Part 7
هذا يشبه توماس 👆
---
توقفت سيارة أجرة أمام ذلك القصر فائق الجمال ذو التصميم الانيق .. كيف لا و صاحبه من أكبر المشاهير في عالم الطب ؟!! و من اغني العائلات ؟!!
نزل من السيارة يرتدي ملابس عادية ليشاهد بعينيه ذلك القصر ليبدأ بالتقدم بهدوء و ملامح باردة و لم يتوقف عن السير بينما يقتحم القصر ليوقفه احد الحراس قائلاً : انتظر يا سيد من تكون ؟
نظر له ميكايل بهدوء ليرد : جئت لكي ابحث عن ابني .
عقد الحارس جبينة ليرد بهدوء متذكراً ما امره به جوناثان منذ فترة : اي ابن ؟ .. يا سيد لا يوجد احد هنا غير السيد جوناثان و ابنه دكتور رايان .
اغتاظ ميكايل و رفع صوته بغضب :_أريد رؤية ابني فوراً .. لن اذهب من هنا قبل أخذه .
حاول الحارس اعتراض طريقه و لكن الاخر دفعه ليدخل للقصر و يتوقف ينظر للثلاثه و لكنه سلط انتباهه علي زين الذي انتفض من مكانه يحدق به بصدمة و خوف ليشعر بالاستياء و لكنه ابعد ملامح الغضب والاستياء من وجهه حين تحدث جوناثان بحده : لما انت هنا ؟ ..
قاطعه ميكايل بهدوء مفاجئ : علمت ان ابني زين هنا و قد كنت قلقاً بشأنه و لهذا جئت لأعود به للمنزل سيد جوناثان .
جوناثان يعرف جيداً انه يكذب و لكن هو لا يستطيع منعه من أخذه لزين ابداً ، فلا يحق له فعل ذلك لهذا صمت و نظر لزين و الذي فهم نظرته لتتوسع عيناه بإعتراض ، و صمت بينما يتراجع خلف رايان و الذي نظر له بهدوء شديد بدون ان يتحدث .
ابتسم ميكايل ابتسامة مزيفة بينما يقترب من زين قائلاً بلطف مزيف : زين .. بني تعال لقد اشتقت لك كثيراً ..
لم يجد زين سوي التمسك بقميص رايان و كأنه الشئ الوحيد من سينقذه .. و كأنه هو الذي لن يخذله ابداً .. ملاذه الوحيد !! ،... ليهمس برجاء مشبع بالكثير من الخوف و الهلع : ارجوك .. لا تجعله يأخذني .. رايان لا تفعل .
شد اكثر علي سترة رايان السوداء لينظر له الاخر بقلق ، فماذا سيفعل حقاً لمنع ميكايل من اخذه ؟ .. و لما كل هذا الخوف منه لوالده ؟!!
توقف ميكايل قليلاً ، فماذا سيفعل و كيف سيأخذ زين و هو حتي لا يتقبل ان يذهب معه ؟
:_ زين هل تخاف من والدك ؟ .. انا لن افعل لك شئ بني لذا تعال .
قال لينفي زين برأسه و هتف بحده وكأنه يحاول ان يتجرأ امام والده : لن .. آتي .. لن افعل .. ارحل فقط .. ارجوك .
ضعفت نبرة صوته بنهاية كلامة وحدق بوالده الذي تغيرت نظرته لاخري قاسية ليتقدم يمسكه من معصمه ليفرقه عن رايان بينما يتحدث بحده : لن اجعلك هنا دقيقة اخري انه ليس بيتك ، افهمت ؟.
حاول زين سحب يده من قبضة ميكايل بينما يبكي بالفعل و يصرخ بخوف و رجاء : ارجوك ابي .. اتركني .. لن افعل ما.. ما لا تحبه مجدداً .. ارجوك اتركني ارجوووك ..
لم يستجب له ميكايل بينما يسحبه و جوناثان بالكاد قاوم رغبته بالذهاب و ايقاف ذلك الوغد ميكايل ، فبنظره انه لا يحق له التدخل ، و رايان وقف متسمراً يبادل نظراته بين والده و زين الذي يتوسل لوالده ان يتركه و نظراته تلك كانت ضائعة منتظراً من والده ان يتحدث .. يفعل شئ .. اي شئ ليعيد له ذلك الفتي .. لقد اقتحم حياته و جعل بها روتين غريب مفعم بالكثير من التفاصيل الشيقة و لا يستطيع حقاً ان يفكر بأنه سيبتعد أبداً و الان امام نظره يبتعد و يأخذ شئ مألوف داخله !! .. يأخذ ذلك الشعور الجميل و المألوف الذي راوده منذ إلتقاه !!
:_رايااان ارجوك لا تجعله يأخذني .. رااااي .. يا اخي ..
صراخة المنكسر بينما ينظر له برجاء و نظره خائفة مستنجده بينما الاكبر يسحبه بدون رحمة خلفه جعلت حواسه تعمل مجدداً و شخصيته الغريبة تظهر ليبعد ملامح العجز و يحل محلها البرود و الكبرياء ، فتقدم قبل ان يفكر والده بمنعه عن ما يريده فهو ان وضع شئ بعقله سينفذه بالتأكيد !! .. من سيأخذ ممتلكاته سيندم .. و زين اصبح احد ممتلكاته الان .. رغم معرفته ان هذا خاطئ ولكن رايان لا يهمه مثل هذه الاشياء ابداً !!
حدق جون بظهر ابنه ولم يمنعه لسبب ما داخله فيما تقدم رايان اكثر ليلتقط يد زين الاخري و يجذبه بقوه لتنفلت يده الاخري من يد ميكايل و إرتطم الصغير بصدره وقد احاطه رايان باحدي يده بقوة من جذعه ليلف الفتي ذراعيه حول رقبة الاكبر ويدفن وجه بالكامل بعنقه يبكي بشدة .
:_هيه انت ما الذي تريده ؟ .. انه ابني و سأخذه معي .
نطق ميكايل باعتراض و غضب بينما يحدق برايان و زين الذي يحتضنه بقوة فيما رد رايان ببرود : ما الذي يضمن لي انك والده الحقيقي ؟
دهش ميكايل و لوهلة شعر بالتوتر و لكنه عاد لشخصيته و رد : حسناً لا احب المزاح يا هذا .. زين ابني و انا والده .
ضحك رايان بتهكم ليتحدث : ابنك؟.. أتذكرت الان انه ابنك ؟ .. انت تعذبه و تهينه و هو بهذا العمر و الان تأتي و تقول إنك أباه ؟! .. لا تضحكني يا رجل ..
صمت بإبتسامة مستهزئة بينما يتطلع بميكايل الذي تحدث بحده مهدداً : انتم تحتجزون ابني هنا و انا سأرفع عليكم قضية اختطاف و سأ....
قاطعه رايان بنظرة مظلمة : افعل و ستجد نفسك بالسجن يا سيد .. فأنا بفعل واحد فقط سأخرج مئة دليل علي انك تعذب الفتي و تجعله يعمل و هو قاصر لذا ..
شعر رايان بزين الذي كاد يبتعد خوفاً علي ميكايل ربما مما قاله رايان و الذي احس به ليشتد علي عناقه أكثر و غرز رأسه بيده الاخري بعنقه بينما يتابع : اذهب و عد من حيث أتيت فلا يوجد لزين هنا .. هيا اخرج حالاً .
شعر ميكايل انه سيكون الخاسر الوحيد و لم يكن أمامه سوي طريقة واحده فهو يفهم زين و تصرفاته ليتحدث بحزن مصطنع و ندم : زين هل لهذه الدرجة كرهتني ؟ .. بني انا حقاً اعتذر لما فعلته لك ارجو منك ان تسامحني .. ان اردت ان تأتي فمنزلي مفتوح لك بني .. الي اللقاء .
فتح زين عيناه بصدمة فهل والده اعتذر للتو منه ؟ .. هل هو يشعر بالندم لما فعله ؟ .. ماذا يفعل الان ؟ .. يبقي مع رايان ام والده ؟
:_ هو يكذب عليك زين .. لا تجعل عاطفتك من تتحكم بك فكر أولاً .
تلك الكلمات همس به رايان بأذن الاصغر حين شعر ان زين انجرف مع عواطفه و كاد يدمر ما فعله ثم نظر لميكايل الذي كان يجر نفسه بخيبة للخارج بعد ان خسر بالحصول علي زين و هذا الفعل أكد لرايان شئ هو اراد ان يعلمه منذ ان رأي زين و ابتسم بسخرية .
:_لقد إعتذر مني يا رايان ! .
صوته الحزين و النادم جعل الاكبر يتنهد ليرفع يده و يقوم بدون سابق انذار بقرص اذن الاصغر الذي تأوه بألم و ابتعد عنه ينظر له بعبوس شديد من اسفل دموعه و هتف : أحمق هذا مؤلم .
رفع رايان حاجباً بتهكم ، فهل قام بشتمه للتو ؟ .
فرك زين اذنه ليخفف ألمها قليلاً ثم نظر للارض بحزن ، فابتسم رايان ليقوم بقرص خده قائلاً بلطف بينما يحرك وجه للجهتين : يا ولد لا تكتئب هكذا ثم ان هذا الرجل احمق ليفعل ما فعله بك .. سأرجعك له ولكن حين يعلم انه مخطئ بحقك .
رفع زين نظره هامساً ببرائه : لكنه علم و ندم أيضاً .
تنهد رايان ليقف و يسحبه من معصمه ، فيما تحدث جون الذي كان يراقب ابنه الاكبر بفخر : ليس كل شخص يندم او يخبرك انه نادم فهو نادم حقاً يا زين .. هناك من يفعلون ذلك للحصول علي مصلحة او الحصول علي ما يريدون .. انت مازلت صغيراً لا تعلم عن المجتمع الذي تعيش به اي شئ .
أومأ زين بتفهم وصمت فيما ابتسم رايان لوالده و قام بأخذ زين لغرفته ليستغل تلك اللحظة لكن شئ ما حدث جعل كل شئ ينهار مجدداً ......
****
كان توماس سعيد جداً بالذهاب للمدينة لرؤيتها و رؤية صديقه فيما ان والده كان النقيض منه تماماً فهو لم يكن ليذهب للمدينة لولا ان زين هناك و هو خائف عليه من والده فهو لم يعلم للان انه بالفعل انتهي الامر و ميكايل بالمدينة الان !.
:_ابي ألست سعيداً ؟
سأل توماس بينما يجلس بجوار والده بالباص الذي يوصلهم للمدينة لينظر له ماكس بصمت فقد اخرجه توماس من تفكيره بالماضي فقط .
تنهد ورد بهدوء : لا شئ صغيري الامر ان هناك ما يزعجني بتلك المدينة فقط .
صمت دون اضافة اخري بينما حدق به توم باستغراب .. والده يتصرف بغرابه منذ اخبره ان زين بالمدينة .. و ليس هذا فقط فوالديه حين يتحدث عن المدينة تتغير تصرفاتهم و يحاولان تغيير الموضوع لأخر و هو حقاً لا يفهم لماذا يفعولون ذلك ؟ .. و ما الذي يخفيانه ؟
نظر للنافذة بهدوء يتسائل داخله بكل تلك الاسئلة التي لا يجد لها حل سوي بإجابة والديه عنها !
****
لم يكن من السهل ان يغادر خالي اليدين و حياته علي المحك .. لقد اختار من قبل .. حياه زين مقابل ان ينجو هو .. الانانية كانت تغطي علي قلبه و لم يفكر للحظة فقط ان ذلك الفتي تربى امام عينيه و كبر امام عينيه لذلك كان عليه ان يستدرجه لفخه .. و لم يجد وسيلة سهلة سوي استعطافه مستغلاً طيبته .
توقف أمام البوابة و أظهر حزناً مزيفاً علي ملامحه ليبصر بعيناه مستكشفاً المكان حوله و ما لبث ان اتجه لأحد المقاعد بالحديقة و رفعه ليضربه بالارض و يكسره صارخاً بحزن باسم زين و لم يكن حقاً أخطأ بتلك النظرية فبالداخل ..
التفت زين و سار بسرعة ناحية النافذه بغرفته لينظر و يجد ميكايل يفعل ذلك ويصرخ بندم شديد حتي انه يكاد يبكي و ما لم يكن يتخيل و لو للحظة واحدة ان ما يفعله ليخدعه فقط .
تقدم رايان بهدف انقاذه من فعل اي شئ خاطئ و لكن لم تكتمل خطواته حتي ترك زين كل شئ و خرج مسرعاً بملامح تشتعل قلقاً و ندماً و قد تناسي ما قاله جوناثان قبل قليل .
توقف زين خلف ميكايل و قد لحقه كلاً من جون و رايان ليتوقفا بدورهما أيضاً و حاول جون محادثة زين و لكن هذا الاخير تقدم من ميكايل قائلاً بحذر و حزن : أبي ..
حدق جون به بصمت يحمل الكثير من المشاعر حين نطق زين تلك الكلمة بينما يتقدم من ميكايل الذي نظر له بدوره بملامح متأثرة حزناً ليتحدث : اسف بني علي كل ما فعلته لك و لكني حقاً نادم و جئت لأعيدك و لكن لن أرغمك علي شئ .
تقدم زين و قد تجمعت الدموع بعيناه الرماديتان بينما يتحدث : ارجوك لا تعتذر ابي لم تخطئ ..
كاد ميكايل يرسم شبح ابتسامة علي شفتيه حين ابتلع زين الطعم و لكنه كبتها داخله ليتحدث بأشد نبرة حزناً : لا صغيري انا اخطأت بحقك كثيراً لذا ..
تقدم زين أكثر مقاطعاً إياه بعناق قوي و قد نزلت دموعه أيضاً بحزن قائلًا : لا يا ابي لم تخطئ انت لم تفعل شيئاً بي ابداً ..
تفاجأ ميكايل ولكنه أخفي تفاجئه ليبتسم بهدوء وحزن مصطنع فيما ابتعد زين بابتسامة قائلاً : انا سأعود للبيت معك .
كاد ميكايل يقفز من السعادة و لكنه اقترب مدعياً تفاجئة : حقاً بني ؟!
أومأ زين و لم يكن يعلم ما يخططه ميكايل ذاك !
لم يكن ما حدث امراً يسُّر كل من جون و رايان .. بل ان هذا الاخير تقدم من زين ليديره ناحيته ثم امسكه من كتفيه قائلاً بحده و غضب : يا احمق ألا تعلم انه يكذب عليك ؟ .. انه...
اراد ان يتكلم و يخبره انه يكذب الا ان زين دفعه برفق و ابتعد خطوتين عنه ثم تحدث باستياء : انتظر سيد رايان انا ممتن لك لما فعلته لي خلال الايام السابقة لكن .. انا لا اسمح لأحد ان يتدخل بيني و بين أبي مهما حدث لذا ..
صمت و نظر لميكايل بهدوء ثم عاد لينظر لرايان قائلاً بخفوت : لذا سأذهب معه .. سأعود لدياري .
تلك الكلمات الخافته و البسيطة اخترقت قلب رايان و لكنه أزاح ذلك الشعور و كذبه ليعتدل بوقوفه و استدار ليغادر و قبل ان يفعل قال بهدوء و نبرة باردة : لا اهتم ، يمكنك الذهاب و لكن لا تأتي و تشتكي فيما بعد .
استدار بعدها و أحس زين بأنه أخطأ بطريقةٍ ما فيما تقدم ميكايل ليمسك بيده و يسحبه خلفه و قد تربعت ابتسامة غامضة علي ثغرة لم يلاحظها احد بينما يسحب زين وراءه فيما ان زين كان يبادل نظراته بين رايان الذي يغادر معطياً اياه ظهره و بين جوناثان الذي كان شارداً بهدوء غريب بينما يركز نظراته عليه دون ان يتكلم .
****
في تمام الساعة الخامسة مساءً كان توماس و والده ماكس يقفان أمام ذلك القصر بعد ان توقف الباص بهما في المحطة ليركبا سيارة اجرة توصلهم الي هذا المكان ..
تقدم ماكس ليسأل حارس البوابة فيما ان توماس ظل يجول بعيناه الزرقاوين للقصر و معالمه مفكراً برفيقه لتخرجه يد والده الذي سحبه للداخل ليبتسم بحماس و سعادة لانه سيري رفيقه ..
:_من أنتما ؟
سأل رايان الذي انتبه لهما مقاطعاً حديث والده لينظر لهما بحاجبين مقطبين و من ينظر لهما يدرك انهما كانا بشجارٍ ما وقد لفت انتباه ماكس ذلك .
بوسط ذلك كان توماس يدور بعيناه علي نواحي القصر الداخليه باحثاً عن رفيقه قبل ان يقطع النظرات بين الاثنان بسؤال حائر : لو سمحتم هلا يخبرني احدكم أين زين ؟ .. أريد زين .
صمت خيم علي المكان فيما تقدم جوناثان بهدوء .. هدوء شديد ليقف أمام ماكس هامساً : ماكس .. أندرسون ؟!! .. شقيق إيزابيلاا ؟!
توسعت عين ماكس بينما يتطلع بوجه جونثان بصدمة لتتكاثر تلك الذكريات التي اراد و بشده نسيانها ...
*
*
*
يتبع....
ووووواااااا كاااات🎬
حسناً هناك العديد من الاسئلة ؟🙂
ماذا سيحدث لزين ؟
رأيكم بطيبة زين و حبه الاعمي لميكايل ؟ و هل سيتغير يوماً ما ؟
جون و رايان ماذا سيفعلان ؟
و ما هو ماضي ماكس ولما لا يحب المدينة ؟
و لما كان ماكس مصدوم برؤية جوناثان الذي كان مصدوم بدوره؟!
اسئلة كثيرة ستعرفون اجابتها البارتات القادمة 😅😅✌️
الي اللقاء
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top