Our child | 03

THE MIRROR | المَرايا
OUR CHILD

اهلاً بكم في الفَصل الثالِث 🍂

لنبدأ 🐻

•••

طَلب مِنها ذا العُيونِ الخَضراء مُساعَدتهُ في تَجهيز غُرفَة النَومِ لاجلِ اُمسيَة رومنسيَة مع زَوجتهُ التي في طريقِها للوصولِ الي المُنتَجع

فِكرَة انّهُ بِكُل هذه الرومنسيَة مع زوجتهُ رُغم زواجِهما القائِم من سَبع سَنواتٍ جَعلت ابتِسامَة ماريسا تَظهرُ من وراء كَمامتِها

عند ذِكر زَوجتهُ رأت اللَمعة في عَينيه ، و ذَلك جَعلها تَشعُر ان الحُب الحَقيقيّ لازال في الوجود ، لِذلك حَركت رأسِها استَجابة الي رَغبتِه و قالَت بلُطف

- حسنًا لا مانِع لديّ ، لكنّي لا املكُ خلفيَة جيدَة حول تَجهيزِ الليالي الرومنسيَة ، لم يسبِق و ان حَضرتُ لِواحدَة

تَحدث بينَما يسيرُ ناحِيَة الورودِ المُجففَة بِداخل الكيس البلاستيكيّ

- ليسَ عليكِ بَذلُ الكثير من المَجهود في التَفكير
غالبًا يكونُ الامرُ عشوائيّ الترتيب

اخرَج تِلك الورودِ الجافَة ذات اللونِ الاحمَر ثُمّ قام بِرَميها فَوق الارضِ بعشوائيَة حيثُ ابتَسم قائِلاً

- مِثل هَكذا ..!

قامَت بِتحريك رأسِها استجابَة لهُ اذ مَشت تَضع ابنتِها النائِمَة فوق السَرير قَبل ان تُزيل قُبعتِها و كَمامتِها كيّ تَستطيعُ التَنفس بِراحَة لاتمامِ المُهمَة

دامَ السَفير سَبق و أن رأى شَكلِها بالفِعل فَليس لديها حُجّة للاختِباء منهُ و كَتم تنفُسها اكثر ، تَستمرُ بالمُعاناة كُلّما استَمرت بالعَمل بالكَمامة التي تُعيق دخول الاكسجين بشكلٍ جَيد و القبعَة حينَما تحجبُ عَنها النَظر في كَثير من الاحيان

رأتهُ و هو يُمسك سِرب النورِ و يَسيرُ به ناحِيَة الستائِر كيّ يُعلقهُ ، راقبتهُ و هو يَضع كُرسيّ فوق الطاولَة ثُمّ صَعد عليه كيّ يُثبت اطرافِ الضوءِ في سقف الجدار باللاصِق

حينَما رأت الكرسيّ بدأ يَهتز بِه رَكضت نحوهُ تُمسِك باذرُعه من الجوانِب كيّ لا يَسقُط و يَتعرضُ لِلضَرر ، احسّ بِها اسفلهُ لذلك اخفَض بصرهُ اليها مُتحدِثًا باستِغراب

- مالذي تَفعلينهُ ..؟

اجابَتهُ بينَما تُثبت توازُن الكرسيّ من اجلِه

- اُساعدك كيّ لا تَسقُط

عاوَد رَفع رأسهُ للسقفِ ثُمّ اتمّ تَلصيق السربِ جَيدًا مُتحدِثًا

- لَن اسقُط ، لستُ فيلاً

تَفصحت جَسدهُ بِنَظراتٍ خافِتَة ثُمّ اشاحَت رأسِها للنحوِ الاخَر مُتمتمَة بصوتٍ استَطاع سَماعهُ

- انت دُب مُعضَل

دَفع حاجِبه مُستنكِرًا رُغم سَماعِه لما قالتهُ لَكنهُ لم يُعلِق بل حافَظ على هُدوءه الي حين انتهاءِه من تَعليق ذلك السِرب المُنير ، نَزل من فوق الكرسيّ بعدما ابتَعدت ماريسا الي الخَلف تُفسح لهُ مَجال العُبور

راقَبتهُ بعَدما جاء بالوردِ و قدمهُ اليها قائِلاً

- اذهبي لِنَثره في الحَمام ، على الحَوضِ بعدما تَملئينهُ بالماء
هُنالك بَعض المُعطرات الخاصَة استعمليها

قامت بِتحريك راسِها استجابَة لهُ ثُمّ اخَذت ذلك الورد و الشُموع من فوق الطاوِلَة لِتَسير نَحو الحمام ، قامَت بملئ الحَوض بالماء ثُمّ وَزعت الزُهور عَليه و عَلى الارضيّة حيثُما صَنعت قَلبًا صغيرًا

جَلست القُرفصاء تنتظرُ الحوض ان يَمتلئ بالكامِل اذ ضَمت رُكبتَيها الي صَدرِها تُشاهد ذَلك القَلب بابتِسامَة لطيفَة

- تُرى ان وَجدتُ والِد رَسيل ، هل سيكونُ في انتِظاري ..؟
رُبما سيُجهز اشياء كَهذه من اجلي

اسندت وَجنتها فوق كَفها ثُمّ حَملت داخِل كَفها بتلّة من الوردِ الاحَمرِ مُتحدثَة بِصَوتٍ خافِت

- صَحيح اني لا اذكُر شَئ ، لكِني مُتأكدَة اني ضِعتُ منهُ بطريقَة ما و لَرُبما ينتظرُني بشوق عارِم ، سيكونُ سَعيدًا حينما يَعلم اني انجبتُ لهُ فتاة تُشبهه

ابتَسمت بلُطف ثُمّ نَهضت تُغلق صَنبور المِياه ، لاَحظت عبر المرآه تَبعثر شعرِها لذلك جائت بالمِشط الذي وَجدتهُ فَوق المِنضدَة تَقومُ بِتسريح خُصيلاتِها البُنيّة ذاتِ لون الشوكولاتَة برفقٍ

راقَبت شُحوب بَشرتِها لِتَقوم بالتماسِ وَجنتِها بِبُطئ و حُزن

- لَقد انهكني العَمل و اهملتُ نَفسي
كَيف سيراني بِهذا الشَكل ..؟

اصَدرت تنهيدَة خافتَة ثُمّ نَفت برأسِها و هي تُعيد المِشط مَكانهُ

- الشَكل ليس مُهم في الوَقت الراهن
المُهم ان اَجِدهُ

اخَرجت من جَيبِها الخَلفيّ ورقَة صغيرَة مكتوب عَليها اسمُ والِد طِفلتها مَع مكانِ سَكنه ، قرأت حُروف اسمهُ بِصَوتٍ خافِت ثُمّ تمتمَت

- كَما لو انّي سمعتُ هذا الاسم من قَبل ..؟
لَكن اين؟

ميّلت رأسها تُحاول التَذكر لَكن سَماع صَوتُ بُكاء صغيرتِها جَعلها تَضع تلك الورقَة فوق المنضدَة دون وَعي و تخرُج راكضَة اليها

هَرولت نَحو الخارِج لِتَجد السَفير يتولَى مُهمَة حمل الصغيرَة و التَربيت برفقٍ فوق ظهرِها ، مَشت نحوهُ و قالَت بينما تُقدم يديها اليه

- اعطِني اياها ، لابد انّها جائِعَة

نَظر السَفير اليها يُلاحظ الفَرق الذي احرَزهُ شعرِها المُسرح في مَلامِحها ، لم يُطل التَحديق بِها و قَدم رَسيل الي اُمها التي قالَت بينَما تَرى تَمسك صغيرتِها بصِدرِها

- انها جائِعَة ، هَذا موعدُ رِضاعتها

نَظرت في عينيّ اللورد الذي احمّر وَجهه لِبُرهَة ثُمّ نَطق بينَما يسيرُ نحو الحَمام

- يُمكنكِ ارضاعِها ، ساتفقّد تَجهيزاتكِ

اكتَفت بالايماء برأسِها ثُمّ مَشت الي نهايَة الزاويَة تقومُ بالجُلوسِ عندها بينَما تفتحُ بازرار قَميصها ، تأكَدت انّهًُ اغلَق باب الحَمام خَلفهُ ثُمّ بدأت تُطعم صغيرتِها التي راحَت تَلعبُ بشعرِ اُمها بينَما ترضع

ابتَسمت على مَلامِحه بِرفقٍ قبل الانخِفاض لِتَقبيل جَبينها بِحُب

- حَسنةُ حياتي الوَحيدة انتِ

هَمست لَها تَرى ابتسامَة صغيرتِها تَتسع قَبل ان تُعيد الرِضاعَة من جَديد بينما تُصدر تلك الاصوات التي تُلامس قَلب اُمها بِكُل دِفئ

دَخل السَفير الي الحَمام يَتفقدُ الزينَة التي قامَت ماريسا بتجهيزِها لِيقترِب يَحملُ تلك الشُموع من فوق المنضدَة كيّ يُشعلها ، وَضعها بِجانب الحَوض عِند المُقدمَة مَع عُطورِ الاستِحمام الفوّارَة

ما ان جاء لامساكِ الشَمعة المُعطرَة كيّ يتفقد ريحها ، لَمح تِلك الورقَة الصغيرَة فوق المنضدَة ، استَغرب وجودِها ثمّ قام بِحملها يَقرأ ما دُون بداخلها بِدافع الفُضول

- اسمُ الوالِد - لورد جونغكوك
مكانُ سَكنِه - العاصمَة السياسيَة جونيف
حيّ الاقامَة - فلوريسانت

وسّع عَيناهُ مُنبهِرًا مِن قِراءَة مَعلوماتٍ تَخصّهُ بداخِل هذه الورقَة الصغيرَة ، قلّبها بين يَداهُ و لَم يَفهم مالذي اتَى بِها الي هُنا ..!

- ما مَعنى ، اسم الوالِد ؟ والد مَن ..!

نَطق مُستفهِمًا قَبل أن يَدفع بِحاجبه يُحاول فَهم النَصِّ قُبالَته
لَم يجد جوابًا منطقيًا بِتواجُد مَعلوماتِه هُنا
سوا ان المُنتجع دوّنها لغرضٍ ما

لَكن لِما قَد يكتُب المُنتجع معلوماتِه ..؟
كمكانِ اقامته و حي سَكنه ..؟

غالِبًا يُدوّن الفنادِق اسماء الشخصياتِ الهامَة لِغَرض الاحترافيّة في التعامُل مَع العَميل للخَدمِ الذين يُنظفون غُرفته ، لَكِن ، ما المِصلحَة في كِتابة مَعلوماته الشَخصيَة هُنا ..؟

انشَغل عقلهُ بالتَفكير فقامَ بِتخبئَة تلك الورقَة في جَيبه بعدَما ورده اتصال من زَوجته ، ابتَسم حينما ظَهرت له صُورتها على الشاشَة مع اسِمها لِيقوم بالرَدّ عَليها مُتحدِثًا بِلُطف

- هِمم ايتُها الشَقراء الجَميلة

سَمِع صَوت ضِحكتها الخافِتَة على لَقبُها المُعتادُ من شَفتيه ثُمّ قالَت و هي تُشاهِد طبيعَة سويسرا الخَلابة مِن نافذَة السيارَة

- انا في طَريقي اليك ، هل اشتقت اليّ ؟

ناظَر انعكاسَهُ عَبر المِرآه قبل ان يَبتسِم مُجيبًا

- فَوق ما يَتصور عَقلُكِ
لِما المسافَة اصبحت بِهذا الطول ..؟
تأخَرتِ

سَمِعها تَقومُ بالقَضمِ من شَئ مُقرمِش عَلِم انّهُ بِسكويتها الخالي من السُكَر المُعتاد ثُمّ اجابَتهُ بعدما تناوَلت قُضمتها

- علقتُ في الزِحام ، كان هُنالِك حادِث مُروريّ ماتت فيه عائِلة مُكونَة من أبوين و طِفلتهُما ، لِذلك اضطررنا انتظار الاسعاف للمَجيئ كيّ تفتح الشُرطة السَير

تَلاشت ابتِسامَة السَفير بِبُطئ لِذكر حادِث السير الذي ذَكرهُ بِواحدٍ صادَفهُ منذ سَنواتٍ عَديدَة ، تِلك الواقعَة لازالَت تُطارده في احلامِه للوقتِ الحاليّ

مات فيها أبوين و طِفلتهُما الصغيرَة

حاوَل استِدراك مَوقفه من جَديد عَبر تَدليك جَبهتهِ و الابتِسامُ بِرفق

- حسنًا ايلي ، انا انتظرُكِ همم ؟ اخبري السائق ان يسير على مَهل كيّ تَصلي سالمة ياروحي

تَلقى همهمَة مِنها ثُمّ قالَت لهُ بعدَما وردها اتصال من عَملِها

- حسنًا حَبيبي ساُغلق ، وردني اتصال من لوكَس

دَحرج عُيونِه بضَجر لِذكر مُدير اعمال زَوجته الذي يَمقُت بشدّة فكرَة تواجده مَعها اكثر منهُ هو شَخصيًا ، لَكن اليوت مُنذ بداية زواجِها منهُ وَضعت حُدودها كَما فعل هو تمامًا لِذلك لا يُمكنه الاعتراضُ على لوكَس حينَما تَركتهُ هي في مُقدمَة اولوياتِها

انّهُ الشَخص الذي كَبرت معهُ مُنذ الطُفولَة و دَرست معهُ حتّى عيّنتهُ للعَمل لِصالحها ، تراهُ اكثَر من أخيها و لا تَفهمُ مُبالغَة زوجِها في غيرتِه

حَسب ثقافتِهم كَغرب ، يَرون الاختِلاط بَين النساء و الرِجال عاديّ جدًا ، حتى المُلامسات بينهُم كالعِناق و قُبل الوَجنتين ، لِذلك تَنزعج كَثيرًا من تَفكير زوجِها الذي تَراهُ رَجعيًا و مُتخلِفًا احيانًا

همهم لَها بنبرَة تُوضح انزعاجَهُ ثُمّ فَصل الخَط قَبل ان يُرجِع هاتِفه بداخل جَيب بِنطاله ، قبل رَغبته في الخُروج قام بِطرق الباب للتأكُد من انتهاء ماريسا في ارضاعِ ابنتها و حالَما اتاهُ الرَد بالخُروج غادَر دورة المِياه

وَجد الصُغرَى تَقومُ بِنَفخ البوالين البَيضاء بِغاز الهيليوم ثُمّ تقومُ باستنشاقه لِتتحدَث بصوتٍ مُصغّر يجعلُ ابنتها المُمددة امامَها تضحكُ بقوّة

غاز الهيليوم يَجعلُ من الصَوتِ كَما لو انّهُ يَخص طِفل صَغير ، يُنعمهُ و يُخفض من حدّته بشكلٍ مُضحِك للغايَة

ضَحكت رَسيل على صَوت اُمها التي تقومُ بالتَحدُث بِلُغةٍ غير مَفهومَة تُحاول تَقليد لَكنة الاطفال بينَما تُدغدغ بَطن طِفلتها الصغيرَة

رَفعت رَسيل يديها و قَدميها في الهَواء و اصواتِ ضِحكاتِها تتعالَى بِصَخبٍ تنالُ من قَلب السَفير الذي يُشاهدُها من باب الحَمام حينَما اتَكئ عَليه

ابتَسم عَليها و قَرر المُشاركَة في تِلك الفعاليَة هو كَذلك
سيتطلَبُ وُصول زَوجته وقتًا بِسبب الحادِث لذلك سيستغلهُ مَع رسيل

جَلس على رُكبتاه فوق الارضِ بجوارِ اُمها التي طالَعتهُ باستِغراب حينَما اخَذ بالونَة ينفُخها بالهيليوم و يستنشقُ غازَهُ هو كَذلك قبل البدأ باصدارٍ اصواتٍ جَعلت رَسيل تكاد تنفجرُ من الضَحك

تَحمست الصُغرى التي راحَت تُحرك يديها في الهواء بسُرعَة مع اقدامِها و هي تَرى السَفير ينخفضُ لِمُلامسَة انفها بِخاصتِه

مَسكتهُ من شَعره و جَرتهُ بقوّة جَعلتهُ يتذمر بذلك الصَوت الطُفوليّ الذي لم تستطِع ماريسا مُقاومتهُ و انفجَرت تضحكُ بِصخَب

حَدق السَفير بِها مُنزعجًا و هي تَضحكُ بالقرب منهُ حتّى انَبطحت على الارضِ تُقهقه بصوتٍ عالٍ جَعله يتحدثُ بتلك النبرَة المُضحكَة

- هل تَضحكين على اوجاعي؟ و ابنتكِ تُنتف شَعري..!

مَلامحهُ الغاضبَة التي حتمًا لا تَليقُ مَع صَوتهُ الناعِم ذاك جَعلها تقفُ لحظةٍ تتأملهُ قبل ان تُعيد الضَحك من جَديد حتّى امتلئت عُيونِها بالدِموع

حينما استَوعبت جديّة نَظراتهُ جَلست مُعتدلَة ، تَحمحمَت و هي تَكبحُ ضِحكتها بصعوبَة ثُمّ دَنت لامساكِ قبضة ابنتها الصغيرَة تُحاول فَكها عن شَعر اللورد

انخَفضت الي مُستوى كِليهما حتّى شَعرت بانفاس السَفير تُلامس رَقبتها و بَعد بُرهَة كتم مداخل الاكسجين و مَخارِجها كُليًا

رائِحَة ماريسا كانَت كالاطفالِ الصِغار نظرًا لالتِصاق ابنتِها بِها طوال الوَقت ، رُغم انّها لا تَحملُ اي رائحَة اُنثويَة تُحرك شُعوره كَرجُل فضّل أن يَكتم انفاسهُ على أن يُلاطِفها و لَو بنفسٍ واحِد

يستَحيل شُعوره ان يَتحرك ، لَكِنه لا يَضمن شُعورِها هي الذي قَد يتأثر ، فالنساءُ عاطِفيات لابعد حَد و هو يَعرِفُ ذلك اتمّ المعرِفَة

نَجحت في فَك اصابِع ابنتها عن شَعر السَفير الذي رَفع رأسهُ للابتعاد بسرعَة لكنهُ اصطدَم بِذقن ماريسا التي عادَت الي الخَلف بألَم

دَلكت ذَقنها بِوَجع تُناظِره بِعَدم رضَى حينَما اعتَذر لَها و هو يَستقيم ، تَحمحم بينَما يُشيح بِعينيه للنحوِ الأخر مُتحدِثًا

- تَبقت نِصف ساعَة و تصلُ زَوجتي
هل يُمكنكِ احضارُ الكيك من المَطعم السُفليّ ..؟
هذه اخرُ خدمَة لكِ لليَوم

حَركت رأسِها بالايجاب ثُمّ نَهضت بعدَما حَملت ابنتِها الصغيرَة ، مَشت نَحو الخارِج بِخُطواتٍ مُتسارعَة بينَما تُدلك ذَقنها بوجهٍ عابِس

- لَديك رأس مَصنوع من الحَديد..!
واشك فمي على يَنهدم

دلّكت فَمها بألمٍ قَبل أن تقوم بِوَضع كمامتِها و قُبعتها لاخفاء مَلامِحها ، حَضنت ابنتِها الي صَدرِها تَسمعُ اصوات هَذيانِها اللطيفَة و هي تُحاول فَتح ازرار قَميص اُمها

نَزلت الي الطابق السُفليّ حيثُما وَقفت تُشاهِد العامِلون يَقِفونُ عند المَدخل للتَرحيب بشخصيَة هامَة على وَشك الوصول ، اضطرَت ان تَصطّف للخلفِ حينَما طَلب صاحِب المُنتَجع اخلاء المَمراتِ لذلك ظلّت تنظُر نَحو الباب بينَما تزّم شَفتيها بعبوسٍ طَفيف

كانَ مُدير العُملاءِ في المُنتجع يَقفُ مع باقة وردٍ قَدمها الي السيدَة التي دَخلت حديثًا للتَو ، شَعرُها اشقُر مُموَج من الاسفَل بينما تَلبسُ فُستان قَصير بَنفسجيّ

راقَبتها ماريسا بِعينين مُوسَعتين من الاعجابِ بِمَظهرِها اذ طالَعت جَسدُها الرَشيق المُتناسِق مَع ثَوبِها ذا التَصميمِ الحَديث من اغلى الماركاتِ العالميّة ، تُجزم أن تلك الحَقيبة بين يديها سِعُرها يَشتري بَيتًا

تَتبعتها بِعينيها و هي تبتسمُ و تُسلّم على المُدير قَبل ان تَسأل عَن زوجِها ، رافَقها الرَجُل الي المِصعد حيثُما سيأخُذها الي جَناحِها في الوَقت الذي اخَفضت ماريسا عينيها للنظرِ الي بطنِها المُنتفخ من خَلف ملابسها السَوداء

لازالَت بطنُها مُنتفخَة بِسَبب الولادة القيصريّة

تَنهدت بِحُزن قَبل ان تَسير نَحو المَطعمِ لجلبِ السُفرَة المُعدّة شخصيًا للوردِ و زَوجتهُ ، مَعها كان هُنالك الكيك الأبيض جَميل المَظهرِ و الطَعم

- جَسدُها جَميل للغايَة ، مَحظوظَة

اصَدرت تمتمة خَفيفة و هي تَجُر تلك العربَة الي المِصعَد بينَما تحملُ ابنتِها فوق ظهرِها ، ضَغطت على طابِق جَناح السَفير و هي تَرى انعكاسِها على المِرآه

راقَبت شكلِها المُتعب و مَلابسها المُزريَة المُمزقَة بِعينين حَزينَتين ، زَهرةُ شبابها تَذبل امامَها و هي عاجِزَة عن ايجاد حلٍ يُنصفُها

أملُها الوَحيدُ في والِد ابنتِها الذي قَد يكونُ حَبل النجاةِ خاصتِها

خَرجت من المِصعَد و حينَما ارادَت السير نَحو جناح اللورد تَوقفت عند نِهايَة الممر تُحدق بِه حينَما فَتح الباب الي زَوجته و استَقبلها بداخل حُضنه

راقَبتهُ و هو يُقبل شَفتيها بينَما يسحبُها مَعهُ الي الداخِل قبل اغلاقِ الباب عَليهما ، ظلّت تًفكر ان كانَت الفُرصَة المُناسبَة لاقتحامِ تلك اللحظَة الرومنسيَة و افسادِها ..!

لو كانَت مَكان زَوجة اللورد ، ما كانَت لِتُحب ان يَتطفل احَد عليها و هي تُقبل زَوجِها لِذلك ظلّت تَنتظرُ بِضع دقائِق و هي تُشاهِد سقف المَمر

ماذا ان تَطور الامرُ من قُبلَة الي اشياء اُخرَى ..؟
عليها ان تُسرع و تُسلم الامانَة كيّ تأخُذ مالها و تُغادر ..!

لِذلك اسرعَت بالذهابِ الي جَناحه و طَرق الباب بِضَع مَرات ، انتَظرت ثوانٍ عِدّة ثُمّ رأت اللورد يَفتحُ لها بينما يَتفقد تلك العرَبة بِعينيه

نظَر الي عينيها يَجِدُها تُحدق في رَقبته حيثُما لَمحت قميصهُ الأبيض و جُزء من بشرتِه مُلَطخ بِحُمرَة شِفاه زَوجته ، اعادَت النظر في خَضراوَتيه ثُمّ دَفعت بالعَربة نَحوهُ قائِلَة

- لَقد انهيتُ مُهمتي

حرّك رأسهُ استجابَة اليها قبل أن يقوم بِحَشر يده في جَيب بنطاله الخلفي مُخرِجًا مَبلغ ماليّ كان يُعتبر ضَخمًا لأعيُن ماريسا التي توسعَت بانبهار

وَضعتهُ بَين يديها ثُمّ جَر تِلك العربَة الي الداخل قَبل اغلاق الباب في وَجهها ، رَمشت و هي تَنظُر الي النُقودِ بسعادَة عامرَة ، هذا المَبلغ يُكفيها لشراء ثَوبٍ جَديد تستطيعُ مُقابلَة والد صغيرتِها به

مَشت بِخُطواتٍ عَجولَة للدُخول الي غرفَة التنظيف التي تنامُ بها ، قَدمها اليها صاحب المُنتجع حينما اخبرتهُ انها لا تملك سَكنًا ، مَنحها فراش و وِسادَة مَع لُحالٍ خَفيف جَلست فوقهُم و ابنتِها النائِمَة بداخِل حُضنِها

قامَت بِعَد النُقود و قلبُها يَرقُص فَرحًا اذ بدأت تُحاول تَقسيمَهم مُتحدثَة

- سَتكفيني هذه النُقود لِشراء مَلابس جديدَة ، و بِضع حفاظات اضافيّة لِرَسيل ، ان عرفت كيف اقتصِدُها ستُتاح لي فُرصَة تصفيفُ شَعري و وَضع القليل من مُستحضرات التَجميل كَما يَفعلن الفَتيات ..!

تَحمست بِشكَلٍ كَبير جَعلُها تَرقُص في مَكانِها ، انَزلت عُيونها الي ابنتها النائُمَة لِتنخفض تُقبل جَبينها بِحُب و سَعادة

- انتِ وَجه الخَير عليّ رَسيل
لو لَم يُحبك هذا الرَجُل النَبيل
ما كان لِيرأف بي بتاتًا

خَبئت من المَبلغ قَدرًا مُحترمًا في صَدريتها و اخَذت ما يَكفيها لِشراء طعامٍ تُشبع بِه نَفسِها ، ذَهبت لاقتناء شطيرَة الدَجاج مع البطاطس المَشويّة قبل ان تَتكئ على الجِدار تأكُلها بينَما تُخطط لِحياتها القادِمَة

في ذاتِ الوَقت الذي كان فيه السَفير مَع زَوجته ، لم تتفاجئ اليوت من تَجهيزِه لِلجَناح فَهو حَدث مُعتاد من زَوجِها الرومنسيّ ، مُنذ سَبع سنواتٍ لازال على عاداتِه و مُفاجاتِه التي اصبَحت تراها عاديّة

لِذلك اهدتهُ ابتِسامَة لطيفَة قالَت عبرُها

- ماكان عَليك اتعابُ نَفسك حقًا جونغكوك

اقتَربت تُعانقه و تُقبِل رَقبتهُ حيثُما تَركت طابِعًا اضافيًا من حُمرتها على بَشرتهُ البيضاء ، ابتَعدت للنظر في عُيونِه الخَضراء حيثُما تراجَع خُطوتين اضافَيتين الي الوراء يَتفقدُ فستانِها القَصير

- ماذا تَحدثنا عن الملابِس القصيرَة ايلي ..؟

حَدقت بِه بِوَجهٍ عابِس قَبل ان تنطِق و هي تسير نَحو السَرير

- جونغكوك الطريقُ طَويل و الجو حار ، ماذا تُريد منّي ان البَس ؟

يودّ ان يَغضب بشدّة ، لَكنهُ في وقتٍ غير مُناسب لاختلاق مُشكلَة
هو نَظم هذه الرِحلَة من اجل الابتعاد عن الضُغوطات و الاستِرخاء
لِذلك ضمّ هذا الخِلافُ الي مجموعَة الخِلافات المُؤجلَة

حَدق بِها يَجِدُها تَقومُ بِتفقُد الجَناح بابتِسامَة قبل ان تَعود نَحوهُ تُمسك بِذراعه قائِلَة

- هيا افرَد وجهك ! لا تَغضب ايها الرَجُل الغيور

قامَت بِقرص وَجنته تَجدهُ يُشيح بِوَجهه للنحوِ الأخَر بِانزعاجٍ فشل في كَبحه عَنها

- ان كنتِ تَهتمين لانزعاجي ، كنتِ احترمتي رَغباتي و حُدودي جيدًا اليوت

شَكلت وَجهًا عابِسًا تَجذب اهتِمامه به و هي تطلُّ على وَجهه مُتحدثَة

- جونغكوك مابِك ..! كأن الرِجال سيترُكون افخاذ البنات اجمَع و يُركزون في افخاذي انا ..!

نَظر اليها بِغَضبٍ واضِح ثُمّ اشتَعل بِها قائِلاً

- كما لو انكِ لا تَعرفين شَعبيتكِ عند الرِجال..!
هل تَتغابين اليوت ؟ و الكُل يُركز في تَفاصيلكِ بالفعل !

انزعجَت من عَصبيتِه التي تَراها خانقَة ، ابتعَدت عنهُ و لَم تصمُت بل قالَت بغضبٍ هي كَذلك

- ان كنت تُريد فتاة مُتحفظة تملك نَفس تَفكيرك لما لَم تتزوجها كوريّة من بلدك المُحتَرم ؟ هل نحنُ في عَصر الجاهلية حضرَة اللورد ..؟

تفاقَم غضبهُ من كَلامِها الذي يَمسُّ في مبادِئه لِذلك لم يَستطيع تأجيل خِلافه و اختَلق مُشكلَة تُعبِر عَن حَقيقة شُعوره

- عصر الجاهليَة ؟ الا تَعتقدين انك تتمادين في كَلامك سيدة اليوت ؟
ان كنتُ رَجعيًا كَما تَقولين ، فلما قبلتِ بالزواج منّي و انتِ مُنذ مُواعدتنا تَعرفين طباعي جيدًا ..!

رآها تقومُ بِعقد ذراعَيها الي صَدرِها قبل ان تَسأله بِدورها

- السُؤال ذاتهُ يُوجه لَك ، لِما تَزوجتني و انت تَعرفُ منذ البدايَة لباسي و تَعرفُ ثقافتِنا كَغرب ، فلِما تُحاول التَغيير مني بدلاً من ان تتَوجه للزواج من فتاة تُشبهك منذ البدايَة ..!

حَدق في عُيونِها مُندهِشًا من كَلامِها الذي مسّ خاطِرهُ ، حيثُ نَطق بعد حينٍ مُتحدِثًا

- من التي قالَت انّها سَتًغير كُل طِباعها فقط لِتُصبح مُلائمَة كيّ يَنتهي هذا الزَواج بِخَير ..؟

حينَما لاحَظت كَسرة خاطِره ، ارادَت تَصحيح موقِفها بالاقتراب منهُ و احتضان وَجنتيه قائِلَة بِوديّة

- حَبيبي ، اعني لِما تحكم على عِلاقتُنا لِمُجرد قطعَة قماشٍ لا تُغير شيئًا ؟ انت تَعرف اني اُحب ارتداء الملابِس القصيرَة

نَظر في عُيونِها بغضب قَبل ان يقوم بامساكِ عِضديها مُتحدثًا بانزِعاج

- لما تَلبسين الثياب القصيرَة لا افهم ؟ لِمن تُريدين ان تُري جَسدكِ الذي من الاساس يَخُصني ! لا اُحب ان يَطلع احد على مُمتلكاتي اليوت !

قامَت باغماضِ عُيونِها بانزِعاجٍ من الحاحِه على امتلاكِها ، قامَت بابعادِه عَنها و السير ناحيَة طاولَة الخَمر حيثُما جائَت بالنَبيذ تسكبه في كأسٍ زُجاجيّ

- الحديثُ معك لن يُجدي نفعًا ، تَفكيرك المُتخلف هذا عليك تَغييره جونغكوك ! نحنُ في 2024 بالفِعل ، هل اُرسل لك الرابط ..؟

قَبض على يَداهُ بِقوّة و هو يَستمعُ الي سُخريتِها التي جَعلتهُ ينطِقُ بنبرَةٍ هادِئَة لا تُمثل بتاتًا حَجم الضَرر الماكِث بداخِله

- ان كانَ التفتحُ يَمتثلُ في العُريّ و الملابس الكاشفَة
فانا سَعيد بِجَهلي ..! و انغلاقُ فِكري

نَطق مُهسهسًا من تَحت اسنانِه و كيّ لا يُحدِث مُشكلَة كُبرَى ،غادَر الجَناح مُغلقًا الباب خَلفهُ بِعُنف ، مِثل كُلّ مرّة يَحدثُ فيها نقاش حادٍ مع زوجتهُ حَول ملابِسها الكاشِفَة يُبادر هو بالرَحيل حتّى لا يَتضخم الخِلاف

لَديهما الكَثيرُ من النقاط التي يَختلِفان بِها و تؤدي الي خِصام حاد بينهُما ضَربيتهُ كَسرةُ خاطر اللورد الذي يشعُر بأن عائلتهُ الوَحيدَة لا تَستطيعُ فَهمه

هي مُتعصبَة تجاه ارائِها تمامًا كَما هو
خُصوصًا انّه تزوج امرأة مُدللة من عائِلَة ثريّة
لَن تتنازل لهُ بسُهولَة ، كبريائُها بالنسبَة اليها أهمُ من كُل شَئ

على مَدار السَبع سَنواتٍ كان يُحاول كَثيرًا تجنُب اختلاق المَشاكل بينهُما حتّى لا يَخسر عائلتهُ التي قضى سَنوات طُفولته يبحثُ عَنها ، لَكن الوَضع بدأ يَتفاقم و زَوجتهُ كُلّما وجدتهُ يُسايرها حُبًا فيها تَبدأ بالتمادي اكثَر

مَشا نَحو الشُرفَة التي تَطلُّ عَلى المَسابح الخارِجيّة للمُنتجع حيثُما وَجدها خاليَة لِكَون الساعَة قارَبت على مُنتَصفِ الليل بالفِعل ، وَقف يُشاهِد المناظر البديعَة امامَهُ اذ الطبيعة التي تَعكسُ عليها انوارُ المباني امامَه تُشعره بالسَلام

لَطالما كان يُحِب سويسرا و يحلُم بزيارتِها ، نظرًا لِكّونها تَمتلكُ طبيعَة خلابَة تَسحرُ روحُه و تُنسيه مرارَة واقِعه كُليًا

ظلّ يُراجِع افكارهُ و يُحاول ضَبط عواطِفه جيدًا
يُحاول اقناع نَفسه بالتنازُل و احتِرام وِجهات نَظر زَوجتهُ

لكنهُ مَهما حاوَل التوصل الي اجابَة مُرضيَة يَعجز
اعني ، لِما تُحب ارتداء الملابس الكاشِفَة في الوَقت الذي تمتلكُ فيه من ينظُر الي مَفاتِنها و يُغازِلها دون انقِطاع ..!

تَنهد بِضَجرٍ و امتلئ عَقلهُ بالضَجيج الذي كَبت سَعادتهُ و اغلق مَداخل السَلام الي روحِه ، اخرَج سجائِره من جَيب بنطالِه الخَلفيّ لِيبدأ بالتَدخين بإسراف

لاحَظ اقتِراب تِلك الشابَة مَع ابنتِها الصغيرَة ، راقَبها و هي تَمشي نَحو السلّة حيثُما تتواجد هُنالك مناشفُ للعُملاء و الزبائِن ، اخَذت واحدَة و تَوجهت بها الي المَسبح اينَما جَلست فوق الارضِ تقومُ بازالَة ملابِس طِفلتها

اتَكئ على السُور يُراقِبها و هي تَضعُ على عِضديّ صغيرتِها بوالين تَخّص الاطفال من اجلِ السباحَة ثُمّ انزَلتها برفقٍ بداخل المَسبح

طَفت رَسيل فوق المياهُ لِتَبدأ بِضرَب يديها و قَدميها مُحاولَة الخُروج حينما انتابها الخَوفُ و الذُعر ، بدأت تَبكي حتى قامَت امها بامساكها من اسفلِ ابطيها مُتحدثَة بلُطف

- ماذا ياحبيبتي ؟ لما تَبكين ؟
اهدئي ، لا تَبكي همم ؟ انا سانزلُ مَعكِ لِنستحم مَعًا

كانَت ماريسا عَلى وَشك ازالة ملابِسها لَكنها خافَت ان يَجِدها احَد و يراها بالملابس الداخليّة فقط لِذلك اعترَضت الفكرَة و قَررت النُزول بِثوبها

نَزلت مَع طِفلتها التي اخَذت وقتًا طويلاً للاعتيادِ على الماء و لِكَون ماريسا تخافُ من السباحَة كانت بوالين ذراعيّ ابنتها المُنقذ لها حتّى تَستطيع الطَوفان

اعتادَت رسيل على الماء حتّى بدأت تضربُ بيديها فوقه تستمتع بتناثرُ تلك القَطرات على اُمها التي اغمَضت عينيها ثُمّ صَاحت مُقهقهة

- يا توقفي ! ساغرَق

ارادَت الصُغرى الابتعاد و الالتِفاف حَول نَفسها لَكن تمسُك امها بها يُضايقها و يَجعلها تُريد البُكاء ، هي لَم تكُن تعرف ان والِدتها طِفلَة مثلها كَذلك..!

و تحتاجُ من يَهتم بها و يَرعاها و يُلاعبها في المَقام الأول
لَكِنها تَنزعُ من نَفسها و تُعطيها هي

- رَسيل توقفي عن الحَراك ، اقدامي لا تَستطيع لمس الارض

قالَت ماريسا بِعُبوس و هي تُحاول اسكات صَوت ابنتها العالي ، كانت مُستمتعَة بالمياه اسفلَها لَكن اُمها خائفَة من قُدومِ المُشرِف عليها و تَوبيخه لَها

مَمنوع على العاملين النُزول الي المَسبح خُصوصًا بعد اغلاقه
لكنها تودّ الحُصول على التَجرُبَة قَبل ان تُغادر المُنتَجع

كانَت ترى رُواده يَستمتعون كَثيرًا و هي تُقدم المَشروبات و الاطعمَة لهُم ، لِذلك تُريدُ الحُصول على نَفس القدرِ من المَرح مع ابنتِها

رُغم انّ ظُروف الحَياة اجبرتها على العملِ في سنٍ مُبكر لاجل صغيرتِها ، لَكن لازالَ بداخلها طفل صَغير يُريد ان يَمرح و يَعيش و يَستمتِع

لاحَظت ابتِسامة ابنتِها تتسِع حينما نَظرت الي الاعلى لِذلك بِمُجَرد ان رَفعت رأسِها رأت السَفير يُدخن سِيجارته و يُحدِق بِهُما ، او بالأصح يُحدِق بِرَسيل

عايَنت مَظهرهُ لبُرهَة ثُمّ قالَت تُتمتم

- هل اخَذ ما يَحتاجُ من زَوجته و خَرج للتَدخين..؟
يستوجبُ عليه البقاء مَعها في مِثل هَذا الوَقت

لَوح اللورد الي رَسيل التي بِدورها لَوحت لهُ كَذلك بِسعادَة ، انتابتهُ رَغبة شَديدة بالنُزول و مُشاركتِها الجَلسة لعلّهُ يَتناسى انزعاجهُ و غَضبه الدَفين

ذَلك الغضب الناجِم عن تراكُماتِ سَنواتٍ كَثيرة

لبّى رَغبتهُ بالنُزولِ اليها كَما يُريد اذ دَخل المَوقع الذي يتواجَدُ به المَسبح بينما يَحشُر يداهُ في جُيوب بِنطاله الابيض العَريض

كانَت هُنالك كُرَة صغيرَة تُناسب حَجم رسيل قام بِحَملها و رميها بِجانب الطفلة التي مَسكتها بيديها تَتفقدُها و تَحشُرها بِفمها تُحاول التعرف عَليها

وَسعت ماريسا عَينيها تُبعد تِلك الكرَة عن فم ابنتِها قائِلَة

- كلا يا ماما دَعيها ، انها لَيست للأكل

اخَذتها مِنها بِصُعوبَةٍ بالغَة تَسببت في بانفجار الصغيرَة باكيَة ، مَسكت رَسيل اُمها من شَعرِها تُعبر عن غضبِها بَينما الكُبرى تأن من الالم مُحاولَة ارضائِها

- حسنًا حسنًا ساُعطيها لكِ دَعيني

نَظرت نحو اللورد الذي ضَحِك قبل ان يَعقد يداهُ في صَدرِه يَدفع حواجِبه بِمُكر

- كما تُدين تُدان ، اولستِ من ضَحكتِ عليّ بالصَباح ؟

صغّر عيناهُ الخَضراء يُناظر ماريسا التي تُطالِعهُ بِحقد ، تطوّع للمُساعدَة لِذلك جَلس القُرفصاء يمّد ذِراعيه الي رَسيل قائِلاً بِصوتٍ دافِئ

- تعالي الي هُنا صغيرتي ، هيّا الي حُضني

نَده عَليها حتّى يَستطيع لَفت انتباهِها و حينَما نَجح تَركت رسيل شعر اُمها و اخَذت تُحاول القاء جسدِها بين يديّ السفير الذي حَملها من اسفل ابطيها

وسعَت ماريسا عَينيها و ارادَت التمسك بِجسد ابنتِها ترفضُ افلاتِها لانّها سَتغرق ان فَعلت ، لَكن اللورد حَملها بالفِعل دون أن يَهتم لِمن غَطست تحت الماء حينَما لم تَجِد ما يَجعل جسدُها يطفوا

حَمل السفير رَسيل يَضمها الي صَدرِه بينَما يمسحُ على ظهرِها العاري حتّى هدأ بُكائِها ، بِذات الوَقت الذي حاوَلت فيه ماريسا الخُروج لَكن خوفها الشَديد من المياه يجعلُها تغطسُ باستمرارٍ الي الاسفَل

لَم يأبه اللورد لَها و ظَنها تسبحُ كما يُحب خاطِرها
اساسًا لا يَملئ عيناهُ بالنظر اليها كُل تَفكيره مُنصَب نحو رَسيل

لِذلك ضمّ الصغيرَة اليه و مشا بِها بعيدًا عن المَسبح بعدَما ترك والدَة الطِفلة تُحاول الصُعود و النَجاة بحياتِها ، كانَت على وَشكِ الغَرق لَولم تَجِد السُلّم مُنقذها الوَحيد لذلك هَرعت تتمسَك بِه و تُحاول الصُعود لليابسَة

في الوَقت الذي راحَ السفير يُقبل رأس رَسيل التي وَجدت الكُرَة بين يديها مَحط اهتمامٍ كَبير ، صَعدت ماريسا على اليابسة تسعُل بقوّة بعدما ابتَلعت قدرًا لابأس بِه من الماء مُتسببَة في التفات جونغكوك اليها

حَدق بِها عاقدًا لِحواجبه حيثُ سألها

- ماذا هُناك ؟

رأى اصِفرار وَجهها و هي تُحاول التنفّس ، استَفرغت ما ابتلعَت من الماء لِتُناظِره بعيونٍ دامعَة من الخَوف الذي عاشتهُ قَبل قليل

- لقد اخَذت مني رَسيل وانا لا اُجيد السباحَة
كِدتُ اموت

نَظرت اليه و هو يَحملُ ابنتِها التي تَعضُّ الكُرَة بين مُتناول يَديها ، وَجدتهُ يُوسِع عَيناه بخفّة قبل ان يَتحدث مُعتذِرًا

- اوه لم اكُن اعلم انكِ فاشلَة في السِباحَة
كان عَليكِ اخباري

ناظَرتهُ بحقدٍ و هي تُدلّك رَقبتها بألم اذ نَطقت مُنفعلَة

- كيف ساُخبرك و انت لم تُكلف نَفسك عناء النَظر اليّ و انا اغرَق ..!

كانَت نَظراتهُ الفارِغَة نحوها تُعبر عن حَقيقة شُعوره حيثُ اجاب

- عُذرًا لكنّي لا اُطيل التَحديق بالنِساء ..!

اغمَضت عُيونِها بانزِعاج ثُمّ استَقامت تُحاول السَير نَحو ابنتِها ، واشَكت على السُقوط حينَما انزَلقت قدمها بالمياه لَولم يُمسِكها السَفير من ذِراعها مُتحدثًا

- انتبَهي

رَمقتهُ بغضبٍ قَبل ان تاخُذ ابنتِها منهُ ، حَضنتِها الي صَدرِها لِتَسير نَحو المنشفَة تَلف صغيرتِها التي كانَت تُريد العَودة الي اللورد

- دَعيها مَعي قليلاً

تَحدث اللورد بَعدما جَلس القُرفصاء خَلف ماريسا التي جَلست فوق الارض تقومُ بِتَجفيف شعر ابنتِها الاسَود ، نَطقت بِهُدوء تُجيبَه

- ساُغير لها مَلابسها و سَنذهبُ الي النوم
الوقتُ تأخَر

كان يَمُد يدهُ من جانِب ماريسا حتى يَستطيع تَقديم اصبَعهُ لرَسيل التي تُقرِب يدها منهُ هي كَذلك ، تلامس طَرف اصبَعهُ مَع خاصة الصُغرى التي تستمرُ بالابتِسام لهُ كُلما رأتهُ في مُحيطها

نَظرت ماريسا الي سعادَة ابنتها بوجودِ اللورد و بَعدما استطاعَت استِرجاع انفاسِها بشكلٍ سَليم تلاشَى غَضبها منهُ

لَيس لديها الحَق ان تَغضب من رَجُلٍ مُتزوج يَتعمدُ تجاهلِها
بالاخير ، يَفعلُ ذَلك لاجل مَصلحة زَواجِه

ابتَسمت حينَما ادرَكت حَقيقة وفائهُ الي زَوجته ، اي رَجُلٍ اخَر كان سيستغلُّ فكرَة وجودِه مَعها في مكانٍ فارِغ و هي مُبللَة بذلك الشَكل

حَملت مَلابِسها النظيفَة التي اشتَرتها حديثًا ثُمّ استَقامت تنظُر الي السفير بَعدما تَركت رسيل تلعبُ على الارض

- هل يُمكنك مُساعدتي ..؟

نَظر اليها اللورد مُستغرِبًا حتّى قالَت و هي تُعطيه منشفَة كَبيرَة

- هل يُمكنك ان تَفرِدها كيّ استطيع الوقوف خَلفها و تَغيير ملابسي ..؟

نَظر اليها مُنذهِشًا اذ كان عَلى وَشك الرَفض لَولم تُخبره مُوضحَة

- لا استطيعُ الدخول مُبللَة ، ساوسخ الارضيّة كُلها و عند اذ سيكتشفُ صاحب المُنتجع اني استَخدمتُ المَسبح ، ساقعُ في مأزق

نَظرت الي طِفلتها التي تُواصل الحَديث بِلغتها بينَما تلعبُ بتلك الكُرة بين يديها ثُمّ تابعَت

- ما كنتُ لاطلب منك لَولم اجِدك شَخص أمين نَزيه تستحقُ الثقَة

نَظرت في عَيناهُ تنتظرُ جوابَه ، استَغرق وقتًا في التَفكير ثُمّ انتهى به الامر يُوافق لاجل رَسيل فقط ، انَحنت ماريسا تَحملُ ابنتِها التي وَضعتها على الارض قُرب الزاويَة التي ستُبدل فيها

بينَما قام السَفير بِفَرد تلك المنشفَة التي رَفعها على عيناهُ امامها بينما يُخفض بصرهُ الي رَسيل التي تَقفزُ في مكانِها على مؤخرتها و تُقهقه كُلّما طَلت عليها اُمها من وراء القُماشِ ذاك تُلاعبها بملامح وجهٍ مُضحكَة

ابتَسم لِسعادَة الصغيرَة و ظلّ على حالِه لِدقيقة كاملَة حتّى لبست ماريسا ثيابًا مُشابهَة للاولَى ، كُلها سَوداء لا تختلفُ عن سابِقتها بشئ

تلك المَلابس تُساعدها بالتَنكر و الاختباءُ عَن الانظار

شَكرتهُ بامتنانٍ شَديد بعدما انخَفضت لِحَمل ابنتِها حيثُ قالَت

- اشكرك حقًا ياسيد ، لا اعلمُ كيف اُرجع حَق معروفك

نَظرت في عيناهُ الخَضراء تجدهُ لا يتكبدّ عناء التَحديق بها حتّى
ابصارهُ كُلها مُوجهَة الي طِفلتها الصغيرَة

- لا عَليكِ ، كُله من اجل رَسيل

وَجه نَظراتٍ خاطفَة الي اُم رَسيل ذلت الشَعر المُبلل و كَنصيحَة عامَة قال و هو يلتفِتُ للمُغادرَة و العودَة الي جَناحه

- لا تَترُكِ شعركِ مُبلل

مَست شعرها المُبلل باطراف اصابعها ثُمّ تَبسمت على نَصيحِته ، شَكرتهُ من جَديد و هي تُراقب ظَهره قبل ان تُعيد المناشِف الي اماكِنها

نَظرت الي بِنطالها المُبلل و قَبل ان تَنخفض لِحَمله تَذكرت شيئًا ..!
الورقة التي مُدون بِها عنوانُ والد طِفلتها

شَهقت بقوّة لتبدأ بالبَحثِ عنها داخِل جُيوب السِروال خاصتِها ، لَكن حينما لم تجِدها فقدت صَوابها و اتسَع بؤبؤ عُيونِها حينما علِمت انّها في ورطَة حتميّة

- تبًا ..! تبًا تبًا
اين ساجِدُها ؟ ان ضاعَت سَينتهي أمري

هَمست بِهَلع ثُمّ ما ان جَلست مع نَفسها تَذكرت انّها تَركتها في الصَباح في حَمام اللورد ، صَفعت جَبينها بعدَما علِمت انّها بلا شَكٍ ، لن تَجِدها لِذلك جَلست فوق الارضِ تُطالِع وَجه ابنتِها المُبتسِمَة بِهمٍ لا يُحتَمل

- انتَهى امري ، مالذي عَليّ فِعله ..؟

•••

دَخل اللورد الي جَناحه حينَما انتهَى من عُلبة سجائر كاملَة ، اعتقَد ان زَوجتهُ سَتكون في انتِظاره كَمثل كُل ليلَة يَتخصمانِ فيها حينما يعودُ يجدُها تنتظِره

لَكنهُ فوجِئ بِها ازالَت كُل تلك الورودِ من فوقِ الفراش ثُمّ نامَت اسفل اللُحاف للتخلصُ من يومِها المُتعب منذ بِدايته ، احسّ بالغَضب لَديه يَزداد لَكِن اطفئهُ باستحمامٍ بارد جمّد عُروقه و اطرافَهُ من صَقيع المِياه

لَبس بيجامتهُ ثُمّ حينما خَرج تَوجه للاستِلقاء بالقُرب من اليوت يُحدِق في مَلامِحها الجَميلة ، لَطالما كانَت اجمَلُ بنات الكونِ في عَينيه

ارَجع خُصيلاتِها الشَقراء وراء اُذنَيها ثُمّ اصَدر تنهيدَة مُتعبَة قَبل ان يُلقي بجُلّ افكارَهُ في خَزنة التراكُماتِ و يُغلق عليها بِقُفل الامبالاةِ حتّى يَستطيعُ الخُلود الي النَوم ، و بالفعل نام بَعد مُرورِ دقائِق عديدَة

بِحُلول الصَباح استَيقظ على صَوت السِشوار اذ كانَت زوجتهُ تقومُ بِتَسريح شعرِها امام المِرآه بينما تُغني بِصوتها الذي يُحبه

اتَكئ على جانبه ينظُر الي ظهرِها و هي تَلبسُ رداء الاستِحمام الابيض بينَما تقومُ بِاستشوارِ شعرِها الاشقَر و تَصفيفِه

اطال التَحديق بها و حينَما استقام للتَوجه الي الحَمام وَجدها تنهضُ من بعدِه و تَلحقُ به مُسرعَة ، اعتَرضت طريقهُ حينَما وقفت حاجزًا بينهُ و بين باب دورة المِياه تُناظره بابتِسامَة

- صباح الخَير

نَظرت في عُيونِه المُتورمَة من شدّة السهرِ و التَفكير ثُمّ اقتَربت تُحيطُ وجنتاه لِتَقبيل خَداهُ بِحُب ، عانَقتهُ بقوّة حينما لم تَجد منهُ اي رد فعلٍ يُرضيها

- هيّا جونغكوك ، هل سَتقلبُ وَجهك عليّ منذ الصَباح ..؟

وَضع ذِراعهُ حَول كتِفها يُطبطبُ عَليها قَبل ان يُبعدها مُتحدثًا بِصَوته المَبحوح

- دعيني اغتَسل

ابعَدها عن طَريقه ليدخُل الي الحَمام يغسلُ وَجهه المُتعَب ، حينَما نَشفه خَرج لِمُقابلَة اليوت التي ازالَت الرداء القُطنيّ و مَشت لاخَذِ فُستان صيفيّ قَصير تَلبسهُ من اجلِ تناول الافطارِ على البَحر

زَمجر بغضبٍ و مَشا نحوها ينتشلُ ذلك الفُستان من قَبضتها مُتحدثًا بانفِعال

- ماذا قُلت بشأن القَصير اللعين هَذا ؟

ناظَرتهُ بانزِعاج و خَطفت فُستانِها مِنهُ بغضبٍ يُماثل خاصِته

- هل انت مُصّر ان تُنكد علينا يَعني ؟

استَفزته بالشَكل الذي ارغَمهُ على اخَذ الفُستان و تَمزيقه امام عُيون زَوجته التي شَهقت بقوّة تَضعُ يديها فوق شَفتيها بعدمِ تَصديق

- هل تَعرف كَم سِعره ..؟ هَل تعرف كم الف دولارٍ مَزقت ..!

رَماهُ حينما مَزقهُ من المُنتصَف ، ارتاح قليلاً لِمُبادرته التي اشعَلت نيران الغضَب بداخل صَدر زوجتهُ التي دَفعتهُ من صَدره الي الخَلف مُتحدثَة

- من سَمح لك بِمد يدك على مُمتلكاتي و تَمزيقها جونغكوك !
هل فَقدت صوابك ؟ هذا الفُستان هدية ابي لِعيد ميلادي ..!!!

كان مُصِرًا على رأيه و مُتعصبًا بشدّة تمامًا كَما هي تَدعم الحُريّة التي لا يُطيقها هو بتاتًا ، مُنذ زواجِهما مُشكلتهما الاساسيَة تَعودُ الي التباعُد الفكري الذي يُعانيانِ منهُ

لَكنهُ يُحبها ..! و هي كَذلك تُحبه
و بِذات الوَقت يُعاني كُل مِنهما حَتى يَستطيع التنازُل لاجلِ الاخَر

بالنسبَة الي السَفير ، هو مُستعد ان يَتنازل بِكُل ما يَخصُ لَها
ألا مبادِئه التي يَراها اساس نَشأته السليمَة

- جونغكوك انت تَغيرت و اصبحت طِباعك هَمجيّة
هل لاني لم استطِع انجاب طِفل لَك ؟

نَطقت تُحاول استِهداف عاطِفَة من ارتَفع طرف شَفتهُ ساخِرًا قبل ان يَقترب يُمسك بِذراعيها العاريَة ، قَربها منهُ و هَمس قُبالة شَفتيها بحدّة

- انتِ تَعرفين مُشكلتي الاساسيَة معكِ سيدَة لورد ..!
تَعرفين اني لا اُطيقُ رؤيتك تتعرين امام الرِجال
لِما لا تَستوعبين غيرتي عَليكِ ..؟

نَظر بداخل عُيونِها الزَرقاء تمامًا كما تُحدق هي بِخاصته الخَضراء
اذ واصَل مُهسهسًا و اصابِعه تعتصِرهُ بياض عِضديها

- انتِ حَتى لا تَلبسين قُمصان النَوم الكاشفَة من اجلي ..!
فلِما تَكشفين نَفسكِ لِغيري ..؟

جَعدت مَلامِحها بألمٍ من قُوّة قَبضتهُ ثُمّ افصحَت عن حديثِها قائِلَة

- تَعرفُ ان قُمصان النَومِ لَيست ذَوقي
و انت لَم تطلُب يومًا منَي ان البسها من اجلِك

قَطب حواجِبه بغضبٍ مَكبوتٍ ثُمّ حينما اراد ان يَتحدث قاطَعتهُ بِقُبلةٍ فُجائِيَة اسَكتتهُ ، ارادَت تَخديرَه و اخماد عَصبيتِه و قَد نححت بالتَلاعُب بِه بالفعل

تُجيد استِخدام جَاذبيتِها عليه و جَعله يَرضخُ اليها دون عناءٍ او مَجهود
فقط لانّهُ يُحبها و عاطِفتهُ تَميلُ اليها دون استشارَة عقلِه او كِبريائه حتّى

يُصبِح مُولعًا بِها رُغمًا عَن ارادتِه

تَوجهت بِه نَحو فِراشِهما ، و لَيلة البارِحَة المُؤجلَة
انقَضت في صباحِهما الباكِر

•••

بَعد ان استَحمت شَقراء الشَعرِ مَسكت المِشط في الحَمام كيّ تُسرِح به شَعرِها ، قبل ان تَضعهُ بداخل خُصيلاتِها لاحَظت شُعيرات بُنيّة تُغلًف مساميرِه

عَقدت حواجِبها بشدّة اذ التَمست تلك الخُصيلاتِ تُخرِجُها من داخل المِشط قبل ان تَتحسسُها باصابِعها مُتمتمَة

- مالذي جاء بِهذا الشعرِ الي هُنا ؟

خَرجت من الحَمام للسيرِ نحو زَوجِها الذي يلبسُ قَميصهُ الازرق الفاتِح ، وَقفت امامَهُ تُشير بالمشط قائِلَة بغضَب

- ماهذا جونغكوك ؟

نَظر اللورد الي المِشط بين اصابِعها ثُمّ اجاب بِبساطَة

- مِشط

راقَب انكماش مَلامحها بغضبٍ قبل ان تَقول بانفعالٍ واضِح

- لا تَستغبى حضرة اللورد ! وَجدتُ بِه شَعر بُنيّ ، انهُ يَخص فتاةٍ ما !!

انخَفض حتّى يحملُ سلسلته الفضيّة يَلبسُها في عُنقه ، كانَت تحتوي على رَصاصَةٍ تَدّلت بين ثَدييه الصَلبين من تَمارينه الرياضيّة المُكثفَة

- ايلي انا ما ادراني ؟ هل تَرينهُ مِشطي ؟

مَشا ناحِيَة المنضدَة حتى يَنتشل خاتَم زواجهُ و يَلبسهُ قَبل ان يَنتفض بِمُجَرد ان رَمت زوجتهُ ذلك المِشط على المِرآه بالقرب منهُ

انكَسرت المِرآه امام عينيّ اللورد الذي رأى انعكاس زَوجته عَليها ، التَفت نحوها يَسمعها تتحدَثُ بعصبيَة مُفرطَة

- كيف لا تَعرِف و هذا المِشط يَخُص الجَناح الذي تَمكث به ؟
الفنادِقُ تُعطي مِشط جديد للنازلين ، لَم تُعطيني واحد مُستعمل مَثلاً !

لَم يستطِع ان يَستوعِب غضبِها الذي يَجِدهُ غير مُبَرر ، لَكن تَصرُفها ايقَظ غضبهُ الذي استَطاعت اخماده هي قبل قَليل

- انتِ مالذي فَعلتيه ؟ حَطمتِ المِرآه ..!

رآها تقتربُ منهُ قبل ان تقوم بامساك ياقة قَميصه تَجذبه نَحوها
ناظَرت عُيونَه ثُمّ نَطقت بجديّة

- مالذي فعلتهُ هُنا بدوني جونغكوك ..؟

رَفع حاجبهُ مُندهِشًا قَبل ان يُمسك بيديها يُبعِدها عَنها بِقوّة قيل ان ينطِق مُنصدِمًا

- هَل وصلت بِك غيرتكِ المرضيّة ان تَشُكي بي ..؟

جوابُها الغاضِب يُشعره بخيبَةٍ من الأمَل ، حينَما قالَت مُفصحَة عن شُعورها

- كُله وارد جونغكوك ! انا لا اثقُ بالرِجال
و لا استطيعُ ان اثق بِك ثقة كاملَة
قد تقومُ بِخيانتي لانّي لا اُنجب لك الاطفال..!

حَدق في عُيونِها مُنصدمًا مِما قالتهُ ، احسّ ان عَقلهُ تَوقف عن العَمل كُليًا حيثُ قال بعدَما استَجمع القليلُ من شَجاعته للحِوار

- ليس كُل الرِجال كَعشيقكِ السابِق اليوت ..!
انا لستُ خائِن ، و انتِ تَعرفين ذَلك جيدًا

اقتَرب مِنها بضع خُطواتٍ حتّى وقف امامها مُباشرَة قبل ان ينطِق بجديّة تامَة

- ان جاء اليَوم الذي غَلبتني فيه رَغبتي بالاطفال
سآتي لِمُواجهتكِ بدلاً ..! افهمتِ ؟

عُيونِها تُصبِح مُعتمَة ان جاء بسيرَة امراةٍ غيرُها ، و ان كانَ غرضهُ الحَقيقيّ انجاب طِفل يُسعد به وِحدَة قلبه

- انت تَعرف ما قَد يكونُ مَصيرُها ..!
ان فَكرت يومًا بِلمس امراة غيري

نَظرت في عيناهُ الخَضراء حينَما ارتَفع طرف شَفتاهُ ساخِرًا قبل ان يُجيبها

- مُشكلتي انّي مُغرم بِك ..!
حُبي لكِ الدافع الوَحيد الذي يَجعلني استمر بِهذا الزواج اللَعين

مَشت نَحو السَرير حيثُما يَتواجُد فُستان اختارَهُ اللورد على ذَوقه ، لَبستهُ و هي تتحدَثُ بِثقَة تامَة

- انا هي التي نَجحت في سرقَة قلبك مِنك
و صَدِقني ساحتفظُ به الي حين وَفاتي
لن تَستطيع استِردادهُ مَهما فَعلت

حينَما نَظر اليها اكمَلت بينما تَبتسمُ بطريقَة لطيفَة لا تُشبه كَلامها المُخيف بتاتًا

- و ان حَصل و مُت قَبلك ، ساحرِصُ ان تَعيش تعيسًا مع اي فتاةٍ اُخرَى بَعد رَحيلي ، لانك مُلك لي انا لِوَحدي

نَظر اليها و الصَمتُ سَيد مَوقعهما ، مُشكلتهُ ان كَلامِها حَقيقيّ
قلبهُ لم يَعُد في حَوزتِه مُنذ اول يومٍ التقاها

هي سَلبتهُ و جَردّتهُ من كُلّ حواسِه و مشاعِره و نَجحت في جَعله تحت سيادتِها ، و ما دَعمها في ذَلِك ، وِحدتهُ و يُتمِه الذي جَعلهُ يَطمعُ لِتَكوين اُسرَة

لم يُرد اكثار الحَديثِ مَعها ، ظلّ على صَمتِه حتّى غادَر الحُجرَة مَعها لِتناول الافطار على الشاطِئ بعدما فاتهُما البوفيه صباحًا بِسبب لَحظاتهما الزَوجيّة

وَجد طاوِلَة رومنسيَة تنتظرهُما بِجانب البَحر حيثُما سَحب لها الكرسيّ للجُلوسِ اولاً لِيستقر هو امامَها يُحدق في عُيونها التي تُشبه المُحيط قُربهما

ابتَسمت لِنسماتِ الهواء البارِد ثُمّ طالَعتهُ قائِلَة

- هل رِحلتنا هذه لَها عِلاقة باقترابِ يوم ميلادي ..؟

تَخمينُها كان صَحيحًا حينما وَجدتهُ يومِئ بالايجاب لَها قبل ان يَتحدث

- ذَلك صَحيح ، بعد يوم ميلادُكِ لديّ سفرة الي بريطانيا
لَن استطيع ان اخُذَكِ في جولةٍ او رحلَة

ناظَرتهُ الصُغرى باهتِمام حيثُ سألَت

- هل ستذهبُ للمؤتمر بَعد تَنصيب رَئيس مَجلس الوزراء الجَديد ؟

قام بِتَحريك رأسِه ايجابًا يَجِدُها تعترِضُ رَغبته بالذهاب حينما قالَت

- لا اظنّ ان ذهابك سيكونُ لِصالحك جونغكوك
انت تَعرف الشَبه الكبير بينك و بَين الوَزير
سيُحدث الامرُ ضجّة اعلاميَة ضخمَة ..!

جاء العاملُ لِتَقديم الطَعامِ لهُما حيثُ اجاب السفير بعدَما بدأ بِشُرب العَصير الطازَج

- انا مُتأكد انهُ يَقرُبني ، بلا شَك هو اخي
عليّ ان استفسرُ منهُ عن عائلتي الحَقيقيّة

نَظر في عُيون اليوت التي لَوت شَفتيها بعدمِ رِضَى ثُمّ قالَت

- كلاّ جونغكوك ، لا اظنّ ان جُيون سيُحب فكرَة ان هُنالك رَجُل يُشبهه كُليًا ! الرَجُل بدا مُخيفًا لِتوه خَرج من قضيّة خطيرَة ..!

هَزّ السفير اكتافهُ بقلّة حيلَة اذ قال بينَما يتناول من الكروسون

- اُنظري عَزيزتي ، انا لَم ادخُل معهُ في مَشاكل حسنًا ؟
سيأتي اليوم الذي سَنتقابل بِه ، سواء الان ام لاحِقا
نحنُ نتشارَك المجال السياسيّ ذاتهُ ، لابد ان تَجمعنا المؤتمرات

ناظَرتهُ اليوت بحاجبٍ مَرفوع قبل ان تنطِق و هي تَتناول من البانكيك

- هل تُقارِن نَفسك برجلٍ سيُنصَب كَرئيس مجلس الوزراء ؟

نَظر اللورد اليها بهدوء ثُمّ وَضع الشوَكة و السكين فَوق الطاولَة مُتحدثًا

- لستُ اُقارن نَفسي باحَد ، انا وصلتُ الي مَنصبي باجتهادي و عَملي ، لم تَكُن خلفي عائلة ملكيَة تدعمُني !

ابتَسمت اليوت اليه ثُمّ مَسكت بيدِه تمسحُ عليها بلُطف

- كنتُ انا و عائلتي خَلفك جونغكوك

سَحب يدهُ مِنها ثُمّ نَطق بجُمود

- كنتُ قد تَعينتُ من بَلدي قبل ان اتعرف عليكِ
انتِ و عائلتكِ لَيس لَكُما اي عِلاقة بِمجال عملي السياسيّ
امّا عن الاكاديميّة ، فهي تَخصني انا و ماثيو فقط

احتَست من عَصيرِها البارِد ثُمّ قامَت بِتحريك رأسِها استجابَة لِكَلامِه ، كان طيلة وقتِه يعقدُ حواجِبه غَير مُرتاح في موقِعه بعدما احسّ بالاهانَة من زَوجته

لَيست أول مرّة ، لَكنهُ مُعتاد فَهذه شَخصيتها مَع الجَميع ليسَت فقط مَعهُ
تملكُ من طِباع عائلتِها الذين يَهتمون بشكلٍ كَبير للمناصِب

لَكنهُ مُستغرِب ، كَيف وافقوا على زواجهم من ابنتِهم ، رُغم انّه كان مُوظف دبلوماسيّ عاديّ في السفارَة ، لِتَوه ترقّى كَسفير اذ كان مِن قَبل مُجَرد قُنصل

أطال التَحديقُ في عُيون زَوجته الساحِرَة لَعلّها تُعيد لهُ راحَتهُ كيّ يُجيد التَصرُف بطبيعته بِما تَبقى من تِلك الرِحلَة التي ستنتهي بِحُلول الغَد

في ذاتِ الوقت الذي كانَت به ماريسا تُرتب الطاولات من داخِل المَطعم ، رأت عبر الزُجاج الزُجاجيّ اللورد مَع زوجتهُ يَتبادلان اطراف الحَديث مَع بعض المُلامساتِ المُتكررَة من اليوت اليه

تَوقفت عن مَسح الطاولَة تُشاهدِهما بابتِسامَة لطيفَة

- لابدّ انهما يَحظيانِ بزواجٍ سَعيد
كليهما مَحظوظان بِبعضهما

اكمَلت عَملها ثُمّ استَغلت فُرصة وجودِهما بالخارِج لِتَسير الي جَناحهما كيّ تُنظفه و تَبحثُ عَن تلك الورقَة ، دَليلُها الي والد طِفلتها

دَخلت الي الجَناح تَرى حالة السَرير الفوضويّ ، اَمتلكها العُبوس و راحَت تُرتبه بينَما تَقطبُ حواجبها بانزِعاج

- ما الذَنب الذي ارتكبتهُ في حَياتي لانظف فِراش زَوجين بعد فِعلتهما ..!

رَتبتهُ بعدما غَيرت ملئات السَرير ثُمّ جَمعت ذلك الورد و الشُموع و اعادَت تنظيفها كَما كانت على سابِق عَهدها في الوقت الذي كانَت رسيل بجانبها تتعلمُ الحُبو على رُكبتيها

كانَت تجلسُ على الارضِ و تُحاول اللحاق بامها كُلما رأتها تَتحرك بِقُربها الي حين احسَت بالعَجزِ و جَلست مكانِها عابسَة

دَخلت ماريسا الي الحَمام كيّ تُغير المناديل و المناشِف و بذات الوَقت تَبحثُ عَن تلك الورقَة التي بِسببها لم تَنم الليل تُفكر فيها

قَلبت كامِل الحَمام و عُيونِها تُمسك الدُموع عِند اطرافِها حينَما تُفكِر انّها قَطعًا لن تَجِدُها ، قَلبتهُ رأسًا على عَقِب و قَبل ان تنهض من الارضيّة بعدما حاولت البَحث اسفل الخِزانَة سَمِعت صَوت رجوليّ من خَلفها

- مالذي تَفعلينه ..؟

نَهضت بسرعَة تَسببت في اصطِدام رأسِها بالمنضدَة الخاصَة بالحَوض ، ناظَرت السَفير من خَلفها و هو يَحمل رَسيل بِعينين مُوسعَتين

- ءءء

لم تَستطِع ان تَجد اجابة مُرضيَة لِسُؤاله المُحرج لِذلك اعترَفت مُباشرَة

- نسيتُ شَئ البارحَة فَجِئتُ للبحث عَنهُ

حَدقت في عُيونه الخَضراء المُشابهَة لِخاصَة ابنتِها ثُمَ تابعَت تسألهُ

- هَل ، رأيت ورقة بيضاء صغيرَة هُنا ؟ تَركتها بالأمس خَلفي

نَظر اليها باستِغراب يُحاول التَذكُر ، مرّ على فِكره تلك الورقَة التي تَحمل مَعلوماته لِذلك اخرَجها من جَيبه و مَدها اليها مُتسائِلاً بِشَك

- هذه الورقَة ..؟

نَظرت في عَيناهُ يَجِدُها تتفقدُها بلهفَة قبل ان تُحرِك رأسِها ايجابًا بسُرعَة و السعادَة غمَرت عُيونِها البُنيّة

- اج..اجل هي

نَظرت في عُيون السَفير الذي استَغرق وقتًا في صَمتِه يُحاول فَهم سَبب فرحِتها الشَديدَة في ايجاد ورقَة تَحتوي على مَعلوماته الشَخصيّة ، لِذلك سألها بَعد حين

- لَكِن ، لِما تَبحثين عنّي ..؟

•••

✔️ 6205

اهلاً في الفصل الثالِث

هُنا ظهرت القليل من طِباع اليوت و شَخصيتها التي تميلُ نوعًا ما للعُنف

اودّ التنويه عن شَئ مُهم سيعلق الكثير عنها اعرف
حينمل لم تُعر اليوت اهتمامًا لمفاجاة السفير
ليس لانها لا تُحبه

لكن اعتياد الشئ يجعله غير مُبهر مثل المرة الاولى
هما ليهم سبع سنين زواج ، و السفير بسلامته ما قصر كل هذه السنوات في انه يفاجئها و يدللها فخلاص البنت اعتادت 😭

و كَذلك ، تحصل بينتهم كثير مشاكل و نزاعات و احيانا يتخاصمون بالايام ، عادي ! لان حياتهم زي حياة اي زوجين بالعالم ، لابد من نشوب صِراع

شخصياتهم مختلفة كُليًا ، و تفكيرهم بعد مُختلف
بس يحبون بعض ، كيف؟ مدري !

بس متحطوش خلافاتهم المتكررة ثغرة تقدر ماريسا تدخل منها لقلب السفير ..!

السيناريو المتكرر هذا مش عِندي :)

وضحت ان مافيش خيانة حصرية ، و ياريت تفهمون والله 😭
لسه ناس مصرّة انّ الرواية فيها خيانة

ياجماعة انا مدعمش الخيانات باشكالها

بالنسبَة ل يلي يقولون متخليش اليوت شريرة علشان منكرههاش
جماعة انتم متستبقوش الاحداث و ركزوا معاها حبة حبة

انا قُلت ان مافيش عندي اي سيناريو مُكَرر ، و كلشي راح تقرونه جديد و محصلش قبل كِده ، كل شخصية في الرواية مدروسة و متقونة بشكل له دور اساسي في الاحداث ، لذلك اصبروا بس

عمومًا ، احتجت اوضح كم من نقطة حتى تفهمون الشخصيات صح

كيف تشوفون الفصل عامةً ..؟

ماريسا ..؟

اليوت ..؟

السفير ..؟

رَسيل ؟ 🤏🏻

قريبًا هتظهر شخصيات جديدة لمن يرجعون من الرحلَة
جيون راح رحلة في امان الله علشان ينسى عدم قدرته على انجاب اطفال
يقوم راجع منها مع طفلة 🤣

شئ تريدون اضافته ..؟

نوصل هذا الفصل للالف و نِصف تصويت؟
و التعليقات اللطيفة اكبر دافع للاستمراريَة 🌸

حماسكم الرواية هو يلي يخليني دايم اتشجع اكتب فيها والله 😭
احبكم من صِدق ، شكرًا من القلب ♥️🫶🏻

اراكم في الفصل الرابع ان شاء الله
الي اللقاء 🌸


.
.
.








رسيل 🤏🏻♥️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top