Our child | 08
THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD
اهلاً بكم في الجُزء الثامِن 🍂
لِنَبدأ 🐻
•••
كانَت تَجلِسُ في مُنتَصفِ غُرفَة الفُندقِ بَعدما اهتّم طاقم التَجميل باطلالِتها الساحِرَة ، جَميلة بالطريقَة التي إن رآها فيها زَوجها لَوقع في حُبها للمرّة التي لا يُمكن عَدُها
تَفقدت هاتِفها تَرى ان بَلغها اتصال من اللورد
لَكِن ، عَبثًا..!
ازداد قَلُقها عَليه فليسَت من عوائِده تَفويت أي مُناسبَة تَخُصها
لاسيما يوم ميلادِها ، اعتاد ان يَكون اول الحاضِرين..!
رَفعت عُيونِها للنَظر الي أخيها الذي دَخل لِتَوه و بِمُجَرد أن رآها بِذلك الفُستان البَنفسجيّ حتّى صفّر مُعجبًا اذ قال مادِحًا
- ما كُل هذا الجَمال يا فَتاة..؟
مُستَحيل انكِ سَتبلُغين الثامن و العِشرون اليَوم..!
اقتَربت اليوت مِنهُ بِضع خَطواتٍ و هي بالكاد تُطيق ارتداء ذَلك الفُستان الطَويل ، طيلَة حياتِها تَميلُ للملابس الكلاسكيّة ، او الفَساتين القصيرَة سَهلة الارتداء
- ماثيو هل رأيت جونغكوك ؟
هاتفهُ مُغلق ، اتصلُ عليه لا يُجيب..!
طالَع ماثيو عُيون اُخته القلِقَة ثُمّ التَفت برأسِه ناحيَة الباب الذي دَخل منهُ قبل ان يُجيبها مُستغرِبًا
- قبل ساعَة كان في الاستعلامات ، رأيتهُ هُناك
لابد انّه مع المَعازيم يستقبلُهم في القاعَة رفقَة ابي
نَفت توأمَهُ بعدَما مَشت للجُلوسِ فوق السَرير بِقلق
- كلاّ انهُ غير موجود
اختفَى فجاة ..!
رَفعت عيونِها الزرقاء للتَحديق في خاصتيّ شقيقُها المُمثالَة قبل ان تُضيف
- قال الحارِس انَهُ رآهُ يغادر الفُندق راكِضًا ..!
و مُنذ ذلك الحين ، لَم يصدح لهُ اي حِس..!
قَطب ماثيو حواجِبه مُستفهِمًا قبل ان يَتذكر ذَلك الظَرف الذي قَدمهُ الي اللورد حال وصولِه ، مَيّل رأسَهُ يُفكر ثُمّ ناظَر اُخته مُبتسمًا بهدوء
- انتظري هُنا ، ساتصلُ على اوليڤر استَفسرُ عنهُ
رُبما وردَه اتصال من عَمله ..!
كُفي عن القلق عَليه كما لو انّهُ طِفل صغير
انّهُ بالِغ و راشد بالفِعل..!
عَبث بِخُصيلاتِ اُخته كيّ يُثير جُنونها ثُمّ غادَر يَترُكها خَلفهُ تَصرُخ من افسادِه لِشعرِها ، نَزل الي الاستِعلامات لعلّهُ يَلمحُ جَسد اللورد لَكنهُ وَجد ذلك الظَرف المُبعثر اوراقهُ فوق الاريكَة بَدلاً..!
هذِه المرّة لم يَكبُت فُضولَه في رؤيَة ما دُسّ داخِله
نَظرًا لِكَون زَوج اُخته اختَفى بِفعله..!
لِذلك عَليه القاءُ نَظرة ، لِيفهم سَبب رَحيل اللورد راكِضًا في يَومٍ مُهم كَهذا ، خُصوصًا انّهُ اكثَر من يَعلم أن جونغكوك يَستحيلُ ان يُغادر في اللحظَة التي تَخُص زَوجتهُ اطلاقًا ، و ان كانَ على حِساب عَملِه
مَضى في اتجاهِ ذلك الظَرف اذ انخَفض الي مُستواهُ يَحمِلَهُ بِحَذرٍ تام ، بِمُجَرد ان وَقعت ورقَة بيضاء بها نُقوشٍ خطيّة سَوداء ، صُدِم حَدّ التَجمُد..!
هل ما كُتِب ، صَحيح..!
•••
تلاشَى صَوتُ الطَرقِ على الباب بِطريقَة فُجائيَة جَعلت ماريسا تَجلِسُ لمُطالعَة مدخلِ الغُرفَة ، استَغرقُ امرُ استيعابِها لِصَوتِ وقوعِ جَسدٍ على الارض ثوان عدّة قبل ان تَنهض مُسرعَة لِتفقُد الوَضع خارِجًا
بِبُطئ فَتحت ذَلك الباب للكَشفِ عن الخَطبِ
و ما رأتَهُ جَعل عُيونِها البُنيّة تُوسَع من الدَهشَة
كانَ جَسدُ اللورد الواقِع على مساحَة الارضِ مُغمًا عَليه كُليًا ..!
سارعت بِفَتح الباب و الخُروجِ اليه لِتَفقد وَضعه
حينَما انخَفضت الي مُستواه وَضعت يَدِها فَوق نَبضِ عُنقه فَوجدت عِرقهُ ضَعيفًا ، نَزلت الي مُستوى انفاسِه الخَفيفَة تَراهُ بالكادِ يُدخل الاكسجين الي صَدرِه المُتضرر
- م..مالذي يحد..يحدُث ؟ ماب..مابه ؟
هَمست مُنصدِمَة قَبل أن تَقوم بِمُحاولَة ايقاظه عَبر هَزه من اكتافِه ، رَجّتهُ تُنادي عَليه بِهَلعٍ فهي قطعًا لن تُريد ان تَشهد على مَوتِه امام عُيونِها..!
لو كانَت تعلم ان دَعواتها تتحَقق بِهذه السُهولَة
لَدعت أن تَحصُل على حياةٍ مُستقرَة
بدلاً من اهدار صلواتِها عَليه
- افتَح عينيك ، هيّا انهَض
ايها الآسيويّ ..! افتَح عُيونِك
اتسمعُني ..!
استَجاب الي صَوتِها العالي و هي تَقومُ بِخَبط وَجنتِه مرارًا و تِكرارًا لعلّه يَستفيق ، ناظَرها من اسفلِ جُفونِه و هو بالكادِ يَتنفس اذ رَفع اصبَعهُ للاشارَة على الغُرفَةِ خَلفها مُتحدِثًا بِصَوتٍ يُكاد يُسمَع
- البخ..البخ..البخا..
ناظَرتهُ بِفَزعٍ و هي تَرى ازرِقاق وَجهه و شُحوبَة بشرتِه البَيضاء ، لَم تَسمعهُ لِذلك انخَفضت الي مُستواه تَضعُ اُذنها فوق شَفتاهُ لِسماعِ ما يودّ قَولُه
- مالذي تريده ؟ اخبِرني
سَمِعتهُ يَتحدُث قُرَب اُذنِها بِنبرتِه المُتهالكَة كَصدرِه المُتضرر
- بخ..بخاخ الص..الصدر
فَهِمت ما يُريدُه لِذا ابتَعدت عنهُ تراهُ يؤشِر على الغُرفَة وراءِها ، استَقامت مُسرعَة دون الاطالَة في الاستِفسار للبَحثِ عن بَخاخ الصَدرِ الذي يَحتاجه اذ عَلِمت لِتوها من اين وَرِثت ابنتِها حساسيَة صَدرِها..!
من والِدها بِدون شَك
لابد أن مَلابِسه المُبللة التي جَفت على صَدره بفعل بُرودَة الهواء المُتسربِ من النافِذَة اثناءِ الطَريق ، كانت سَببًا في تَدهورِ حَالتِه
رَكضت في اتِجاه الادرُج تَبحُث فيها كَمصدرٍ اول لتخزينِ الاغراض ، الدُرج الثالِث اعطاها مُرادِها حينما وَجدت كيسٍ به عدّة ادويَة
اخَذت منهُ بَخاخ الصَدرِ و عادَت ناحيتهُ رَكضًا ، جَلست فوق رُكبتيها امامَهُ لِتَضع ذِراعها تَحت رأسِه تَرفعهُ الي مُستواها مُتحدثَة بِلُهاث
- جَلبتهُ لَك ، هَيا انهَض
لم يَكُن بِوسعه استِخدامه بِمُفرده ، هو بالكاد يُحرِك اطرافَهُ فالاكسجين بدأ يَنفذُ من جَسده ..!
رَفع عُيونِه الخَضراء الي تِلك الصَبيّة التي تَحملُ رأسَهُ فوق ذِراعها تُطالِعه بِهَلع واضِح في عُيونِها ، بالكادِ تَمكن من تَفريق شَفتيه بِبُطئ كَيّ تَضعُ لهُ مُقدمَة البَخاخ في مُنتَصفهِما و تَمدّهُ بالحَياة..!
اخَفضت هي بصرِها الي تلك البَخاخة بين مُتناول اصابِعها قَبل ان تتَمسك جَيدًا بِرأسِه كيّ لا يَسقُط من فوق ذِراعها فَجسدهُ الضَخمِ ذاك يَستمرُ بالانزلاق
هي مُقارنَة بِه تكادُ لا تُرَى ..!
تتلاشَى كُليًا امامَهُ
ارادَت جَعلهُ يَستندُ على الجِدار ، لَكِن تلك خُطَة فاشلة اذ جَسدهُ مُرتخٍ بالكامِل ، لم يكُن لَها سِوا صَدرُها جَعلتهُ يَتكئ عَليه كيّ تستطيع فَتح الغطاء جَيدًا
حَرِصت على امساكِه بعدَما لَفت ذِراعها حَول رَقبته تَسمعُ صَوت تَصفير صَدرِه العالي بشكلٍ جَعل جَسدُها يَقشعر
فِكرَة انّهُ قَد يَموتُ بين يَديها وارِدَة للغايَة..!
صَدرهُ لا يَبدوا بِخَير نهائِيًا
فَتحت الغِطاء الذي رَمتهُ بعيدًا ثُمّ مَسكتهُ من رَقبته تُعيد اسنادهُ على ذِراعها من جَديد كيّ تَحشُر تِلك البخاخة بين شِفاهه لِتَضغط عَليها بِضَع مراتٍ كانَت كفيلَة باعادَة الحياة الي صَدر مَن تَنفس بِقوّة يُوسع عيناه على مِصراعَيهما
تَنفست هي الاخرَى بِراحَة بعدَما رأتهُ يَستعيدُ جُزء من انفاسِه اذ حاوَل ان يَستقيم من فَوق ذِراعها بَعدما احَس بالروح تَعودُ الي جَسدِه
لَكن قِواهُ خَذلتهُ و انتهَى بِه المَطافُ يَسقُط من جَديد بداخِل حُضن مَن تَسمرت مَطرحُها تُطالِع الفَراغ بِصَمتٍ مُريب
تَشتهي بشدّة ان تَرمي بِه في مُنتَصف الرُدهَة المُظلمَة لِتَتركَهُ يَتعذبُ مَع مَرضِه ، لَكِنها لن تَنسى انّهُ من رَكض مَعها في مُنتَصف الليالي حينَما مَرِضَت ابنتِها و واشَكت على المَوتِ آن ذاك
صَحيح انّهُ انكَر اُبوته اليها ، تَحت ظرفٍ تَجهلهُ
لَكِنهُ لَم يُقصِر في تَقديم يَد العَون اثناء الشدّة
ذَلِك المَوقف كان كافيًا لِيشفَع لهُ حاليًا
ابعَدت البَخاخ من فَمه تَجِدهُ يُغمض عَيناهُ بِألمٍ واضِح بينَما يَلفظُ انفاسَهُ بِصُعوبَة ، يُفرق شَفتاهُ و يُحاول التقاط اكبر قدرٍ من الاكسجين في الوَقت الذي يَتكئ فيه على كَتِفها بِنَهمٍ و ضُعف واضِح
ان كانَ رَجُلٍ في مِثل سِنّه ذا قُوّة عضليّة و جَسديّة زَعزعهُ المَرضُ بِهذا الشَكل ..! فَكيف كان شُعور صَغيرتِها آن ذلك اذًا ..؟
مُجَرد التَفكير في أن ابنتِها عانَت من ذاتِ النوبَة و ذات الصِراع القاتِل ، جَعل عُيونِها تَدمع ، هي لا تَعرِفُ شُعور المَرضِ تَحديدًا ، لَكن من الواضِح انّهُ مُميت
دامَهُ تَسبب في سُقوطِ رَجُلٍ كَمثل الذي بَين ذِراعَيها
و اعجَزهُ حتّى على تَحريكِ اطرافِه
وَضعت البخاخَة جانبًا قَبل أن تَقوم بِلف ذراعها حَول خَصرِه كيّ تُسنده و تُساعده على النُهوض مُتحدثَة
- دَعني اخذك الي الغُرفَة ، هيّا انهَض مَعي
استَجاب لَها حينَما استَقامت هي و نَجحت بصعوبَة في جَعل جَسدهُ الذي يُضاعف خاصتِها بِمراحِل يَستقيم مَعها ، لَهثت بشدَة من ثُقله و حاوَلت الاتزان و عَدم السُقوط ما ان رَمى بِثقله عَليها
كانَت مُحقَة حينما وَصفتهُ بالدُب المُعضَل..!
يَستحيل ان يَكون هذا الوَزن لِخاصَة جَسد طبيعيّ نهائيًا
تَمسكت بِخصره بعدَما وَضعت ذراعهُ حَول رَقبتها تَسيرُ به ناحيَة الغُرفَة مُتمتمَة في سِرها
- لَديه خَصر أنحفُ من خاصتي..!
مَشت بِه بِصُعوبَة بالغَة تَتمنى الوصول الي السرير قَبل انقسامِ ظَهرِها من ثُقله ، عَقلهُ شِبه غائِب رُغم انّ نَفسهُ عاد اليه ، لَكن تأثير نُقص الاكسجين لازال يُؤثر عَليه
- ساعِدني قليلاً ..! الهي مالذي تأكله؟
هل انت مُتأكد انك بشريّ مِثلُنا ؟
هل هذِه عضلات ام قِطع حديديّة..!
كان يَسمعُ تَذمُراتِها لَكنهُ عاجِز عن الرَدِ عَليها ، بالكاد يَستطيعُ النَظر الي طريقه و يُطيق ان تَكون امرأة بِهَذا القُربِ منهُ
لَولم يَكُن بحاجَة ماسَة الي مُساعدتِها ، لَكان دَفعها مُباشرة بقوَة تَجعله يتأكد من انقسامِ ظهرِها قبل التَفكير في مُعانقتهُ جانِبيًا
لَكن ما باليدِ حيلَة ..! هو مَريض و هي المُنقذَة هُنا
سيكونُ كاذِبًا ان نَكر انّهُ غير مُمتن لِوجودِها و اسعافِها لهُ
بل سَيكونُ ناكرًا للجَميل ، فهي حاوَلت معهُ بِجد
رَمتهُ فوق الفِراش بِجانب رَسيل النائِمَة قبل ان تَنخفض تُمسِك ظَهرِها بألمٍ واضح عبّرت عنهُ بلُهاث
- من الجَيد أن مَر على انجابي القَيصريّ سَبع اشهُر
و إلا كانَ شُقّ العمليَة انفتَح من ثقلك
اتَكئ بِرأسِه على تِلك الوسادَة اسَفله يُحاول استِجماع ما فَقدهُ من قُوتِه كيّ يَدُلها على الخُطوَة القادمَة لِمُساعدتِه
تجاهَل تذمُراتها التي تُنافي اهتِمامها بِه حينَما سَحبت الغطاء من اسفلِه و قامَت بِتَغطيتِه ، وَضع عينيه الخَضراء عَليها قَبل ان يُحاول التَحدُث بِصَوتٍ واضح تَفهمه
- هُنالِك ، الب..البخ..البخار ، اجل..اجلبيه
نَظرت ناحِيتهُ بِعَدم فَهم قبل ان تُشاهِدَهُ يُشيرُ على جهازٍ صغير فَوق المنضدَة ، التَفت لالقاء نَظرة تَسمعهُ يُخبرُها
- هن..هنالك قن..قناع اكسجين بالدر..بالدرَج
اجل..اجلبيهما
نَفذت ما طَلبهُ حينما ذَهبت لِجَلب ذلك الجهاز مُتوسط الحَجم ، وَضعتهُ بالقربِ منهُ مَع قناع الاكسجين الجَديد الذي اخرَجتهُ حديثًا من الدَرج رِفقَة كيس الادويّة خاصَتهُ تمامًا كما قال
ناظَرتهُ تنتظرُ منهُ الخُطوَة القادِمَة عندمَا نَطق موضِحًا بِتَعب واضِح
- اغس..اغسلي يدي..يديك جي..جيدًا
و ساخب..ساخبرك الكمي..الكمية من الدواء
الت..التي علي..عليكِ وض..وضعها في الجه..الجهاز
هي لَيست بِوَضع يسمَحُ لها وَضع حقدُها عَليه في المقامِ الاول
رُغم انّ رَغباتهُ اصبحَت كثيرَة ، لَكن سَلامتهُ اولَى
عَليه ان يَكون سليمًا كيّ تُطبِق انتقامِها عَليه بِرضَى و احتِرام
ستفقدُ احترامِها لِنفسها ان تَقاوت على شَخصٍ مَريض..!
لِذلك نَهضت لِغَسل يديها جَيدًا ثُمّ عادَت اليه من جَديد تَسمعهُ يُعطيها الكميّة المُناسبَة لهُ من الدواء المُوسّع للقصباتِ الهوائِيَة
وَضعتها بِداخل الجِهاز بانصاتٍ تام ثُمّ شَغلتهُ بعدَما اوصَلت به انبوب قناع الاكسجين ، مالاحَظهُ اللورد انّها ذَكيّة و تَستقبل المَعلومات بِسلاسَة تامَة
لم تَجِد صُعوبَة في تَنفيذ كُلّ ما طَلبهُ بِصوتٍ غير واضِح مُباشرَة..!
بل أدَت المُهمّة بنجاحٍ تام كَما لو انّها مُتمرسَة بِذلك
اقتَربت منهُ تَضعُ له القِناع فوق شَفتيه لِتَجلس بِجَواره تُطالع باهتِمام اذ سَألتهُ بهدوء
- هل الان افضَل ؟
اجابَتهُ كانَت حينما رَفع ابهامهُ عاليًا امامَها يُعلمها ان تَنفسه اصبَح افضَل ، تَنفست هي بِراحَة بعدما ضَمنت ان حَياتهُ استَقرت و لم يَعُد عَليها خَطر لِتُطالع ابنتِها التي بدأت تُصدر اصواتًا باكيَة في نومِها دلالةً على جوعِها
استَقامت من جِواره لِتقترب مِنها من الطرفِ الاخَر تستعدُ لِحَمل قِطعَة المارشميلو الصغيرَة تِلك بين مُتناول ذِراعَيها تَجِدُها تكشفُ عن عُيونِها الخَضراء الناعِسَة
ذات المَشهد ذَكرها بِالرجل الذي كانَ في مُنتَصف حُضنها مُنذ رُبع ساعَة ، يَمتلكُ ذات فَتحة العُيون تِلك
رَفعت بُنيتيها للنَظرِ اليه و هو جَالس يَتكئ بِظهره عَلى مَسند السَرير بينما يُشاهد رَسيل التي تَحشُر رأسها في مُنتَصف صَدرِ امها طَلبًا للحَليب
تودّ اخبارَه ، ان عُيونِها طفلَتهما لِوَحدها
تُؤكَد انَها ابنتهُ دون الحاجَة الي التَحليل..!
تشبهه بِشكلٍ لا يُصدَق حتّى في مَرضه
- اُصبري يا ماما ، سارضعكِ
خاطَبت ابنتِها التي لم تُطِق صَبرًا و راحَت تَبكي و تَتذمر لاسكاتِ جوع بطنِها الصَغير ، ضَمتها الي مُنتَصف صدرِها ثُمّ استَقامت من جِوار اللورد حتّى تَسير الي الخارِج و تُرضعها في مَكانٍ خاص بعيدًا عن اعيُنه
جَلست في مُنتَصف الصالَة تَضعُها بداخل حُضنِها حتى تُرضعها بينَما تُناظر الفَراغ بِصَمتٍ لِمُراجعَة افكارِها بِرَيبَة
بَدا صادِقًا حينَما انكر حَقيقة أن رَسيل ابنتِه ..!
و كأنّهُ مُتأكد انّهُ لَم يلمس امرأة قَط غير زَوجته
اذ ، لم تَرى في عُيونِ غَير الثقَة التامَة و هو يُؤكد تلك الحَقيقة التي اهانَها بِها حينما ناظَرها بطريقَة جارِحَة
هُنالِك قِطعَة مفقودَة من القِصَة..!
ان كانَ الاب و الأم لا يَعرِفان الطريقَة التي جاءَت فيها ابنتهُما
فَمن الذي يَعرِفُ اذًا ..؟
•••
- مالذي قالَهُ لك اوليڤر ؟
سألَت اليوت بينَما تعقدُ حواجبها بشدّة بعدَما انتهى حَفل يوم ميلادِها بدون حُضور زوجِها ، كانَ كُلّ عائلتهما يَجتمِعون في صالَة القَصر التابِع لَهُم تُشاهد أخيها الذي اجاب بِهُدوء
- قال انّه اضطّر ان يُسافر لغرض عملٍ مُهم طرأ عليه فَجأة
لابد ان هُنالك خَطب ، انتِ تَعرفين انّهُ من المُستحيل ان يُغادر هَكذا..!
بَرر ماثيو لِزَوج اُخته التي تَغلي من غَضبها و قَلقها بذات الوَقت
اين يُمكن ان يَكون زَوجِها ؟ قَلقها عليه يطغَى على غضِبها لغيابه في حَفلِها
ليسَت من عوائِده نهائِيًا
لو لَرُبما هو يَنتقمُ مِنها بسبب خِلافهما ؟
يَفعلُ ذلك عَمدًا لِيجعلَها تشعر بِمرارَة شُعوره
حينَما ترفُض شَئ هو يُريده بشدّة..!
كحَقه بِها ، كَرجُلٍ مُتزَوجٍ مَثلاً
اغمَضت عُيونِها تُدلك جَبهتها بِصُداعٍ قبل ان تَسمع والدها بيتر يتحدَث بهدوء
- اهدئي اليوت ، جميعُنا نعرف ان جونغكوك لا يَغيب الا إن حَدث مَعه امر طارِئ
رَفعت الصُغرى عُيونها الي والِدها الذي تابَع
- قد تكون عائلته البريطانيَة استَعدتهُ
دَفعت اليوت حاجِبها مُستنكرَة بسُخريَة
- لما قَد تستدعيه و هُم تَخلوا عنهُ و رَموه في الشَوارع حينما كان طِفلاً ..!
نَقلت بصرِها الي ماثيو حينما تَولّى اجابتِها بدلاً مِن والدِهما
- سَمعتُ انّهم يُعانون من ضائِقَة ماليَة قد تُؤدي الي افلاسِهم
ذَلك سبب وَجيه يَجعلهم يَرغبون في نيل استعطافه
اليَس ذلك وارِدًا ؟
نَفت برأسِها تَعترِض ثُمّ انتهَى بها المَطافُ تُقر بطيبَة زوجِها بعدما تَنهدت باحباط
- ذَلك صَحيح ، جونغكوك عاطفيّ يَتم استِغلاله بسُهولَة بسبب طيبتِه ، اخشَى حقًا ان يَتمكنوا من ذَلِك ..!
غَضِبت لِمُجَرد فكرَة ان تِلك العائلَة قد تستغلُ زَوجِها فعلاً ..!
لَيس و كأنَه لم يُعاني كما يَجب بِسببهم
- اليوت جونغكوك لَيس بِمُفرده ، نحن عائلتِه و سَنقف في وَجه من يود ايذاءه ، مُنذ ان دَخل الي هذا البَيت طلبًا ليدكِ ، اجزَمنا انّهُ نَفر لا يقلّ شيئًا عنكِ او عن ماثيو
تَحدث بيتر والِدها بعدَما وَضع كَفه فوق كَتف صغيرتِه يُهدئ من اعصابِها التالفَة اذ تابَعت والدِتها تُكمل عَن زوجِها
- سيكونُ بِخَير ، لا تَخافي
ان حَدث شَئ ، نحنُ سنكونُ بالواجهَة لِدعمه
ابتَسمت بِخفّة قبل ان تُومِئ ايجابًا و تُطالع اخيها التوأم الذي يُطيل التَحديق في الفَراغ بِصَمتٍ و شُرود واضِح ، كَما لو انّ هُنالك موضوعٍ خَطير يَشغلُ فِكرَه..!
•••
رَفرف بِجُفونِ عُيونِه الخَضراء عَلى صَوت ضِحكات طِفلٍ صَغير يُشاغبهُ و يَلتمسُ اطراف وَجهه بِشقاءٍ تام جَعلهُ يُفكِر انّه في مُنتَصف حُلمٍ ورديّ
قَطب حواجِبه بخفّة يُحاول تَصحيح رُؤيتِه التي اظهرَت لهُ جَسد تِلك الطفلَة الصغير و هي جالسَة امامَهُ بِحفاظتِها دون مَلابس تَستُرها
تقومُ بالانخفاضِ لامساكِ انفه حتّى توقظه لِيُغرقها باهتِمامه الذي تُحِبه ، لم تَبخل في اعطاءه اكثَر ابتسامَة نَقيّة شهد عليها في حياته حينَما تلاقت عُيونِهما التي تُشبه بعضِهما الي حَد كبير اذ راحَت الصغيرَة تُصفق بيديها بِحماسَة
ضَحِكت ما ان جَلس يُحاول ان يَستوعب مّوقعهُ ثُمّ قامَت بالزَجف نَحوهُ تودّ الصُعود في حُضنِه ، حَملها كرد فعلٍ طبيعيّة منهُ يُناظِرها بابتهاجٍ تام
انّه ثالِث افضل صباحٍ يَستيقظُ عَليه بِحياته
كانَ الأولُ صَباحيَة عُرسه
حينما نَهض من نومِه و وَجد فتاة احلامه نائمَة بِجواره
الثاني في المُستشفَى ما ان استَيقظ على صَوتِ ضحكات رَسيل
و اُمها تُلاعبها بينما تُغير لَها الحِفاظ
اما الثالِث ، فَهو هذا قَطعًا ، يَستيقظُ على مُحاولاتِ هذه المُشاكسَة في لفتِ اهتِمامه اليها ، و قَد نجحت بالفِعل في نَيل مُتَسع من قلبِه دون شُروط
هي نَجحت بِذلك مُنذ اليَومِ الأوَل
طالَع عُيونِها الخَضراء يَرى ابتهاجِها و هي تَجلسُ فوق افخاذِه بينَما تُحادثه بِلُغتها التي تُرغمه على التهامِها ، انخَفض الي مُستواها يُقبل كُل انشٍ بِها بِحُبٍ بالِغ
لِوهلَة ، تَمنى ان يَكون كَلام ماريسا حَقيقيّ
و أنّها فعلاً ابنتهُ ، تَخُصه هو وَحدهُ
يُريدُ بشدّة ، ان تَكون لهُ طفلَة مِثلُها
لَكن دون اللُجوء الي خيانَة شريكتِه..!
و ذَلك قطعًا ، شِبه مُستَحيل
- صباحُ الخَير لارقّ و انعم اُنثى بالوجود
نَطق بِصَوته الباح الصباحيّ يَرى اثر كَلِماته على وَجه رسيل السَعيد ، تظلّ اُنثى راغبَة للاهتِمام على مَدار سنواتِ عُمرها اجمَع
صَفقت بِسعادَةٍ تَراهُ يُمسك مِعصميّ يديها يُفرقهما عن بَعضِهما و يُقبل باطن كلتاهُما بِرفقٍ و حُبٍ زاد من تَعلق رَسيل بِه
- لما انتِ عاريَة ايتها الانسَة الصغيرَة ؟
اين مَلابِسُكِ همم ؟
بعدَما طرحها على الفِراش اسفلَهُ ، نَزل لِمُداعبَة بطنِها بِانفه يَستمع الي صَوت ضحكاتِها العاليَة و الصاخبَة من حَركتِه
ابتَعد عنها يَراها تَضع يديها فوق بطنِها لِحمايتها من ذَلك الانف الشِرير ..!
لَكنهُ غَدرها بدافع الامان حينَما مسك اصابعها برقّة ثُمّ ما ان وَثقت به حتى تَمكن انفهُ من التَسلل الي معدتها من جَديد لِنَيل مُراده مِنها
ضَحِكت بِصخبٍ و راحَت تركُل الهواء بِقَدميها حتّى واشكَت على الاختِناق ، ابتعَد عنها يَرى احمرار وَجنتيها و دُموع عينيها من ضحكِها لِيبتسم بِحُب و دِفئ
اكتِئابَهُ زال فَجاةٍ دون مَجهود ..!
اكانت هي عِلاجه حقًا ..؟
اين اثار ذلك الاكتئاب الذي يَجعلهُ يودّ شَنق نفسه مُنذ الثواني الاولَى في بَدأ نَهارِه ..؟
الان ، يودّ العَيش لاطولِ فترةٍ مُمكنَة ، و هو يُراقب هذه القِطعَة الصغيرَة تتموا امامَهُ و تُغرِقهُ بِطلباتِها للاهتِمام و لَفت الانتِباه
حَملها بين يَداهُ قبل ان يَستقيم من الفِراش و يَخرُج من الغرفَة بحثًا عن اُمها التي وَجدها في طريقه الي الصالَة تَقفُ بجانِب بابِ الحَديقة الزُجاجيّ بينما تقومُ بِتَجفيف شعرِها الطَويل الذي يستمرُ بلفت انتِباهه
بَعيدًا عن شَعرِها الذي جَذبه
هو صُدِم انّها تَلبسُ من ثِيابه ..!!
اقتَرب مُسرعًا مِنها يَخطفُ تلك المنشفَة من بَين يديها حتّى تَسببت في صُدور صَرخة من بين شفتيّ من انتَفضت بِذُعر تُطالعه بعدمِ تَصديق ما ان نَهرها قائِلاً بانفِعال
- ماهذا الذي تَلبسينه ..؟
راقَب تِلك البيجاما الرماديَة التي اختارَتها بِعنايَة من خِزانَة ثيابهُ و نَظرًا لِكَونها كانَت تُرافقه من سَنواتٍ عدّة قبل التحاقه بالنادي الرياضيّ ، فَهي الخيار الانسبُ لفتاةٍ بجسدٍ مُمتلئ مِثلها
مَلابسه الحاليَة ستكونُ عريضَة حَد الانزلاق
وُجودها كَعدمُه
تَفقدت البيجاما عَليها ثُمّ ناظَرتهُ بحاجبٍ مَرفوع و هي تُبعد شَعرها الرَطب عن وَجهها بِعشوائيَة
- البسُ بيجاما ..!
غَضِب من اجابتِها التي تدلّ على استِهانتها بارتداء شَئ يَخُصه لذلك عَبّر عن ضِيقه بانزعاجٍ واضح
- من سَمح لكِ بارتداء مَلابسي..! حَتّى زوجتي و لم تَقم بذلك ..!
انّهُ اكثر شَخصٍ مُتحفظ على اشياءه عَرفته البشريّة
يَكره ان يَتم استِخدام اغراضهُ مُطلقًا ، بل يَشمئز و تنهارُ اعصابهُ
حتّى اليوت ، لم تُفكر و لو عَن طريقِ الخَطأ بارتداء شَئ يَخُصه ، لانهُ سيهدمُ المنزل فَوق راسِها ان رآها ، لِذلك تَجنبت ذلك كُليًا حتى لا تَقع في المَشاكل مَعه
بعيدًا عن مُميزاتِه و حُبه اليها
لَكنهُ يمتلك بِضع صفاتٍ لا تُطاق اطلاقًا
ميّلت ماريسا رأسِها حينما اجابتهُ ساخِرَة
- اتفضل ان اتجول عاريَة في منزلك حضرتك ؟
كان سَيتحدَث ، لكنها قاطَعته بِحدّة تُتابع
- ليس و كأني ساقطّع نَفسي كأي ارتدي شَئ من خِزانتك ، لكنّي لم اَجد بديلاً ..! كان عليّ الاستِحمام بعدَما افسَدت فُستاني باستفراغك عليّ ليلَة البارحَة ..!!
تَسمّر مَكانَهُ حينما جاءَت بسيرَة الاستِفراغ التي لا يَذكُرها هو
رَمش مُنذهِلاً ثُمّ سأل بعدمِ تَصديق
- است..استفراغ ؟
قامَت بِعَقد يديها الي صَدرِها و هي تُناظر ابنتِها التي تَتفقد البَيت بعينيها لاستكشافه فَهو جَديد عَليها ، ارادَت اخذِها منهُ لَكن رَسيل احسَنت التشبُث بوالِدها فهي لَم تكتِفي من حُضنه بَعد
- لا تقل لي انَك نسيت ؟
سألتهُ بنبرَة تملؤُها الخُبث حينَما اصفّر وَجهه كُليًا ، اخرُ مَشهدٍ يذكُره انّهُ نام بعدَما اخذ جَلسة البُخار خاصته ، لكن سيكونُ واردًا انّهُ تلقَى ضربة هواء على مَعدته لِذلك لن يَستبعد امر استِفراغه
- نسيت انك مَرِضت بَعد نوبتك و نَهضت تَستفرغُ ليلاً ؟
و من كانَت ضحيّة ذلك ؟ انا ..!!
اشارَت على نَفسِها ثُمّ تابعَت بانزِعاجٍ بعدَما انخَرس و لم يعُد ياستِطاعته التحدُث فهو مُحرَج كفايَة لِيُجادل
- اعتنيتُ بِك ، و لم اترُكك تَموت ، رُغم كلامك السام الذي لَن اُسامحك عليه ، و بَدل ان تَشكُرني ، جئت لانتقادي على ارتداء مَلابسك ؟
تحمحم مُدلكًا ارنبَة انفه لِينطِق موضِحًا
- اسمَعي لا تَربطي امر اهتِمامكِ بي ، بِارتداءك الي مَلابسي حسنًا ؟
كنتُ اساسًا ساشكركِ على ذَلِك ، لكن بعد ان تَنزعي ثيابي!
ناظَر عُيون مَن رَمقته باستِحقار واضِح قبل ان تسألَهُ
- فهمت ، لابد انّك من النَوع الذي لا يُحب أن يلمسُ له احَد اغراضه و مَلابسه ، اليس كَذلك ؟
قام بالايماء ايجابًا يُوضح وِجهَة نظرهُ بينَما يُشير عَليها
- ذلك صَحيح ، اكرَهُ ان يَقوم اي شَخصٍ بِوَضع يده على ما يَخُصني ، حتّى ان كان ذَلك المرءُ شَخص انا اُحبه
طالَعتهُ الصُغرى بحقدٍ دَفين ثُمّ حَملت ابنتِها منهُ بعدَما مالت رَسيل الي مُستواها تودّ من اُمها ان تُرضعها ، تجاوَزتهُ حتّى تسير نَحو الغرفَة لكنها صُدمت ما ان امسكَها من ياقة السترَة الخلفية يُرجعها للوقوفِ امامَه
- يااااا !!
صَرخت بِمن كَتف يداهُ الي صَدرِه و اشار لَها بِعينيه مُتحدِثًا بجديّة
- ازيليها ..! حالاً
هل يُمازِحها ؟ الهذه الدرجَة هو شَخص انانيّ بما يَخُصه ؟
للتو وَضحت لهُ انّها لا تملك ما تَلبسهُ ..!
تَشتهي لَكمهُ ، بَل ندمت انّها ساعدتهُ ليلَة البارحَة
ليتها تَركتهُ يَموتُ فَحسب
- اسمَع ، ابنتي جائعَة و ليسَ لديّ وَقت كافٍ للجدال مَعك
كَبّر عقلك و اُنظر للموضوع بِعقلانيّة ..!
اخبرتُك ليس لديّ ما ارتديه!!!!
طَفح كيلُها حينَما وَبخته بطريقَة جَعلتهُ يَعي على نَفسِه حينَما لَمح فُستانها المُبلل منشور على حبلِ الغَسيل في الحَديقَة مَع ثيابِ رَسيل الصغيرَة
تحمّل فَوق طاقتِه و لم يَكُن بِوسعه سِوا السَماحُ لها بارتداءِ بيجامته التي من الاساس لَيست على مَقاسِه ..!
راقَبها و هي تَسيرُ ناحيَة الغُرفَة بِعَينيه قبل ان يَجلِس فوق الاريكَة يُدخل خُصيلاتَ شعرِه وِسط اصابِعه بينَما يُطالع الفَراغ بِصَمت
انقضَت اولُ نِصف ساعَة كان يَتأمُل فيها حَجم الورطَة التي وَجد نفسهُ بِداخلها ، سَواء اكانت ماريسا المُحقَة ، ام هو المُحِق
ان كانَ هو المُحق بِكونها مُرسلَة من احَد المُنضمات السِريّة
اذًا حياتهُ مُعرضَة للخَطر بطريقَة او غيرِها
امّا ان كانَت ماريسا مُحقَة و ذَلك احتمال يَستبعدهُ كُليًا
فهُنا الطامَة الكُبرى ..! كَيف جاءَت الطِفلَة ؟
يُجزم انّها مرَتهُ الاولى التي يَرى فيها وَجه كَوجهِ ماريسا
لَم يراها في حياتِه نهائِيًا ..!
ثُمّ يأتيه وَجه جَديد عَليه ، مَع وجه صغير يُشبهه
و يخبره انّهُ والِده ..!
الامرُ غَير منطقيّ بالنسبَة الي رجلٍ يميل لاستخدام عَقله بمنطقيّة و عِقلانيّة ، حتمًا هُنالك ثغرَة عليه البَحث عنها للتَوصلِ الي حَلٍ يتماشى مَع منطقه
رَفع عينيه السَوداء للتَحديق في ماريسا التي غادَرت الغُرفَة بعدَما ارضعَت ابنتِها ، استَقام هو للدُخول من اجلِ الاستِحمام و بِمُجَرد ان خَرج و ارتدَى مَلابِسَهُ اقتَرب من رَسيل لاخذِ العينَة كيّ يُرسلها الي المُختَبر
اخَذ المِقص من الدرَج و بِمُجَرد ان دنى من الصُغرَى الجالسَة فوق الاريكَة قُرب امها حتّى قالَت الكُبرى
- بِرفق ، رَسيل تغارُ على شَعرِها
طالَع الاكبر عينيّ ماريسا البُنيّة قبل ان يُعيد التَحديق في الطفلَة التي كانَت تُشاهد شاشَة التلفازِ الكَبيرة امامَها باهتِمام
جَلس بِجوارِها لِيُمسك خُصلَة من شعر التي التَفت لهُ تَدفعه عَنها كيّ لا يَلمسُ شعرِها المُقدَس بالنسبَة اليها
كُلّ شَئ الا خُصيلاتِها الثَمينة..!
- صغيرتي تعاليّ الاعبكِ قليلاً
وَضع المِقص جانبًا و حينَما اراد حَملُها نَفت رَسيل برأسِها و تَمسكت بِحضن اُمها بَدلاً ، ليسَ لديها مِزاج لِمُفارقَة والِدتها ، تود البقاء في حُضنها في الوَقتِ الراهِن
عَبس حينما رَفضت المَجيئ اليه ، اعتادَت ان تَقفز في حُضنه مُباشرَة دون ان يُناديها حتّى ..!
- ان قُمت باخذ خُصلَة من شعرِها دون ارادتِها ستبدأ بالبُكاء و عند اذ سَتكرهك و تَرفُض وجودك مَعها ، لذلك انصحك بالتأني لوقتٍ تكونُ فيه مُسترخيَة او نائِمَة
نَطقت ماريسا بينَما تُلاعب شَعر طِفلها باصابِعها تبتسمُ على تَمسُك رَسيل بِها و هي تَحشُر راسِها في مُنتَصف صَدرِها
تَنهد اللورد مُحبَطًا قبل ان يَستقيم من جِوارها و يُعيد المِقص الي مَكانه ، تَمشى ناحِيَة الباب غيّة الخُروج لِتَقوم الصُغرى بِسُؤاله
- هل ستخرج ؟
همهم بينَما يقومُ بارتداء حِذاءه لِيرفع عينيه اليها حينَما استقامَت تقترِبُ منهُ بينَما تحتضنُ رَسيل التي تَتبع حركاتِه بعينيها
- ساوصيك على بَعض الامور التي عَليك احضارُها معك عِند العودَة
انت لن تتأخر بالخارِج اليسَ كذلِك ؟
نَظرت في عينيّ الآسيوي الذي استَنكر كَلامها و لم تُعجبه جُزئيَة انّها سَتوصيه على بِضع امورٍ ستُشعره انّها زَوجته ..!
اليوت و لم تُوصيه في حياتِها كيّ يجلب لَها شيئًا حينما يَخرُج..!
- مالذي قُلتيه حَضرتك ؟ لم اسمَع!
استَقام من مَجلسه بعدَما جَلس عند المَدخلِ كيّ يلبسُ حِذاءه ، ناظَر عينيّ ماريسا التي مَيلت رأسِها قائِلَة بسُخريَة
- انت بالتأكيد لَم تَجلبني الي هَذا المكانِ المقطوع مع ابنتي ، كَيّ تترُكنا بِمُفردنا دون مأكل او مَشرب ، ثُمّ تُغادر ؟
وَضع يَداهُ في جُيوب بِنطاله ثُمّ اومَئ ايجابًا لِينطق مُستفهمًا
- اذًا ؟ ما المَطلوب ؟
تَنهدت الصُغرَى بِقلّة حيلَة قَبل ان تُطالعهُ مُفسرَة
- هُنالِك بَعض النواقِص التي احتاجُها انا و رَسيل ، للاسف دامك جئت بي الي هُنا سَتتحملُ مسؤوليَة افعالِك و تَضطرّ ان تُلبي حاجِياتنا حتّى تَخرُج نتيجَة التَحليل ، عند إذ ساجدُ حَلاً ، اما الان فانا مُضطرَة ان استَعين بِك ..!
كَلامُها مَنطقيّ ، لا احَد هُنا يَستطيع مُساعدتِها عَداهُ فَهُما فعلاً في مَوقعٍ مُنقطِع لا يوجَد بِه شَئ سِوا الطبيعَة ، لِذلك اومَئ بِقلّة حيلَة لِمن اشارَت لهُ بالانتِظار قائِلَة
- انتظر هُنا ، ساذهبُ لكتابَة ما احتاجهُ و اعودُ لك بِورقَة
اومَئ مِن جَديد قَبل ان يَتبِعها بِعينيه و هي تَسيرُ في اتجاه الغُرفَة حيثُما لَمحت ورقَة و قَلم فوق المَكتب ، وَضعت رَسيل فوق السرير تلعبُ مع الوسائِد لِتَجلس هي تُدون لهُ النواقِص
عادَت لهُ بعد خَمس دقائِق رفقَة الورقَة التي قَدمتها لهُ رِفقة رَسيل ، انتَشلها من بين يديها ثُمّ ناظر الطِفلَة التي احسَت بِرغبته في المُغادرَة لذلك بَدأت تَميلُ ناحيتهُ كيّ يحملها و يأخُذها مَعهُ
قلّص عيناهُ قبل ان يَقترب لِيقرُص انفها و هي بين ذراعيّ اُمها مُتحدِثًا
- الان تُريدين المَجيئ لديّ همم ؟
بَعدما رَفضتني قبل قَليل..!
تَمسكت رَسيل بِقَميصه تُريد الذهاب مَعهُ بينَما تُصدر اصوات تَذمُرٍ عاليَة جَعلت قلبهُ يَلين ، حَملها و قَبّل جَبينِها بِحُبٍ مُتابِعًا
- لا استطيعُ اَخذكِ مَعي للاسف ..!
لن اتأخَر بالخارِج همم ؟ ساعودُ سَريعًا
لم يُعجبها ما قالهُ لَها ، و ظَلّت تُصِر على الذَهاب مَعهُ رُغمًا عن ارادتِه اذ بِمُجَرد ان اعادَها الي ماريسا حتّى بدأت بالبُكاء بِصَوتٍ عالٍ
راقَبتهُ و هو يُغادر تَقومُ بِمَد يديها ناحيتهُ تَرغُب بِمُرافقتهُ لَكنهُ غادر و تَركها وَحيدة مع اُمها التي عانَقتها الي صَدرِها تَمسحُ عليها بِلُطف
- هِشش يا حَبيبتي لا تَبكي ، سيعودُ همم ؟
لن يتاخر ، سيعودُ من اجلكِ
قَبلت رأس رَسيل التي ظلّت تَبكي على غِيابه لوقتٍ طَويل تَسبب في حُزن اُمها التي جَلست تُراقبها بِذُبول
- تعلقتِ به رُغم انكِ لم تَريه الا لاوقاتٍ قليلَة..!
كيف سيكونُ شُعوركِ ، عندما تَعرفين انّه والدكِ ، لَكن ليس لديكِ حَق بِه ..!
ابتَسمت بِمرارَة على واقِع طِفلتها التي تكادُ تَختنقُ من بُكاءِها الشَديد ، انتهَى بها المَطافُ تنامُ في حُضن اُمها بعدَما تَعبت من البُكاء
تَنهدت ماريسا بِحُزن لِتنهض بها ناحيَة الغُرفَة تَضعها فوق الفِراش قبل ان تُطالِع خِزانَة اللورد بِتمعُن
وَردتها فِكرَة مِثاليَة ، لِجَعله يَركُض في الشَوارِع كالمَجنون ..!
•••
رَكب اللورد سيارتَهُ التي في كراج المَنزل حيثُما كان يَركُن سيارَة احتياطيَة هُناك تَخُص بيتهُ الحاليّ حينما يُريد الاختلاء بِنَفسه
اشترَى هذا البَيت منذ سَنتين
حينَما دَخل في حالَة اكتئابه الأول
اينَما اراد الانفراد بِذاته بَعيدًا عن العالَم كُليًا
كَثير من الاوقات كان يَكذبُ فيها على اليوت ، يُخبرها انّه مُسافِر لِغَرضِ العَمل ، لَكنهُ كان يستقلّ سيارَة اُجرَى تَجلبهُ الي هذا الموقع تَحديدًا حتّى يَستطيع فَصل نفسهُ عن ضَجيج العالَم
مَكان لا احَد يستطيعُ الوصول اليه فيه ..!
فَتح تلك الورقَة التي جَعلتهُ يَشعُر باحساسٍ غَريب..!
شَعر كما لو انّهُ مُتزوَج من فتاةٍ عاديَة ، يَمتلكُ منها طِفلَة رضيعَة و هاهو ذا خارِج لتوفير احتياجاتِهم اليَوميّة
ليسَ مُعتاد عَلى هذا ، كَرجلٍ ثريّ مُتزوَج من فتاةٍ اثرَى
احتياجاتِهم اليوميّة تُلبَى من قبل الخَدم و كُلّ النواقص تُحضَر قبل ان تُنقص اساسًا ..!
اساسًا مُنذ متى لازال الناس يَستخدمون الاوراق ..؟
الكُل بات يَستخدم الهاتِف لِكتابَة ما يَحتاجه
نَفض رأسَهُ لِطَرد ذلك الشُعور الغَريب قَبل أن يَقرأ ما كَتبتهُ ماريسا
- مُغلف من خُبز التوست
- البَيض
- الحَليب
- السُكر مع المِلح و بعض التوابل
- بعض من صُدور الدجاج
- الارز و المعكرونَة
- تونَة
- الجُبن
- الزبدة و الزَيت ، ان كان هُنالك زيتون لا ضرر في احضاره :)
- القهوة ، اكثر عُنصر مُهم في القائِمَة ..!
- الخُضار كَذلك ، مثل الجزر و البطاطس و الطماطم ، الفُلفل و الثوم ، و لا تنسَى البَصل
انتهَت لائحَة الطعام الخاصَة بالمَطبخ لِينتقل آن ذاك للقسم الثاني بينَما يَرمِشُ مُستغرِبًا
- فوط صحيّة نسائِيَة
- حفاظات الي رَسيل ، مَقاسُ واحد
- مرضعَة زُجاجيَة ، اريدُ الغطاء زهريّ اللون ..!
- لهايَة ، كذلك اريدُها زهرية و يُفضل ان تكون سليكون
- حليب صناعيّ خاص بالاطفال
- زيت الاطفال لمحاربَة الالتهابات
- باودر الاطفال
- هُنالك بسكوت صَغير مُخصص للرُضع يُطحن مع الماء
لا اعرف اسمه ، لكني رايته على التلفاز يناسب عمر رسيل
رجاءًا احضِره
امال رأسهُ مُتعجبًا قبل ان يَدفع حاجبه ساخِرًا
- هل اذهب لاخبار الصيدليّ ، رجاءًا اعطيني ذلك البسكوت المطحون مثل الذي رأيتهُ بالتلفاز ؟ ماذا ؟؟؟
اغمَض عيناهُ مُتنهدًا قَبل ان يُدير المِقود لِمُغادرَة البَيت في اتجاهِ مدينَة قريبَة من مَوقعه ، يودّ الاتصال باوليڤر في اول مَحطّة اتصالاتٍ تُقابله للاستِفسار عن الوَضع خَلفه بعد تَغيبه عَن حفل ميلاد زَوجته
حينَما اُتيحَت لهُ فُرصَة الاتصالِ بِه ، سألهُ مُباشرَة عن حَال اليوت يَستفسرُ قلِقًا
- اوليڤر ، هل اليوت بِخَير ؟
مالذي فَعلتهُ اثناء غيابي ؟ هل حَزنت ؟
حَدق مُساعده في عائِلَة زَوجته الذين يَتناولون الفُطور امامَهُ بعدَما كان هو يَسقي النباتات في حَديقة بَيت اللورد
- السيدَة لورد كانَت قلقَة للغايَة بِخُصوص اختفاءك المُفاجئ ، لكنّي نجحتُ في اقناعِها انّ هُنالك امر طارِئ استَعدا سَفرِك ، عليك العودَة سريعًا ! فانت تَعرف انّها لن تَصمُد اكثَر من اربَع ايام على هذِه الكذبَة
همهمَ السَفير مُتنهِدًا بِضيقٍ لِيردف بَعد صَمتِه المُطول
- المُهم انّها بِخَير..!
اتاهُ رَد اوليڤر بعدَما عاود استراق النَظر الي ابتِسامَة اليوت و هي تَتفقد احدَى الصُور في هاتِف ماثيو
- نَعم ، تَبدوا بِخَير ، هاهي ذا تبتسمُ مع اخيها و هو يُوريها صُور من حَفل الامس ، لا تَشغل بالَك و اهتَم بما عَليك الاهتِمام بِه ، لديك اربَع ايام كَحدٍ اقصَى
اطمَئن اللورد لِفكرَة ابتِسام زَوجته التي تَدلّ على كَونِها بِلا شَك بِخَير ، نادرًا ما تبتسمُ ان كانَت بِمزاجٍ سَئ لِذلك زَفر انفاسَهُ بهدوءٍ و سأل
- بِخُصوص الاوراق التي تَركتها ورائي
هل قُمت بِجمعها ..؟
قَطب اوليڤر حواجِبه بخفّة قَبل ان يَعترِضُ نافيًا
- كلاّ سيدي ، لم اجِد اي اوراقٍ في الاستِعلامات..!
تسمّر اللورد مَكانَهُ اذ فِكرَة وصولِ تلك الاوراقِ الي الطَرفِ المَغلوطٍ حتمًا لن تَكون لِصالحه ..! مَسح على وَجهه يَنظُر الي الرَجل الذي اعارَهُ الهاتِف يُطالبه بِه
ابتَسم لهُ يُشير لَهُ بالانتظار دَقيقة بَعد قبل ان يَنطِق
- اسأل الخَدم هُناك ، لرُبما هنالك احَد جَمعها و هو يُنظف
انت عَليك الوصول اليها اوليڤر ، اسمِعت ؟
حرّك المُساعد رأسه ابجابًا ثُمّ سَمع الاتصال يُغلَق بِمُجَرد ان اعاد اللورد الهاتِف الي صاحِبه و تَوجه هو الي سيارتِه من جَديد لِشراء النواقِص التي كَتبتها ماريسا لهُ
كان مُتوترًا طيلَة الطَريق و هو يُفكر باحتِماليَة وصولِ تلك الاوراقِ الي احَد افراد عائِلَة زَوجته ..! سيكونُ من البَشع ان تُكَسر شريكتهُ في يَومِها ، لاسيما انّهُ غير مُتأكد اطلاقًا من حَقيقَة ابوتِه للطِفلَة ..!
اغمَض عيناهُ يُسند رأسَهُ فوق مِقود السيارَة بعدَما وَصل الي البَيت يستردّ الطاقَة التي فَقدها بالتَفكير طوال الرحلَة الماضِيَة في البَحثِ عن النواقِص بِتلك البلدَة الصغيرَة المُجاورَة
جَمع انفاسَهُ ثُمّ ارتَجل من السيارَة مع كَمّ هائل من الاكياسِ الثقيلَة ، تَوجه بها الي داخِل البَيت و بِمُجَرد ان دَخل حتّى مَشا في اتجاهِ المَطبخ يَضعُ الاغراض فوق المِنضدَة
استَغرقت ماريسا وقتًا في الخُروجِ اليه و حينَما فَعلت حتّى رَمش و هو يُزيل قُبعته و كَمامتهُ مِن لِباسها..!
كانت تَلبسُ فُستان قَصير ابيض بِخُطوط زرقاء طُوليَة بدا مألوفًا لاعيُنه ، تَتبعها بِعينيه و هي تَسيرُ في اتجاهِ الاكياس لِتفقد ما جَلبه
- اوم عَظيم ! احضرت كُل شَئ
ناظَرت نَظرات الاستِغراب في عَينيه لِتسألهُ مُتعجبَة
- مابِك ؟
طالَعها بِحاجبٍ مَرفوع يسألُها بِاستِنكار
- من اين جِئت بهذا الفُستان ؟
ابتَسمت لِمُلاحظَته قبل ان تَعود بِضع خُطواتٍ الي الخَلف تَسمحُ لهُ بالقاء نَظرةٍ شاملَة
- انهُ مِثاليّ اليسَ كذلك ؟
صَممتهُ بِنَفسي..!
تَرك ما بيدِه و اقتَرب مِنها اكثَر يتفحَصهُ بعنايَة
انّهُ بشكلٍ ما يُشبه قَميصه الذي يُحِب..!
- صَممتيه ؟ كيف فعلتِ ؟
سأل و هو يُنكر تِلك الاجوبَة التي تَتسرب بداخِل رأسَهُ كيّ يُحافظ على سَلامة قلبِه من الانفجار ، يُطالع ابتِسامتِها الماكِرَة و هي تَهُف شعرِها الطَويل و تقترِبُ لِسرقَة تلك الموزَة التي جاء بِها من طيب خاطِره رُغم انّها لم تَتضمن القائِمَة
- فَقط ، وَجدت بَعض الاقمشَة الغيرُ مُفيدَة بالخزانَة
قُلت اُفيد بها نفس..
انتفضت هَلعًا حينَما صَرخ بِصَوتٍ عالٍ يُطالِعُها بِغَضب
- ماذا !!!!
لم يَنتظر ردّ فعلها و هَرول مُسرِعًا الي غُرفتِه يَتفقد خِزانتهُ الحَبيبة ، بِمُجَرد ان دَلف حتّى وَجد العديد من مَلابِسه مرميّة على الارضِ و بَعضُها قد قُطّع من المِقص لِصناعَة اثوبة تُناسب تلك المُتطفلَة..!
تجمّدت الدماء في عُروقه و راح جُفنه يَرّف من الصَدمة
لم يَعُد بِمَقدوره فَتح فمِه بِحَرف من شدّة دَهشته بِما يَرى..!
تَدخلت هي و راحَت تُريه ما خَيطت لِنَفسها من صُنع مَلابِسه التي فَصلتها بِمقاسٍ يُناسِبُها ، سَبق و ان تعلمت الخِياطَة من تِلك المُمرضة المُسنَة التي كانَت تُجالسها في المُستشفَى و تُخيط الملابِس امامَها
شاهَد السَفيرُ الصبيّة امامَهُ تُمسك احَد سراويله الواسعَة التي استَطاعت صِناعَة فُستانٍ طَويل مِنها ..! عَبر رجلٍ واحدَة لا غَير
اذ فَسرت تُخبره بابتِسامَة عريضَة و هي تَرى قِمّة انهياراتِه الداخليَة الواضحَة من تَعابيرِه التي نهائيًا ، لا يُمكن قراءتُها
- اُنظر ! استطعتُ صُنع فستان عَبر قدمٍ واحدَة من هذا البِنطال..!
كان مِثاليًا ، لَكن يجب ان اُمارس التمارين الرياضيَة
حتى استطيعُ ارتداءهُ بعدما اتخلص من بَطن الولادَة!
ما رأيك انت ، هل هو جَميل ؟ همم؟
ارتَعد بَدنهُ و كُلّ انشٍ منهُ بينَما يُشاهد مَلابسهُ المُمزقَة امامَه
يشعُر انّ قلبهُ من مُزِق بَدلاً ..!
يودّ الصُراخ الي ان تَنفجر طَبلة اُذنيها ، و ذَلك ما جاء لِفعله لَو لم يَجِد رسيل امامَهُ حينما وَقعت عُيونِها عَليها
كانَت نائِمَة بِسَلامٍ تام ، يَستحيل ان يُفسد نَومها و يَكون انانيًا..!
لَكن ذَلِك لم يَمنعه بتاتًا من سَحب ماريسا من عِضدها و جَرها وراءِه الي خارِج الغُرفَة التي اغلَقها خَلفه جَيدًا ، سَحبت الصُغرَى ذراعِها منهُ تُناظِره بانزِعاج
- تَوقف ..! لا تُمسكني رُغمًا عن ارادتي!
عَقدت ذراعَيها الي صَدرِها تَرى عُيونِه المُظلمَة و هو يَقترِبُ منها بِبُطئ يكادُ ينفجر من غَضبِه
- من تظنين نَفسكِ انتِ ؟ كَيف تَسمحين ليدكِ القذرَة ان تَمتدُ على اشيائي ؟
لم تَنزعج من كَلامِه ، فحينَما اقبَلت على خُطوَة كَهذه تَوقعت اسوء رُدود فِعله لِذلك ابتَسمت لهُ بِبُرودٍ تام زادَ قَهرهُ و غَضبه
- لما انت بَخيل ؟ ماذا فيها لو تَقاسمت مَعي بعض المَلابس التي لن تُنقص من ثَروتك شيئًا ..!
قَبض عَلى يَداهُ بِقوّة و هو يَغلي من غَيضِه ، يودّ امساك شَعرِها و تَنتيفه خُصلَة خُصلَة ، لَكنهُ عاجِز عن ذَلك ..! لن يَصل به الحال ان يَمُد يدهُ على امرأة
هي مُستفزَة لاقصَى حَدٍ مُمكن
- اهدأ ! الاعصابُ لَيست جيدَة لمثل من هُم في سِنك
قد تُصاب بِنوبَة قلبيَة! آن ذاك لن اُجيد التعامل مَعك
ابتَسمت لهُ بِطريقَة جَعلتهُ يَتمنى لو بامكانِه التَحول لامرأة كيّ يُلقنها درسًا ثُمّ يعود لِهيئته الرُجوليَة ، كانت سَتتجاوزَهُ لَكنهُ اعادها امامَه من عِضدها يُطالع عُيونِها بِتهديد
- انتِ مُدركَة انكِ سَتدفعين ثَمن فعلتكِ بعدما تَنكشف حَقيقتكِ ؟
دَفعت بيدِه عَنها ثُمّ قالَت بابتِسامَة خافتَة
- اُريد ان اتخَيل مَظهرك امام نَفسِك
بعدَما تكتشفُ ان رَسيل فعلاً ابنتِك..!
اصطكّ على اسنانِه غَيضًا يُهسهس بالقُربِ من مَلامِحها
- ذَلِك قطعًا ، لَن يحدُث ، ساستلذّ بِتسليمكِ الي الشُرطَة..!
لانهُ و من الواضِح انكِ سيدَة الاحتيالُ الاولَى
ابتَسمت لهُ بِمُكر تَدفع حاجِبها عالِيًا بعدَما تابَع
- نجحتِ في الاحتيال عليّ ، عندما رأيتكِ للمرَة الاولى و ظَننتكِ مسكينَة ..! اين كنتِ تُخبئين كُل هذا الخُبث؟
هي لَيست ماكرَة ، و لا خَبيثة نهائيًا
بل العَكس ، لا احَد يمتلكُ نِصف رقّة قلبِها
اضافَة الي انّها حساسَة و هَشّة للغايَة
لَكنها صارِمَة في اتجاه من يَتجرأ ان يُؤذيها او يُؤذي طِفلتها
تَضعُ حُدود يَستحيل تجاوزُها ، كيّ لا تُري الطرَف الاخَر
جانبًا لَن يُصدِق وُجودَه لديها
اللورد تَجرأ و تَجاوز حُدودَه مرّة ، حينَما ظنّ انهُ يُسهَل كَسرُها
لَكِن حينَما يرى رُدود فعلها تِجاه ذَنبِه
سيُفكر مِليون مرّة المرة المُقبلَة ، قبل الاقبالُ على اذيتِها بِحَرف
لانَ ضَريبَة خَطئه سَتُكلفه الكَثير
- انا لستُ خبيثَة ، لكنّي ماكِرَة!
قَطب حواجِبه بخفّة يَستمعُ اليها تُواصِل بهُدوء
- لا اعلمُ ما الخِيالات التي تَدورُ برأسك عنّي ، سَواء ظَننت اني مُرسلَة من شَخصٍ ، او انّي اُحاول رمي نَفسي عليك ، اذ انّي لن اسمَح لك مُعاملتي على ما فَكرت بِه تجاهي ! دامَك لم تتأكَد ، فانت مُجَبر على احترامي سَواء بارادتَك او دُونها ، انا لم اؤذيك ، لكنّي اردّ لك جُزء من اذيتك لي..! فقط
تَركتهُ مَع افكارِه حينَما تجاوَزتهُ و تَوجهت الي المَطبخ لِتَفقد ما جاء بِه ، كانَت بِضع دقائِق سَمعت فيها صَوت الباب الخارجيّ يُغلق اذ علِمت انّهُ غادر من اجلِ التَحاليل بعدَما اخَذ عينَة من شَعرِ رَسيل النائِمَة
لَمحت اكياسًا بها مَلابِس تَخُصها و تَخُص ابنتِها ، هَرعت في حَملها تتفقدُها بِحرص اذ هَمست لِنفسها
- على الاقل ، هو لَيس بذلك السُوء
ابتَسمت بشكلٍ خافِت قبل ان تُراقِب مَلابس طِفلتها اللطيفَة
حضّرت الافطار لِنَفسها ثُمّ قامَت بِسلق بَعض الخُضراوات من اجلِ رَسيل لانّها بدأت تَتعلمُ الاكل ، جَلست هي تُغذي نَفسها بينَما تُشاهد بَعض قنواتِ التلفاز لِتمَضيَة الوَقت حتّى موعد استيقاظِ رَسيل مِن النَوم
•••
تَجلِسُ في مُنتَصفِ مَكتبِها من مُنتَصف شركَة والِدها للانتاجِ السينمائي اذ كانَت تُراجع احدَى السيناريوهات المُرسلَة من احدَى الكاتِبات الخاصَة برسومات الاطفال
شَربت من قهوتِها السَوداء كيّ تُحافظ على تَركيزِها قبل ان تَرفع عُيونِها الزَرقاء للنَظرِ الي مُساعدها الذي دَخل لِتَوه
- اوه لوكاس ، هل من خَطب؟
اقتَرب لوكاس مِنها بينَما يَحملُ بين يديه ملف قَدمه الي سيدتِه قائِلاً
- عليكِ القاء نظرَة سيدتي
انتَشلت المَلف منهُ مُستغربَة اذ بِمُجَرد ان فَتحتهُ حتّى لاقتها تلك الورقَة البنكيّة التي تّكشفُ عَن سُحوباتِ المالِ الاخيرَة من حِساب زَوجها المصرفيّ
- ماهذا ؟
رَفعت عَينيها الي مُساعدها الذي قال بِهُدوء
- حسابُ السيد لورد لازال قَيد الاستِعمال داخل البِلاد
قد سَحب مَبلغ منهُ صباحًا ، اذ وردنا بَريد من المَصرِف
يؤكد استِعماله لاحَد بطاقاته المصرفيّة
قَطبت اليوت حواجِبها بشدّة قبل ان تَسأله مُستنكرَة
- مالذي يَعنيه ذَلِك ..!
طالَع لوكاس عُيونِها بِهُدوءٍ قبل ان يُوضِح بِمَلامحه المُتجهَة ، كما اعتادَت ان تَكون طوال الوَقت
- إما ، هُنالك احَد يستخدمُ حسابهُ و هو خارِج البَلد
أم ، حَضرتهُ لازال داخِل الاراضي السويسريّة
و الخيارُ الثاني الاكثرُ منطقيّة
عاوَدت المرأة التَحديق في الورقَة التي بَين يديها بينَما تعقدُ حواجِبها بشدّة ، ان كان زَوجُها فعلاً داخِل البلاد ..! لِما كَذب عليها و قال عَكس ذَلِك ..؟
مالذي يَفعلهُ زَوجها خَلف ظَهرِها..!!
•••
بَعد ان التقَى جونغكوك بِمُساعده في ضَواحي البلدَة القريبَة من سَكنه ، قَدّم لهُ عينَة من شعرِه و شَعر رَسيل و طَلب منهُ اعطاءِها الي احَد المُختبرات لغرضٍ تَحليل اثباتِ النَسب
أمرَهُ ان يَبقى الامرُ سِريّ بينهُما ، لا يودّ ان يَتسرب هذا الحِوار نهائيًا و لو عَن طريقِ الخَطأ لاحَد ، و إلا عاقبة الموضوعِ لن تَكون سليمَة
عاد الي المنزِل بَعد ثلاث ساعاتٍ بالتَمام يَدلفهُ و هو يَستمع الي صَوتِ ضَحكاتِ رَسيل الصادرَة من المَطبخ ، لم تكُن له طاقَة نهائيًا ان يَلتقي بماريسا لانّها قطعًا تُثير اشمئزازَه بعد الذي فَعلتهُ بِه
يَتمنى قَتلها بابشَعِ الطُرق
و لَو فعل ، سيكونُ بارِعًا في اخفاءِ جَريمته
مُشكلته انّهُ صاحِب قلب رَحيم
كان يُريد الدُخول الي الغرفَة مُباشرَة ، لَكن اصوات رَسيل اَغرتهُ و اجَبرته على تَتبع موقِعها لِذلك مَشا في اتجاه الصالَة يَرى الصغيرَة تَضحكُ بصخَب على حَركات والدتها التي تهرِسُ لها الخضراوات بالطَبق
كانَت تجلسُ الصغيرَة فوق المنضدَة الخاصَة بالمَطبخ امام اُمها التي تصنع لها وجوهًا بهلوانيَة تكادُ تُفقد ابنتها صَوابها من كثرَة الضَحك
ابتَسم بِخُفوت على مَلامِح رَسيل الضاحِكَة
لِما هو يَتمنى ان تَكون ماريسا صادقَة للمرة الثانيَة لِهذا اليَوم ..؟
يُشاهِد الطفلَة و هي تَهرع لاحتضان اُمها بعدما فَردت ماريسا ذِراعيها لاستِقبالها داخِلهما ، انخَفضت الكُبرى لِتَقبيل رأس ابنتِها قبل ان تُهامسُها بِحُب
- مَلاكي الصَغير ، احبكِ بشدّة
راقبهنّ اللورد بِصَمت لِبُرهَة و حينَما اشتّد المشهد حَميميّة ، احسّ بِكونه دَخيلاً وِسطهنّ لِذلك قَرر الانسحابُ ببُطئ و الدُخول الي غرفتِه
اغلَق الباب خَلفهُ و اتَكئ فوق الفِراش يُناظر السَقف بِشُرود
ماريسا لا تَبدوا من النَوع الذي يَكذِب..!
فعليًا ، شَكلُها لا يوحي بِذلك اطلاقًا
مُصيبَة كُبرَى ، ثقتهُ بنفسه بَدأت تَتزعزع
مالذي يَجب فِعلهُ حيال الامر ..؟
خَفق قلبهُ بِعُنفٍ ، التوتر بدأ يَتمكنُ منهُ قبل صُدور نتائج الاختبار التي قيل لهُ انّها تستغرقُ اربَع ايام ، و بالحاحٍ من اللورد سيحاولون في يَومين
وَضع يَدهُ فوق قلبِه الصاخِب يَهمسُ لِنَفسه
- اهدأ ، ثِق بِنفسك ، انت لَم تلمِس امراة غير اليوت طيلَة حياتك ، حتّى حينما كُنت عازِبًا ..! لذلك من المُستَحيل ان تَكون رَسيل ابنتِك
اغمَض عُيونِه يُهدأ من نَفسه قَدر استِطاعتِه ، حاوَل السيطرَة على اعصابِه و حينَما نَجح ، خَلد الي النومِ مُباشرَةً
•••
الساعَة التاسِعَة مَساءًا
خَرج اللورد من غُرفتِه بَعدما قَضى ما تبقى من نَهاره بالنَوم ، وَجد في طريقه رَسيل التي تَتعلمُ الزَحف على الارض و حينَما بحث عن اُمها كانَت في المَطبخ تُعد العَشاء
غَريب عَليه رُؤيَة امراة عاديَة تُعد الطَعام
دون ارتداء مَلابِس زيّ الخَدم التي اعتاد رُؤيتِها في مَطبخ بيتِه
حاوَلت رَسيل جاهدَة الزَحف ناحِيته و حينَما عَجزت جَلست باحباطٍ تَلهث ، اخَفض بصرهُ اليها يُناظر ملامِحها العابسَة التي اشتهَى التهامِها
ابتَسم بِدفئ ثُمّ اقتَرب للانخفاضِ و حَملها اذ عضّ وَجنتِها الطريّة تلك بِحُب مُتحدِثًا بهيام
- شهيّة ! اودّ التهامكِ هل استَطيع ؟
قامَت الصغيرَة بِشده من شَعرِه تَسحبه بقوّة بينَما تَصرُخ عَليه بلُغتها تُعاتِبهُ بطريقَة جَعلتهُ يُسارِع بالاعتِذار
- انا اسِف ايتُها الاميرَة الصغيرَة
سامحيني ارجوكِ
ناظَرتهُ ماريسا من المَطبخ لِترفع حاجِبها ساخِرَة قبل ان تنطِق و هي تُضيف التَوابل على الدَجاج
- لا تَقدر عَليكم انتم يا مَعشر الرِجال
سِوا المراة التي تُجيد جَلب حَقِها
رَمقها اللورد بِنَظراتٍ جانِبيَة مُميتَة لَم تُزعزع مِنها شيئًا ، بل جَعلتها تُدحرج عُيونِها و تُكمل الطَبخ و هي تُدندن باُغنيَة سمِعتها من التلفاز مُؤخرًا
تَركت رسيل شَعر والِدها الذي اخَذها للجُلوسِ في حُضنه ، كان سَعيدًا انّهُ اُتيحَت لهُ فرصَة مُلاعبتِها بِراحته لِذلك تربّع على الارض رِفقتها و راح يلعبُ مَعها باستِخدام الالعاب التي اشتراها لَها حديثًا
راقبتهُما ماريسا من المَطبخ بابتِسامَة لم تَستطِع الحفاظ على سِريتها ، رُغم انّهُ حاد احيانًا في التعامُل مَعها ، لكنها لا تُنكر انّه اب مِثاليّ يُجيد التعامُل مع الاطفال
اب مِثاليّ يَنكُر ابنتهُ ..!
تلك فكرَة افسَدت مزاجِها لِوهلَة
تلاشَت ابتِسامتها و تابعَت اعدادِها للعشاءِ بِصَمت و حينَما انتهَت سَكبتهُ في طَبقٍ يتماشَى مع حِصتها اليوميَة لِتَسير للجُلوس امامَ طِفلتها و والدها تأكُل
رَفع اللورد رأسه اليها بعدَما اشتّم رائحة الطعام التي ايقَظت عصافير مِعدته يَنتظرُ مِنها ان تَدعوه على الأكل
لَكنها لم تُعبره و واصَلت تناول ذَلك الطَبق الذي جَعل لعابه يَسيحُ من هَول جوعه و لذاذَة مَظهرِه ..!
لاسيما رائحَة الزكيّة التي داعَبت ثُقوب انفِه
انهَت الطَبق بأكملِه قبل ان تَستقيم لِغَسله ، عادَت ادراجِها ناحيتهُ ثُمّ انحَنت لحمل ابنتِها و التَوجه الي الغرفَة قائِلَة
- ساخلد الي النَوم ، هُنالك بعض الاكل في الفُرن
كُله دامه لازال ساخِنًا
حَدق في ظَهرِها يَرى وَجه رَسيل الواضِح من اعلى كَتف اُمها ، ابتسم مسرورًا و حينَما ضَمن دخولِها الي الغرفَة ، رَكض في اتجاه المَطبخ لاخراجِ طبق المعكرونَة بالبشاميل التي حَضرتها
قَسم لهُ جُزء يُشبعه ، بل اخَذ الطبق باكمله بعدما اخَذت هي حصّة قليلَة للغايَة تُناسبها لِكونها تودّ الانقاص من وَزنها و التَخلُص من بَطن الولادَة
لِذلك فَحصتها الغذائيَة اليوميَة قليلَة
و بِذات الوَقت مُغذيّة ، لاجلِ الحَليب
جَلس فوق الطاولَة الخاصَة بالطَعام ليبدأ بِحَشر تلك المعكرونَة بِداخل شَفتيه بِلذّة ، اغمَض عُيونِه يستشعُر مذاقِها الذي سَبب لهُ قشعريرَة من لِذته
تبًا ..! لَم يتوقع ان تِلك الوقحَة تُجيد الطَهي بِهذه البراعَة..!
انّها الذ معكرونَة تذوقها بِحَياته
ام لَرُبما من جوعِه يَراها كَذلك..!
عليه ان يُعيد تَذوقها حينما يَكون شَبعانًا
واصَل اكلُها الي انهى حِصته باكملِها ، و كَرجلٍ نَبيل مُهَذب غَسل الاطباق و تَوجه للجُلوسِ امام التلفاز يُشاهدهُ بِضَجر
سَيقضي ليلهِ يَقِظًا
نظرًا لانّهُ نام طيلَة النهار
•••
الساعَة التاسِعَة صَباحًا
فَتح عَيناهُ بِنُعاسٍ شديد بَعدما غفى عَلى الرابعَة فجرًا عَلى اصواتِ صُراخ رَسيل الغاضِبَة من اُمها
جَلس مُعتدلاً يُدلك عَيناهُ لِيرَى مُحاولات ماريسا الماسَة في اقناعِ ابنتها بِتناول ذلك البسكويت المَهروسِ بالحَليب ، لكن الطِفلَة ترفُضه تمامًا..!
حاوَلت ماريسا جاهدَة المُفاوضَة لعلّها تصلُ الي حَلٍ وَسط مَع ابنتِها التي راحَت تضربُ الارض بِقدميها بعدَما تَسطحت على ظهرِها فوق البساط و بدأت بالبُكاء
انّها طِفلة لا تُحب من يُعاندها..!
عَبست الام التي انتهَى بها المَطاف تتناول ذلك الطَبق بِعُبوس
- اساسًا انتِ ما ادراكِ ..! قليلَة الذوق
اشك انكِ تملكين ذَوق والدكِ السَئ
دَحرجت عُيونها بِضجَر ثُمّ واصَلت تتناوله بلذّة
- انّه لذيذ بِحَق..!
تَحمحم جونغكوك بَعدما جَلس مُعتدلاً يَلفت انتِباه ماريسا التي لَفت برأسِها اليه تُناظِرهُ بِتعجُب
- منذ متى و انت هُنا؟
طالعَها بِعُيونٍ سامَة ، لا يُعقل انّها لم تَلحظ وجوده نهائيًا و هو مُنذ البارحَة نائِم هُنا ..! يعترِف انّها تُجيد استِفزازه بِبراعَة
استَقام من مَجلِسه و كأول وجهَةٍ لهُ ، كانَت رسيل التي مَدت يديها ناحيته كيّ يُغرقها بِحُبه و يُنسيها الغضب الذي ايقظتهُ امها بِداخلها
حَملها و قَبلها بِلُطفٍ بعدما داعَب انف كليهِما يَستمعُ الي ضِحكاتها التي يُحب ، ضَمها الي صَدره يَشحن طاقتهُ منها في الوَقت الذي نَهضت به ماريسا الي المَطبخ لِغَسل اطباقِ فُطور الصَباح
احتَست ما تبقى من قهوتِها تُراقِب اللورد و هو يَفتح الباب الزُجاجيّ الذي يَطلّ على الحَديقَة ، عاد اليها يُعطيها رَسيل كيّ يدخُل للاغتِسال و حينَما تناولَتها ظلّت الطِفلة تتبعهُ بِعينيها قائِلَة
- با..بب
قَطبت ماريسا حواجِبها بشدّة حينَما نَطقت الصغيرَة اول حُروفٍ تَندهُ فيها على أبيها ، كانَت تمُد يديها اليه و تُحاول مُناداتِه ، لَكنهُ لم يَسمعها و واصَل سيرهُ في اتجاه غُرفته اذ دَخل مُباشرَة لِتَغيير ثيابه
لَفتها ماريسا اليها تُناظر عيون ابنتِها بعدمِ تَصديق
- هل قُلتِ ، با..؟
ناظَرتها الصَغيرة بِبراءَة تبتسمُ لها بسعادَة لا تُشبه خاصة اُمها التي احسَت بالغيرَة اذ عَبرت عنها قائِلَة
- هل سَتقولين بابا قبل ماما ..!
احقًا ستقومين بِخيانتي مَع رجلٍ تعرفتِ عليه حَديثًا ؟
عَبست رَسيل من نَبرة اُمها الغاضِبَة التي جَعلت من شَفتها السُفلى تَتقوس و ذَقنها يبدأ بالارتِجاف ، وَسعت ماريسا عُيونِها لِتحاول تَدارك الوَقت بسُرعَة باحتضانِ طفلتها كيّ لا تَبكي ، لَكنها فشلت بِذلك
اجهَشت الصُغرَى تَبكي بقوّة تَسببت في مَجيئ اللورد راكِضًا من غُرفته و هو يَلبسُ قَميصه ، لم يُغلق ازرارهُ بعد من فَزعه اذ خال لهُ انّ الطِفلة تَضررت..!
هَرول مُسرعًا في اتجاه كلتيهما يَتفقد رَسيل التي تَبكي بشدّة بينما تُحاول دَفع اُمها عَنها في الوَقت الذي تُحاول فيه ماريسا اسكاتِها
- مالذي يحدُث ؟ هل من خَطب؟
سأل جونغكوك قلِقًا يُطالع ماريسا التي انتَبهت الي عَضلاتِه الثُمانيَة البارزَة من خَلف قَميصه المَفتوح ، لم تُعره اهتمامًا بِقدر اهتِمامها باسكاتِ طِفلتها لِذلك قابَلتهُ بظهرِها و هي تَمسحُ على شعرِ صغيرتِها الباكيَة
- هشش يا روحي ، ماما اسفَة
سامحيني
انَزل اللورد بَصرهُ الي قَميصه المَفتوح ، لِيتحمحم و يُغلق ما تَبقى من ازراره ، حينَما عدّل هندامَهُ اقتَرب لِحَمل رسيل و تَولي مُهمَة اسكاتِها و بالفِعل ، هدأت مُباشرَة بداخِل حُضنه
تَمسكت بِه تُناظِرهُ من خَلفِ اهذابها المُبللةِ بدموعها ، استَلطف مشهدِها بشدّة لِيقوم بالانخفاضِ و عضّ وَجنتها المُحمرّة بِلُطف
- مَلاك فِعلاً ..!
تَنفست ماريسا بغيرَة واضحَة بعدَما ادركَت حَقيقة ان هُنالك من سَيتقاسم ابنتِها مَعها ..! هُنالك من سَتُحبه رَسيل مَعها بِذات القَدر ، او رُبما اكثَر
فالفتاةُ دومًا اميرَة والِدها المُدللَة
و تَميل اليهُ دائِمًا
عَبست بغيرَة لِتلتفت ناحيَة المَطبخ تُكمل تَوضيبه بانزِعاج بعدَما اخذ السفير ابنتهُ مَعهُ الي غرفتِه يُكمل تَجهيز نَفسه و هي رِفقته
حينَما انتهَى بَعد دقائِق عاد لاعادَة رَسيل اليها بعدَما قال
- ساخرجُ لاتمرن ، دعيها مَعكِ
مَسكتها ماريسا بِطيب خاطِر تُقبل وَجنة طِفلتها حتّى تَرضى عنها ، ضَمتها الي صَدرِها كيّ لا تَرى والدها و هو يُغادر ، لَكن رَسيل نَجحت بتحرير رأسها و لَفه في اتجاه السفير الذي مَضا في اتجاه الباب
عَبست لِتبدأ بالصُراخ و مُحاولَة الفِرار من بَين ذراعيّ اُمها كيّ تَذهب مَعهُ ، و هو لَم يُعطي صُراخها قيمَة ، بل واصَل مَشيهُ و ارتداءه لِحذاءه حتّى يُغادر
حينَما فَشل صُراخها في انصافِ رَغبتها ، بدأت بالبُكاء و مَدّ يديها في اتجاهه تُناديه بلُغتها لعلّه يَستجيب اليها ، لَكِن بدونِ جَدوى ..!
كانَ على وَشكِ فَتح الباب و الرَحيل
لَكِن سَمِع منها ما جَعل اطرافهُ تتجمّد و كُلّ عَظمَةٍ به تُسمِرَهُ مَطرحه..!
سَمِعها تَنطِقُ بِصَوتها الباكي و هي تَمُد بيديها ناحيَة ظهرِه تَقول
- با..ب..بابا
بابا تِلك ، اقوَى من اي تَحليلٍ وُجِد في الكَون بأسرِه
كانَت كَفيلَة بِجَعل كُلّ عضلَةٍ في جَسده ، تَنبِض..!
•••
7187 ✔️
اهلاً اهلاً في فصلِ اليَوم
اخباركم مَعاه ..؟ 👀
برايكم ، ماثيو عرف بان رسيل بنت زوج اخته ؟
و لو عرف ، شنو رد فعله تجاه الموضوع ..؟
بخصوص ماريسا و استفزازها للسفير ؟
ترى لسه ما وصلنا لجزئية التسريب بالانستا ..
استنوا عليها هتطلعه من عقله بالاربع ايام الجايين 😭
كيف لقيتوا شخصيتها ؟
موقفها لما فسدت ملابسه؟
هي صنعت منهم ملابس لنفسها فقط 👈🏻👉🏻
ماعملت شي بس السفير نكدي 😡
مرض السفير ، حرفيًا انا جَسدت لكم موقف حقيقي انا شفته قدامي ، لما بابا وقع من طوله بسبب نوبة صدرية ، اول مرة فحياتي اشوفه بهذا الضعف ..!
كنت انا اول من تشوفه ، بينما امي و اختي مشغولين
ما اقدر اتخيل لو ما اني سمعت صوت لهاثه ساعتها و ظليت بغرفتي و ما ركضت له..! كان شو ممكن يصير
فعلا الموضوع يخوف الله لا يعيدها يارب و يعطيه صحتها
اتذكر ساعتها لما وقع ع الارض كان بجانبه الطاولة
فماما الله يسعدها لما رحت اتصل بالمساعدة
جات تقومه ، قام ضربت له راسه بالطاولة
فاغمى عليه تاني 😭😭
قوات التدخل يلي الله يحرمنا منها حقيقي
المهم ، كيف كان الفصل عمومًا ؟
تتوقعون اليوت هتكتشف ان زوجها لسه بالبلد؟
و هل هتواجهه بالشي هذا؟
شنو قصة عائلة اللورد البريطانيَة؟
و هل تتوقعون لهم دور مهم بالمستقبل؟
رسيل ؟
مشاهد تريدون نكثر منها؟
اكثر جزئية حبيتوها ..؟
2200 تصويت
3000 تعليق
فصل جَديد ✔️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top