Our child | 13

THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD

اهلاً بكم في الفَصل الثالِث عَشر 🍂

لنبدأ 🐻

•••

وَقعت عُيونِها على تِلك الطِفلَة الرَضيعَة التي تُشبِه زَوجِها الي حَدٍ كَبير ، خَفق قلبُها و تجمَدت الدماء في عُروقِها لِوهلَة حتّى قامَت بابتلاعِ ريقِها لِترطب جَفاف حَلقها من الدَهشة

استَغرقت وقتًا لِتَستوعِب اذ سَمِعت صوت انغلاقِ المياه من الحَمام ، تلك اشارَة أن زوجِها سيخرُج قريبًا لِذلك حَفظت رَقم المُرسل بِرأسِها و سُرعان ما وَضعت الرسالَة على وَضع عدم القراءَة لِتُرجع الهاتف مَكانه كَما لو انّها لم تَلمِسه

خَرج السفيرُ بِرداء الاستِحمام و رآها تُسرِح شَعرِها امام المِرآه و قَد بان عليها الهَم من فرط التَفكير ، ما حَدث معها لم يكُن مقبولاً البتّة لذلك زاد ثِقلهُ و شُعورِه بالحُزن ناحِيَتها

اقتَرب مِنها من الوراء حيثُما كانَت تُطالع الفَراغ بشُرودٍ انتَشلها منهُ حالَما انخَفض لِتَقبيل كَتِفها المَكشوف بسبب انزلاقِ الرداء الذي تلبِسه

ارتَعش بَدنُها فناظَرتهُ من خِلال المِرآه تُطالع ذلك الوَجه الذي تُحِب بسُكون ، احَست بِقُبلته على فَروة رأسِها ثُمّ راقبتهُ و هو يَحتضِنها قائِلاً بلُطف

- فيما تُفكر اميرتي..؟

كانَت صامِتَة للغايَة لا رَغبة لها بالنُطق بِحَرفٍ اطلاقًا
كُلّ مابِها هادِئ ، حتى نظراتِها اليه

- اخبرتكِ اني ساُعيد حقكِ ، همم؟

وَضعت ذلك المِشط بِداخل الدُرج ثُمّ التَفت ناحِيَتهُ تُطالِعهُ بسُكون

- لِنكن واقعيين ، هل تستطيعُ جَعل جُيون يَعتذر ؟

حَدقت في عينيّ زَوجِها الذي دَفع بِحاجبه عالِيًا قبل ان ينطِق بجُمود

- و من هو كيّ لا يَعتذِر ..؟

بَللت شَفتيها الجافَة من كِثرَة العَض عليها ثُمّ اجابَت بنبرَة ساخِرَة

- كُلنا نعرف من هو جُيون ، أولسنا ؟

طالَعت عينيّ السَفير الذي اتَجه ناحِيَة حَقيبتهُ حيثُما تمكث ملابِسه التي اخرَجها و هو يُجيب بِصَوتٍ هادِئ

- انتِ تَعرفين جُيون ، لَكنكِ لا تَعرفين زَوجكِ

وَجه عينيه الخَضراء ناحِيَة زَوجتهُ فَتابع

- لا اهتمُ للمناصِب ، ان وَصل الامرُ لِمَس كَرامتي
و انتِ ، من ضِمنها

طالَعتهُ اليوت بِصَمتٍ ثُمّ استَقامت تسيرُ نحوهُ موضحَة

- جونغكوك انت لا تَعرفُ من هو جُيون ..! لا يُغريك وَجهه البريئ المُشابه لِخاصتِك ، لَكنهُ خَطير بالفِعل و بارِع في سَحب نفسِه من المَشاكل كما لو انّهُ لم يَحشُر نَفسُه فيها ، انسيت قضيَة مقتل الاميرَة التي استطاع ان يَفوز بِها رُغم انهُ المُدان الأول ..؟

لَعِق السفيرُ وَجنتهُ من الداخل قبل ان يُناظِر زوجتهُ بهدوء

- لكنهُ ليسَ المُجرم ، من الطبيعي ان تأخُذ العدالة مَجراها

قَطبت اليوت حاجِبيها ثُمّ قالت بِجديَة

- صَدِقني ، اقناع العالَم بجريمة لم تَفعلها رُغم ان كُل الادلَة كانت ضِدك ، ليسَ بتلك السُهولَة و من المُستَحيل ان يَنجح شَخص عاديّ بِفعلها ، انهُ سفّاح مُتنكر ، جُيون خَطير للغايَة..!

اغلَق اللورد حَقيبتِه ثُمّ التَفت ناحيَة زوجتهُ يبتسم بِجَفاء

- ما الخطيرُ في ان يَكشف المرءُ براءَتهُ ؟ انا اراهُ ذكاء
تستطيعين القَول انهُ ذكيّ عن المُعتاد ، و ذكاءَهُ ، زَودهُ بالغُرور

كَلامهُ مَنطقيّ ، لَكن اليوت لازالت مُصرّة انهُ شَخص خَطير بدرجَة تُرعبها حيثُ فسَرت

- اسمَع انا لا اثق في السياسيين و الدبلوماسيين ، من المُستحيل ان يكون نزيهًا ، اياك ان تُقنعني بِخلاف ذَلِك ! اتظُنه وصل الي منصبه ببراءته ؟

ازال اللورد رداء الحَمام و استَبدلهُ بِلباسِ نومٍ مريح حيثُ نَطق ساخِرًا

- زَوجكِ دبلوماسيّ ، اتقصدين انّي لستُ نزيهًا ؟

ناظَرها من خِلال المِرآه التي تَعكسُ ارتجاف يديها و هي تمسحُ على وَجهِها الشاحِب اذ وَضحت

- على خِلافك فانت احمَق من فرط طيبتِك

رَفع حاجِبه عالِيًا لِيلتفت اليها مُتضايقًا من الوَصف الذي رَمتهُ عليه

- احمَق ؟

نَظرت في عينيه بعدَما عَقدت ذِراعيها الي صَدرِها و قالَت بِضيق

- انها فُرصتك ، لِتُثبت انك آهل للوقوفِ امام جُيون و استرداد حَقي..؟

انزعَج من كَلامِها الذي جَعلهُ يَندفعُ ناحيتها حتّى امسَكها من عِضدها يشدهُ بعنفٍ تَرك أثرًا على جِلدها الابيَض

- اسمَعِ ، انا لستُ داخل لِمُنافسَة لاثبات من هو الافضَل..! لا يَهُمني جُيون و لا تَهمني نُفوذه او المناصب التي وَصل اليها افهمتِ ؟ كُل ما يَهُمني في الوَقت الراهن ان استعيد حَقكِ الذي قُمتِ باسقاطِه بِكَلامكِ هذا

تأوهَت مُتألمَة تُحاول سَحب ذِراعها منهُ لَكنهُ شدد على اعتصارِها اكثَر و الدُنو منها حتى كادَت انوفهما ان تَتلاصق حيثُ تابع مُهسهسًا

- اياكِ و ان تَضعيني مَحط مُقارنَة مع شَخصٍ اخَر ، انا لا اُقارَن ، و بالنسبَة اليّ فانا فخور بالمنصب الذي وَصلتهُ بِتَعبي و اجتهادي دون المُساعدَة من احَد ، و لستُ اهتَم للشبه الذي بيننا! المُهم انّي سَعيتُ و نلتُ و سانالُ ما استِحقه

حاوَلت ان تُبرر و تَعتذِر ، لَكنهُ واصل يَقطعُ كَلامِها مُباشرَة

- انها مَرتكِ الاولَى ، انا لا اُعطي ثلاث فُرص
و انتِ تعرفين جَيدًا ، ما استطيعُ فِعله بالمرة المُقبلَة

سَحبت ذِراعها منهُ بِقوَة قبل ان تُطالِعهُ بغضَب

- ما مَعنى الذي تقولُه ؟ هل ستُطلقني؟

لم يَتردد بأن يُجيبها بِجفاءٍ حينَما قال بهُدوء

- ان وَصل بكِ الامر ان تَمسِّ كَرامتي للمرَة الثانيَة
فاجَل ! اُطلقكِ ، الحياة لا تَتوقفُ عليكِ

قَهرها كَلامهُ الذي جَعلها تَعتصرُ قبضتيها قبل ان تُهسهس

- لَكنِّ حُب حَياتك!

ارتَفع طرف شَفتهُ ساخِرًا و هو يسيرُ ناحيَة عُلبة سجائِره اذ اخرَج واحدَة مُجيبًا بِجُمود

- يستطيعُ المرء ان يَعيش بعدَما يتنزعُ قَلبهُ

لم يَسمح لها بالمُتابعَة و افراغ ما تودُ قَوله ، تَركها و خَرج الي الشُرفَة يُدخن اذ راحَت تُبعثر شعِرها بقوّة من الغَضبِ الذي يَتملُكها

من المُستحيل ان تَسمح لهُ بأن يُطلِقُها ..!
هو مِلكُها ، يَخُصها هي لِوحدها

انتَظرتهُ الي ان دَخل ثُمّ ناظَرتهُ بِقَهرٍ مُتحدثَة

- كَيف يُمكنك ان تكون بِكامل هذه القسوَة ؟
اين حُبك لي ؟ همم؟

انعقَدت حواجِبه بعدَما اغلق الشُرفَة و وَضع الستائِر ، التَفت ناحِيتها و قال مُتضايقًا من اللكنَة التي اهانَت فيها حُبه اليها

- ليسَ بالضَرورة ان يكون الانفصالُ ناجِمًا من كُرهي لكِ..!
قد اكونُ اُحبك ، و لاني كذلك فضلَت الابتعاد
كيّ احفظ ما تَبقى مني و مِنك
الحب ليس دافع للاستِمرار اليوت

بَكت ، و ألمَهُ قلبَهُ على دُموعها التي تَساقطَت دون تَوقف
هي تلومُه على شَئ لم يَفعلُه ، يتحمَلُ ذَنب عشيقُها السابِق
ذَنب الخيانَة الذي لم يَقترفهُ يومًا في حَقِها

- كيف يُمكنك ان تُخاطبني بهذه الطريقَة و انت تعرِفُ ما مَررتُ به ؟ لما اصبحَت مُتحجر القلب بِهذا الشَكل؟ لما تَسلبني شُعور الامان مَعك ؟

عاتَبتهُ من وَسط دُموعها و كَعادتِه ، يَرتخي و يَتخلى عن صُموده امام بُكائها فتلك نُقطَة ضعفه ، اقتَرب يجلس بجوارِها حتّى قَدم اليها ذلك المنديل من على المنضدَة يُجفف به وَجنتيها مُوضحًا

- ان كنتِ تريدين ان نَستمر ، عليكِ الالتِفات الي النقاط السيئَة و البدء في عِلاجها همم؟

اخَذت منهُ المنديل تَمسحُ به دُموعها قبل ان تنطِق بغصّة

- تتحدَثُ كما لو انّي الوَحيدة المُخطئَة ، انسيت اسُلوبك ؟
و كَيف تصبح همجيًا حينَما تغضَب ؟
هل اُذكرك انك مددت يدك عليّ عدَة مرات؟

كَشفت عن عِضدها المُتضرِر من اثارِ اصابِعه ثُمّ طالعَت عيناهُ من وَسط دُموعها الغزيرَة ثُمّ تابعَت بقهَر

- الا تذكُر كم من مرَة ذهبتُ الي موقع التصوير و انا اُحاول اخفاء علامات تَعديك عليّ ؟ ام المرات التي جامَعتني فيها رُغمًا عن ارادتي ، الا يُعتبر ذلك اغتصابًا زَوجيًا ؟ لما تُلقي باللوم عليّ و تَنسى انَك مُؤذٍ للغايَة لي؟

سَكت و هو يَستِمعُ اليها بانزِعاجٍ كان واضح على مَلامِحه
لم يُعجبه كَلامها لانهُ كان حَقيقيًا ، لَكِن حسب اعتقادِه
فما فعلهُ كان من حَقِه

تَمسُكها الشديدُ به ، جَعلهُ يقترفُ بضع اخطاءٍ في حقِها دون ان يلتفت الي افعالِه ، يَرى ان رُدود فعلهُ تنجمُ من فعلها الذي يَستفِزهُ

صَحيح انهُ مَد يدهُ اليها عِدَة مراتٍ ، لَكنهُ يُبرر ذلك بأنّها تُقلل من احترامِها و ادبِها معهُ ، يشعُر احيانًا انها مُدللة للحَد الذي جَعل والديها يَتغافلانِ عن تربيتِها ، خُصوصًا في سنواتِ زواجهما الاولى حينَما كانت صغيرَة

تَزوجها في سن الواحِد و العِشرون
كانَت لازالَت في بدايَة عُمرِها
تقترفُ الكثير من الاخطاء..!

- اخبرتكِ اني كنتُ بحاجَة لِتَربيتكِ فحسب..!

استَفزتها جُملته التي جَعلتها تَمسحُ دموعها بخُشونةٍ قبل ان تنطِق

- تُربيني ؟ اتعلمُ اني استطيعُ ادخالك الي السِجن ان اريتُهم هذه الكدمَة التي على ذِراعي ؟

ارتهُ الكَدمة التي جَعلتهُ يعقدُ ذراعيه الي صَدرِه و ينطِقُ بهدوء

- انتِ تعرفين ان طباعي تُصبح حادَة حينما اغضَب
و اُحذرك مِليون مرَة ان تَكفي عن استِفزازي..!
فلما تُكررين ذات الخَطأ مرارًا و تِكرارًا؟
لما توصلين نَفسكِ الي ان يَتم ضربُكِ

قَبضت على يَديها بِقوّة ثُمّ دَنت تُمسِكه من ياقتهُ بحرقَة

- توقف عن استِغلال حُبي اليك !
تنظُر اليّ كما لو انك تَضمنُ وجودي مَعك

مَسك بيديها التي عند رَقبتهُ و ابعَدها عنهُ بضيقٍ اذ قال

- لِما ؟ اليسَت هذه الحَقيقة ؟
انا فعلاً ، اضمُن وجودكِ مَعي
لانكِ لا تَتنفسين بِدوني اليوت

رُغم قُوَة شَخصيتِها ، ذكائِها و جَاذبيتِها
الا انّ زَوجها نُقطَة ضعفها الوَحيدة

بَعد ان انكسَرت من الحُبِ مرّة ، كان هو ضِمادُها
تعرفت عليه في لحظاتِ انكسارِها ، كانت صغيرَة في السِن
تعلَقت و تمسكَت به بكل جَوارِحها ، و تغاضَت عَن عُيوبه

اصبحَت تخافُ الهَجر ..! تخافُ ان تستيقط يومًا و لا تجِدهُ بالقربِ منها ، تُجزم انّها قد تفقدُ عقلِها آن ذاك ، حياتُها تمحَورت عليه و لم يَعُد يهمها شئ سِواه

- لا تَتحداني جونغكوك !

هَمست لهُ و هي تُطالع عينيّ من امسَك رِسغَيها و استَقام حتى بَلغها طولاً ، احاط وَجنتها بِكفه يُلاطف احمرار خَدِها من البُكاء ثُمّ انخَفض لِتَقبيل شَفتيها الكَرزيَة بلُطفٍ مُتحدِثًا بصوتٍ خافِت

- لستُ اتحداكِ ، لكن انا و انتِ ، نَعرفُ جَيدًا الحَقيقَة

ابتَسم لَها قبل ان يحتضِنها و يَمسحُ على ظهرِها طُوليًا اذ تابَع

- دَعينا نتصالَح ، نحنُ نُحب بعضنا و لا نستطيعُ ان نُكمل بدون الاخَر همم ؟ انا اُحبكِ و اسف لاني اذيتُكِ ياروح

خَلل انامِلهُ بِفروَةِ رأسِ مَن ناظَرت انعكاسِهما ضِد المِرآه بِشُرود
كانَت صامِتَة تمامًا تُفكِر بِسَنواتِ زواجِها الماضِيَة

هل الحُب حقًا كان غشاء يَمنعها من رُؤيَة ان هذا الزَواج سام ؟
ام انّها فعلاً من تَستفِزُه ؟

التَزمت الصَمت و لم تُبادله ذلك الحُضن الذي فَصلهُ بِحَمله اليها و جَعلها تَتمددُ فوق السَرير ، ناظَرتهُ تترقبُ ردّ فعلهُ المُقبل ، فراتهُ يُزيل قَميصهُ قائِلاً

- لا شَئ افضل من قضاء ليلةٍ من الحُب في لُندن
اليسَ كذلك ؟

طالعتهُ و هي تَمسح دُموعها اذ ارادَت رَفضهُ عبر دَفعه من صَدرِه ، لَكنهُ امسَكها من رِسغها يُناظرها بجديَة

- ليلتي مَعكِ ستُنسيني ، ما قُلتيه قبل قَليل..!

انعقَدت حواجِبها بانزِعاجٍ حيثُ قالَت بغضَب

- هل تُساومني جونغكوك؟

ابتسَم لها بلُطفٍ ثُمّ نَفى يعترِض

- لا ، لكنّي اُغريكِ بالعاطفَة
فالغرائز لا تُجدي نفعًا معكِ

احيانًا تشُك في انّ زوجِها يمتلكُ انفصامًا في الشَخصيَة
تارَة يكونُ لطيفًا بشكلٍ يَجعلها تُشفق عليه
و تارَة اخرى ، تُشفق على نَفسها معهُ

لا تملكُ خِيارًا للرَفض
لانّها تعلم ان فَعلت
سيفعلُ ذلك رُغمًا عن ارادتِها

تَعرِفُ جَيدًا كيف يَتحولُ الي وَحشٍ تقودُه غَرائزِه
حينما يكونُ في اشدّ مراحل غضبِه التي يَتسترُ عليها بهدوءِه

تمامًا كالآن ، يُحاول ان يَكون هادِئًا ، و هي سَتدفعُ ثمن ذلك الهُدوءِ على فِراشِه ..! لانهُ قطعًا لن يَكون رحيمًا معها اطلاقًا

لرُبما هذا سَبب من اسباب
بُرودها الجِنسيّ

•••

فَتح عيناهُ على صَوتِ طَرقِ الباب العَنيف من الخارِج ، استَغرب و قام بالجُلوسِ مُباشرَة يَنظُر حَولهُ فلم يَجد زَوجتهُ بجانبه

يذكُر انّها نامَت في حُضنه ليلة البارِحَة

ظنّ انها في الحَمام لذلك استَقام يسحبُ ما يستطيعُ ستر جَسدهُ به ، كَبِنطاله مثلاً ثُمّ تَوجه ناحيَة الباب يَفتحهُ باعيُن ناعسَة

تفاجَئ بوجودِ الشُرطَة اذ تَقدم رَئيسِهم ناحيتهُ يَرفعُ بلاغًا في مُنتَصف وَجهه قائِلاً

- سيد لُورد ، قد تَم رفع هذا البَلاغِ عليك
ستُرافقنا الي المخفرِ حالاً

دُهش و لم يَعد بِوسعه ان يَتكلم ، دلّك عيناهُ و خَمن ان كان جُيون هو من رَفع ذلك البَلاغُ عليه ..! نظرًا لانّهُ قد بعث لهُ ورقَة المحكمَة

احقًا سيستخدمُ نُفوذه ضِدَهُ و يتخلى عن نَزاهته؟

انعقَدت حواجبه قبل ان يسأل مُتضايقًا

- عُذرًا ؟ من رَفع هذا البَلاغ؟

كان صَوتهُ مَبحوحًا أثر نَومِه و هو يُطالِع الشُرطيّ الذي اجابَهُ بِجُمود

- سَتعرفُ في مَخفرِ الشُرطَة

لا يستطيعُ ان يَرفضُ الذَهاب لذلك تَنهد و عاد ادراجه لارتداء ملابِسه ، وَجد باب الحَمام مُغلقًا لذلك طَرق عليه و قال

- عزيزتي ، انا ذاهب لاكمِلُ بعض الاجراءات و اعود

لم يَكُن يَعلم ان عَزيزَته . تَنتظرُه في مَخفرِ الشُرطَة هُناك
اذ بِمُجرد ان دَخل قابلتهُ و هي جالِسَة قُبالَة الضابط تَحتسي القهوَة

انذهَل حينَما رآها و سارَع بالهَرولةِ نَحوها يستفسرُ بِقلق

- مالذي حَدث اليوت ؟ هل جيون من رَفع علينا البَلاغ؟
هل اذاكِ ؟

سألَها بينما يُطالع عُيون زَوجتِه الزَرقاء اذ رآها تُرجع شَعرِها الاشقرُ وراء اُذنها قبا ان تَمنحهُ ابتسامَة جافة مُجيبَة

- لا ..! ليسَ جُيون من رَفع عليك البَلاغ

قَطب حواجِبه يَنتظِرُها ان تُكمِل بما صَدمهُ و جَفف الدماء في عُروقه

- بل انا ..! انا من رَفعتُ عليك

بَلل شَفتيه بِريقه قبل ان يَسحب كُرسيّ يجلِسُ فيه امامَها مُنذهلاً

- ا..انتِ ؟

قامَت بالايماء ثُمّ طالَعت الشُرطيّ قُبالتها ، ازالَت الجاكيت الذي ترتديهُ تَكشفُ عن كَدمة عِضدها المُتورمَة لاعيُن الضابط مُتحدثَة

- زَوجي يتعدا عليّ جَسديًا

نَظرت ناحِيَة اللورد المُتسمِر امامَها ثُمّ تابعَت بِصَوت مَهزوز

- و جِنسيًا ..!

من شِدَة دهشتهُ لم يَستطِع الدِفاع عن نَفسِه بل نَظر ناحيَة الشُرطيّ الذي نَطق بِجُمودٍ و هو يُطالعهُ

- مقاطع الفيديو التي رَصدتها الكاميرا
تُثبِتُ حَقيقَة ما قالتهُ زَوجتك

مَقاطِع فيديو ..؟
عمّا يَتحدثُ البوليسيّ ؟

طالَع زَوجتهُ مُندهِشًا حيثُ نَطق

- ايّ مقاطع اليوت ؟ مالذي يَحدُث؟

ابتَسمت لهُ بِمرارَة ثُمّ قامَت بِسَترِ عضدها المُتورمِ بجاكيتِها قبل النُطق

- هنالك كاميرات مُراقبة في غرفَة الفُندق
اكتَشفتها البارحَة! و لحسُن حَظي انها كانت دَليلك ضِدك

جَفّ ريقهُ و لم يَستطع النُطق إلا بِـ

- دَليلاً ضِدي؟

كان مَبهورًا بالخُطوَة التي اتخَذتها زَوجتهُ ضِدَهُ
مُنصدِمًا لا يستطيعُ تَصديق ما اقبَلت عليه!

نَظر في عُيونِها و هي تشُد على قَبضتيها بِقوّة تحتجزُ قهرِها بداخل نَظراتِها القاسيَة نحوهُ

- طَفح كَيلي ، و انت ستنالُ عِقابك

حَملت حَقيبتها من فوق مكتبِ الضابِط ثُمّ استقامَت و هي تلبسُ نَظراتِها الشَمسيَة

- ارجوك سيدي الضابط ، خُذ لي حَقي منهُ

ذَلك ما قالتهُ و هي تَستعدُ للذهاب ، لَكن اللورد مَسك بِرسغها و مَنعها من الرَحيل قائِلاً حينما استقام

- اليوت يَكفي! نحنُ لسنا آهلين لهذه المهزلَة

نَفضت يدِها منهُ و التَفت تُطالعهُ بجديَة

- الم تَقُل انك لا تصمُت حينما يتعلق الامر بِكرامتك؟
اذًا ، ساُعاملك كما تُعاملني ، علي ان الحَق كرامتي و اُسعفها
لانها نَزفت كِفايَة و واشكَت على الموت بِسببك!

كان سينطِقُ لَكنها مَنعتهُ و اقتَربت منهُ بَدلاً تُطالعهُ بِغضبٍ دَفين

- نَلتقي بعدما تَنقضي فترَة عُقوبتك

تَركتهُ مَصدومًا و غادَرت المَخفر بعدَما جَلس هو مع الشُرطيّ يُحاول تَبرير مَوقفه ، لَكن الفيديو كان اكبَر شاهِد ضِدَه ، و هو يَتهجمُ على ذِراعها ، بينَما يعترِفُ بِمَراته السابقَة حينما مَد يدهُ عليها..!

رَكِبت السيارَة التي قامَت بتأجيرِها لتقودُها في اتجاه المَطار حيثُ رَكنت على جانِب الطريقِ كيّ تُجري اتصالاً الي مُساعدها في سويسرا

- نَعم سيدتي؟

بَللت شَفتيها بِريقها و هي تُخفِض مرآه السيارَة الاماميَة حتى تَرى انعكاسِها و انتفاخ عُيونِها من البُكاء ، مَظهرها كان كافيًا ليجعل الشرطَة تتعاطفُ معها

- لوكاس ، سارسلُ اليك رقمًا تتَبعهُ و اجلب لي صاحِبه

قالَت و هي تُخرِج مُستحضرات تَجميلها من حَقيبتها حتّى تتأنَق كيّ تعود الي بلدِها في كامل جَاذبيتِها ، سَمِعت صوت مُساعدها يصدُح مُجيبًا

- حاضِر سيدتي
متى ستعودين الي سويسرا؟

وَضعت الهاتف على السبيكر قَبل ان تَضع احمر شِفاهها الزهريّ الذي يتماشَى مع لون بَشرتِها ناصع البَياض

- انا في طريقي الي المَطار ، جَهّز لي الجاكوزي

همهم لَها ثُمّ فصل الخَط بعدَما عاوَدت تَقودُ في اتجاهِ المَطار استعدادًا للعودَة الي سويسرا من جَديد للبحثِ خَلف الذي يُخفيه زَوجها عَنها..!

•••

كانَ يجلِسُ وِسط قُضبانِ السِجن لا يَستوعبُ ما اقبَلت عليه زوجته التي تَسببت في حَبِسِه ..! قطعًا هي ليسَت ذاتِها التي يعرِفها

مالذي اصابها ؟ و من اين جاءَت بها الجُرأة لانّ تقوم بِرفع بلاغِ ضده كي تَسجنه ؟ زَوجته التي يعرِفها لا تستطيعُ العَيش ثانيَة بدونَه

مَسح على شعرِه الطَويل يُرجعهُ الي الخَلف قبل ان يُتمتم بِنبرَةٍ خشِنَة

- كَيف استطاعَت ان تَفعل هذا..؟
انها ليسَت اليوت التي اعرِف..!

هَمس مُنذهلاً ثُمّ رَفع عيناهُ الي الشرطيّ الذي دَنى لفتح زنزانتِه ، استَغرب حينما قالَ لهُ بهدوء

- تم الافراجُ عَنك

رَمش لِبعضٍ من اللحظاتِ ثُمّ نَهض من مكانه يُغادر بينما يُفكر ، غادَر المخفَر بعدَما رَمق الضُباط بنظراتٍ سامَة ثُمّ توقف مكانهُ يبتسمُ ساخِرًا

- اعرِفُها جيدًا ، لقد تنازلَت عن البَلاغ
مجنونَة ! اُقسم اني اتزوَجُ مجنونَة

كان سيُكمل سَيرهُ لولم يَصطدمِ بِهيئة جَسدٍ ضَخمٍ مُنتَصب امامهُ بشُموخ ، قَطب حواجبهُ و عاد خُطوَة الي الخَلف يراقب الرَجل الذي نَزع نظراته امامهُ يُطالعهُ بِجفاء

- عليك المَجيئ مَعي

انَه ذات رَجُل البارحَة ..!
الذي لم يُصدق انهُ ليس جُيون

رَمش اللورد مُتعجبًا قبل ان يَستقيم في وَقفته مُتحدثًا بِرَيبَة

- الي اين ؟

اشار ناحيَة سيارَة الليموزين خَلفهُ حيثُما يقفُ بِضع رِجالٍ هُناك يَفتحونها من اجلِه . رَفض الذَهاب معهُ بحزمِ عندما نَطق

- لا ! لن اذهَب

رَمقهُ بنظراتٍ ساخطَة ثُمّ غيّر طريقهُ مُستمرًا بالمُضي قُدمًا لولم يَتم حِصارَهُ من قِبل سِت رجالٍ شكلّوا حَولهُ دائِرَة ، وَقف مكانهُ يُطالعهم بحاجبٍ مَرفوع

- ماهذا ؟ افسحوا المَجال حالاً!

أمرَهُم بِنبرةٍ جادَة جَعلت البَعض منهم يُطالعون جيكوب بِحيرَة

- اوليسَ هذا سيدي الرَئيس؟

نَفى جيكوب برأسِه و اشار لَهُم باتمامِ عَملهم اذ طالَعهم السفير بغضبٍ يُجاهد منذ البارحَة في كَبحه ، قَضم شفتهُ بقوّة و قام بِتشمير ساعديه مُتحدثًا

- اذًا انتم تريدون عِراكًا !

كان سيخرُج من بينهُم ، لَكنهم دَفعوه الي المُنتَصف من جَديد لذا بدون شُعورٍ منه اقتَرب لاولِ شخصٍ يُقابله يَلكمهُ بعنفٍ حتى تَسبب في وقوعِه

اقتَرب الثاني و الثالِث ، اذ كانوا ضَحيَة مُمارستِه لِرياضَة التكواندو التي كرّس طُفولته يَتعلمها ، طَرحهم ارضًا امام اعيُن جيكوب الذي ازال نَظراته الشَمسيَة مُنصدِمًا

كَيف يُمكن ان يَكونوا هولاءِ رجالِ سيدِه ؟
و هُم قد دُمّروا تمامًا امام يد شَبيهه الذي طالعهُ بِغضب

- اياك ان تُملي عليّ لا انت ، و لا سيدك بما افعَل
هل سَمِعت؟

صاح بِه قبل ان يَلتفت للمُغادرَة لولم يَنده عليه مُساعد رَئيس مَجلس الوزراء قائِلاً

- انتظر لَحظة..!

تَوقف اللورد مَطرحهُ قبل ان يَلتفت نَحو جيكوب الذي نَزع جاكيتهُ و رَماهُ لاحَد رجاله مُتابعًا بابتِسامَة جانبيَة

- ثمّة اخيرٍ لم تُعارِكه

ميّل اللورد رأسَهُ يُراقب جيكوب و هو يُزيل ساعَتهُ و يُقدِمُها الي رِجاله كَذلك ، هي ثمينَة للغايَة ، اهدتهُ اياها زَوجتهُ في ذكرى زَواجِهما الثالِث لذا هو ليس مُستعد للتضحيَة بِها اطلاقًا

شمّر ساعديه و اقتَرب من السَفير قائِلاً

- رُغم انهُ لن يَهون عليّ لكم هذا الوَجه الذي يُشبه خاصَة جُيون ، لكن للضرورَة أحكام..!

طالعهُ السفير بسُخريَة قبل ان يَنطِق

- انا تَغلبتُ على سِتَة من رجالك ، اتظُن انك سَتُعجزني؟

اقتَرب مُسرعًا كيّ يَلكمُه ، لَكن قبضتهُ وَقعت بداخل كَف جيكوب الذي اعتَصرها بقوّة تَسببت في تَجعّد مَلامح جونغكوك بألَم

قبل ان يَستوعب و يَسحب قَبضتهُ تلقَى لكمَة قويَة في مُنتَصف بطنِه من مُساعد رَئيس مجلسِ الوزراء الذي عقد لهُ ذراعهُ وراء ظَهره و انتَصب خلفهُ يَهمس بداخل اُذنه قائِلاً بِهُدوء

- جُيون لا يَستطيعُ التَغلُب عليّ
اتظُن انك تَفعل؟

حاوَل السَفير جاهِدًا ان يُحرر نَفسهُ ، لَكن قبضة جيكوب لا تَمزح ! نَجح في السيطرَة على تَحرُكاتِه حينما احتجَزهُ لديه و تابَع

- ستذهبُ مَعي بالحُسنَى ، لديّ موعِد مَع زوجتي ليلاً
لن يسُرها تأخُري بِسبب شبيهِ لِضرتها
حتمًا سينتهي بك الامر مَقتولا
قبل عودتك الي زَوجتك

ضِرة زَوجته يَكون جُيون من غَيرِه..!
لشدَة التصاقِ جيكوب به طَوال الوَقت
تُسميه بِضرتها من حرقةِ قلبها

- ح..حسنًا ساذهب ، فقط دَعني و اللعنَة

صاح اللورد مُتأملاً من ذِراعه فقام جيكوب بِفَكه فورًا ، التَفت لهُ يُطالعهُ بِغَضبٍ اذ اشارَ لهُ مساعد جُيون ناحيَة الليموزين بابتسامَة جافَة

- بعد اذن حَضرتِك

قَضم اللورد شَفتاهُ مُغتاضًا فَلم يَسعهُ سِوا ان يُعدل هِندامهُ و يُواصل السير ناحيَة السيارَة التي رَكبها من الوراء مع جَيكوب

وَضع قدَم فوق الاخرَى يُحاول استعادَة هَيبتهُ و هو يَجلسُ بوقارٍ جَعل جيكوب يُناظِرَهُ بشُرود ، من المُستحيل الا يَكون هذا سيدِه..!

ذاتُ جلستِه و نَظرتِه ، و حتى طيبتِه التي هو يَتحكم فيها
سيدِه لولَم يَكُن هو وراء ظَهره ، لتم استِغلاله منذ زَمن

يُفكر ان كان هُنالك من يستغلّ اللورد كَذلك؟
تمامًا كما كان الحالُ مع جُيون قَبلاً

جُيون يَمتلِكهُ هو في ظَهرِه
لَكن اللورد ؟ هل يَمتلكُ شَخصًا يَحميه؟

ظلّ يُفكِر بِحيرَةٍ الي ان رُكِنَت السيارَة في باحَةِ قَصرٍ ضَخمٍ للغايَة ، نَزل السفيرُ من الليموزين يُناظرُ تَصميم تلك القلعَة التي تَحملُ طابع ڤيكتوريًا

- لما كُل شئ يخصُ الوزير ابيض اللون؟

سأل السفيرُ جيكوب الذي وقف خَلفهُ يُطالعهُ بهدوء

- جُيون يكرهُ الغوامق و يعتبرها مَصدر تشاؤم

اكتَفى بأن يُهمهم بعدَما وَضع يداهُ في جُيوب بنطالِه ، على يمينِه وَجد هُنالك مرواحيَة بيضاء جذّابَة للغايَة جعلتهُ يسأل

- هل هذه جُزء من زينَة القصَر؟

ناظَرهُ جيكوب مُعترِضًا حينما قال

- لا ، فقط زوجة رَئيس مجلس الوزراء كانت تشتهي السوشي ، كانا في اليابان و لِـ توهما عادا

قامَ اللورد بالايماء مُتمتمًا و هو يَسيرُ نحو الداخل

- فليرزُقنا الله نفس درجَة الثراء هذِه

رَمقهُ جيكوب بنظراتٍ ساخِرَة لَكنهُ حافظ على هدوءِ ملامحه بعدَما فتحت الخادمَة الباب ، انحَنت الي السفير ظنًا بانّهُ جيون تمامًا كما فعل بَقية الخَدم و هو يسيرُ الي الداخل مُتمختِرًا بعُرض مَنكبيه و تناسق جَسدِه المَمشوق

كان طَويلاً ذا جَسدٍ جذّاب للغايَة
مُعضّل بالدرجَة التي تروقُ ذَوق كُل انثَى تراهُ

عُيونَه الخَضراء تُعطيه جاذبيَة مُختلفَة عن بقيَة الآسيويين
كانَت نَظراتهُ ساحِرَة كفايَة لِتُغرق اي امراةٍ في حُبه

لاسيما ان زَوجتهُ لا تَستطيعُ مُفارَقتهُ..!
هي ذائِبَة في سِحره بطريقَة غريبَة

وَضع يداهُ في جُيوبه و عُيونه تَجوبُ كامِل القَصر يَتفقدهُ ، يتسائِل عن الطريق التي سيتعاركُ فيها مَع جُيون دامهُ استضافهُ الي هُنا

تَوقف مكانهُ يُطالع الخادِمات و هُم يَنحنين لهُ باستِمرار
لما جُيون يملكُ كل هذا العدد الهائِل من الخَدم؟

استَغرب لَكنهُ هَز اكتافهُ و واصَل السير خلف جيكوب الذي اوصَلهُ الي السِرداب ، حيثُما كَشف لهُ عن الحُجرَة التي يُحب سيدِه اللعب فيها

كانَت غُرفَة بِحَجمِ القصرِ بأكملِه
تحتوي على عِدة العابٍ ، عادَةً يتشارُكها مع زوجتِه و اصدقائِه

من ضِمنها البلياردو التي كانَت يقفُ جُيون امامَها و بين مُتناول اصابِعه تلك العصاَة يَدفعُ بها الكُرات حتى يُدخلها في النَفق

نَزل السفيرُ بهدوءٍ حتى اتضَحت لهُ هيئَة جُيون الذي سَحب كأس النَبيذِ من الخادِم ، دَفع حاجبهُ مُستغرِبًا اذ هَمس لجيكوب

- لِما هُنالك خَدم رجال و نِساء هُنا ؟

ناظَرهُ جيكوب بهدوءٍ ثُمّ اجاب

- الخَدم النساء يَخدِمون السيدَة جُيون
و الرِجال يَخدِمونَه

رَمش السفيرُ مُتعجبًا لَكنهُ تَفهم أن كِليهما قَد يكونُ غَيّورًا
زَوجتهُ لا تملك ذات القَدر من الغيرَة حتّى تَجعل الرجال يخدِمونه

تَحمحم لِيلفت نَظر رَئيس مَجلس الوزراء الذي رَفع عينيه اليه و طالعهُ بِتَرقب ، وَضع كأس النَبيذ فوق طاولَة البلياردو ثُمّ اقتَرب مِنهُ حتى وَقف امامَهُ

كان المَشهد صادِمًا الي جيكوب الذي احسّ انّ سيدهُ يقفُ امام انعكاسِه ، لا يَزال لا يُصدق ان هُنالك نُسخَة مِنهُ ..!

استأذن للرَحيل و حينَما اعطاهُ جُيون عُذرَه ، غادر يَتركُهما بِمُفردهما ، الامتعاضُ واضح في عُيون اللورد الذي نَطق بهُدوء

- هل لي ان افهَم ، لِما انا هُنا ؟

عاد جُيون الي طاولَتهُ كيّ يُكمل لعِبهُ حينما قال

- وردني بَلاغ ، انهُ تَم سجنُك بداخل ارضي..!

رَفع عيناهُ النسريَة في اتجاهِ مَن كَتف ذِراعيه الي صَدرِه يَتكئ ضِد الجدار بهدوء

- و إن؟

دَفع حاجِبهُ ساخِرًا يُطالع من احتَسى من نَبيذِه من جَديد ثُمّ تابَع

- اظنُ انّهُ من غير اللائِق ، ان اترُك نَفرٍ من سُلالة جُيون مَسجونًا

قَطب اللورد حواجِبه قبل ان ينطِق مُستهزِءًا

- سبق و ان سَجنت اخاك ؟

خَبط جُيون بالعصاةِ التي بيدِه على الارض بِمَلامحه الجامِدَة ثُمّ قام بِوَضع يداهُ فوقها يبتسِمُ بِجفاءٍ للثانٍ

- همم ؟ قد تكونُ اخي كَذلك
اليسَ ذلك يُفسر الشَبه الذي بينَنا ؟

بَلل اللورد شَفتاهُ و ساقتهُ قَدماهُ الي عصاةِ البلياردو التي وَجدها في الزاويَة ، حَمل خاصتهُ و احتَضنها بين اصابِعه قبل ان يُطالع الوَزير السابِق قائِلاً

- لِما لا؟ قَد تجعلُك نرجسيتك و غُرورك تَتخلُص من شَبيهك
حتى و ان كان اخاك؟ اليسَ كذلك؟

ابتَسم الوَزيرُ سابِقًا ابتِسامَة تحملُ خَلفها سِرًا دَفينًا قبل ان يَتجرع من نَبيذِه الذي اشارَ بكأسِه على السفير قائِلاً بهدوء

- لا اُحب ذوي الاحكامِ المُسبقَة

ضَرب السفيرُ بِعَصاهُ تلك الكُرات التي اخَذت كل واحدَة منها مَوقعها الصَحيح ثُمّ استَقام بِظهره قُبالَة شبيهه يُناظرهُ بِجُمود

- و لا انا اُحب من يَحشُر نَفسه فيما لا يَعنيه

خَبط جُيون بالكأس الذي بين اصابِعه فوق الطاولَة حتّى اختّض الثلَجُ الذي بداخِله ثُمّ ابتَسم بهدوء

- دَعني احشُر نَفسي لمرَة ، ساكونُ سَعيدًا بعدم مَحبتك لي..!

اشار بِعَينيه على الشاشَة التي تُقابلُه الذي كانت خَلف اللورد الذي التَفت يُطالع مَقطع الفيديو المَعروض عَليها ، كان يَخُصه هو و زَوجتهُ حينَما تعدّى على ذِراعها

- مال..

قاطَعهُ الوزيرُ السابِق قبل ان يَغضَب و نَطق حينَما وَضع عَصاهُ فوق الطاولَة يُخزّن يداهُ في جُيوبه

- هل حَقًا ، تَمُد يدك على النِساء؟

التَفت السفير نَحوهُ يُطالعهُ بغضبٍ عارِم ، اقتَرب يُمسكه من ياقتِه بانفعالٍ قبل ان يُهسهس قُرب مَلامحه التي تُذكره بِنَفسه جيدًا

- اياك ان تَتجاوز حُدودَك..!

قَبض جُيون على مِعصميّ السفير يقومُ باخفاضِ قبضتيه عَنهُ قبل ان يردِف

- هدأ من رَوعك يا صَاح
نحنُ هنا لِنُناقش موضوعًا ثمينًا..!

يَستفِزهُ الاكبرُ سِنًا بِبُروده الشَديد ، كان هادِئًا و الاصغَر مُنفعلاً للدرجَة التي تُرغمه على لَكمِه حدّ المَوت ، سَحب جهاز التلفزيون يُغلقهُ ثُمّ طالع رَئيس مَجلس الوزراء بِغَضب

- أسمَع ، مَهما كانت نواياك ، فليسَ مُرحَب بِها
تجاهَل الشبه الذي بينَنا ، فانا لستُ مُهتَم لهُ
و لا تَخف! لستُ اطمح لاكون مِثلك
هل فَهمت ؟

قال ذَلك دُفعَة واحِدَة يُفرغ غَضبه المَكبوت داخله ثُمّ سار مُندفعًا في اتجاهِ الخارِج يَستعدُ للرَحيل لَولم يَسمع جُيون يُخبِرَه

- فُندق Royal garden لا يَضعُ كاميرات بداخل غُرفه

تَوقف اللورد عَن المُضي قُدَمًا بينَما يقطبُ حواجِبهُ
التَفت ناحِيَة الوزير السابِق الذي عاوَد تشغيل التِلفاز
قبل أن يعرِض لهُ بِضع مَعلوماتٍ ادهشتهُ

- صُوّر هذا الفيديو بأيفون 15 plus
ايّ باستخدام الهاتِف

قَطب السفيرُ حواجِبهُ اكثَر و هو يُناظرُ الوزير السابِق يُوضحُ لهُ حينما اشار على الشاشَة اذ تابَع بهُدوء

- حسب عِلمي ، ان هذا هاتِف زَوجتك
فانت ترتادُ هواتف سامسونَج..!

وَقع اللورد في دَوامةٍ من التساؤلاتِ التي جَعلتهُ يُناظر الفَراغ بِشُرودٍ سَلبهُ من الواقِع ، احقًا ؟ زَوجتهُ من صَورت ذلك الفيديو و استَخدمتهُ ضِدَه ؟

ما مَصلحتها من ذَلِك ..!

•••

سَويسرا | الساعَة التاسِعَة مساءًا

- سيدتي اعدتِ بِمُفردكِ ؟

سأل لوكاس مُستغرِبًا عَدم وجودِ اللورد مَع سيدتِه التي رَمت حقيبتها فوق الاريكَة مُهمهمَة ، جَلست بصُداعٍ لا يُغادر عَقلِها الممتلئ بالافكارِ ثُمّ قالَت

- تركتهُ هُناك

تعجّب و قال مُستغرِبًا

- منذُ متى تحبذين فكرَة ترك زوجكِ بمفردِه ؟ في بلادٍ اجنبيَة؟

دلّكت جَبهتها لِيَخف ذلك الصُداع و هي تُمدد قدميها على الاريكَة

- لاني احتاجُ تركهُ هناك كيّ ابحث خَلفه براحتي

رَمش لوكاس ثُمّ سأل هامِسًا

- هل تعتقدين ان السفير يَخونكِ؟

طالعتهُ اليوت بِنظراتٍ مُميتَة لَكنها سَكتت لبعضٍ من الوَقت تُفكر

- لا! اللورد لا يستطيعُ خِيانتي اطلاقًا
لَكِن هنالك شئ يُخفيه عليّ ان اعرِفُه

همهم لَها مُتفهمًا فاشارَت لهُ بجلبِ بعض النعناعِ كيّ تهدأ من اعصابِها حيثُ جَلست تُفكِرُ بشرودٍ و هي تُطالع الفَراغ بسهوٍ مُفرَط

تَذكُر كَيف وَضعت لِزَوجها الكاميرا ليلَة البارحَة قبل خُروجه من الاستِحمام ، كيّ تَستفِزهُ و تُغضِبهُ للحَد الذي يَجعلهُ يتمادَى ، ثُمّ تَبكي و تُذكِرهُ بافعاله التي تابَ عنها مُنذ سنواتٍ كيّ ، تنجح في سلبِ اعترافه الذي حتمًا لِصالحها

هي تُريد سَجنهُ ، كيّ تطمئن انّه ما من فتاةٍ تحومُ حوله في الوقت الذي تبحثُ فيها جَيدًا وراءَه ، السِجنُ اكثر مكانٍ امن تضعُ فيه زَوجِها مؤقتًا

الان تَستطيعُ هي البحث بِحُريَة عن كُل ما يَخُصه
دون ان تقلق حِيالهُ او حِيال خيانتهُ لها..!
لانهُ مَسجون بالفعل

اتَكئت على الاريكَة تُطالع صورتَهُ المُعلقة امامَها بِهُدوء

- انا اسفَة! اعلمُ انك تُحِبُني ، و انا كَذلك اُحبك
لكنّي لا استطيعُ ان اثق بِك ، انتم صِنف خائن

هَمِسَت قبل ان تَبتسم بِخُفوتٍ تام

•••

فُتح باب سِرداب قَصرِ رَئيس مَجلس الوزراء حَيثُما نَزلت من على دَرجه سويون و ابنَة زوجِها التي تَحملُ بين يديها صينيَة تحتوي على الحَلويات

- ابي لقد حَضرتُ كيك الشوكولاتة الذي تُحبه و جِئ..

تَوقفت ايڤا مُتسمرَة مَطرحها حينَما رأت السَفير يقفُ قُبالَة أبيها و كِليهما يُناظرانِ بَعضهُما ، وَسعت عينيها قبل ان تَشهق بِقوَة

- سويون ، ابي ينظُر الي ابي ..!

نَظرت سويون الي السَفير و زَوجها الذان حَدقا في ايڤا التي شَهقت مُجددًا و اسقَطت تلك الصينيَة من بَين يديها تُشير عَلى كِليهما ثُمّ على نَفسِها

- ابي و ابي ينظُرانِ اليّ ..!

كانَت على وَشك السُقوط لَولم تُمسكها زَوجة أبيها من خَلفها و تُسندها عَليها

- ايڤا اهدئي ، و دعينا نَجلِس

جاء الخادِم ليُلملم ذلك الكيك الذي انتَثر على الارض في الوَقت الذي سَحبت فيه سويون ايڤا الي الاريكَة ، جَلست بِجوارها و راحَت تُطالع زَوجِها الذي قال

- انهُ سَفير كوريّ يعملُ في سفارَة سويسرا

أشارَ على اللورد الذي ناظَرهُ مُمتعِضًا ثُمّ حَدق في ايڤا التي تُناظِرهُ باعجاب

- هل هو مُتزوج ؟

قَرصتها سويون من خَصرِها تهمسُ معاتبَة

- انتِ مُتزوجَة استَحِ

عَبست الصُغرَى ثُمّ استَقامت تقتربُ من اللورد الذي تَراجع الي الخَلف مُباشرَة ، اقتَحمت خُصوصيتهُ و سَحبتهُ من ذراعه تتأملهُ باعجاب

- انت نُسخَة من ابي..! لما لم تظهر في حياتي قبل ان اتزوَج؟

كان اللورد على وَشك دَفعها ، لكن نَظرات الوزير السابِق السامَة جَعلتهُ يُبعدها بِرُقيّ تام و هو ينطِقُ مُوضحًا بعدَما رَفع اصبعهُ الذي يحملُ خاتم زَواجه

- كنتُ مُتزوجًا مُنذ ان كنتِ انتِ بالعاشرَة من عمركِ يا صغيرَة

اخَذت ايڤا الامرُ بدراميَة و صرخَت به مُنزعجَة

- و لما لم تَنتظرني حتى اكبر ؟

رَمش السفيرُ مستغربًا يُطالع والد المجنونَة التي امامَهُ حيثُ اشار لهُ جُيون بعينيه ان يَتوخذ الحَذر في حَديثه مع طِفلته كيّ لا يَقصفه..!

- لانّي احببتُ زَوجتي ؟

عادَت ايڤا الي حُضن ابيها و اشتَكت لهُ من السفيرِ قائِلَة

- ابي ابنتك تعرضت الي خيانَة مُنذ ان كانت طِفلَة
قلبي يُؤلمني

هَمست لِمن كَبح ضِحكتهُ مع سويون التي حَجبت عينيها عن السَفير بعدَما تذكرت ما قالتهُ لهُ بالامس بشأن نِطافه..!

لقد كانت قليلَة الادَب لاول مرَة في حياتِها
و لا! ليسَ مع زوجِها ، بل مع شَبيهه

حاوَلت ان تُلملمُ ما فقدتهُ من خَجلِها بالسُكوتِ و عدم التدخل في اي حِوارٍ مع صاحب العُيون الخَضراء اطلاقًا ، جَلست هادئَة على غير عادتِها و ذلك جَعل زوجِها يستغرِب

حَدق بها يراها تُطالع اقدامِها تارَة ، ثُمّ السقف تارَة اخرَى
خَمن انها تغارُ من كَونه يملكُ شبيهًا يُطابقه بكُل شَئ
و ذلك وارِد من عقلٍ كَعقل سويون

- حسنًا ، اعتقدُ انهُ علي ان اغادِر

نَطق السفيرُ بهدوء و هو يُناظر عينيّ رَئيس مَجلِس الوزراء الذي هَتف

- ما رأيك بتشارُك وَجبةٍ من العشاء ؟

مُجَرد التواجُد هُنا يَجعلُ الوضع خانِقًا بالنسبَة الي اللورد الذي نَفى يعترِض ، شَكرهُ بدلاً و تجاوَز الجَميع نحو الخارِج بعدَما ترك ايڤا مُحتارَة

- لما غادَر ؟ اوليس هو قريبُك يا ابي؟

حَدقت في عينيّ جُيون الذي اومَئ ايجابًا مُطبطبًا على كَتِفها

- انتظريني لحظَة

تَركها مع زَوجتهُ و سار خَلف اللورد الذي غادَر القصرِ يسيرُ في الشَوارِع بحثًا عن سيارَة اجرى تُعيده الي الفُندق

نَده عليه من خَلفه حَتى توقف جونغكوك عن المُضي قُدمًا و التَفت ناحيَة جُيون الذي دَنى مِنهُ بهدوء

حَدق في عينيه بِصَمتٍ يسمعهُ يُخاطبه

- ستعودُ الي سويسرا؟

قام اللورد بالايماء بينَما يَضعُ يداهُ في جُيوب بِنطاله دون النُطق بِبنت شفَة ، يُناظر كُحليّ الاعيُن و هو يَقولُ مُنبِهًا

- تَوخى الحَذر في طريقِك
اتمنى ان تخرُج مُنتصِرًا في حَربِك

لَم يَفهم اللورد ما قالَهُ له جُيون الذي ابتَسم لهُ قبل ان يَلتفِت عَودةً الي قَصرِه ، يَتركهُ غارِقًا في حَيرتِه التي جَعلتهُ يُفكر مرارًا و تكرارًا باخر ما نَطقهُ

لرُبما يقصدُ الحَرب التي سيخوضُها مع زَوجتهُ بعدما اكتَشف انها من صَورتهُ ، اليسَ كذلك ؟

ما مَصلحة الوزير السابِق بِكَشف ذلك لهُ؟
هل يعتمدُ خَلق مَشاكل بينهُ و بين زَوجته؟
ايريدُ ان يُدمِرَه ..؟

استقّل سيارَة اُجرَى و عاد الي الفُندق الذي طَلب مِنهم حُجرَة ثانيَة يتفقدُها و يَرى ان كان هُنالك كاميرات مُراقبَة فعلاً ، و اتضَح ان كلام جُيون صَحيح

الفُندق لا يَضعُ كاميرات مُراقبَة

جَلس على السَرير يَتنهدُ بعدَما بعثرَ شعرهُ الاسوَد
تَمكنهُ الغَضب و سارَع بحجز تذكرَةً الي سويسرا
سيعودُ ، و يَتفاهم مع زَوجتهُ جَيدًا

•••

في الوَقت الذي كانَت فيه الشَقراءُ تَضع موسيقَى هادِئَة في صالَة بيتِها بينَما تقومُ الخادِماتُ بِفعل مساجٍ لِكامل جِسمها ، انتَفضت هلعًا حينما تمّ اقتحامُ باب البَيت بِعُنف ، جَلست تُبعد ذلك الخيار عن عَينيها حتى تَكشف هويَة المُقتحم الذي لم يَكُن سِوا زَوجِها..!

طَلبت من الخادِمات ان يُغادرن بعدَما استقامَت تُعدل المنشفة عليها كيّ لا تَسقُط اذ قالَت بِصدمَة

- ان..انت ك..كيف خرج..خرجت ؟

كان مُهتاجًا و انفاسَهُ تُضَخ بسُرعَة خارج ثقوب انفه و هو يسيرُ نحوها بانفعالٍ واضِح

- كَيف خرجَت همم ؟ كَيف خرجتُ بعدما صَورتني انتِ بيداكِ ؟

ابتَلعت ريقِها تعودُ خُطوَةٍ الي الوراء بِخَوفٍ حاولت اخفاءُه

- جونغكوك دَعنا نتفاهَم ، انت تعرفُ اني فعلتُ ذلك دفاعًا على نَفسي

قَبض على يداهُ بعنفٍ ثُمّ سأل

- دفاعًا على نَفسكِ كيف؟ و انتِ بدأتِ تُصوريني قبل ان اغضَب عليكِ ؟

بَتر كُل حُججها و حاصَرها عند الزاويَة يُطالع عُيونها التي يُحِب بِخُذلانٍ شَديد

- كَيف امكنك فعلُ ذلك بي ؟ و انتِ تَعرفين اني بالفعل امتَنعتُ عن ضَربِك مُنذ سنواتٍ بعدما راجعتُ طبيبًا نَفسيًا و أيقنتُ اني مُخطئ ..!

ابتَلعت ريقِها و هي تُناظِرَهُ بِتوتُر

- جونغكوك اسم..

قاطَعها بِحسرَةٍ بينَما يُحاول جاهدًا ان يَتحكم بقبضِته ، كيّ لا يَخنُقها و يُحيي طباعهُ القَديمَة التي جاهَد كيّ يَتخلص مِنها ، من اجلِها هي فَقط

- اسمَعُ ماذا ؟ اسمعُ كيف نجحتِ في استفزازي و جَعلي اتعدى عليكِ كيّ تَسجُنيني ؟ همم ؟

ابتَعد خُطوَة الي الوراء يتفقدُها بِعَينيه قبل ان يُواصل ساخِرًا

- و لا ..! فَوق هذا جالسَة تسمعين الموسيقَى و مُسترخيَة
دون ان تُلقي بالاً ان كنتُ انام ام لا في ذلك السِجن اللعين!!!

حَمل مُسجل الصَوت الذي قام بِرَميه على الجِدار حتّى انشَق و انكَسر ، لم يَسمح لها باضافَة حرفٍ حينَما اشار عَليها قائِلاً

- لم يعُد لي مَكان في هذا البَيت ، يستحيلُ ان اعيش مع المرأة التي تَعمدت ادانتي بِفعلٍ ، هي اكثرُ من تعلم انّي عانيتُ لاتخلصُ منهُ من اجلِها

تَركها و سار في اتجاهِ غرفَة النومِ من اجلِ جَمع اغراضِه ، لَحِقتهُ اليوت التي مَسكتهُ من ذِراعه تترجاهُ بصوتٍ مَهزوز

- ارج..ارجوك جونغكوك ، اسمعني

دَفعها بكوعه حَتى سَقطت ارضًا و وَاصل جَمع اغراضِه التي يَحتاجُها بداخل حَقيبة صغيرَة ، فالكبيرَة قد سافر بها و هي بالفعل تَحتوي على ملابسه

- جونغكوك ارجوك ، لا تَرحل و دعنا نتفاهَم
انا اسِفَة ، لابد انّ ما حَدث لي جعلني افقدُ قدرتي على التَفكير
تلك الشَمطاء سَحبتني من رأسي بِقوَة

حَدق اللورد بِها بغضبٍ قبل ان يَنطق ساخِرًا

- التي تَصفينها بالشَمطاء ، كانَت من حاربَت الجَميع حينَما دخل زَوجها الي السِجن و آمنت ببراءتهُ حتى حينَما خانتهُ نَفسه ، لَم تقُم هي بادخاله..!

كانَ غضِبه لا حُدود لهُ ، لا يستطيعُ تَقبل فِكرَة ان حُب عمره صَنعت لهُ كمينًا ..! الخُذلان الذي يَشعُر به لم يكُن لهُ مَثيل

اَغلق تلك الحَقيبة التي لملم فيها ما يَحتاجُه ثُمّ طالَع عُيون اليوت المُتورمَة بعدَما بكَت و هي تترجاهُ بأن يبقَى ، ناظّرها بِجُمودٍ ثُم قال

- اعتبريني في السِجن..!

حَمل حَقيبتهُ على كَتفه و غادَر البَيت قبل ان تَلحقهُ امرأتهُ الي الخارِج تحتضِنهُ من الوراء مُتوسلَة

- دَعنا نحُل الامرُ بيننا ، و ساُخبِرُك باعذاري كُلها
ارجوك اسمَعني ، انا اُحبك لا تَترُكني

نَفض يَديها عنهُ و التَفت اليها يُناظِرُها بِغضبٍ عارِم

- الطريقَة التي تُحبيني بِها ، اكثَر طريقَة سامَة رأيتُها في حَياتي
انتِ و حُبكِ ، بحاجَة الي العِلاج

هَمس لها دون ان يَكترِث الي مَشاعِرها التي تَمزَقت من قَولِه ، التَفت يُغادر فَمنعتهُ حينَما حَملت صَخرة ترميها عليه الي ان اصابَت كَتفهُ

- ستعودُ اليّ عاجلاً ام اجلاً اسمِعت ..!!

صَرخت بِمن تَوقف لبُرهَة عن السَيرِ مُتألِمًا ثُمّ واصَل مَشيهُ في اتجاهِ الخارِج ، رَكب سيارتهُ التي ادارَها مُسرِعًا للمُغادرَة

لا يُصدق انّها حتى لم تُنكِر..!
كان سيُصدقها ان انكَرت ، سيتبعُ قلبهُ و يتَجاهل عقله
لَكنها اعترَفت بسُهولَة ..!

•••

اصواتُ تلك الطِفلَة ذاتُ السبعِ اشهُر ترتفعُ بالضحكاتِ بعدَما تلقت حمامًا دافِئًا من قبل اُمها للتو ، كانَت تُورجحُ اقدامِها في الهواء بينَما تضحكُ بصخبٍ بعد كُل مرَة تُخفي فيه والدتها راسها وراء الحفاظ ثُمّ تكشفُ عنه

البَستها اُمها حِفاظُها ثُمّ انزلتها على الارضِ تترُكها عاريَة حينما سَمِعت صوت طرقِ الباب ، لم تكُن تريدُ ان تتركها فوق الفراش كيّ لا تتشقلبُ و تَقع

خَرجت من الغرفَة تسيرُ نحو الباب لترَى من تلك العدسَة من ذا الذي يطرُقُ في هذا الوَقت اذ كَشفت عن هيئَة والد ابنتِها

استَغربت امر قُدومه بهذه السُرعَة..!
لم يمر على سفرِه سوا بضع ايامٍ قليلَة لم تتجاوز الثلاثَة..!

فَتحت لهُ الباب تُطالعُ الهَم الواضِح على وَجهه لذلك لم تُرد مُناكفتهُ ، رأتهُ يُحدِق بها بِصَمت و ما استَغربتهُ وجود حَقيبتين مَعهُ

- هل جَلبت لنا هدايا بهذا القَدر من بريطانيا؟

سألت مُنصِدمَة من اندَفع الي الداخِل مَع حقائِبه مُعترِضًا

- لا ، هذِه الاغراضُ تخُصني

اغلَقت الباب من خَلفِه لِتَسير وراءه مُتعجبَة

- تخُصك؟

التَفت اليها يُناظرها بهُدوء

- ساُقيم هُنا الي بَعض الوَقت
هل تُمانعين؟

اجابتها السريعَة جَعلتهُ يدفعُ حاجبه عالِيًا

- بالطبع اُمانع! عُد الي زَوجتك هيّا

قام بِلَعق شفاهه ثُمّ قال مُشيرًا عليها

- لن تَمنعيني من الاقامَة مع ابنتي..!

اقتَربت منهُ و هي تُكتف يديها ساخِرَة

- ابنتُك ، تُقيم مَعي..!

كان سيسخرُ منها ، لَكنهُ كَبح لسانهُ بصعوبَة و نَطق

- ليسَ لدي طاقَة للنقاش ، نتحدثُ لاحِقًا

لَفت انتباهه ذلك الكائن الصَغيرُ الجالسُ عند عتبة باب الغُرفَة ، تَوسعت عيناه و اختَرقت السعادَة قلبهُ بِمُجَرد ان سَمِع طِفلته تُناديه بينَما تقفزُ في مَكانها

- بابا

مَدت يديها اليه تُريدُ منه المَجيئ و حَملها ، كانت في قِمَة سعادتها تمامًا كهو حينَما هرول لَها و انخَفض يَحملها ، بِمُجَرد ان رَفعها عاليًا حتى صَرخ من الألم و واشكَت رسيل على السُقوط منهُ لولم تَركض ماريسا و تَحملها بيدِها بسُرعَة

تفاجَئت من صَرخةِ اللورد المُتألمَة التي جَعلت رَسيل تَبكي من الخَوف ، ناوَلها رَسيل و امسَك كَتِفهُ حيثُما اصابَتهُ زَوجتهُ بصخرَة كان حَجمُها مُحترمًا كفايَة لِيُسبب لهُ جرح و كَدمةٍ كَبيرَة

- هل انت بِخَير؟

سالَتهُ الاصغرُ سِنًا حينما لاحَظت احمرار وَجهه ، اومَئ لها و قامَ بِمَد ذِراعهُ السليمَة كيّ يحتضِن ابنتهُ و يَروي شَوقُه مِنها

اراد حَملها لَكن ماريسا مَنعتهُ قائِلَة

- لا تَبدوا بخير ! دَع رسيل سَتحملها لاحقًا و اذهَب تفقد مابِك

كانت تتكلُم لِمصلحتِه ، لَكن هو ظَنها تخافُ على ابنتهُ منه لذلك ناظَرها بغضَب

- اتظُنين اني ساُسقِطُ ابنتي؟

ناظَرتهُ بانزِعاجٍ قبل ان تنطِق بهدوء

- اتكلمُ لِمصلحتِك ! رسيل لن تهرُب و ستستطيعُ حملها حينَما تفهمُ خَطبك!

لم يَقتنع بِكلامها و اصرّ على مَد يدِه لِحَمل ابنتِه التي كان وَزنها ثقيلاً على كَتِف ذراعه المُصابَة ، حَملها بِذراعهُ السَليمَة يَضُمها الي صَدره رُغمًا عن ماريسا التي تَنهدت بِضيقٍ لِتسير بعيدًا عنهُما

- احضُنها كما تَشاء و اجلِبها لالبسها

قبل اللورد وَجنة ابنتِه يَمسحُ عليها بلُطفٍ بالغ ، اشتاق اليها تمامًا كما فعلت هي اذ اخَذت تُعاتبه بعيونٍ دامعَة لانها تظُن انّه صرخ عَليها

- ادادا ، توتو غيغو رورو

قبل عُيونِها الدامِعَة قبل ان يَهمس لها بِحنيَة انسَتها حُزنها تمامًا

- يا روحي انتِ ، اباكِ لا يهون عليه رَفع صوتهُ عليكِ
بالعَكس ، انتِ روحه التي يُضحي بِكُل من حَوله من اجلِها همم؟

مَسح على خَد طِفلته باصابِع ذِراع كَتفه المُصاب ، يَتحسسُ امتلاء وَجنتها المُحمرَة بِحُبٍ بالغ يَكنهُ الي قطعَة المارشميلو التي بين ذِراعهُ هَذِه

قَبل انفُها و جَبينُها امام اعيُن ماريسا التي تَبتسمُ بلُطفٍ على الحُب المُنبعث من قَلب السَفير الي ابنَة كِليهما ، تحمُد الاله..! ان طِفلتها تملِكُ سندًا كَمِثله

دَخل اللورد الي الغُرفَة يَمُد رَسيل الي اُمها ، لَكن الصُغرَى خافَت رحيله لذلك تَشبثت بِه تأبى مُفارقتَهُ ، بَعد نزاعاتٍ شديدَة نَجحت ماريسا في اخذِها و الباسها مَلابسها رُغمًا عن التي بَكت دون انقِطاعٍ طلبًا لحقوقِها بالقربِ من والدها

دَخل اللورد الي دَورة المِياه يُزيل ملابِسه حتّى يَستحم ، التَفت يُقابل المرآه بظهره حتى يستطيعُ رؤيَة تلك الكَدمة الكَبيرة على كَتفه

تَنهد بِضيقٍ مُتمتِمًا

- قالَت تُحِبُني ..!

بَقى يلبسُ بنطالهُ و غادَر من الحَمام الي المَطبخ حتّى يَجلبُ قطعَة ثلجٍ يضعُها فوق كَدماته ، سَمع صَوت شهقةِ ماريسا العالِيَة و هي تُطالعهُ بعدمِ تَصديق

- هاي..! هل تعرضَت للضرب؟

اخَذ قطعَة ثلجٍ من المُجمّد ثم استَدار الي الصُغرى يُطالعها بِغَيض

- لا تَنقُصيني انتِ كَذلك

مَشا في اتجاهِ الحَمام قبل ان يَصفع الباب بِعُنف ، حاوَل ان يَضع الثلَج على كَتفه لكنهُ كان يعجزُ الوصول لذلك انتهَى به المطافُ يعودُ الي ماريسا مُستسلمًا

مَد اليها قطعَة الجليدِ قائِلاً

- ايمكنكِ وَضعها على الكدمَة؟

حَدق في عُيونِها البُنيَة فرآها تومِئ دون ان تُجادِله ، اخَذت منهُ الجَليد و استَدار يُقابِلُها بِظَهره ، طلبتُ منهُ الجُلوس فهو يفوقها طولاً بِمراحل لذلك جَلس امامَها فراحَت تُمرر ذلك الثَلج على كَدمته

الصَمتُ السائد بينهُما يَجعلُ الوَضع مُوترًا لذلك سألت هي

- هل كانت السفرَةُ جَميلة؟

استَغرق وقتًا ليُجيبها ، و حينما فعَل قال

- اطلاقًا

استَغربت لِتُطالع انعكاسَهُ بِزُجاج خزانَة المَطبخ امامَها ، كان من الواضِح انّهُ مَهموم منذ ان جاء ، و الأن تَضاعف هَمه

- هل لم يَسري عملُك كما تُحب؟

نَظر الي رَسيل التي تَزحفُ اسفلهُ و تتشبّث في بنطالهُ تودّ ان تَتسلقهُ ، ابتَسم لا اراديًا مُتناسيًا كُل ما يُحزنه لينخفِض الي مُستواها يَحملها بلُطف

وَضعها في حُضنه و سَمح لها بالعَبث بِعُروق ذراعه التي تلتفُ حَول خَصرِها الصَغير المُتماشي مع جَسدِها الضَئيل ذاك

- اكتشفتُ بعض الاشياء التي جَعلتني اُراجع امورًا مُهمَة في حَياتي

احسّ اللورد بأن منطقَة كَدمتهُ قد تَخدرت كفايَة من الجَليد لذلك طَلب منها التَوقف ، استَقام بينما يَحملُ رَسيل و التَفت الي اُمها يُناظر عُيونِها

- سادخُل استحِم ، سانامُ فترة اقامتي هُنا في الصالَة لن اُزعجكِ

قَدم ابنتهُ الي اُمها التي حَملتها بصدرٍ رَحِب و اومأت لهُ دون نِقاش ، مَشا الي الحَمام يستحِم بعدما تَرك الصُغرى مُحتارَة

- مابِه ؟ غَريب امرُه

وَضعت رَسيل مع العابها و تَركت بين يديها الهاتفُ حتى تُشاهِد اغنيَة الاطفال المُفضلَة لديها كيّ تستطيعُ هي تَحضير الطَعام بِراحَة

بدأت تُعِدَهُ و تُدندن بينَما ترقُص احيانًا ، الي ان سَمِعت صوت فتح مِقبض باب الحَمام الذي جَعلها تتزن حينما غادَر اللورد منهُ

كان قد لبِس بيجاما مُريحَة و هو يُجفف شعرهُ الاسوَد بالمنشفَة ، في ذاتِ الوَقت الذي رنّ فيه الهاتف بين يديّ رسيل التي انزعجَت من ظهورِ ذلك الاتصال يَحجبُ عنها ما كانت تُشاهده

بدأت تهزُ الهاتف و تَتذمر ، تُحاول ان تُبعده و بالخطأ قَد ضَغطت على زر المُوافقَة على الاتصال الذي كان من رَقمٍ غَريب..!

بدأت تُصدر اصواتًا مُتذمرَة قبل ان تَنتبه الي صَوت والِدُها الذي قال مُخاطبًا ماريسا

- مالذي تَطبخينَه ؟

اجابتهُ الصُغرَى و هي تَبتسم

- معكرونَة بالبشاميل التي تُحبها..!

علِمت انهُ يحبها حينما التَهم الصّحن كاملاً تلك المرَة و لم يترُك لها حِصتُها ، سَمِعتهُ يُصفر مُتحدثًا

- بداتِ تَحفظين ما اُحبه..!
اعترفي ، هل انتِ مهووسَة بي؟

صغّر عيناهُ يُناظر من رَمقتهُ بِغَيض

- يالَك من دبلوماسيّ مَغرور!

دَحرج عيناهُ قبل ان يَنتبه الي رَسيل التي تُشاهدهما بابتِسامَة ، هَرول نحوها و جَلس على رُكبتاه خَلفها يُخاطبها بِحُب

- اميرَة ابيها مالذي تَفعله ..؟

عانَقها من الوراء يُقيل وَجنتيّ طِفلته ، قبل ان تَقع عيناهُ على شاشَة الهاتف التي تعكسُ اتصالاً من رَقمٍ هو يَعرِفهُ جَيدًا ..!

انّهُ رَقم زَوجته ..!


••

6349 ✔️

اهلاً اهلاً يا جميلين

اخباركم في فصل اليوم ..؟

مالكم صرتم كسولين في تنفيذ الشُروط..؟ 🙂
ترا نحن في بداية الروايَة شدوا حيلكم ..!!!

كيف احداث الفصل معاكم عامَةً ..؟

توقعتم ان اليوت ممكن تصور زوجها و تسجنه..؟

على فِكرَة ، حابة انوه ان اليوت عندها من دهاء الوَزير

هل فعلاً دافعها من انها تسجنه ، هو البحث وراءه؟

بشان علاقة السفير مع زوجته عمومًا؟

هل الحب كافٍ ليجعل العلاقة تستمر ؟

انتم مع تصرف السفير لم يُجبر زوجته على اقامة علاقة معاه؟
و هل تحسون ان تصرفه ذا في بداية زواجهم احد اسباب ان يصيبها برود جنسي ..؟

تحليلكم لعلاقتهم عمومًا ؟

ماري و رسيلي ماظهروا كثير بالفصل 😭

الفصل اغلبيته عن اللورد و زوجته

الوزير تحبون ظهوره؟

توقعاتكم للقادم؟

السفير هيرجع لزوجته؟

كيف هيسامحها بعد يلي سوته..؟

2500 تصويت
5000 تعليق
فصل جَديد ✔️

اراكم في الفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء 🤍






.
.
.








دي رسيل و هي تبكي من غير سَبب ✨

ماريسا و رَسيلي 🫶🏻

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top