًا فنظراته تَحكي جَيدًا شُعورَه الدَفين داخله

ابتِسامتهُ الذابلَة التي ظَهرت حينَما جاءَت بسيرَتِها تُؤكد حُبه اليها

- قِصتُنا ابتَدت بِحادِث..!

قَطبت ماريسا حواجِبها مُستغربَة

- حادِث؟

حَدقت في عينيّ مَن ناظَرها لبُرهَة قبل ان يَعود بذكرياتِه الي الوراء سنواتٍ عديدة ، قَطب حواجِبه ثُمّ قال مُتذكرًا ذلك المَشهد كما لو انّهُ يحدثُ امامهُ للتو

- رأيتُها اول مرّة ، في المُستشفَى

استَغربت الصُغرى فما تَذكرهُ انّ ماثيو ذكر لقاءهما الاول في المَيتم ، واصلت الاستِماع للورد حينَما تابَع

- تقابلنا في المُستشفى بعدَما قُمت باسعافِ عائِلَة بعد تَعرضهم الي حادِث شَنيع تَسبب في مَقتل الأب و الأم و اصابَة حادة للابنَة

امعَنت الصُغرى الاستِماع اليه يُكمل

- افرادُ تلك العائلَة مقربون جدًا من عائلَة زَوجتي ، بل هُم اخوَة ! لِذلك كانَت اليوت الحاضِرَة الاولى مَع والديها بعد سَماعهم خَبر الحادثَة ، كنتُ قَد رأيتُها مُنهارَة في ممراتِ المُستشفَى تبكي بهستيريَة على وفاةِ الاب و الام فَهُم كانوا في مقامِ والديها ، اعتنوا فيها و رَبوها في طُفولتها ، لِذلك ، قَدمتُ لها منديلاً و حاولتُ مُواساتِها ، حينَما نَجحت انتبهَتُ لِجَمالها الآسر و مُنذ تلك اللحظَة ظلّت راسخَة في فكري ، الي حين لقاءنا الثاني في المَيتم

تَذكره لِذلك الحادِث يَجعلُ صَدرهُ يَضيق اذ بان الحُزن على مَلامحه حينَما تذكّر انهيار عائلَة زوجته بعد سَماعِهم الخَبر ، خُصوصًا والِدها الذي كان بِمثابَة أخٍ للمُتوفي ، تشارَكا حياتِهما الشَخصية و العَمليّة سويًا

كان يَعتبرهُ بمقام اخيه الصَغير
لاسيما اليوت ، التي تَربت في حُضنِه و تَعلمت منهُ الكَثير

لِذا رؤيتِهم مُنهارون كانَت صعبَة عَليه
خُصوصًا انهّم شَكروه على اسعافِهم لَهم قبل انفجارِ السيارَة بعد انقلابِها ، و ارادوا تَقديم مَبلغ ماليّ له دلالَة على امتناهم لكنهُ رَفض و اكتَفى باستراق النَظراتِ الي اليوت الواقفَة وراء والدها تَبكي في حُضن اُمها

- الم يكُن ماثيو حاضِرًا آن ذاك؟

نَبست الصُغرى مُستغربَة فهو لم يَذكر وجوده ضِمن العائلَة ، لِكَونه صديقُها ، فهي اهتَمت لِذكره لذا طالعَت اللورد حينَما اجاب نافيًا

- كلاّ ، ماثيو لم يَتربى مع عائلتِه ، حينما انجبَتهُ والدته مَع اليوت ، كانت صِحتها لا تسمَحُ لها بِتربيَة اثنين ، لِذلك اضطرت ان تَتخلى عنهُ و ترسله الي جَدته في المانيا ، خصوصًا ان حالتهم الماديَة كانت سيئَة في بدايَة زواجِها من بيتر ، لذلك ماثيو كان مَسموح لهُ بزيارتِهم مرّة سنويًا و قَضاء الصيف رِفقتهم ثُمّ يَعود الي جَدته

تذكرت ماريسا تَطرُق ماثيو للحَديث عن تربيته مع جَده و جَدته لذلك قامَت بالايماء ثُمّ سألت بِفُضول

- لكن ، ان مات الاب و الام ، ماذا عن الفتاة التي كانت اصابتها حرجَة ؟

حَدقت في عينيّ اللورد الذي طَرح انفاسَهُ ببطئٍ قبل ان يَنطِق بِقهرٍ واضح من نَبرتِه

- للاسف ، ماتت بعدَما ظلّت في العنايَة لِشَهر
جسدُها الصغير لَم يحتمل تلك الاصابات الكَثيرة
مناعتُها كانت ضعيفَة للغايَة

أحسَت الصُغرَى بالحُزن على ماقالهُ تجاه تلك الطِفلَة التي تَمنت نجاتِها ، تَنهدت باستياء ثُمّ قالَت و هي تُشيح بصرها بعيدًا عنهُ

- من جانبٍ اخَر ، من الجَيد انّها لحقت والديها، و إلا كانَت ستذوقُ مرارَة طعمِ الحياة بِمُفردها بدون عائِلَة ..!

نَظر اليها اللورد للحظاتٍ قبل ان يُجيبها

- لا احد يَعرف كيف كان سيكونُ مَصيرها ان ظَلت على قيد الحَياة

هَزت ماريسا اكتافها قبل ان تُطالعهُ بهدوء

- ثُمّ من بعد تلك المرَة ، وَقعت في حُبها؟

اومَئ لها مُبتسِمًا فسألتهُ بحيرَة بعد حين

- كيف يكونُ شُعور الحُب؟ و هل هو حقًا يستحق ان نُضحي بِكُل شَئ من اجلِه؟

نَظر بداخل عَينيها يرى فُضولِها الذي جَعله يعتدلُ في جَلستِه قائِلاً

- سُؤالكِ عَميق..! و مُحير بذات الوَقت

نَظر امامَهُ يرى انعكاسهُ على شاشَة التلفاز التي قامَت ماريسا باطفاءِها ، سَكت للحظاتٍ يستجمعُ حروفه قبل ان يَقول

- الحُب مَزيج بين الفرحِ و الألَم..! لا يُمكن وَصفه لَكنهُ يَجعلُكِ في قمَة النَشوة ، كُلكِ لهفة لِلمسةٍ واحدَة من الشَخصِ المنشود تكادين لا تطيقين صبرًا ان يكون بالجِوار ، بذات الوقت قد يكونُ لاذِع يحلّ كاللعنَة التي تُمزق قلبكِ و تُدمرهُ حَدّ الرغبَة بالاختفاء من الوجود

عاوَد التَحديق في الصُغرى بِجانبه قبل ان يُتابِع مُتبسِمًا بهُدوء

- امّا ان كان يستحقُ التضحيَة من اجلِه؟ حينما تصلين للمرحلَة التي يجعلكِ فيها الحُب تفقدين نفسكِ ، هَويتكِ و شَخصيتكِ! عليكِ تركهُ خَلفكِ و الالتفات لِاستجماع ما فقدتيه في عِلاقَةٍ صَحيح الحُب موجود فيها ، لَكن اساسُها فاشل

استَغربت كَلامهُ الذي جَعلها تصفن للحظاتٍ تُحاول فَهمه ، نَظرت اليه باهتِمام ثُمّ سألَت

- اذًا الحُب الذي يُضحي فيه الابطال بكل شَئ في المُسلسلات ليسَ واقعيًا ..؟

نَفى برأسِه ثُمّ قال

- يكونُ واقعيًا في حالَة ما اذا كان البطلين يُضحيان بِنَفس المقدار كيّ يكون هنالك توازن يَحملُ العلاقَة و يجعلُها صحيَة ، فهمتِ؟

اومأت لهُ ايجابًا ثُمّ نَظرت بداخل عيناهُ الخَضراء مُتحدثَة بتردد

- لم اقصد ان اتنصَت عليك اطلاقًا ، لكنّي بالخطأ قرأتُ شعارًا من زوجتك على هاتِفك

رأت جَبينهُ يَتجعد و حواجِبه تُعقَد دلالَة على انزِعاجه
و قبل ان يتَحدث قاطعتهُ قائِلَة

- لا اُريد ان اسمع منك ردًا على ما ساقوله ، لكن اشعُر انّي سانفجر ان لم اتحَدث لذلك اسمَعني رجاءًا !

لم تَعطه فرصَة بالحَديث اذ واصَلت تقول

- صَحيح اني لا املكُ تجارب سابقَة ، و لا ذاكرَة اساسًا تسمح لي بتذكُرها ، لكِن حسب الذي رأيتهُ في علاقتك مَع زوجتك ، رأيتُك تُحبها كَثيرًا ، صَحيح ان حُبك اليها يَجعلُك تجرحُني و تُنقص مني ، لَكِنٍّ اتفهمُ ما تشعُر بِه فالصَدمة بظهور رَسيل ليسَت خفيفَة بالنسبَة لرجُلٍ يعشق زَوجته مِثلك

سَكتت للحظاتٍ تستجمعُ حروفها ثُمّ واصَلت

- لا اعلمُ ما طبيعَة العلاقة بينكُما ، لكنِّ رأيتُ جُزءًا منها حينما كنا في المُنتجع و لاصدق القَول كُنتما في غايَة التناسق مع بعضكُما ، رُبما الطلاق خيارٍ لجَئت لهُ بعد تفكيرٍ عميق مع نَفسك ، لكن اعتقد ان عِلاقتكما تستحقُ فُرصَة اخيرَة ! هي تُحبك و ذلك واضح من نَظراتُها اليك ، و انت كَذلك تُحبها ، اليس الحُب كافيا ليجَعل علاقتكما تَستمر؟

كان الحُزن واضح في عُيونِها و هي تُحادثه بغصَة جعلتهُ مُحتارًا
حَدق بِها مُستغربًا ثُمّ قال بهُدوء

- الحُب ليس كافيًا ، لقد وضحتُ ذلك لكِ قبل قليل

انزَلت عينيها عنهُ و قد احمَرت وَجنتيها مِن شدّة حرارَة دمِها الناجم من قهرِها ، استَغرقت وقتًا لتخبرهُ بحُزن

- لاصدقك القول ، اشعُر اني و ابنتي السَبب ، لِما اتخذت هذا القرار في الوقت الذي ظهرنا فيه ؟ لقد كانت حَياتك معها مثاليَة

نَفى يَعترِضُ تمامًا ما تُفكر فيه لَكنها واصَلت حينما ناظرتهُ بعتابٍ قائلَة

- لا تُفضل ابنتك على زَوجتك ، فَكلتاهما جُزء مهم من حياتِك ، ان اضطر الامر ساُقابلها و اُقسم لها انّ لا علاقَة تجمعك بي! سافعلُ اللازم لَكن عَليك ان تتأنى في قرارك

تَنهد اللورد مُتضايقًا من اللوم الذي وَضعتهُ على نَفسِها و هي قطعًا لا تحملُ ذنبًا في قَراره اطلاقًا ، التَفت اليها و فسّر لها قائِلاً

- ماريسا انها ليسَت المرة الاولَى التي اُقبل فيها على قرار الطلاق همم ؟ لذلك انتِ ليس لكِ ذنب ، لا انتِ و لا رَسيل! هذه مشاكل شَخصية بيني و بين زَوجتي لا اُحب مناقشتها مع احَد حفاظًا على الخُصوصيَة

نَظرت ماريسا بِداخل عينيه بِحُزن قبل ان تَنطِق

- المراة بِطبعها هشّة ، انت تستطيعُ اصلاح كُل شئ حينما تكونُ حَنونًا ، لذلك اذهَب لها و صالِحها ، لا تدعها تنامُ حَزينَة و انا مُتأكدَة ان الحنيَة ستكونُ كفيلَة باصلاح كُل شَئ

حَدق في عَينيها للحظاتٍ قبل ان يَتبسم على تَفكيرُها البَريئ
اتظُن ان العِلاقات تسيرُ بهذه السُهولَة..؟

- كَرجلٍ لديه خبرَة سبع سنواتٍ في الزَواج ، اُخبرك ان الحنيَة ليست مِفتاحُ السعادَة الزوجيَة ، هُنالك بعضُ الخلافات التي تعجزُ امامَها تمامًا! و يَمال البرود نصيبَهُ من العِلاقَة

سَكتت للحظاتٍ تُطالعهُ قبل ان تقولُ بهدوء

- لا اريد التدخُل اكثر مِما فعلت ، لكنّي رغبتُ باسداء نَصيحَة قد لا تكون مُهمَة بالنسبَة اليك ، اتمنَى ان تتصلَح الامور بينكُما و ألا تنتهي بالطَلاق..!

استَقامت من جِواره حينَما سمعت بُكاء رَسيل فقد حان مَوعدُ رِضاعتها ، استأذنتهُ و حالما وَصلت الي الباب سَمعتهُ يناديها

وَقفت قُرب مدخل الغرفة تُدير رأسِها اليه اذ سَمِعتهُ يقول

- شُكرًا

ابتَسمت لهُ بخفَة ثُمّ دَخلت الي الغرفَة تُغلق الباب خَلفها ، سارَت ناحيَة السرير حيثُما وَجدت طِفلتها الأكول كما تُسميها تَبكي ، جَلست بِجوارِها و قامَت بِحَملها تَضعُها بِداخل حُضنِها كيّ تُرضعها و عقلها يَعصفُ بالافكارِ المُختلفَة

مالذي يَعنيه اللورد بأن الحُب ليسَ اساس..؟
احقًا هو ليس كافٍ لِيُصلح ما افسدتهُ الخِلافات بينهُما؟
كَيف؟ و الحُب في عُيونهما واضِحًا..!

تَشوش فِكرُها و امتلئ عقلُها بالكَثير من الافكارِ المُزعَجة التي جَعلتها تُغمِض عُيونها بِضَجر ، اخَذت رسيل كِفايتها من الحَليب ثُمّ رَغبت في اللعب حينما بدأت بشد شَعر اُمها و تحريك اقدامِها بحماسٍ مُبالغ

انخَفضت ماريسا تُقبل جَبين طِفلتها بعدما فَكت شعرها من قبضتها ثُمّ حَملتها تأخُذها الي والِدها يُلاعبها ، دقّ جَرسُ البَيت فتوجهَت لِفتحه اذ كان ماثيو الطارِق ، ادخلتهُ و عَزمتهُ على العشاء الذي توجهَت تُحضره في المَطبخ

جَلس ماثيو بجانب السفير مُبتسمًا بعدَما وَضع حَقيبة الظهر خاصتِه جانبًا

- هل انتهى عِقابك؟

حَدق اللورد بِه للحظاتٍ قبل ان يُطالع ماريسا المُنشغلَة بالطبخ مُتنهدًا

- على ما يبدوا

اخَفض بصرهُ الي طِفلته التي تزحفُ وراء القطة و تُمسكها من ذَيلها ، تبسّم ماثيو قليلاً ثُمّ وَجه بصرهُ الي ماريسا التي جائت من المَطبخ قائِلَة

- ستبقى لتناول العشاء اليس كَذلك؟

اومَئ ماثيو بعدما نَهض و لحقها الي المَطبخ يتفقد ما طَبختهُ باعجاب

- كَيف لي تَفويت وَجبة عشاء من بين يَديكِ!
انها الألذ حتمًا

ضَحِكت الاصغرُ سِنًا لِمُغازلاته التي اعتادَت على سَماعِها منهُ طيلَة الوقت ، ليسَ لِهَدف التودد اليها بل لان لِسانهُ مُعتاد بِحُكم عمله الذي يُحيطه بالنِساء

نَظر اللورد اليها و هي تَضحكُ على كَلامِ ماثيو الذي قدّم اليها المُساعدة و لم تَرفض ، رَمش مُتفاجئًا ثُمّ عقد حواجبه مُنزعجًا قبل ان يُتمتم

- اتاريها تُجيد الضَحك ! يكادُ يلتهمها بِكَلامه و تَبتسم لهُ
و بعفويَة مسكتها من خدِها كادت ان تَهشم رأسي

لِوهلَة احسّ بالحِقد يَنموا بداخِله على المُعاملَة الاستِثنائيَة التي يحصُل عليها من ماريسا ، رَمقها بِنَظراتٍ مُميتَة و تتبع كامل تَحركاتها هي و ماثيو و هُما يتشاركان الاحاديث حَول المُسلسل الذي يُشاهدانه سَويًا

كان مُهمشًا بينهُما ، كما لو انّهُ غير مَرئيّ اطلاقًا و ذلك ضايقَهُ فقد اعتاد ان يَكون مَحط اهتِمام ، نادى ماثيو عليه حينما سَكبت ماريسا الطَعامُ و رَتبتهُ فوق الطاولَة قبل ان تَقترِب لاخذ رَسيل منهُ

- هاتها

احتَضن ابنتهُ اليه و رَفض ان يُعطيها لَها ، كانت نَظراتهُ المليئَة بالحقد اليها جَعلتها تَشعُر انّهُ طفلٍ غيور خانتهُ امه..!

رَمشت بعدمِ فَهم فاستقام هو و سَبقها ناحيَة طاولة الافطار و صَغيرتهُ بداخل حُضنه ، جَلس قُبالَة من ماثيو الذي جاورته ماريسا مُتحدثَة

- ناولني رَسيل ، ساقومُ باطعامها

تَحدثت و هي تهرسُ الخُضار الخاص بالصغيرَة ، نَظر اللورد اليها بِهُدوءٍ قبل ان ينطِق بِرَوية

- ساقومُ انا باطعامها

سَرق مِنها ذَلِك الطَبق و باشر باطعامِ صغيرتِه برفق ، نَظرت ماريسا الي ماثيو قبل ان تَهُز اكتافِها و تُباشر تناول الطَعام

اخَذت الجَزر من طبقها و وَضعتهُ بخاصَة ماثيو قائِلَة

- انت تُحب الجَزر ، لذلك لابأس بِتناول خاصتي

نَظر ماثيو الي كَرمِها الذي قابَلهُ بالمثل و اعطاها حِصتهُ من البطاطس المقليَة اذ نَطق

- انتِ تُحبين البطاطس لذلك ساتنازلُ عن حِصتي لكِ

بان الحُزن على عَينيها و هو قَد فهم ما يجولُ بفكرها لذلك نَطق يُشير عليها بِملعقته

- لا تَهتمي للريجيم و تناولي براحتكِ اليوم!
الفرقُ واضِح و بدأت نتائج الحياة الصحيَة تظهرُ عليكِ

كَسب كَلامهُ اهتِمامها حينَما ناظرتهُ بسعادَة عبرت عَنها بِقولها

- حقًا؟ هل الفرقُ واضح الي تلك الدَرجة؟

قام بالايماء بِرأسِه و هو يَتفقدُ جَسدها بِعَينيه و ذلك جَعل اللورد يَرمقهُ بنظراتٍ سامَة ، ترك ملعقَة رسيل و مَسك برأس اخ زَوجته يُعيده للنظر امامَه

- لا تَنظر للفتاة كما لو انك سَتلتهِمُها..!

حَدق بماريسا ثُمّ اشار عليها مُتحدثًا بصرامَة

- و انتِ كذلك لا تَسألي رَجُل شاب عن التغيير في جَسدكِ..!
و اُستريه باللباسِ الطويل تجنُبًا للفتِ الانظار

حَملقت به ماريسا بِبُهوت تمامًا كما فعل ماثيو الذي سالهُ بحاجبٍ مَرفوع

- و ما دَخلك انت؟ نحنُ اصدقاء! نتبادل الاراء
انا ايضًا اُريها عضلاتُ بطني و تقاسيم جَسدي!

عَلِقت اللُقمَة بداخل حَلق السفير الذي وسّع عيناهُ و هو يُناظر ماثيو يُتابع ببساطَة

- نحنُ نمتلك ذات الاهتمامات لذلك نتشارُكها للتحفيز

ايدَتهُ ماريسا التي اومأت استجابَة لِكَلام ماثيو مُتحدثَة

- ذلك صَحيح ، ماثيو يُشجعني للحُصول على بطن مُسطحَة تشبه خاصته

ابتَلع السفير الطعام بِصُعوبَة قبل ان يَصرُخ في وَجه كِليهما مُتسببًا فَزع الشابين و من ضِمنهم رَسيل التي انتفَضت بخفَة

- كلا!!!

مدَت ماريسا يديها لالتِقاط ابنتِها لَكنهُ ارجَع لها رأسها للخلفِ حتى عاوَدت الجُلوس مَكانها ، احتَضن طِفلتهُ ثُمّ رَمق كِليهما بنظراتٍ قاتلَة مُتحدثًا بِحزم

- ماهذا الفُسق الذي اسمعهُ ؟

رَمشت ماريسا مُستغربَة ثُمّ ناظرت ماثيو الذي انحنَى يهمسُ بداخل اُذنها

- نسيتُ اخباركِ انّ زوج اُختي مُتحفظ زيادَة عن اللزوم ، صحيح انهُ عاش مع الاجانب لسنوات لَكنهُ يمتلكُ عقليَة ابناء بلدِه

تَفهمت ماريسا ماقالهُ ماثيو الذي تَمّ جَره من قَميصه الخلفيّ للخلف من قبل اللورد الذي جَلس حاجزًا بينهُما و ابنتهُ في حُضنه

نَظر الي يسارِه حيثما تَجلسُ ماريسا ثُمّ الي يمينه يُشير بالملعقَة الخشبيَة على ماثيو بِتحذير

- اياكِ ان تُطاوعي هذا الصُعلوك ، انهُ يمتلك الثقافَة الغربيَة المُخلّة بالادبِ و الاخلاق!

عاود التَحديق بماريسا التي كانَت ستتحدث لكنهُ قاطعها بجديَة

- صدقيني ان استمعتِ الي وَساويسِه ، ساحرمك من تَربية رَسيل لاني قطعًا لن ارضَى ان تتربى طفلتي على التقاليدِ الغربيَة! نحنُ شعب مُحتشم

عَقدت الصُغرى حواجبها بعدمِ فَهمٍ اذ ترَى والد طِفلتها يُبالِغ ، ما الخطأ الذي ارتَكبتهُ للتو مع ماثيو ليتم تَوبيخِهما بهذا الشَكل؟ هما فقط صَديقين!

مال ماثيو بِظَهره ناحيَة الخَلف يُطالع ماريسا من وراء ظَهر السفير اذ غَمز لها كيّ تُسايره و هي فعلت ذلك حينما قالَت باستِسلام

- حسنًا

لن تُجادلهُ و تصنعُ معه مُشكلَة امام ماثيو ، بالاخِر هو اخ زَوجتِه و هي لن تُطيح بِقيمته و هَيبتِه امام عائلتِه الثانيَة لذا استَمعت الي كَلامهُ و لم تُعارضه رُغم عدم اقتِناعها بما فَرضهُ عليها

حَدق اللورد في اخ زَوجته ثُمّ قال بِحزم

- ستُقلل من مَجيئك الي هُنا ، بالاخر انت شاب و اعرفُ جَيدًا ان غرائزك هي التي تقودك ، لا اُريد ان يَحمل الرَحم الذي احتضن طِفلتي ، طفلاً اخر من اخ زَوجتي!!

كانت ماريسا على وَشك ابتلاع الارز ؟ لَكن تَضخيم الامور لَدى والد طِفلتها جَعلها تَختنقُ بالطعام الذي عَلق بداخل حُنجرتها ، راحَت تسعُل بِقوّة الي ان تَدخل ماثيو بِضَربه على ظهرِها حتّى بَزقت ما اكلتهُ

ناولها اللورد كوب الماء فاخَذتهُ ترتوي منهُ قبل ان تُناظره بِصدمَة
لم تستطِع الصَمت و صرخَت بِوجهه مُنفعلَة

- ماذا تَظنني انت؟

غَطّى السفير اُذنيّ ابنتهُ قبل ان ينطِق بجديَة

- لا تَصرُخي في حُضور رَسيل

طالعتهُ الصُغرى بِغَضب ثُمّ خَطفت طِفلتها منهُ قبل ان تستقيم مُتحدثَة بصوتٍ هامس لا يسمعهُ سِواه

- سنتفاهمُ لاحقًا

اومَئ لها مُبتسمًا و هو يُناظر ماثيو المُستغرب ، ضَمت ماريسا رَسيل الي صَدرِها قبل ان تُطالع صديقِها قائِلَة

- ساذهبُ لاغير حفاظ رسيل و اعود ، لا تُغادر قبل ان نتحَدث

نَظرت ناحيَة الطاولَة ثُمّ تابعَت بجديَة

- لا اريدُ ان اجِدُها مُتسخَة حينما اعود!

نَظرت ناحيَة الرَجُلين ثُمَ مَشت في اتجاه الغُرفَة مع طِفلتها ، استغرب ماثيو حينما وجد زوج اُخته يشمّر ساعديه و يستقيم لاخذ الاطباق الي المِغسلَة

- مالذي تفعله؟

اشار السفيرُ بعينيه على الغُرفَة قائِلاً

- الم تَسمعها ماذا قالَت؟ شمّر ساعديك و تعالَى ارِني مهاراتك

وسّع ماثيو عيناهُ مُنصدِمًا قبل ان يُقهقه بِصَخبٍ على مَشهدِ زَوج اُخته و هو يغسلُ الاواني

- لا اُصدق انّي اراك تَغسلُ الاطباق..! انت كنت بالكادِ تاخذ كوب قهوتك للمطبخ..!

رَمقهُ السَفير بنظراتٍ مُميتَة قبل ان ينطق بِحدَة

- كفاك سُخريَة و تعال اِغسل مَعي انا مُتعب اريد النَوم

رَفع الشابُ اكمامهُ ثُمّ لبّى نداء زوج اُختهِ بتقديم المُساعدَة ، بعد الانتهاء جَلس كِليهما امام شاشَة التلفاز يُشاهدانِ مُباراة لكرة القدِم في ذات الوقت الذي عادَت به ماريسا و قدمت ابنتِها الي ابيها

اخذ السفيرُ طِفلتهُ و وَضعها بداخل حُضنه يُقبل جَبينها بِحُب بالِغ ، كانت اُمها قد غَيرت لها حِفاظها و مَلابسها بالكامِل اذ البَستها فُستان زهريّ يتماشى مع حَجمُها الصغير بينَما ربَطت لها بعض من خُصيلاتِ شعرها الاسوَد كَذيلٍ في مُنتَصف رأسِها و الباقي لازال مَفرودًا

رائحَة النظافَة تَفوحُ من صَغيرتِه التي تَبتسمُ لهُ كلما وَقعت عينيه عَليها ، خُدودها المُحمرَة و شَفتيها الكرزيَة مع عَينيها الكَرويَة تُجبرهُ على اكلها..!

تناسى امر ماريسا و ماثيو كُليًا و انسَجم مع صغيرتِه في عالِم خاص بِهما دون سِواهما ، انخَفض يُقبل كُل جُزءٍ تَقعُ عليه شِفاهه و قلبُه غامر بالسعادَة

- اتسائل ان كان جَمالكِ هذا كُلّه منّي..!
اخافُ عليكِ من الرَجُل الذي سيأخذكِ
و قد يُسيئ تَقدير هذا الجَمال كُلّه..!

كما لو انّها تَفهم غَزلهُ اليها فَتزيدُ ضِحكتها اتساعًا ، تَركُل الهواء باقدامِها و هي مُمددة بداخل ذراعيّ ابيها الذي قرر مُلاطفَة بطنِها و دغدغتِها مِنها

حشرُ رأسهُ في مُنتَصف بطنِها يُحرك انفهُ هُناك فَتتعالى ضِحكات رَسيل الصاخبَة تُحطّم بِصداها كُلّ حُزنٍ ماكِث في صَدر أبيها

اجلَسها فوق فِخذيه و مَسك بِكلتا يديها يُناظر عَينيها بِلُطف

- متى سَتكبرين و تبدأين بالكَلام؟ اُريد ان اسمع رَغباتكِ حتى اُلبيها كُلها..! اريدكِ ان تَتحدثين للابد دون انقِطاع ، اكادُ لا املّ من صوتكِ الرَقيقُ هذا

قَطبت حواجِبها من الذي قالَهُ
احقًا هو لا يفهم عليها حينما تحادثه بلغتها..؟
لما يريد منها ان تتحدَث و هي بالفعل لا تَسكُت..!

غَضِبت من كَلامهُ و ذلك وَضحتهُ حينما صَرخت عليه و مَسكتهُ من شعرِه

- ابابا !! انونو توتاتا غاغي!!

لازال لم يَستطع فَهم تَقلُبات طفلته المزاجيَة لكنهُ على اتمّ المعرفَة انّها قد ورثتها من اُمها بِلا شَك ..!

بعد جُهدٍ جَهيد نَحح في فكِّ شعره من قبضةِ طفلته فاعتَذر لها و هو يُقبل اصابِعها واحدٍ تلو الاخَر الي ان نال رِضاها من جَديد

وَضعها على الارضِ لتُكمل اللعَب مع القِطَة ثُمّ نَظر ناحيَة ماريسا و ماثيو الذان يَجلِسان على الارضِ و الطاولَة قصيرَة الاقدام في مُنتَصفهما

رَمِش مُستغربًا فللتو كانا بجواره! لابد انهُ انغمس في عالمه مع طِفلته للحد الذي منعهُ من مُلاحظَة انهما يَتناقشان في موضوعٍ بدا بالغ الاهميّة

رأى حَقيبة ماثيو التي جاء بِها مفتوحَة و قد اخرَج منها بعض دفاتر و كُتب مع اقلامٍ و الوانٍ كَثيرة ، كان يُقلب بين صَفحات احد الدفاتِر تِلك يُشير على تَصميمٍ عصريّ و هو يُخاطب الصغرَى قائِلاً

- حَسب خبرتي في مجال الازياء ، ارى ان هذا التَصميم الخاص بالنساء رائج للغايَة ، الجُمهور يحبونَه و قد لبستهُ جيجي حَديد في اخر عرض ازياء حضرناهُ سويًا في باريس

نَظرت اليه الصُغرى باهتِمامٍ بالغ قبل ان تاخُذ منه الدفتَر تُكمِلُ تَصفحه باعجاب

- تصاميمُ هذا المُصمم مُبهرَة! احببت

رَفعت عينيها البُنيَة الي السفير الذي انضّم اليهما في الجلسَة قبل ان يَستفسر مُتسائِلاً

- مالذي تفعلانه؟

ردّ عليه ماثيو بعدما اخفَضت ماريسا عينيها للدفاتِر تُكمل التَصفح بهدوء

- لاحظتُ ان ماريسا لديها اهتمام بمجال الازياء ،
لذلك قررتُ مُساعدتها بفهم المَزيد عنهُ

حَدق السفيرُ بام طِفلته يتذكّر بِذلاته التي مَزقتها و اعادَت خِياطتها بطريقَة احتِرافيَة ، اومَئ مُتفهمًا قبل ان يَسألُها

- لما لم تُخبريني انكِ تحبين تصميم الازياء..؟

رَفعت الصُغرى رأسِها اليه فناظرت ماثيو المُستغرب خلفهُ

- من قال انها تُحب التصميم؟ لرُبما تريد ان تُصبح عارضَة..!

نَظر السفيرُ في عينيّ زوج اُخته قبل ان يبتسِم مُتحدثًا

- لقد خَمنتُ ذلك ، اذ من المُستحيل ان تَطمح للعملِ كعارضَة و هي تعرفُ طباعي جَيدًا

طالعهُ ماثيو بحاجبٍ مَرفوع قبل ان ينطِق

- اليوت وَجه و جسد اعلانيّ لكثير من الماركات العالميَة..!

حَدق السفير بِه للحظاتٍ قبل ان يُجيب بهدوء

- اُختك اختارت طريقها قبل ان التقي بِها ، و رُغم ان مجالها لا يُعجبني لكنِّ اتغاضَى ! لَكن ماريسا لن اسمَح لها ان تعرِض جَسدها اطلاقًا

عقدت ماريسا حواجِبها بشدّة ، كَيف يُمكنه ان يتحكم فيها بينما هو عاجِز عن السيطرَة على زَوجته؟ افقط لانها الطرفُ الخفيّ هُنا؟

- جونغكوك انت ليسَ لديك الاحقيَة في التدخُل في حياتِها ، بعد ان نكتشف حقيقَة انجاب رَسيل ، ماريسا سيكونُ لها كامل الحَق في عيش حياتها كما تَشاء

نَطق ماثيو بِهُدوء يُعارض تَفكير زَوج اُخته الذي قَبض على يدِه بِانزعاجٍ قبل ان يُجيب

- انت الذي ليسَ لك الاحقية في التدخُل فالموضوع بينَنا

امال ماثيو رأسَهُ بخفَة مُتحدثًا بحاجبٍ مَرفوع

- اذكرك انك لا تملكُ اي رابط بِها؟ هي اُم طِفلتك لا غَير..!
و كلينا نتوقع ان طِفلتك لم تأتي بالجَماعِ مثلاً..!

مَسح اللورد على وَجهه حينما بدأ ماثيو يضغطُ عليه بِكلامه رُغم ادراكه ان مُعتقداته تتنافى مع ما يَقولهُ حَضرته ، استقام من مَجلِسه قبل ان يَحمل رَسيل مُتحدثًا بهدوء

- ساذهبُ للنومِ مع رسيل

تَوجه ناحيَة الغرفَةِ الخاليَة ثُمّ دلفها مُغلقًا الباب خَلفه
تتبعتهُ ماريسا بعينيها قبل ان تُطالع ماثيو باستِغراب

- مابِه؟

هَز ماثيو اكتافهُ قبل ان يَتحدث

- لديه مُعتقداتٍ غريبَة يُؤمن بِها ، و لانهُ يراكِ المراة التي تُربي طِفلته يودّ ان يفرضها عليكِ كيّ تُحسنين تربيتها على تقاليدِه

تَنهدت الصُغرى قبل ان تَقوم بالايماء بِهُدوء ، تابَعت البَحث بين دفاتر اشهر المُصممين و الكُتب التي جاء بِها الاكبر تبحثُ عن شَغفِها بالداخِل

مَضت ساعَة على خُلود اللورد للنوم و تلك كانت فُرصَة ذهبيَة ضَربت بداخل عقلِ ماثيو الذي مَسك بذراعِ ماريسا قائِلاً

- اسمَعِ ..! مارايكِ ان نخرُج؟

ناظرتهُ الصغرى مُتعجبَة

- نخرُج ؟ الي اين؟

اراها شاشَة هاتفه حيثُما ورده اتصال للتو من صَديقه

- هُنالك سباق بالدراجاتِ الناريَة ، لنذهب سويًا!
اعتدتُ على مُمارسَة هذا النَشاطِ مَع اصدقائي كُل ليلَة خميس

نَظرت ماريسا ناحِيَة الساعَة اعلَى مدخل المنزِل ثُمّ قالَت بتوتر

- لا استطيع ، رسيل لِوحدها

نَفى ماثيو و هو يَستقيمُ من مكانِه مُتحدثًا

- جونغكوك مَعها و هو قطعًا لن يغادر و يترُكها ، تعرفين انهُ مُولع بها ، ثُمّ لن نتاخر سنعودُ بعد مُنتَصف الليل بِساعتين او ثَلاثة

رُغم ان الحَماس قد تسلل الي عقلِها ، لَكنها كانت مُترددة و خائِفَة بَعض الشَئ ، نَجح ماثيو في اقناعِها بعد الحاح لِذا ، اقبَلت على مُسايرته و غادَرت معهُ الشُقَة

و لَيتُها لم تَفعل..!

•••

الساعَةُ تُشير الي الثالثَة صباحًا حينما فَتح اللورد عيناهُ على صَوت بُكاءٍ شَديد من ابنتِه النائمَة بِجواره ، جَلس مُحاولاً استيعاب مَوقعهُ فوجد نَفسه فوق السَرير و رَسيل تكاد تختنقُ من شدّة بُكاءها

حَملها بين يداهُ يُطبطبُ عليها بلُطفٍ شَديد

- هشش حبيبة البابا مابها؟

صَوتهُ كان مَبحوحًا اثر نَومه العَميق ، النُعاس لازالُ يُخيّم على عَينيه الذابلَة و هو يَستقيم من مكانِه مُناديًا على ماريسا

خَرج من الغُرفَة يسيرُ بخطواتٍ مُترنحَة ظنًا انهُ سيجدُها نائمَة على الاريكَة ، لكنها لم تكُن موجودَة!

لاتزالُ اوراق الرسمِ و التصاميم فوق الطاولَة تمامًا كما تَركها قبل الخُلود الي النَوم ، قطب حواجِبه ثُمّ دخل الي الحمام بحثًا عنها و هو يُطبطبُ على ظهرِ طِفلته بلُطفٍ بالغ

- هشش ستأتي امكِ و تُرضعكِ

هَمس لها لعلها تهدأ لكن بِدون جَدوى ، جاب كامل الشقَة باقدامِه لَكن ام طفلته لم تكن موجودة..!

- اين ذهبت هذِه؟ تركتها هُنا قبل قليل!!

نَطق مُنزعجًا قبل ان يَحمل هاتِفه يتصلُ عليها ، كان الهاتفُ يَرن لكن ما مِن استجابَة ..!

عاوَد الاتصال و هو يرتعشُ من قلقِه و غضبه في الوَقت ذاتِه اذ كان بُكاء رسيل العالي يُوتره بشدّة ، جَلس فوق الاريكَة قُبالة التلفاز الذي كان على قناة الاخبار الفوريَة ينتظرُ الجَواب على احرّ من الجَمر

كرر الاتصال في اللحظة التي وَقعت عيناهُ على ذلك الخَبر العاجِل قُبالته ، فَرك عيناهُ لعلًهُ يستوعبُ ما يقرأهُ في المَقال ادناهُ اذ كُتب

- خَبر عاجِل : تَعرُض ابن اكبر صاحِب شركة انتاج سينمائيّ في اوروبا الي حادثٍ شنيع بالدراجَة الناريَة و قد تَمّ نقلُه الي المُستشفى حالاً هو و فتاةٍ شابَة قد وُجدت معهُ في مَوقع الحادِث

رَفع عيناهُ يُحدق في موقع الحادِث الذي صَورتهُ نشرَة الاخبار قَبل ان يَتم الرَدُّ على الهاتِف

- مرحبًا ؟

ارتَبك صَوتهُ و ارتجف كيانهُ و هو يَنطقُ قائِلاً

- اه..اهلاً

استقام من مكانِه و هو يرتجفُ حينما اخبَرهُ الطرف الثاني قائِلاً

- معك الشُرطَة ، قد وُجد هذا الهاتفُ في مكانِ حادثٍ جرى للتو
هل انت احد اهل صاحبه..؟

وَجد نفسهُ يركُض ناحيَة الغرفَة لجلب سترته التي ارتداها و هو يضمّ ابنته الي صَدرِه مُجيبًا

- اج..اج..اجل ، اين.. اين ه..هي؟

اعطاهُ الشُرطيّ عنوان المُستشفَى التي تمّ نَقل صاحب الهاتِف اليها لِذلك خرج يركُض من الشقَة و بين يداهُ رَسيل التي تَبكي دون انقِطاع

كما لو انّها احسَت ان والِدُتها ، اصابها مَكروه..!

ركب سيارتهُ و في حُضنه ابنته يقودُ باسرع ما يُمكنهُ مُتجاوزًا السيارات امامهُ الي ان رَكن بعشوائيَة امام المُستشفى حيثُما وَجد سيارة الاسعاف امامه

نَزل يركُض و في مُتناول يداهُ رَسيل اذ لم يَتخيل ان يَجد عائلَة زوجتهُ بالكامِل امامهُ يُناظرون ماثيو بعدما تمّ انزاله من الاسعاف اولاً

كان غائِبًا عن الوَعي تمامًا و الدماءُ تملئ سائر جَسدهُ الواهن على السرير المُتحرك الذي تمّ اعاقَة جرهُ للداخل من قبل والدته حينما رَكضت لهُ تتفحص ابنها بقلقٍ بالغ

- صغ..صغيري ، م..مابك؟ افتح..افتح عين..عينيك

نَظر اللورد ناحِيَة بيتر والد ماثيو و زَوجته التي اقتربت تركُض من اخيها تتفقدهُ بعينين مليئتين بالدُموع ، لَم يستطِع التحَدُث اطلاقًا في اللحظة التي رَفعت فيها اليوت عَينيها من فوق اخيها و وَضعتها على وَجه زَوجها امامَها

- جونغ..جونغكوك؟

هَمست اليوت مُنصدمَة من رؤيَة السفير امامَها و بين مُتناول يداهُ طِفلَة صغيرَة تَبكي و هي تَتمسكُ بِه ، تسمَرت مكانها تمامًا كما فعل والديها بعدَما لفت زوج ابنتهم انتباههم عن ابنِهم الذي تمّ جَرهُ للداخل

لَم يستطِع اللورد النُطق بحرف اطلاقًا ، وَجهه شاحِب فالدماء مُتصلبَة في عُروقِه ، اذ كانت اليوت على وَشك التوجه ناحيتهُ لكن السرير الذي تمّ انزالهُ من سيارَة الاسعاف صَنع فاصِلاً بينها و بين زَوجِها

ذلك السَرير كان يَحملُ جَسد ماريسا الدامي..!
وَجهها الذي لم تُرى مَلامِحهُ من الدماء التي تُغطيه بالكامِل

اخَفض اللورد عَينيه الي ماريسا يُناظرها بِصدمَةٍ بالغَة ، انَكتم نَفسهُ و بصعوبَة استطاع التعرُف عليها من مَلابِسها ، تراجَع خُطواتٍ الي الوراء قبل ان يَضع يدهُ فوق عينيّ طِفلته يَمنعها من رؤيَة امها بذلك الشَكل..!

لَكِن ما صَدمهُ ان رَسيل مَدت يديها تجاه جَسد اُمها قبل ان تَصرُخ من وَسط دُموعها الغزيرَةِ قائِلَة امام الجَميع

- م..ماما

••

7844 ✔️

اهلاً اهلاً في فصل جَديد حريقَة 🔥🔥

كيف نهاية الفصل بالله؟

الاحداث عمومًا ..؟

شنو يلي فهمتوه من هذا الفصل؟

علاقة ماريسا و ماثيو؟

علاقة السفير برسيل..؟

ادريان..؟

شنو يلي ممكن يصير بالفصول الجايَة..؟

ماريسا و الحادث يلي صار لها؟

توقعاتكم للقادم..؟

3000 تصويت
6000 تعليق
فصل جَديد ✔️

اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🫶🏻










.
.
.







Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top