اَلْوَرِيِثَةْ
إستيقظت وجدت نفسها بين أحضانهِ لتدفن رأسها داخلهِ أكثر تأبىٰ الأستيقاظ والهرب بالتشبّث بملابسهِ طوال الوقت ليستيقظ عندما شعر بحركتها الخفيفة وتأمّلها بأعين ناعسة طويلاً.
إبتسم بتهكّم وقال عندما تلامست أجبنتهم معاً وتخالطت أنفاسهم:صباح الخير طفلتي.
إبتسمت بعينين فاترتين وأردفت بعدما إحتضنته بقوة:صباح الخير حبيبي،آسفة لأني أيقظتك بحركتي الكثيرة.
إستقام بها برفق شديد وقبل رأسها وكاد يتحدث إلا بها تردف بنبرة جادة مُرتفعة ثابتة:لقد قرّرت جونغكوك،قرّرت ماذا سأفعل بالطفل،سأجهضه،لن أشعر بأنني بخير إذا أتىٰ،سيتعذّب كثيراً إن أتىٰ إلى الحياة،منّي أنا بالذات.
لأني إذا نظرت له سأتذكر كل شئ مرّة أخرىٰ وسيتلقّىٰ تعامل منّي قد يؤلمه،لذا يجب عليّ إجهاضه مهما كلّفني الأمر،كُنت أريد طفلاً أكون سعيدة بمجيئه ويكون منك أنت ويشبهك ليس إبن أتىٰ من إغتصاب والدته في الماضي.
جونغكوك:أنا معكِ في ذلك القرار،ومعكِ دائماً،لكن أتمنّىٰ أن ذلك القرار لا يؤذيكِ بأي شكلٍ من الأشكال.
سوهي:سيؤذيني إن بَقِيَ على قيد الحياة،لذا يجب عليّ إجهاضه وأبدأ حياة جديدة خالية من أي شئ يؤذي كلانا،لا يونهو ولا ديزي ولا جون ولا أي طفل بإستثناء طفل منك أنت جونغكوك،لذا يجب عليّ ذلك،يكفي حزن في حياتنا حقاً،هذا مُؤلم كثيراً.
عانقها بقوة شديدة وقال بنبرة فرحة:أنا حقاً سعيد لأن يخرج منكِ هذا الكلام،لنبني حياتنا الجديدة معاً،أنا وأنتِ فقط،لن أترككِ مرة أخرى في حياتي،أحبّكِ سوهي،أُحبّكِ كثيراً،أنا مُتيّم بكِ،مستحيل أن أترككِ لآخر أبداً،يكفي العيش دونكِ لثلاث سنواتٍ كاملة.
بادلته العناق بإبتسامة مُتّسعة لشعورها ببعض الأمل الذي قد يُنير حياتها الحزينة وأردفت:أنا سعيدة برجوعك إليّ كثيراً،لذا لا تذهب بعيداً مرّة أخرىٰ.
جونغكوك:لا لن أفعل أبداً فقط إبتسمِ ولن أذهب أعدكِ حتى الموت والآن هيا،أليس كان لدينا موعد كُنّا على وشك الخروج إليه بالأمس،لكن سوهي؟
فصلت العناق بإستفهام وهي ترفع رأسها بالكامل لتستطيع النظر إليه نظراً لقصرها البالغ وأردفت:لكن ماذا؟
جونغكوك:هل شعرتِ بالقيئ أو الإعياء وألم في الرأس والمعدة مُنذُ متىٰ؟
سوهي:لا أعلم مُنذُ ثلاثة أسابيع تقريباً،لقد ظننته أرهاق بسبب ما مررنا بهِ من عواقب ومشاكل مُتتالية،لكن لم أكن أتوقع أنني حامل أبداً،تجاهلت الأمر ولم أرد إشغالك بسبب ما كنت تعمل لأجلهِ،لكن أنا حامل بالفعل.
كوّب وجهها إليهِ بين كفّيه الدافئين وقال:عندما تكوني على إستعداد لإجهاض الطفل،إخبريني قبلها،وأنا سأقوم بفعل كل شئ وتحديد موعد العملية متىٰ ما شئتِ،وأيضاً تلك الطبيبة مُتفاهمة جداً،من الممكن أنها
ستساعدنا في الأمر،لذا إبقِ مُسترخية،حسناً؟
أومأت بخفة وإبتسمت تُقبّل أرنبة أنفهِ بلطف شديد ليُشابك يدها بقوة ويسحبها نحوه أكثر حتى تلامست شفاههم يستنشقون أنفاس بعضهم بتخدّر ويداعب أنفها برقّة ثم قبّل شفاهها العلوية سريعاً دون وعي لكن قاطعه صوت رنين هاتفهِ المُتعالي.
فتح عيناه وألقىٰ اللعائن على المُتّصل ثم إلتقط الهاتف قائلاً:هوسوك ألسنا في أجازة؟
لا عمل صحيح؟
هوسوك:لا عمل لكن...قُم بتشغيل التلفاز على قناة الأخبار.
أنزل الهاتف تدريجياً وشابك يد سوهي ساحباً إياها إلى الأسفل ليُشعل التلفاز حتى ظهرت صورة سوهي ويونهو بينما يتحدّثون على برائة كيم ديزي وإعدام القاتل الحقيقي كيم يونهو بالتّهم المُنسبة إليه.
تبسّم جونغكوك بفخر ووقف أمام التي تقف في دهشة من الأمر وقالت:هُم مُحقّين جونغكوك،أنا لست القاتلة صحيح؟
أومئ لها ببرائة ووقف أمامها وعلامات الدفئ والسعادة مُنتشرة بطلاقة على محياه الحاد لتردف سوهي بعدم تصديق وهي تضحك بصدمة:أنا حقاً لم أقتل هؤلاء الرجال؟
ولم أقتل أباك وكُنت طوال هذا الوقت مظلومة؟
حاوط خصرها وابتسم بلطف لها مُجيباً:نعم صغيرتي،لستِ من قتلهم،لستِ من قتل أبي أو أيٍ منهم،أنتِ بريئةٌ تماماً من أي جريمة قد إتهمتِ بفعلها،كيم ديزي ليست القاتلة.
بدأت تذرف الدموع بسعادة وأردفت بينما تُلوّح بيديها في كل مكان:لم أكن مستوعبة ما كان يقوله يونهو يومها بشأن برائتي،لقد كنت غاضبة وحزينة فحسب لكن الآن الجميع يعلم أنني بريئة صحيح؟
جونغكوك:لن تذهبِ إلى مراكز الشرطة مرة أخرىٰ بسبب قصية قتل.
سوهي:هـ هل هذا يعني أنني لست منبوذة بين العالم،ولن يراني أحدٌ بخوف أر رهبة تجاهي أبداً؟
جونغكوك:نعم سوهي،أنتِ أبرئ إنسانة على وجة الأرض،لن ينظر أحد لكِ بإستحقار أو بخوف أو رهبة بعد الآن،ستسيرين وأنتِ مرفوعة الرأس مُبتهجة دائماً دون أن يُزعجكِ أحدّ بنظراتهِ.
إنقضّت عليه تُعانقه بقوة وهي تبكي بسعادة غامرة وقالت:لن يأتِ أي رجل لقتلي أو تهديدي.
جونغكوك:نعم حبيبتي،وإن حدث أنا سأقتله،عانقيني أكثر طفلتي.
شدّت على خصرهِ بقدماها بقوة وأردفت:كل شئ أنا سعيدة بـ حدوثهِ أنت السبب فيه جونغكوك،أحبّك وأعشقك كثيراً.
أنهت حديثها تُقبّله بقوة مما سبّب دغدغات لطيفة في قلب الآخر وهو يُبادلها مُستسلماً بعد أن قامت بتخديرهِ خلاف قُبلتها.
قاطع لحظتهم طرق الباب المُنتظم مما جعل الإثنان يفصلان قُبلتهم وينظران لبعضهم بتعجّب ثم إقترب جونغكوك من الأريكة ووضعها برفق شديد قائلاً:إبقي هُنا حسناً؟
أومأت ببرائة ليبتسم بهدوء واتجه إلىٰ الباب بعد أن تغيّرت ملامحهِ بالكامل وأصبحت أَحَدّ ثم قام بفتحهِ حتى وجد رجل في العقد الثالث من عمرهِ ويضع نظّارت دائرية مُمسكاً بملف بهِ العديد من الأوراق وقال:منزل الآنسة لي سوهي؟
زحفت سوهي عندما سمعت إسمها تردّد إلى مسامعها حتى وقفت بجانب جونغكوك وهو يقول:نعم من أنت؟
إنحنىٰ الآخر بإحترام وهدوء مُردفاً وهو يمد يدهِ لمُصافحة جونغكوك:تشرّفت بمعرفة سيد جون،أنا سونغ مي،مُحامي عائلة لي.
إتسعت عين الأخرىٰ بخفة وقالت:سيد سونغ مي،لقد كُنت أراك كثيراً مع يونهو،من الجيد مُقابلتك مرّة أخرىٰ.
إنحنىٰ لها بخفة ليردف جونغكوك وهو يُزيح للآخر مكان للدخول:تفضّل بالدخول.
دخل سونغ مي و ورائهِ الإثنان حتى جلسوا معاً وأردف سونغ مي:بما أنّك رجل تعمل في القانون ولك علاقة بالآنسة سوهي سيد جون سأتحدّث بأريحية.
جونغكوك:نعم من فضلك.
سونغ مي:آنسة سوهي لقد أتيت إلى هُنا لتسليم جميع مُمتلكات السيد كيم يونهو لكِ،بما أنّكِ الوريثة الوحيدة له.
سوهي:مـ ماذا؟
الوريثة؟
يونهو مات وهو ليس لديه أي ورثة،لأنّي لست إبنتهِ الحقيقية.
سونغ مي:أعلم آنسة سوهي،لكن أنتِ الوحيدة الأحق بـ مُمتلكاتهِ.
جونغكوك:يونهو ليس أباها لكي ترث منه شئ،لقد زوّر أوراق تحليل الحمض النووي لكي يجعلها إبنتهِ.
سونغ مي:لقد قُلتها بنفسك سيد جون،زوّر التحليل،لا يُمكن أحد تكذيب كون سوهي إبنتهِ لأن الأوراق الحقيقية كانت بحوزة يونهو،ويونهو مات وإلى الآن الأوراق مُختفية.
حتى إن لم تكن إبنتهِ،يونهو فقط شخصٌ من العامة قام بالزواج من السيدة لي وليس لديه أي حق بأخذ مُمتلكات السيد لي الحقيقي الذي مات من أكثر من عشرين سنة.
من يستحق أخذ ميراث السيد لي الأصلي هي سوهي،لأنّها إبنته،كان العالم بأكملهِ يعلم كون سوهي إبنة يونهو،لذا لن يستطيع أحد منع سوهي من أخذ الميراث لأنّها الوريثة الشرعية الوحيدة من عائلة لي.
جونغكوك:وما هو الميراث؟
سونغ مي:شركة السيد لي التي كان يُديرها قديماً قبل ولادة سوهي والتي لا زالت قائمة تحت أمر يونهو وثروة مالية تتعدّى المليارات،قام يونهو عندما تزوّج السيدة لي بأخذ هذه الأموال من حساب السيد لي بعد موتهِ ووضعهم في حسابهِ الشخصي.
سوهي:مـ مليارات؟
هل تمزح؟
سونغ مي:لا آنستي،السيد لي كان رجل أعمال مشهور ومحبوب من العالم كلّه،لقد أقام شراكة مع شركات أمريكية ضخمة لكونه جيد في تلك الأعمال،شعر بموتهِ القريب لذا قام بكتابة جميع أمواله وممتلكاتهِ لكِ،وأيضاً قبل موتهِ أوصاني بإرسال لكِ رسالة عندما يحين الوقت لذلك.
مدّ ظرف أبيض اللون لتأخذه سوهي وتضعه بين أحضانها ليردف جونغكوك بنبرة ثابتة:شكراً لك على هذا.
سونغ مي:على الرحب سيدي،وآنسة سوهي إن كُنتِ تُريدين أن تبدأي في إدارة شركة أباكِ الآن إذا أردتِ سأساعدكِ فقط هاتفيني،أتمنى لكم حياة سعيدة،شركة السيد لي وأنا تحت خدمتكِ آنستي.
وقف سونغ مي ليقفان الإثنان معاً وانحنوا لبعضهم بإحترام وخرج لتُعانق سوهي خصرهِ بينما تتشبّث في الظرف بأناملها وقال جونغكوك:هل أنتِ بخير حبيبتي؟
أومأت سوهي بيأس وشدّت على خصرهِ بقوة وهي تتمسّح بهِ كالجراء:أتمنّىٰ أن يكون أبي نائم في سلام،كان من الجيد أنّه مات،حتى لا يرىٰ أي شئ سئ في هذا العالم.
جونغكوك:ولكن إن لم يمت كان سيرى طفلتهِ الجميلة والشجاعة والتي مرّت بـ صعوبات لن يتحملها إنسان،أحسنتِ طفلتي.
فصلت العناق مُبتسمة ووقفت على أطراف قدميها تُقبّله بلطف شديد ولكن تذكّرت الظرف في يديها ثم قالت:يجب عليّ قرائتهِ.
أجلسها جونغكوك على الأريكة وقبّل رأسها قائلاً:حسناً،أنا سأذهب الآن،إعتنِ بنفسكِ.
أمسكت بيدهِ سريعاً وقالت بحزن:هل ستذهب؟
يُمكنك البقاء معي لقرائة الرسالة،أنت حبيبي لا بأس،أبي لن يحزن لأنّه يعلم أنني أُحبّك ولا بأس بذلك.
إبتسم كالأبلة وأومئ سريعاً وجلس بجانبها بينما الأخرىٰ شرعت في قرائتها بإهتمام.
"طِفلتي الصغيرة التي لم تأتي بعد،لا أعلم بماذا أُناديكِ لأننا أنا ووالدتُكِ تشاجرنا كثيراً ماذا نقوم بتسميتكِ،أنا كُنت أُريد ديزي وأُمكِ سوهي،لذا سأُناديكِ ديزي.
حبيبتي وإبنتي الوحيدة،أعلم أنني الآن أقبع تحت التراب،لذا أُريدكِ أن تكوني بخير أنتِ و والدتكِ،لقد فارقت الحياة وأعطيت لكِ كل شئ وإسعادكِ كما ينبغي الأب أن يفعل،أتمنى لكِ حياة حُرّة سعيدة ديزي،أريد مِنكِ أن تزوريني كثيراً وتتحدّثي معي لأنّي سأسمعك.
أتمنّىٰ أن تكوني شُجاعة صغيرتي،أنتِ بالتأكيد الآن ناضجة وتعلمين كيف تتخطّين المصاعب التي ستواجهكِ،أُريدكِ زوجة صالحة ولا تستغني عن من تُحبّين،إلى اللقاء زهرتي اللطيفة."
أجهشت سوهي في البكاء عالياً وارتمت بين أحضانهِ وقالت بين شهقاتها:أتمنّىٰ أن يكون بخير جونغكوك،لم أراه مرة في حياتي،أنا حتى لا أعلم شكلهِ أبداً.
جونغكوك:لكِنّكِ فعلتِ كل ما طلبهِ منكِ والدكِ،تحلّيتي بالشجاعة وكُنتِ حبيبة وإبنة صالحة،لا تحزنِ يجب أن تكوني سعيدة لأنه يُحبّك حتى قبل أن يراكِ.
فصلت العناق ومسحت دموعها سريعاً وأردفت بينما تبتسم بإنكسار وأعين دامعة:هل تعلم لماذا غيّرت أسمي لديزي؟
لأن أمي عندما كُنت صغيرة كانت أحياناً تقوم بـ مُناداتي ديزي.
عندما أسألها لماذا كانت تُخبرني بأنّ هذا الإسم شخص عزيز كان يُحب مُناداتي بهذا الأسم،لأنني كُنت كالزهرة بالنسبة له.
كُنت أُريد معرفة ذلك الشخص بشدة وكُنت أُحبّه دون حتى معرفة من هو،لهذا إخترت إسم ديزي كـ إسم مُزيّف،لكن لن يصبح مُزّيف مرة أخرىٰ،إسمي هو ديزي.
فقط أنت يُمكنك مُناداتي بسوهي،وأنا سأُدير شركة أبي خلفه،وسأجهض الطفل وأبني حياة جديدة معك كما ينبغي.
إستقاما معاً ليفتح جونغكوك ذراعيهِ مُبتسماً بفخر وسعادة فتبتعد سوهي عنه قليلاً ثم تأتي إليه راكضة وقفزت مُتسلّقة جسدهِ القوي الرجولي واحتضنت خصرهِ بقدماها بشدة.
أردف جونغكوك بينما يُحدّق بها مُبتسماً إبتسامتهِ الأرنبية ويُربّت على ظهرها كالطفلة:ها نحن صغيرتي.
_________________________________
النهاية~
رأيكم بالبارت💛؟
جونغكوك💛؟
سوهي💛؟
لا تنسوا الفولو والڤوت والتعليقات اللطيفة بين الفقرات كيكاتي💛.
بـاي نجوم بانقتان💛.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top