البَريئْ

«إن كان نبض قلبي عاد،فإنّه سيكون بسببها»

-------------------------

إستيقظت بملل كعادتها كل يوم مُتنهّدة طويلاً وباتت تُدلّك كتفها بتثاؤب وثم إستقامت تشق طريقها نحو المرحاض للإغتسال لوقت طويلاً بما أنّها لا تعمل.

خرجت بملابس رياضية مُتمثّلة في تيشرت قصير يُظهر معدتها وخصرها النحيل ويُظهر كتفها الأيمن الأبيض بياض ثلجي وبنطال رياضي ضيّق أسود اللون وحذاء أبيض،رفعت شعرها القصير فوق كي لا يُزعجها.


إرتدت قُبّعة سوداء ونزلت إلى الأسفل لتناول فطورها بخفة.

كان فطوراً خفيفاً على معدتها الرياضية بسبب ذهابها إلى النادي الرياضي بكثرة وأخذت زجاجة مياة نقية وذهبت إلى الخارج للركض في شارع طولي بخفة بينما تضع سمّاعات في أُذنها تُدندن أثناء ركضها بجسدها الرياضي الصغير.


بينما هُناك من يختبئ خلف الجدار بسرّية ينظر لها بسخرية وقال:قتلت نصف رجال أعمال كوريا من جميع الأعمار والآن تركض بخفة في الصباح بجسدها المُثير،من تكون تلك؟
من أين أتت؟
من القطب الشمالي لكي تكون بهذا الجمود،ولكن مع هذا جسدها يروق لي،اللعنة.

وضع يدهُ على السمّاعة المُصغّرة داخل أذنهِ يسمع صوت نامجون يقول:يَروق لي!
ما الذي تقولهُ بحق الجحيم جيون جونغكوك؟
تابع عملك واللعنة.

جونغكوك:لا يُمكنني الكذب جوني~
أنا صريح جداً بشأن ما تراهُ عيناي
جسدها مُثير كاللعنة،أظن أنها تغري رجال الأعمال بجمالها وتستدرجهم للقضاء عليهم بـ دم بارد.

إتّسعت عيناه بصدمة عندما أتاهُ شئ ملعون برأسهِ وأردف بعدم تصديق لنامجون:هـ هل هذا يعني أنها سـ ستقتلني؟

نامجون:ستقتلك مُؤخرتي،أنت حتى لست رجل أعمال،يكفيك هراءً جونغكوك.

جونغكوك:أه~
صحيح،لكن الفضول يتغذّىٰ عليّ،لماذا تقتلهم ولماذا لم يعثروا على دليل واحد عاهر ضدّها؟
من تكون تلك الأفعىٰ المُثيرة بحق معدة سوكجين؟

نامجون:وهذا الذي أتينا لأجلهُ،أُريدك آتٍ معها تُلبّك يداها بالأصفاد جونغكوك،لن تعلم ماذا سيحدث إن قُمت بالقبض عليها،سنصبح في القائمة وسنُكافئ.


جونغكوك:حسناً هيونغ،سأفعل ما بوسعي.


نامجون:للمرة الثانية جونغكوك،لا تقع بحبّها أبداً،إحذرك للمرة الثانية،أنت بشخصيّتان،شخصية المُحقق جونغكوك وشخصية بريئة ساذجة معها لكن عندما يأتي اليوم الذي ستُسلّمها للشرطة كُن المُحقق جون،نحن نعتمد عليك،كُن بخير.


تنهّد جونغكوك بيأس وأردف:حسناً هيونغ،حسناً.


نزع السمّاعة الصغيرة ووضعها في جيبهِ وأخذ شهيقاً طويلاً وأخرج نظّارات دائرية لطيفة وارتداها حتى أصبح شكلهُ ساذجاً وبريئاً كما قال نامجون.

إرتدىٰ حقيبة صغيرة مع شعر مرفوع قليلاً جعل منهُ طالب في رياض الأطفال.

تقدّم نحو الراكضة ووقف أمامها لتتوقّف نازعة السمّاعات عن أذنها بإستفهام وأردف بنبرة بريئة:صباح الخير،أنا وصلت لسيؤول حديثاً ولم أجد أحد يُساعدني في إيجاد مكان جيداً أعيش فيه،هل يُمكِنكِ ذلك؟

نظر في نهاية حديثهِ نظرات جرو بينما يبتسم إبتسامتهِ الأرنبية اللطيفة لكي يجعلها توافق ولكن هي فقط أكتفت بقول:إذهب من هُنا ستتأخر على مدرستك.

وضعت السمّاعات في أُذنها مرة أُخرىٰ وتابعت ركضها ببرود تاركة ورائها الذي يشتعل غضباً مع دُخّان أسود يخرج من أُذنيهِ

تذكّر كلام نامجون وعاد إلى شخصيتهِ الثانية وركض ورائها ثم قاطعها بوقوفهِ أمامها وقال:أرجوكِ،أنا لا أعرف أحدٌ هُنا،لقد أتيت من خارج سيؤول ولا أعرف عنها شئ ولا حتّىٰ أملك مكاناً للعيش بهِ،أرجوكِ.

ضمّ كفيهِ معاً عاكفاً شفاههُ السفلية ببرائة مُتوسّلاً للتي لا تحمل تعابير سوىٰ الفراغ.

سارت ببطئ ليسير وراءها كالجرو الذي يتبع صاحبهِ حتى وصلت إلى منزلها ودخلت مُغلقة الباب بينما جونغكوك يقف بالخارج يضحك بسخرية على نفسهِ وقال:لقد أتىٰ اليوم الذي سيُرغمني العمل على أن أركض وراء فتاة،ألم أقل أن هذا الزمن قاسٍ؟

نظر إلىٰ نافذة غُرفتها في الأعلى ولمحها تفتح الستائر بينما تُبعثر شعرها مُرتدية ملابسها الداخلية سوداء لتتّسع عيناه ويستدير سريعاً وهو يتعرق قائلاً:اللعنة على ما رأيتهُ،اللعنة اللعنة!
ما هذا الجسد بحق السماء؟
فالتحلّ الرحمة عليك جيون جونغكوك.

جلس على سُلّمة مُنزلها مُتنهّداً يضع رأسهِ على كفّهِ كالعجائز.

----------------------

فتحت ثلاجتها بملل لتناول بعض الطعام لتجدها فارغة،تنهّدت طويلاً مُغلقةً إياها وخرجت لشراء الطعام فوجدت الجالي عند بابها بصمت لتقترب مِنه بهدوء مُردفة:لماذا لازلت هُنا؟

إستقام قائلاً بحزن مُنكّس الرأس:لا أملك منزل أذهب إليهِ،وذهبت إلى عدة فنادق وجدتها مُكتملة،ماذا أفعل؟

تنهّدت بعمق وأمسكتهُ من أكمامهِ تسحبهُ نحو منزلها ودخلت بينما هو يبتسم بنصر ثم أجلستهُ على الأريكة مُردفة:إجلس هُنا،سأعود علي إحضار طعام،لا تتحرك إلى أي مكان.

تركتهُ وكادت تخرج إلا بصوتهِ يُقاطعها قائلاً:هل أذهب معكِ؟

نظرت لهُ بصمت لتأومئ عدة مرّات وسبقتهُ إلى الخارج.

ليبتسم بخفّة مُخرجاً الهاتف يُراسل هوسوك:تَمّت الخطوة الأولى بالنجاح رفاق.

ذهب ورائها سريعاً وقال بينما يسير بجانبها:هل أنتِ نونا؟
أم مازلتِ صغيرة؟

نظرت للذي يُرسل لها نظرات بريئة لطيفة وقالت وهي تنظر لأقدامها واضعة كُفوفِها داخل سُترتها السوداء:إهتم بشأنك يا فتىٰ.

جونغكوك:أليس علينا أن نتعارف؟
بما أننا سنعيش بمنزل واحد.
إذاً لماذا أدخلتني المنزل؟

حرّكت رأسها لهُ بخفة وقالت بجمود:رفقاً بالحيوان.

لحظات إستوعب جونغكوك جُملتها ونظر نحوها وقال مُتعلثماً:مـ ماذا؟

قهقهت على ردة فعلهِ لتستدير لهُ مُردفة:أنت لم ترىٰ شكلك وأنت تتوسّل إليّ هذا الصباح،تبدو كالجرو الذي يبحث عن صاحبهِ.

تحرّكت وتركتهُ في مُحيط من التأمّل بسبب ضحكتها اللطيفة الذي لم يدرك ما قالتهُ إلا بعد دقائق ليِحرّك رأسهُ يميناً ويسارا طاردًا الأفكار التي إعتلت عقلهِ بشكل مُفاجئ.

جونغكوك:إذاً لـ متىٰ سأبقىٰ لديكِ؟

أجابت دون النظر لهُ قائلة:إلى أن تجد فندق تعيش فيه،أو يجب عليك البحث عن عمل حتى تستأجر منزل صغير للعيش بهِ.

جونغكوك:ماذا يجب أن أدعوكِ؟

صمتت للحظات ثم أكملت بقولها بتنهّد:ديزي،كيم ديزي،ماذا عنك؟

جونغكوك:جون،يُمكِنكِ دعوتي جون.

-------------------------

وضعا أكياس المتجر على طاولة في غُرفة المعيشة وأخذت ديزي بعض الأغراض التي يحتاجونها ودخلت المطبج تاركة جونغكوك يتنهّد ويتبعها قائلا:أتُريدين مُساعدة؟

ديزي:نعم،هل يُمكنك إحضار الخضروات من الثلاجة؟

إبتسم بلطف وقام بإحضار ما طلبتهُ ووقف بجانبها يُقطع الخضروات بتركيز،وقعا نظرهم على السكين ليمدوا أيديهم معاً حتى تلامست أناملهم وابتعدوا سريعاً عن بعضهم حتى أصبح الوضع مُحرجاً بينهم.

بدئا الأكل معاً بصمت ليردف هو باترًا الهدوء الذي يأكل المكان قائلاً:هل تعملين؟

ديزي:لا،لقد أنهيت الجامعة ولا أُريد العمل.

جونغكوك:ألستِ تشعرين بالوحدة؟

ديزي:الشعور بالوحدة أفضل من الجلوس مع أشخاص غير مرغوب بهم،أُريد العيش هكذا،بِمُفردي.

جونغكوك:سأبقىٰ معكِ،هل تواعدين؟

ديزي:لا.

جونغكوك:مُسبقاً؟

ديزي:لم أُواعد أبداً في حياتي.

جونغكوك:ماذا عن والدتكِ ووالدكِ؟

لم تُجيب بل إستقامت دون نبث كلمة وتركتهُ مُتّجة إلى غُرفتها.

جونغكوك:حسناً يجب أن تبدأ مُهمّتي من هُنا.

صعد إلى ورائها إلى غُرفتها وجدها تُرتّبها بصمت.

طرق عِدة طرقات ودخل لتنظر لهُ قائلة:لا أملك سريراً أخر،هل تستطيع النوم على الأرضية؟

نفىٰ جونغكوك ببرائة لها واقترب منها قائلاً:ماذا سأفعل؟

ديزي:إحضر ست وسادات من الأسفل.

جونغكوك:لماذا؟

ديزي:هل يُمكنك إحضارها فقط؟

نزل جونغكوك بإستفهام وأحضر الوسادات بصعوبة ثم ألقاها على الأرض لاهثاً:اللعنة لمَ تحتاجينها؟

وضعتها في منتصف السرير وقالت بينما تُؤشر عليه:أنت ستنام على هذا النصف وأنا هذا النصف،ويفصل بيننا تلك الوسادات،إن نزعتها ستتخطَى الحدود الذي وضعتها،إياك وإياك،إن كُنت تُريد البقاء إلتزم بالقواعد.

أنهت كلامها وأخرجت ملابسها مُتّجة إلى المرحاض ليقفز هو على السرير مُستلقي بطريقة غريبة وقال:أعجبتني هذهِ القضية بحق.


قهقة في نهاية حديثهُ لكن سرعان ما تذكّر ما قالهُ نامجون"للمرة الثانية جونغكوك،لا تقع بحبّها أبداً،إحذرك للمرة الثانية"

تنهّد طويلاً ونزع نظارتهِ ووضع رأسهِ على الوسادة وسرعان مع دوى صوت شخيرهُ الغرفة تزامُناً مع خروج ديزي من المرحاض وأمالت رأسها بإستفهام فور رؤيتهِ نائم كالجراء.

إستلقت بجانبهِ وغطت جسدها وجسدهِ بالغطاء وغاصت في النوم.

__________________________________
النهاية~

رأيكم بالبارت💙؟

جونغكوك💙؟

ديزي💙🌚؟

توقعاتكم💙؟

لاتنسوا الڤوت والتعليقات اللطيفة بين الفقرات💙.

بـاي نجوم بانقتان💙.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top