PART 9
اختفت الشمس تحت طبقة من الغيوم التي أضحت بلون شعاع من النور الممتزج بالاحمر الخافت و البرتقالي المشع باللون الاصفر الذهبي ليبدأ القمر بالظهور مكان الشمس لينير عتمة الليل الحالكة ..
كان قد مر شهر علي تلك الحادثة .. اختفي فيها ميكايل مع اختفاء زين الذي لم يجد أحد أثراً له .. رايان كاد يجن حقاً لإختفائه هذا .. ماكس بالكاد أوقف إبنه عن البكاء لأجل صديقه و قام بوعده انه سيجده مهما حدث .. جوناثان أصيب بصدمة و أرقدته بالمشفي ليومين و خاصةً بعد إكتشافه لشئ فات عليه الاوان لإكتشافه و معرفته فقد فقده لمرتين و هذا الشئ ان زين .. يكون الابن المفقود له و التي تخلت عنه ايزابيلا بتلك القرية !!
خطوات حذرة تسللت بمكان أشبه بميناء مهجور تكاثرت به السفن المحطمة و بوسطها توقف ذلك البناء ذا الطابقين الذي يضحي انه بُنيَ قبل عشرات السنوات .. الظلمة الحالكة كانت تثير جو من الرعب حتي لا يتجرأ احد و يأتي لهذا الميناء القديم الذي يعجه مجموعة من السفاحين و القتلة المأجورين كما انه احد المقرات الرئيسية لاكبر العصابات إجراماً في الدولة .
الاهم من ذلك و من الجنون ايضاََ هو ظهور ذلك الرجل ملتحفاً بالاسود بكامل جسده بينما يتسلل بهدوء و حذر شديد مقترباً من ذلك البناء ليتوقف مختبئاً و راقب بعيناه هذان الرجلين الضخمين الذان يحتسيان الخمر و النبيذ و تتعالي ضحكاتهم القبيحة ليظهر علي ملامحه ملامح التقزز و لكنه عاد لهدوءه ليبدأ بتسلله لداخل البناء بينما يتخطي الجميع ببراعة شديدة و توقف بعد مدة من دخوله أمام ذلك الباب الحديدي الصدئ .
جال بعيناه بحذر شديد بالمكان يتفقده من وجود احد هنا ليقوم بفتح الباب بحذر أشد ليدخل و تظهر معالم التقزز علي وجهه من هول ذلك المنظر الذي تقشعر له الابدان و رغم ذلك دخل مسرعاً بعد ان تأكد انه لا وجود لأحد بالداخل او الخارج ..
و بوسط ذلك الظلام و رائحة الدماء و القاذورات المنتشرة كان يستند علي الحائط بظهره يضم قدميه لصدره و يحيطهما بذراعيه التي تظهر عليهما اثار التعذيب و يدفن وجهه بينهما بينما مظهره كان مبعثر بشدة و اثار التعذيب علي كامل جسده و بالكاد كان يرتدي ملابس تخفي تلك الجروح و الكدمات بجسده .!
اقترب صاحب الملابس الداكنة منه ليجثو أمامه بصدمة و حزن شديد ظهر بمعالم وجهه ليرفع يديه بحذر و وضعها علي كتف من امامه ..
الا ان حركته تلك جعلت الاصغر ينتفض بذعر و تزداد انفاسه بإضطراب بينما يحدق بوجهه و أرتجف جسده بخوف بينما يهتف بخوف شديد و صوت خافت مبحوح : أرجوك .. أرجوك لا تؤذني مرة أخري .. لن .. لن افتعل شئ بحق نفسي ..
أحاط رايان كتفيه بيديه ليقربه محاولاً تهدأته بصوت خافت : إهدأ .. إهدأ زين هذا أنا لا تقلق .. أقسم لك هذا انا رايان .
:_را .. رايان ؟!!
همس بها بعدم تصديق بينما يرفع عيناه الرماديتين لتلتقي بعينان الاكبر السوداء لتنطلق دموعه و رسم ابتسامة يائسة فاقدة للأمل علي وجهه ليقول بصوت غير مصدق : انت كاذب .. لا احد يقربني .. انا وحيد و لا احد يتقبلني و ليتهم فقط يتركوني لأموت ..
أوقفه رايان عن اكمال حديثه فقد لاحظ مدي و صوله لحافة الانهيار و المرض بسبب ما حدث له من هؤلاء المجرمين .. لقد لازم هذا المكان لشهر يتلقي أسوأ انواع التعذيب النفسي و الجسدي غير مراعيين لعمره الصغير .. غير مراعيين كونه مازال طفلاً مراهقاً ! .. هو بالكاد استطاع ايجاده بفضل احد رفاقه الذين يعملون بالتهكير ليأتي الي هنا بمفرده دافعاً للخطر عرض الحائط و فقط لإيجاد اخيه الصغير الذي اكتشف انه شقيقه التي تخلت عنه والدتهما بشكل بشع و حقاً لقد بدأ يكن لها اشد انواع الكرة لما فعلته بهم .
احاط وجهه الشاحب بيديه و ابتسم بهدوء يتخلله الحزن ثم تحدث بنبرة حانية بينما يحدق بعيناه الرمادية و يقرب وجهه منه بخفه : اسمح زين .. اسمعني اخي الصغير .. كل شئ سيكون بخير انا معك و سنخرح من هنا دون مشاكل و لكن .. انت فقط اهدأ و لا تفكر بالخوف .. انا معك الان .
كلماته طمأنت زين الذي حدق به بهدوء شديد ليبتسم رايان بحزن و قربه له ليقوم بحمله و الاصغر دفن وجهه بكتفه و اغمض عينيه بإرهاق و همس : لا تخذلني اخي .
دخلت كلماته البسيطة تلك بقلب رايان و الذي اكفهر وجهه بغضب شديد علي ما وصل اليه شقيقه الصغير و لكنه أجّل الامر قليلاً الي حين خروجه من هذا المكان القذر .
تسلل بالخارج بهدوء و دقات قلبه تدق بقوة خائفاً حقاً من رؤية احدً له و ما إن تأكد من عدم وجود احد حتي تسلل بخفه و ما هي الا دقائق حتي وصل للخارج و لكنه تسمر بعيون متسعة و كاد يشهق حقاً بتفاجؤ الا انه تمالك نفسه باللحظة الاخيرة و إختبأ سريعاً خلف البناية بمكان مظلم حتي لا يراه احد .
اختلس النظرات بحقد بينما ينظر لسيتو الذي نزل من السيارة و وقف يتحدث مع رجاله ليتنهد رايان بضجر و أخذ ينظر حوله في محاولة ليجد مكاناً يهرب منه بزين قبل أن يكتشف ذاك الرجل امر هروب اخيه .
انزل بصره علي وجه زين و ابتسم بحزن حين رآه مغمض العينان و متشبثاً به بصمت رغم انه مستيقظ ليقترب من وجهه يهمس بحنو : لا تقلق صغيري سيكون كل شئ بخير .
لم يتلقي رداً سوي بأظافر الاصغر تشد علي سترته من الخلف ليحدق به قليلاً و من ثم نظر بجدية امامه ليقف و يهرب متسللاً .
----
كانت قد اصبحت الساعة العاشرة مساءاً و رايان لم يعد للآن و هذا كان يقلق جوناثان الذي لم يكن يعلم أين يكون ابنه لهذا ظهر توتره بسيره ذهاباً و إياباً بصالة القصر و بين الفينة و الاخري ينظر لباب القصر المفتوح بأمل عودته سالماً ..
خطوات هادئة انسابت لسمعه ليلتفت بلهفه و ما ان رآهما حتي احتلت الصدمة عقله و توسعت عيناه بغير تصديق و هو يحدق برايان تاره و تاره اخري يحدق بصغيره .. صغيره الذي كان يبحث عنه منذ سنوات .. صغيره الذي علم من يكون بعد فوات الاوان .. صغيره الذي كان قد فقد الامل بعودته .. الان ابنه الاكبر يحمل ابنه الاصغر ذو الهيئة المبعثرة و الابتسامة علي وجهه ؟!!!
اقترب رايان ليتنهد قائلاً بنبرة هادئة : لقد عدت .. عدت بأخي يا أبي .. لقد عاد .
فتح زين عيناه بهدوء و تمسك بيده طرف ياقة رايان و همس بندم : انا اسف ..
لم يعلم الاثنان لما يتأسف و لكن جوناثان اقترب منه ليأخذه من بين يدي رايان و جلس أرضاً معه يحضنه بقوة بسيطة حتي لا يؤلمه و يتحدث بكل ذرة ندم و حزن داخله : انا من يجب ان يتأسف صغيري .. انا الذي يجب ان اعتذر لاني لم اكن اعلم انك ابني الصغير .. انت صغيري الذي ولد دون ان اراه .. انا اسف لكل شئ .. سامحني صغيري ..
نزلت دموعه و تساقطت علي خد ابنه الذي رفع بصره بعيون شبه مفتوحة يحدق بعيناه بتسائل و ضياع ، فابتسم جون بحزن و ابعده ليحيط وجهه بكفيه و اضاف : ألم تفهم بعد ؟ .. حسناً انت ابني .. انت من لحمي و دمي يا زين .. لقد ولدت دون ان اعلم و اخبروني انك مت قبل ان تولد .. لهذا انا اعتذر منك لاني لم اكن اعلم انك بخير و انها تخلت عنك بذلك المكان ..
صمت ليبتسم بحزن اكبر و رفع يده يبعد بها خصلات شعره السوداء بينما ينظر لوجهه الشاحب و اردف : لقد كنت ابحث عنك خلال اثنا عشر عاماً بعدما علمت انك تم تخلي عنك امام احد المنازل و الان لقد عدت الي .. عدت و لن أجعلك تبتعد أبداً .. أنت اصبحت عائلتي الان زين الصغير .
كلماته تلك لم يكن يستوعبها .. هل اصبح لديه والداً يحبه ؟! .. من تخلت عنه أهي والدته ؟! .. هل كانت حياته مجرد كذبه ؟! .. هل الصدفة جمعته بعائلته الحقيقية ام القدر ؟! .. هل اصبح لديه اسرة كما كان يحلم ام هو ما يزال يحلم ؟! .. هو حقاً متعب و كثيراً .
أغمض عيناه بإرهاق بحضن والده فيما تقدم رايان ليجلس بجانبهما وقال بخفوت : أبي إتركه الان انه متعب .
نظر جون لابنه رايان و إبتسم بألم و حقد : انا لن اسامحها ابداً لما افتعلته يداها بحق شقيقك .. ألا يكفيها ما فعلته معنا ؟!
وضع رايان يديه يشد بهما علي كتفي والده بخفه و قال : اهدأ ابي سيحل كل شئ بالتأكيد ثم اترك هذا الامر لاحقاً و نهتم بزين جيداً .
عقد جبينه بعدم فهم لأخر جملة قالها رايان و سأل : ماذا تقصد ؟
قهقه رايان بخفه ليتحدث بسخرية مبطنة بألم و حزن : يبدو انك كبرت يا ابي لهذا لم تستطع التشخيص كما قبل ان تتقاعد .
تنهد جون بخفه و حزن و نظر لزين الذي غفي في حين تحدث رايان بحزن يتخلله الحقد : ابي يبدو انه يعاني منذ مدة من اعراض الاكتئاب ويبدو انه حاول الانتحار كثيراً و لكن هم كانوا يرفضون موته و يعذبوه هؤلاء الاوغاد ..
عقد جون جبينه بحقد داخلي كبير فيما اضاف رايان بألم و شرود بينما يحدق بزين : لهذا يجب ان ننتبه له جيداً من هذه اللحظة .
------
انسابت الغيوم لتخفي معالم الشمس الذهبية و بدأت حركة الهواء تشتد اكثر و أكثر منذرة بهبوب عواصف الشتاء كما ان السماء بدأ يتساقط كرستالاتها الفضية لتضفي جو من الراحة و السلام علي قلوب من في المدينة !!
انفتحت عيناه الرمادية بعد صراع طويل مع الكوابيس و شرد بعيناه بتلك الكرستالات الشفافة التي تتساقط بكل هدوء و روية علي ارض العاصمة بينما يتذكر كلمات جوناثان و رايان يوم أمس ليبتسم ابتسامة هادئة تتخللها مشاعر كثيرة !
:_ هل ستستسلم بعد كل تلك الاحداث يا زين ؟
خرج زين من شرودة و اعتدل بجلسته علي السرير يحدق بالفتي الذي يشبهه بهدوء ليتحدث بجبين معقود و صوت خافت : و من انت لتسألني ؟
ابتسم الفتي بخفة و رد : ألا يمكنني السؤال بما انني انعكاسك و مشاعرك الداخلية ؟
صمت زين وظهر علي ملامحة العجز فيما اضاف الفتي : زين ألن تستسلم الان ؟
توتر زين و ظهر الغضب علي ملامحه و تحدث بخوف : لا استطيع انا خائـ...
قاطعه الفتي بلا اهتمام فعلي : انت جبان ..
رفع زين بصره له بدهشة و أحس بالاهانه فيما اضاف الفتي بحدة و بنبرة غاضبه بينما يزداد وجهه ظلاماً : جبان .. مازلت جبان يا زين و ستظل جبان الي اخر حياتك .. لن تتغير مازلت احمق .. لا احد سيبقي للنهاية بقربك .. الجميع سيتخلص منك في اول خطوة لهم .. الجميع سيخذلونك لانك ضعيف .. يازين !
انزلقت دموعه بخفه و سأل بألم بينما يحيط جانبي رأسه بحزن : ماذا أفعل اذاً ؟
ابتسم الفتي بخبث و بدأ دخان اسود يلتف حوله بينما يهمس بخبث شديد : تخلص من حياتك .. ستكون اول خطوة للسعادة يازين .. أراك بالعالم الاخر .
اختفي شبحه و نظر حوله بالغرفة الشبه مظلمة بهدوء و كلام شبيهه يتكاثر بعقله و تتكاثر افكاره المظلمة بداخله .
غادر السرير بهدوء و اقترب من درج الخزانه الصغيره و بدأ يعبث بها بإضطراب و قلق حتي انه لم يلقي بالاً علي ملابسه التي غيرها له رايان بل ظل يتنقل من هنا و هناك يبحث عن شئ حاد و ملامح الذعر تطبع علي وجهه و يردد انه ليس" بـجبان " و كأنها نهاية العالم اذا لم يجد شئ حاد يؤذي به نفسه .!!
كان كالمجنون بينما يبحث و يبحث و يبحث دون أي فائدة ليتوقف يتنفس بقوة و بدأ العرق يتصبب من جبينه و جسده لتظهر ملامحه الغاضبه ليقوم برمي كل شئ بينما يصرخ بقوة و هيجان و بدأ بتكسير كل شئ امامه و رميه و صرخاته الغاضبة و الحزينة تعلو اكثر و أكثر ..
امسك بطريقه احدي المزهريات ليقوم برميها بقوة لتصطدم بالمرآه الكبيرة بالغرفة لتتكسر ، و تساقط زجاجها علي الارض مصدراً صوتاً عالياً ليتوقف يتنفس بقوة و قد تناثرت خصلاته الكثيفة بفوضويه مغطية نصف وجهه .. فقط اظهرت عيناه المتعبتين !
جر خطواته ناحية الزجاج ليجثو عليه متجاهلاً ألم جسده و جروحه القديمة و الحديثة ليقوم بإنتشال إحدي قطع الزجاج بيده ورفع معصمه الاخر و الذي ظهرت به تلك الندبة القديمة و ابتسم بسعادة كونه وجد ضالته ..
ما كادت تلمس قطعة الزجاج جلد معصمه حتي اختفي النور من عيناه بعد ان غطتها يد رايان الباردة ففزع و اسقط الزجاجة من يده التي ارتفعت تحيط يد الاكبر تحاول نزعها و لكن رايان لف ذراعة الاخر حول خِصر الاصغر ليقف و يوقفه معه و همس بأذنه : اخبرتك ان تهدأ ألم افعل َ؟
هدأ زين و ابعد احدي يديه عن يد رايان بينما الاخري استقرت علي يده و انتقلت الاخري ليد رايان المثبته حوله يتحسسها بخفه و كأنه يحاول ان يؤكد لنفسه ان رايان هو من بجانبه الان و قبل ان ينطق تحدث رايان بخفه : اغمض عيناك و لا تفتحها دون ان اعطيك الاذن بذلك زين .
استغرب زين و لم يسأل بل فعل ما طلبه رايان و أومأ بإنصات ليبتسم رايان بهدوء و لكنه لم يتركه بل ظل مغلقاً عيناه و ذراعه تحيطه و تحدث موجهاً حديثة لوالده الذي دخل معه و ورائه الخدم : لا تقلق أبي اذهب و ارتح قليلاً و انا سأتصرف ثق بي .
ابتسم جون و نظر لهما بهدوء و حزن ليغادر ، فرغم انه يشعر بالقلق الشديد و أراد ان يتفقد صغيره الا انه يثق بتصرفات ابنه و عقليته التي تجعله يفخر به دوماً .
حين ذهب تحدث رايان يسأل بابتسامة هادئة : هيا يا زين أتريد ان تري مكاناً جميلاً .
:_ ما هو هذا المكان ؟
سأل زين بهدوء بينما يسند مؤخرة رأسة علي رايان الذي ابتسم و أجابة بغموض : ستعلم قريباَ .
لم يتحدث زين ولاذ بالصمت في حين سار به رايان بهدوء لمكان ما ..
بعد دقائق كان يقف معه بحديقة منزله المفعمة بورود الطبيعة الخلابة و قبل ان يبعد يده عن عيناه تحدث : زين هل تتذكر حين أخبرتك انظر للجانب المشرق ..؟
هز زين رأسه بصمت فابتسم رايان و اضاف بينما يبعد ذراعه عن احاطة جسد زين : انزل يدك و تحسس ما امامك و اخبرني ما تشعر ؟
فعل زين ما طلبه بتردد و إنخفض قليلاً و رايان لم يتركه بينما الاصغر يتلمس تلك الورود و لم يتعرف علي ماهيتها ؟
إعتدل بوقوفه و اخفض وجهه و تحدث بيأس و حزن : لا اعلم ما هي ؟ .. لا اري شئ و هذا شئ مزعج .
لم تزل ابتسامة رايان و الذي ابعد يده هذه المرة عن عين الاصغر بينما يتحدث : انظر اذاً ..
رمش زين بخفه يحسن من رؤيته فهو لم يري النور لفترة طويلة و ما ان رأي الازهار و الحديقة حتي شهق و غر ثغرة عن ابتسامة واسعة فهتف : رائعة .. انها جميلة .
ضحك رايان بصوت هادئ و تحدث بينما يدفن يداه بجيبيّ بنطاله الاسود : حين تدع نفسك تري الظلام و لا تفتح عيناك علي النور فلن تعلم ابداً ما معني الجانب المشرق في الامر .. الامر بسيط دقق النظر فقط علي الايجابيات والامور المشرقة التي تحبها .. احصي نعم الله عليك و عندها ستعلم ما معني ان تشرق .
حدق زين به بهدوء و كلماته تدور و تدور بعقله في حين اكمل الاكبر بخفه : الماضي سيكون نقطة ضعفنا دائماً و لكننا يمكننا ان نجعله نقطة قوتنا بأي لحظةٍ كان .. لهذا ..
هبط أمامه و إبتسم بينما يحيط كتف الاصغر بكفيه : أريدك ان تشرق دائماً و ان لا تدع الماضي يؤثر عليك .. إبدأ صفحة جديدة مع نفسك قبل الجميع .. انظر لم اكن اعلم ان لي اخاً اصغر و لكن القدر يضعنا بمواقف تجعلنا ندرك ما حولنا و الان انا اصبح لي اخاً اصغر و سأزعجه دائماً .. لذا تحمل إزعاجي أخي الصغير ..
انهي حديثة بمزاح و ضحكة عذبه لتترقرق الدموع بعين الاصغر و هبط يحتضن شقيقة بألم و حزن و بدأ بالبكاء قائلاً من بين شهقاته : اعتذر .. لن افعلها مجدداً .. شكراً لك أخي .. شكراً لدعمك لي ..
شدد رايان علي عناقه و ظل يمسح علي شعره بخفة لمدة ليست بقصيرة من الوقت ثم تحدث : حسناً ستجهز نفسك لاحقاً حتي اجعلك تري المكان الذي اردتك ان تراه .
*
*
*
يتبع...
و .... لن أتحدث !☺️
هذه فقط البداية لأحداث جديدة 🙂
رأيكم ؟
الي اللقاء ❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top