our child | 04
THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD
اهلاً بكم في الفَصل الرابع 🍂
الكَثيرُ من التعليقات بين الأسطُر تُحمسني 🧚🏻♂️
لِنبدأ 🐻
•••
- لَكِن ، لِما تَبحثين عنّي ؟
سألها مُستغرِبًا حينَما لَمح فرحَة عُيونِها بايجاد تِلك القُصاصَة الورقيّة التي تَحمِلُ مَعلوماتِه الشَخصيّة ، زاد استِغرابهُ اضعافًا حينَما اجابتهُ بابتِسامَة مُهذبَة
- لَم آتي للبحث عَنك ، جِئتُ للبحث عن هَذِه الورقَة
ظَنت انهُ يعتقِدُها تبحثُ عنه حينَما جائت لِجناحِه لِذلك قبل ان يَسأل من جَديد مُستغرِبًا اشارَت على الورقَة مُضيفَة
- هذِه الورقَة بِها مَعلومات والِد رَسيل
رَمش مُتعجِبًا و لَم يَسعهُ ان يَستفسِر اكثَر اذ وَجد الجهازُ الذي بالقُرب من خَصرِها يَهتز ، كان يُرافقها بَعد ان اعطاهُ لَها مُدير المُنتجَع كي يَطلُبها كُلما احتاجها
حينَما احسَت باهتِزازِه ، سارعَت بِتخبئَة تِلك الورقَة بداخِل خَصرِها و قامَت بالاقتراب منهُ لاخَذ رَسيل بسُرعَة مُتحدثَة
- شُكرًا لاحتِفاظك بِها
ابتَسمت و لَم تترُك لهُ أي مَجالٍ للحَديث مَعها كَونها سارعَت بالرَحيل و تَركِه يَتخبطُ مَع افكارِه ، لم يَكُن يَفهم لِما اسمَهُ و مَعلوماته بداخِل تلك الورقَة التي تَخُص والد الطِفلَة اللطيفَة ..!
حينَما غاص في افكارِه ، خمّن انها بِلا شَك تحتاجُه كَسفير
اوليسَ هو المُختَص برِجال بلده و شَعبه ..؟
اذًا لابدّ انها تَبحثُ عَن زوجِها و سيفارتهُ الخيار الأمثَل
هَذا التَحليل المَنطقيّ الذي استَطاع التوصُل اليه
اذ لا مَجال لأي تَفسيرٍ جانبيّ غَيره
عَبثت افكارَهُ به بالشَكل الذي جَعلهُ يُريد البَحث عَنها و سُؤالِها من جَديد ، لَكن دُخول زَوجتهُ الي الجَناح بعدَما كانَت تسبحُ مَع الدلافين مَنعهُ
كانَت تسيرُ نَحوهُ و هي تُجفف شعرِها الاشقَر مُتحدثَة
- جونغكوك قُلت انك سَتجلبُ زيّ السباحَة و تعود..!
لِما انت جالِس هُنا بِمُفردك ؟
استَغربت امر جُلوسه على السَرير تائِه وسط بَعثره افكارِه ، رَفع عُيونِه للنَظر الي مَلامح زَوجتهُ التي تَجعلهُ يَغرق في مُحيط عُيونِها من فِتنَة جَمالها
يَتناسَى بِها كُلّ فكرٍ مُتطرّف يودّ اشغالِه عَنها
لِذلك نَفى بِرأسه مُتحدِثًا
- شعرتُ بالصُداع ، لذلك اردتُ ان ارتاح قَليلاً
رآها تقومُ بعقدِ حواجِبها و الاسراع بالجُلوس قُربه ، مَسكت وَجنته تتفحَصهُ مُتحدثَة بِقلق
- هل انت بِخَير ؟ رُبما التَقطت بردًا من سِباحتك بالامسِ ليلاً ..!
طالَعت عيناهُ حينَما ابتسَم و اعترَض بالنَفي
- كلاّ حَبيبتي ، انا بِخَير ، لكن لابد من الصُداع ان يُخرب اللحظات الجَميلة انتِ تَعرفين
ناظَرتهُ باستِياء اذ رأتهُ يتولَى مُهمَة تَجفيف شعرِها بدلاً مِنها قائِلاً
- ليسَ عليكِ الانشغالُ بي حاليًا
دَعينا نُركز عَليكِ ، فانتِ مَلكة هذِه الايام
يوم ميلادكِ قَريب
قامَت بالعُبوسِ حينما تَذكرت انّها ستُصبح اكبر سِنًا
واشَكت على دُخول الثلاثينيات قريبًا
اصدَرت تنهيدَة مُنزعجَة ثُمّ قالَت
- ليسَ و كأني سعيدَة انني ساُغلق الثامِن و العِشرون
لا اُريد ان اكبَر ، اتمنى ان يَتوقف عُمري هُنا
ناظَرها بانزِعاجٍ حيثُ قامَ بشدِها من شعرِها مُتحدِثًا
- اُصمتِ ..! اهذا فالٍ حتّى ؟
طالعتهُ بِدورها بضيقٍ اذ فَسرت تُوضح وِجهة نَظرِها بِعُبوس طَفيف
- انتم الكوريون لا تَشعرون بعجلَة الزَمن ..!
اعني ، من يَراك يظن انك للتو دَخلت العِشرون جونغكوك
بينَما انا ! بعد سَنواتٍ قليلَة ساُصبح كَما لو انّي اُمك
اكرهُ هذه الفكرَة ، لا اُريد ان ابدوا اكبَر مِنك
ضَحِك على طريقَة تَفكيرِها و كيّ يُغيضها اكثَر قال و هو يَرمي المنشفَة جانِبًا
- هِمم ، تُعجبني فكرة اني لا اكبر بالسِن
فعلاً نحن الكوريون مَحظوظون ..!
رَمقتهُ بِنَظراتٍ مُعتِمَة ، كان كُلّ مابِها غاضِب حينَما ادرَكت حَقيقة انّها فعلاً ستُصبح بِجانبه كَما لو انّها اُخته الكُبرَى
- اذهَب و تزوجها كوريَة تُشبهك اذا ..!
بما تتفاخَر و عيناك بالكاد تَستطيع فَتحها
تَنمرت عَليه و جَعلتهُ يوسع عيونَه مُندهِشًا
هو لَيس مَصدومًا ، لِكَون التنمر بينهُما امر عاديّ و اعتياديّ
يَتنمرُ عليها هو كَذلك في كَثيرٍ من الاحيان اذ قال ساخِرًا بِدوره
- و انتِ شقراء كالسِحليّة ..!
انسيتِ نَفسكِ ..؟ تاخذين لَون كُلّ ما يقعُ عليكِ
ضَربتهُ على ذِراعه بغضَبٍ ثُمّ صاحَت به
- اُصمت ايها المُتنمر ..! يالَك من وَقح اللسان
دَحرج عَيناهُ بضجَر لِينطق مُستهزِئًا
- ألا تَرين لِسانك ؟ يُنافي الافاعي في سُمّه
وَقفت امامهُ مُتخصِرَة اذ قالَت بانزِعاجٍ مُصطَنع
- انت تَقول انكَ جِئت بي الي هُنا لاجل ان استمتِع
فلِما تُفسد مِزاجي ..؟ اوليسَ عليك ان تُدللني حضرَة اللورد ؟
دَفعها من امامِه لِينهض هو و يَتجه نحو الشُرفَة بعدَما انتشَل من فوق المِنضدَة عُلبة سجائِره
- ليسَ لديّ مزاج لكِ ، دَعيني
راقَبت ظَهرهُ قبل ان تَقوم بِحمل وسادَة ترميها عَليه بانزِعاج
- يالَك من مِزاجيّ حَقير ، لا تُمارس طُقوس الحوامل عليّ جونغكوك
التَفت برأسِه يُناظرها ثُمّ اخرَج لسانهُ يُغيضُها ، اغلَق باب الشرفَة عَليها و تَركها تُصارِع انزِعاجها بِمُفردها ، لَقد اغضبتهُ في الصَباح بما فيه الكِفايَة لذلك هو يَستردُ ثأرَهُ بجعلها تَفقدُ اعصابِها
اتكَئ على سُورِ الحافَة يُراقِب المَشاهد الطَبيعيّة امامَهُ بينما يُدخِن سيجارَتهُ بإسراف ، كُلّ تَفكيرَهُ مُنحَصِر حَول تِلك القُصاصَة التي تَحتوي على مَعلوماتِه
يَتذكرُ ابتِسامَة ماريسا و هي تُخبِرَهُ بسُرورٍ واضِح انّها مَعلوماتِ والِد طِفلتها ..!
تَفكيرهُ لا يَستطيعُ ان يَتطرق لافكارٍ مُظلمَة
كأنّهُ هو والد الطِفلَة مثلاً ..!
لِكَونه يعرفُ نَفسهُ أحَق المعرِفَة
لم يسبق و ان مَس مرأة في حياتِه غَير زَوجته
التي هو وَفيّ لَها بِكُلّ جَوارِحه
لا يَستطيعُ ان يَنظُر لامرأة غَيرُها و ان كانَت تموتُ امامَه
فَمبالُك ان يَلمِسُها و ينامُ بجوارِها ..؟
لم يُطِل التَفكير بالموضوع اكثَر ، يودّ وَضع حاجِز يَمنعُ من الافكارٍ المُتطرفَة مِن عرَقلَة استِمتاعه و سَبب مَجيئه الاساسيّ الي هُنا برفقَة زَوجته
لِذلك بعدَما دَخن نِصف عُلبةٍ من سجائِره ، دَخل الي الجَناح ليجِد زَوجتهُ تُصور مَقطعًا على التيكتوك كيّ تَنشرهُ لاحِقًا ، دَحرج عيناهُ بِضَجر لكنهُ لم يُبدي استياءهُ لِكون الشُهرَة جُزء من عَملِها الرَئيسيّ
يَكرهُ فكرَة ان كُل رجال العالم يَتغزلون بجمَال زوجته على التَعليقات..!
تنتابَهُ رغبَة في خَلق شِجار مَعهم جَميعًا و حَظر حِساباتِهم
لَكنهم يَتعدون العَشر ملايين..!
ذلك فعليًا مُستَحيل ، و ان كَرس كامل وقته لِحظرهم
تَنهد مُستسلِمًا حينَما غَلب المنطِق غيرتَهُ و سار يَرمي نَفسهُ على السَرير بإهمالٍ يُصدر اصواتٍ تدلّ على انزِعاجه كيّ يلفت انتباهِها
تجاهلَتهُ تمامًا كما فَعل هو مَعها و ظَلت تُصوِر ذلك الفيديو الذي يَختّص بِروتينها اليوميّ بَعد الاستِحمام ، تَمدد على جانِبه يَتأمُل ظهرِها قَبل ان يَنطِق
- انتِ تُعلمينَهنّ باطِلاً ..!
مهما حاوَلن ان يُصبحن جميلات لَن يَصِلن الي مُستوى جَمالكِ
ناظَرتهُ حينَما التَفت برأسِها اليه اذ قالَت
- مُحاولة فاشِلَة في مُصالَحتي
دَحرجت عُيونها تمامًا كَما فعل هو و عادَت لاستِكمال التَصوير في الوَقت الذي قابَلها بِظَهره يقومُ بِتصفح هاتِفه ، مَرّت بضع دقائِق احسّ بها بالضَجر لذلك نَطق دون سابق انذار
- اكرهكِ اليوت
كانَت تقومُ بِوَضع اخر لَمساتِها بِتلوين وَجنتيها بِذلك المُورد الزَهريّ اذ اجابَتهُ بِتلقائِيَة
- انا كَذلك اكرهك اضعاف حضرَة اللورد
اعتَدل في جَلستِه مُنزعِجًا من بُرودِها حيثُ قال
- اليوت هل مللتِ منّي ؟
رَمشت مُتعجبَة ثُمّ التَفت لهُ مُتحدثَة بسُخريَة
- اوليس عليّ انا ان اسألك هذا السُؤال ؟؟
كان مُتجهّم الوَجه مجروح العاطِفَة
يملكُ الكَثير من المَشاعر الجَياشة التي لا يَعرفُ اين يَصُبها لِذلك ردف مُنفعلاً
- اعني ، لما اصبحتِ باردَة بهذا الشَكل ؟
لم يَمر سِوا سبع سنواتٍ على زواجِنا !
لقد اصبَحت المعيشَة معكِ مُملَة بِحَق
رَمشت مُنذهِلَة من كَلامِه حيثُ اغلَقت هاتِفها و استَقامت تقترِبُ منهُ
- حبيبي هل انت مُتأكد من انَك بِخَير ؟
طالَعها بانزِعاجٍ زاد ، لِما لا تَشعُر بِاستياءه ..؟ و تَستمرُ بسؤاله ..!
نَفث انفاسهُ بضيقٍ و صَمتِه كانَ دليلُها في فَهم مُراده
علِمت ان زَوجها بحاجَة الي الحَنان و الحُب..!
ضَحكت على تَعابيرِه المُضحكَة لِتقترب منهُ و تقوم بِمُعانقته و المَسحِ على ظَهرِه بلُطف مُتحدثَة
- لستُ بحاجَة حقًا لاجرب الامومَة مع طفلٍ رَضيع
فانت بالفعل طِفلي ، اشعُر اني اُمك
قام باسنادِ رأسِه عَلى كَتفها يقومُ بِمُعانقتها اليه رافضًا تَركها ، اغمَض عَيناهُ مُتحدثًا بِصَوتٍ خافِت
- اُحِبُك لانكِ تُشعريني بالانتماء
قامَت بالمَسح على شَعرِه الاسوَد الكَثيف بينَما تُربت بيدها الثانيَة على ظَهرِه بِرفقٍ مُهمهمَة لهُ
- و انا اُحبك ، لانك تُشعرني بحاجتك اليّ
رَفع عَيناهُ للتَحديق بِها ثُمّ ابتَعد عنها مُتحدِثًا بحاجبٍ مَرفوع
- لستُ بحاجَة اليكِ ، لكن وجودكِ مُهم في حَياتي
صغّرت عُيونِها ثُمّ مَسكتهُ من انتفاخِ وَجنتاهُ تَقرصهُ قائِلَة
- اُنظر من يَتكلم ! قَبل قليل كُنت كالرَضيع في حُضني
ابعَد يديها عنهُ بانزِعاجٍ اذ قال
- تَوقفي ! انا لستُ طِفل
رَمقتهُ بسُخريَة ثُمّ قالَت بينَما تَستقيمُ من جِواره
- اشُك بِذلك
مَسكت بيدِه تُجبره على النُهوض من الفِراش مُضيفَة
- هيّا ايها الكَسول انهَض و دَعني نخرُج حتّى نتسَكع
لم نأتي الي هُنا لِننام ، اُريد قضاء كُل لحظة معك
قبل ان اعود الي ازدحام جُدول اعمالي المُزعج
آن ذاك سَتشتاقُ لِسَماع صَوتي حتّى
طالعتهُ بنظراتٍ تَهديديَة حينما اشارَت عَليه تُواصل الحَديث بِجديّة
- ستندمُ على تَفويت كُل ثانيَة قضيتها بالتكاسُل
حَرك مؤخرتِك الجَميلة و دَعنا ننزِل
وراءنا الكَثير لاستِكشافه
ابَدت حماسِها بالشَكل الذي جَعله يَتشجع للنُهوض و استِكمال ما تَبقى من اليَوم رِفقتها في تَفقد المُنتجعِ و ضواحيه ، لِذلك نَهض مُتجهًا الي حَقيبة ملابِسه كيّ يُغير ثيابهُ تمامًا كما فَعلت هي حينما نَسقت ثيابِهما سَويًا
لَبِسا مَلابِس تَخُص الازواج ، تتَطابقُ في الألوان
عَدا انّهُ يلبسُ بنطالاً ، و هي فُستانًا طَويلاً بعد اصرارٍ منهُ
لم يَنشُب شجار بينهُما هذه المرّة لانّها قَررت ان تتنازَل لاجلِه
لن تُفسد ما تَبقى من اليَوم بِسبب مَلابِس
هي فعلاً تودّ ان تَستمتع معهُ و تَقضي وقتًا مُميزًا يُنسيها تَعب الايام السابقة اذ كانَت مُكتظّة بشكلٍ لا يُصدَق بالعَمل
•••
كانَ الليلُ حالِكًا في الوَقت الذي اتخَذت فيه ماريسا خُطوتِها بِمُغادرَة المُنتجع الي مَحظة القِطار التي ستأخُذها الي العاصِمَة السياسيَة للبَلد
احاطَت ابنتِها النائِمَة بِغطائِها الدافِئ ثُمّ ضَمتها الي صَدرِها و هي في قمّة سعادتِها ، قد حان فَرجُها اخيرًا ..! و سَتذهبُ للحُصول على الخَلاص
سَتجدُ والد ابنتِها الذي سيَحتويها و يُهون عَليها ما مَضى
سَتدعهُ يُخبِرها بِقصة حُبهما التي انجَبت من خلالِها هذه الطِفلَة
و كَيف انتهَى بها الحالُ داخل تلك المُستشفَى
قَبلت رأس رَسيل النائِمَة و اخفَت مَلامِحها بِحرص قَبل ان تَتقدم لِمُغادرَة المُنتجَعِ بِرفقٍ تام ، اثناء تَسللها للخارِج ، لَمِحت نورًا من الشُموع قادِم من جهَة الشاطِئ و البَحر و حينَما ارادت استِراق النَظر وَجدت السَفير مَع زَوجته يَحظيان باُمسيَة رومنسيَة على البحَر
كان يَرقُصانِ على موسيقَى عَذِبَة اطرَبت مَسمع من ابتَسمت عَليهما ثُمّ تابعَت سيرِها الي الخارِج بِحماسٍ بالِغ ، تتمنَى ان تَجِد الخَير في الايامِ المُقبلَة
قلبُها مُبتهِج لَكن صَدرها يضيقُ بشكلٍ يُشعرها بعدمِ الراحَة
لا تَفهم هذا الشُعور الغَير مُبرر ..!
و لا تُريد بتاتًا ان تَفهمه
كُل ما تريده هو الوصول بأمانٍ الي العاصِمَة ، كيّ تَرسُم خَريطَة سعيدَة لِحياتها القادِمَة ، قَطعت تذكِرَة سفرٍ عند مَحطة القطار ثُمّ اخَذت مِقعدًا جَلست عليه و طِفلتها النائِمَة في حُضنها لا تُفارِقها
اسنَدت رأسِها على ذَلك الزُجاج الخاص بالنافِذَة تُغمِض عُيونها البُنيَة بِتَعبٍ و ارهاق نال حيزًا وسيعًا مِنها ، كُلّ عِضيّة بها تَطلُب الرَحمة
طَرحت نَفسًا بطيئًا هَمست فيه لِنَفسها
- ستُصبح الامور بِخَير
سَتكونين سعيدَة ، سَتسترجعين ذِكرياتُكِ ، و تَحظين بِحياةٍ مُستقرَة
فَتحت عُيونِها بِرفقٍ حينَما انطَلق القِطارُ و قَلبها بدأ يَخفقُ بِعُنف
هي سَتبدأ مَرحلة جَديدة في حياتِها
مَرحلة مُختلفَة كُليًا عمّا مَضى و سَبق ..!
سَتغوصُ في سِربٍ من الأحداثِ التي تنتظرُ قُدومِها بِشَوق
لَم تكُن تعرِف مالذي يَنتِظرُها ، مُنذ بدأ اللحَظة التي انطلَق فيها ذَلك القِطار ، انقَلبت موازينُ الكَون أجمَع ، و كُلّ سِرٍ دَفين ، رائحتهُ بدأت تَفوح..!
•••
وَطئت أقدامُها أراضي العاصِمَة السياسيَة جونيف
بين مُتناول يَديها قِطعَة من روحِها ، طِفلتها التي تَستكشفُ المدينَة بفُضولٍ كما تفعلُ امِها التي كُلما مَشت خُطواتٍ اضافيَة التَفتت لِتفقُد تلك المَباني الحَديثَة
كانت مَبهورة بالطبيعَة الخَلابَة المُندمِجَة مَع حَداثة المِعمار ، مَشت و هي تَمسَحُ على ظَهرِ طِفلتها بِوَجهٍ بَشوشٍ سَعيد اذ هَمست باُذنها
- دَعينا نَذهب لِشراء مَلابِس ، ثُمّ نستقلّ سيارَة اُجرى تأخذنا الي والِدك
بدا الحَماسُ على وَجه رَسيل التي كانَت تتبِع تلك السيارات السريعَة بعُيونِها بسعادَة ، كانَت تُحرك اقدامِها الحُرّة في الهواء بينَما تتشبّث بَملابس اُمها السَوداء
ماريسا كانت مُتحمسة لانّها سَتلبسُ ثِيابًا مُلونَة اخيرًا
بَعيدًا عن ذَلك الزيّ التنكريّ الذي مَنعها من لذّة التَسوق
سألت المارَة عن اقرب مَركز تِجاريّ و اول ما فَعلتهُ عند الوصول تَناولت وَجبة الافطار الصباحيّة بِما ان الشَمس اشرَقت مُنذ قَليل
المَحلاتُ لازالت لَم تُفتَح بَعد لِذلك جَلست تنتظرُ في ذلك المَقهى المُقابِل لِمحطة البنزين حيثُما لَمحت الرَجُل النَبيل الذي سَبق و ان ساعَدها الايام الماضِيَة
فَرقت بين شَفتيها مَبهورَة بِرؤيته حيثُ اتسعَت ابتِسامتها و حينَما لَفتت نَظرهُ و هو يَملئ وقود سيارتِه قامَت بالتَلويح لمُ
تفاجَئ بِرؤيتِها مع طِفلتها الجالسَة فوق الطاولَة تقومُ بحشرِ الاشياء داخل فَمها كي تستكشفها و تتعرفُ عَليها اذ بِمُجَرد ان اُتيحَت لهُ الفُرصَة تَوجه ناحيتهِما مُهرولاً
كانَ قد بَحث عنها ليلَة الامسِ بكامل المُنتَجع و لم يَجِدها ، كان يَودُ قضاء بعض الوَقت مع رَسيل و فَهم ما قالَتهُ هي عَن والد الصغيرَة لِذلك سألها مُباشرَة
- مالذي تَفعلينهُ هنا ..؟
نَظر في عُيونِها البُنيَة و هي تَبتسمُ بلُطف مُجيبَة
- جِئتُ للبحثِ عن والد رَسيل
حَدق في عُيونِها لِبُرهَة ثُمّ طالَع رسيل التي تَمُد بيديها لهُ تريد منهُ ان يَحملها ، ابتَهج قلبهُ حينما رآها و أسرَع بِحَملها و ضَمِها الي صَدرِه يُلاعب شعرِها الناعِم
- آيغو ، صغيرتي الجَميلة لقد اشتقتُ اليكِ
تَكلّم بلُغته الكوريّة الأم التي لَم تستطِع ماريسا فَهمها ، لَكنها استَلطفت كَلامهُ الذي يَحملُ لحنًا جَميلاً ، خَمنت انّها لُغة رَسيل الاصليّة بلا شَك دام والِدُها آسيويّ
قَبل وَجنة رَسيل المُحمرّة ثُمّ ناظَر اُمها متحدِثًا
- هل تُريدين ان اوصلكِ الي منزلكِ ؟
استَقامت من مكانِها و هي تَمد يديها لامساكِ طفلتها منهُ نافيَة
- لا ، في الواقِع لديّ مكان اذهبُ له اولاً
شُكرًا على مُساعدتك لنا ، ساحرِصُ على ردّ الدين قريبًا
كان مُستاءًا لانّهُ سيُودع رَسيل التي بدأت تَبكي لانها تُريد البقاء مَعهُ ، اقتَرب يُمسِك بيدِها الصغيرَة يُقبل ظاهِرها بلُطفٍ قبل ان يَهمِس
- اتمنَى ان نتقابَل مُجددًا ، ساشتاقُ اليكِ
قَوست الصغيرَة شَفتيها و هي تُقاوم دُموعها بينَما تَراهُ يقبل جَبينها بدفئ ، أرادَت ان تَذهب الي حُضنِه لَكن اُمها أحكمت التَشبث بِها تَمنعها من الفِرار من بَين يَديها قائِلَة
- من الجَيد انّي صادَفتك هُنا
اتمنى ان تُرزق بِطفلٍ قَريبًا ، اشكرُك من قَلبي على مُساعدتك لَنا
شَكرتهُ الاصغَر سِنًا بابتِسامَة لطيفَة و هي تَحملُ حَقيبَتها فوق ظَهرِها بينَما تُحكم التَشبث بابنتِها كيّ لا تَقع ، تَركت السَفير يُشاهِد رَحيلِها دون أن يَروي عَطش فُضولِه ، غادَرت بعدَما رأت المركز التجاريّ يَفتح فَدخلتهُ مُسرعَة
اصَدر تنهيدَة ثقيلَة عاد بِها نحو سيارتهُ حيثُما تنام زَوجته في الكُرسيّ الذي يُجاورِه ، قام بِتغطيتِها جيدًا و تَعديل نَومتِها قبل ان يُعيد تَشغيل سيارتِه و ادارَة المِقود مُغادِرًا المَحطّة
كان يُفكِر بَينهُ و بَين نَفسِه و اعيُنه على الطَريق السَريع أمامَه
- اشعُر اني ساُقابل تلك الصغيرَة مُجددًا ..!
دَخلت ماريسا الي المَركز التجاريّ و سارَعت بالاتِجاه نَحو المَحلات النسائِيَة حيثُما اختارَت فَستانين واسعَة من جهَة الخَصر كيّ لا تُظهر بَطنها المُنتفخ
اختارَت فُستان يُناسِبُها و طابَقت مِثله لابنتِها ثُمّ مَشت الي صالونِ الشَعر حيثُما صَففت شعرِها الطَويل و وَضعت القليلُ من مُستحضرات التَجميل
احسَت انها اُنثى لاولّ مرَة ، شَعرت انها اخيرًا تُنافس فَتيات جيلِها بِجمالهنّ عندما تَبرجَت و لَبست ثيابًا جَميلة هي كَذلك
غادَرت من ذَلك المركز بِروحٍ جَديدة مُختلفَة كُليًا عمّا مَضى ، كانت سَعيدة و هي تَتفقدُ نَفسها كُلّما مَرت بجانب مَبنى يَعكسُ صورتِها
- اليسَت ماما جَميلة ؟ اُنظري
جَعلت رَسيل تنظُر اليها و كَرد فعلٍ لطيف من الطِفلَة هي صَفقت لَها بينَما تبتسمُ بِوسع ، لم تُقاومها الكُبرى و انهالَت تُقبلها في كُل مكانٍ يُقابِلُها بِنهم
- سيأتي يوم التهمكِ به ان لَم تتوقفي عن لَطافتكِ ..!
لِذلك اُحذرك ، كُفي عن كَونكِ لطيفَة
شَدتها الصغيرَة من شَعرها المُصفف بينَما تَصرُخ عليها بلغة الاطفال خاصتِها بشكلٍ جَعل ماريسا تتأوه بألمٍ و هي تُحاول سَحب خُصيلاتِها من قبضَة ابنتِها
- حسنًا حسنًا ، امكِ اسفَة
كوني لطيفَة و لن أكلكِ
تَركتها الصُغرى بَعد الحاحٍ و تَوسُل من قِبل اُمها ثُمّ رافَقتها حينَما ضَمتها ماريسا الي صَدرها و مَشت لايقافِ سيارَة اُجرَى
اعطَتهُ العِنوان الذي تودّ التَوجه اليه حينَما قالَت
- الي حيّ فلوريسانت رجاءًا
نَظر السائِق اليها يُمعن التَحديق بِها ثُمّ نَطق مُتعجِبًا
- مُتأكدة انكِ تُريدين هَذا الحيّ ..؟
حَركت رأسِها ايجابًا بينَما تُناظِره يردفُ مُستغرِبًا
- هذا حيّ يخصُ الاثرياء فَحسب
اصَدرت تنهيدَة عميقَة و هي تضعُ طفلتها بداخل حُضنها مُتحدثَة
- اوصلني الي هُناك رجاءًا و لا دَخل لك بالباقي
لم يَسعهُ سِوا تَلبية أمرِها و اداء وَظيفتهُ بالانطِلاق الي ذَلِك الحيّ الشَهير بِضمه لِكبار الشَخصياتِ الهامَة و رِجال الاعمالِ و سياسيين البَلد
•••
دَخل السَفيرُ بسيارتِه الي بَوابَة منزِله ذا الحديقَة المُشتركَة مع قصرِ عائلَة زَوجته ، رَكن في مَصف السيارَة و حينَما نزلا سويًا عَبرا الحَديقة حيثُما يجلسُ أبويها يَتناولان الافطار امام المَسبح
تَوجها لالقاءِ التحيَة سويًا اذ نَهضت اُم اليوت لِمُعانقتِها و التَسليم عَليها ثُمّ فَعلت المِثل مع جونغكوك الذي انضّم للجُلوسِ مع ثَلاثتهم مُبتسِمًا
سَمِع سونيا والدَة زوجتهُ تنطِق مُستفسرَة
- كَيف كانت رحلتكما ؟ هل استمتعتُما ..؟
وَجدت اليوت تُومئ بسُرعَة بينَما تبتسِمُ بِوَسع
- فَعلنا ، سبحنا مع الدلافين و تَسلقنا الجِبال ، رأينا الشلالات الجَميلَة و رَكبنا القارِب اذ عَبرنا اسفل الجِسر ، كانت هُنالك الكَثير من الفعاليات المُسليَة
ابتَسم بيتر والِدها و هو يُقرب يدهُ للتَربيت على رأسِها بِوديّة
- من الجَيد انكما حَظيتما بوقتٍ لنفسيكُما
مرَت مُدة منذ اخر مرّة انعزلتما فيها عن العَمل
احتَضنت اليوت ذِراع زَوجِها اليها ثُمّ قالتٍ بوجهٍ بَشوش
- جونغكوك لا يَفشلُ دومًا في جَعلي سعيدَة
حَظت على قُبلَة على رأسِها من قبل زَوجها الذي احتَضنها من الجانِب و بدأ يأكُل طَعامهُ حتّى راى احدى الخادِمات تَتقدم و بَين يديها صينيَة اكلٍ جانبيَة
حَدق هو و زَوجتهُ بها كَما فعل الجَميع حينَما قالَت
- للاسف ، السيد الصغير رَفض ان ياكل طعامَه
وَسعت اليوت جُفنيها ثُمّ سألَت
- السيد الصغير ؟
نَظرت نحو اُمها ثُمّ قالَت تُتابِع
- هل ماثيو عاد من المانيا ؟
تَنهدت سونيا و هي تَضع كأس البُرتقال الطازَج فوق الطاولَة مُجيبَة بِحنق
- عاد بَعد ان خَسر قلبهُ هُناك
عَبسَت الصُغرى باستِياء اذ قالَت
- اخبرتهُ ان عائلتها لن تَقبل بِه
حَملق جونغكوك بِها ثُمّ تدخَل في الحوار قائِلاً و هو يَقسم من البَيض
- لكِنهُ يُحبها ..! و تَرك عائلتهُ و هاجَر من اجلِها
فلِما يَرفضونَه ..؟ اعني انّهُ ينحدر من عائلة مرموقَة
ناظَرتهُ سونيا باحباطٍ حيثُ قامَت بالتربيتِ على يده قائِلَة
- ليست كُل العائلات اصيلَة مثلنا بُني
نحن نرضَى بالشَخص دون الالتفات الي اصوله ان رأيناهُ يُحب ابنتنا بِصدق ، لَكن عائلة تلك الفتاة من المسيح المُتشددون ، مُتعصبون تِجاه ديانتِهم و عَقيدتِهم و بلا شَك رفضوه بِسبب طبيعَة عمله
عَقدت اليوت حواجبها بعدمِ رِضَى حيثُ كَتفت ذراعَيها الي صَدرِها متحدثَة بسُخريَة
- ان كانوا حقًا من المَسيح المُتشددون فليجَعلوا ابنتِهم راهبَة ..!
لِما يَسمحون لها بالعَمل كمُصممَة ازياء اذًا ..!
ليسَ ذنب ماثيو انهُ احبَها ، هي من اغوتَه ثم كَسرت قلبه
تلك اللعينَة سأنتف شعرَها خُصيلَة خُصيلَة
عاد السَفير بُكرسيه الي الخَلف ثُمّ نَهض من فوقه مُتحدِثًا
- سادخل اراهُ و اتحَدث مَعهُ قليلاً
وَجد علامات الرِضَى على وجوه عائلة زَوجتهِ لِيدخُل الي القَصر مُتجهًا نَحو غُرفَة ماثيو في الطابِق العُلويّ ، استقّل المِصعد للوصولِ اسرَع و حالَما بَلغ ممر الغُرف مَشا نحو جَناح الاصغَرِ سنًا
طَرق باب الجَناح مَرتين و دون ان يَنتظر الاذن اقتَحمهُ مُباشرَة ، وَجد اخ زَوجتهُ يَجلسُ فوق كُرسيّ الالعاب خاصتهُ بينما يقومُ بخوض مُباراةٍ شرسَة على جهاز الكومبيوتر امامَهُ
اتَكئ على الجِدار بجانبه و قال بِحاجبٍ مَرفوع
- هل سَتحبسُ نَفسك و تَبكي كالفتيات هُنا ..؟
ازال ماثيو سماعاتِه عن اُذنيه ثُمّ التَفت نَحو زَوج اخته مُتحدِثًا بسُخريَة
- لستُ ابكي ، انا العَب
اقتَرب جونغكوك مِنهُ يُراقب عَدد المَرات التي خَسر فيها ماثيو في اللُعبَة ، ابتَسم قبل ان يُوجه نَظراته اليه قائِلاً
- سَتلعب و تتعمدُ الخَسارة كيّ تَجد سبب تغضبُ منهُ و تُحطم كُلّ ما بِجوارك للتنفيس عن الشُعور البَشع الذي بداخِلك
اراد ماثيو ان يُعيد وَضع السماعات فوق اُذنيه لَكن السَفير مَنعهُ باخذها منهُ و وَضعها بعيدًا عن مُتناول مُتابِعًا
- بَدل ان تُحاول الهَرب من حُزنك ، واجِهه
حَدق ماثيو بِعَيناهُ الخَضراوَتين باحباطٍ قَبل ان يَقوم بارجاع شَعره البُنيّ الفاتِح بعيدًا عن وَجهه مُتحدِثًا بهدوء
- لَو عُدنا بالزَمن الي الخَلف ، و قُمنا انا و عائلتي بِرَفض زواجِك من اليوت ، كيف سَيكون موقِفك آن ذاك ..؟
زَمّ جونغكوك شَفتاهُ قَبل ان يَتكئ على مَكتب اخ زَوجته مُكتِفًا يداهُ الي صَدرِه
- هِمم ، لا اعتقِد اني كنتُ ساستسلم و اترُك حُبي يضيعُ من يَداي
طالَعهُ الاصغَر بِحُزنٍ ثُمّ تابَع
- حتّى و ان تَزوجت ..؟
اخَفض السَفير عينيه للنَظر بخاصتيّ الاصغَر المُشابهَة لِزوجتهُ ثُمّ قال مُعترِضًا
- كلاّ ، هُنا تنقلبُ المَوازين و يُصبح حُبي اليها باطِلاً فَزوجها احقّ منّي بِها ، لا اتخَيل نفسي ادخُل بين زَوجين حتى و ان كنتُ مُغرَم بها و لا استطيعُ العيش بِدونَها ، دامَها تَزوجت تحت اي ظرفٍ كان ، سيكونُ من الخَطأ ان اُحاول خَطفها مِن زوجِها ..! او حتى جَعلها تخونَه معي ، لا اُحب الخيانَة بانواعها و الحُب ليسَ عُذر عَظيم يُبررها
تنهَد ماثيو بينَما يَتكئ بِظهره عَلى الكرسيّ خَلفه مُتحدِثًا بشُرود
- لَيس على المَرء ان يتعامل بِقيمه دائِمًا
هُنالك الكَثير من المُتزوجات يملكن عَشيق ..!
وَضع السَفير يَديه فوق اكتافِ الاصغَر سِنًا يُديره نَحوه قائِلاً
- حينما يَفقد الانسان قيمَه ، يُصبِح لا يَفرق عن الحَيوان بِشَئ ..!
ان اصبَح يركُض فقط وراء غرائِزه ، فالحيوان كَذلك مِثله
نحنُ نملك عَقل يُتيح لنا ضَبط عواطِفنا حينما نَراها تَميل للخَطيئَة
علينا استخدامَهُ بحرص للحفاظِ على احترام انفسُنا
ناظَرهُ الاصغَر بِحُزن ثُمّ نَبس باستِياء
- لا اُحب الجُلوس مَعك ، تُشعرني انك راهِب ..!
دعني اعيشُ بطيش و اُجرب ملذات الحياة قليلاً ..!
اعني ، هل لم يسبق لك و ان خُنت ايلي من قَبل ؟
قبل ان يأتيه جَواب منهُ تأوه بألم حينَما تلقَى ضَربةٍ على مُؤخرَة رأسه من قبل اخته التي وَبخته بغضَب
- لِما تُريد زَوجي ان يخونني ايها الضِفدع الصَغير ..؟
عَبس ماثيو مُدلِكًا عُنقه بألمٍ قبل ان ينطِق
- انا اسأل بِدافع الفُضول ، اعني زواجُكما اصبَح قديمًا بِحَق
ناظَرتهُ اليوت بِعينين حادَتين قاتِلتَين قبل ان تنطِق و هي تَجُره من اُذنه
- زَوجي ليس زير نِساء عاش في الملاهي الليليَة مِثلك
علمتُ لِما اهلُ الفتاة رَفضوك ، مَعهم حَق ، انت بالكاد تَكتفي بامراة واحدَة
حاوَل الفِرار من اصابِعها القاسيَة و حينَما نَجح هَرب من فوق الكرسيّ بعيدًا عَنها مُتحدِثًا بانفِعال
- لكنّي حينما احببتُها تُبت و لم اُواعد فتاة غيرُها اُقسم !
لقد تَربيتُ على يديها و بالاخَر تزوجت و تَركتني
احسَت اليوت باحباطِه في ختاميَة كَلامه لِتتنهَد بِدورها و تقترِب لِمُعانقتهِ بلُطف
- لابأس ، انت مِليار فتاةٍ تحلُم بك ..!
الا تَرى كيف يتقاتلَن للحُصولِ على نظرةٍ منك
ستجدُ من تُجيد الاهتمام بِقلبك جيدًا
تَنهد ماثيو بِحُزن لِيقوم باحتِضانها بدوره و النَظر نَحو جونغكوك الواقف قُرب الحاسوبِ مُبتسِمًا
- مِثلكِ ، حينَما كَسركِ ذلك الشَخص
جاء اللورد و احسَن تضميدَكِ
ابتعَدت عنه اليوت مُبتسِمَة اذ اومأت و هي تلتفتُ للتَحديق بِزوجها ، اقتَربت منهُ تُعانقه قائِلَة بوديّة
- جاء يَعتذرُ و يُصلح مالم يُفسِده ..!
انهُ حَسنة حياتي التي تَدفعني للاستِمرار
رَفعت عُيونها الزرقاء للتَحديق بِخاصتيّ زوجِها الخَضراء
حينما اصبَح الوَضع دراميّ قَرر ماثيو الانسِحاب و هو يَسيرُ نحو باب غرفتِه مُتحدِثًا
- احترِما رجاءًا فكرَة اني رَجُل مُحطم عاطِفيًا
ساُغادر قبل ان اُصاب بِتصحّر بِسببكُما
هَرب مُغلِقًا الباب خَلفه بعدَما ترك اُخته و زَوجِها يَضحكانِ عَليه ، غادرا سَويًا الي منزِلهما و بِمُجَرد ان دَخلت حتى رَكضت نحو كلبِها الأليف الصَغير
- سيكرت ، حَبيبي الصغير اشتقت اليّ ..؟
حَملت كلبِها الذي يقومُ بِلعقها و النُباح عَليها تَرحيبًا بِها ، ابتَسمت تُقبل رأسهُ قبل ان تَسمع زوجِها و هو يَنطِق سيرًا نَحو غُرفتهما
- سادخلُ للاستِحمام
•••
خَرج ماثيو من مَنزِله بعدَما ارتَدى مَلابسه الرياضيّة اذ اراد ان يَركُض حَول الحيّ لعلّه يَنسى و يُغادر دوامَة أفكارِه
حينَما كان يَلتفُّ حَول السُورِ الضَخم خاصَة منزِل عائلته لاحَظ فتاةٍ شابَة تحملُ بين يَديها طِفلة صغيرة بينَما تسيرُ و تَتفقدُ الارجاء حَولها
تَوقف عن الرَكض يُمعن التَحديق بِها ، هي تُذكره بشخصٍ ما و لَكن بذات الوَقتِ لم يسبق و أن رآها بتاتًا ، هل يُعقل انّها انتَقلت حديثًا الي حيهم اثناء سفرِه ..؟
وَجدها تقترِب منهُ حالما انتَبهت لِوجوده لِذلك اعتَدل في استِقامته يُطيل النَظر الي تفاصيلِها ، كانَت تلبسُ فُستانًا زهريًا قَصيرًا يُشبه خاصَة الطِفلة التي بين يَديها
طالَعتهُ الصُغرى بإهتِمام حيثُ سألتهُ قائِلَة
- مرحبًا سيدي ، هل يُمكنني سُؤالك عن هَذا الشَخص ؟
قَدمت لهُ تلك الورقَة حيثُما اشارَت على اسم جونغكوك الذي جَعله يُفرق بين شَفتيه مُستغرِبًا ، حَدق بِها ثُمّ حَدق في الصغيرَة التي تختبئ في حُضن اُمها
- اوه ..! هذه الطِفلة كوريَة ، اذًا لابدّ انكِ تبحثين عن شَخص آسيويّ اليسَ كَذلك ..؟
حَركت ماريسا رأسِها استجابَة لهُ حتى سَمِعتهُ يبتسِم
- من ارسلكِ الي هُنا مُخطئ ، اُنظري يُمكنكِ الذهاب الي السفارَة التي يَعملُ فيها السفير الكوريّ هُناك سَتجدين من تَبحثين عنهُ ، كُل معلومات الكوريين المُقيمين هُنا مُسجلَة هُناك
رَمشت ماريسا بِعَدم فَهم ثُمّ سألت باستِغراب
- اين سأجد هذِه السفارَة ..؟
كانَت تراهُ يُمعن النَظر في طِفلتها الصغيرَة و في داخِله يُقارن الشَبه الكبير بينها و بَين زوج اُخته ، رَفع عيناهُ الي اُمها ثُمّ قال
- يُمكنك استِقلال سيارَة اُجرى تأخذكِ اليها
اخبريه انكِ تريدين السفارَة الكوريَة و سيأخذكِ
زوج اُختي يعمل هُناك و بلا شَك سيُساعدكِ
انهُ يُحب تقديم يد العَون لابناء بلدِه خصيصًا
اعادَ اليها تِلك الورقَة التي انتَشلتها منهُ و شَكرتهُ مُبتسِمَة بلُطف
- شكرًا لَك
قامَ بالتَربيت على رأس رَسيل بوديّة ثُمّ اجاب مُبتسِمًا كَذلك
- على الرُحب و السِعَة
ضَمت ابنتِها الي صَدرِها ثُمَ استدارَت للرَحيل بينَما تقطبُ حواجبها باستِغرابٍ مُتحدثَة بصوتٍ خافِت
- قالَت لي انّهُ يسكُن هُنا ، لَكن من الصَعب ان اجدهُ من بَين هذه البُيوت الكَثيرَة ..! اذا لابدّ ان اسأله عن اسمِه
حينما استَدارت للعودَة الي ماثيو وَجدته قد غادَر بالفِعل
عَبست حينما لم تَجده و تَذمرت قائِلَة
- لكن لِما ارسلني الي السفارَة بدلاً من اخباري بعنوان بيتِه ان كان يقطُن هنا ..! هل يُعقل انه غيّر مكان سَكنه ..؟
تَنهدت بقلّة حيلَة و استَقلت سيارَة اُجرى اخَذتها الي السفارَة الكوريَة ، حينَما وَصلت الي هُناك رَفضوا ادخالِها نَظرًا لِكون ابنتِها لا تملكُ هويّة و لا وَثيقَة رسميّة تُتيح لها امكانيَة الدُخول
تَنهدت باحباط ثُمّ قالَت بينما تَقرأ الاسم على الورقَة
- انا ابحثُ عن لورد جونغكوك ، هل يُمكنك اخبارَهُ اني انتظِره ..؟
حَدق حارسُ الأمن بِزَميله مُستغرِبًا ثُمّ طالَعها هي قائِلاً
- تَبحثين عن السَفير ؟
وَسعت عُيونِها مُندهشَة حيثُ قالَت بانبِهار
- وااه ! هل هو سَفير ؟
وَجدهما يومِئان بِرأسيهِما اذ نَطق احدهُما قائِلاً
- السفير مُنشغل هذه الفترَة و لا يترددُ الي السفارَة كَثيرًا
لِذلك يُمكنك العودَة في وقتٍ لاحِق
اشارا لَها بالذهاب و بِدون مُقاومَة غادَرت بِوجهٍ مليئ بالعُبوس و الاستياء ، وَجدت مكانًا استَطاعت الجُلوس به مع طِفلتها مُتنهدَة باحباط
- مُنشغل ؟ لابد انّهُ يبحثُ عنا انا و رَسيل
اليسَ كَذلك ؟
رَفعت عُيونِها للتَحديق بالعَلمِ الكوريّ يُرفرفُ فوق السَفارَة ، اغمَضت عُيونِها باستياءْ واضِح مُتمتمَة
- متى ساجِدهُ ؟ لقد تَعبتُ بِحَق
اخَرجت ما تَبقى لها من نُقودٍ لِتعبس اكثَر مُتحدثَة بِحُزن
- لم يبقى لي الكَثيرُ من المَال ..!
عليّ ايجاده بسرعَة كي لا اضطَر للعَمل مُجددًا
ضَربت الارضيّة بأقدامِها بانزِعاجٍ قَبل أن تُعيد تَخبئَة ذلك المال في جَيبها ، ظَلت تجلسُ امام السِفارة لوقتٍ طَويل على امل قُدوم السَفير بأيةّ لَحظة
•••
الساعَة تجاوَزت مُنتَصف الليل و ماريسا لازالَت تنتظرُ امام السفارَة ، ليسَ لديها مَكان تذهبُ اليه او تَنام بِه ..! حتى مالُها لا يَكفيها لتأجير غرفَة صغيرَة في فُندق لِذلك خيارُها الوَحيد كان البقاءُ في الشارِع
لِحُسن حَظها انهُم ليسوا في الشِتاء
و إلا كانَت لتتجمَد من البرد هي و طِفلتها النائمَة في حُضنها
سَمِعت صَوت رَجُلٍ مألوفٍ من خَلفها جَعلها تنتفضُ من الذُعر ، التَفت لهُ تُحدق في شابِ الصباح يُخبرِها مُستغرِبًا
- هل لازالتِ هُنا ؟
نَظرت في عيناهُ الزرقاوَتانِ ثُمّ تَنهدت بِحُزن مُتحدثَة
- للاسف ، لَم يأتي الذي ابحثُ عَنه بَعد
اقتَرب ماثيو للجُلوسِ بجانبها قبل ان يَتحدث مُستغرِبًا
- لَكِن ، لما لم تَذهبي الي منزلك ..؟
كَونت مسافة بينهُما حينما تزحَلقت لاخر الكُرسيّ ثُمّ اجابَت
- ليسَ لديّ منزل ، ثُمّ مالذي جاء بك الي هُنا في مثل هَذا الوقت ؟
نَظرت في عَيناهُ تَجِده يَتنهد مُحبَطًا هو كَذلك
نَظر الي السماء اعلاهُما ثُمّ اشار خَلفهُ قائِلاً
- هُنالك حانة قريبَة من هُنا ، كنتُ اشربُ فيها
ناظَرتهُ تتفقَدُ حالهُ و مَلابسهُ المُرتبَة قبل ان تنطِق ساخرَة
- تشرُب و انت بهذا الحال الجَيد ؟
غَيرُك لا يَجد مالاً يُنفقه
ادار رأسهُ اليها يَتفقد عُيونِها البُنيَة اذ اجاب
- المال ليسَ المصدر الاساسيّ للسعادَة
صحيح اني ثريّ ، لكن ليس بالضرورَة ان اكون سَعيدًا
اجابتهُ منطقيَة كفايَة لِتجعلها تسحبُ سُخريتها منهُ ، نَظرت امامَها من جَديد و وجودِه كان مؤنسًا لَها في وحدَة الليل الموحشَة لذلك لم ترفُض بقاءَه
هي كانت سَتموتُ من رُعبها بالبقاء بِمُفردها رُغم ان سويسرا تُعرف باكثرِ بلدٍ آمن عالميًا ، نَظرًا لالتزامِ شعبها بالسَلامِ و الابتعادِ عن الاجرام
- الوقتُ تأخَر بالفعل و انتِ عليكِ ايجاد مكان تَقطنين بِه
السفارَة مغلقَة بالغَد لانها عُطلة رسميَة في كوريا
شَهقت الصُغرى مُنفعلَة قبل ان تُطالعهُ بعدمِ تَصديق
- لا تَقُلها ارجوك ..! كَيف لها ان تُغلق ..؟
اغمَضت عُيونِها باحباط قَبل ان تَشتم في سِرها و هي عَلى وشك الانفجارُ من غَيضها ، هل ستظلّ ليلتَين مُتواصلَتين تنتظرُ قُدوم ذلك السَفير ..؟
تبًا !
- للاسف ، النسمة تصبح باردَة ليلاً
هي ليسَت لصالح طِفلتك سَتمرض
أشار بِعَينيه الي الصغيرَة التي تتمسك باُمها ، تَنهدت الكُبرى بِحُزن قبل ان تنطِق بينَما تَستقيم من فوق الكُرسيّ
- هل تعرفُ فُندق سِعرهُ رَخيص ..؟
نَظرت بِعينيّ الاكَبر الذي نَفى مُعترِضًا
- كُل اسعار الفنادق هُنا سياحيَة و غاليَة
انتِ جئتِ للعاصمة السياسيَة ، اعني كُل من يسكُن هُنا لديه مَدخول مُحترَم ..! لذلك الفنادِق اسعارُها عاليَة تتناسب مع الطبقة المعيشيَة
اغمَضت عُيونِها تَعتصِرهما بِغَيضٍ قبل ان تَسمعه يتحَدث و هو يَستقيم من مَكانِه قائِلاً
- لديّ غُرفَة تستطيعين البقاء بِها مُقابل المَبلغ الذي تَدفعينَه
تراجعَت الي الخَلف بينَما تُناظِره بِرَيبة اذ نَفت تعترِض
- لا ، شكرًا لَك
فَهم تَفكيرُها لِذلك ضَحِك قَبل ان يُعاين مَظهرهُ و شَكلُه جيدًا ، عاوَد التَحديق بِها قبل ان يَتحدث
- حسنًا ابدوا كرجُلٍ لعوب مَعكِ حَق ، لَكن لا تَخافي في الصباح فقط اخذتُ مُحاضراتٍ تأديبيَة و اخلاقيَة من زوج اُختي عن القيم و المبادِئ ، لِذلك لن افعل ما تُفكرين بِه حَتمًا
التَزمت الصَمت و هي تُناظِرهُ بِرَيبة و تَفحُص ، هي لَيست غبيَة لتثق في رَجلٍ رأتهُ فقط في الصَباح ..! و للتوّ اخبَرها انهُ كان في حانَة ليليَة لذلك واصَلت تعترِض بِجديّة
- لا
زَمّ شَفتاهُ داخل جَوفه قَبل أن يَنطِق مُوضِحًا
- لن اخذكِ الي مَنزلي ، سابدوا احمَق امام اهلي ان جئتُ بفتاةٍ بعدما كنتُ منهارًا من حُزني صباحًا على زواجِ عشيقتي ..! لِذلك لا تَخافي
احسَت بالاستِياء على حالِه حينما علِمت بزواج عَشيقته لِذلك اعتَذرت لهُ قائِلَة
- اوه ، اسفَة من اجلِك
حَدقت في عيناهُ ما ان واصَل كلامهُ قائِلاً
- لا عَليكِ ، عُمومًا لديّ اكاديميّة يُمكنكِ البقاء بِها ان شِئتِ
المبنى فارِغ باللَيل يُقيم به فقط المُلتحقون من بُلدان ثانيَة
سَكتت تُفكِر و هي تُطالِع وَجه ابنتِها النائِمَة ثُمّ ناظَرتهُ مُتسائِلَة
- لكن لما تُساعدني ؟ انا لا اعرِفك
هَز اكتافهُ مُجيبًا بينَما يضعُ يداهُ في جُيوب بِنطاله
- تعلمتُ من زَوج اختي انهُ ليس بالضَرورة ان نَعرف المرء حتى نُساعِده ، ارى حياتهُ تُزهر و نواياهُ الحسنَة تعودُ عليه بالايجاب بٍسبب مُساعدتِه للغرباء دون سَببٍ يُذكَر ، رُبما لِهذا السَبب جُبر قلبهُ
حَدق في عينيها ثمّ تابع مُبتسِمًا
- و انا كَذلك اريد ان تَكوني سَبب في ان يُجبر قَلبي ، بِمُساعدتي لكِ
بدا كَلامهُ شاعِريًا و دراميًا بشكلٍ يُثبت حَقيقة كَونه رجلٍ لعوب ، لَكِنها التَمست الصِدق في كَلِماته و نِيتهُ الحسنَة التي تشِع في عُيونه لذلك قالَت مُبتسمَة
- لابدّ ان زَوج اُختك شَخص طيب
اومَئ ماثيو و هو لازال يُحافظ على ابتِسامتهُ الصغيرَة
- فوق ما تَتصورين
اشارَ امامهُ حينَما دام الصَمتُ للحظاتٍ اذ نَطق
- ان كنتِ تُوافقين بالذهاب ، ساُرشدكِ على الطَريق
كان يَستوجبُ عَليها جَمع شَجاعتِها للمُوافقَة على الذهاب مَع رجلٍ غَريب في مُنتصفِ اللَيل الي مَكانٍ لا تَعرِفه ، لِذلك ظَلت تُفكِر بتأنٍ و تَدرُس وَضعها قبل المُوافقَة
- اُفضل ان اذهب الي ذَلك المكان بِمُفردي ، و ان كان يمتلكُ اسم معروف اخبِرني به اولاً
نَظرت اليه حينما قامَ باخراجِ هاتِفه و الاقتِراب مِنها
دَخل على مُحرك البَحث و كَتب بداخِله
اكاديميّة جلاكسي للتَعليم
قَدم اليها الهاتِف اذ ظَهرت لَها صُورة مبنى الاكاديميّة الضَخم و ماثيو يَقفُ قُبالتَه ، رَفعت عُيونها اليه تُناظِره باندِهاش
- هل انت صاحِب هذه الاكاديميّة الضخمَة ؟
وَجدتهُ يومِئ مُبتسِمًا حيثُ قال بِتفاخُر
- املكُ نِصفها ، و النصفُ الاخَر لِزوج اُختي
عملنا عليها سويًا ، و سنُقيم الافتتاحية للمبنى الجَديد قريبًا
طورناهُ و ادخَلنا مجالاتٍ و تخصصاتٍ جديدَة
وَسعت شَفتيها تمامًا كما فَعلت مع عينيها بانبِهار ، اعادَت لهُ الهاتِف ثُم نَبست بابتِسامَة لطيفَة
- لهذا السبب ان تَقطن في ذلك الحيّ الخاص بالاثرياء
حسنًا ، ساذهبُ مَعك لانهُ ليسَ لديّ خيار اخَر
كانَت مُترددَة في خُطواتِها باللحاق بِه ، انتهَى بها المَطاف تعودُ ادراجِها للجُلوس فوق الكُرسيّ مُعترِضَة
- لا استطيع ، سابقَى هُنا
التَفت اليها يُحدِق بها مُستغرِبًا ، لا يُمكنه ان يَلومها على قِلَة ثقتها بِه لكونها لا تَعرفه و حَقيقةً سُمعته ليسَت جيدَة بين الفَتيات اذ لطالَما عُرف بِعبثه بِهنّ
لذلك عاد اليها و اخرَج بِطاقَة الاكاديميَة خاصتهُ يُعطيها لها قائِلاً
- تَفضلي هذِه ، و ان احتجتِ الي مُساعدَة يُمكنكِ الاتصال بي
اخَذتها منهُ ثُمّ حَركت رأسِها استجابَة لهُ
- شكرًا لك مُجددًا
رَبت بِكَفه على رأسِ الصَغيرة النائِمَة ثُمّ ابتَسم مُلوحًا بيدِه
- وداعًا
غادَر يَترُكها بِمُفردها تَرعى طِفلتها و تَهتمُ بها وسط حُلكة الليل و بُرودَة نسماتِه ، وَجدت شَجرة استطاعَت الاختباء اسفلُها و مَنح ابنتِها بعض الدفِئ عَبر تَغطيتها بِفُستانها الذي اخرَجتهُ من الحَقيبَة
احتَضنتها الي صَدرِها و حاوَلت الحُصول على قِسطٍ من الراحَة عَبر النَوم و بَعد عناءٍ نَجحت بِذلك و استَطاعت ان تَغفوا من تَعب النهار و السَفر
•••
صَباح اليَوم المُوالي
كان السَفير يلبسُ مَلابِسه في غُرفَة التَبديل بينَما يَستمعُ الي غناء زَوجتهُ من الحَمام و هي تُسرح شَعر كَلبها الأليف ، انتَقى بنطالاً واسعًا من الجينز مَع قَميص أبيض لا يَقل وسعًا مَع السِروال
يُحب المَلابس الفضفاضَة و هي ذَوقهُ دَومًا
خَرجت زَوجته من الحَمام و هي تحملُ كلبِها ، طالَعتهُ و هو يَلبسُ كمامتهُ قَبل ان تنطِق باعجاب
- واه ! اُحبك حينما تلبسُ هذا النَوع من الثِياب
ناظَرها مُصغر العَينين اذ قال ساخِرًا
- انقلَبت الادوار و اصبَحتُ الفتاة التي يجب ان تَسترُ نَفسها بدلاً منكِ
مَشت نحوهُ بعدما وَضعت كلبِها فوق السَرير اذ احتَضنت وَجنتاهُ قائِلَة
- انت عَلي ان اُخفيك من الانظار فَحسب ..!
لا تَعرف مدى شَعبيتك بين النِساء ، لكني اعرفُ و اغضَب
ابعَدها عنهُ يَدفعها عن طَريقه و هو يَسير نَحو الدرج لاخَذ جوارِبه ، جَلس فوق الكُرسيّ يلبسُها بينَما يتحدَث بِضَجر
- لستُ اهتم بِصدق ، و انتِ اكثر من يعرِف نظرتي للفَتيات
استَقام يَنتقي حذاء رياضيّ لبسهُ كذلك ثُمّ رَش من عِطره يَسمعها تسأله و هي تَختار ما تَلبس لِبدأ يَومِها
- اين سَتذهب انت مُنذ الصَباح ..؟
اجابَها و هو يختارُ من بين مفاتيح سياراتِه
هل يختارُ المرسيدس ام الرانج ..؟
ماذا عَن الاودي ..؟
تبدوا البي ام دابيلو تتماشَى مع ملابسه اكثَر لِذلك اختارَها هي عِوضًا عن البَقية
- ساذهبُ لاتفقد القاعَة التي سيُقام فيها احتفال يَوم ميلادكِ انتِ و ماثيو ، ثُمّ عليّ ان أمرُّ على الاكاديميّة لاتفقد اخر التشطيبات للمبنَى الجَديد
التَفت الصُغرَى اليه تُناظِرهُ بابتِسامَة
- حسنًا دَعنا نتناول العشاء سويًا ، ساحجزُ لنا في مَطعمٍ عند الجَبل
نَظر اليها بعدَما انتقى مِفتاحه و اعاد البقيَة الي الدَرج مُعترِضًا
- لستُ مُتفرغًا اليوت ، اعطيتكِ ثلاث ايام من وَقتي و انتِ اهدرتِ منها يوم و نِصف ، لِذلك تَحملي عواقِب اهمالكِ
اقتَرب مِنها كيّ تتسنَى لهُ فرصَة تَقبيل جَبتها و بِمُجَرد ان فَعل ابتَعد مُبتسمًا من خَلف كمامتِه
- يَوم عملي سَعيد ! الي اللقاء
غادَر و تَركها بِمُفردها تُراقب ظَهره بِغَيض اذ تَمتمَت
- يَقول عنّي باردَة ..! ألا يرى نَفسه ؟
انهُ مهووس عَمل اكثر منّي ! مُغفل
غادَر البَيت و في طَريقه صادَف والد زَوجته يقومُ بسقي النباتات في الحَديقَة ، رَفع يدهُ لالقاء التحيّة ثمّ تابع سيرهُ نحو سيارتِه التي انطَلق بِها نَحو وِجهته
•••
فَتحت عُيونِها على صَوت حارِس الأمن و هو يُناديها كيّ يطرُدها من المكان العام الذي تَنام بِه ، لاسيما ان ابنتِها كانت تَبكي لاجلِ جوع مَعدتها
تَنهدت بِتعبٍ ثُمّ استَقامت للنُهوض و كُلّ عَظمة بِجَسدها تُطالِب بالرَحمة ، تتألم مَفاصلها كُلّما تحركَت نظرًا للنومِ الغير صحيّ الذي نامتهُ
غادَرت ذلك المَوقع سيرًا على الاقدام و هي تُحاول اسكات ابنتِها التي تَبكي دون انقِطاع بِسبب جُوعها ، قَررت الاختباء في مكانٍ خَفيّ و ارضاعِها حتّى تَهدأ و حينما انتهَت من اسكاتِ جوعِها رَحلت للبحثِ عن مَطعم تأكل هي بِه
استَطاعت شراء شطيرَة جُبنَة صغيرَة بالمال المُتبقي لَديها فَجلست تأكُلها اسفل احدَى الاشجار بينَما تتنهَد بِحُزن
- اعترِف اني اكثر فتاة بائسَة رأيتُها في حياتي التي لا اذكُر عنها شيئًا
رَفعت عُيونها تُراقب الثُنائيات و المارَة امام عُيونِها بينَما تُتمتِم
- تُرى كَيف كانت حَياتي ؟ هل كُنت اعيش جيدًا و أكل جيدًا ؟
قَضمت مِن الشطيرَة التي انتهَت بسُرعَة دون ان تُشبعها
مَسكت الدُموع في عَينيها بِصُعوبَة و قاوَمت البُكاء
ضَمت طِفلتها الي صَدرِها ثُمّ وَجدت ارجوحة للاطفالِ في الحَديقة قَررت ان تَضع صغيرتِها بها و تُلاعبها ، حَشرتها في مُنتصف الكُرسيّ ثُمّ اغلَقت عليها حتى لا تَقع لتبدأ بدفعها برفقٍ تام
كان بِجوارها اُم تقوم بأرجحَة صغيرها كَذلك لَكن الاختلاف انّها تُسجل لحظات ابنها السَعيدة بذلك الهاتِف بين يَديها
امَعنت ماريسا النَظر اليها ثُمّ طالَعت سعادَة طفلتها التي تَضحك و تُصفق بيديها كُلّما تَحركت الارجوحَة بِها
- انا اُريد الحُصول على واحِد ايضًا ..!
حتى استطيعُ ان اصور ريري و احفَظ ذكرياتِها
تَنهد بِبُؤس و امتلَئت عينيها بالدُموع حينَما داهمتها رَغبة مُلحَة بالبُكاء
- لا اعلم مالذي عليّ فعله ان لَم اجد والد رَسيل ، لا املكُ حتى وثائِق رسميَة لاكتبها على اسمي ، لا اذكُر هويتي و لا اعرفُ من اكون ، كَيف ساعيش ؟
كان هُنالك جِسر مُرتفع خَلف تلك الحَديقة لَفت اهتِمامها ، طالَعتهُ بِحرصٍ للحظات ثُمّ اخَفضت بصرِها الي صغيرتِها تُتمتم
- رُبما الحل المثاليّ ، ان اُنهي هذه المَهزلة و نَموتُ معًا انا و رَسيل
انخَفضت تَحملُ صغيرتِها تَضُمها الي صَدرِها و هي تُناظر ذَلك الجِسر بِعنايَة ، قَد انضّم بالفعل الي مُخططاتِها البائِسَة
•••
حلّ اللَيل و عادَت الصُغرَى الي السفارَة من جَديد كي تنام امامَها ، وَجدت حارس الامن يَستقبلها بغضبٍ واضِح حَيثُ قال موبخًا
- لا يُمكنكِ النوم هُنا يا انِسَة ..!
انهُ مُلكيَة خاصَة لا يُمكن نوم المُشردين بِها
طالَعتهُ بِوَجهٍ مليئ بالغَضب و الاستياء حيثُ اجابَتهُ بِصَوتٍ مُنفعل
- لستُ مُشردَة ! انا فقط انتظر شَخص ما
وَجدتهُ يسخرُ منها بطريقَة سَببت لها حُزنًا انضّم الي اخوته البقيّة في قلبِها
- اذهبي و انتظري ذلك الشَخص في المكان الذي انجبتِ منهُ ابنتك
هُنالك حانَة تبعُد شارعين من هُنا ، يُمكنك انتظارهُ هناك
شَدت على قَبضتها بقوّة و ارادَت ان تَلكمهُ لافراغ غَيضِها
لَكن سينتهي بِها الامرُ في السِجن ان تَعدت على رَجُل أمن
لِذلك رَمقتهُ بنظراتٍ مُميتَة اذ قالَت
- سانتقم منك حينما يعودُ زوجي ، انهُ سَفير !
ناظَرها الحارِسُ بسُخريَة اذ تَفحص هيئتِها ثُمّ قال
- زوجكِ ..؟ هل انتِ مجنونَة ! السفير مُتزوج
قَطبت حواجِبها بشدّة ثُمّ نَطقت باستِغراب
- مُتزوج ؟ مُتزوج من ؟
قامَ بِدفعها الي الخَلف يطردُها من الموقِع مُتحدِثًا بانزِعاج
- اذهبي من هُنا اخبرتكِ ، لا يَنقُصنا مَجانين !
امعَنت التَحديق بِه ثُمّ حَشرت ابنتِها في حُضنها لِتَسير مُغادرَة المَوقع ، لِما يستمرُ الجَميع بطردها اينما ذَهبت ؟ ما ذَنبها ان لم تكُن تمتلكُ مأوى ؟
مَشت في الشَوارع و هي ضائِعَة تمامًا
تُناظِر ارصفة الطريق كأنّها مَعابرُ ستأخُذها للجَحيم
لا تَعرِف ايُّ وِجهةٍ تَسلُك ..!
و اين تَستطيعُ الذهاب بِطفلَة صغيرَة ؟
ان كان والِد صغيرتِها لا تَستطيعُ ايجادَه و للتَو سَمِعت انّهُ مُتزوج ؟
هل يُمكن لذلك ان يَكون حَقيقي ؟ رُبما هو مُتزوج مِنها و الناسُ لا تعرفُ شَكلِها فَحسب ، اليسَ ذلك وارِدًا ؟
عَليها البَحث ، عَليها ان ترى شَكل هذا السَفير و رؤية مَعلوماتِه
عادت الي الحَديقة حيثُما كانت و وَجدت تلك الأم لازالَت مع طِفلها
مَشت اليها و قالَت بِصوتٍ مُهَذب
- لو سَمحتِ هل يُمكنكِ ان تُعريني هاتِفك ..؟
حَدقت المرأة بِها و تَفقدت هيئَة الشابَة مع طِفلتها قبل ان تنطِق
- هل تريدين اجراء اتصال ..؟
نَفت ماريسا بِرأسها ثُمّ قالَت
- اُريد البَحث عن شخصٍ ما في الانترنت ، هل يُمكنني ذَلك ؟
لَم تُمانِع المرأة ان تُعطيها الهاتِف حيث قالَت و هي تمدهُ اليها
- اسرعي لانّ زوجي ينتظرني في السيارَة
حَركت رأسها ايجابًا ثُمّ انتَشلت ذلك الهاتِف منها ، قامَت بالدُخول الي مُؤشر البَحث ثُمّ كَتبت في الصُندوق
- lord jungkook
Ambassador of Korea
جَلست تنتظرُ بِشَوق ظُهور النتائِج حَيثُ ظَهر لها تَقرير مُفصّل عن السَفير ، قرأت تِلك المَعلومات الخاصَة بِه و قَلبُها يَنقبضُ بقوّة جَعلت نَفسها يَهرُب مِنها
- لورد جونغكوك ، سَفير السِفارَة الكوريَة في البلد السويسريّ ، يَبلُغ من العُمر اثنانِ و ثلاثون عامًا حيثُ تولّى منصبهُ الجَديد مُنذ شهرٍ تَقريبًا بعدَما كان قُنصل ، مُتزوَج من سَبع سنواتٍ من ابنَة رَجُل الاعمال الشَهير البريشت بيتر ، صاحِب سلسلَة شرِكات Bears للانتاج السينمائي
هَرب نَفسُها و لم يَعُد في حَوزِها بتاتًا و هي تَقرأ نُصوص جَنازتِها
لِتَوها ادرَكت حَقيقة انّها طيلة الفترَة الماضِيَة كانت تَعيشُ في وَهم ..!
كانت تتشبّث في أملٍ زائِف ، الحَبلُ الذي تَمسكت بِه بعزمٍ للنجاة ، كان هو حَبل مَشنقتِها ..!
رَفعت عُيونِها الي المرأة التي استقامَت مع طِفلتها و قالَت
- لو سَمحتِ ، احتاجُ الهاتف للمُغادرَة
حَركت رأسِها بسُرعَة و كُلّ جَسدِها يرتعِش
- فقط ل..لحظَة
دَخلت على خانَة الصُور كيّ تَستطيع رؤيَة شَكل هذا السَفير
و صَدمتُها تزايَدت لضعفٍ مُضاعَف ، حينَما رأت وَجهه
انّهُ ذَلك الرَجُل النَبيل ..!
•••
6127 ✔️
اهلاً اهلاً يا جَميلين ♥️
كيف حالكم مع احداثِ فصل اليَوم ..؟
حياة اللورد و زوجته الزَوجية كُل فصل ترون جانِب منها
الفصل السابق كانت مليئة بالخِلافات
اما بهذا الفصل فهما على وِفاق تقريبًا
بخصوص دخول ماثيو ؟
الجميع كان ينتظره بشوق 😭
يفرز باكثر شخصية منتظرة قبل ظهورها حتّى
كيف لقيتم شخصيته نوعًا ما؟
و كيف تحسونه حيكون بالفصول الجاية؟
تفتكرون هيلعب دور كبير بالقصّة ؟
اما عن ماريسا 💔
مش قادرة اتخيل خيبة املها حقيقي
عاشت في وَهم بعدين اكتشفت انها في حياة اللورد لا شَئ
لازال الخير القُدام 😀
لحد الان كيف تشوفون الرواية؟
اندمجتم فيها بسهولة ..؟
توقعاتكم للقادم و كيف حتتصرف ماريسا بعد ما عرفت اللورد و انه متزوج ..؟
اليوت بهذا الفصل ..؟
نوصل هذا الفصل لَـ 1700 تَصويت؟
مع الكَثير من الحُب و التفاعل الجَميل في التعليقات 🫶🏻
حبكم للرواية سبب يدفعني اني اتحمسلها حقيقي
اخذت حيز كبير من اهتمامي الفترة الاخيرة
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
جونيف ، عاصمَة سويسرا السياسيَة ♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top