Our child | 09
THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD
اهلاً بكم في الجُزء التاسِع 🍂
لِنَبدأ 🐻
•••
- با..بابا
بابا تِلك ، سَببت صَدمة للأم اكثَر من اللورد الذي تَجمّد مَكانهُ غير مُدرِك فَوج الاحاسيس الذي داهَمهُ و قيّد تَحركاتِه ، في الوَقت ذاتِه ، أحسَت ماريسا بالغَدرِ و طَعم الخيانَة من قِبل طِفلتها التي تَبكي تودّ الارتماء في حُضن والِدها
كانَت تُحاول بِجُهدها لَفت انتباهِه ، و حينَما نَدهت عليه و استخَدمت سِلاحها الفَتّاك ، نَجحت في جَعله يَلتفتُ اليها بِتعابيرِه المُنصدمَة جرّاء ما سَمِع
احقًا ، سَمِع طِفل يُناديها بابا ..؟
الكلِمَة التي بَكا عليها ليالٍ ، كيّ يَلفِظُها ابنه من اجلِه..!
هاهو ذا يَسمعها من طِفلَة ، يَظنّ اُمها تَدعي بأنها ابنتِه
ان كانَت تدعي ، فلِما تِلك المَشاعر تُلاطفه بِهذا الشَكل المُبالغ..؟
لِما هو عَلى وَشكِ البُكاء..!
رَسيل ، مُجَرد طِفلَة يَستلطِفُها كَباقي الاطفال
الذين سَبق و سَمِع منهم كَلِمَة بابا
حينما يُطيل مُلاعبتِهم
لَكن بابا من فَمِها هي ، مُختلفة و نَجحت في حَصرِ مَشاعره وِسط خانَة الابوّة التي دَفعت بِجَسده في اتجاهِ الطِفلَة مُباشرَةً دون تَردد
تَرك كُلّ شَئ خَلفه ، تبًا للعالَم ان كان المُنادي رَسيل..!
لبّى رَغبتها و حَملِها يَدفعُ بِها داخل حُضنِه بِاقوَى ما يَمتلِك حتّى هدأ بُكاءها و رَضت الاميرَة الصغيرَة بِمَسحه المُحِب فَوق شعرِها الناعِم
تَمسكَت بِه و حَجب دُموعه عن اعيُن ماريسا باخفاضِه لِجُفونِه
لم يَكُن يَعلم سَبب رَغبته المُلحّة بالبُكاء ، لَكن عاطِفته غَلبت عليه
يَودُ أن يُفرغ كُلّ ذَرة كَبتٍ بداخله ، عَبر البُكاء وِسط حُضن رَسيل التي تَتمسكُ بِه و تَحشُر رأسِها في رَقبتِه ، يُريد بشدّة ان يَشتكِ لها من قَسوة الحياة
رُغم انّها طِفلَة لا تتجاوزُ السَبع اشهُر
لَكِنها ، كافيَة بِجَعله يشعُر بالآمان
مُنذ اولّ مرَةٍ ، حملها بين يَداه
احسّ ، بالانتماء اليها
راقَبتهُ ماريسا بِصَمتٍ في الوقت الذي جاءَت فيه للتذمُر لخيانَة ابنتِها ، لَكن حينَما رأت احمرار انفِه عَلِمَت انّ المَوقف كان حَساسًا بالنِسبَة اليه لِذلك سَحبت نَفسها و تَركتهُ يَحظى بِوَقتٍ خاص مع ابنتِه
عادَت ناحِيَة المَطبخ تُعد الفُطور لِنَفسها
هي لَيست مسؤولَة عنهُ لِتتذكَرهُ مَعها
لاسيما انّهُ غير لَطيف في التَعامُل
لِذلك ، نَفسها اولَى بِها
في ذاتِ البُرهَة دَخل السفيرُ مع رَسيل الي غُرفته يَجلسُ بها فوق السَرير بينَما يُطالع عُيون الغَزال خاصتِها ، عُيونِها مُدورَة و واسِعَة تملكُ ذات سَحبةِ عُيونِه هو و لَونِهما المُمَيز
ابتَسم بِحُب و مَسح الدُموع التي تَسربت من عُيونه غَدرًا اذ قال يُخاطِب من قامَت كذلك بتقليده و مَسح عُيونِهما بِاكمامِ الفستان الذي تَرتديه
طالَعتهُ بانتِباه حينَما قال لَها بِلهفَة
- اعيدي ما قُلتِ ..؟
سَكتت و لم تَنطِق بِحَرف ، بل ظلّت تُراقبه و هو يُحاولُ مَعها اذ قال
- قولي ، بابا..!
شاهَد عُيونِها الخَضراء و هي تُناظِرَهُ بانتِباه ، فَشل في اقناعِها و ذَلك جَعله يعبسُ و يَستاءُ من نَفسِه
- مالذي جَعلك الفَراغ العاطفيّ تَفعلهُ جونغكوك ..؟
هل صَدقت حقًا انّها ابنتِك ؟
تَنهد مُحبَطًا و قبل ان يَنغمس في احباطه ، فاجَئتهُ رَسيل و هي تنطِقُ بِحَماسَةٍ بينما تُصفق بِيَديها
- بابا!
انتَفض قلبَهُ فَرحًا و لَم يَعي على نَفسِه الا و هو يَستقيمُ و يَرميها في السَماء ثُمّ يُعيد التقاطُها من جَديد ، كان السَبب في جَعل اصواتِ ضحكاتِها تتعالَى بكامل ارجاء البَيت حتّى وَصلت لاذنيّ اُمها التي ابتَسمت بِخُفوت
- لا اُنكر ، انّهُ أب مِثاليّ
اخرجَت التوست من الة التَحميص ثُمّ جَلست تدهنه مع الزُبدة بينَما تُطربُ اذانِها بضِحكات ابنتِها و اصواتِ مُلاعبَة السفيرِ لَها
قَضمت القُضمَة الاولَى ، و تَفكيرُها المُفرَط كان كَفيل بسدّ جوعِها عند القُضمَة الثانيَة حينَما احسَت بغصّة و خَيبة املٍ شَديدَة من حَقيقَة السَفير بِزواجه
للتو ، بدأت تُدرِك ، انّها بالفِعل وَحيدَة!
نجحت في ايجاد والد رَسيل ، و سَتنجح في اثباتِ ابوتِه لَها
لَكِن ، ماذا عَنها هي ؟ عَن حياتِها العاطِفيَة ؟
ناهيك عن ذَلِك ، كَيف سيكونُ تَصرُف السفير بِشأنها و شأن طِفلتها بعد تأكُده ؟ لا تعتقدُ نهائيًا انه سيكونُ عدائيًا تجاه رَسيل ، اذ رأت ردّ فعله و دُموعه التي استطاعَت لمحها بعدَما نَدهت عَليه بِـ بابا
الخِيارُ الاسَوء ، انّهُ قَد يَحرِمُها مِنها و يأخُذها هو لِتَربيتِها..!
في حالَة ماذا كان لَم يُبالي بِاكتِشاف زَوجته الامَر
خافَت و راحَت تُحاول طَرد تِلك الافكارِ السَوداء للحفاظِ على اتزانِها و سَلامِها النَفسيّ ، مُستَحيل ان ياخُذ ابنتها و يَترُكها هي ..!
بذاتِ الوَقت ، كَيف سَتعيش ؟
مالذي سَتفعلهُ و كَيف ستلتفتُ الي حياتِها؟
اغمَضت عُيونِها تَحتضنُ وَجهها بداخِل كُفوفِها ، وَضعها صَعب للغايَة
ان تَكون بِدون وثائِق ، يَجعلُ حياتِها جَحيميّة
كانَت تستطيعُ بدأ حياتِها من جَديد
دون المُحاولَة للبَحثِ عن والدِ رَسيل حتّى
لَو كانَت تمتلك هويّة تَسمحُ لها بأن تَحصُل على وَظيفَة رسميّة
رُبما المكانُ الوَحيد الذي سيرَضى ان يُشغلها لَديه ، هو المَرقصُ الليليّ ..! فَكُل عُملاءه تقريبًا ، اناسٍ جاءَت من الشَوارِع
- اتمنى ان احصُل على نِهايَة مُرضيَة لي
لا اُريد ، ان اخسَر نَفسي و شَبابي
صَحيح انّي اعيشُ من اجلِ رَسيل
لَكن ، احتاجُ ان ارى نَصيبي من الحياة
هَمست لِنفسها بِحُزن قبل ان تُوضِب ما تَركتهِ من اكلٍ بداخل الثَلاجة و تَسيرُ للجُلوس امام التِلفاز تَسمح لافكارِها بِسحبها الي قاعِ الظَلام
عِند إذ ، قَرر السَفيرُ اخَذ حمامٍ حينما التَغى مُخططه الصَباحيّ الرياضيّ بسبب رَسيل ، لِذلك دَخل الي الحَمام و مَعهُ الطِفلة التي قَرر تحميمُها معهُ
كانَت خُطوَة جريئَة منهُ ، فَهو لم يسبِق و أن حَمم طِفلٍ من قَبل
لَكنهُ سيُحاول ..! سيبذلُ قُصار جُهده لِجَعل بشرتِها تَلمع
رُغم انّها نظيفَة بالفعل
اجلَسها بداخل حَوضِ غسيل اليدين نَظرًا لِكَونها صغيرَة الحَجمِ فدخَلت بسُهولَة ، قامَ بازالَة ملابِسها رُغمًا عن مَحظ ارادَة رَسيل التي تَمسكت بِفُستانها تَرفُض ازالتِه
ما مَعنى ان يَتكشف هذا الرَجُل عَليها..؟
امها وَحدها من تَملكُ الحَق في ازالة ملابِسها ..!
رَفضت جَعلهُ يزيل فُستانها رُغم مُحاولاتِه المُلحَة التي تَسببت في صُراخِها عَليه بِغَضب و جَذبه من شَعرِه كيّ تُعلمه الأدَب
قليل التربيَة و الاصل..!
الا يَمتلكُ اطفال في مَنزلِه؟
تأوه مُتألِمًا و حاوَل انقاذ نَفسِه حينَما اعتَذر لها لِتُسامحه ، لَكنها واصَلت جَذبه من شَعرِه الي ان انقسَم ظهره من شدّة الانحناء
لَولا مَجيئ ماريسا و تَدخُلها لِفض الشِجار الحاد الذي افتَعلتهُ ابنتِها ، لَكان السفيرُ قد فقد كامِل شَعرِه..!
- مالذي يحدُث هُنا !!
شَهِقت ماريسا مُنصِدمَة من اصواتِ تَذمر اللورد الشِبه باكِيَة مع صُراخِ ابنتِها التي مَسكتهُ من شَعره بِكلتا يَديها
كَبحت ضِحكتها بِصُعوبَة و لَولم تُشفق عَليه ، لَتركتهُ يَتعذب بين يديّ صغيرتِها التي ما ان تَركتهُ بِطلبٍ من اُمها حتّى بدأت تَبكي بدون سَببٍ يُذكر
من يَراها يَعتقدُ ان السَفير كان يُعذِبُها..!
لذا ، مَدت يديها اتجاه اُمها تَبكي في حُضنها بعدَما حَملتها تَحت نَظرات اللورد المُنصدم و هو يُدلّك فَروة رأسِه بألمٍ و صُداع افتّك بِه
- ان..انظروا اليه..اليها ..!
الهي جنس النساء مُفتري..!
من يراها يَظنّ انها من تَلقت التعذيب بدلاً منّي..!
طالَعتهُ رَسيل بِعينين باكِيتَين قبل ان يَزداد بُكاءها حينما اشار عَليها يَتهمُها بِتعنيفه ، ماريسا تَعرفُ جيدًا طِباع ابنتِها الهمجيَة احيانًا ، لَكن رُغم ذَلك وَقفت في صفها و قالَت تَلومه بِحاجبٍ مَرفوع
- مالذي فَعلتهُ انت لها حتى تُمسكك من شَعرك؟
و لِما جَعلتها تَبكي ..!
لازال يقومُ بِتدليك رأسه مُتألِمًا قبل ان يُبرر لِنفسه مُنفعلاً
- لم افعَل شئ سِوا اني حاولت ازالَة فُستانها
كنتُ اريد تحميمِها مَعي..!
وَسعت الكُبرَى عينيها و هي تُرِبت على ظهرِ صغيرتِها كيّ تُهدأ من بُكاءِها
- يا الهي..! هل حاوَلت نَزع فستان ابنتي..!
هل انت مُتحرش او ماشابه؟
من ردّ فعل الأم ، عَلِم جَيدًا سَبب ردّ فعل الابنَة
لم يَكُن بِوسعه الغَضب ، لِكَونه صَرخ هلعًا حينما رأى
صَرصور !
صَرصور يَمشي فوق الجِدار ، بل طائِر كانَ على وَشكِ التَحليق نَحوه بالشَكل الذي جَعلهُ يَخرُج رَكضًا من الحَمام تَحت استِغراب ماريسا و صَدمة رَسيل التي تَوقفت عن البُكاء من صُراخه
انصَدمت كُل من الام و ابنتِها لِهُروب ذَلك الرَجُل الضَخم من امامهنّ لاجلِ ، صَرصور ..!
- مال..مالذي ؟
هَتفت ماريسا بِعَدم تَصديقٍ قبل ان تَقوم باللحاقِ بِه تُطالعهُ بصدمَة
- هل هَربت من اجلِ صَرصور ..؟
كان الصرصور الطائِر يُلاحِقُها و يَتجه ناحيَة السَفير الذي يَمتلك فوبيا بالفِعل من الحَشراتِ بِسبب مَوقف صَعبة جَرت في طُفولتِه
لِذلك ، لم يكُن امر هُروبه تَحت مَحظ ارادتِه
الامر خارِج عن سَيطرتِه كُليًا
لَم يَسعهُ الاعترافُ امامَها بِخَوفه ، و اكتَفى بالخُروجِ من الغرفَة ثُمّ البَيت بأكملِه يَترُكها تتعالج من صَدمتِها ..!
كامرأة ، هي لا تخافُ الحَشرات
لذلك كانَ سهل عليها قَتل الصرصور بالشبشب
التَقطتهُ حينما سَقط على الارض و تَوجهت لِرَميه في النُفايات مُتمتمَة باستِغراب
- ماهذا الرَجُل الدلوع ؟ هل يَخافُ من الصراصير حقًا؟
ضَحِكت بعدم تَصديق ثُمّ طالَعت وَجه ابنتِها المُبلل بالدُموع
انخَفضت تُقبل انفها الصَغير و تُعاتبها قائِلَة
- لا اعلم لمن انتِ عصبيَة بذلك الشَكل ! تَوقفي عن سَحب شعر والدك ! انَه اباكِ احترميه همم ؟
قَوست الصُغرَى شَفتيها و ذَقنها يَرتعِد
لما لا تَفهم امّها انها قَضيَة شَرف ..!!
احتَضنتها الاكبرُ سنًا الي مُنتَصفِ صَدرها تمسحُ على ظهرِها برقّة حينما اصدرَت رسيل اصواتًا باكيَة جَعلت قلبُ امها يَرِق
- حسنًا ياروحي انتِ مُحقة ، لا تَبكي
اعلمُ حينما يعود سَترتمين بحضنه من جَديد
مَشت بها في اتجاهِ الحديقَة الخلفيَة للمنزل اينَما جَلست تُلاعبها على العُشب و هي تتأمُل تِلك الطبيعَة الساحِرَة بانجِذاب شَديد
•••
رَفع ماثيو عَيناهُ من سيجارتِه حينَما انضَمت اخته للجُلوسِ بجانبه قُرب المَسبح ، ناظَرها ما ان التَقطت فنجان قَهوته تَحتسي منهُ بِشُرود
- مالذي تَفعلينه هنا ؟ الم يكُن لديك بَرنامج تلفزيونيّ تُصورينه ؟
سألها مُتعجبًا من وُجودِها اذ قَرأ الحيرَة في مَعالم وَجه مَن ناظَرتهُ بهدوءٍ قبل ان تُجيبَه بِصَوتٍ يُماثل نَظراتِها
- الغيتهُ ، لستُ بمزاج جَيّد لاظهر على الشاشات
حَدق ماثيو في مَلامحها المُتعبة اذ لاحظ وجود هالاتٍ تحت عُيونِها ، سُرعان ما سألها مُندهشًا
- هل لم تنامي الليل ؟ اُنظري الي عُيونك كَيف..!
هي من النَوع المُلتزم في روتينِه الصِحيّ
تنضبطُ في مواعيد نومِها و ان تأخَرت عن ميعادِها
سُرعان ما تَظهر ايماءات التَعب على وَجهها
- لم استطِع النَوم و انا اُفكر بجونغكوك
لا اعلَم الي اين ذَهب ، و متى سيعود..!
فراشي بارِد من دُونه ، اعتدت على حُضنه
اجابَت بِصَوتٍ مليئ بالحُزن و هي تُطالِع المَسبح امامَها ، لم تكُن تشعُر بنظراتِ الشفقَة من عُيون اخيها الذي اطفَئ سيجارتَهُ و مَسح على شعرِها مُواسيًا
- انتظري يَومين أخرين و سيظهَر
لا تَقلقي بِشأنَهُ ، همم ؟
الكلامُ سَهل ..!
كيف يُمكنها ألا تَقلق ؟
فهو زَوجها بِحَق!
قامَت بِطرحِ انفاسِها قبل ان تَتكئ على الكرسيّ خلفها و تَمد يدِها في اتجاه اخيها تطلُب مِنهُ سيجارَة ، غالِبًا تتجنّبُ التَدخين للحفاظِ على صِحتها و انوثتِها كنجمَة سينمائيَة ، لَكنها في اقصَى مراحِل حُزنها في الوَقتِ الراحل
قدّم لها ماثيو سيجارَة قامَت بتدخينِها و هي تُطالِع المَسبح بِهُدوء
- هل تعتقِد ان جونغكوك قد يَقومُ بِخيانتي يومًا ما ؟
سَعُل ماثيو مُنصدِمًا من سُؤالها الذي جَعل وجهه يَحمّر من اختناقه ، ضَرب على صَدرِه ثُمّ التَفت بِرأسِه الي اُخته التي ناظَرتهُ بينَما تقطبُ حواجِبها
- مابِك ؟
حَدقت في عيناهُ الزَرقاء و هو يُطالِعها بعدَما استعاد سَجيته
- ما الشَئ الذي جَعلكِ تُفكرين انّه قد يَخونكِ ؟
ارتَفع طَرف شفتِها بسُخريَة قبل ان تُجيب
- حُبه للاطفالِ مَثلاً ..؟
صَمت توأمُها و هو يُفكِر بِحَقيقة ما رأى مُنذ يَومين ، لَم يكُن بِوسعه اجابتِها الا حينَما تابعَت هي بينَما تُطالع منزِلُها المُقابل لقصرِ والديها
- ماذا لَو لَم ، يَقُم أدريان ، بِخيانتي ..؟
•••
كانَت الساعَة تُشير الي الواحِدَة ظُهرًا
حينما عاد السفيرُ الي البَيتِ و بين يَديه بِضع اكياسٍ
تَخُص بعضًا من الفَواكِه الطازَجة
مَشا في اتجاهِ المَطبخ يَرى ماريسا هُناك تُجهز الغَذاء ، وَضع الاكياس بالقُربِ منها ثُمّ سألها مُستفسِرًا
- ماذا طبختِ ؟
رَفعت عُيونِها اليه تُطالِعهُ بِتَرقُب
- طبختُ لِنَفسي..!
لِما تسال؟
تَضايق من فِكرَة انها حَسبت نَفسها من دونِه
ماهذا ؟ الا تَعلم انّهُ يشارِكُها المنزِل..!
- لِنفسكِ ؟
اومأت لهُ بينَما تُعد السلطَة بعدَما وَضعت فخذ الدَجاج في الفُرن يَتحمر ، استَفزتهُ و رُغمًا عن ذَلِك ، مَسكها من ذِراعها يُقاطِع عَملها حينما قام بِجرها ناحِيَة الصالَة
- مالذي تفعلهُ اتركني..!
اجلَسها فوق الاريكَة و اخرَج من جَيبه هاتِف حَديث اشتَراهُ عند خُروجه ، ناظَرتهُ الصُغرى بِغَضب تُواشك على النُهوض لولَم يُخبرها بجديّة
- اجلسي ، سالتقطُ لكِ صُورَة
طالَعتهُ بِانزعاجٍ واضِح عَبّرت عنهُ حينما سألَتهُ
- لِما سَتلتقطُ لي صُورَة ..؟
لَم يَلف و يَدور عِندما اجاب بِهُدوء و وضوح
- ساستخدِمها للبحثِ عن هويتكِ الحَقيقيّة..!
تَوقع مِنها ردّ فعلٍ همجيّ مُختلف تمامًا لِفرحتها التي ظَهرت بوضوحٍ على وَجهها ، لَمعة عُيونِها و هي تَسألهُ بلهفَة جَعلتهُ في حيرَة عن امرِه
- هل حقًا ؟ تستطيعُ البَحث عنّي بالصُورَة ؟
اقصَى ما استَطاع الاجابَة به هو الايماء لِمَن جَلست مُعتدلَة امامَهُ مُستعدَة لالتقاط تلك الصُورَة بِحَماسٍ واضِح
- هل ابتسِم ؟ ام اظلّ صامتَة ؟
دَخل على الكاميرا في الهاتِف الذي َضعهُ قُبالَة وَجهها الظاهر انعكاسهُ عَبر الشاشَة التي بَين يَديه ، حماسُها كان سَببًا في ظُهورِ ابتسامتِها العريضَة في الصُورَة بشكلٍ جَعلهُ اكثَر تَشتت حيال امرِها
تبًا ! كان عَليها ان تَخاف حينَما اخبرَها بأنَه سيبحثُ عن امرِها
لا أن تَتحمَس بِهَذا الشَكل المُبالغ بِه ..!!
حَدق في صُورتِها ثُمّ رَفع عينيه للنَظر اليها حينما استَقامت و اقتَربت منهُ تسألهُ بلهفَة
- متى تَستطيعُ جَلب المعلومات عنّي ؟
هل تستطيعُ ايجاد عائلتي حقًا ؟
نَظرت في عينيه بأمل ، تَتمنى فعلاً ان يَكون صادِقًا و يبحثُ عَن سِجلها بِضَمير ، تُريد ان يَكون لديها عائلَة يُحبونَها و يَتمنون عَودتِها سالمَة
كان مُحتارًا و هو يُناظِرُها ، لا يَفهم ما يَحدُث
من هي ، و كَيف وَصلت الي هُنا ؟
و بَين يديها طِفلة تُشبهه !
سألها بِحيرَة تامَة
- هل ، فقدتِ ذاكرتكِ حقًا ؟
ظَهر الحُزن على مَعالم وَجهِها الذي كان مُنذ قَليل مُبتهِج
لم يَسعها الكَذب فَسبق و ان اعترَفت لهُ بذلك في لَحظة غَضب
تخشَى ان يَستغل ضعفها و قلّة حيلتها لِصالحه
لانها لا تَمتلك سَند تكتئ عَليه..!
تَنهدت ثُمّ اجابَت بِحُزن
- ذلك صَحيح ، فقدتُ ذاكرتي و لا اذكُر من اكون
لم يكُن الامر منطقيّ بالنسبَة اليه
كيف فَقدت ذاكِرتها و هي حامِل ؟
ام حَملت بعد فُقدان الذاكرَة؟
ان حَدث ذلك ، فلابد ان تَتذكر والد الطِفل..!
- كيف حَملتِ اذًا برسيل ؟ و كَيف انجبتيها؟
التَزمت الصَمت لبُرهَة قَبل ان يَنتهك الصُداع رأسِها
مَشت عودَة الي المَطبخ و هي تُجيبه
- لستُ اذكُر ، لو كنتُ اعلم الطريقَة التي حَملتُ بها ما كنتُ لآتي اليك استفسرُ كَيف خَدعتني و انت مُتزوج..!
لازال مُصِرًا ان رَسيل ليسَ ابنتِه
بل اصرارِه ، تَزعزع بَعض الشَئ بعد سَماعه لِبابا تِلك
لِذلك قال بِتوتر يُنافي ثقتهُ قبل يَومين
- رَسيل ليسَت ابنتي ..!
لَحقه و جَلس امامَها يُراقِبها و هي تُجهز طَبقها الذي كان يَحتوي على ارُز مَع فِخذ دجاجِ و الكَثير من السلطَة ، بدا شَكلهُ شهيّ للغايَة لاعيُنِه
- انا لن اتحَدث اكثر من ذَلِك ، التحاليل ستُثبت لَك الحَقيقة
رَفعت عينيها اليه تُطالِعه بجديّة
- و كَفتاةٍ فقدت ذاكِرتها ، سانتظرُ منك تَبرير منطقيّ
لِحَملي بابنتِك ..!
عَقد حواجِبه بِعَدمِ رِضَى ، كَيف يُمكن ان يُعطيها تَبرير هو لا يعرِفُه ؟
ان كان لا هو و لا هي يَعرِفان كَيف جاءَت الطِفلَة
فَمن الذي يَعرِف ؟
كان يُريد سُؤالِها عن بَعض التَفاصيل التي تَخُص انجابِها و كَيف مررت السَبع اشهُر الماضِيَة مَع رَسيل ، لِما لم تَبحث عنهُ منذ الولادَة ؟
لَكن ، بُكاء الطِفلَة الصادر من الغُرفَة بعد قيلولتِها عَرقل مُحادثتِهما و جَعل اُمها تَركُض مُسرعَة لِتلبيَة نداءِها
تَركت خَلفها صَحنُها الشَهيّ الذي لَم يتردد اللورد في سَرقتِه و التهامِه كامِلاً ، ناهيك عَن كونِه جائِع ، هو يَنتقم لِمَلابسه التي مُزِقَت دون رَحمَة ..!
اكل طعامِها بِكُل استلذاذٍ و السعادَة تَغمره كُلما تَخيل ردّ فعلها و هي غاضِبَة و مُنهارَة من فِعلته ، ضَحِك بِشَر و واصَل اكلهُ حَتّى استوعَب نَفسهُ و تَلاشت ابتِسامتهُ بالكامل
وَضع الملعقَة بعدَما انهى الارز باكمله يُطالع ما تَبقى من فخذ الدَجاج
- هل حَقًا ، انا اضعُ رأسي برأسِ فتاة حتمًا لا تتجاوزُ العشرين؟
الهي مالذي افعله ..!
كانَ على وَشك ان يَترُك لها نِصف فخذٍ ، لَكن تذكُره لِمَلابسه المُمزقَة جَعل الحقد يَنمو في قلبِه و يَمنعهُ من تَكبير عقلِه لذا واصَل التهامه بعدَما عادت ابتِسامتهُ الشريرة تَغزوا ملامِحه
حينَما انهى جَريمتهُ ، تَعمّد ترك الصَحن فارِغ مَع عِظام الفخذ و اثارِ حبيباتٍ من الارز فوق الطاولَة و استَقام هو يسيرُ بِشعورِ النَصر ناحِيَة الاريكَة
تَمدد عليها من اجلِ اخذ قسطٍ من الراحَة
يُريد اخذ قيلولَة يستعيدُ بها النشاط الذي فقدهُ بالتَفكير
اذ كَتّف يداهُ الي صَدرِه و غَزت تعابيره سَعادَة لم يشعُر بها مُنذ سَنوات
سعادتهُ ، حينَما يسَمع صَوت صُراخ ماريسا الذي دوا للتوّ ما ان عادَت للمطبخ بعدَما ارضعَت ابنتها و غَيرت حفاظها ثُمّ نيمتها من جَديد
وَجدت طَبقها فارِغًا بعدَما كانَت على وَشك المَوتِ من الجُوع !!
صَرخت بِصَوتٍ عالٍ جَعل ابتِسامتهُ تَتسع ، فَتح عُيونِه بِبطئ كيّ يُطالع انهيارِها من تحت جُفونِه بِسعادَة عامرَة
كانَت على وَشك تَحطيم الصَحن فوق رأسِه حينما حَملتهُ و مَشت ناحيتهُ تسألهُ بغضبٍ عارِم
- حَضرتك من سَمح لك بِتناول طَعامي..!
تَقلّب للنحوِ الاخر يُقابلها بِظهره قبل ان يُجيبها بِبُرودٍ يُنافي بَهجته
- اثبتِ انّهُ طَعامكِ !
حَضرتيه و تركتيه امامي ثُمّ رَحلتِ
ايّ انَهُ اُعَد من اجلي
انهارت من اجابته الباردَة و تَمنت لو بامكانِها فعلاً تَحطيمُ الصَحن فوق رأسِه ، قَضمت شَفتها السُفلى بِغَيضٍ شَديد قبل ان تَركُل الاريكَة اسفله بِقوّة مُتحدثَة
- تبًا لك ، قَليل الاصَل!
من يمُد يده على اشياء غَيرُه؟
جَلس مُعتدِلاً يُناظِرُها بحاجبٍ مَرفوع
هل للتوِ وَصفت نَفسها قبل ان تَصفه؟
- انتِ اخر من عَليه التحدُث بشأن مَد الايادي على ممتلكاتِ غَيرِه!
واصَلت الصُراخ بِه دون اكتراثٍ ، تودّ تَفريغ غضبِها فَحسب
- انا افعلُ ما اشاء ، انت لا !
الا تعرفُ كيف تكون جنتل مان؟
ارتَفت طرف شِفاهه قبل ان يَعقد ذراعيه الي صَدره و ينطِق بطريقَة استفزتها اكثَر
- يكفي اني جنتل مان لِزوجتي
طَفح كيلُها مِنهُ حتّى قامَت بالصُراخ عَليه بينَما تضغطُ على قَبضتِها
- تبًا لك و لِزوجتِك !!
التَفت حتّى تُغادِر لَكنها صُدِمَت بِوقوفِه قُبالتِها بالشكلِ الذي مَنعها تُبصرِ النور خَلفه ، كان فارِق الطول بينهما كافيًا بِجَعل جَبهتها تَصطدمِ بقفصه الصَدريّ
قَطبت حواجِبها ثُمّ قامَت بِرَفع رأسِها الي مُستواه تَرى ايماءات الغضبِ على مَلامح وَجهه حينَما شَتمت زَوجته امامَه..!
- مالذي قُلتيه؟
ايظُنها سَتخافُ منهُ ان وَقف لَها بِعُرض مَنكبيه و ضَخامة جَسده هذا؟
كَررت ما قالَتهُ و لَم يرتجف لَها جُفن حينما قالَت بِبُطئ
- قُلتُ ، تبًا لَك ، و لِزوجتك
قَبض عَلى يَدِه بِقوّة فلِما تأتي بِذكر امراته التي يُحِب؟
اراد ان يوقِفها عَن حَدِها لَكنها كَسرت جَبروته حينما دَفعته من صَدرِه بقوّة و اجلَسته مكانهُ السابِق لِتُكمل سيرِها الي المَطبخ و هي تَشتمه
رَمش مُنصدِمًا من تَصرُفها الذي جَعل وقاره يَتمزق امام عَينيه
ماهَذا ؟ مُنذ متى سِحرَهُ يفشل في اصطيادِ النساء؟
كان عَليها ان تَرضخ لهُ بِمُجَرد ان يَقف امامَها بذلك الشَكل!
لا ان تَدفعهُ و تُمثل أن هَيئتهُ لم تؤثر بِها..!
تَبعها بِعيناهُ مُغتاضًا من جَذابيته التي سَحقتها هي للتو
تبًا ، سيَبكي على وَسامتهُ بعَد قليل
رَمقها بِنَظراتٍ سامَة و هي تَقومُ بِوَضع الاطباق داخِل المِغسلَة ، فاجَئتهُ اكثَر حينما عادَت اليه و قالَت بالحرفِ الواحد
- دام حَضرتك من اكلَت ، فانت من سَتغسلُ الاطباق
اشار على نَفسِه مُتفاجِئًا اذ قال
- ان..انا ؟
قامَت بالايماء لَهُ و عندما رأتهُ على وَشك التمدد للنَوم ، سَحبت الوسادَة من تحت رأسِه و رَمتها على الارض مُتحدثَة بغضَب
- فوق انك التَهمت طَعامي ، تُقرر النَوم كأنك لَم تفعل شَئ ؟
قُلت انّهُ عليك غَسل المواعين حالاً !!
لم تُعجبه الطَريقة التي تأمُره بِها لِذلك استَقام من مَجلسه من جَديد و وَبخها بينَما يُشير عَليها بِغَضب يُنافس خاصتِها
- من انتِ لتُملي عليّ ما افعله ..؟ احترمِ نفسكِ و اعلمي من الذي تُخاطبينَه !
لم تَهتم لِكلامه ، بل أصرّت على كلامِها حينما قالَت
- لا اهتم لمن تَكون فَجميعُنا بَشر هذا أولاً
ثانيًا ، ان لم تَغسلهم فانا لن امُد يدي عَليهم
نحن في الصَيف و دَع الديدان تَملئ بيتك!
تَركتهُ يَغلي من غَيضه و مَشت في اتجاه الغُرفَة ، مَسكها من ذراعِها يُعيدها اليه قبل ان يُوبِخها بِانزعاجٍ واضِح
- انتِ بدأت تتجاوزين حُدودكِ لِعلمكِ ..!
الا تَعرفين عواقِب افعالكِ ؟
همم؟
دَفعتهُ عَنها قَبل ان تَرمقهُ بسخَطٍ اذ قالَت بِهُدوء
- لا يَهمني ما قَد تفعله حَضرتك ، فانا ليسَ لديّ ما اخسره
لست زَوجي كيّ اخاف ان تُطلقني ، حركات الازواج هذه
طَبقها على زَوجتك ، امّا انا ، فحدي مَعك هو ابنتِك
التي حتمًا انت لن تُؤذيها ، لانها قِطعَة مِنك
اقتَربت منهُ اكثَر و لِسوء حَظها ان قُصر قامتِها يَمنعها من مواجهته وجهًا لِوَجه ، عليها رَفع رأسِها اليه دَومًا ..! لكن ذلك لم يَكن حاجزًا في جَعلها تُخبِرهُ بِنبرَةٍ واثقَة
- أعلى ما في خِيلك ، اركَبه..!
تَركتهُ في خِلافٍ مع كبرياءِه حينَما غادَرت الي الغُرفَة ، بَعثر شعرهُ بغضبٍ قَبل ان يَركُل الطاولَة امامَه و يَتجه كالرَجُل الشاطر الي المَطبخ لِغسل الاواني
مَسك مِئزر الطَبخ ثُمّ ارتداهُ قبل ان يُطالع الاطباق بِغَيض
هاهو ذا يَدفعُ ثَمن انتقامه
هذا ظُلم..!
اين حُقوقه كَرجُل؟
بدأ فعليًا يشعُر ان زَوجتهُ نعمَة كبيرة تستحِق التَقدير
يودّ العودَة الي حُضنِها من جَديد
عَبس و راح يَفرُك الطَبق باسفنجَة الصابون التي تُذكره بسبونج بوب ، ثُمّ راح يغسِلُها بالماء و يَضعها فوق منشفة تجففها
نَدم لانّهُ لم يُحضر الة غَسل صُحون الي بيتِه هَذا
سَمِعت ماريسا صَوت المياه ، لذلك طلّت من باب الغُرفَة تراهُ يَغسل بِوَجهٍ عابِس ، ابتَسمت بِنَصر قبل ان تُعيد الدُخول و تُغلق الباب وراءِها
توجهَت مُباشرَة الي التَمدُد و النَوم قُرب ابنتِها العارِيَة
يستُر مؤخرتِها الصغيرَة ، حفاظُها الأبيض
•••
مَركز الشُرطَة | جونيف عاصِمَة سويسرا
دَخلت شَقراءُ الشَعرِ الي مَركزِ الشُرطَة بعد أن تمّ استِعدائِها من قَبلِ الضابِط ، مَشت في اتجاهِ مَكتبِه اذ جَلست قُبالته تُطالِعه باهتِمام
- ماذا هُناك حضرَة الضابِط ؟
قامَ الضابِط باخراجِ مُغلف بلاستيكيّ من الدُرج اذ كان في مُنتَصف هاتِف من اخر اصداراتِ شركَة التُفاحَة المعضوضَة
قام بِوضعه فوق الطاولَة يُقرِبهُ من الانثى قُبالته قبل ان ينطِق
- وَجدنا هاتِف اللورد بداخِل النَهر مُنذ يَومٍ تقريبًا
قَطبت اليوت حواجِبها بعدمِ فهم لِتُمسِك ذلك المُغلف الذي فَتحته و اخرجَت الهاتف من داخِله ، نَقرت على الشاشَة لِتَظهر صُورتِها مع زوجِها يَوم زِفافهما و ذَلك كان اثباتٍ كافٍ انّهُ هاتفه
عاودت التَحديق بالضابِط الذي واصَل موضحًا
- وردنا بلاغ قَبل يومين ان هُنالك امرأة سَقطت بالنَهر
و حينَما توجهَنا الي مَسرحِ الحادِث ، وَجدنا الهاتِف عند المرسَى
ارسلناهُ الي المُصلح لِكَونه تشبّع بالماء و حينما استعدناه
اكتَشفنا انّهُ يعودُ الي اللورد
طالعتهُ الشقراء بِعَدمِ فَهمٍ حيثُ سألت بِرَيبَة
- هل وَجدتم تلك المرأة ؟ و ما عِلاقتُها بوجودِ هاتف زَوجي هُناك ؟
قامَ الشُرطي بالنَفي اعتراضًا اذ قال مُجيبًا
- للاسف لم نَجد لَها أثرًا ، قيل بَعضُ العامَة أن هُنالك رَجُل آسيوي اخرَجها ، و المُشتبه به حتمًا هو اللورد ، اذ ذلك يُفسر وجود هاتفه هُناك
اخَفضت زرقاء العَينين عَينيها الي هاتِفها قَبل ان تسألهُ بِحيرَة
- هل راجَعت كاميرات المُراقبَة؟
طالَعت الضابِط الذي ناظَرها بأسى قبل اجابتِها
- للاسف ، تَم حَذفُ جُزئيَة سقوطِ المراة من كاميرات المُراقبَة
لا نَعلم الفاعل بَعد ، لَكن سنستمرُ بالبَحث حَول الأمر
اكتَفت المرأة باصدارِ همهمَةٍ خَفيفة قبل ان تَستقيم و تَشكرهُ بابتسامَة مُصطنعَة ، غادَرت المَخفر رِفقة لوكاس الذي مَشا في اتجاه سيارتِها يَفتحُ لها الباب
حينَما دَخلت ، رَكب في مكانِ السائِق اذ قامَت اليوت بفتح هاتف زَوجِها و تَفقد سجل مُكالماته الذي بَدا اعتياديًا ، اغلب اتصالاته تَختصّ بالعَملِ غالب الاحيان
قامَت بِقضم شَفتها السُفلى بِغَيض ثُمّ طالَعت مُساعدها قائِلَة
- اُريدك ان تُراقب تَحركات اوليڤر
و اي مَكانٍ غريب يَتجه اليه
اعلمني بِه حالاً ..!
•••
غادَرت ماريسا الغُرفَة في حُلولِ الخامسَة عَصرًا
كانَت قد استَحمت مَع رسيل التي كانَت في قمة نشاطِها
بعد قيلولتِها و حَمامها الدافئ مع اُمها
مَشت ماريسا بِها ناحيَة الصالَة اذ وَضعتها على الارضِ مَع الالعابِ التي اشتراها اللورد لَها و تَركتها هُناك تَلعب
حَدقت في اللورد النائِم بِعُمق فوق الاريكَة ، كَرجلٍ مَلائكيّ لم يَقترف ذنبًا في حَقِها ! لَيس و كأنّهُ الذي التَهم طعامها بِشراسَة منذ ساعات نهائيًا
اغتاضَت من امرِ نَومته المُسالمَة تِلك
و لأنّها تُريد افسادُ صفاء نَومِه
جاءَتها فكرَة شيطانيّة..!
لم تَتردد نهائِيًا في تَنفيذِها و افساد مَزاجِه
سَبق و أن لَمِحَت صرصورين في الحَمام و هي تَستحم ، لِذلك مَشت مُسرعَة اتجاه الحَمام و حاوَلت بِكُل ذرّة قوّة لديها ان تُمسِكهُما
صَحيح انّها لا تخافُ الصراصير ، لَكن جرأتها لم تَصل لامساكِهم..!
اليسَ انتقامُها من السَفير يستحقُ المُجازفَة؟
ارتَعش بدنها لِفكرَة لَمسِهم ، لكنها وَضعت انتقامِها في المَقامِ الاول لِذَلِك دَعست على تقرُفها و دَنت بشجاعَة تُمسِك الأول ، ثُمّ انقَضت على الثاني
كانَت على وَشكِ الاستفراغ ، عَليها ان تُكرر الاستِحمام مليون مرّة كيّ تُزيل شُعورِها الحاليّ بالقَرف
قاوَمت رَغبتها المُلحّة بالتقيئ لِتَسير ناحيَة جَسد اللورد المُمَدد براحَة فوق الاريكَة ، انخَفضت الي مُستواه لِتبتسِم بِشَر قبل ان تَضع صرصورًا بداخل اُذنه ، و الثاني تَركتهُ يسيرُ بحريَة فوق وَجهه
هَمست لهُ بِخُبث
- لنرى كَيف ستسمحُ لَك زَوجتك بالاقتراب مِنها
بعدَما تراك بِهذا الشَكل ..!
ضَحِكت بِصَوتٍ مَكتوم و هي تَرى انعقادُ حواجِبه لشعورِه بعدمِ الراحَة ، غادر الصرصور الاول اُذنِه و انضّم الي الثاني في التِجوال على وَجه من فَتح عُيونِه على مِصراعيهما لشعورِه بشئ دَبق يتمشَى فَوق ملامحه ..!
كان اول وَجهٍ يُقابله هو ماريسا التي تَضعُ يَديها فوق شَفتيها تَكتُم ضِحكتها على مَلامحه المُنصدمَة ، جَلس مُسرعًا و ما جَعل الدّم يَتجمد في عُروقِه و بَشرتهُ تصفّر و تفقدُ لَونها ، هو رؤية تلك الصراصير تسقُط فوق افخاذِه ..!
لم يكُن بِوسعه سِوا الصُراخ بأعلى ما يَمتلك و النُهوض مُسرعًا لابعادِها عَنه ، اذ راح كُلّ انشٍ به يَرتعش من الخَوف
انتَفضت رَسيل من صَوت صُراخِه و راحَت تَبكي بِقوّة بعد ان كانَت مُندمجَة في اللعبِ مع الدُميّة الشقراء
طالَعتهُ ماريسا بِصدمَة من خَوفه المُبالغ بِه اذ كانت بَشرتهُ شاحِبَة بشكلٍ بدا كَما لو انّه سيموت ..!
هَرعت لابنتها التي تَبكي لتنخفض الي مُستواها تَحملُها و تُربت على ظَهرِها كيّ تُسكتَها
- هشش حَبيبتي ، لا تَبكي اهدئي
الذي زاد حيرتِها ، ان اللورد لم يُناقِشها نهائيًا او حتّى يُعاتبها على فِعلتها تِلك ، بل اكتَفى بالنَظر اليها بِطريقَة جَعلتها تشعُر بتأنيبٍ الضَمير
غادَر ذلك المَوقِع كُليًا بعدَما قام باغلاقِ الباب من وراءِه ثُمّ رَكب سيارتِه يستجمعُ قواه التي فَقدها للتو
كان قلبهُ يَنبضُ بشكلٍ صاخِب جَعلهُ على وَشك الاغماء من شدّة الخَوف ، على المرء ان يَتعلم ألا يَستهين بِخَوف غيره او يُحاول اخافتهُ بِه..!
ماريسا لم تكُن تَعرف انَهُ يُعاني من فوبيا الصراصير اطلاقًا
و إلا ما كانَت لِتنتقم منهُ عَبر مخاوفه
قام باسنادِ رأسِه على المِقود و هو يَضعُ يدهُ فوق قلبِه الصاخِب
انفاسَهُ اصبحَت ضيقّة بشكلٍ خانِق
دواء الهَلع خاصتهُ ليس بِجوارِه ، لذلك الامر زاد سوءًا عَليه
ترامَت ذِكرياتُ طُفولتِه عَليه
حينَما كان طِفلاً ، كَيف كان يُعنَف باشنعِ انواعِ الحَشراتِ و اكثرُها قرفًا..!
كانَ ذلك كفيلاً ، بِجَعله يَكبُر مع عُقدَة الحشراتِ هذِه
يخافُها بانواعها ، لانَها تُذكره بِمرحلَة من حياتِه يَتمنى نسيانِها
زَفر انفاسَهُ بِهُدوء و حينَما خفّ ارتعاشُه
قام بادارَة المِقود و مُغادرَة الڤيلا باكملِها
تَرك خَلفه ماريسا التي جَلست فَوق الاريكَة تُناظِر الفَراغ بِصَمت
هل بالغَت ؟ لَرُبما فَعلت ..! نَظرتهُ لم تكُن طبيعيّة
لما لم يَنفعل و يصرُخ ؟
لما غادَر بِصَمت فقط ..؟
احسَت بتأنيب ضَميرٍ قاتِل
لَرُبما فعلاً تَجاوزت حُدودها هذِه المرّة
تَنهدت تُطالِع وَجه رَسيل العابسَة اذ قالَت بِحُزن
- لابد ان ماما خاصتكِ فعلت شَئ خاطِئ يا ريري..!
خاطَبت طِفلتها التي ناظَرتها بِبراءَة قاتلَة جَعلت اُمها تُعانقها بِحُبٍ بالِغ ، اخَفضت شفتيها لِتَقبيلِ رأس الصُغرى التي حَشرت نَفسها في حُضنها
جَلست تُفكِر ، كَيف يُمكنها الاعتذارُ منهُ و مُحاورتَهُ
هي شَخص ، ان اخَطئ يَعترِف و يسعَى لاصلاح خَطئه
فَذلك المَفروض ان يَفعله كُل انسانٍ سَويّ..!
المُشكلة ليسَت في الخطأ حَدّ ذاته
بل المُشكلة في طريقَة مُعالَجتهُ بعد اكتِشافه
الاغلبيّة ، يُكابرون على حِساب الطَرفِ الاخَر
يَهتمّ لكبرياءِه و يَتناسى انّه تَسبب في جُرحٍ عميق للثاني..!
رُغم ادراكه التام انّهُ من جَرحه ، لَكن يأخُذها بِمقياسِ الكرامَة
الكَرامَة ، تَتبرأ من كُلّ شَخصٍ ، جَرح الطرف الثاني و قابَل بالسُكوت و التَغاضي ، بل تَدفعُ بِه نَحو خانَةِ النُذلِ و الحقارَة
•••
حلّ الليلُ و لَم يكُن للسفيرِ وجود
الساعَة تجاوَزت مُنتَصف الليل و رَسيل نامَت بالفعل
لَكن اُمها لم تَستطِع ، امتَلكها القلقُ عَلى والِدها الذي لم يظهر
كانَت قد أعدّت العشاء و هذِه المرّة حَسبتهُ في الطَعام ، كَهديّة اعتذارٍ تستطيعُ تَقديمها لهُ ، لم تأكُل و ظَلّت تنتظِرهُ حتّى تستطيع التأسُف منه بشكلٍ لائِق
غَلبها النُعاس ، و بالفعل نامَت و هي جالسَة في الصالَة تنتظرُ عَودته اذ بِمُجَرد ان دَخل للبيت على الساعَة الثانيَة صباحًا ، قابَلتهُ هي فَور دُخوله تنامُ على جُلوسها فوق الاريكَة
تَمشى ناحِيتها مُستغرِبًا من نَومِها الغَير مُريح و هي تُكتف اذرُعها الي صَدرِها ، لفّ برأسِه تجاه مائدَة الطعام اينَما وَجد طبقًا لهُ بجوار خاصتِها
تَوجه اليه حيثُما قابَلته ورقَة صغيرَة كُتبت بخط يدِها
- قُمت باعدادِ الطَعام لَك
اُحب ان اُقدم للمرء هَدية حينما اُخطئ بِحقه ، لَكنّي لا املكُ المال و لا الحَق في الخُروج في الوَقت الراهن ، لذلك اعتبرها هديّة اعتذار
ابتَسم بِخفّة على نَصّها الذي جَعلهُ يشعُر بنقاء قلبِها
في الواقع ، صَحيح انّهُ استاء مِنها في الدقائِق الاولى من فِعلتها بِه ، لَكن حينما استعاد سَجيتهُ علِم انّ ذلك الرد الفِعل الطبيعيّ من فتاةٍ تَود استعادَة حقها
هي لا تَعرفُ خَوفهُ من الحَشرات ، و لا تَعرف انّ لديه ماضٍ بشع مَعها لِذلك عَذرها على فِعلها و لَم يَحقد عَليها نهائيًا
هو من النَوع الذي يلتمسُ الاعذار للبشرِ دَومًا
وَضع الورقَة بِجانب الطَبق ثُمّ اقتَرب مِنها يقومُ بِوكزها للاستِيقاظ ، حينَما فَتحت عينيها و وَجدتهُ امامَها سارَعت بالجُلوس تُطالعهُ بِنُعاس
- متى عُدت؟
استَقام في جَلستِه يُناظِرُها بهدوء
- مُنذ قليل
سَبقها ناحِيَة الطاولَة و قال
- تعاليّ للأكل
عِندما ارادَت النُهوض ، جَلست مُتسمرَة حينَما انقطعَت الكَهرباء و انطفئ النُور كُليًا عن البَيت ، ابتَلعت ماريسا ريقِها و ارتعَد بدنُها من الخَوف
ان كان هو يُعاني فوبيا الصَراصير
فَهي تُعاني من فوبيا الظَلام..!
تُذكِرُها بِاوقاتٍ ، قاتِلَة
- ه..هل ان..انت ه..هنا؟
قالَت بِصَوتٍ بان عَليه الخَوف و هي تَلتفتُ برأسِها بحثًا عَن من اخرَج هاتِفه لِيشغل المِصباح ، سَمعتهُ يتذمَر بينَما يسيرُ في اتجاه الادرُج
- امدادات الكهرباءِ سيئَة في هذه المنطقَة لانها مَعزولَة
اخرَج بِضع شُموعٍ اشعَلهُم لِيضعهم فَوق الطاولَة ثُمّ اشّر بالمَصباح عَلى وَجه الصُغرَى المُصفَر ، رَمش مُتعجبًا لِينطق مُستفسرًا
- هل من خَطب؟ مابكِ مُتجمدَة ؟
انتَظر جَواب مَن حاوَلت استعادَة سجيتها و استمداد القُوّة من النور الخَفيف الذي صَنعتهُ الشُموع ، ارتباكها فَشلت ابتسامتها المُزيفَة في اخفاءه حينَما نَهضت و مَشت في اتجاهِ الطاولَة اينما يقفُ هو
سَحبت كُرسيّ تَجلسُ فوقه اذ فعل هو المِثل يُقابلُها بعدما اطفئ مصباح هاتِفه و تَرك الشُموع تَقودُ الظُلمَة ناحيَة النور
كَشف عن طَبقه الذي كان عِبارَة بطاطس مَحشيّة باللحمِ و الأرز بالخُضارِ مَع صلصةٍ حَمراء و ارزٍ ابيض
بدا شَكلهُ شهيًا لذلك باشَر في التهامِه تَحت نَظرات ماريسا الهادِئَة لهُ
- مابكِ ؟ كُلي!
اشار بِعَينيه على طَبقها يَراها تُطيل التَحديق بِه قبل ان تَسألهُ
- هل انت بِخَير ؟
قام بالايماء بِرأسِه لِمن ارادَت سُؤاله عن خَطبه حينما غادَر دون كَلام ، لكن بُكاء رَسيل كان سَببًا في مُقاطعَة كلامِها حينَما تَبرع هو بالنُهوض و حَمل مصباح هاتفه لِجَلبها
جاء بِها بعد دَقيقَة من ذهابِه اذ البَسها فُستان لطيف يستُرها به من برودَة الليل فالنَسيم يُصبح بارِدًا ، جَلس مَكانهُ يَضعها في حُضنه و هي تَفرُك عيونِها بِنُعاس باستخدام قَبضتيها الصغيرَة
تبسمَت ماريسا على شَكلها لِتَستقيم من اجلِ جَلبِ الخضراوات المهروسَة الخاصَة بِها ، اخَذت معها احدَى الشُموع ثُمّ عادت بالطَبق للطفلَة التي كانَت تُطالع والِدها بابتسامَة تملئ شَفتيها
كان السفيرُ يلاعِبها بعد كُل قُضمَة يضعها بَين شَفتيه ، يُساهم في خَلق ذكرياتٍ لا تُنتسَى بداخل ذاكرَة الأم قبل الابنَة ..!
اذ لَن تنسى ماريسا نهائيًا ، كَيف كان اللورد لطيفًا و رَقيقًا للغايَة في مُعاملة ابنتِها التي لطالَما اعتاد الجَميع على استكرادِها
شُعورِها و هي تَرى طِفلتها تتلقى الاهتمام من شَخصٍ غيرُها
يَجعلُها مُمتنَة للغايَة و سَعيدَة ..!
جَلست من جَديد و مَدت يديها لاخَذ رَسيل ، ألا انّ اللورد نَفى و تناول هو الطَبق الخاص بالصُغرَى قائِلاً
- ساطعمُها انا
لم تُطل النقاش مَعهُ و اكتَفت بالايماء ، مَلئ ملعقَة السليكون الصغيرَة بالخضارِ المَهروسِ ثُمّ قَربها من شِفاه رَسيل التي تناوَلتها بِصَدرٍ رَحب
كان يُطعمها هي قُضمَة ، ثُمّ يتناول هو قُضمَتهُ
تحت مُراقبَة ماريسا المُبتسمَة لهُما
صَدِق من قال أن الاب هو الحُب الأول للفتاة..!
و رَسيل بلا شَك ، سيكونُ والدها معشوقِها الأبديّ
راوَدها تَخيُل لطيف صوّر لَها تناول عشاء رومنسيّ على الشُموعِ كَمثلِ هَذا مع زَوجها و ابنتِهما في مُنتَصفهما
كان ذلك التَخيل سيكونُ حَقيقيًا لَولا حَقيقة ان اللورد مُتزوِج..!
غادَرت خَيالها بابتِسامَة تملؤها الالَم لِتنزل نَظرها الي طبقِها
تذكَرت جوعها حينما صَرخت مَعدتِها طلبًا للطعام لِذلك بدأت تأكُل مُتجنبَة فتح اي حِوارٍ مَع والد طِفلتها الذي كان مُنشغل بِطفلتها كامِل الانشِغال
انتهى الطَعام باستِقامتها لِغَسل الاطباق لذلك لَبست مئزر الطبخِ ثُمّ بدأت تُنظف الاطباق التي كان يُقدمها لها اللورد و هو يَحملُ رَسيل فوق ذِراعه
استَغرق مِنها الامرُ بِضع دقائِق كانت قَد اكملت فيها غَسل الاواني كُلها بينَما تُراقب جونغكوك يقومُ بمحاولاتِه في جَعل رَسيل تنام
اذ كان يُطبطبُ عليها و يَسيرُ بها ذهابًا و ايابًا امام اُمها التي تُراقبهُما طيلَة الوَقت بِصَمت
فَشلت مُحاولاتِه كُلها فَرسيل في قمّة نشاطها لانّها قَضت اليوم نائِمَة ، كُلما ظنّ انها نامَت ، كانت تُفاجئه بِفتح عينيها المُفاجِئ و ابتِسامتها الواسعَة حينما ترى صَدمتهُ و تعابيرَهُ المُحبطَة
قَرص خُدودها المُمتلئ ثُمّ خاطَبها عابِسًا
- هيا ايتُها الشقيّة ! الن تنامي؟
الوَقتُ تاخَر..!
قامَت الصُغرى بامساكِ وَجنته تُقلده ثُمّ قالت بلُغتها
- دادا توتيتاتيتوداتا غوغو!
لم يَفهم شَئ ، لَكنهُ ادرَك انّها بلا شَك ترفُض النَوم لانها في قمّة استمتاعها بين ذِراعَيه ، رُغم ذَلك لم يَبخلها من حُضنه و ضَمها الي صَدرِه اكثَر يُساهم في جَعل حُبه يَكبر داخِل قلبِها الصَغير
قبّل جَبينها قبل ان يَسلُك وِجهته ناحيَة الاريكَة اينَما جَلس بِجوار ماريسا التي تأكُل المَوز بعدَما اخَذت مَعها شَمعتين وَضعتهُما امامَها
- الن تنامي ؟ الوقت تأخر
سألها حينَما نَظر اليها يَجِدُها تُطالِع صُورَة معلقَة على الجدار فوق التلفاز ، اجابتهُ بهدوء قائلَة
- ليسَ بعد
نَظر في اتجاه الصُورة التي كانَت تَجمعهُ مع زَوجتهُ يَوم زواجِهما اذ ابتَسم بِخُفوتٍ مُتحدثًا
- اشتقتُ اليها
حَدقت ماريسا بِه تُشاهد لَمعة عُيونِه عند ذِكرها
لابدّ انّهُ فعلاً يَعشقُها..!
ان كان كَذلك ، فلِما خانَها مَعها هي؟
تَنهدت من تَفكيرها المُظلم قبل ان تَفتح معهُ حوارٍ كان بدايتهُ حينما سألَت
- اكانَت هي التي لا تُريد انجاب طِفل لَك؟
نَظر اليها مُتعجبًا من سُؤالها المُفاجِئ
اذ لما وَضعت الخطأ عليها هي لا هو ؟
رُبما هو الذي لا يُنجِب..!
لَكن دام تأكُدها ان الطفلَة التي بين يَديه ابنتِه..!
فهي على علكٍ انّهُ يستطيعُ الانجاب
- من قال انّها هي ؟
ضمّت الصُغرى يديها اليها تُجيبه بينَما تُطالع صُورَة اليوت قُبالتها
- نجمات التلفاز دومًا ما يَتجنبن الحُصول على الاطفال من اجلِ الحفاظ على جَمالهنّ و رشاقتهنّ
نَفى السفير يَعترِض فَزوجتهُ ليسَت من ذلك النَوع اطلاقًا
- كلاّ ، اليوت لَيست من هَذا النَوع ، على العَكس
هي تُحب الاطفال كَثيرًا ، و تتمنى لو نُرزق بِطفل
طالَعتهُ الصُغرى بِهُدوء تَسمعهُ يُواصل
- لَكن لم تأتي الفُرصَة المُناسبَة بَعد
لازلنا نَنتظر ..!
لم تكُن تعلم هل تتمنى لهُ ان يُرزق بطفلٍ يُشارك ابنتها بِه؟
ام تَسكُت و يَكون صَمتها جَواب مثاليّ لهُ !
الخيارُ الثاني كان مُريحًا اكثَر لَها ، لذلك طَبقتهُ حينما اكتَفت بِمنحه ابتِسامَة صَفراء قبل ان تُناظر ابنتِها المُندمجَة في الحَديث
ضَحكت على تعابير رَسيل المُنصتَة لتقوم باستِلامها منهُ و تنخفضُ لتقبيلها على ارنبَة انفها مُتحدثَة
- حَبيبتي اللطيفَة ، تُجيد سَمع الاحاديث و حفظها
سَتسردُ لي لاحقًا كُل ما قُلناه بِلُغتها
ضَحكت رَسيل كَذلك بِلُطف زائِد جَعل اعيُن والديها تُضيئ على حَركاتِها اللطيفَة ، كانَت لحظاتٍ اضافيَة عادَت فيها الكَهرباء من جَديد لِتَكون سببًا في انفصال كُل من اللورد و ماريسا التي حَملت ابنتِها و اتجهَت الي الغرفَة من اجلِ الخُلودِ الي النَوم
تَمددت بِجوارِ طِفلتها تُطبطبُ على ظهرِها كيّ تنام و حينَما انتَقلت الصُغرَى الي عالِمها الورديّ ، نامَت امها في جِوارها
•••
صَباحُ اليَوم التالي
كانَت الساعَة الثامِنَة صَباحًا
حيثُما كان اللورد أولّ من يَستيقظ بعدَما تقلّب من الاريكَة و انتهَى به المطافُ يسقُط على وَجهه ، جَلس يُدلّك جَبهتهُ بألم ثُمّ دخَل الحَمام يَغتسل
في الوَقت الذي غادَرت به ماريسا غُرفته مَع ابنتِها
كان هو في الحَديقة يَفتعل تمارين ضَغط استطاعت الأم رؤيتِها عَبر الجِدار الزُجاجيّ من الصالَة ، اَنزلت رَسيل على الارض و تَمشت هي الي المَطبخ
حَدقت رَسيل في والِدها لِذلك بدأت بالزَحف نَحوهُ بِلهفَة تودّ الحُصول على حِصتها الصباحيَة من حُضنه و حُبه و بِمُجَرد ان وَصلت لذلك الجِدار الزُجاجيّ ، عَبست ما ان عَجزت عن الخُروج اليه
راقَبتها ماريسا و هي تَقومُ بِضَربِ الجدار بيديها تُحاول لَفت اهتِمام السَفير الذي جَلس يَشربُ من الماء ، انتَبه الي الصُغرَى التي كانَت على وَشك البُكاء في القَريب العاجِل
ابتَسم بِوسع قبل ان يَنهض مُسرعًا و يفتَح ذلك الحاجِز الذي مَنع قطعَة المارشميلو تلك من الوصول اليه اذ انخَفض الي مُستواها يَحملُها برقّة
- صباحُ الخَير يا حَبيبي..!
قبّل جَبينُها ثُمّ انَف من عانقتهُ بيديها ترفُض تَركهُ بينما تُعاتبهُ بلُغتها لِكَونه سَمح للبابِ ان يَكون حاجِزًا بينهُما ..!
كانت جِديّة و هي تتحدَثُ بِحُزن و تُشير بيديها امامَه
- اغاغاغيغو تايتوتو
انصَت اليها باهتِمام قَبل ان يَلتفت الي الباب خَلفه يُناظره
- هل انتِ حزينَة لان هَذا الباب مَنعك من الوصول اليّ ؟
يالهُ من باب لا يَستحي قليلُ الحياء..!
قام بِركل الباب و ضَربه امام عينيّ ماريسا التي ضَحكت من مُسايرتِه و وِسع باله مَع رَسيل ، مَشا بها في اتجاه اُمها يُقدمها اليها
- سادخل استحم فانا مُتعرق
احتَضنت الصُغرَى ابنتِها تَضمُها الي صَدرِها بلُطف بعدَما غادر اللورد الي الاستِحمام ، وَضعت رسيل فوق المنضدَة امامَها في الوَقت الذي بدأت فيه في اعداد الفُطور امام صغيرتِها التي تُراقبُها بابتسامَة وسيعَة
اجتَمعت مع السفير على مائِدَة الطَعام لتناول الفُطور بعدَما خرج من الحَمام و ارتَدى ملابِسه ثُمّ جَفف شعرهُ المُبلل
- التَحاليل ، ظهرت اليَوم
نَطق بعدَما رَفع عيناهُ الي الشابَة التي طالَعتهُ بهدوء
- حينما تَجلبُها ، افتُحها هُنا
ناظَرها مُستغرِبًا حينَما تابعَت بحاجبٍ مَرفوع
- اُريد رؤيَة تعابير وَجهِك ، حينما تكتشِف انها ابنتِك!
ارتَفع طرف شَفتهُ ساخِرًا حينما وَضع مِلعقتهُ و قال
- ماذا لو اتضَح العَكس ؟
ابتَسمت لهُ بِتَكلُف تُجيبهُ على ذاتِ وتيرته
- انا واثقة من نَفسي ..!
اريدك ان تظلّ على ذاتِ هذه الثقَة
عندما تجلبُ التحاليل و تفتحُها همم؟
ثِقتُها الزائِدَة تُوتِره ، قامَ بالايماء بِصَمت يُتابع تناول ما تَبقى من افطارِه قَبل ان يُغادر الي الصالَة رفقة رَسيل
انتَظر الي حين موعِد قيلولَة الصُغرى كيّ يَتمكن من المُغادرَة لاجلِ الالتقاءِ بأوليڤر و اخَذ التَحاليل منهُ ، حينَما نامت رَسيل في حُضنه اخيرًا ، سَلمها الي اُمها و ارتَدى حذاءه مُستعدًا للرَحيل
لَحقتهُ ماريسا الي الباب بعدَما وَضعت رَسيل فَوق السرير اذ قالَت لهُ
- سَتكون هذه اخر خُروجَة لك ، قبل ان تتأكَد من أن رَسيل ابنتك
استَقام مُعتدِلاً يُناظِرُها بِرَيبة حينما قال
- سَنلتقي لاحِقًا ..!
اخَذ قُبعته التي تَحميه من حَرارةِ الشَمس ، ثُمّ غادَر البَيت يَترُكها خَلفه تنتظرُ عودته مع التَحاليل بِلهفَة
غادر بسيارتِه تِجاه البلدَة القريبَة من مكانِ سَكنه اذ التَقى باوليڤر هُناك حيثُما جَلسا سويًا في مقهَى يَحتسيان القَهوة الساخِنَة
- كيف هي الاوضاعُ هناك ؟ هل كل شَئ بِخَير؟
قامَ اوليڤر بالايماء ايجابًا قبل اجابته
- نوعًا ما ، زَوجتك قلقَة بشأنك ، حتّى انّها لَغت جُلّ مواعيد عملِها هذان اليَومين ، و ذَلك شئ لا تَفعله عادَة
احَس اللورد بالحُزن لِوهلَة ، كَونه قد اشتاق اليها بشدّة!
لابد انّ قلبها يَتقطع من القَلق عَليه
عَليه ان يُعوضها حينَما يعود اليها و يتأكد من أن رَسيل ليسَت ابنته ، كيَ يُنهي هذه المَهزلة و يَسترجع صَفوَة حياتِه المُسالمَة
- هل هي بِخَير ؟
طالَع عينيّ مُساعده الذي نفَى مُعترِضًا
- للاسفِ ليسَت كذلِك
تبدوا شاحِبَة ، لابد انها اشتاقَت اليك
اغمَض اللورد عُيونَه مُنزعجًا ثُمّ قامَ بتدليك جَبهتهُ مُتنهدًا
- لم يَتبقى الكَثير و اعود اليها
فَتح عينيه الخَضراء يُناظر المُقابل لهُ اذ تابَع يسألهُ بِرَيبَة
- صَحيح ، بِخُصوص صورة الفتاة التي ارسلتُها اليك
هل بَحثت عَنها ؟
اعتَدل اوليڤر بِجَلستهُ قبل ان يومِئ مُتحدثًا بجديّة
- بحثتُ عَنها صَحيح ، لَكنها غير مُسجلَة نهائيًا في السِجلات المدنيّة ، لرُبما تكونُ مهاجرَة غير شرعيَة من بلدٍ اجنبيّ ..!!
قَطب اللورد حواجِبه مُستفهمًا حيثُ قال
- مُتأكد ؟
اومَئ اوليڤر ايجابًا قبل ان يُتابع
- اجَل ، ان عَثرت الشُرطة عليها سيتمُ سَجنها!
سَكت مُحتارًا ، كان أملهُ في مَعرفَة جُذورها هو البَحثُ عنها بين السِجلات المدنيّة التي سَتجعلهُ يكتشِف حَقيقتها
لكن هاهو ذا اوليڤر يُغلق عَليه احَد ابواب النَجاة من تَفكيره المُظلِم
طَلب منهُ ورقَة التَحليل و حينَما اخذها استقام استِعدادًا للرَحيل ، سلّم عليه مُودعًا اياه ثُمّ غادر مُتجهًا الي سيارتِه التي ما ان رَكبها حتّى ادار المِقود
لم يكُن يَعلم آن ذاك
أن زَوجتهُ كانَت في السيارَة التي خَلفهُ
تُراقِبُه ..!!
•••
كانَت الساعَة تتجاوزُ التاسعَة ليلاً
حينَما اجتَمع اللورد مَع ماريسا و بداخل حُضنها رَسيل
فوق اريكَة الصالَة و على الطاولَة ورقَة التَحاليل
قَلبهُ يَنبضُ بِصخَب ، مُنذ ثلاثَة ساعاتٍ كان يُؤجلُ فَتحها..!
و الان ، طَفح كيلُه و كَيل ماريسا التي اجبَرتهُ على الاطلاع عَليها
هو لَيس مُستعد لِمَعرفة الحَقيقة ..!
ماذا لو كان كَلامُ ماريسا حَقيقيّ ..!
ماذا لو رَسيل فعلاً ابنتهُ ؟
ذَلِك بلا شَك سيُسبب لهُ صَدمة يَستحيلُ تَجاوُزِها
ارتجَفت يداهُ و لم يَستطِع ان يَتحكم في اتزانها حينَما قدّمهما لِحمل الورقَة كيّ يُخرجها من داخِل الظَرف
ابتَلع ريقهُ قبل ان يَرفع عيناهُ الي الشابَة التي قالَت ساخِرَة
- شَكلُك يُنافي حَقيقَة انّك رَجُل واثق من نَفسِك ..!
اغمَض عيناهُ مُتنهدًا بِصَوتٍ هادِئ ثُمّ قام باخراجِ الورقة التي تُؤكِد مئَة بالمئَة حَقيقة أن رَسيل ، ابنته ..!
اغمَض عيناهُ رافِض الاطلاع عَليها
و حينَما فَعل ، سَقط فَكّهُ من الصَدمة
تزامن امَرُ وقوع عُيونِه على نِسبَة التطابُق ، مَدّ رسيل يديها اليه و هي تُحاول اخذ الورقَة منهُ مُتحدثَة
- ب..بابا
رَفع عُيونِه المُنصدِمَة تِجاه ماريسا التي تُناظِره بابتِسامَة مُنتصِرَة حينما هَمِس بِعَدم تَصديق
- مس..مستح..مستحيل ..!
رس..رسيل ابنتي..!
عاوَد قِراءَة ذلك النَص من جَديد و هو يُجزم انّهُ قد اصابهُ العَمى ، من غَير المُمكن ان يَكون ما يقرأه حَقيقيًا ..!
هنالك خَطأ ، حتمًا هذه التحاليل كذلك مُزورَة
مُستحيل ، من غَير المنطقيّ اساسًا ان تُنجَب طِفلة منهُ
و هو لَم يُعاشر اُمها ..!!
كَيف ؟ اين و مَتى تحديدًا قامَ بِذلك؟
هل هذه التَحاليل ، تُثبت خيانتهُ لِزوجته دون عِلمه ؟
فَرك عُيونِه بِقبضتَيه ثُمّ اعاد حَمل التحاليل من جَديد يُعيد قراءتِها بِتَمعُن و هو يُردد بلسانِه دون انقِطاع
- مُستحيل ، مُستحيل ، مستحيل
ظلّت ماريسا تُراقبه بشعُور لا يُهزَم من الانتصار
اخيرًا اَثبتت لهُ انّها مُحقَة ! و ان الطِفلة التي بين يَديها تكونُ منهُ
استطاعَت استرداد حَقها من كَلِماته الجارحَة
التي تنتظرُ عَليها اعتذارًا يُداوي جُروح كبريائِها
لم يَسِعه ان يَنغمس في صَدمته ، و إلا بِـ باب البيت يُطرَق ..!
ازداد تَوترِه و كان مَهربه من اعيُن ماريسا ، هو النُهوض و فَتحه
صَدمتهُ الكُبرَى كانَت
وُقوف زَوجتهُ امام عُيونه
و بَين كُفوف يَدِه وَرقَةٍ تُثبت ابوتِه لطفلَة من امرأةٍ غَيرُها..!
اليوت ، جاءَت لِرؤيَة ما يَفعلهُ زَوجها من خَلفِ ظَهرِها
•••
6354 ✔️
اهلاً اهلاً في فصل جَديد 🐻
اخباركم مع فصلنا لليوم ؟
السفير و ماريسا تحسونهم زي القط و الفار و حرفيًا
و ماريسا المسيطرة 😭
حرفيا خلت سفير بجلالة قدره يغسل المواعين..!
رحمته ، الرجل مُعنف في بيته
و ياريته قادر عَليها! ده لو تكلم حرف تاكله
عمومًا كيف كانت مومنتات هذا الفصل ؟
جزئية الصراصير؟
رسيلي ؟
السفير لما اكتَشف ان رسيل بنته؟
و تدخل زوجته المفاجِئ!
تعتقدون شنو رد فعلها لما تشوف زوجها قاعد مع ام و بنتها و معاه ورقة تحليل تثبت النسب؟
هي فعلا حتكتشف حقيقته ؟
اكثر جزئية حبيتوها و حابين نكثر منها؟
تحبون المشاهد يلي تجمع اللورد مع زوجته؟
توقعاتكم للقادم عمومًا ..؟
2500 تصويت
4000 تعليق
فصل جَديد ✔️
خذوا راحتكم بتنفيذ الشروط 👀
كده كده ما ينخاف عليكم
اراكم في الفصل القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
اليوت يوم عرسها مع السَفير ♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top