مُؤلِم
«حصلت على قلب وروح وذراعين،صدّقيني بأني سأستخدمهم لأجلكِ»
------------------------
أنزل يدهُ عنها واستقام دون وعي يمسك رأسهُ مُتألّماً عندما أتت المِئات من الأحداث إلى عقلهِ فجأة مُسببة لهُ ألم يأكل رأسه.
"أُحِبّك أرنبي"
"إهربوا"
"وما ذنبنا نحن؟"
"لن أسمح لك برفع يدك عليها أبداً وأنا علىٰ قيد الحياة."
"إحذري من أباكِ سوهي،إحذري منه بقدر حُبّكِ لي."
"دعوني أدخل لها لمرة واحدة حتى."
"ستستيقظون يوماً ما لن تجدوها حتى وإن بحثتوا في الكرة الأرضية"
"لنبقىٰ بين أحضان بعضنا للأبد جونغكوك."
صرخ صرخة قوية تُعبّر عن تألمهِ الشديد في رأسهِ الذي يقتلهُ ببطئ وسقط أرضاً فاقدً للوعي.
بينما سوهي تنظر بصدمة لهُ تبكي واقتربت منهُ وجثت على رُكبتيها وهي تصرخ مُناديةً عليهِ بسبب عدم إستطاعتها بلمسهِ لتردف بين شهقاتها:نامجون ساعدهُ،جونغكوك إستيقظ أرجوك.
تحدّث الجُثة الهامدة أمامها ليأتي نامجون هالعاً هو وهوسوك وسوكجين ليحملوه ويأخذوه إلى الخارج في حين هي تبكي دون إصدار أي ضجيج وتُعاود الجلوس على الأرضية الباردة بـ شرود بعد خروجهم.
لاحظ نامجون ذلك واقترب منها يُحاول إيقافها بينما هي لا تشعر بأقدامها.
أجلسها على الكرسي وجلس هو أمامها وأردف مُشابك يداه:سوهي،أنا لن أُحقق معكِ،إنّها ليست قضيّتي،لذا سنحتجزكِ حتى يخرج جونغكوك.
سوهي:ماذا حدث؟
إخبرني ماذا بهِ؟
تنهّد يُنكّس رأسهِ بحزن مُردفاً:هل تذكرين اليوم الذي ضربكم شخص مجهول على رأسيكُما وفقدتوا وعيكم؟
أومأت بهدوء ليُكمل على حديثهِ:ذلك اليوم أباكِ أخذكِ وعدة رجال قاموا بحمل جونغكوك وأدخلوه السيارة لكن تلك السيارة إصطدمت بسيارة أُخرىٰ،من كانوا في السيارة جرحىٰ ولكن شبة واعيين عدا جونغكوك.
أدخلوه المشفىٰ وجميع من كان معهُ هربوا من المشفىٰ حتى لا ينكشفوا من قبل أحد وأتاني إتصال من طبيبهِ يخبرني بالحادث ذهبنا جميع وصدمنا بأنهُ فقد الذاكرة مُؤقتاً ومن الممكن أنها لن تعود له أبداً،لكن هُناك بعض الذكريات تذكرها وبعضها لم يفعل.
كـ أنا وهوسوك وسوكجين وعائلته وبعدها قُتل والده لسبب مجهول مما جعلهُ يُصبح مُحقق حتى يبحث عن القاتل وجميعنا قررنا هذا لكي نُساعدهُ في البحث وأصبحنا فريق تحقيق ناجح وذهبنا لنكمل عملنا في واشنطن حتى ظهرتِ أنتِ.
أجهشت سوهي في البكاء بقوة وقالت بصعوبة:وماذا عنّي؟
لماذا لم يتذكّرني؟
نامجون:لأن فقدان الذاكرة أصاب آخر شئ قد فكّر جونغكوك وهو أنتِ وعندما صار الحادث فقد الوعي وهو كان يُفكّر بكِ،وبعدها حاولنا البحث عنكِ لكننا لم نجدكِ،أين ذهبتِ؟
إبتسمت بإنكسار لهُ ونكّست رأسها تأخذ شهيقاً طويلاً مُردفة:لقد كُنتُ في سجن نامجون،أبي وضعني في قبو منزل إشتراه دون علمٍ منّا،كل ما كُنت أأكلهُ راميون وكوب ماء صغير في اليوم.
هربت لم أجدك ولم أجد جونغكوك ولا أي أحدٍ منكم،وجدت منزل بعيد جداً شبة مهجور وعِشتُ بهِ،بعد فترة وجدت شخص يطرق الباب بجنون فتحت وكان والد جونغكوك،حاول قتلي نامجون،لقد كان يقول أنتِ السبب في ما يحدث لجونغكوك
نامجون:سوهي هل تمزحين؟
سوهي:لقد حاولت الدفاع عن نفسي بأقصىٰ جهدي،لكن فجأة دفعتهُ،إرتطم رأسهُ في الحائط بقوة وكان هذا حادث غير مقصود،أنا من المستحيل أقوم بـ قتل والد جونغكوك.
نامجون:إذاً لماذا قتلتِ الرجال إذ لم تكن بنيّتكِ القتل؟
سوهي:أبي كانت لديهِ علاقات سيئة مع جميع من قتلتهم،أبي آذاهم في عملهم وأبنائهم وهم ظنّوا أنني نقطة الضعف الذي سيأذونها لينتقمون من أبي لكنهُ تركني أُصارع الموت مئات المرّات وتركني أحتضر واستمتع بعذابي،لذا كُنت أقتلهم دافعاً عن نفسي،كانوا يقومون بخطفي وتعذيبي دون سبب.
نامجون:لماذا رجال الأعمال تحديداً؟
سوهي:أخبرتك،لديه علاقات سيئة مع جميع رجال الأعمال الذين قُمت بقتلهم،إنعزلت عن العالم وعملت في عمل جزئي حتى إشتريت بيت وأنا لا أعلم أين أُمي ولا أُريد معرفة أين يونهو،حتى أتىٰ جونغكوك للمرة الثانية.
نامجون:لماذا لم تُخبريهِ أنكِ سوهي؟
سوهي:لأني ظننتهُ يمزح معي وأنه يعلم من أنا لكن عندما سألتهُ هل واعدت قبلاً أجابني بالنفي،لن تعرف كيف شعرت حينها،لقد تحطّمت داخلياً،لم أكن أتوقع أنه قام بنسياني بهذهِ السهولة،حتى سبب عيشي في هذا العالم أنكر وجودي.
لكن هذا لم يمنعني من الوقوع في عشقهِ للمرة الثانية،عشقتهُ أكثر من السابق،لكننا حتى عندما إلتقينا في زمن أخر ونحن مُختلفان ولا يوجد هناك أحد يستطيع منعنا من حب بعضنا البعض لازلنا لسنا مُقدّران لبعضنا.
نامجون:نحن لا نعلم ماذا سنفعل بكِ.
سوهي:سيتم حبسي في سجن،لكن ليس من قبل أبي،بل من قبل حبيبي السابق والذي لازلت أعشقهُ،أليس هذا كثيراً بالنسبة لي نامجون؟
أليس هذا كثيراً؟
إقترب نامجون بتعابير حزينة ووقف أمامها مُعانقاً أياه وقال مُقبلاً رأسها:إشتقت إليكِ شقيقتي.
بدأت تبكي بحرقة وشهقاتها المُتألمة تخرج من ثغرها بشكل مُتتالي ليدخل هوسوك وسوكجين بتعابير حزينة يائسين واقتربوا يُعانقوها مُردفين:إشتقنا لكِ سوهي.
دقائق حتى فصلوا العناق مُتنهّدين ليخرج سوكجين مُفتاح الأصفاد من جيبهِ.
إستقامت سوهي بعدم إتّزان بسبب شعورها بالألم في جميع أنحاء جسدها.
إستدارت ليفك الأصفاد المُلتفّة حول معصميها وقال:هل أنتِ بخير هكذا؟
أومأت بصمت لينما تتحسّس يديها مُتألمة.
سوكجين:إذاً ماذا سنفعل بها؟
هوسوك:حتى وإن كانت حقاً قاتلة لا يوجد دليل واحد بالمئة يُثبت ذلك أمام الجميع،هذا قانون رفاق،المُتّهم لا يعني متهم دون دليل.
نامجون:إذاً هل سنطلق سراحها؟
سوكجين:لا أعلم،لكن قولها أنّها قاتلة ليس الدليل الكافي لذلك،أي مُحقق آخر سيظنّها إعترفت على نفسها من أجل التغطية والتّستّر على القاتل الحقيقي.
نامجون:القاتل الوحيد هو لي يونهو.
هوسوك:لكن نحن لا نعلم أين هو،هل أتحدّث مع مارك؟
أومئ الإثنان في الوقت ذاتهِ ليتحدّث هوسوك لها بينما يُربّت على ذراعها:تبدين شاحبة تماماً،هل تناولتِ شيئاً اليوم؟
هل أحضر لكِ طعام؟
إبتسمت بحزن وإنكسار وأردفت بهدوء:هل يُمكنك الذهاب للإطمئنان عليهِ وتخبرني كيف حاله؟
تنهّد هوسوك بعمق وربّت على رأسها يُأومئ لتبتسم إبتسامتها الذي لم يروها منذُ زمن ليقترب منها مُبتسماً بخفة:إشتقتُ لكِ صديقتي.
----------------------
كالجثة الجامدة على فراشهِ لا يقوى على الحراك يُردد إسمها بخمول وتعب شديد ليفتح عيناه تدريجياً ووجد الثلاثة ينظرون لهُ بقلق فيردف هوسوك:هل أنت بخير؟
نطق جونغكوك بصعوبة وبصوت خافت ومُرتجف:أين هي؟
هوسوك:من تقصد؟
جونغكوك:سوهي.
نامجون:لقد قُمنا بإحتجازها حتى تخرج،لقد أخبرني الطبيب أن الأحداث والذكريات التي أتت في عقلك بشكل مفاجئ كادت تُسبب سكتة دماغية،أنا سعيد لأنك بخير.
جونغكوك:أخرجوها أُريد رؤيتها.
قال جونغكوك بصوت مُتألم وجلس بصعوبة ليُساعدة سوكجين مُردفاً:لا يُمكننا إخراجها جونغكوك،هذا ضد القانون.
ضحك بسخرية بينما يضع شفاهِهِ السفلية بين أسنانهِ يضغط عليها:لقد قُمت بالقبض على حبيبتي،كُنت أُريد القبض على كيم ديزي القاتلة قبضت على حبيبتي التي فقدتها من ثلاث سنوات ولم أتذكرها،والآن لا أعلم من أحببت.
نامجون:كُن بخير جونغكوك،عندما تخرج سأخبرك بكل شئ،لكن الممكن أننا سنطلق سراحها مُؤقتاً وسنضعها في مراقبة للعثور على دليل ضدها.
جونغكوك:أنا بخير،أُريد الخروج.
نامجون:إنتظر ليوم واحد فقط.
كاد جونغكوك يتحدّث إلا بـ رنين هاتف سوكجين وكان المدير:مرحباً سيدي.
مارك:مرحباً جين،لا تحتجزوا ديزي،قولها بأنها قاتلة ليس كافٍ نهائياً،قوموا بـ مُراقبتها جيداً حتى تجدوا شيئاً ورائها.
إتهامها بالقتل دون دليل ليس قانوني،بالتأكيد هُناك شئ يدفعها لفعل ذلك بمساعدة أحد،إطلقوا سراحها رفاق،إعملوا بجد.
نظروا لبعضهم البعض يتنهّدوا بعمق ليستقيم نامجون مُردفاً:عليّ تنفيذ ما يقولهُ.
جونغكوك:هل هذا يعني أنها ليست قاتلة؟
نفىٰ برأسهِ وربّت على كتفهِ مُردفاً:كُن بخير أخي،لا تقسُ على نفسك،كل شئ بخير.
-------------------------
تجلس على أرضية الغرفة الشبة مُظلمة تُفكّر وتفكّر بلا توقف ساندة ظهرها على حائط خشن وقوي تنظر للفراغ وتتذكّرهُ بينما كان يُقبّلها ويداعبها بلطافة ويمسك يدها مُعانقاً إياها لتبتسم بإنكسار تاركة تلك الغصة في حلقها تخرج.
فُتِح الباب عليها وكان نامجون،يبتسم إبتسامتهُ الدافئة نحوها وجلس مُقرفصاً أمامها يُشابك يدها يتحسّسها:سنطلق سراحك.
سوهي:مـ ماذا؟
لمَ؟
نامجون:لا يوجد شاهد واحد ضدكِ أو دليل يدل أنّكِ القاتلة.
سوهي:لكنّني كذلك نامجون.
نامجون:أنتِ تدافعين عن نفسكِ وتقتلين نتيجة لأخطاء يونهو،أنتِ الضحيّة لقاتل مُتخفّي،يونهو هو القاتل الوحيد في القضية سوهي.
سوهي:هذا لا يعني شيئاً في القانون نامجون،من قتل يُقتل.
نامجون:حتى وإن كان المقتول كان يحاول الإنتقام من شخص بالتعذيب والقتل،هيا سوهي.
سحبها من يدها يخرج بها إلى الخارج وسار بها بعيداً عن المركز لكن في طريقهم تفاجؤا بوجود جونغكوك وهوسوك وسوكجين يركضان ورائهِ بقلق ليردف نامجون بصدمة:كيف خرجت من المشفىٰ!
جونغكوك:فالتأتي معي الآن.
إنتشلت سوهي كفّها من بين أنامل نامجون وسارت مُتجاهلة ندائهِ المتكرر.
ركض ورائها وأمسك ذراعها بقوة مُردفاً بغضب:ألم أقل لكِ توقّفِ!
سوهي:لا يوجد سبب يجعلني أتوقّف حتى وإن كان أنت جون،أم عليّ القول المُحقق جيون جونغكوك؟
أمالت رأسها مُردفة بنبرة ساخرة وذهبت تستدير وبدأت بالبكاء مُنفجرة حتى لا تذرف دموعها أمامه وسارت وحيدة تاركة الذي يعض على شفتاها باكياً كالطفل ليمسكه نامجون يسحبه للذهاب وهو مستسلم كالجسد بلا روح.
وصلت مُحدّقة في المنزل طويلاً شاردة تتذكّر اليوم الذي إلتقوا بهِ وقبلتهم الأولىٰ في الزقاق لينقبض قلبها بشدة وسارت بخطوات غير مُتّزنة إلى الداخل ولكنّها وجدت هاتفهُ وملابسهُ بالكامل في غرفتها.
تنهّدت تضعم جانباً بترتيب وترمي بجسدها على السرير الذي رائحة عطرهُ تملئهُ بكثرة واقتربت راغبة بإحتضان وسادتهِ وتستنشقها بثمالة،بدأت بكتمان صوت بكائها العالي داخلها وتأخذها إلى صدرها أكثر.
شرعت بقولها بنبرة مهتزة مرتجفة:عود إليّ أرجوك،أتوق لإحتضانك كثيراً،أين أنت؟
-----------------------
إنّه فقط مرّ أسبوع واحدٌ مُنذُ أن رأوا بعضهم البعض وعادت كما كانت،الركض كـ العادة كل صباح،إرتداء الأسود وقلّ بكائها باردة إتجاه نفسها وصامتة تكاد تكون بكماء.
في الجو الخريفي الليّلي مُستلقية على الأريكة تستمع إلى بعض الموسيقىٰ وتعبث بهاتفها بخفة لتسمع صوت طرقات ليس بالقوي على الباب.
إستقامت بتفاجئ وسارت بخطوات خاملة إلى الباب وقامت بفتحهُ لتتّسع عيناها بمجرد ما إلتقيت مقلتيهما معاً لتنظر لهُ بتعابير فارغة جامدة.
قال بنبرة صوت ضعيفة مُشتاقة لها بينما ينظر لها بيأس:بـ مُناسبة أننا لم نرا بعضنا منذُ زمن....إشتقتُ لكِ كثيراً.
حاول جاهداً عدم كبح رغبتهِ في البكاء ونجح في ذلك لكن عيناه خدعتهُ بظهور لمعة مُترقرقة في عيناه لتنكّس رأسها بصمت ليقترب منها يأخذها بين ذراعيهِ بقوة وأجهش في البكاء كالأطفال وهو يستمر بتقبيل عُنقها بجنون وقال:لا أعلم إشتقتُ لمن،كيم ديزي أم لي سوهي.
فصلت سوهي العناق بأعين دامعة محمرّة:لقد قُمت بقتل الإثنتان،ديزي وسوهي.
جونغكوك:أنا أحببت مرتين وكلاهما ذات الشخص،أنتِ سوهي.
إبتعدت سوهي عِدة خطوات بعيداً عنهُ مُردفة:أنت لم تُحب أي واحدة منّا جونغكوك،لقد أنكرت وجودنا في قلبك.
صرخ جونغكوك ببكاء ممزوج بغضب:لماذا تتعاملين وكأنكما شخصان مُختلفان!
سوهي هي ديزي وديزي هي سوهي!
سوهي:لكنّك أنكرت وجود سوهي،هي لم تولد بالنسبة لك جونغكوك.
جونغكوك:لكن هذا لم يمنعني من حبّكِ!
حتى وأنا فاقد الذاكرة ولا أعلم من سوهي إلا أنني عشقتكِ حتى عندما قُمتِ بتغيير إسمكِ،أحببتُكِ وأنتِ قاتلة،قد تكون مرّت ثلاث سنوات لم أُحب فتاة أُخرىٰ،أنا وقعت لحبيبتي الذي قمت بنسيانها.
ثار جونغكوك غاضباً بها ودفعها ليُحاصر جسدها الذي خلفهُ الجدار وقال بصوت حاد أجش بينما يُحدّق في مقلتيها:إستمعِ إليّ لي سوهي.
أنتِ لي،ديزي وسوهي كلاهما لي،حتى وإن كُنتِ السبب في موت أبي وعائلتي بأكملها،وإن قتلتِ العالم بأكمله أنتِ لي.
وإن كان هُناك شخصية أخرىٰ منكِ ستكون ملكي،لا تحاولين الخروج من سجني بعدما دخلتيهِ سوهي،أياكِ والمُحاولة،أحبّكِ بجنون قد يُؤذيكِ أنتِ كثيراً،فهمتِ سوهي؟
__________________________________
النهاية~
رأيكم بالبارت💙؟
جونغكوك💙؟
سوهي💙؟
لا تنسوا الڤوت والتعليقات اللطيفة بين الفقرات💙.
بـاي نجوم بانقتان💙.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top