البَحَرْ
«حتّىٰ وإن تغيّرنا وتغيّرت الأزْمِنة معنا،سـ يزال قلبي يبحث عنكِ»
-------------------------
جونغكوك:من هذا واللعنة ديزي!
صرخ بها في غضبٍ شديد بينما هي تنظر له بـ صمت شديد يجعل منه بركاناً على وشك أن ينفجر بها واقترب منها قائلاً بـ عروق ظاهرة خضراء تميل للزرقة وهو يمسك بيدها ضاغطاً عليها كاد ينهشها:ديزي،أجيبِ واللعنة قبل أن أقتلكِ!
ديزي:إبقىٰ بعيداً جون،إبقىٰ بعيداً ولا تتدخّل.
قالت بنبرة خالية من الغضب بل كانت تحمل الهدوء والسكينة وتركته وسحبت يده بصعوبة من قبضتهِ القوية ثم صعدت.
شدّ على قبضتهِ بغضب وضرب الحائط ثم لحقها صاعداً ورائها.
دخل إلى الغرفة وجدها تجلس على طرف السرير تُحدّق في الفراغ بـ صمت ليقطع تلك المسافة بين جسدها وقال:لمَ عليّ البقاء بعيداً وأنا إستيقظت في مُنتصف الليل أبحث عنكِ ووجدتكِ تقفين بجانب رجل في هذا الوقت؟
ديزي:أنا لست بـ عاهرة لأقوم بـ خيانتك جون،توقّف.
جونغكوك:إذاً كيف تُفسّرين هذا؟
ديزي:لا يُمكنني التفسير لذا إبقىٰ بعيداً.
إستلقت على سريرها ونامت بينما هو واقفاً مُتفاجئاً من هدوئها ليستلقي بجانبها دون أن يتحدّث يُعطيها ظهرهُ العريض بينما هي لم يأتيها النوم فظلّت تُحدّق في الفراغ حتى إنسدلت الستائر السوداء على عينيها واستسلمت للنوم.
-----------------------
إنفصل جفنها العلوي عن السفلي مُعلناً إستيقاظ النائمة لتتحرّك مِقتليها حائرة تبحث عنهُ لكن لم يكن بجانبها مما جعل الهواء يخرج من رئتيها بقلة حيلة.
تلامست أقدامها أرضية الغرفة مع خطوات مُتكاسلة تتجة إلى المرحاض،وخرجت منهُ بعد لحظات ونزلت إلى الأسفل لتقوم بتحضير الإفطار له.
نزلت وهي تبحث عنهُ لتجدهُ جالساً جلستهِ الملكية على الأريكة وبصرهِ لم يتحرّك عن شاشة التلفاز.
ديزي:هـ هل تُريد تناول الطعام؟
أردفت ديزي بنبرة مُتعلثمة وتنظر لهُ بِـ توتّر ليردف دون النظر لها مع نبرة حادة باردة:ليس لدي شهية.
تنهّدت طويلاً زامة على شفتيها بيأس لتجلس بجانبهِ بـ تردد وظهرها مُستقيماً تضع وسادة صغيرة على فخذيها ساندة أناملها التي تسري بها رعشات صغيرة تُسبب رجفة ليردف جونغكوك:لماذا لا تأكلِ؟
ديزي:ليس لدي شهية أيضاً.
جونغكوك:لماذا؟
ديزي:هل مازلت غاضباً جون؟
قالت بنبرة ضعيفة وهي تشعر بتلك الغصة في حلقها تجعل منها على حافة البكاء بينما هو أعاد بصرهُ مرة أخرىٰ إلى التلفاز.
كاد يستقيم إلى بيدها الباردة المُرتعشة تُخلخل أناملها بين خاصتهِ بنبرة نادمة:آسفة جون،لكنّي كل ما أفعلهُ ليس بإرادتي ولا يُمكنني إيقافهُ،أرجوك أنت ما تبقىٰ لي.
جلس مرّة أخرىٰ وحملها واضعاً إياها على فخذيهِ بعدما غلبتهِ بنبرتها الضعيفة التي جعلت منه مسلوب الإرادة في حين أسندت ظهرها على صدرهِ العريض وأردف بنبرة مُوبّخة:إذاً متىٰ ستخبريني بمَ يحدث معكِ؟
ألستُ حبيبكِ؟
ألن تسردِ لي كل ما في قلبكِ؟
إلى متىٰ ستصمتِ هكذا؟
ديزي:حتى وإن كان ما سأقولهُ سيؤدي إلى تفريقنا؟
لن أستطيع جون،لنبقىٰ هكذا،أريدكِ بجانبي إلى أن يأتي اليوم الذي سأسرد لكَ كل شئ.
جونغكوك:لمَ كل هذا؟
هل لأنّكِ تقتلين؟
أنا لستُ خائفاً منكِ أبداً ولن أفعل في حياتي أبداً ديزي.
إستدارت تنظر لهُ مُتأمّلة بملامحهُ لتقبلهُ قبلة سطحية وتردف بينما نظرها لم ينقطع عن مقلتيهِ:جون أنت الذي إقتحم حياتي وأوقعتني في حبّك وأنت لا تعلم عنّي شيئاً البتة،أنا بالتأكيد سأجيب على الأسئلة التي تدور في رأسك قريباً،في نهاية الأمر.
جونغكوك:أي أمر؟
إبتسمت إبتسامة ذابلة ورمت نفسها على صدرهِ بين أحضانهِ وهي تتمسّك في قميصهِ بقبضتها الضعيفة وتركتهُ في حيرة وإستفهام،يُريد معرفة كلّ شئ لكن لا يُريد أن يأتي اليوم الذي سيقبض فيهِ عليها بمجرد أن تحكي لهُ عن سبب قتلها الذي أُجْبِرَت عليهِ.
ديزي:هل يُمكنك أن تأخذني إلى مكانٍ بعيد جون؟
قالت ديزي بينما تبتعد إنشاً صغيراً عنهُ وتُسند ذراعيها على صدرهِ ليبتسم بخفة ومدّ يدهُ يتحسّس وجنتها الناعمة قائلاً:أين تُريدين الذهاب؟
سآخذكِ حيث تُريدين.
ديزي:أي مكان،بعيداً جِداً،أنا وأنت فقط،نحن فقط جون،لا نفكر بـ أي شئ،سأشعر بالراحة كثيراً إن بقيت معك فقط في العالم دون أن أرىٰ أي أحد سواك.
جونغكوك:حسناً حبيبتي،سأفعل،لكن قبل هذا،هل يُمكنكِ أن توعديني أنكِ لن تتركيني؟
خائف جداً من أن تذهبِ يوم ما ولن تبقِ معي.
ديزي:لن أتركك أبداً،أعدك بذلك حتى الموت.
برفق قبّل رأسها وأمسك يديها بلطف يضعهم أمام شفتيهِ يطبع قبْلة طويلة على باطنها قائلاً:إن كان بإمكاني الهروب بكِ إلى أبعد مكان في الأرض حتى لا يراكِ أحد سواي لفعلت ذلك منذُ أن رأيتكِ.
ديزي:لتفعل هذا،إن كان هذا معك سأهرب لأجلك،إفعل هذا جون.
نفىٰ جونغكوك بملامح باهتة شاحبة لتردف ديزي بنبرة مُرتفعة:لمَ...
فُزعت عندما حملها فجأة قائلاً بنبرة مرحة لطيفة:ألستِ تُريدين الخروج؟
هيا إذاً لنذهب لتغيير ملابسنا.
-------------------------
ديزي:وااه~
رائع،هل سنبقىٰ هُنا؟
أومئ جونغكوك بإبتسامة لطيفة يتأمّلها وقال:هذا كوخ أبي،إشتراه قبل وفاتهِ مُنذُ ثلاث سنوات وقال لي عندما أُحِب فتاة آخذها إلى هذا الكوخ،وأيضاً إشتراه يطل على البحر،لقد كان باهض الثمن لذا لم يشتريه أحد،أجمل ما بهِ أنه هادئاً جداً،فقط صوت البحر الذي أمامه هو المسموع.
قفزت ديزي بـ سعادة واحتضنتهُ سريعاً مُقبّلة وجنتهِ وصعدت إلى الأعلىٰ ووجدت غُرفة ذات التصميم الكلاسيكي مُرتّبة ونظيفة يقبع بها في المنتصف سرير واحد كبير.
صعد جونغكوك ورائها ووجدها تقف أمام الغرفة ومقلتيها تتجوّل داخلها ليحاوط خصرها من الخلف وقال بنبرة أشبة بالهمس بجانب عنقها:ما رأيكِ بغرفتنا؟
ديزي:جميلة،لكن لماذا توجد غُرفة واحدة بهذا المنزل بأكملهِ؟
قهقة جونغكوك بخفة وقال بينما يتراقص بها من الخلف:لقد كان تفكير أبي منحرف جداً.
ضحكت مُستديرة لتقرص وجنتها قائلة صارخة بلطافة:لكنك لطيف جداً،تبدو كالأرنب.
عبس كالأطفال عاكفاً شفتيهِ إلى الخارج فتبتسم مُقبّلة أرنبة أنفهِ الحمراء ليردف:لكن إن كُنت أُريد أن أكون منحرف مثلهُ سأفعل.
ضربتهُ بخجل علىٰ ذراعهِ ودنت تقوم بـ تشمير أطراف بنطالها وأمسكت يدهُ تركض إلى الأسفل واتّجهت إلى الشاطئ بحماس وقالت:هذا رائع حقاً!
جونغكوك:ديزي نحن في الليل.
أردف جونغكوك بعدم تصديق وهو يراها تلعب الماء كالأطفال بفرح شديد لتُجيب ببساطة:ما بها صغيري؟
هذا ممتع أكثر من أن يكون في الصباح هيا.
قالت بلهفة شديدة وهي تُشجّعهُ ليبتسم بخبث خالعاً قميصهِ فيصبح عاري الصدر ويركض صارخاً بأعلىٰ ما لديه إليها وبدأ يرش الماء عليها ويضحك ضحكات شريرة لها وحملها يدور بها ويقول:هل أنتِ سعيدة؟
أومأت بلطف شديد واحتضنت شفتاه بقبلة سطحية رقيقة ليدخل بها إلى الماء بينما قدماها تُحيط خصرهِ وبدأ يداعب أنفها الصغير بخاصتهِ مُردفاً:سأفعل أي شئ لأجعلكِ سعيدة ديزي.
إحضتنهُ بأقوىٰ ما لديها ليبدآن باللعب مع بعضهم البعض وكلّ منهما يقوم بـ رشّ الماء على الآخر حتى شعرت ديزي بعدم تواجد جونغكوك ليدبّ الرعب في أوتار قلبها وبدأت تهتف بإسمهِ مع نبرة أشبة بالبكاء.
نادت مراراً وتكرارًا ولكن لم تتلقّىٰ أي رد لتجهش في البكاء تدريجياً صارخة بإسمهِ حتى وصلت إلى بداية الشاطئ تُذرف الدموع بسبب ظهور لها أفكارًا سيئة بإختفائهِ المُفاجئ لتشعر بأنفاس ساخنة تلفح عُنقها لتستقيم بفزع مع أعين محمرة وأنف وردي قائلة:أنا أكرهك حقاً.
تركتهُ وذهبت إلى الكوخ بينما هو يُنادي بإسمها وهي لا تجيب ليركض ورائها مُرسلاً لها عِناق خلفي جاعلاً إياها تتوقّف مُردفاً:آسف كثيراً طفلتي.
قال بين ضحكاتهِ اللطيفة لتستدير بأعين محمرة غاضبة لتقول بحنق:أنت حقاً أرنب شرير.
ليقترب منها يُغلّف وجهها بيديهِ الدافئتين مُردفاً عندما شعر بأنفاسها المُضطربة تلفح بشرتهِ:كيف تُطلقين على نفسكِ قاتلة وأنا أراكِ أرق مخلوقة على وجة الأرض؟
ديزي:لكنّي حقاً هكذا جون،أنا هكذا بالفعل،الشر يختبئ داخلي بفعل من حولي،لا تثق بي كثيراً جون.
جونغكوك:حتى وإن كُنتِ الشيطان ذاتهِ سأعشقكِ وسأعشق إستنشاق رائحتكِ وسأبحث عنكِ في أي مكان تذهبين لهُ،لقد أصبحتِ من ممتلكاتي التي لا يُمكِن التخلّي عنها.
إنهىٰ حديثهِ رافعاً إياها من فخديها لتطوّق خصره ويُقبّلها بشغف كبير لكن فصلتها سريعاً بعد ثوانٍ بعطسة مُصاحبها لصرخة لطيفة أطلقتها ديزي ليقهقة جونغكوك صارخاً:اللعنة لطيفة حد الجحيم،ألم أُخبركِ أننا في الليل ولا يُمكننا النزول إلى الماء؟
هيا لندخل.
أومأت عِدة مرّات كالأطفال وعانقتهِ بنفس الوضعية وهي تشد على خصرهِ ليبتسم ويتحرّك بها مُتجهاً إلى الكوخ بينما يتأمّل ملامحها الدافئة الناعمة عن قرب ليردف دون وعي منهُ:اللعنة كيف سأعيش دونكِ خمس ثواني فقط وكيف سأفعل بكِ هذا؟
قال بملامح فارغة مُنكسرة لتردف هي بنبرة قلقة تتعلثم:وهـ هل تنوي على تركي؟
وماذا تعني بأفعل بكِ هذا؟
جونغكوك:حتىٰ إن نويت أن أترككِ،لن أستطيع،لأنني أنتظر أن أستيقظ من نومي لكي أراكِ.
أنهىٰ كلامهِ بإنكسار مُتنهّداً ودخل بها الكوخ الدافئ وصعد بها بينما هي شاردة وتسند رأسها على منكبهِ تتشبّث بهِ كـ الطفل الذي يتمسّك بأمهِ حتى وضعها على السرير برفق ولم يستقيم بل ظلّ يُحدّق واقترب منها حتى تلامست أنفوهم وكاد يحتضن شفتاها إلى بعطسة لطيفة هربت من ثغرهِ فجأةً لتقهقة ديزي بقوة وأردفت:كلانا أُصبنا بـ نزلة البرد ذاتها.
ضحك بخجل واضح لطيف واستقام مُتّجهاً إلى حقيبة الظهر الكبيرة التي أحضرها وأخرج بعض البيجامات الثّنائية الظريفة.
أخرج ملابسها الداخلية يقذفها في وجهها مُردفاً بحنق:بسببكِ دخلت محل نسائي لإحضار الملابس الداخلية لكِ،لقد كان وجهي كالطماطم وذهبت لدفع المال الجميع نظر لي بخبث،تلك السيدة الشمطاء لن أنساها
حملت ديزي الوسادة وقامت برميها عليهِ بخجل وأردفت:سأذهب أولاً للإغتسال.
جونغكوك:لقد أحضرت بعض البيجامات لنرتديها لكنّها ثقيلة نوعاً ما لتقوم بتدفئتكِ.
ديزي:ماذا عنك؟
أنت أيضاً مريضاً.
جونغكوك:لقد أشتريتِ مُماثلة لخاصتكِ.
همهمت ديزي بإبتسامة ظريفة على ثغرها ودخلت إلى المرحاض بينما هو عطس عطسةً أُخرىٰ ليسمع صوت ضحكاتها بالداخل فور سماعها لجونغكوك ليبتسم لا إرادياً إبتسامة باهتة ويجلس على طرف السرير شارداً.
-----------------------
إستيقظ في الصباح على صوت ضجيج بالأسفل ليستنشق رائحة الطعام فيبتسم كالحمقىٰ بأعين ناعسة مُغلقة ويتثاءب بشعرهِ المُبعثر واتّجه بخطوات غير مُتزنة إلى المرحاض.
نزل وجدها تُحضّر الطعام مُنهمكة كثيراً ليقترب منها مُحاوطاً خصرها وأردف:صباح الخير أرنبتي.
أنهىٰ جملتهِ مُقبّلاً عُنقها طويلاً يستنشقهُ بإدمان لتردف بصوت لطيف:صباح الخير صغيري،سأنهي الطعام بعد دقائق إسترح.
جونغكوك:حسناً،قُبلة وسأجلس.
إستدارت تُكوب وجهه بين يديها وتطلع قبلة طويلة على شفتيهِ وابتعدت مُردفة:والآن هيا إجلس.
أومئ كالأطفال واقترب من الأريكة وكاد يجلس إلا بصوت رنين هاتفهِ في الأعلىٰ يمنعهُ من ذلك فيصعد إليهِ والتقطهُ وكان نامجون.
جونغكوك:مرحباً هيونغ.
نامجون:جونغكوك هل رأيت الأخبار واللعنة!
جونغكوك:لا لم أرىٰ شيئاً،مـ ما الأمر نامجون؟
نامجون:هُناك جريمة قتل رجل الأعمال جونغ نام هذا الصباح،هل هي الفاعلة بحق الجحيم!
نامجون لم يستمع إلى أي رد بسبب شرود الآخر ليغلق جونغكوك المُكالمة دون وعي ونزل إليها بـ تعابير يعتليها الجمود والصمت حتى وقف أمامها يُحدّق بـ مقلتيها مُردفا:هل أنتِ من قتل جونغ نام؟
__________________________________
النهاية~
رأيكم بالبارت💙🔥؟
جونغكوك؟
ديزي؟
توقعاتكم✨؟
لا تنسوا الڤوت والتعليقات اللطيفة بين الفقرات💙.
بـاي نجوم بانقتان💙.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top