هَارِبِينْ

«أنتَ تُفكّر كثيراً وهذا قد يدفعك يوماً ما أن تُلقي بنفسك من النافذة لأنّك تُفكّر في أشياء قد تنهش عقلك وتُؤدي بك إلى الهلاك»

---------------------

إبتعدا عن بعضهم ببطئ ليقترب والدها من جونغكوك وأردف بسخرية:ماذا تفعل هُنا جيون جونغكوك؟

إقترب لأخذ سوهي من يدها إلا بجونغكوك يقف أمامهِ بينما هي تتشبّث بهِ من الوراء خوفاً من أبيها الذي من الممكن أن يتحوّل بالكامل ليردف جونغكوك بغضب:ليس لدي أي دخل بما فعله أبي بِك وبشركتك وليس من دخلنا أن نترك بعضنا من أجل أعمال لعينة بينك وبين أبي.

ضحك بسخرية ونظر للتي تنظر له بخوف وهي تقف وراء جونغكوك تتحامىٰ بهِ وأردف:إن لم تخرجِ سوهي لن تريهِ مُجدداً  وسأنقلك إلى مدرسة أخرىٰ وأحطم كل ما يتعلق بإصدقائك وبهِ.

ظهرت سوهي من خلف جونغكوك قائلة ببكاء:لماذا تفعل بي هكذا!
هل أنت حقاً أبي؟
حتى وإن لم أكن أواعدهُ،لمَ أنت المُتسبّب في ألمي هكذا دائماً؟
من أنت بحق الجحيم؟

رفع يدهُ ليصفعها فتغمض عيناها مُستعدّة لضربتهِ التي ماتت مشاعرها من ضربهِ لها لكن لم تشعر بأي شئ لأن جونغكوك أمسك يد والدها بقوة قائلاً:لن أسمح لك برفع يدك عليها أبداً وأنا علىٰ قيد الحياة.

فتحت سوهي عيناها مرّة أخرىٰ لتنظر ليد أباها التي يمسكها جونغكوك بغضب وأردفت:إتركهُ جونغكوك،إتركهُ وإذهب.

جونغكوك:لا لن أفعل،لن أذهب حتى آخذكِ معي.

دخلت والدتها الغرفة وشهقت عندما وجدت جونغكوك يقف أمام يونهو يُحدّق بهِ بغضب لتردف:ماذا تفعل هُنا جونغكوك؟

نظر لها بهدوء ثم ترك يدهِ وشابك يد سوهي قائلاً:مرحباً سيدة لي،إن كُنتِ حقاً تُحبِّ سوهي،حافظِ عليها من زوجكِ جيداً،ولأنني أحترمكِ سأتركها معكم،لكن إن حدث أكثر من هذا ستستيقظون يوماً ما لن تجدوها حتى لو بحثتوا في الكرة الأرضية كلها.

أعاد نظرهِ إلى سوهي وقبّل رأسها ثم نزل هامساً في أذنها:إحذري من أباكِ سوهي،إحذري منه بقدر حُبّكِ لي.

أنهىُٰ حديثه مُقبّلاً وجنتها وذهب تاركهم ورائهِ وخرج.

أردف والدها بعدما خرج جونغكوك من الغرفة بغضب:حسناً جيون جونغكوك،لنرىٰ.

-------------------------

إستيقظت من نومها بعد إنفجارها المُفاجئ بالأمس بكاءً خوفاً من أن يفعل أبيها شيئاً لجونغكوك ويُبعده عنها لتمشى بخطوات مُترنّحة إلى الحمام للذهاب للمدرسة.


خرجت تُجفف خصلات شعرها الأسود الداكن الذي يعشق الآخر اللعب بهِ وإستنشاقهِ كالأكسجين.

إرتدت زِيّها المدرسي بشكل فاتن مع جسدها المنحوت وخصرها النحيل تترك شعرها الناعم مُنسدل على كتفيها بدقة وإقتربت من باب غُرفتها للخروج.

أدارت مِقبض الباب بخفة لكنّه لم يفتح،حاولت عِدة مرّات فتحهِ لكنّه مُغلق،ظنّت أنها أغلفتهُ الأمس بالمُفتاح لكن لم يكن موجود في الباب من الأساس.

أدركت بعد لحظات أن الباب مُغلق عليها من الخارج وبإحكام.

ظلّت تطرق كل دقيقة ليفتح أحد لها الباب لكن لم تسمع سوىٰ صوت والدتها وأردفت بنبرة مائلة للبكاء وهي تشعر بتلك الغصة التي تُصعّب عليها نبث كلماتها المهزوزة:أُمّي ماذا يحدث؟
لماذا أغلقتم الباب؟
أُريد الذهاب للمدرسة.

أردفت والدة سوهي بحزن وبنبرة ضعيفة:أباكِ،أغلق الباب لكي لا تذهبِ إلى المدرسة كـ عقاب.

سقطت دموعها دون وعياً منها وهي لازالت تطرق بقوة وبدأت تتعلثم في حديثها:لـ لكن جـ جونغكوك سيقلق،إنه ينتظرني في مكاننا المُفضَل أمّي،أرجوكِ إفتحِ لي الباب لكي أذهب له.

إقتربت والدتها أكثر من الباب وقالت:أباكِ أخذ المُفتاح معه إلى العمل وأيضاً أغلق النافذة بالكامل حتى لاتهربين.

صرخت سوهي بقوة بينما سقطت أرضاً بعدما فقدت قُدرتها على التماسك:هل أنا مُختلّة عقلياً حتى تفعلون بي هكذا؟
لم تُعذّبوني هكذا وتجعلوني أتألم وأُفارق شخصاً وجدتُ نفسي إنسانة تشعر بسعادة معهُ؟
من أنتم بحق الجحيم!

تنهّدت والدتها بحزن شديد وألم على إبنتها وذهبت تجلس على الأريكة تُفكّر.

دوىٰ مسامعها طرقات على نافذة غُرفتها فشهرت بناظريها إليها لتجد جونغكوك يضع يداه الإثنتان على النافذة يُحدّق بها بألم،بينما يرتدي زيّ المدرسة ذاتها.

ركضت ناحية النافذة تحاول فتحها لكن قوتها الضئيلة لم تُسعِفها في ذلك لتنظر نحو جونغكوك بيأس وجلست على رُكبتيها تنظر له بقلة حيلة.

رفع صوتهِ عالياً لكي تسمعهُ بسبب الزجاج الذي يفصل بين قلبيهما قائلاً:هل أنتِ بخير؟
لن أذهب إلى أي مكان حتى أدخل إليكِ،أين السيدة لي؟

سوهي:لن تدعك تدخل إلي جونغكوك،أعتقد أنها مثل أبي.

إبتسمت بإنكسار في نهاية حديثها واغرورقت عيناها بالدموع ليقترب أكثر إلى النافذة ويتحسّس الزجاج كأنّه يمسح دموعها ليستقيم سريعاً بينما هي تنظر له وهو يبتعد جاهلة إلى أين ذاهب.

وفي تلك الأثناء ظلّ يطرق على باب منزلها بقوة وغضب لتهلع وتفتح الباب بخوف فتجد جونغكوك الهائج في وجهها يركض نحو غُرفتها بينما تلحقه قائلة:جونغكوك توقف أباها في المدرسة يأخذ أوراقها لينقلها لمدرسة أخرىٰ.

تجمّد مكانهِ بصدمة والدموع لا تتوقّف عن التساقط من مقلتيهِ بغزارة لتأخذهُ من جذعه بهدوء وذهبت بهِ إلىٰ غُرفة المعيشة تُجلسهُ بخفة.

أردف جونغكوك بتعابير فارغة وأعين دموية وهو ينظر إلى اللامكان:لماذا تفعلون هكذا؟
أعطيني المُفتاح قبل أن أقلب ذلك المنزل رأساً على عقب،أعطني المُفتاح وكفاكم إغلاق الغُرفة عليها وكأنها في مشفىٰ الأمراض العقلية هيا.

ربّتت السيدة لي على ظهرهِ برفق وأردفت بحزن:إن عَلِم والدها لن يدعك ولن يدعني أراها حتى الموت،إبتعد جونغكوك،قد يُؤذيك حقاً.

صرخ جونغكوك بها عالياً صراخاً ممزوج بنبرة مهزوزة وحزينة:إنّه يُؤذيني بالفعل!
دعوني أدخل لها لمرة واحدة حتى.

إقتربت السيدة لي تأخذهُ في عِناق دافئ بينما تمسح على شعرهِ لتتزايد شهقاتهِ أكثر المؤلمة بينما هي تقف خلف الباب في غُرفتها الحبيسة بها تتألم عندما يطرق مسامعها صوتهِ العميق الباكي وصراخهِ.

جونغكوك:أرجوكِ خُذيني لها فقط لدقائق.

ترجّىٰ بنبرة باكية للتي تضعهُ على صدرها لتتنهّد بحزن تأومئ وتستقيم بهِ مُخرجة المُفتاح من جيبها الأيسر وأمسكتهُ من يدهِ تذهب ناحية غرفتها.

أدارت المِقبض ليفتح جونغكوك الباب بسرعة فيجدها واقفة أمامهُ وكأنّها تنتظرهُ.

ركض إليها حتى عانقها وكاد ينهش عِظامها من قوة عِناقهِ ليشعر بأقدامها طوّقت خصرهُ سريعاً تستنشق رائحتهُ بثمالة بينما والدتها تنظر لهم بإنكسار وحزن وهم يبكون بشهقات داخل أحضان بعضهم لتردف:إهربوا.

إنفصلا عن بعضهم ونظرا إليها بوجة أحمر وقالت سوهي بإستفهام:مـ ماذا تعنين أمي؟

إقتربت منهما بإبتسامة باهتة وبدأت تقول:إهربوا بعيداً عن أباكِ،أنتما إكتفيتُما من شرّهِ،لذا عليّ فعل شئ،سافروا خارج سيؤول أو خارج كوريا بأكلمها وإكملوا دراستكم بعيداً.


أردفت سوهي بينما تنظر لوالدتها بيأس:ماذا عنكِ أُمّي؟
أبي إن علم أنكِ من تركتينا نذهب قد يُسئ لكِ،وأنا لا أُريد هذا.

أحضرت السيدة لي قطعة حديد قوية واقتربت من زجاج نافذة سوهي وقامت بتكسيرها حتى أصبح المرور منها سهلاً.

أردفت بعدما ألقت الحديدة بجانب النافذة:سأخبرهُ أنني كُنت نائمة سمعت صوت تكسير في غُرفتها فذهبت وجدتها هربت.

ركضت سوهي نحوها وعانقتها ببكاء قائلة:شكراً لكِ أمّي،أُحبّك كثيراً.

بادلتها العِناق سريعاً وقالت بنبرة حماسية:هيا أسرعوا قد يأتي في أي وقت.

أومأت سوهي بسرعة وركضت إلى خزانتها تأخذ ملابس سوداء مُتمثّلة في بنطال مُمزّق أسود اللون وسُترة جلدية وقُبعة ودخلت إلى المرحاض لتغيير زيّ المدرسة.

إقترب جونغكوك من السيدة لي وعانقها كالطفل مُردفاً:شكراً لكِ أُمي.

بادلته العِناق اللطيف وقالت بينما تُبعثر شعرهِ كالجرو:إعتنِ بها جيداً جونغكوك،وأنا مُتأكّدة أنّك ستفعل.

فصل العِناق يُأومئ بسرعة قائلاً:سأعتني بها قبل نفسي.

خرجت سوهي من المرحاض بسعادة بينما جونغكوك إبتسم بإتساع مُردفاً:أليست تلك ملابس الثنائي التي إشتريناها معاً؟

أومأت ببرائة وقالت بينما تضع القُبّعة السوداء على رأسها:ملابسك ما زالت معي في خزانتي،إرتديها.

فتح الخزانة ليأخذهم مُتّجهاً إلى المرحاض وفي طريقهِ همس في أذنها بخبث:أتريدين الدخول معي؟

قهقهت بخجل وضربته على كتفهِ فدخل إلى المرحاض بإبتسامة لطيفة.

------------------------

يسيران بسرعة ليست بكبيرة ولكن ينظرون حولهم بتوتر يشعرون بأن أحداً ما يُراقبهم بخلسة.

شابكوا أنامل بعضهم بقوة وأردف:هل تُريدنا أن نتوقف؟
طائرتنا لم يأتِ وقتها بعد،تُريدين أكل شئ؟

نفت برأسها مُبتسمة وقبّلتهُ بخفة قائلة:أنا بخير،أريد الذهاب معك فقط.

بادلها الإبتسامة ذاتها وحاوط خصرها يشد عليه بقوة يُقربّها إلى صدرهِ بدفئ وأكملا سيرهم.


أردفت سوهي بهدوء بعد دقائق من سيرهم:هل وصلنا إلى الحافلة؟

جونغكوك:كدنا،هل تألِمُكِ قدماكِ؟

نفت بخفة واحتضنت ذراعهِ تتشبّث بهِ كالطفلة وتُدندن بين حين وآخر.

شعر بأحد ما يتتبّعهم ليأخذ سوهي يُقربها إليهِ بقلق بينما نبضات قلبهِ تتسارع ثم إستدار فجأة ليتلقىٰ ضربة على سبّبت في سقوطهِ فاقد الوعي بينما سوهي تلقّت الضربة ذاتها وسقطت بجانبهِ يتأوهان.

_________________________________
النهاية~

كيف البارت💙🌸؟

جونهي💙؟

لا تنسوا الڤوت والتعليقات اللطيفة بين الفقرات💙.

بـاي نجوم بانقتان💙.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top