Our child | 10

THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD

اهلاً بكم في الفَصل العاشِر 🍂

لنبدأ 🐻

•••

حينَما فَتح باب البَيتِ و بَين مُتناولِ اصابِعه وَرقَة تُثبِت انّهُ والِد طفلٍ من امرأة غَير التي تقفُ قُبالتَهُ تُطالِعهُ بِخَيبَة ، اُصيبَ بالهَلعِ حَدّ التَعرُق

جَفّ اللُعاب في ريقِه يَكادُ يَعجز عن الحفاظِ على هُدوءِ مَلامحه التي زَعزعَتها سُؤالُ زَوجتهُ بِتلك النَبرة المَليئَة بالخُذلان

- الم تُسافِر يا حَضرة السفير ؟

كَيف سيُبرر مَوقِفَه ..؟
كُلّ الاعذارِ لن تُغطي على كِذبته التي تَم كَشفها بابشَعِ الطُرقِ المُمكنَة
اذ كَيف سيَتعاملُ مع الوَضع و بالداخل ، تتواجَد ابنتهُ مع اُمها..!

خَفق قَلبهُ بِصَخب حتّى اصبَح عاجِزًا عن الكَلام ، رأى اليوت تَقترِبُ منهُ و تَقومُ بِدفعه من صَدرِه حتّى ارتَد الي الخلفِ يَسمعها تنطِقُ بنبرَةٍ حادَة

- دَعني ادخُل و ارَى بيتك الذي فَضلتهُ على القُدوم الي يَوم ميلادي..!

ازاحَتهُ عن طريقِها و حينَما اعطتهُ بِظهرها ، سارَع بتخبئَة الورقَة في جَيبه و اللحاقِ بها يُمسِك بِعضدها كيّ يَمنعها من المُواصلَة الي الصالَة و رؤيَة ماريسا مَع رَسيل هُناك

سيُحاول ، مَنع الكارثَة بالحُدوث..!
لانّهُ يَعلم أن زَوجته ، لَن تسكُت اطلاقًا ان رأتهُ بِجوار امرأة غَيرُها

- اليوت انتَظري ، دَعينا نتحَدث

سَحبت ذِراعها منهُ قَبل ان تلتفِت اليه تُناظِرَهُ و الشَرارُ يتطايرُ من عُيونِها الزَرقاء ، كانَت تشعُر بِخَيبَةٍ من الامل لا توصَف..!

لِذا قامَت بالتَعبير عنها حينَما دَفعتهُ من صَدرِه تُخاطِبهُ بغصّة

- بما سَنتحدث؟ سَنتحدث عن كَذبك عليّ و امتناعك عن حُضور حَفل يوم ميلادي لاجلِ الاختباء كالجبانِ هُنا ؟

كان صَوتُها العالي يُسمِع اذان ماريسا الجالِسَة في الصالَة و في مُتناول حُضنِها ابنتِها ، احسَت بالارتباكِ لوجودِ زَوجة اللورد في الجِوار لِذلك استَقامت تَبحثُ عن مَنفذٍ للهُروب

في الوَقتِ ذاته ، كان اللورد يُشاهِد عُيون زَوجتِه التي امتَلئت بالدُموعِ بعدَما اخرجَت حِرقتها بِه حينَما مَسكتهُ من ياقَته تَجُره نَحوها

- مالذي جِئت تَفعلهُ بهذا البَيت المُنعزل؟ هل تقومُ بخيانتي مع احداهن ؟ اعترِف ..!

وسّع عَينيه اذ سارَع بالنَفي بِرأسِه يَطرُد تلك الافكارِ السَوداء من مُخيلتِها حينَما قال هامِسًا بلُطف

- كيف استطيعُ خِيانتكِ و انا لا ارَى غَيرُكِ ..؟

رُغم نَظرةِ الصِدق في عَينيه ، لَكِنّ قلبُها مَليئ بالشُكوك التي تَجعلُها تُناظِره بِخَيبة قَسمتهُ الي قِطعٍ تَسببت في جُرحِه

- لِما ؟ كَذبت عليّ بأنَك سافَرت؟
و ها انت ذا في بَيتٍ مُنعزل لِوَحدك؟
تَستعملُ بطاقتك التي اشتريت بِها اغراضًا نسائِيَة..!

كانَت تُراقِب بالفعل حِساباتَهُ و تَعرِف اينَما يَضعُ مالَهُ بالقِرش ، و ذَلك جَعلهُ في الوَقت الراهن يُدرِك كَم هو غَبيّ حينما قام باستِخدام بطاقته المَصرِفيَة

لا يَستطيعُ الكَذِب عليها ، هو لا يُريد ان تَدخُل بينهُما فَجوة قَد تجعلُ عِلاقتهُما اسَوء ، فَهي بالفِعل حاليًا غَير مُستقرَة

دُموعها التي في عُيونِها جَعلتهُ ضعيفًا كُليًا امامَها ، خُصوصًا ان صَوتها كان مَهزوزًا حينَما ضَربتهُ من صَدرِه و نَطقت بِمرارَة

- من هي تِلك الساقِطَة التي تخونني مَعها ؟ هل هي اجمَلُ مني ؟ اتحبك اكثَر مما اُحبك ؟ قُل لي مالذي بِها يَتجاوزُني؟

كَيف يُمكنها ان تَصِف احداهُنّ بأنّها اجمَل مِنها و هي احلَى ما ابصَرت عَيناه ..! افقدَت صَوابِها؟

لا شَئ يُمكنه ان يُخمِد نيرانِها سِوا حُضنِه حينَما قدم بِسَحبها من ذِراعها و دَفنها في مُنتَصف اذرُعه يُحيطها بيداهُ حتى يُوبِخها بالقُرب من اُذنِها قائِلاً

- كَيف يُمكنكِ قَول كُل هذه التراهات بِبساطَة؟ لِما تَستمرين بِجَعل حُبي لكِ سَخيف امام خاصتِك و انتِ تَعرفين كَم ابذل مَجهودًا كيّ نَستمر سَويًا

دَفنت رأسِها في مُنتَصف صَدرِه و لأولّ مرَة احسَت بالضُعفِ و بَكت ، بَكت في حُضنِه بعدَما تَشبثت بِملابِسه و دُموعها لا تَنكف عن الانقِطاع

- غَير صَحيح ، انت تَجعلُني اشعُر بعدمِ الآمان ، حينَما تَغضب و تَقومُ بِتهديدي انك سَتُطلُقني ، رُغم انك تَعرِف تمامًا ما مَررت بِه قَبلك

ذَلِك صَحيح ، زَوجُها حينَما تشتّد النقاشاتِ بينهُما احيانًا ، يُهددها بالانفِصال لانّهُ لم يَعُد يُطيقها آن ذاك..! لَكِن حينَما تَعودُ المياهُ الي مَجاريها يَتناسى فكرَة الطلاقِ كُليًا و يُرغمه حُبه اليها للعودَة

و لِكَونها امراَة عانَت من تَجربَة فاشِلَة سابقًا أدَت الي تَحطيمِها و بَني شَخصيَة جديدَة مِنها كُليًا ، فَكلامَهُ اثناء غَضبِه يُزعزع شُعورِها بالآمانِ مَعه

هي لا تُريد خَسارتهُ اطلاقًا ، تُحِبه و تُحب حُبه اليها
تُحِب الطريقَة التي يُشعِرُها فيها انّها اغلَى ما يَملِك في هَذا الكَون

لَكِنه يَمتلك بِضع عُيوبٍ تُشوِه هذا الحُب بينهُما
تمامًا كمَا هي تَمتلِك ، فَكليهما ليسَ مِثالِيًا

احَس بالذَنبِ يَتضاعفُ بداخِله حينَما سَمع بُكائِها و انهيارِها بين يَداه ، زَوجتهُ ليسَت بِهَذا الضُعفِ اطلاقًا ، مَهما تعقَدت الامور بينهُما ، فهي الطَرف الاكثر حِكمَة في التَصرُف و التعامُل مع المَشاكِل التي غالِبًا تَجعلهُ هو يفقدُ صَوابه

مَسح على شَعرِها القَصيرُ طوليًا يُحاول جَمع كَلِماته لِمُواساتِها و حينَما فَعل ، خَرج صَوتهُ مَهزوزًا كَمِثلها و امتَلئت اعيُنه بالدُموع

- تَوقفي عن قَسمِ قلبي ..! اليوت مابكِ ؟ الهذه الدرَجة ابدوا كَرجُلٍ خائِن ؟

لَم تَدمع عَيناهُ إلا و قَد باغَثهُ ذَلِك الشُعور السَئ ، حينَما تذكَر ان لَديه ابنَة من امرأة غير التي في حُضنِه ، اذًا شُكوك امرأته صَحيحَة ، هو خائِن..!

مالذي يُفسِر قُدوم تِلك الطِفلَة ، إلا قَضاءِه ليلَة مَع غير زَوجته..؟
مَنطقيًا ، الطريقَة الصحيحَة لانجابِ طِفل هي هَذِه

يشعُر انّهُ ابشَعُ خَلق الله و اكثَرهُم قَذارَة ، ليسَ لديه وَجه لِمُقابلَة زَوجته او حَتى النَظر في عينيها ، خُصوصًا انّهُ لا يَذكر الطريقَة التي خانَها فيها

رُبما كان ثَمِلاً آن ذاك و لم يُدرَك ما فَعلهُ ..!
كُل شَئٍ وارِد

ابتَعدت اليوت عن حُضنِه و الدُموع تُغرِقُ وَجهها و تَحرِقُ عيونِها المُحمرَة ، قامَت بِضربه على كَتفه و قالَت بِصَوتٍ مُهتَز

- لن اُسامحك اطلاقًا لانَك جعلتني ابكي بِهذه الطريقَة ، مالذي فَعلته بي ؟ لما تَستمر جَعلي مَهووسَة بِك بِهَذا الشَكل ؟

رأت دِموعه في عَينيه لِذلك تَطوعت لِمسحها بيديها تَنتظرُ منهُ جوابًا مُقنعًا يَقتُل شُكوكِها التي تُشوِه حُبها لهُ اكثَر

الحُب كَجنينٍ ، يُخلَقُ بالقَلبِ الحاضِن للمشاعِر كالرَحمِ
انّ تَسمَمت تِلك المَشاعِر بالداخِل ، فبلا شَكٍ سَتولُد احاسيس مُشوهَة

تِلك الاحاسيس ، لَن تُعجِب كِليهما نهائِيًا
خُصوصًا ، هُو

- لم استطِع ان احمِل طِفلك في رَحمي ، لكنّي احملك انت في قَلبي ..!

قالَت و هي تُشيرُ على قلبِها امام اعيُن مَن اغمَض عيناهُ يُحاوِل استعادَة اتزانِه ، هو لازال في مَرحلة صَدمتِه بعد اجراءِ تلك التَحاليل ، لازالَ غير قادِر على استجماعِ شِتاته و خَوض نِقاشٍ حَساس كَهذا

- اليوت ارجوكِ ، انا لستُ قادر عَلى النِقاش حالِيًا

تَحدث بِصَريح العبارَة بعدَما احس بالضَغطِ في مُنتَصف عقلِه من كمّية تراكُم الافكارِ السامَة من كُل صَوبٍ تُهاجمَهُ دون انقِطاع

كانَت على وَشك الحَديث ، لَكن صَوت بُكاء طِفلَة شتت تَفكيرُها و زعزع كيان اللورد مَعها ..!

صَوتُ الطِفلَة و هي تَقولُ

- اب..ابابا

جَعل اليوت تَقطبُ حواجِبها بِشدّة..!

ابتَلع اللورد ريقَهُ فعُقدَة حواجِب زَوجتهُ و نَظراتِها المُبهمَة جَعلتهُ يَتوتر ، لم تُطل مَعهُ الوقوف و التَفت للدُخول الي عُمقِ البَيت تكتشِفهُ بينَما تقبِضُ اصابِعها

قامَ باللحاقِ بها و قلبهُ يكادُ ينفجرُ من صَخبه ، كان خائِفًا ان تُواجه ماريسا بِذلك الاندِفاع ، و ترى بين يَديها طِفلَة نُسخَة طبق الاصلِ منهُ

حتى عُيونِها ، خَضراء كَمِثله

- اليوت انتَظري

مَسكها من رِسغها يُحاول ايقافِها لَكنها دَفعتهُ و نَفضت قبضتهُ تُخاطِبَهُ بَحزم

- لا تَتدَخل

مَضت في طَريقِها الي الداخِل و بِمُجَرد أن انتَصبت في مُنتَصفِ الصالَة ، لَحِقها و هو يُحاول ايجاد تَبريراتٍ تُنقذه من مأزِقه اذ قال مُحاولاً نَيل اهتِمامها

- سافسر لكِ ، انتَظري

لَم تَسمعهُ و ما قَابلها عند دُخولها شاشَة التلفاز التي كانَت تضمّ فيلمًا كان السَبب في ظُهورِ صَوت الطِفلَة الباكيَة تِلك ، عَقدت حواجبها لِترفع عينيها الي زَوجِها الذي كان مَصدومًا و هو يَلتفتُ حَوله

البَيتُ كان خالِيًا ..! و مالفت انتِباههُ الباب الزُجاجيّ المَفتوح الذي كان يَطلّ على الحَديقة الخَلفية للمَنزِل ، بِلا شَك كان مَهرب ماريسا مَع صغيرتِها

تَنفس الصَعداء بعدَما خَرج من وَرطته مَع زَوجته ، لَكنهُ كان في قِمَة قَلِقه لِمُجَرد فكرَة مُغادرَة الشابَة مع طِفلتها بِمثل هذا الوَقتِ من الليل..!

المَكان مَقطوع كُليًا ، و الحَيوانات المُفترِسَة مَنشأها وِسط تلك الغاباتِ التي تُحيط بَيته المَعزول ، قد يُصيبُ طِفلته مَكروه..!

ارتبَك و كان ذَلِك واضِحًا على رَجفةِ يداهُ التي قامَ بارجاعِ شَعرِه الي الخَلفِ بها ، تَركتهُ زَوجتهُ و مَشت تبحثُ وِسط ارجاءِ البَيت بأكملِه و حينَما لم تَجِد عادَت من جَديد للانتِصابِ امامَه تُناظِرَهُ بِهدوء

- احتاجُ تَفسيرًا

صَمتهُ الشَديد لم يكُن لِصالحه البتّة ، هي رَمت حَقيبتها من فوق كَتفها و اقتَربت منهُ تُمسِكه من ياقتِه كيّ تُخفضهُ الي مُستواها و عُيونِها تكادُ تَحرقه من شدّة اشتِعالها لفرطِ الغَضب

- قُلت انّي بِحاجَة الي التَفسير..!
مالذي جاء بِك الي هُنا ؟ بعدَما تركتني بيوم مِيلادي
همم ؟

امسَك بيديها يُبعدها عن ياقتِه ثُمّ قام بابعادِها عَنهُ مُجيبًا بهُدوء

- كنتُ بحاجَة لأن ابقى بمُفردي ، انتِ تعرفين ما أمُر به هذه الفترَة فانا لستُ مُتزن نَفسيًا كِفايَة

كان كَلامهُ حَقيقيًا ، استِقراره النَفسيّ مُتزعزع ، هو لَيس بِخَير اطلاقًا ، لكنهُ يسعَى ليكُون كَذلِك ..!

حَدق في عُيونِها الغاضِبَة يراها تَصرُخ به مُنفعلَة

- هل كُل هذا لانّي ، لا استطيعُ السَماح لك بِمُعاشرتي كُلما اردت حَضرتك ؟ منذ متى تَفكيرُك جنسيّ بهذا الشَكل جونغكوك!

صَدمتهُ باندفاعِها الذي جَعلهُ غير قادِر على اجابتِها إلا حينَما استوَعب ما قالَتهُ بعد فترةٍ من صَدمته

- ما دَخلُ هذا بِعدم اتزاني النَفسيّ ؟

ضَغطت على يَديها لِتَقوم بالاقتِراب منهُ اكثَر مُتحدثَة بِغَضب

- بلا ، لهُ عِلاقَة ، انت تُصبح بِهذا الشَكل بعد كُل مرّة ارفضُك فيها و ترفض التعامُل مَعي ، انت تَضع كبرياءك في المَقام الأول ، فوق حتّى عِلاقتنا !!

لم يَسعهُ الرَد عليها بل ظلّ صامِتًا يَسمعها تُواصِل بينَما تعتصِرُ قبضتَيها

- عَليك ان تَفهم ، اني امُر بضغوطاتٍ كَذلك ، سَواء من العَمل ، او من الاهل ، او حتّى من مَوضوع عدو قُدرتي على الانجِاب ، اشعُر بالعار اساسًا اني اسمَح لك بِمُعاشرتي هباءًا ! فرحمي غير قادِر عَلى حَملِ طِفلك

لِما تَجعلهُ يَشعُر بالسُوء من نَفسِه بهذا الشَكل ؟
كَلامُها جَعل الحُزن يَتخذُ قلبهُ الرَفيقُ الأبديّ
جَعلتهُ يلومُ نَفسهُ لِوهلَة

صَحيح ، ليس وَحدهُ من يُعاني بِسبب مُشكلَة الانجاب..!
هي كَذلك ، تتألَمُ لَكن شَخصيتها لا تَسمحُ لها باظهارِ مَشاعرها

هي عَكسهُ ، قَويّة تُجيد ضبط عواطفها جَيدًا
بينَما هو ، يسمَحُ لمشاعِره بالتَغلُب عَليه

- تَوقف عن الشُعور بأنَك الضحيَة ، لانّي كَذلك اتألم ..!
لكن ما باليد حيلَة ؟ ذهبنا للاطباء ، سافرَنا الي كُل الدُول
جَربنا كُل الطُرق ..! و النَتيجة نَفسُها ..!
مالذي عليّ فعله كيّ اُرضيك ؟

قالَت بعدما طَفح كيلُها تُطالِعهُ بِحُزنٍ يُماثل خاصتَهُ ، تُريدُه ان يشعُر بِمُعاناتِها ، التي من المَفترض ان تَكون وَصلتهُ دون ان تَتحدث اساسًا ، لانهُ زوجُها ، هو اقربُ شَخص اليها

مَسحت دُموعها التي تَسرَبت لِتُتابِع بينَما تَنظُر الي قَدميها

- تظنَ اني اشغُل نَفسي بالعَمل لاني اعشَقه ، انت لا تَعرف انهُ الطريقَة المثاليَة التي اهرُب فيها من هَذا الوَجع ، كيّ اتشتت و اُبطل التَفكير المُفرَط الذي يُفقدني صَوابي ، حتى اني اُحاول التَهرُب مِنك ، كَوني ارى نَظرات اللومِ في عُيونِك و ذَلك يَقتُلني ، انا لستُ مُذنبَة ، حاوَلت ، اُقسم اني اُحاول ، لكن فِكرَة انّهُ قد يأتي يَوم و تَترُكني كَما تَقولُ حينما تَفقدُ صَوابك ، تَجعلني اشعُر اني اقلُ من غَيري ، صَحيح لستُ اُظهر ذَلك و استمرُ باخفاء تَورم عُيوني بمُستحضرات التَجميل خاصتي ، لَكِني بَشر..!

رَفعت عَينيها اليه تُحدِق في مُنتَصف خاصَتِه الخَضراء لِتُكمل بِصَوت مَهزوز فَمشاعِرها لاولّ مرَة تَغلِبُها

- ا..انا ف.فقط اح..احبك

كانَت النُقطَة التي افاضَت الكأس بداخِل مَن اقتَرب مِنها مُسرِعًا و احتَضنها الي صَدرِه يقومُ بالمَسح عَليها بِكُل ذرَةِ حُبٍ يَمتلكها بداخله اليها

اعتَذر لها بِصادق نِيته و هو يَحجبُ دُموعه عَنها ، فخاصتُها نُقطَة ضَعفه ، قال بِنبرَةٍ مَبحوحَة

- ان..انا اسف ، انشغلتُ بِحُزني و لَم انتبه لِخاصتِك
اسِف لكِ ، انا اعرِفُ انكِ لستِ المُذنِبَة
اعترِفُ اني انانيّ

اتَكئت بِرأسِها على صَدرِه لتقوم باحتِضان خَصرِه و تَقريبه اليها باكبرِ قَدرٍ مُمكن اذ قالَت بِصوتٍ مُختنق

- اياك ان تُفكِر ان تَترُكني ، سافقدُ صَوابي من بَعدِك
انا لا شَئ بِدونك جونغكوك ، انت مَصدر قُوتي و الهامي
بِسببك ، انا انهضُ كُليومٍ فقط لاراك بِجانبي
انت لا يُمكنك ان تَتخيل الطريقة التي اُحبك فيها
انا اعشقُك اُقسم

رَفعت رأسِها تُسند ذَقنُها فَوق صَدرِه لِتنظُر الي عُيونِه

- لقد بدأتُ اخذ جَلساتٍ نَفسيَة ، كيّ استطيعُ التخلُص من بُرودي الجنسيّ و امنَح عِلاقتنا فُرصَة جديدَة للحياة ، انا اُحاول ان نُصبح بخير لِذلك ساعِدني همم؟

قام بارجاعِ شَعرِها وراء اُذنِها ليقوم بالايماء قبل الانخِفاضِ و اخَذِ شَفتيها بين خاصَتيه بَعدما هَمس قُربَهُما

- اشتُقتكِ بشدّة

احتَضنها من خَصرِها فقامَت هي بِلَف ذِراعيها حَول رَقبتهُ تُبادِله قُبلته بِحُب ، تتمَسُك بِه تَرفُض افلاتِه اطلاقًا ، فَهو من داوَى جُروحِها و نَجح في جَعل قلبِها يَنبِضُ من جَديد

كان كَطوقِ نجاةٍ مَنعها من الغَرق في سَوادِ حُزنِها و عُمقِ افكارِها
انتَشلها من قاعِ اليأسِ الي قمّة الأمَل و زَيّن الحياةُ في عُيونِها

استَغرقت قُبلتهُما وَقتًا كافِيًا لِجَعل جُزء من نيران الشَوق بينهُما تُخمَد ، و حينَما ابتَعد وَجدُها ترغبُ في استِكمال ما بَعدِها..!

لم يكُن الوَقت مُلائِمًا بتاتًا لما تُفكر بِه هي ، خُصوصًا ان بالَهُ لازال مَشغولاً عن التي غادَرت في مُنتَصفِ الليلِ مَع طِفلته ، لِذلك قام بامساكِ يديها حينما حاوَلت فَتح ازرارِ قَميصه و نَطق بِصَوت هادِئ

- سادخُل الي الحَمامِ و اعود همم ؟

استَنكرت رَغبتهُ في الدُخولِ الي الحَمام في مِثل هذا الوَقت الذي تَعتبِرهُ مُميزًا ، فليسَت على الدوامِ تنتابُها رَغبة جَسدية بِه ، لَكن رُغم ذَلك سَمحت لهُ بالذَهاب حتّى لا تُضايقَه

ابتَسم لَها ثُمّ قامَ بِسحب نَفسِه و تَوجه مُباشرَة الي الحَمام ، اغلَق الباب خَلفهُ بالمِفتاح لِيقوم بِفتح هاتِفه الذي اخرَجه من جَيبه اذ اتصَل بِمُساعده مُباشرَة

- آوليڤر ، اسمَعني جيدًا ، اذ كُنت قريبًا من سَكني تعالى بِسُرعَة ، احتاجُك ان تَبحث عن فتاةٍ شابَة عشرينيَة ، مَعها طِفلَة صغيرَة لم تتجاوز السَبع اشهُر

اوليڤر كان مَنفذهُ الوَحيد في مِثل هذا الوَقت ، اذ لا يَستطيع اطلاقًا الخُروج و تَرك زَوجتِه بعدَما رآها بِمثل تِلك الحالَة ، ذَلك قطعًا سيجَعل شُكوكها تَزداد

لِذلك ، عَليه تَدبُرِ امرِه و طَلب المُساعَدة مُباشرَة
و اوليڤر هو الخِيار المِثاليّ اذ لِحُسن حَظه انّهُ كان بالجِوار

فَصل مَعهُ الخَط و اخرج ورقَة التَحاليل من جَيبه يَقرأ ما دُون فيها بِعينين تائِهَتين ، كَيف و مَتى ؟ احقا بُرود زَوجته الجِنسيّ ساهَم بِخيانته لَها و هو فاقد وَعيه من الشُرب ..؟

كيف سَمح لنفسه ان يَكون بِهذا الضُعفِ امام رَغباتِه..!
يالهُ من خَسيسٍ عَبد شَهواتِه

كَرِه نَفسهُ لِوهلَة و مَقتها بِشدّة ، اذ اخرَج قَدّاحته من جَيبه و احرَق بها ورقَة التحاليل التي رَماها في مُنتَصف سَطل الزُبالَة

كيّ يُخفف من حِدَة ارتباكِه ، شَغّل صُنبور المِياه و راح يَغسل بِه وَجهه و يُمرر تِلك القَطرات البارِدَة على رَقبتهُ لِيرتفع الي مُستوَى المِرآه يُحدِقُ في نَفسِه

- اهدأ ، عَليك ان تكتشِف ذَلك كيف حَدث
ثُمّ ، فَكِر بماذا سَتفعل ، همم ؟

هَمِس يُخاطب نَفسهُ لِيقوم بامساكِ المنديل يُجفف بِه يداهُ قبل ان يَخرُج من الحَمام بَحثًا عن زَوجته التي كانَت تنتظِرَهُ في الغُرفَة

حينَما دَخل ، وَجدها تَجلِسُ فوق السَرير بدل ماريسا التي اعتادَ رُؤيتها فوقهُ و هي تُغير لِرَسيل و تُلاعبها في الايامِ الفائِتَة

التَزم الصَمتُ و بِداخله شُعور لا يَستطيعُ وَصفه
خُصوصًا ، أن ضَميرهُ يَستلِمَهُ لِتعذيبه مُباشرَةً

يَكرهُ انّهُ عاطِفيّ و يُفكِر في أدقِ التَفاصيل و اصَغرُها
وَضع عيناهُ بداخِل خاصتيّ زَوجتهُ التي ابتَسمت لهُ بلُطف

استقامَت تقترِبُ منهُ لِتمسِك بيديه تَسحبهُ ناحيتِها قبل ان تَنطِق بِصَوت خافِت

- جِئتُ لاشارِكك وِحدَة فِراشك

ابتَسم لَها لِيومِئ من اجلِها ، كان جَسدهُ و قَلبهُ حاضِران ، لَكِن عَقلهُ بتاتًا لم يكُن موجودًا مَعها ، تِلك الليلَة التي قضاها مَع زَوجتهُ كانَت اشدّها قسوَة عَليه

قاسِيَة بِشدّة ..!

•••

فَتح عَيناهُ بِحُلولِ الصَباحِ عَلى اشعَة الشَمسِ التي تَسربت من نافِذَة الغُرفَة لِمُضايقَة نَومِه ، كان عَلى وَشكِ النُهوضِ و الاستِعداد الي عِراكٍ جَديد مَع ماريسا ، فَقد عَودتهُ الايام الماضِيَة على حِدّة طِباعها و اختِلاقها للمشاكِل مَعهُ من ابسَطِ الامورِ و اتفهُها

لَكنهُ شَعر بوجودِ جَسدٍ دافئ نائِم بِجواره ، تَصلبت الدماءُ في عُروقه و لِوهلَة تَخيل نَفسهُ قد نام بِجانب اُم الطِفلَة ..!

حينَما كان على وَشكِ الصُراخِ بعدَما علِم سَبب المُشكلَة الجديدَة التي سيُحدثها مَعها اليَوم ، وَجد زَوجتهُ من تنامُ بالقُربِ منهُ بِذلك الوَجه الملائِكيّ

زادَت صَدمتهُ بوجودِ اليوت اكثَر من فِكرَة نوم ماريسا مَعه..!
كَيف وَصلت زَوجتهُ الي هُنا ؟

لِوهلَة تناسى كُل ما جَرى ليلَة البارِحَة حتّى بدات تعودُ لهُ ذكرياتِه
تبًا ..!! رَسيل فعلاً ابنتهُ..!

استَوعب مَوقفهُ و نَهض مُسرِعًا يَحملُ بنطاله المرميّ على الارض كَي يلبسَهُ بِعشوائِيَة ، سَلك وِجهتهُ الي الحَمام من اجلِ الاتصالِ على اوليڤر و الاستِفسارُ حَول عَملية بَحثه عَلى رَسيل و اُمها

- صباحُ الخيرِ سيدي

اتاهُ صَوتُ اوليڤر الذي كانَ يمسحُ على وَجهه من النُعاس فهو لَم ينم من البارِحَة ، ارجَع السَفير شَعرهُ الي الوراء قبل ان يَنطِق بِصوتٍ مَليئ بالبَحة

- قُل لي ، هل هُنالك مُستجِدات؟

قامَ مُساعده بالنَفي حينَما جاوَبهُ بِهُدوءٍ قائِلاً

- للاسفِ لا يُوجَد ، لم المَح ظلّ امرأة مع طِفلتها نهائِيًا

اسنَد اللورد رأسَهُ على الجِدار قُبالتهُ يُغمِض عَيناهُ بِشدّة بينما القَلقُ يَنهشُ دواخله على ابنتِه التي اكتَشف امرُها حَديثًا ..!

اين يُعقل ان تَكون ؟ احقًا ماريسا سَتُنفذ تَهديدُها حينما اخبَرتهُ انها سَتحرِمه من ابنتِه للابد ؟

ابتَلع ريقَهُ و اوصاهُ بِتكثيف عَملياتِ البَحثِ ، اغلَق هاتِفه لِيجلس فوق المِرحاض يُطالِع الفَراغ بأعيُنٍ شارِدَة

مالذي حَدث ؟ لقد كانَت حياتُه بِخَير ..!
كيف انقَلبت الموازينُ فَجاة ؟

قامَ بالمَسحِ على وَجهِه و هو غَير مُدرِك كَيف يُخرِج نَفسهُ من هذه المُشكلَة ، او حتّى كَيف سَتتقبل زَوجتهُ فكرة ان لَديه طِفلة من غيرُها..!

ماريسا حَتمًا ستُقتَل ، هو يَعرِفُ لايّ حَدٍ من الشَراسة تُصبح امرأته حينَما يَتعلقُ الامرُ بِه ، تُصبح عدائِيَة بشكلٍ رَهيب و تَرفُض الاستِماع اليه اطلاقًا

تَغارُ عليه بِجُنون
لِدرجَة انَهُ يصفها بالغيرَة المرضِيَة..!

- اليوت ان تواجَهت مع ماريسا ، سَتقتُلها..!

صَمت لِفترَة حينَما تذكر طِباع ماريسا الحادَة كَذلك
حسنًا ، هي لَيست مسكينَة كما كان يَظُن

- او رُبما ماريسا تقتل اليوت ؟

رَمش مُنذهِلاً لِيُنفي ، كَيف انتهى به المَطاف ان يَقع بين امرأتين ؟ كِلتاهُما اعنفُ من الثانِيَة

ماريسا قَويّة صَحيح ، لَكنها لن تَصل لِقُوَة اليوت التي تمتلكُ خَلفها الكَثير من النُفوذ ..! لاسيما ان السَفير سيقفُ بِصفها ، فهي حُب قلبِه

لكن اُم طِفلته ، وَحيدَة كُل ما تَملكهُ ابنتُها التي تُحاول الدِفاع عَنها بِكُل ذرَة قُوَة تمتلِكُها و ان كَلفها الامرُ الصِراع مَع ذَوي النُفوذ

تَنهد الصَعداء و شَجع نَفسه كيّ ينهض و يَستحم لعلّ عِبئه يَخف ، حينَما خرج بعدَما لفّ المنشفَة على جُزءه السُفليّ ، وَجد زَوجتهُ في الحَمامِ الثاني تَستفرِغُ بِقوّة ، اغمَض عيناهُ مُتنفِسًا بِثقل

تِلك حالتُها بَعد كُل ليلةٍ يقضيانِها سويًا ، فهي لا تَحتملُ اطلاقًا ما يَحدُث بينهُما او يَخرُج منهما اثناء العِلاقَة ، خُصوصًا منهُ هو ، شُعورِها بالقَرف يَجعلُها مُباشرَة في الصباحِ تستفرِغ ، او حَتى بعد عِلاقتهُما مُباشرَةً

الامرُ يَجرحهُ نوعًا ما ، لَكنهُ يُحاول تَقبل عُقدها النَفسيَة قَدر استِطاعته ، تجاهل تمامًا حَقيقة استِفراغها فلا رَغبة لهُ بخوضِ نقاشٍ حَوله

لِيتمشَى ناحِيَة غُرفَة ملابِسه يختارُ لِنفسه بِذلة يَرتديها
اول ما وَقعت عليه يَده كانَت احدَى بِذلاته الايطاليَة التي اُخيطَت خِصيصًا لهُ من اشهرِ المُصممين هُناك ، و ما رآهُ فيها أنّها بِحجمٍ يقل اضعافًا عن خاصَتهُ

اصبحَت مُفصلَة كما لو انّها صُنعت لِفتاة ..!
الذي جَعلهُ مَصدومًا مائِلاً للانبهارِ هو انها مُخاطَة بعنايَة تامَة

ماريسا نَجحت في جَعلها بِذلَة تُناسب مَقاسها و تَتماشَى معها كاُنثَى بشكلٍ رَهيب ، تَرك امر انبهارِه بِقُدراتِها و قَرر الغَضب بَدلاً حينَما تذكر ما فَعلتهُ بِمَلابِسه الغالِيَة على قَلبه

شَتمها في سِره كَثيرًا و زادَت رَغبته في ايجادِها كيّ يُوبِخَها و يَفتعل مَعها شِجارًا حادًا يُبرد لَهيب قلبِهً

تراجَع عن فكرَة الانتقامِ للتو ، يَخشى ان يَنتهي به المَطاف يُنظِف المنزل باكملِه ..!

نَفض رأسَهُ يَطرُد تلك الافكار قَبل ان يَلبس بِذلته السَوداء لِيُغادر غُرفَة ملابِسه يَجِد اليوت تَرتدي فُستانِها المرميّ فَوق الارض

اقتَرب يُعانقها من الخَلف لِيقوم بالانخِفاضِ و تَقبيلِ رَقبتِها المَكشوفَة لاعيُنه ، لَمح ابتِسامتِها التي ظَهرت عَبر المِرآه ليهَمِس بجانِب اُذنها

- صباحُ الخَير لأرق اُنثَى بالعالَم

التَفت ناحِيتهُ لِتقوم باحتِضان وَجنتهُ بِكَف يدِها تُقبل انفهُ الذي تُحِب ، اجابَتهُ بعدَما ابتَسمت لهُ بلُطف

- صباحُ الخير لاوسم رَجلٍ في العالَم

ابتَعد عَنها بعدَما قبل شَفتيها بِسطحيَة لِيقوم باخذِ جوارِبه من الدرَج و الجُلوسِ فَوق الكُرسيً يرتديها اذ قال بهُدوء

- سنعودُ الي المنزِل اليَوم

رَفع عينيه الي خاصَتيها يَراها تَقومُ بارجاعِ خُصلَة شعرِها القَصيرَة وراء اُذنها

- دَعنا نفطرُ في الخارِج ، اُريد الحُصول على اكبرِ وقتٍ مَعك

قامَ بالايماءِ لَها قَبل ان يَستقيم بعدَما ارتدَى حِذاءهُ كَذلك ، اقتَرب منها يُعدل فُستانها اذ ابتَسم راضِيًا على طُوله و قال

- تُصبحين اجمَل حينَما تَستمعين اليّ ..!

قلَصت عينيها قبل ان تَقومُ بِقرص شَفته السُفلى قائِلَة بِغَيض

- تُجبرني على الاستِماع اليك فَمزاجك حاد

هَز اكتافَهُ قَبل أن يُرافِقها الي الخارِج ، رَكِب مَعها في سيارتِها بَعدما قَررت هي القِيادَة و هو لَم يُمانِع ، بل تِلك فُرصتِه في تأمُل طبيعَة الطريق و الانشِغال في التَفكيرِ بِخُطوتِه القادِمَة

شابَكت يدهُما اثناء الطريق بَعدما شَغلت اُغنيَة رومنسيَة و كيّ تجذِب اهتِمامه قالَت مُبتسِمَة

- بخُصوص المُؤتمر الذي سيُعد لِتَنصيب الوزيرِ البريطانيّ كَرئيس مَجلس الوزراء ، استَذهب ؟

التَفت برأسِه اليها يُحدِق فيها قَبل ان يُومِئ

- يَتوجبُ عليّ الذهاب ، انهُ اول مؤتمر صَحفيَ ساظهرُ به كَسفير

قامَت الصُغرَى بِزم شَفتيها قبل ان تَقضم السُفلى مِنها

- سيُحدَث الامر ضَجة اعلاميَة ضخمَة بِسبب الشَبه بينكُما
كيف سَتتعامل مع هذا الامر ؟

نَفى بِرأسِه فلَيس لديه اي فِكرَة بِخُصوصِ ما سيحدُث ، بَعدما سيُقابل الوَزير الذي هو نُسخَة طِبق الاصلِ من شَكلِه

- امر الشَبه بينكُما غريب ، حتى اسماءُكما
اعني ، لربما هو اخاك ؟ لابد انَك من عائلَة جُيون

قالَت بعدَما رَكزت في الطَريق امامِها و هي تَمسحُ بابهامِها على ظاهِر يَد زَوجها الذي وَجد موضوع يَنشغلُ به في التَفكير بدلاً من خاصَة ماريسا

- لا اعلمُ إيلي ، لَكنهُ من غير المنطقيّ ان اكون اُشبهه بهذا الحَد المُبالغ بِه دون ان اكون احَد افراد عائِلته ، عليّ ان ابحث عن الحَقيقَة ، و افهم لِما قد تَخلوا عنّي لعائِلَة اجنِبية

قامَت زَوجتهُ بالايماءِ لهُ اذ اجابَت بعد صمتٍ قَصير

- لرُبما الشَبه بينكُما كان سَببًا في تَخليهم عَنك
اعني ، اسمَعُ عن صفات الوَزير احيانًا من الصُحف
يقولونُ انّهُ مَغرور بِذاته ، لا يُحب من يُشبهه اطلاقًا
و يَكرهُ فِكرَة ان يَتم تَقليدَه باي شَكلٍ كان
لَرُبما هذا السَبب؟

التَفت بِرأسِها تُناظر زَوجها بعدَما رَكنت امام اشارَة المُرور تَجِدهُ قد انغَمس في تَفكيرَهُ ، ذَلِك وارِد كَذلك ، فَشخصيَة الوَزير كَسياسيّ ، مُختلفَة تمامًا عن شَخصِه في حَياته الشَخصيَة

يَعكِسُ الغُرور و الوَقار المُبالغ بِه عند حُضورِه ، اذ كَثيرًا ما يَسمعُ عنه أقاويل تُؤكد مدى دَهاءه و افتخاره بِنَفسه الواضِح من نَظراته الواثقَة و ابتِسامتهُ الرزينَة

- رُبما ؟ لا يُمكنني ان احكم على شَخصٍ لم اُقابله شَخصيًا
فانا كَرجلٍ دبلوماسيّ ، اميلُ للمُكرِ و الخُبث كَذلك
لكنكِ تعرفين اني عَكسُ ذلك تَمامًا

ابتسمَت لهُ لِتومِئ قبل ان تُربت عَلى يدِه بلُطف

- على كُلٍ ، انت لست رَجُل عاديّ كيّ يُحاول التخلُص منك ان اراد
انت الأن ، صَنعت مكانَتك و نَجحت في اثباتِ نَفسِك في مَجالك
لاسيما انّك زَوج ابنَة صاحِب اكبر سلسلَة شَرِكات الانتاج في العالَم..!
تأكد اننا خَلفك ، فإن حاول باي فُرصَة ايذاءك لا انت و لا نحنُ سَنصمُت

صِدقًا لا يَتمنى اطلاقًا ان تَؤول الامورِ بِه للدُخول في نِزاعاتٍ مع الوَزير..! اذ لا تَنقُصه خَيبة املٍ جَديدَة بعد التي تَلقاها من عائلته بالتَبني

على الأقل ، يَتمنى الشُعور بالانتماء لِعائلته الحَقيقيَة
و التي بِلا شَك ، الوزير البريطانيّ من ضِمن افرادِها

قامَ باغماضِ عَينيه يَتنهُد بِعُمق ، كُلّ المَشاكِل تتراكَمُ عَليه في آن واحِد ، لم يَعُد يَعرِفُ بأي مُشكلَة تحديدًا يُفكر

يُفكر بابنته التي ظَهرت من العَدم ؟ ام باختِفاءها قبل ان يَحتضِنها أول حُضنٍ ابويّ حتّى ! ام بِرَد فعل زَوجتِه بِخُصوصِها ..!

ام عَن اللِقاء القَريب بينَهُ و بَين الوزير الذي يَبّثُ به التوتُر من الأن
كُلّه تراكَم عَليه و لم يَعُد بِمَقدورِه التَفكير بِشكلٍ سَليم اطلاقًا

لَقد تَعِب ..!

•••

تَمُر بِضعٍ ايامٍ على اخَرِ ما جَرى ، لا تُوجَدُ أي مُستَجداتٍ بِخُصوصِ رَسيل و اُمها و ذَلك جَعل السفيرُ في قِمَة احباطِه و عَجِزه ، طيلَة الوَقتِ سارح الذِهن يكادُ يُواكِب اشغالهُ اليوميَة بِصُعوبَة بالغَة

لا يَستطيعُ حتّى التَبليغ عِند الشُرطَة ، فَماريسا لا تَمتلكُ أيّ وثائِق رَسمية ، لا هي و لا ابنتِهما ، سيَضعهُم الامرُ في مأزِقٍ جَميعًا

مَسح على وَجهِه و هو جالِس في مُنتَصف عائِلَة زَوجته بعدَ تناولهم العَشاء و حالِيًا هُم قُرابة المَسبح يَتناولون الفَواكَه و يَتبادلون اطراف الحَديث

كان من ضِمنهم ماثيو الذي يُرسل الي السَفير نَظراتٍ مُبهمَة لَم يستطِع اللورد فَهم مَغزاها ، اذ مُنذ ان عاد و اخ زَوجتهُ يَتجنب الحَديث مَعهُ كُليًا

لطالَما اعتادا ان يَكونانِ صَديقين مُقرَبين..!

لَكن انشغالِه في مَشاكِله جَعله لا يَلتفت كَثيرًا للتَفكير بأمرِه
يَكفيه الذي يَشغلُ فِكره حاليًا

قَدمت لهُ زَوجتهُ كوبًا من العَصير و هي تَتكئ بِظهرها على صَدره بعدَما لَفها هو بِذراعه ، انتَشل الكأس مِنها قبل ان يَشكُرها بابتِسامَة طفيفَة تكادُ تَظهرُ بِصُعوبَة ، احتَسى منهُ القَليل ثُمّ ورَدهُ اتصال من مُساعده جَعلهُ يَنسحِب من بينهِم

راقَبهُ ماثيو بِعَيناهُ ثُمّ استَقام هو الآخَر غيّة تَدخين سيجارتِه في الوَقت الذي ردّ فيه السَفير عَلى آوليڤر

- هل من مُستجدات ..؟

انتَظر بلهفَة أن يُجيبَهُ الطَرف الاخَر ، لَكِن رَدهُ كان اقسَى مِما يَتوقعُ هو حينَما قال لهُ بِصَوتٍ هادِئ

- سيدي عَليك الحُضور حالاً..!

فَصل الخَط و لم يكُن بِوسعه الانتظار بَعد الذي سَمِعه من اوليڤر ، عاد ادراجَهُ ناحِيَة عائِلَة زَوجتهُ يَستأذِن مِنهم للرَحيل حينما قال

- اعتذر ، وَردني اتصال مُهم من العَمل ، اخشَى انَهُ عليّ الذَهاب

حَدق بيتر والد زَوجتهُ بِه قَبل ان ينطِق مُتعجِبًا

- عَمل في هَذا الوَقت بُنيّ؟

ابتسَم اللورد مُرتبِكًا لَكنهُ نَجح في اخفاء تَوتره و اقتَبس قِناع الكاذِب بِبراعَة حينما قال بِهُدوء

- صَحيح ، هُنالِك بَعض المُهاجِرين من كوريا لَيس لديهم اي وثائِق رسميَة ، لذلك بلغني مِرسال من الدولَة لتولي أمرِهم ، عليّ الذهاب لن اتأخَر

استَقامت اليوت من بَعدِه و طَلبت مُرافقتهُ الي سيارتِه ، وَقفت بالقُربِ منهُ بعدَما ابتَعدا عن عائِلتها قبل ان تنطِق بهُدوء

- لن تتأخر اليسَ كذلك؟ انتِظرك ؟

لا يَعلمُ كم سيستغرقُ منهُ الامَرُ لِحل القادِم ، لَكِنهُ حاوَل ان يَبتسِم و قلبَهُ مَليئ بالهَلعِ و الخَوفِ تجاه ما سَمِعه للتو من قِبل مُساعِده

- نامي حَبيبتي فغدًا لديكِ مُؤتَمر همم ؟
لا اريدُ ان يَبدوا وَجهكِ شاحبًا من قِلَة النوم
حينما اعودُ ساحتضنكِ و تَشعُرين بي

قامَت بالايماء لهُ قَبل ان تبتسِم بلُطف و تَنطِق

- حسنًا اهتم بِنَفسك من اجلي

قَبلتهُ من وَجنته لِيفعل المِثل مَع جَبينِها ثُمّ رَكِب سيارَتهُ و غادَر مُباشرَةً الي المَوقع الذي ارسَلهُ لهُ مُساعِده

حينَما وَصل ، رَكن بِعشوائِيَة لِينزل مُسرِعًا للاقتِراب من ذَلك البَيتِ المَصنوعِ من الخَشب في مُنتَصفِ الغابَة ، وَجد مُساعِده يَقفُ قُبالَتهُ قبل ان يَلتفت لهُ يقرأ مَلامح الصَدمة في عينيّ سيدِه

- للاسف ، الأم و ابنتِها ..

نَظر السَفيرُ في عُيونِ آوليڤر يَسمعُ تالي ما قالهُ بِنبرةٍ يَملؤُها البُؤس

- احترَقن بَعدما نَشب حَريقٍ بداخِل ذلك الكًوخ

السَوادُ الذي يُغطي اطراف الكًوخِ من كُل صَوبٍ يُشابه خاصَة قلب اللورد تمامًا ، مَوقعُ هذا السَكن قَريب نَوعًا ما من بَيته

مع كِثرَة السَير ، تَستطيعُ ماريسا الوصول اليه
لِذلك فِكرَة انّها قَد تكونُ هي ، ليسَت مُستبعدَة كُليًا

ارتَعد بَدنهُ بعدَما اخَفض بَصرهُ الي الجُثتين المَحروقَتين قُبالة الكُوخِ و فَوقِهما غِطاء وَضعه مُساعِده

اقتَرب بِصُعوبَة للانحناء و ابعادِ ذلك الغِطاء للكشفِ عن الجُثتَين ، احداهُما صغيرَة الحجمِ كخاصَة ابنتِه التي لَم يتهنى بِها حتّى

صَعب ..! الامرُ صَعب عَليه
يشعُر ان قَلبهُ الذي احتَرق

لا يُمكن انّهُ بعدَما نال اُمنيتهُ و لَى بطريقَة هو عاجِز عن ايجاد تَفسيرٍ لَها ، ان يَخسرها حتّى قَبل ان يُعطيها حُضن واحِد يُعبر فيه عن امتنانِه لِوجودِها

لِما ؟ لما عاند ماريسا و اصرّ على نُكرانِ الحَقيقَة
لما لم يَستغل الايام التي قضاها مَعها بتَقديم الحُب الي رَسيل
كابنتِه و سَماعها تُردد بابا تِلك مِليون مرَة في الدَقيقة..!

لما نَكر الحَقيقة و كان واثِقًا من نَفسِه الي ذَلِك الحَد..!

انّهُ نادِم ، على اهدارِ وَقتِه ، و السَماحُ لماريسا بالرَحيل
ليتهُ واجه اليوت بالحَقيقَة ، و خَرج يبحثُ عَنها
لرُبما كانَت العواقب اشدّ سُلمًا ، من فُقدانِ طِفلته

- سيدي هل انت بِخير ؟

تَحدث اوليڤر يَطمِئنّ على سَيدِه الذي اتضَح على مَلامِح وَجهه الشُحوب و المَرض ، كان على وَشكِ السُقوط لَولم يُمسِكه من ذِراعه و يُسنده

رَفع اللورد يَدهُ يُبعده عَنهُ قبل ان ينطِق بِصَوتٍ مُختنق

- ان..انا بخ..بخير

انخَفض بِبُطئ يَجثوا على رُكبتيه ، قَبل ان يَقومُ بِرفع ذلك الغِطاء بيدين لا تَقل ارتعاشًا عن سائِر جَسدِه ، اغمَض عُيونه الخَضراء بِقوّة غَير مُستعِد لِرؤيَة ما يُخفيه السِتار ..!

استَجمع شَجاعته لِيقوم بِفتح جُفونِه و التَحديق بِجُثَة الأم المُحترقَة بالكامِل بِشَكلٍ اخفَى مَلامِحها حتى عَجز عَن التعرُفِ عَليها

عَضّ قَبضتهُ لِبشاعَة المَنظرِ و لم يَكُن اطلاقًا جاهِز لِرؤيَة جُثَة ابنتِه ..!
امتلَئت اعيُنه بالدُموع و في اللحظَة التي كانَ على وَشك الانفجارِ فيها

لَمح ما جَعل البهجَة تَعودُ الي قلبِه من جَديد
حينَما رأى شَعر الامِ المُحترِق قَصير ..!

ماريسا شَعرُها من طُوله اصبَح يُلامِسُ فِخذيها

نَهض مُسرِعًا بِوَجهٍ بَشوشٍ يَحتضن مُساعِده المُستغرِب من وَضع سيدِه هذانِ اليَومان حَيثُ نَطق مُندهِشًا

- سيدي مابِك ؟

شدّ جونغكوك على احتِضانِه بِكُلّ قُوّة قَبل ان يَهمِسُ مُطمئنًا

- ليسَت هي ، انها ليسَت ماريسا

ابتَعد عَن مُساعِده لِيقوم بِمَسح عينيه بِسُرعَة قبل ان يُتابع مُشيرًا على جُثَة الأم و طِفلها قائِلاً

- بلّغ الشُرطَة عن وجودِ هذان الجُثتَين
و اتمم عَملية البَحثِ عن الأم و ابنتِها

قامَ اوليڤر بالايماء قَبل ان يُخرِج هاتِفه و يَتوجه للاتصالِ بالشُرطَة ، كانت هُنالِك بِضع ثوانٍ رأى فيها اللورد سيارَة تُركَن بالقُربِ من خاصتِه

عَقد حواجِبه فَهي تَخُص احدَى سياراتِ عائلَة زَوجتهُ ، لِذا اَمعن النَظر في السائِق الذي ما إن نَزل مِنها حَتى وَجدهُ ماثيو

كانَ يحشُر سيجارَة بين شَفتيه و هو يَقترِبُ منهُ بِخُطواتٍ رزينَة تُشابه نَظراتِه ، انتَصب امام زَوج اُخته المُستغرِب من تواجُده هُنا

اولّ ما قالهُ بعدَما غادَرت سيجارتهُ فَمهُ و نَفخ دُخانَه في الهَواء

- هل وَجدتها ؟

قَطب اللورد حواجِبه اكثَر لِيرى ماثيو يَتجاوَزهُ و يَقترِب من جُثَة المرأةِ المُحترِقَة قبل ان يَنخفِض الي مُستواها يَتفقدُها

- همم ، هي لا تُشبه ماريسا اطلاقًا

قَرب يَدهُ لابعادِ الغِطاء عن الطِفل الذي بِجوار اُمه لِيقوم بِرفع رأسِه نَحو زَوج اُخته مُواصِلاً

- و لا هَذا الطِفل يُشبه ابنتِك ..!

وَسّع جونغكوك عَينيه لِيعود خُطوَةٍ الي الوراء قَبل ان يَنطِق بِشَك

- ابنتي ؟

استَقام ماثيو مُعتدِلاً بِوَقفته لِيقوم بِرمي سيجارتِه و الدَعس عَليها ، وَضع يداهُ بداخِل جَيبه قَبل ان يَقترِب من الاكبرِ سِنًا حتّى انتَصب قُبالته مُباشرَة

حَدق في عيناهُ بجديَة تَخلوا تمامًا من المُزاحِ حينَما قال

- اعرِفُ ، ان رَسيل تكونُ ابنتِك
اكتشفتُ ذَلِك يوم مَيلادي..!

قامَ اللورد بِتَبليل شَفتاهُ حينما تَذكر ذلك الظَرف الذي اُخِذ عند الاستِقبال و لَم يَظهر مُنذ يَومها ، ضَغط على اصابِعه بِقوّة قَبل ان يُهسهس غاضِبًا

- انت من اخَذت ذلك الظَرف ؟

ارتَفع طَرفُ شِفاه ماثيو ساخِرًا من غَضبِ اللورد قَبل ان يَرفع قَبضتهُ و يَلكمهُ في مُنتَصفِ وَجهه بِقوَة تَسببت في نَزيف انفِه بعد ارتدادِه الي الخَلف

كان اوليڤر على وَشكِ التَدخُل بعدَما جَهز سِلاحه من اجلِ رَفعه في وَجه ماثيو ، لَكِن اللورد مَنعهُ و طَلب منهُ الانصِراف

مَسح دم انفهُ يُطالِع وَجه ماثيو الذي نَطق ساخِرًا

- انا هُنا من عَليه ان يَغضب ..! لأن اُختي من تَمت خيانتُها

التَزم اللورد الصَمت الكامِل فَكلامُ اخ زَوجتهُ مَنطقيّ ، لا احَد يعرِف كَيف تمت تِلك الخِيانَة ، لَكنها فعلاً تُعتبر كَذلك دام وجود رَسيل هو الدَليل..!

- اذًا ؟ مالذي سَتفعله ؟ سَتُخبر اُختك ؟

قال السفيرُ بِحاجبٍ مَرفوع يَرى اخ زَوجتهُ يُمرِن عَضلاتَهُ قَبل أن يَقترِب من جَديد لِتَسديد لَكمَة ثانيَة في مُنتَصفِ بَطنِه جَعلت من ظَهرِه يَتقوسُ من الألَم

- كلاّ ، ساستردُ حَقها انا

تراجَع اللورد الي الخَلف و قَبل ان يَستوعب اللكمَة الثانيَة حتى جاءَتهُ الثالثَة في مُنتَصفِ فَكِه تَسببت في بَزِقه الدِماء

قَبضة ماثيو لا تَمزحُ بِحَق..!

تَنفس السويسريّ بارتياحٍ قَبل ان يُخرِج مِنديلاً يُقدمهُ اليه

- خُذ

انتَشل منهُ المنديل و مِن صَدمته شَكرهُ ، اعتَدل في وَقفتِه يقومُ بِمَسح دماء انفِه يَسمعُ ماثيو يُواصِل بنبرَة هادِئَة

- هذِه اللكمات كانَت انتقامًا لِغَضبي حينما عَلِمت
اقسمتُ انّي ان رأيتُك ، ساضرِبُك

كان صَمُت اللورد اكثَر ما يَجعلهُ يشعُر بالاستِفزازِ ، قَطب حواجبهُ الشَقراء كَشعرِه ثُمّ قال مُتضايقًا

- هل صَمتُك اجابَة تُؤكِد خيانتِك ؟

لِما يسألَهُ سُؤال هو لا يَعرِف اجابَتهُ ؟
هو لا يَعلم كَيف خانَها ، مَتى و أين ..!

قام بِرمي ذلك المِنديل الذي امتَلئ بِدَمه ثُمّ قال بِهُدوء

- قَد لا تُصدِق ، لكنّي لستُ اعرِف

كان جَوابُ ماثيو صادِم حينَما قال لهُ

- انا اُصدِقُك

ارتَفعت كِلتا حواجِبه مُندهِشًا لِينطِق بأمَل

- حقًا ؟

اومَئ الاصغَرُ سِنًا قبل ان يُواصِل

- اعرِفُ انَك لَست خائِن ، هذِه ليسَت صِفاتُك
و لا ماريسا اساسًا ، ليسَت من ذَلك النَوع اطلاقًا

اقتَرب منهُ اللورد بسُرعَة يُمسِكه من اكتافِه قبل ان يَتحدثُ بِقلق

- لابدّ ان الخِيانَة حَدثت بشكلٍ غير مَقصود ، اعني اتذكُر تلك الليلَة التي ذَهبنا فيها الي المَلهى من سَنة ؟ بَعد زيارَة العيادَة و فَشل عمليَة التلقيح

قام ماثيو بالايماء ايجابًا حيثُ قال

- كُنت حَزينًا و شَربت حَد الثَمالَة آن ذاك

حَرك السفيرُ رأسَهُ قبل ان يُواصِل موضِحًا

- صباحُ اليوم التالي وَجدتُ نَفسي في احدَى الغُرف الخاصَة بالملهَى و قَد كنتُ عاريًا ..! قَد تكونُ ماريسا هي السَبب بذلك ، اليسَ هذا وارِدًا؟

اخَفض ماثيو يَدا السَفير عَن اكتافِه و قامَ بالاعتِراض حينَما نَفى

- لا اعتقدُ انّها من ذَلِك النَوع اطلاقًا ، و لا انت اساسًا ، لست ابلَه للدرجَة التي لن تَشعُر فيها و انت تُعاشر فتاة لا تُشبه زَوجتك اطلاقًا ! اذ لو كانَت شَقراء كُنتُ لاوافقك الرأي

قامَ اللورد بالمَسحِ على وَجهه و هو في قِمّة تَشتُته ، الكَثيرُ من التَساؤلاتِ تَغزوا فِكره و تَمنعه من مُواصلَة حياتِه بشكلٍ طبيعيّ

كان في قاعِ يأسِه ، حتى سَمِع ماثيو يُخبرَهُ بِصَوتٍ هادِئ

- رُبما الاجابَة لَديها ، عَليك ان تسألَها

رَفع عَينيه الي الاصغَرِ الذي واصَل بعدَما ابتَسم

- هل آخُذك اليها ..؟

اتسعَ بُؤبُؤ عُيونِه مُنصدِمًا لِينطِق بَعدمِ فَهم

- ه..هل تَعرِف مَكانِها ؟

التَفت ماثيو للاتجاهِ الي سيارتِه التي قبل ان يَركبها اشارُ لهُ بيدِه

- الطَريقُ طَويل دَعنا نَذهب

لَم يشعُر اللورد إلا باقدامِه تَركُض في اتجاهِ سيارتِه التي رَكبها على عَجلة و لَحِق بِخاصَة ماثيو دون سُؤالٍ اضافيّ

مَلئت السَعادَة صَدرهُ و انبلَجت اعيُنه من الفَرحة
اخيرًا ..! سَيتمكن من رُؤيَة ابنتهُ و احتِضانِها

سيسمَعُها تُناديه بابا ..! و هي فعلاً تَعنيها
لانّهُ أباها ، هو السَبب في مَجيئِها
و ان كان عاجِزًا عن مَعرفَة الطريقَة
لَكنهُ قِطعَة منهُ و من قَلبه المُشتاق اليها

•••

• قَبل خَمس أيامٍ

في مُنتَصفِ الاجتِماع العائِليّ ، كانَت اليوت تَجلِسُ و هاتِفها بَين مُتناول يَديها تَستمرُ بِمُراقبتهُ مُتغاضيَة عن مُراقبَة اخيها المُستمرَة لَها

وردَها اتصالٍ جَعلها تستأذِن و تَنهضُ للانفرادِ بِنفسها في الوَقت الذي لَحقها فيه ماثيو و اختَبئ وراء الشَجرة يَسمعها تتحَدثُ مع لوكاس

- حقًا ؟ هل نَجحت في تَحديد موقِعه ؟
حسنًا ، انا قادِمَة حالاً

فَصلت الخَط و اسرعَت في التَوجه الي بيتِها لِجَلب مِفتاح سيارتِها و العَودة ، حينَما رَكِبتها ، لَم تنتبِه لِمَن تبِعها بِخاصتِه و انطلَق خَلفها مُباشرَة

••

في وِسط ذَلك البَيت الذي اجتَمع فيه نِقاش زَوجين حاد رِفقَة الصَبيّة مَع ابنتِها الرضيعَة تُنصِت الي نِقاشهما العاطفيّ من وراء الجِدار ، كانَت تَضمّ طِفلتها الي مُنتَصفِ صَدرها تَسمعُ عِتاب اليوتِ الي زَوجها بِصوتِها المُهتَز

رُغم انّها لَيست مُذنبَة ، لَكنها احسَت بالكَسرَة بعد سَماعها لِصَوتِها الباكي حينَما احتَضنها زَوجِها بَين ذِراعاه و واساها بِكَلامه المليئ بالحُب

شَعرت انّها مُجَرد دَخيلة جاءَت لافساد حَياة زَوجين مِثاليين..!
انطبعَت وصمَة العارِ في قَلبها بالشَكل الذي جَعل عُيونِها تَدمع

لَم يكُن بِوسعها سِوا التَنهدُ بِثقلٍ و قلبِها يَمتلئ بِمَزيدٍ من الجُروح ، ما ذَنبُها هي؟ و كَيف حَصلت على ابنَةٍ من رَجُلِ يُحب زَوجتهُ و يُدافع عَن علاقتهُما امامَها بذلك الشَكل الذي يَجعلهُ واثقًا من عَدم خِيانته لَها

ما ذَنب زَوجته ؟ ان تُكسَر و يَتمزقُ قلبها اكثَر ، بعد مَعرِفتها انّهُ يمتلك طِفلة من امراةٍ غيرُها ، سيُنمي ذلك شُعورها بالنَقصِ كَونها لا تُنجِب

احتَفظت بماءِ عُيونِها بِصُعوبَة ، قبل ان تَلمح ظِل رَجُلٍ يَنعكسُ على الارضيَة ، رَفعت بُنيتيها الدامعَة للتَحديقِ بالشابِ الاشقَرِ يقفُ خَلف الباب الزُجاجيّ للحَديقَة و يُشير لها بيدِه ان تَخرُج لَهُ

مَسحت دُموعها بِسُرعَة ثُمّ نَظرت خَلفها تتفقَدُ وَضع الزَوجين الذان لازالا في جِدالٍ حامٍ ، قَضمت سُفليتها ثُمَ تَسللَت الي الباب بِبُطئ و بِمُجَرد أن فَتحتهُ حتى تَمكنت رَسيل من رؤيَة أبيها الواقف مع زَوجته

نَظرًا لِكَون اُمها تَضُمها من بَطنها الي صَدرِها ، ذَلك ما جَعلها تراهُ من فَوق كَتف والدِتها التي ما ان سَمِعت طِفلتها تَندهُ على والِدها و تمدُ يديها اليه حتّى زاد انقسامِ قلبِها سوءًا

- ا..ابابا

اخَذ ماثيو رَسيل بِسُرعَة من اُمها لِيَجذب ماريسا من ذِراعها الي الخارِج اذ رَكض بِها نَحو سيارتِه مُسرِعًا مُحاولاً الهَرب بِبُكاء الطفلَة بعيدًا عن مُتناول اذانِ اُخته

فَتح لها الباب و طَلب منها الرُكوب و هي لَم يكُن لها خيار اخَر سِوا القُبول ، صَعدت و اخَذت منهُ ابنتِها التي تَبكي بِقوّة تَرغبُ في العَودة الي والِدها

رَكب ماثيو مَكانهُ و سارَع بادارَة المِقود لِمُغادرَة ذَلِك المَوقعُ و مَعهُ قَلبٍ مَكسور ، و الاخَر تُرِك خَلفهُ وِسط ذلك البَيت المُنعزل

انّهُ قَلب رَسيل..!
تَركتهُ عند والِدها

بَكت الطِفلَة حتّى جَفت دُموعِها و استَسلمت الي التَعبِ الذي قَدمها رَهينَة النومِ ، تَمكنت من ان تَغفوا بَعد مُحاولاتٍ ماسَة مِنها لاقناع امها انها تُريدُ اباها

لَكِن ، ما بيدِ امها من حيلَة؟
غير ان تَبكي لبُكاءِها و تُطبطبُ عَليها

انهارَت اعصابُ ماريسا و انفجَرت تَبكي و هي تَحتضنُ صغيرتِها الباكِيَة في حُضنها تَحت نَظرات ماثيو اليها ، اذ سَمِعتهُ يَقول بعدما نامَت رسيل

- تَفعلين فِعلتكِ ثُمّ ، تَبكين؟

كانَت تَمسحُ دُموعها بيدِها المُرتجفَة و كَلامهُ المليئ بالاتِهام افقدَها صَوابها اكثَر ، لم تَحتمل ان تَتلقى ذات اللومِ من جَديد ، هي لَيست مُذنبَة..!

لِذلك اشارَت لهُ على جانِب الطَريقِ مًتحدثَة بِصرامَة

- اُركن هُنا

الطَريقُ مَقطوع و لا احَد مُتواجِد هُنا ..!
لِذلك من المُستحيل ان يَركًن في مُنتَصف الليل

لَكنها أصرَت و هَددتهُ بِرمي نَفسها ان لَم يَفعل و استجابَة لِتهديدِها نَظرًا لِكَون نَبرتُها الجادَة لا تَمزح ، رَكن مُسرِعًا و راقَبها و هي تَنزِل بِطفلتها

ارادَت اكمال الطَريق سيرًا على اقدامِها لَعلّها تَجِدُ مَكان تَذهب اليه ، لَكن ماثيو الذي لَحقها مَنعها من المُضي قُدمًا حينَما امسَك ذِراعها

- الي اين انتِ ذاهبَة ؟

سَحبت عِضدُها منهُ و طالَعتهُ بِوَجهٍ حادٍ لا يَتماشى مَع عينيها المُحمرَة من البُكاء ، اذ صَرخت بِه بغضبٍ حينَما طَفح كيلُها

- اسمَع ، انا لا يَنقُصني انت كَذلِك ، يَكفي الاتهام الجارِح الذي اخَذتهُ من زَوج اُختك كيّ تأتي انت ايضًا و تَُؤشر باصبع اللومِ عَليّ ، انا لستُ عاهرة اتسمَع ؟

لم يَكُن يَستطيعُ فِهم شَئ ، لَكن من الواضِح ان اعصابِها تالفَة و أنّها تَحملت اكثَر من طاقِتها لِهَذا وَجدتهُ المنَفذ الاقرَب لِتفريغ جُزء من شُحنتِها

صَمت و تَركها تَفعلُ ذَلِك ، تَركها تَصرُخ و هي تَحتضنُ ابنتِها باقسَى قُوتِها و دُموعها تتسرَبُ دون انقِطاع

- لا احَد يستطيعُ فهم شُعوري ، ا..انا لا اعلمُ من اكون ، و لا اعرفُ لما انا هُنا و املكُ طفلَة من رَجُل مُتزوج ، بل و يُحب زَوجته حد التَقديس ، لا اعرفُ ما الحِكمَة من وُجودي ، اشع..اشعر اني سيئَة ، اشعُر اني اُفسد بيتُه رُغم انّي اُقسم لَستُ املكُ في قلبي ذَرة حَسدٍ او كُره لِمرأته ، بل بالعَكس ، قلبي يؤلمني عليها لانّها امرأة مِثلي ، اتوَجع عليها انا

كان كَلامها غَير مُرتَب ، لَكن ماثيو تَمكن من فَهمِه ، اذ تابعَت تقولُ بِبُكاءٍ بعدَما فقدت كُلّ ذرّة قِوَة تمتلِكُها ، فَكيلُها قد طَفح

كانت تُواسي طِفلتها الباكيَة و تحتضِنها ، لَكنها لم تَجِد من يُواسيها هي و يُخبرُها انّها سَتكونُ بِخَير ، هي كَذلك خائِفَة و تائِهَة و لا تَعرِفُ ماذا تَفعل او كَيف تَتصرَف ..!

- اُقسم ان..اني لس..لستُ سيئَة ، و لس..لستُ اطم..اطمع بِه ، ان..انا لا اع..عرفه و لا اري..اريد تدم..تدمير بَيت امر..امرأة م..مثلي

تألَم قَلب ماثيو على حالِها لِدرجَة انّهُ تَطوع للاقترابِ و احتِضانها ، لَكنها من ابتَعدت الي الخَلفِ واكتَفت بِحُضن طِفلتِها النائِمَة بين ذِراعيها

حينَما رآها ماثيو تَمتنعُ عن حُضنِه ، اكتَفى بالتَربيت على كَتِفها و قال مُتأسِفًا

- انا اسِف ، دَعينا نذهبُ الي مَكانٍ آمن و هُناك سَنتناقَشُ حول هَذا الموضوع اكثَر

اخَذ وقتًا طَويلاً في اقناعِها بالذَهابِ معهُ ، اذ ظلّ يُلح حتّى نَجح ختامًا بعدَما جَعلها تُدرِك انّها في مَكانٍ خَطِر و الحَيوانات المُفترسَة قد تنالُ مِنها

تأكَدت من ذَلك عندما سَمِعت صَوت الذِئب..!
لِذلك ، رَكضت مُسرِعَة تَركبُ معهُ دون نِقاش او جِدال

مَسح ماثيو على وَجهه بِحيرَة بعدَما عَجز عن فَهم الذي يحدُث ، مالذي يحدُث تَحديدًا ..؟ من اين ظَهرت ماريسا فجاة ..؟

قام بِنَفض رأسِه ثُمّ رَكِب بِجوارِها من جَديد ليُعيد ادارَة المِقود

•••

- اخذتُها الي شِقتي التي اشتريتُها حَديثًا ، و مُنذ تلك الليلَة و هي تَرفُض الحَديث مَعي اطلاقًا ، او حَتى التواجُد مَعي ان حَضرتُ لِجَلب ما تَحتاجُه

تَحدث ماثيو بَعدما انتهَى من سَرد القِصَة الي السَفير بَعدما رَكن امامَ المبنَى التي تتواجَدُ فيها شِقته ، طالَعهُ اللورد مُتنهِدًا لِيقومُ بارجاع شَعرِه الي الخَلف قائِلاً بِثُقل

- صَدِقني ، وَقعتُ في مأزِق لا مَخرج لهُ ، عليّ مُصارحَة اليوت قريبًا فلستُ اُحبذ فكرَة الاخفاءِ عَنها هذه مُطلقًا

وَسع ماثيو عَينانُ قبل ان يُنفي برأسِه و يَداه مُعترِضًا

- كلاّ هل جُننت ؟ انت تَعرف غيرَة اُختي المرضيَة ! انها سَتقتل ماريسا ان عَلِمت بشأنها و لن تَتفهم اي حُجج

تَنهد اللورد مُكتئبًا من كِثرَة تَفكيرِه بِهذا الموضوع ، ناظَر عينيّ اخ زَوجته الزرقاء ثُمّ واصَل بينَما يسيرُ مَعه الي داخِل المَبنى

- ماثيو انا لا اُحب ان تَكون هُنالك امور مَخفية بيني و بَينها ، سَتبدأ الشُكوك تَدخل بينَنا و اخشَى ان يَنتهي الامرُ باعدامِ ثقتها بي..!

ضَغط ماثيو على زِر المِصعَد كيّ يَحضُر اذ قال بهُدوء

- انتَظر هذه الفترة حتّى تهدأ الامور و نَعرِف كَيف رَسيل اتت ، ثُمّ حينما تُصارِحها تَعرِفُ كيف تُفسر الموضوع ، اعني من غَير المنطقيّ ان تُخبرها ان لَديك طِفلة لَكنك لا تَعرِفُ كَيف جاءَت ..! و من غَير المُنصف ان تعترِف بِحَقيقة انّك خائِن ، دون ان تَخونها

كَلامُ ماثيو مَنطقيّ لِيُقنع السَفير عن التراجَع لاخبارِ زَوجته ، عَليه حينَما يُصارِحها ان يَكون مُلم بالحَقيقة كامِلَة ، كيّ يكون واثقًا كفايَة في كَلامه

لا ان يَظهر بِصُورَة الرَجُل المُتردد الذي بالكادِ يَعرفُ ما يَقوله!
سيكونُ وَضعهُ مثيرًا للسُخريَةِ آن ذاك

رَكِب في المِصعَد مع ماثيو ليُطالعهُ اللورد بِهدوء قائِلاً

- من الغَريب ان اجِدك هادِئ بهذا الشَكل ..!
رُغم ان الموضوع يَخُص اختك

التَفت اخ زَوجتهُ اليه يُطيل النَظر به بِصَمت كَما لو انّه يَستعيدُ ذكرياتِه

- لن اكذِب ، كنتُ غاضِبًا و مُشتعل بشكلٍ رَهيب ، خُصوصًا حينَما غادرَت بِتلك الطريقة و تَركت اليوت خَلفك حزينَة في يومِ ميلادها ، تَمنيتُ ان اقتلُك حينَما آراك من جَديد ، لَكن ما ان مَرت بِضع ايامٍ بدأت اُراجع نَفسي ، و اُحاول ان اتوصَل الي سَبب خِيانتك الذي بالتأكيد هو رَغبةً منك في انجابِ طِفل ، رُغم انّي على اتمِ الدرايَة ان ذلك لن يَحدُث من اختي

رَفع عيناهُ الي اللورد ليُكمل

- وَضعت نَفسي في مَكانك ، وَشعرتُ انهُ لك كامِل الحَق في الحُصول على طِفل اذ جَميعنا نَعرف كَم تُحِب انت الاطفال ، خِلاف ذلك فطيلَة السنوات الماضِيَة لم نَرى مِنك سِوا الخَير ، و حُبك لاليوت واضِح جدًا ، مَهما حاوَلت جَعلك تَزيغُ في الخُروجات الشبابيَة تكونُ اولّ من يَعودُ الي بيته من اجلِ قضاء ما تَبقى من الليلَة مَعها ..! عَقلي توقف عن العَمل لبُرهَة ، فخُروجاتك جميعها مَعي حينَما آتي زيارَة من المانيا ، لم ألمح عَنك شَئ يُثير الشُكوك بتاتًا ، لذلك امتنعتُ عن اخبارِ اليوت حتى افهَم ما يَجري مِنك

زَفر جونغكوك انفاسَهُ قبل ان يَبتسم مُمتنًا و يَقومُ بالتَربيتِ على ذِراع ماثيو قائِلاً بلُطف

- شُكرًا لَك ، انا مُمتن لانَك لم تَحكم عليّ رُغم ان دَليل ضِدي

خَرج من المِصعد بِرفقَة اخ زَوجته الذي ابتَسم مُجيبًا

- اميلُ للحُكم على الناسِ من المَواقف ، و مَواقفك مَعي و مَع افرادِ عائلتي جَميعُها لا تَدُل سِوا على الخَير و المَحبة ، سَنتوصل الي الحَل سويًا لا تَقلق ، دامني استطيع فانا هُنا للمُساعدَة

جُزء من اللورد اطمَئن حينَما وَجد من يَتقاسم مَعهُ هَمه و يعَلمُ سِرَه الدَفين ، تَنفس الصَعداء يُراقِب ماثيو الذي ضَغط على كَلِمَة السر قبل ان يَفتح الباب اذ كَشف لهُ عن شِقَة حَديثَة

دَخل وراءَهُ يَرى الاصغَر يُشعل الاضواء لِيتمشَى الي الداخِل بَحثًا عن طَيف ابنتِه التي وَجد مِرضعتها فوق الطاولَة

هَرول مُسرِعًا للانخِفاضِ و حَملها لِيبتسِم مُمتنًا لِبقاءِها على قَيدِ الحَياة ، تَنفس الصَعداء و جابَ بِعيناهُ اطراف الشقَة قائِلاً

- اين هي ؟

أشار ماثيو بيدِه على باب الغُرفَة التي بِجانب الحَمام ، قامَ مُسرِعًا بالتَوجه اليه و طَرقه يَنتظرُ رَد المَعنية ، لَكن جوابُها كان التزام الصَمتِ و التجاهُل

نَظر اللورد الي الاصغَر الذي هَز اكتافهُ بِقلَة حيلَة

- اخبرتُك منذ ان جاءَت لم المَح ظِلُها البتّة
اكادُ انسَى شَكلُها

حاوَل على قَدرِ استِطاعتهُ فَتح الباب ، لَكنهُ مُحكم الاغلاقِ من الداخِل ، تَنهد ليَرفع عيونِه الخَضراء للتَحديقِ بماثيو الذي قال

- ساُغادر انا فرُبما وجودي سيُضايقها ، ان تَوصلت مَعها الي حَل اتصل بي

تراجَع بِضع خُطواتٍ الي الخَلف و حينَما وقف عند الباب طالَعهُ بِنَظراتٍ قاتلَة

- اياك ان تُفكر بخيانَة اُختي اسمِعت ؟

ارتَفع طَرف اللورد ساخِرًا قبل ان يَنخفض لازالَة حِذاءه و رَميه على من ضَحِك و اغلَق الباب مُسرعًا قبل ان يُصيبَه الاكبر

- الهي لا اُصدق كَيف امكنهُ المُزاح في مِثل هَذا الوَضع الجديّ

التَفت نحو الباب الخاصِ بماريسا و عاوَد طَرقهُ من جَديد قائِلاً

- افتحي الباب ، هَذا انا جونغكوك
ماثيو قَد غادَر

كانَت هي تَقفُ خَلف الباب تَسمعُ صَوتِه و الصَمتُ يحتَضِنُ دواخِلها ، تشعُر انّها مُحاصرَة من كُل صَوبٍ و لا مَجال لفكِ الحِصار

الهُروب لَيس الحَل ، المُواجهَة هي كَذلك..!

لذلك ، فَتحت الباب لِتَكشف عَن نَفسِها لِمن ما إن رآها حَتى تَنفس مُرتاحًا ، حَدقت في عَيناهُ و كان من الطبيعيّ ألا تَجد اي ذَرة قلقٍ فيها عَليها ، لانّهُ سارَع بابعادِها و الدُخول بحثًا عن رَسيل التي وَجدها نائِمَة فوق الفِراش

وَقفت هي بِصَمت عند الباب تُراقب مَكان وقوفِه السابِق ، تُفكِر ان وُجودِها كَعدِمه ..! هي تَشعُر ، انّها منبوذَة

وَسع اللورد عَيناه حينَما رأى ابنتِه التي تَغيرت نَظرتهُ اليها عَن السابِقَة كُليًا ، صَحيح انّهُ كان يُحِبُها ، لَكن مُنذ ان عرِف انّها قطعَة منهُ حتّى تَضاعفُ حُبه اليها

انخَفض الي مُستواها يَحمِلُها بين ذِراعيه كيّ يُعانقها باقصى قُوتِه يَستردُ شَوق الايام الماضِيَة قدر استِطاعته

- حَبيبتي ، رُوحي و قَلبي ، انتِ بِخَير يا صَغيرتي؟

هَمس لَها بعدَما تَسبب في استِيقاظُها و عُبوسِها حينَما كانَت في اسعدِ مراحِل نومِها ، انتفاخِ وَجنتيها الحمراء جَعلهُ يُقبل على عَضها و تَقبيلها و ذَلك ما جَعل رسيل يَطفحُ كيلُها و تبدأ بالبُكاء

الا يَكفي انهُ افسد نَومها ؟ و الان يَطمعُ بتناول وَجنتيها؟

رَفضت البَقاء عِنده و ارادَت الذهاب الي اُمها حينَما تَخبطت في حُضنه و مَدت يديها الي ماريسا الواقفَة خَلفه

احَس بالحُزن لِرفضِها لهُ ، و ذَلك جَعلهُ يَتيقن ان مَهما احبَتهُ لَن يصل الي مَكانة ماريسا في قَلبها ، فهي التي قَضت الليالي الماضِيَة تُداوي جُروحِها الصغيرَة من بُعده ، و تَسهرُ على مَرضِها على حِساب نَفسِها

اقتَربت ماريسا لاخذِ ابنتِها منهُ و بِمُجَرد ان حَضنتها و قَبلت رأسِها حتَى هدأت الصُغرَى تمامًا و ارتخَت بداخل اذرع امها

التَفت اللورد اليها يُناظِرها بِصَمتٍ قبل ان ينطِق

- هل انتِ بِخَير ؟

اكتَفت بِرَفع عَينيها اليه و التَحديق بِه دون اجابتِه ، مَشت في اتجاهِ الخارِج للجُلوسِ فَوق الاريكَة و في مُنتَصف حُضنِها رَسيل التي حاوَل جونغكوك اخذُها كَثيرًا لَكنها تستمرُ بِرفضه و التَشبُث بامُها

تَمكن منهُ اليأس و جَلس فوق الاريكَة قُبالَة العِشرينيَة التي تَمسحُ على شَعرِ ابنتِها بهُدوء ، فَكر طَويلاً في مَاقالهُ سابقًا عَنها ، و اتهامهُ الباطِلُ اليها ، لِذلك وَجد أن الطَريقة الصحيحَة لِمُعالجَة خطئه هي الاعتِذار

نَظر اليها مُطولاً يُحاول استِجماع حُروفه ، الفتاة تَبدوا مُدمرَة بالكامِل امامَه ..! كَيف سيستطيعُ هو بِناءِها بِكلمَة اسِف ؟

الامرُ شِبه مُستَحيل ، لَكنهُ سيُحاول

- في الواقِع ، و بَعد ما اَثبتتهُ التَحاليل ، اتضَح انكِ المُحقَة ، لِذلك يتوجبُ عليّ الاعتذارُ على اتهامي الباطِل لَكِ ، انا اسِف

رَفعت ماريسا عَينيها اليه تُناظِرَهُ بِهُدوء ، ما فائِدَة اعتِذاره؟
هل سيُنشئ لَها حياة ؟ و يُعطيها الحُريَة ؟

- و بَعد ؟

ذَلك ما نَطقتهُ حينَما احسَت بالسُخريَة من اعتذارِه اذ قالَت

- مالذي سيَفعلهُ اعتذارُك لي ؟

صَمت و لَم يجِد ما يَنطِقه لبُرهَة ، هو حَد ذاتِه لا يَعلم
اغمَض عُيونَه يُدلك جَبينهُ قبل ان يَنطِق

- نحنُ بحاجَة لان نَعرِف ، كَيف انجبنا رَسيل
كِلينا لا نتذكَر ..!

رَفع عينيه اليها يُناظرُها من جَديد

- صَحيح اني لم افقد ذاكِرتي ، لكني اُقسم انّي لم اركِ من قَبل ، لا اتذكركِ اطلاقًا و لم المِس في حَياتي امراةٍ غير زَوجتي

قامَت بالايماء قَبل ان تُخفِض بصرِها عنهُ قائِلَة

- انا اعرِف ، انَك تُحِب زوجتك ، ذَلك كان واضِحًا تلك الليلَة

اومَئ كيّ يُؤكِد براءَتهُ حينَما قال بسُرعَة

- ارأيتِ ؟ انا اُحبها و ذَلك واضِح ، اي من المُستحيل ان اخونَها..!

قامَت بالايماء بِصَمتٍ فليسَ بِوسعها الدُخول في نِقاشٍ حَول موضوعٍ حَساس كَعِلاقته بِزوجته ، هي اكتَفت بِحَق..!

واصل هو يُوضِح

- علينا ان نتوصَل الي اجابَة مُرضيَة ، ساعديني بِذلك
عليكِ ان تَتذكري ، اعني هل تَعرضتِ الي حادِث تَسبب بفقدانك ذاكرتك؟

ناظَرت الفَراغ لِلَحظاتٍ قَبل ان تنطِق بِقلَة حيلَة حينَما نَفت

- لَستُ اذكُر ، كُل ما استَطيع تَذكُره ، اني استَيقظتُ و كنتُ حامِل عَلى وَشكِ الولادَة ، ثُمّ ، انجَبتُ ابنتي..!

نَظر اللورد في عُيونِها بِاستِفهامٍ حَيثُ نَطق

- هل انجبتِ طبيعي ام قَيصريّ ؟

اخَذت وقتًا لِتُجيب اذ انَزلت رأسِها الي بطنِها المُنتفِخ قبل ان تَقول

- انجبَتُ قَيصريّ ، ذَلِك يُفسِر انتفاخ بَطني

حَدق في بطنِها المُختبئ وراء مَلابِسها ليَقوم بالنَفي مُعترِضًا

- لم الحَظهُ

عاوَد رَفع عُيونِه اليها يُفكِر

- اذًا لابد انكِ تعرضتِ الي حادثٍ بعد تَلقيح بُوضيتكِ مُباشرَة ، قبل ان يَتكون الجَنين ، ذلك يُفسر عدم اجهاضكِ لهُ لانكِ استيقظتِ و انتِ حامِل ..!

عَقد حواجِبهُ يُناظِرُها باندِهاش

- ايعني ذَلك انكِ دخلتِ في غَيبوبةٍ لاشهُر؟

حَدقت بِه بِصَمت اذ لا تَستطيعُ اجابَتهُ اطلاقًا فَهي لا تَملكُ ايَة خَلفيَة عمّا جَرى مَعها ، كُل ما تَذكرهُ انها انجَبت طِفلتها ، و بَقت في المُستشفَى لاشهُر

- حسنًا اخبريني ، خِلال الاشهُرِ الماضِيَة اين كنتِ ؟ و من اخبركِ انّي والِدُ رَسيل ؟ ذَلك الشَخص هو الذي يَعرِفُ طريقَة مَجيئِها دامَهُ عَرفني

حَدقت ماريسا في ابنتِها التي عادَت الي النَوم و تِلك كانت فُرصَة اللورد ليأخُذها قليلاً و يقومُ باحتِضانها حَتى يُشبع نَفسهُ بها ، وَضعها بداخِل حُضنه بعدَما مَدتها الكُبرَى لهُ ثُمّ اخبَرتهُ

- انَجبتُ رَسيل ، ثُمّ مَثلتُ انّي لازلتُ في غَيبوبَة لانّي كنتُ اسمَع حواراتٍ غريبَة من المُمرضون و الاطباء هُناك

قَطب اللورد حواجِبه قبل ان يَصُب اهتِمامهُ اليها بالكامِل يَسمعها تُتابع

- كانوا يقولون انّهم عَليهم اخَذ رَسيل ، و التَخلُص منّي ، لَكنهم احتَفظوا بي لاعتني بِها خِلال تلك الاشهُر حَتى يأتي الشَخص المَعنيّ و يستلم الطِفلَة

اقشعَر بَدنُ السَفير من الذي سَمِعهُ و بدأت شُكوكَهُ تَغزوا تَفكيرَه ، بِلا شَك حَمل ماريسا كان مَقصودًا ..! انّهُ ليسَ عن عَبث اطلاقًا

عاوَد النَظر اليها من جَديد يُطالِعها باهتِمام و هي تُواصِل مُوضِحَة

- كانت هُنالك مُمرضَة كبيرَة في السِن ، دوَمًا تُجالِسُني و تَهتمُ بي كيّ استطيعُ الاعتناء بِرَسيل جَيدًا ، و حينَما عَلِمت ما يُفكرون بِه ، ساعدَتني بالهَرب و اعطتني تِلك الورقَة التي بِها عنوانك و اسمِك ، و لاني لم يَكُن لديّ المال حتى اُسافر الي العاصمَة ، اضطررتُ ان ابحَث عن عمل كيّ استطيع المَجيئ اليك

استَمع اليها بِحَذرٍ تام قبل ان يَقوم بالايماء ايجابًا قائِلاً

- هل تتذكرين اسم المُستشفى ؟

حَدقت في عَيناهُ تُجيبه

- انّهُ ذات المُستشفى الذي ذَهبنا لهُ حينما مَرِضت رَسيل ، السَبب الذي جَعلك تراني اختبئ خَلف سيارتك باليومِ التالي أنّ ذلك الطَبيب حاول اخَذ رَسيل منهُ و انا طَعنتهُ في كَف يدِه و هَربت

عَقد حواجِبه اكثَر لِيقوم باخفاض بَصره الي ابنتِه النائِمَة ، انحنى لِتَقبيلها في مُنتَصف جَبينها و هي تَنام كالملاكِ في حُضنِه

- مالذي يريدونَه بِطفلتي ؟ و لما هُم عازِمون على اخذِها؟

رَفع عيناهُ الي ماريسا التي هَزت اكتافِها بعدمِ فَهم حيثُ نَطقت

- هُم الان يَبحثون عنّي ، لِذلك كنتُ مُصرَة على البَحث عنك حتى حينَما علمتُ انك مُتزوج ، حَياتي انا و رَسيل مُعرضَة للخَطر

نَظر في عَينيها يَجِدُها في قِمَة الخُذلانِ من الحَياة و هي تَتحدَثُ بذلك الهُدوء الذي يتنافَى مت انهياراتِها الداخِليَة ، هي تابَعت بينَما تَضعُ يديها فوق افخاذِها

- فقط اُريد البَحث عن عائِلتي ، اُريد ان اعرَف من اكون
حتى استطيعُ الشُعور بالآمان ، ان..انا فقط خائِفَة

حَدقت بِه بَعد اخر ما قالَت و هي تُقاوِم دُموعها بِصُعوبَة فالذي مَرت بِه لم يكُن سَهلاً ان تَحتملهُ فتاةٍ بِمثل سِنها ، هي لازالَت طِفلَة..!

تَنهد اللورد مُستاءًا على حالِها فإن كان حَملُها مُخَطط لهُ فبلا شَك هي ضَحيَة ، حاول مُواساتِها حينَما قال لَها بهُدوء

- لا تَخافي انا هُنا ، ساقومُ بحمايتكِ
لَكِن بشرطٍ واحِد

مَسحت عَينيها كيّ لا تَفضحها بالكَشفِ عن دُموعها تَسمعهُ يردِف مُواصِلاً بِنَظراتِ جادَة تَعكسُ كَلامهُ جَيدًا

- ساقومُ بحمايتكِ و تَوفير كُل ما تَحتاجينَه ، سَواء لكِ او لِرَسيل ، لَكن ذلك سيكونُ مًقابل بقاءكِ وراء السِتار ، مُهمتك الاولَى و الوَحيدة هي الاهتِمام بِابنتي ، فَقط..!

هل بِكَلامه هَذا ، سيمحي شَخصيتِها و يَصنعُ مِنها مُربيَة لابنتِه فقط؟
كَما لو انّهُ ، سيستَعبِدُها..!

•••

7830 ✔️

اهلاً اهلاً في الفَصل العاشِر
كيفكم ؟ وحشتوني حسيت غبت عنكم شَهر

عُمومًا ، كيف كان الفصل معاكم ؟

حسيتوا بحب اليوت لزوجها ؟ 🔪

مدري ليه الكُل ضِدها ، احسكم تكرهونها بدون سَبب 😭
انتم ما شفتوا منها شئ ليه تحقدون عليها؟

عمومًا ، تتوقعون كيف حيتعامل السفير مع وَضع ماريسا؟
هي فعلاً حتوافق انها تفضل وراء الظل زي ما قال؟

بخصوص ماثيو و تعامله مع الموضوع لما عرف؟

المشاعر بين اللورد و زوجته؟
تتوقعون علاقتهم راح تتحسن ولا تُسوء..؟

هل حَمل ماريسا مُخَطط له ؟
و ان كان كَذلك ، مين مَصلحته من الامر؟

يلي يقولي زوجته علشان تفاجئ السفير
حرفيًا ، ما ادري شقول والله
التفسير ده تعبت منه من كثر ما جالي ..

بخصوص لقاء السفير و الوزير القريب؟
كيف تتوقعون ممكن يكون؟

يلي مايعرفون وزير رواية هازبند ، مر عليك الكثييير
انت شتسوي هنا؟ مين ما يَعرف وزيري..!

لو اليوت عرفت بوجود ماريسا ، كيف ممكن تتصرف ؟
تتوقعون ممكن تتفاهم معاها و يصيرون صديقات؟ 👀
يحطمون توقعات السفير و يسحبون عليه 😭
يكونون حِزب ضِده

اكثَر جُزئية حبيتوها هُنا..؟

مَشهد تريدونَه يصير مُستقبلاً ..؟

رسيل بهذا الفصل كان ظُهورها قليل نوعًا ما

2500 تصويت
5000 تعليق
فَصل جَديد ✔️

الفصل طَويل عن المُعتاد ، عطوه حُبكم 🤍

اراكم في الفصل القادِم ان شاء الله
الي اللقاء 🌼







.
.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top