Our child | 12
THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD
اهلاً بكم في الفصل الثاني عَشر 🍂
لنبدأ 🐻
•••
بَعد يَومٍ شاقٍ من المُناكفاتِ المُستمرَة مع رَسيل ، نَجحت ماريسا في جَعلها تنامُ قبل ان تَضعها فوق الفِراش و تَحظَى بوقتها الخاص بِنفسها اخيرًا
قَبلت رأس صغيرتِها التي لم تَنقطع عن البُكاء طيلة الصَباحِ رَغبة في حُضور والِدها ، لَكِن انتهى بها المطافُ تستسلمُ للتعب و تَنام
غَطتها الاكبرُ سنًا قبل ان تَحرِص على دُخولها في نومٍ عميق حتى تَنفرد بذاتِها و ذَلك ما فعلتهُ ، اعدَت لنفسها كوب من القهوَة ثُمّ استَعملت مواقع التواصل الاجتماعيّ للبحثِ عن تمارين رياضيَة تستطيعُ تَحسين قوامِها من خِلالها
كانت تُريد ان تَنحت جَسدها و تَتخلصُ من بَطن الولادة خاصتِها ، و ذَلك ما فعلتهُ حينما بدأت باول تَمرين رياضيّ لها جَعلها تنهارُ من التَعب ، لم يكُن مثاليًا لَكنهُ جَيد بالنسبة الي مُبتدَئة ، دَخلت لِتَستحم و خَرجت و هي تلبسُ بيجاما ناعمَة للغايَة تتماشى مع انوثتِها الطاغِيَة
جَففت شعرها المُبلل في غرفَة مُنفصلَة عن خاصَة رَسيل ، و جَلست بعدما اعَدت وجبةٍ خَفيفة على الهاتِف تتصفَحُ الانترنت ، حتّى قابلها على تطبيق الانستجرام حِساب المَرأةُ الاشهَرُ حَديثًا
دَخلت عليه فَظهرت لها صُور عِدّة لِتلك المرأة تتشارُكها مَع والد طِفلتها ، تَنهدت لِمَعرفتِها انَهُ الحساب الرسميّ لِزَوجته اذ كان يَتخطى الثلاثون مُليون مُتابِع ، قامَت بِضَم شَفتيها و بدأت تَتصفحُ الصُور
ظَهرت لها بِضع صُور مَع السَفير ، مِنها وَضعياتٍ عاديَة و اُخرى حَميميَة كتبادل القُبل وِسَط المَسبح ، لم تَكُن تمتلكُ رد فعلٍ مُعين سِوا انها تبتسمُ احيانًا حينما تُقابلها بِضع وضعياتٍ لطيفَة تشعُر فيها بالحُب
لم تكُن تملكُ اية غيرَة تِجاه كِليهما ، بل احيانًا تشعُر بالسوء ناحيَة اليوت ، نظرًا لانها الدَخيلة في عِلاقتها المِثاليَة مع زَوجِها ..!
اصدَرت تنهيدَة عميقَة قبل ان تَطلع على صُور زِفافهما المُثبتَة في الحِساب ، لا تُنكر انّها كانت جَميلة للغايَة في زِفافها ، بَدت كاحَد اميراتِ ديزني ، و زَوجُها كَذلك ..! كان وَسيمًا للغايَة
لَفت انتباهُها حينَما حَدقت في ابتِسامته العَريضة ، كان اصغرُ سِنًا و اسنانهُ الارنبيَة تلك اعطَت مَلامِحهُ مَظهرًا لطيفًا ، بدا الأن انضجُ بِكَثير من يَوم زواجه
- كيف يستطيعُ الانسان ان يُخمن ، ان هذا الفاهُ الصغير يمتلكُ الكَثير من الكلام الجارِح ..!
هَمست و هي تتأمل ابتسامِته في الفيديو و هو يَلتقطُ يد زَوجتهُ حينما قادها والِدُها اليه ، كان من الواضِح عليه ان سَعادتهُ لا تُوصَف ، كما الحال مَعها هي حينَما اخَذت دفتر زواجِهما و لم تَنتظرُ منهُ تَقبيلها بل بادَرت هي لِفعل ذَلك
اظهَرت الكاميرا خَجلهُ حينما وسّع عيناهُ المُدورّة و سُرعان ما احمَرت وَجنتاه ، ذَلك جَعل ماريسا تُقهقه بخفَة على شَكلِه اللطيف ، صِدقًا ! الرَجُل يَتحول الي طِفل في حُضن المَرأة التي يُحِب
خَرجت من ذَلك الفيديو لِتجَد انّها قد شارَكت قِصص حَديثَة دَخلت عليها فَوجدت بِضع صُور لَها في تلك الطائِرَة الخاصَة تتضمَن زَوجِها في جِوارها
كَتبت على احَد الصُور التي تتأبطُ فيها ذِراع زوجها المُنشغل في هاتِفه
- let's go to London 🇬🇧✈️
تابعَت مُشاهدَة القِصص التي كانَت تتضمن الرِحلَة في الطائِرَة رفقة الأكل الذي تَم تَقديمه الي كِليهما ، كانت هُنالك صُورَة يُقبل فيها السفير يَدِها خَتمت بها مجموعَة القِصص تِلك
خَرجت من حِسابها قبل ان تَرفع عينيها للسقفِ تُفكر
- هل يا تُرى ؟ ساحظى يومًا ما بحياة كريمَة كهذه ؟ انا و رَسيل ، فقط لا اُريد شيئًا غير ان اكون مَسؤولة من نَفسي و من ابنتي
ابتَسمت بعدَما تَمنت من الرب ان يَمنحها الحياة التي تُريد ، ظَهر لها في الاقتراحات حِساب ماثيو الذي فاجَئها حينَما دَخلت لهُ و وَجدت عدد مُتابعينه يتجاوزون خَاصة اُخته ، اذ كان يَمتلك قُرابة الستون مِليون مُتابَع
عَرِفت انّه عارِض ازياء مَشهور من العُروض التي يَنشُرها على صَفحته ، ابتَسمت باندِهاش لِتنطق بعدمِ تَصديق
- اكادُ لا اُصدِق انّهُ مَشهور لِهَذه الدرجَة ..!
هَمِست قبل ان تَسمع صَوت رنين الجَرس ، وَضعت طَبق السلطَة الذي كان بِحُضنها فوق الطاولة ثُمّ استَقامت تسيرُ في اتجاه الباب لِالقاء نظرَة على الزائر
كان ماثيو و بين يَديه بِضع اكياس ، فَتحت لهُ الباب تُطالعه بابتِسامَة جَعلتهُ مُستغرِبًا ، فهي مُنذ ان جاءَت الي هُنا تتجاهلهُ بالكامل
- ما سر هذه الابتسامَة ؟
دَخل دون ان تَدعوهُ فقامت باغلاقِ الباب من خلفه و قالَت بينما تلحقُ به
- للتو كنتُ اشاهد صُورك على حِسابك
لم اكُن اعرف انك عارِض ازياء
نَظر الي الهاتِف بين يَديها ثُمّ ابتسَم بينَما يقتربُ لالقاءِ نَظرة
- اوه حَصلتِ على هاتِف ..! كنتُ قد اشتريتُ لكِ واحدًا انا كَذلك
اشار على احد الاكياس التي وَضعها فوق الاريكَة حيثُما جَلست ماريسا في جِوارها و شَكرتهُ قائِلَة
- لا تَشتري لي شيئًا انت لست مُلزَم بِه ، شكرًا لك على مُبادرتك اللطيفَة
اغلَقت الهاتف تَضعهُ بجانبها ثُمّ مَسكت طبق السلطَة من جَديد بعدَما جَلس ماثيو امامَها يُناظِرُها بهدوء
- تبدوا نَفسيتكِ افضل من ذي قبل ؟
حَدقت في عيناهُ و مَثلت الابتهاج حينما قالَت
- اُحاول ان اكون بِخَير
ابتَسم لَها فقالَت هي بعدَما ابتَلعت ما وَضعتهُ بداخل فَمِها
- الا تكُن لي ايَة ضغينَة ؟
استَغرب بينما يَقطبُ حواجِبه اذ سأل
- لما ؟
وَضعت الطَبق بِحُضنها و انَزلت عينيها البُنيَة للتَحديق بِه مُجيبَة
- انت تعرِف ، رَسيل و زَوج اُختِك ..
استَغرق وقتًا ليُجيبها نَظرًا لِانّهُ صَمت لدقائِق يُفكر
- صَحيح اني لا اعرفك لاثق بِك ، لكنّي اثقُ بِزوج اُختي
رَفعت ماريسا عَينيها للتَحديق بِخاصتيّ ماثيو الزرقاء اذ تابَع بِهدوءٍ تام
- و انا على دِرايَة تامَة ، ان جونغكوك لا يَخون اليوت اطلاقًا ، و ان زَهت في عُيونِه امراة غيرُها ، سيطلُب الانفصال مُباشرَة ثُمّ يفعلُ ما يشاء
زَمت ماريسا شَفتيها بداخِل فَمِها تستفسرُ بِاستِغراب
- انت تعرفُ اني فقدتُ ذاكرتي ، و لا اعرفُ مالذي حَدث تحديدًا ..! لَكن لرُبما اخطأ فعلاً ! انهُ ليس مَعصوم من الخَطأ
قام ماثيو بالنَفي بِرأسِه قبل ان يُجيب
- استبعدُ فكرَة انهُ قد اخطأ ، لاني اعتدتُ على اخذه الي الحانات و اتعمدُ جعلهُ يَثمل كيّ اُجربَهُ ، العجيبُ انهُ حتى و هو سَكران لا يَهذي سِوا باسم اُختي ..! اترجاهُ ان ينظرُ الي غيرِها فنحنُ رجال و غرائزنا احيانًا تغلِبُنا ، لكن لا ، كان وفيًا للحَد الخانِق ، لهذا انا اعرفُ جَيدًا انهُ لم يُذنب مَعكِ
التَزمت ماريسا الصَمت بعدما بدأت تُقلب الخُضار بداخِل صَحنها قبل ان تَسمعهُ ينطِق بِشَك
- قد يكونُ الحَمل جرى عن طَريق الخَطأ ..!
نَظرت اليه باستِغراب فَسِمعتهُ يُتابع بِحيرَة
- اعني لرُبما في احد مُحاولات اليوت للحُصولِ على طفل بالاستعانَة بالاطباء المتخصصين في الحقن المِجهريّ ، تم حقنكِ انتِ بدلاً مِنها عن طريق الخَطأ..!
حَدقت ماريسا بِعَينيه مُندهِشَة لِتسمعهُ ينطقُ من وِسط افكاره باستِغراب
- لكِن ، لما ستكونين موجودَة ليتم حَقنكِ؟
رَفع عينيه الزَرقاء اليها لِيُتابع باندِهاش
- قد تكونين مُتزوجَة ..! و ذهبتِ للحُصولِ على طِفل ثُمّ اثناء عودتكِ مع زوجكِ بعد عملية الحقن تعرضتِ لحادث تسبب في وفاته هو و فُقدانكِ انتِ للذاكرَة ..! اليس ذلك وارِدًا ؟
لما يَجعلُها تُفكر بذلك السيناريو المأساويّ الذي جَعل قلبها يُعتصَر ألمًا على زوجِها المَقتولُ دون ان تَعرِفهُ ..!
لم يَسعها سِوا ان تَصمُت و هي تُناظِرَهُ بِعدمِ تَصديقٍ بينَما تُفكر باحتماليَة ان تَخمينهُ صحيحًا !
حَدق بِها مُستفسِرًا بِقلق
- هل لي ان اعرف اليوم الذي وُلِدَت به رسيل بالضَبط ..؟
هل تَذكُرين ؟
اغمَضت عينيها تُحاول تَذكر التاريخ الذي وُلدت بِه رَسيل ، و لِحُسن حَظها ان باليوم الذي نُقِلَت به الي الغُرفَة ، وَقعت عُيونها على شاشة التلفاز التي كانت تعرضُ التاريخ آن ذاك
اجابَت بعد لَحظاتٍ من التَفكير
- 28 | 11
اجابَتهُ و هي تُحول عَينيها الي مَن سَكت للحظاتٍ يُفكر
- ساحاول اذًا ان اعود بالزَمن الي تِسع اشهُرٍ ماضيَة من ولادَة رسيل ، و ارى ان حَصل بذلك اليوم تلقيح لِاليوت ام لا..! سابحثُ في العيادَة و ارى اسماء المَرضى و الحالاتِ لرُبما تكونين من ضِمنهم
احسَت فجاة بالتَوتُر ، و امتلئت عينيها بخوفٍ رَهيب من احتماليَة ان ما يَقولهُ قد يكونُ حَقيقيًا ..!
التَزمت الصَمت و اطرافُها بدأت تَرتعِش
فِكرَة أنّها قد حَمِلت عن طَريقِ الخطأ
اهونُ من خِيانَة السفيرِ لِزَوجته
و بِذات الوَقت ، سيكونُ مِن المُؤسف اكتشاف حَقيقة انها كانَت مُتزوجَة ، و اخر ما تَبقى لها من الحياةِ قُتل ..!
نَظرت في عينيّ ماثيو تَبتسِمُ لهُ بِتوترٍ واضِح دون مُشاركته اي حَديثٍ جانبيّ فداخلها مليئ بالضَجيج
تتَمنى ، ان تَخمينهُ خاطِئ
تتمنى ان هُنالك من يَنتظِرُها
ينتظرُ عَودتِها سالِمَة
هي بشدّة ترجوا الاله ان هُنالك عائِلَة تفتقدُ وجودِها و تَبحثُ عَنها
لعلّ ما كُسر بِها يُجَبر و شِتاتها تُلملمُ و حُطامها يُرمم
تَتمنى بِشدَة ، ان تَكون تَنتمي لِاحَدٍ ، يُحبها و يَحتويها..!
بدل ان تَبقى وَحيدة لا احَد يكترثُ لامرها
في الوَقت الذي والِد طِفلتُها جُلّ همه ابنتِه
هي كَذلك تُريد أب يهتمُ لَها و يُشعرها انّها اغلى ما يَملِك
شُعور الوِحدَة سئ و قاتِل ، احساسُ التَهميش يُداهمها من كُل جانِب
انّها غير مُهمَة ..! و وجودِها في الحَياة اساسهُ ابنتِها لا غَير
لا حياة لَها ، و لا دَور تُؤديه سِوا ان تَكون اُم لابنة الدبلوماسيّ..!
الذي من الاساس يلعبُ دَور الزَوج المُحب لانثاه
و الأب الحنون لطفلَته الرَضيعَة
في الوَقت الذي تُؤدي فيه هي دَور الأم ، لا غَير
مُجَرد التَفكيرُ بأنّ حياتِها مُتوقفَة على ابنتِها فَحسب
يَجرحُ روحِها المُحبَة للحياة
•••
هَبِطَت طائِرَة السفيرُ الكوريّ الخاصَة على الأراضي البريطانيَة ، حيثُما ترجَل مِنها بِرفقَة زوجته التي تتأبطُ ذِراعه ، سيَكونُ الحَشدُ مُكتَظًا لالتقاطِ الصُور لهُ في المَطارِ من اجلِ الشَبه الضَخم الذي بينهُ و بَين وزير الدِفاع الجويّ للقوات المُسلحَة الملكيّة
كان يُخفي تَوترهُ وراء مَلامِحهُ الجامِدَة و هو يسيرُ بِجوارِ زَوجته المُبتسمَة لِتلك الكاميرات التي تحومُ حَولهُما في الوَقت الذي يُحيط كليهما الحُراس الشَخصيين لِحمايتِهما ، كانت هُنالك سيارَة فارِهَة تنتظرهُ عند المَخرج من اجلِ اخذِه الي الفُندق و قبل ان يَبلُغها تَوقف امام احَد المُراسلين الذي وَجه بِسُؤالٍ صريح لهُ
- حضرَة السَفير ، هل لنا ان نعرف العِلاقة التي تربطك بالوزير البريطانيّ ؟ و كيف تُفسر الشَبه الشَديد بينكُما ؟
كان سيُجيب لَكن هُنالِك صحفيّ اخَر تدخَل بِحديثه
- هنالك شائِعات تقول انك اخاهُ التوأم ، هل هذا صَحيح ؟ هل تم خَطفك في طُفولتكِ و ابعادك عن عائلتك الحقيقية ؟
تلك الاسئلَة تُشعره بالضَغط ، نظرًا لِكَونه لا يعرفُ شَخصيًا اجابتِها ، لكنهُ اكتَفى بِصُنع ابتِسامَة صغيرَة قال من خِلالها
- ذلك غَير صَحيح ، انا لستُ اخاهُ التوأم ، هنالك فارِق عُمري محترم بيننا ، اضافَة الي ان هُنالك بِضع خُصوصيات عائليَة لا اُفضل الافصاح عَنها ، شكرًا على اهتِمامكم
حَجب حارِسه الشَخصيّ اجساد المراسلون عنهُ حينما كوّن مع زُملائه مَمرًا امنا يَعبرهُ السَفير رفقَة زوجته الي السيارَة التي تَنتظره ، رَكبها و صَعدت اليوت بِجواره تُمسِك بيدِه مُتحدثَة بوديَة
- هل انت قلِق ؟
اخَذ قارورة الماء التي تُقابله فاحتسَى مِنها القليل و ناظَرها نافيًا
- انا بخير
ابتَسمت لهُ لِينظُر هو من النافذَة يُراقب شَوارع العاصِمَة البريطانيَة حيثُما قابلَهُ شعارٍ على احد الشاشاتِ الضخمَة ، كان يَتضمنُ مقالاً يَتحدثُ فيه عن تَنصيبِ وزير الدفاع كَرئيس مَجلس الوزراء ، مَع صُورةٍ ضخمَة لهُ
الشَبهُ بينهُما يَجعلهُ في حيرَة تامَة ، كان يَرى انعكاسهُ و الفارِقُ ان عُيون الوَزير سَوداء ..! بينَما خاصتهُ هو خَضراء
ايُعقل انهُ اخاه ..؟ و قد تم التلاعُب بتاريخ ميلاده لهدفٍ مُعين؟
و ماهو ذلك الهدفُ ان كان تَخمينهُ و تَخمين الجُمهورِ صحيحًا ؟
ما غايَةُ ابعادهُ عن عائِلته ..؟
كان طيلَة طريقه الي الفندقِ صامِتًا ، بالكادُ يُشارك في احاديث زَوجته العشوائيَة قبل ان يَنزل رِفقتها الي مَحطة الوصول حيثُما دَخل مُباشرَة يستحم ليُزيل تَعب الرِحلَة الطَويلَة
حينما خَرج من الحَمام وَجد اليوت نائِمَة ، اقتَرب يُغطيها و خَرج هو الي الشُرفَة يُدخن و يَدخُل على تَطبيق الواتساب لِمُراسلَة ماريسا و الاستِفسار عن طِفلته
- مرحبًا ..! كيف حالُ رَسيل ..؟
استَغرقت ماريسا بِضع دقائِق حتى تُجيبه حينما لاحَظت رِسالتهُ ، كانت آن ذاك تُغير حفاظ طِفلتها و تُلبسها بنطالِها القصير الذي يُظهر امتلاء افخاذها البيضاء
- رسيل بِخَير
طَلب منها ان تُصورِها لهُ و هي لم تُقصر في ارسال صُورَة تتضمن محاولات رسيل في امساكِ قدميها ، ابتَسم بِدفئ لِمُجَرد رُؤيَة وَجه ابنتِه الذي يبُث بداخله السكينَة ، هي تُشبهه للغايَة ، تُشعره بالانتماء الذي يفتقدهُ طوال حياتِه
رَسيل الشخص الوَحيد الذي يَجعلهُ يشعُر ان لَديه سَند
طَلب مِنها بِضع صُور و هي لم تَحرمه ، بل صَورت له مَقطع فيديو للصغيرَة و هي تُجاهد لامساكِ اصابع قدميها فينتهي بها المطافُ تلهثُ بقوة دلالة على فشلِها المُؤسف
لَمِعت عيناهُ و اراد بشدَة ان يَخترق الشاشَة ليعض احمرار وَجنتيها كيّ يمحي العُبوس المندس وسط ثنايا ملامِحها الصغيرَة تِلك
قرّب الصُورة من شَفتيه و منحها قُبلَة مُطولَة قبل ان يُخبئ الهاتف بداخل جَيبه و يُكمل تدخينه في الشُرفَة التي تطلّ على العاصمَة البريطانيَة بالكامِل
اتكَئ بِساعديه على السُور الفاصل بينهُ و بَين الفَراغِ قبل ان يَنظُر في اتجاهِ السَماء يُفكِر بِعُمق تجاه اللقاء الحاسم بالغَد
بعدَما أنهى سيجارَتهُ الخامِسَة رماها على الارضِ و دَعس عليها ليُقرر الدُخول و خلود الفراش بجانب زَوجته النائِمَة ، تَمدد بِجوارها و رَفع عيناهُ للسقفِ يُطالع تَصاميم الحُجرَة الي أن اخَذهُ النَوم وِسطَ أحضانِه
•••
صَباحُ اليَوم المُواليّ
فَتح عيناهُ على صَوتِ زَوجتِه و هي تُحادِث مُوظَف الفندق بعدَما جاء بالافطارِ و طلب مِنها توقيعًا ، اغمَض عيناهُ مُنزعِجًا فهذا المَشهدُ يَتكررُ كَثيرًا مَعهُ
شَعبيتُها تجعلُه ينقهرُ من الغيرَة عليها
لانّ غالبيَة جُمهورِها رجال
ليسَ لانهُ يغارُ من شُهرتها ، على العَكس هو يُحِب نجاحها الذي يجعلهُ فخورًا بِها ، لَكِن يمتلكُ نوعًا من التملك الخانق تجاهها
استَقام من فِراشه و مُباشرَة توجه الي الحَمام للاغتِسال ، فَرّش اسنانهُ و رَطب بشرته الجافَة قبل ان يُغادر في اتجاه طاولة الافطار حيثُما تجلس زَوجتهُ تنتظرُ قُدومه
استَقر قُبالتها و جَذب الشوكَة لِتذوق كيكَ الشوكولاتة الذي يُحبه حتى نَظرات اليوت الهادِئَة اليه ، كانت تعرفُ سَبب انزعاجه الطَفيف منذ الصَباح لذلك غَمرت يدهُ بخاصتِها و قالَت بلُطف
- مابه الارنوب خاصتي؟
رَفع عيناهُ الخَضراء اليها يُكشر بعدم رضا من ذلك اللقب الذي تَصِفهُ به دون ارادتِه ، سَحب يدهُ و قال مُحذرًا
- تَوقفي عن استخدام ذلك اللقب
ضَحكت على مَلامحه و راقَصت حواجبها تُغيضه اكثَر بعدما عَقدت ذِراعيها الي صَدرها قائِلَة
- انت لا تَرى نفسك حينما تَغضب ، تُصبِح كمثل الارانب بعدما تُكشر بانفك بهذا الشَكل!
مَدت يدِها لجذب ارنبَة انفه تلك رُغمًا عن ارادَة من امسَكها من رِسغها و ابعَدها بضيق
- ابتعدي اليوت لستُ بمزاج جَيد
ابعَدت يدِها و استَقامت للتوجه نَحوهُ و الجُلوس في حُضنه ، احتَضنت رَقبتهُ بذراعَيها و نطقَت بعدما احاطَت وجنتهُ بكفها
- لما حَبيبي غاضب؟ و هو يَعلمُ اني مُلكه وَحده؟
نَظر اليها بِاختِناق لَكنهُ لم يُفصح عن غيرتِه لانهُ تَعب مِنها ، فالموضوع ليسَ لهُ حَل اطلاقًا دامَها في نطاق الشُهرَة ، اكتَفى بالايماء و ما طَلبهُ و هو يُغطي صَدرُها الظاهر من رداء النوم الذي ترتديه
- فقط ، لا تَفتحي لاحد الباب بِهَذا الشكل همم؟
اومأت لهُ ثُمّ انخَفضت لِتَقبيله على وَجنته قبل ان تَتناول الافطار بِرفقته ، انتَقل كليهما الي مَرحلة ارتداء المَلابس التي كانت رَسمية لكل مِنهما ، خاصَتهُ هو سَوداء في الوَقت الذي لَبِست هي البَيضاء
لم تَنسى ان تَسحبهُ و هو يَلبسُ ساعتهُ ناحيَة المرآه من اجلِ التقاط صُورَة حتى تَضعها قصّة على حِسابها و ذَلك ما فعلتهُ
حَرِصت على تَسريحِ شعره بنفسِها و قد نَجحت بفعله مِثاليًا يتماشَى مَع هيئته الرُجوليَة بشكلٍ خاطِف للانفاس ، احتَضنتهُ من الوراء و قالَت باعجاب
- سَعيدة الحَظ انا لانك زَوجي ..!
مَنحها ابتِسامَة صغيرَة من خِلال المِرآه ثُمّ سَحب عِطرَهُ يَملئ بِذلتهُ به ، انتَشل هاتفهُ و ما يَحتاجهُ ثُمّ انطلق بِرفقتها الي مَكان المُؤتَمرِ الضَخم المُقام في مُنتَصف لُندن ، حيثُما يُجهَز ذلك الحَدث الذي سيُتوج وزير الدِفاع رَئيسًا لمجلسِ الوزراء عامَةً
نَظر الي ساعَة رِسغهُ و قد بان التَوتُر عليه ، لكنهُ استَمر بالتزامِ الصمت دون الافصاحِ عن شُعوره بينما يُردد في دواخِله كلماتٍ تشجيعيَة تُساعده على تجاوزِ قَلقه
لابدّ ان هُنالك حَقيقة مَخفية هو لا يَعرِفُ بشأنِها..!
•••
في ذاتِ الوقتِ كانت ماريسا تُعد طَبقًا للعشاءِ و بجوارها ماثيو الذي قرر مُساعدتها بعدما تَرك كليهما رَسيل امام التلفاز تُشاهد رسومًا مُتحركًا مُناسبًا لِسنها
كان بِجوارها يقومُ بِتَقطيع الخضار للسلطَة بينَما هي تَغسل الارز جيدًا و تَضعهُ في الالَة المُخصصَة لهُ ، كان الصَمتُ سائِدًا الي ان قَطعتهُ هي تَستفسر
- كيف دَخلت مَجال الازياء ؟
هل الامر لهُ علاقة بشركَة والدك ؟
رَفعت عينيها تنظرُ الي مَن قام بِوَضع السلطَة بداخل الطبق الكَبير ذاك ثُمّ تَبسم يُناظِرُها بهدوء
- لا ، عائلتي لهم عِلاقة بشهرة اليوت لانها تَربت معهم
عَقدت حواجبها مُستغربَة حيثُ قالَت
- الم تتربى مع اهلك ؟
قام بالنَفي و ردّ بهدوء
- لا ، انا تربيتُ مع جَدي و جدتي ، لان امي حينَما انجَبتنا لم تكن تقدرُ على مسؤولية توأم ، صحتها لم تكُن جيدَة اضافة الي حالتها الماديَة مع ابي ، لذلك قامَت بارسالي الي المانيا ، كنتُ آتي فقط في العُطل لزيارتِهم
احست بالحُزنِ تجاهه كونَهُ تربى بعيدًا عن عائلته ، لذا اكتَفت بالصَمت و سمِعه يُتابع
- رُبما اسم عائلتي كان سَببًا في دُخولي المجال الفنيّ بعدما انشهر والدي حينَما انضّم الي مُؤسس شركَة bears التي هي شَركتنا الحاليَة
ناظَرتهُ الصغيرَة مُستغربَة اذ قالَت بينما تقومُ بتكوير اللحم
- اوه ؟ اليسَ والدك هو مُؤسس الشركَة ؟
قامَ ماثيو بالاعتِراض بعدَما سَكب زيت الزيتون مع عصرَة الليمون فوق السلطَة مُجيبًا
- لا ، ابي كان شريكًا في الشرِكَة ، و بعد وَفاة الرَئيس استَلمناها نحنُ و طَورناها لِتُصبح على ماهي عَليه الأن
همهمَت الصُغرَى مُتفهمَة ثُمّ تابعَت تُعد الطعام الذي كان عبارَة عن كُرات اللحم مع الأرُز ، جَلست تتناوله مع ماثيو و رَسيل التي كانت تفتعل الفوضَى و تُحاول حَشر يدها وَسط الطعام و اكتِشافه
تَنهدت ماريسا بعدَما غفلت عنها للحظات و وَجدتها قد حَشرت انفها وَسط المَرق ، ما تَسبب في تلطخُ وَجنتيها و ارنبَة انفها بالصلصلة الحَمراء
عَبست فقامَت بجلب هاتفها و تَصويرِها بذلك الشَكل و هي تلعقُ شفتيها الصغيرَة لاستكشافِ ذلك الطعمِ الجَديد ، لم يُعجبها لكونه حامِض فظهرت علاماتُ العُبوسِ و الحموضَة على وَجه الصغرى التي رَفعت يدها تَصرُخ
- ادادا !
تَنهدت ماريسا بانزِعاج لِتُغلق الهاتف و تجلِب المنديل تَمسحُ يدي ابنتها و انفِها قبل ان تُجلسها في حُضنها توبخها بضيق
- توقفي عن افتعال الشَغب ، اهدئي
لم يُعجب رَسيل توبيخ اُمها لها لذلك غَضِبت و حاوَلت البحث عن شعرِها الطَويل كيّ تسحبهُ لكن اتضح ان ماريسا غَدرتها و قامَت بِرفعه عاليًا..!
لم تَبكي من التوبيخ ، بل بكت لانها احسَت بالغَدرِ من اُمها ، نَبع حنانها التي حَرمتها من شَد شعرِها و اقتِلاعه حينما دافعَت الكبرى عن حُقوق فروة رأسها برفع خصيلاتِها عاليًا ..!
هي لا تعلمُ ان مع رَسيل ، لا تُوجد ايَة حُقوق
و الصغرى قلبُها قد انفطَر ..!
بَكت بِصَخبٍ تحت نَظرات ماثيو الذي يُشاهد شجار الام مع ابنتِها ، كان مَشهدًا لطيفًا و هو يَرى ماريسا تُحاول مُراضاة صغيرتِها باحتِضانِها و تَقبيلها لكن رَسيل استَمرت بالتاشيرِ على شعرِها و البكاء بِشدّة
تَنهدت الكُبرى التي ادركَت ان حُقوقها معدومَة مع ابنتِها لذلك فَردت شعرِها الطَويل و تَركتهُ ينسابُ على سائر جَسدِها حتى تستطيع الاميرَة الصغيرَة جرّهُ كما تُريد . و ذلك ما فعلتهُ رَسيل التي سَحبتهُ بقوّة و بدأت تَصرُخ بلغتها تارَة و تسكُت لاستكمالِ بكائها تارَة
من تُشبه هذه الفتاة بدراميتها المُفرطَة ..؟
•••
تَوقفت سيارَتهُ الفاخِرَة امام السجادَة الحَمراء قُبالَة المبنى الذي سيُقام به المُؤتمَر ، كاميرات الصحافَة تحتلّ المَوقع بالكامِل من كُول صَوبٍ فباشرت بالاشتِعال بِمُجَرد فَتح بابِ السيارَة و الكَشف عن هيئَة ذلك السَفير التي اذهَلت كُلّ الحُضور
انّهُ فعلاً ..! نُسخَة طبق الاصَلِ عن الوَزير
باختلافِ لون الأعيُن
من يَراهُ يكادُ يُكذّب فكرَة انّهُ ليس وَزيرهم المُعتاد ، بل بَعض منهم انحنَى ظنًا انهُ قد حَضر اولاً لولَم يروا زَوجته التي وَقفت بالقُربِ منهُ
هُنا ادركوا ان زَوجة وَزيرهم لَيست شَقراء
و لا يُمكن ان تكون هذه عَشيقتهُ مثلاً
لان صبيَة الوَزير قد تقتلُهُ في حال وجود امراة اخرى في حَياته
الجَميع يعرفُ علاقة الوَزير بزوجتِه جَيدًا ، و مَدى قُوّتها
لذلك ، ادركوا انّهُ فعلاً هنالك نُسخَة ثانيَة منهُ..!
و هاهي ذا امامَهُم
اغلَق السفيرُ زر بِذلتهُ ثُمّ مَشى في ذلك المَمر في اتجاهِ مَدخل المَبنى الذي سيقودهُ الي قاعَة مفتوحَة تضمّ اشهر شَخصيات العالم ، منهم سياسيين و دبلوماسيين كَحالِه هو
خَطا الي الداخِل بهُدوءٍ و رزانَة و كان كُلّ من يَراهُ يندهَش ، الكَثيرُ منهم يُخاطبونَه كَما لو انّهُ الوَزير ، لولا حُضور زَوجتِه التي كانت تتأبطُ ذِراعهُ طيلة الوَقت ، اخَفض بصرهُ اليها فَوجدها تبتسمُ لهُ بلُطف
ابتَسم كَذلك و نَظر في اتجاهِ احَد الرِجال الذي تَقدم منهُ بِغَية استِقباله ، اذ رأى مَلامح الصَدمة تعتلي عيناهُ حينَما وقف قُبالتهُ بالتَمام
كان يَتفحصهُ بِعنايَة حتّى قال بحاجبٍ مَرفوع
- انها فُرصتك الاخيرَة بأن تترُك يَد الفتاة ، و تُزيل عَدساتك التنكريَة لانهُ ان وَصلت السيدة جُيون سَتكونُ مَقبرتك حَفل تتويجك ..!
كان يَتحدثُ بالكوريَة لذلك لم تكُن اليوت تَفهمُ حَرفًا ، نَظرت في اتجاهِ زَوجِها الذي ابتَسم قبل ان يَضع يدهُ بداخل جَيبه قائِلاً بِهُدوء
- اُشبهه لهذا الحَد ؟
لم يكُن يَقتنع الرَجُل بالشَبه اطلاقًا ، بل اصرارَهُ بأن الوزير يَفتعلُ بالجَميع مقلبًا كان قَويًا للغايَة حيثُ قال بهُدوء
- انها احَد مقالبك السخيفَة جُيون ..! كَفاك عبثًا ، اكبر و اعقَل انك اربعينيّ ، انها حفلُ ضَخم يَضمّ كبار شخصيات العالَم ..!
ابتَسم السفيرُ اكثَر ثُمّ اخَفض بصرهُ الي اليوت التي لم تكُن تَفهم حرفًا ، لكنها كانت تُنصِت بهدوء قبل ان تَدخل قائِلَة
- لابد من انك جَيكوب صحيح ؟ مُساعد الوزير
حَدق جيكوب بها بحاجبٍ مَرفوع ، كان يَودّ جَذب السفير مِنها و ابعاد ذلك التواصل الذي تَصنعهُ هي بِتشبثها به لَكنهُ حافَظ على هُدوءه قائِلاً
- من تكونين انتِ ؟
احسَت بِنَوع من الاهانَة حينَما لم يَتعرف عليها ، لَكن زَوجها تولّى مُهمَة التعريف عنها مُتحدِثًا
- هذه زَوجتي ، لورد إليوت
قَضم جيكوب وَجنتهُ من الداخِل و قبل ان ينطِق بعدما طَفح كيلهُ و دَه اتصال ، قام بالضَغط على سماعته التي كَشفت لهُ عن صَوت الوزير الهادِئ
- جيكوب هل وَصل كُل الضُيوف ؟
عَقد جيكوب حواجِبه بشدّة و هو يَستمع الي صَوت الوزير حيثُ قال باستِنكار
- من تكون انت ؟
نَظر في اتجاه اللورد و هو يُخاطب الوزير الذي دَفع بحاجبه و هو بجوار زَوجته في سيارتِه التي على وَشك الوصولِ الي موقع الحَدث
- جيكوب هل انت بِخَير ؟
دلّك جَيكوب جَبينهُ قبل ان يَنطِق بهدوء
- كم مرة اخبرتُك ان المقالب لا تُفتعل في اوقاتٍ مهمَة كهذِه ؟
عَقد الوزير حواجِبه مُستغربًا ثُمّ نَظر الي زوجته التي كانَت تُسرح شعر طِفلها ذا العامِين بعدَما افسَدهُ للمرَة الألف ، كان من الواضِح انها غاضِبَة لكنها تتسترُ على انزعاجِها بابتسامتِها الصغيرَة
- جيكوب اخبرتُك ان اعصابك تالفَة ! انا في الطريق ، سادخلُ من البوابة الخلفيَة حسنًا ؟ الي اللقاء
فَصل الخَط و تَرك مُساعده في حِيرته ، صغّر جيكوب عيناهُ و هو يُناظر السفير بِشَك اذ اقتَرب يهمسُ لهُ
- ان اتضَح ان هذا احد مقالبك ، و ان المُكالمة مجرد تَسجيل صوتيّ ، ساقتلُك انا بدلاً من سويون
استَغرب السَفير كيف بإمكان مُساعد ان يُكلم سيدَهُ بهذه الطريقَة ! اذ انهُ سيقتلُ اوليڤر في الحالِ بِمُجَرد ان يفكر و لو عن طريق الخطأ بالمُزاح معهُ هكذا
سَكت و لم يُرد افتعال المَشاكل ، بل تجاوزهُ مع اليوت التي قالت باستِغراب
- هل تعرفهُ ؟ يَتحدثُ بنبرَة غريبَة
طالَعها السفيرُ بابتِسامة اذ قال
- نحنُ الكوريون نندمجُ سريعًا مع بعضنا
كان هُنالك كراسٍ شاغرَة جَلس كِليهما عَليها ، النَظرات المُوجهَة نحوهُ تجعلهُ يزفر بثقلٍ قبل ان يُخرِج هاتفه الذي اهتَز من جَيبه ، وَجد اشعارًا من ماريسا لذلك تَحمحم و طالع زَوجته قائِلاً
- ساذهبُ للحمامِ و اعود
قامَت بالايماء و استَقامت هي لالتقاط الصُور حينما طلب احَد المراسلين مِنها ذلك . مَشا في اتجاه المدخل للمبنى و حينما دَلفهُ عبر احد الممرات المُؤدية الي دورات المياه ، وقف قُبالتها و دَخل على الاشعار الذي بعثتهُ ماريسا
كان فيديو صَورتهُ لابنتهما التي اغرَقت نفسها بالصلصة ، تَبسم بذون ارادتهُ و عَض على شفتهُ من لطافتها ، يَتمنى بشدَة اقتلاع انفها ذاك من مَطرحه لشدة حُبه لَها
صَحيح انها تُشبهه ، لكنها تمتلكُ بعضًا من مَلامح اُمها ، كَرسمةِ الوَجه و الانف المُستَقيم خاصَتُها ، عُيونها تُشبهه و شِفاهها الصغيرَة ، لَكنها مُنتفخَة اكثر منهُ
ابتَسم بِحُب و من شدة اندماجه مع الشاشَة لم يَنتبه لتلك الصبيّة الشابَة و هي تَحمل طِفلها بينما تقتربُ منه بغضَب
رَفع عيناهُ اليها بعدَما سمعها تنطقُ بانزِعاج لم تستطع كَبحه
- امسك طِفلك ، لقد فقدتُ اعصابي بحق
مَدت الصغير اليه و هو في حالَة صدمَة من الطِفل الذي يُشبهه ، تبًا ! كم طِفلاً يمتلكُ من النساءِ و هو لا يَعلم ..؟
فَرق بين شَفتاهُ مَصدومًا و لِكَونها قَدمت الصغير الباكي لهُ ، حَملهُ كيّ يُسكته لِكَون نُقطَة ضعفه بكاء الاطفال
كان سيتحَدثُ لَكن عصبيَة الصبيَة التي امامهُ منعتهُ من التفوه بِحَرف لانها انفجَرت به تقولُ بانفعال
- لا اصدق اني غيرتُ لهً ملابسه للمرة العاشرَة لليوم ، انهُ يستمر بافساد هيئته التي جاهدتُ لجعلها مثاليَة ، عقلي سيتوقفُ عن العَمل ، جد حلاً لابنك لاني ساقتلهُ اُقسم ، اذهب و اجلب لهُ ام اخرَى
صاحَت بِمن رَمش مُندهشًا قبل التَحديق في الطِفل الذي يَتشبثُ به ، عاود النظر في الفتاة التي اشارَت على فُستانها المُلطخِ بالحَليب مُتابعَة
- لم يَكتفي بافساد هيئتهُ ، بل سكب عليّ الحليب كذلك ..!
تبًا لك و لنطافك الذي انجَبت ديناصورًا لا يَركح
صُعِق من كَلامها الذي جَعلهُ ينطق فورًا
- اسمَعي يا اُستاذَة ..
قاطَعتهُ فورًا بانزِعاج
- استاذَة ؟ انا تَقول لي استاذَة ؟
اشارَت على نَفسها فَوجدتهُ يِومئ ، اقتربَت لتمسكهُ من ياقته و تُوبخه لكنهُ تراجَع الي الخَلف مسرعًا يصنعُ بينهُما مسافَة آمنَة
- جُيون ساقتلعُ عينيك حالاً ..!
ثمّ لما تلبسُ عدسات ؟ انها ليسَت عوائدك
انزعها فورًا ..!!
دَفع حاجبه مُستنكِرًا اذ نَطق بضيق
- اولاً لستُ جُيون ، ثانيًا لستُ البس عَدسات
و هذا الطفلُ ليس لي
قَدم جونسان اليها تَحت دهشَة الصُغرى التي قالت بعدمِ تَصديق
- هل تنكُر ابنك لانك ستصبح رئيس مجلس الوزراء؟
الم نعُد نملئ عينيك حضرَة الوزير ؟
دَفع حاجبه مُستنكرًا يراها مَسكت ابنها و على وَشك خلق شِجار مَعهُ لولم تَدخل زَوجته التي جائت تسيرُ في اتجاهه قائِلَة
- حَبيبي لما تاخرَت ؟
وَجهت الصبيَة عينيها العَسلية التي تِلك الشَقراء التي التَصقت بالآسيويّ و احتَضنت خَصرهُ تمامًا كما فعلُ هو باحاطَة وسطها و ضَمها اليه
- كنتُ قادِم حَبيبتي
قال لها مُبتسِمًا ثُمّ طالَع الصبيَة التي سألت مُنصدِمَة
- م..من تك..تكونين انتِ ؟
حَدقت اليوت بِها قبل ان تَبتسِم بلُطف
- اوه ! لابد انكِ سويون !
لم تُجبها عَسلية الاعيُن التي انزَلت ابنها يسيرُ على اقدامِه و ظَلت تُراقبها و هي تُتابع بينَما تمسحُ على خَصر السفير قائِلَة
- انا زَوجته ..!
وَسعت سويون عَينيها بِصدمَة قبل ان تُطالع اللورد مُتحدثَة بعدمِ تَصديق
- م..ماذا ؟ ت..تزوجت ع..عليّ
شق..شقراء ؟
كانَت على وَشك السُقوط من طُولها لَكن اليوت سارعَت بالتدخل قائِلَة
- ك..كلا ، انت فهمتِ الموضوع خ..
وسَعت عينيها ما ان داهَمتها سويون مُسرعَة تُمسِك بشعرها الاشقَر بِعُنفٍ مُتحدثَة بغضبٍ عارِم
- ايتها الساقطَة العاهرَة ، الا تَخجلين تتزوجين من رَجُل مُتزوج و لَديه طِفل ؟ اين كَرامتكِ ايتها اللقيطَة
شَهق اللورد الذي سارَع بالتَدخُل مُحاولاً ابعاد سويون عَن زَوجتهُ بقدر استِطاعته ، لم يكُن يظن ان جَسدًا ضئيلاً قصير الحجم كخاصَة عسلية الاعيُن يُمكن ان يَمتلك قبضَة قويّة كَهذه
- هل فقدتِ صوابكِ يا هذِه ؟ اترُكِ زوجتي حالاً
صاح بِها و هو يُحاول بقدر استِطاعته ابعاد سويون التي تَركتها بعدما اقتَلعت خُصلاتٍ من شَعرِها ، رَفعت عينيها العسلية نَحوهُ و كانَت على وَشك صَفعه لولم تَدخل اليوت بِدفعها الي الخَلف مُتحدثَة بغضبٍ عارم
- اياكِ و لَمس زَوجي ! الزمِ حَدكِ
كان شَعرُها في حالةٍ يُرثَى لها ، رَتبتهُ تُطالع الصُغرى التي نَطقت باندفاعٍ مُهسهسَة
- و لكِ عين تتحدثِ ايتها الوقحَة ..!
سراقَة الرِجال
رَفعت اليوت يَدِها حتى تَصفعُ سويون ردًا على تهجُمها عَليها ، لَولم تَسمع نَبرةٍ آمِرَة تحتضِنُها حِدّة شَرِسَة وُجهت نَحوها بِقَول
- إياكِ ..!
ادارَت رأسِها في اتجاهِ مصدر الصَوت تمامًا كما فعلت سويون و السَفير يُطالعون صاحِب تلك النبرَة الذي كان واقفًا في نِهايَة الممر بِوقارَه المُتعارف عَليه
جَسدٍ مَمشوق ، ظَهوٍ مُستَقيم و اكتافٍ عَريضة ، يلبسُ بنطالاً ابيض مَع قميصٍ بذاتِ اللون ، لم يكُن يرتدي سُترَةٍ نظرًا لِكَونه لازال يَتجهزُ لاجل المُؤتمَر
شَعرهُ الكُحليّ المُختلَط بِخُصيلاتٍ من الشَيبِ زادتهُ هَيبَة ، كان يَضعُ يداهُ في بِنطاله بينَما يُراقب تلك اليَد التي تَصنمت في الهَواء قبل ان تَصِل لِوَجه صَبيته
انّهُ وَزير الدُفاع الجَويّ ، للقوات الملكيّة المُسلحَة ..!
التَفت سويون برأسِها نَحوه قَبل ان تَشهق بِقوَة و تَركض اليه مُسرعَة ، وَقفت امامهُ تُناظرهُ ثُمّ التفت براسِها تُطالع السَفير بعدمِ تَصديق
- اث..اثنين ؟
رَفعت يدِها تلتمسُ وَجه زوجِها ان كان حَقيقيًا ، ابتَسم لها بِحُب و تناول كَفها الصغير يُقابل باطنه بِرفق
- اهنالك من ازعَج فتاتي همم ؟
نبرتهُ اللينَة تلك في حُضورِها تُحوله الي عاشقٍ ولهان يعجزُ عن الابحار في امواجِ عُيونها ، يُناظِرُها كَمُعجزَة لم يُخلق مِثلُها
التَفت برأسِها للنَظر الي السفير الذي كان يَتفقدُ شعر امرأتهُ ثُمّ ناظرتهُ بعدمِ تَصديق و هي تُشير خَلفها
- ج..جيون هنالِك اث..اثنين
ابتَسم الوزيرُ اليها بلُطف ثُمّ اقتَرب يقبل جَبينها
- اعلمُ يا عُيون جُيون ، اهدئي و لا تَرتبكِ حسنًا ؟
ابتَلعت ريقها بذُعر ثُمّ قالَت
- خ..خلتُ انك خُنتني و تَزوجت عليّ شقراء لعينَة
هو يَعلمُ ان زَوجتهُ تكرهُ الشقراوات بشدّة ، ضَحك على تعابيرُها العابِسَة ليقوم باحتِضانها و المَسحِ على ظَهرِها بِلُطف
- انتِ تعرفين انهُ لا توجَد امراة بهذا الكوكب تستطيعُ ازاغة عُيوني عنكِ ، انتِ القلبُ و الروح ، العَقلُ و كُلّ ما يَحتويه من افكار ، كيف لي ان اتزوج غيرُكِ ؟
رَفع عَيناهُ السَوداء من على زَوجتهُ حَتى وَقعت بخاصتيّ اللورد الخَضراء ، كان يُخفي صَدمتهُ بجدارَة تامَة ، الشبهُ الذي بينهُما يَجعلهُ يشعُر انهُ يرى انعكاسهُ بالمرإه..!
هو ادرَك شيئًا مُهمًا
انهُ في قمَة الوسامَة على الواقع..!
ابتَعدت سويون عنهُ و رَفعت عينيها الي زوَجها الذي احتَضن خصرُها و مَشا رِفقتها في اتجاه السَفير الذي يُحاول التَخفيف من غَضب اليوت
- هِشش اليوت سنَتفاهم اهدئي
طالعتهُ الصغرَى بانزعاجٍ تام قبل ان تنطِق بغضبٍ عارم
- انا لا يُمكنني التفاهم مع تلك الوقحة قبل ان تعتذر منّي ، لقد تعدت عليّ بالضَرب جونغكوك ..!!
تَسلل الي ثُقوب انفها عِطر الوَزير الذي انتَصب واقفًا خَلفها ، فقامَت بالالتِفات اليه تُطالع زَوجتهُ المُتموضعَة في حُضنه بِحقد
لم يسبِق و ان تجرأ احَد على مَد يدهُ عليها من قبل..!
كيف استَطاعت هذه الصغيرَة ان تَمسها..؟
تبدوا كَقطَة تنحشرُ في حُضن صاحِبها
نظراتُها البريئة لا توحي ابدًا بِعُدوانيتها
هي لا تَعرفُ ان سويون تُصبحُ في قمَة الشراسَة ان تعلق الامرُ بالوَزير ، هو قلبها الذي يَضخُ الدماء في عُروقها و لن تتنازل بِه عند اي اُنثى مَهما كانَت
كُل من الوَزير و السَفير يُناظر الثانٍ بِهُدوءٍ تام ، كِليهما يُطالعان بَعضهُما دون التَفوه بِحَرف لانهما في حالَة صَدمة تامَة ، المُختلف ان اسود العَينين يعرفُ جَيدًا من يكونُ اخضرُ العُيونِ بالنسبَة اليه ، لَكن اللورد لا..!
كَيف للسنوات ان تَمضي بهذه السُرعَة؟
و تَجعلهُ يقفُ امام نُسخته ، باختلافِ الاعيُن..!
كان الوَزير سيبتسم لِلمبادرَة بالحَديث ، لَكن اليوت اندفعَت تقولُ بغضبٍ تام
- اُطالب باعتذار فوريّ ..! من زَوجتك
نَظرت في عينيّ الوَزير الذي دَفع بِحاجبه عاليًا ، تَفحص هيئتِها ثُمّ عاود التَحديق في عُيونها مُتسائِلاً بلكنته البريطانيَة الهادِئَة
- من التي تعتذرُ منكِ ؟
صَوتهُ الثَخين لم يُزعزع رَغبة اليوت الماسَة في اعتذار سويون التي ناظَرتها باستنكار ، لم تكُن تتقبل فكرة ان نُسخة زَوجها مُتزوج شَقراء..!
في داخلها تذمّ ذَوقهُ و تشعُر بغيرة قاتلَة
ليست مُشكلتها انها تغارُ على زَوجها و شَبيهه..!
- زَوجتُك
قالَت اليوت بِحاجبٍ مرفوع كخاصَة الوزير الذي ارتفع طَرف شفته ساخِرًا قبل ان يُقهقه بخفَة و يُميل رأسهُ مُستعيدًا مَلامحه الجامدَة
- زَوجتي انا لا تَعتذرُ لأيّ احَد ..!
رَفعت سويون عَينيها اليه و كانَت ستتحدَث لولَم تنطِق اليوت بِغضبٍ عارِم
- اسمَع ، ليس لِكونك وَزير تظُن ان زوجتك مَعصومَة من الخَطا
لا تَهُمني مكانتك بقدر اهتمامي بكبريائي الذي كَسرتهُ مُدللتك
قَضم الوزير وَجنتهُ من الداخِل يُحاول التمسُك بهدوءِه قبل ان يَرفع عيناهُ للسفير الذي مَسك اليوت من ذِراعها يُرجعها الي الخَلف
- ساتحدثُ انا مَعهُ اهدئي
طالعتُه اليوت بغضبٍ بعدما جَذبت ذِراعها منهُ بعنف
- كلاّ جونغكوك ، سَتُعيد لي حَقي حالاً ! و إلا ساعودُ باول طائرَة الي سويسرا و لن احضِر هذا الموتمر السَخيف
اراد السفير الحَديث لولم يَنطِق الوزير ساخِرًا بعدَما دَفع شِفاهه جانبًا
- المراة التي لا تَحترمُ زوجِها ، كَيف تُريد منها احترام غيرِها!
طالعتهُ اليوت بِغَضبٍ و كانت على وَشك ان تشتعل بِه لكن زَوجها من تَدخل بالاقترابِ منه بضع خَطواتٍ مُتحدِثًا بِحدَة
- زَوجتك تمادَت ، فلا تتمادَى انت الاخَر
بَلل الوزيرُ شَفتيه قبل ان ينطِق بابتِسامَة طفيفَة استفزت كُل من السَفير و زَوجته
- و ان تَماديت ، مالذي سَتفعلهُ ..؟
قَبض اللورد عَلى يدهُ بِقوّة ، لم يَكُن يظن ان وَجهه سيكونُ بهذا الاستفزاز و هو يَبتسم بتلك الطريقَة الباردَة ، اجتَمع كلِماته الهادِئَة حينما قال
- نحنُ رِجال ، يُفضل الا تُقحم نَفسك بامورٍ تَخُص النِساء
مَرر الوزير لِسانهُ على جِدار وَجنته الداخليّ ثُمّ قال
- بالنسبَة اليّ ، كُل ما يَخُص زَوجتي و يَمسُها ، يَمسُني انا في المَقامِ الأول
وَجه بصرهُ الي اليوت التي تحترقُ من غَضبِها ثُمّ تابَع بسُخريَة
- لحسنِ حَظكِ ان تلك اليَد لم تَلمس بشرَة زوجتي ..! و إلا كان رِسغُكِ سيُقطَع ..!
السَفيرُ مُنصدم ان هُنالك رَجُل يُقدس زَوجته اكثَر منهُ ..!
لَكِنهُ لم يَصمُت عن حَق امرأتهُ و نَطق بحدّة
- دام الامَر كذلِك ، دَعنا نَحلها سِلميًا ، فلتعتذر زَوجتُك من زَوجتي لاني اكرهُ جرجرَة المَحاكم
ميّل الوزير رأسهُ بعدَما نَظر اليه قبل ان ينطِق بسُخريَة
- تُهددني ؟
ابتسَم اللورد بهُدوء ثُمّ هَتف بوتيرَة جامدَة
- ذَكاءُك لا يُستهان بِه
ضَحك الوزيرُ بخفّة قبل ان ينطِق بعدَما بلل شِفاهه بريقه
- ليتك امتلكت القليل منهُ ، لِتفهم ان الدُخول في معركَة مَعي ، ستخرُج منهُ باكثرِ الخسائِر المُمكنَة
السفير بدأ يتأكُد ان كَلام زَوجتهُ حيال غرور الوَزيرِ و غطرستهُ حَقيقيًا ، رَمقهُ بِنَظراتٍ ساخِطَة قبل ان يدنوا منهُ مُهسهسًا
- لنتقابل في المَحاكم اذًا ..!
اخَفض عيناهُ الحادَة الي سويون التي تُطالعهُ بهدوء قبل ان يُمسك بيد زَوجتهُ يجُرها وراءهُ بعدَما تجاوز الوَزير الذي سمع امراتهُ تنطقُ معاتبَة
- جيون لما لم تَترُكني اعتذر ! كنتُ سافعلُ ذلك
حَدق الوزير بظهر السَفير مُبتسِمًا قبل ان يُخفض بَصرهُ الي صغيرتِه مُجيبًا بلُطف
- اُريد العَبث معهً قليلا
حَدقت به بِعتابٍ شَديد فَوجدتهُ يُمسك بذقنها يُلاطفها برقّة
- لا تَخافي ، انا لن اُؤذيه ، فقط اُيد اللعب ..!
تابَع بعدما ضَحك بخفَة
- ثُمّ الي هذه الدرجة تغارين عليّ ؟ اقتلعتِ رأسها يافتاة ..!
مَسكت بِقَميصه بعُبوسٍ لتومِئ لهُ قائِلَة
- اكثرُ مما يتصورُ عقلك ، كنتُ ساقتُلها
ابتسَم على غيرتِها و كان على وَشك تَقبيلها لولم يَسمع صَوت ابنتهُ الكُبرَى و هي تسيرُ ناحيتهُ قائِلَة بصدمَة
- ابي لقد رأيتُ ابي و هو يَجُر فتاة شقراء معهُ الي الخارِج
رَفع الوزير عينيه الي ابنتِه التي تُشير وراءها بِصدمَة قبل ان ينطِق بهُدوء
- ساشرحُ لكِ كُل شَئ
•••
دَخل الي الفُندق و الغَضب يَعتريه بَعد الموقف الذي جَرى لهُ مَع الوَزير ، طالَع زوجته التي رَمت حَقيبتها فوق السرير مُتحدثَة بانفِعال
- اخبرتُك انهُ مُتغطرسٍ و مغرور لم تُصدقني
هل رأيت بعينيك كيف عاملنا كما لو اننا حُثالة؟
قام اللورد بالمَسح على وَجهه من الغَضبِ و هو يُحاول السيطرَة على انفاسه المُهتاجة يَسمع زَوجتهُ تُواصل باندِفاع
- يَظنُ ان قُوتَه لا تُقهَر ، من يعتقدُ نفسهُ هذا ؟
لا افهمُ لما هو مَغرور ؟ ان كان على شَكلهُ
فانت اوسم منهُ ، عيونَك خَضراء على الاقل
ليس كخاصتهُ ، تعكسُ سوال قلبِه
يَتفهم غضبها الشَديد لِكون زَوجة الوزير لم تُقصر باقتلاعِ شعرِها ، لذلك اقتَرب مِنها يحتضِنها لتهدأتها قائِلاً
- هشش اهدئي ، ساستعيدُ حَقكِ ، لا تَخافي
مَسح على طولِ ظهرِها يُواسيها ، بادلتهُ العناقُ قائِلَة بغيضٍ واضح
- تلك المُدللة اللعينَة ، لم اكُن اطيقها اساسًا منذ ان رايتُها على التلفاز ، تَظن انّ العالَم بِصفها فقط لان زَوجها الوَزير !
ابتَعدت عن زَوجِها لِتناظره بجديَة
- اجلب لي حَقي منها جونغكوك ، اُريدُ رؤيتها مُهانَة و هي تعتذر لي
مَسح على وَجنتها بلُطفٍ قبل ان يُقبل جَبينها مومِئًا
- حسنًا يا شَقرائي الجَميلة ، ساجعلها تعتذرُ لكِ همم؟
ما عاشَت من تَمُد يدها عليكِ يا رُوحي
دَخلت في حُضنه من جَديد و الغَضبُ ينهشها ، ترغبُ بشدّة العودَة بالزَمن الي ذلك الموقف حتّى تُبرحها ضربًا للانتقام
تَنهدت بِخفَة ثُمّ ابتعدت عنهُ قائِلَة
- سادخلُ استحم ، فروة رأسي تؤلمني
اومَئ لها ايجابًا قبل ان تبتعد عنهُ و تدلف الي دورة المياه ، اخرَج هاتفهُ من جَيبه و اتصل على مُساعده مُتحدثًا
- اوليڤر ، احتاجك في خِدمَة
اتتهُ همهمَة مُساعدهُ بالطاعَة قبل ان يَنطِق بِجُمود
- اريدك ان تَرفع دعوَة قضائِيَة على وزير القُوات الجويّة البريطانيّ !
كان اوليڤر يقودُ اتجاه بيتِه ، و من صَدمة ما سَمعهُ اوقف سيارتهُ في مُنتصف الشارِع مُندهشًا
- م..ماذا ؟ دعوَة على من ؟
خَرج السفيرُ الي الشُرفة المُطلَة على لُندن مُؤكدًا
- على جُيون
ابتَلع اوليڤر ريقهُ متحدثًا بِتوتر بعدَما احدَث ازدحامًا مروريًا ، قاد بسيارتِه الي طرف الشارِع و رَكن هناك قائِلاً
- سيدي ، اتدرُك اسم من ذَكرت ..؟
الدعوة لن تَصل الي المحاكم اساسًا..!
انها تحملُ اسم جُيون حَد ذاته..!!!
غَضب السَفير اكثرُ و لَكم بقبضتِه على سُورِ الشرفَة قائِلاً
- اذًا ارفعها باسم زَوجته ، انها من عامَة الشَعب
لم يستطِع اوليڤر فَهم السَبب ، لَكنهُ قال كَنصيحَة الي سيدِه
- سيدي رجاءًا تَريث ، انت جَديد في مَجال السياسَة لا يُمكنك خَلق عدو لَك منذ البدايَة ! و ليس اي عَدو ، بل رَئيس مجلس الوزراء الجَديد ..! ليس لصالحك ان تُعادي جُيون اطلاقًا ، بل عليك التقرُب منهُ بدلاً
قَضم السَفير شفتهُ مُغتاضًا اذ هَسهس بانزِعاج
- انت تُريد مني ان اُنافقه و اتقربُ منه بهدف المَصلحة ؟
من يكونُ هو اساسًا ؟ زَوجتهُ اهانت زَوجتي و تُريدني ان اصمُت ؟
اخبرتُك عليك بِرفع الدعوَة حالاً ، و حَقي سيعود عاجلاً ام اجلاً
دلّك اوليڤر جَبهتهُ قبل ان يُهمهم مُطيعًا الي سيدِه
- حسنًا سيدي ، تحت امرِك
اغلَق الهاتف يُطالع انعكاسهُ بالمرآه الاماميَة الي سيارتِه مُتمتمًا
- ماذا ان ارسل لي الوزير مُساعده ؟
لا املكُ رَغبة في خوض نقاش مع جَيكوب اطلاقًا ..!
شكلهُ لا يُبشر بالخَير ، يبدوا كَزعيم مافيا
تَنهد قبل ان يُبعثر شَعرهُ و يُنفذ ما طلبهُ سيدهُ منهُ
•••
بعدَما خرجَت زوجتهُ من الحَمام ، اراد هو الاستِحمام كذلك للتخَفيف من الضغط الذي يُخالجه لِذلك ازال قَميصهُ يُطالع اليوت المُنزعجَة
يشعُر بالسوءِ ناحِيتها لكنهُ يجَزم انّهُ سيستعيدُ حقها..!
لذلك اقتَرب يُمسك بِذقنها للانخفاضِ و تَقبيل شَفتيها بلُطف
- لا تَغضبي يا رُوحي ، زوجكِ هُنا همم ؟
حَدقت في عينيه بِصَمت ثُمّ اكتَفت بالايماء ، اغمَضت عينيها حينَما انخَفض لِتَقبيل جَبينها ثُمّ مَشت في اتجاهِ الفراش ما ان دَخل هو الي الحَمام يغتسل
جَلست على السَرير تُفكِر بشُرود قبل ان تُوجه بصرِها ناحية شاشَة هاتف زوجها التي ومضت ، اقتَربت تنتشلهُ بهدوء ثُمَ فَتحتهُ لمراقبة ذلك الاشعار الذي وصلهُ من تطبيقِ الواتساب
فَتحت كلمَة المُرور لانها تعرُفها ثمّ دَخلت على التَطبيقِ لتقابلها محادثة برقمٍ غير مُسجَل ، دَخلت عليها فقابلَها فيديو قد اُرسِل حديثًا مع رِسالَة نصيّة مكتوب فيها
- انها تَبكي منذ الصَباح ، تُريدك بالقُرب مِنها
ابتَلعت ريقِها قبل ان تَنقر على الفيديو فَظهرت لها طِفلَة صغيرَة تُشبه زَوجها الي حَدٍ كَبير ..!!
من تكونُ هذِه الطِفلَة ؟
مُستَحيل ..! انها ابنتهُ
ام انّــهــا ، كَــذَلِــك ..؟
•••
5740 ✔️
هلاو ، وحشتوني يا حُلوين ♥️
اخباركم عامَةً ..؟
كيف اجواء الفصل معاكم ..؟
الفصل المُنتظر حرفيًا
لقاء الوزير و السفير 🔥
توقعتوا ان زوجة الوزير ممكم تضرب اليوت؟
طبعا يلي قرأ هازبند يعرف قد ايش سويون غيورة 😭
مش محتاجين تعرفوا شخصيتها ، بس هي حرفيًا مدللة زوجها
يلي يضحكني ، انها تغار عليه و على شبيهه
سويون عندها فوبيا من الشقراوات لذلك تحسست من اليوت زيادة
لو بايدها كان طلقتها منه عادي 😭😭
حبيتوا تصرفها لما هجمت عليها؟
اسمعوا سويون بنتي ، و بنتي متغلطش 😡😡
امزح ترا تصرفها غلط اكيد
بس انا مع سويون ظالمة او مظلومة 😌
عمومًا ، تتوقعون فعلاً السفير هيرفع قضية على سويون؟
و شنو هيكون مصير علاقته بالوزير بعد خلاف زوجاتهم؟
السفير يكون في امام الله حتى كل مرة تظهر له وحدة تقوله هذي بنتك ، هذا ابنك 😭😭😂😂
انهرتتت بدي الجزئية
اكثر موقف عجبكم ..؟
شنو تتوقعون من القادم..؟
حماسكم للفصول الجاية؟ 🔥
2800 تصويت
5000 تعليق
فصل جَديد ✔️
انتم قَدها يا جَيشي 🔥
اراكم في الفصل الجاي ان شاء الله
الي اللقاء 🫶🏻
.
.
.
سويون زَوجة الوزير 🫶🏻
ماريسا 🤏🏻♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top