Part 6


‏لم‌ أكُن ‌سيئاً يوماً رُبمِا سائت‌ بي‌ الأيام‌ فقط...🖤

****

عندما كنت طفلاً و امي معي لم أكتشف ظلم الحياه ومن فيها لان امي كانت وبرغم مرضها تدللني بإستمرار و ايضاً لم اكن اعلم عن ابي ميكايل شئ .. لا وحشية ولا قسوة منه فوجود امي جعله يبتعد ولا يقترب مني ابداً سوي باعطائي نظره غريبة فكنت اظنها بسبب الغيرة لان امي تدللني وهو لا ...

بعد ان ماتت امي بدأت معاملاته القاسية تظهر ، فكان يضربني لأقل الاسباب كما انه كان يعنفني ويشتمي ويهينني حتي وصلت لسن الثانية عشر ليصدمني بطلبه بل لقد كان امر اكثر من طلب "اترك دراستك هذه واعمل لجمع المال " .. حياتي تدمرت بسببه .. انا حقاً بدأت اكرهه ولكني مازلت اخاف منه .. ورغم كوني تعرفت علي توماس وعائلته والتي إحتوتني لكنت ميت منذ سنوات .. و الان بعد ذلك الموقف الذي مررت به و تركت منزلي و قريتي بسببه .. وقعت بين يدي ذلك الطبيب .. شخصيته معقدة جداً و لكن بجانبه لسبب ما أستشعر الدفء .. انه بداية جديدة .. انها بداية اخري لحياتي ، فهل ستكون جيده او مليئة بالتعاسة ؟!!

-----

:_زين هل انت بخير ؟

:_يا بني رد علينا انا و رايان !!

اصوات لشخصين كان يمر علي مسامعه ليفتح رماديتيه بتعب و يبصر كلاً من رايان و والده يجلسون بجانبه بقلق ، فعقد جبينه فماذا حدث ؟

ابتسم رايان براحة فيما تنهد اكبرهما براحة اكبر لكونه استيقظ بعد ان فقد الوعي بعد نوبة هلع أصابته فجأة .

رفع بصره لهما بصمت فيما اقترب جوناثان ليحتضنه بقوة بين يديه هامساً بنبره غريبة : لقد قلقت عليك بشده بني ، فهل انت بخير ؟

أغمض زين عيناه يومئ بصمت فيما تقدم رايان ليتحدث بابتسامة مدارياً لما خلفها بينما يمد دفتر وقلم له : زين هل تحب الرسم ؟ .. لقد جئت بهذا .. امسك هيا ..

كان هدفه يغير الموضوع فقط و خلالها يدرس تصرفاته و أفعاله تلك .

إبتعد زين عن جوناثان بعد ان ناله الاحراج ثم نظر لرايان و الدفتر والقلم و استبدلت ملامحة بالسعيده ليمسك بهما هاتفاً بسعادة بينما يعانق رايان بتلقائية وعفوية : شكراً جزيلاً لك اخي رايان .

دهش رايان من هذا العناق وهذه السعادة المفاجئة لشئ بسيط كهذا ولكن دهشته الاكبر بل صدمته هو ما نعته به زين .. " اخي رايان " تلك الكلمتان البسيطتان حركت الكثير بداخله و أكثره الحزن فقط ليبعده بسرعة وقد تناسي ما اراد فعله ليفسد الامر تماماً بينما يغادر المكان تحت بصر الاثنان والذين شعرا كلاً منهما بشعور مختلف عن الاخر .

حركتة تلك ظنها زين انه يتقرف منه وانه لا يتقبله ورغم ان ذلك شئ طبيعي ولا يستحق الا ان عدة أيام جلسها زين معهما و خاصة معه جعلته يتعلق به بشده لهذا عادت له مقتطفات الماضي المظلم بالنسبه له .

نزلت دموعة بحزن و ألم .. يشعر ان العالم ظالم .. لا احد يتقبله ابداً .. الكل يخذله عند اول منعطف .. فوضي داخله .. مبعثر المشاعر .. لا شئ سليم ابداً .. لا احد يتقبله ...

سلسلة من الافكار المظلمة التي يسيطر عليها عقله جعلت بكائه يزيد و لكن من وسط ذلك انقذه جوناثان .. اشهر الاطباء النفسيين والذي استطاع ان يقرأ ما بداخله ليتحدث بابتسامة عذبة مطمئنة : انه ليس كما تعتقد صغيري ..  ولا تعتقد ان رايان قد يأتي يوم و يخذلك او يبتعد عنك هو فقط خائف من التعلق .

حدق زين بعين جوناثان وشعر بالراحة و خلال ذلك انتبه لشئ غريب بينما يحدق بالعيون الرمادية التي تشبه عيناه : عيناك تشبه عيناي ..!!!

تسمر جوناثان قليلاً قبل ان يطلق ضحكة مندهشة فهو ترك ما حدث و بدله بعيناه هو ؟!!

:_انت حقاً ظريف بني !!
نطق بضحكة بينما يقرص وجنتيه ، فعبس زين بشده و ابتعد عنه .

تمر حياتنا دون ان ندرك ذلك .. الثواني تمر تلتها الدقائق ثم الساعات لتصبح ايام ونحن نقف دون ان نفعل شئ فليس بيدنا حيله سوي البقاء و الانتظار ..

توماس كان يجلس امام المنزل بينما ما يزال يفكر برفيقه ، فهو منذ ذلك اليوم و لا احد يعلم أين هو .. يتذكر اخر محادثة بينهما حين ذهب من عنده غاضباً و لكن .. لحظة !!!

لقد قال انه سيذهب للمدينة و بعد تلك الليلة اختفي و لا احد رآه ! فهل ذهب ؟
.. والده لم يتعب نفسه بالبحث عنه حتي !! .. و والده ماكس يبحث و لا يجده و لكنه لم يفكر ابداً انه قد يكون في المدينة !! .. و أيضاً بعد غيابه بثلاث أيام اختفي ذلك الحارس و ميكايل لم يعد خائف من بيع بيته ذاك !!

توقف و اتجه فجأه قاصداً منزل ميكايل و ما ان ظهر المنزل حتي توقف و تسلل بجانب المنزل بخفه ليتوقف فجأة مضيقاً عيناه و مركزاً سمعه بينما يسترق النظر لذاك الرجل و الذي يقف مع ميكايل ليسمع محادثتهما و التي كانت تشبه شجار بين الاثنان ..

:_انت تمزح بالتأكيد سيتو !! .. كيف يمكنني جمع هذا المال بوقت قصير ؟!

رد عليه سيتو ببرود و الذي لم يكن سوي الرجل الذي اصابه زين ذلك اليوم : ليس لي شأن بكيف تحصل علي المال .. الرئيس يحتاج لماله و الا ودعّ حياتك ميكايل .

قالها بلامبالاه ليستدر مقرراً المغادرة ، فتحرك ميكايل بقلق شديد ليمسك كتفه قائلاََ : انتظر ارجوك .. ألا يوجد فرصة اخري ؟!

ابتسامة لعوبة و ماكرة ظهرت علي سيتو بينما يستدر ليقابل وجه ميكايل المرتعب من مصيره و تحدث بغموض : هناك طريقة و لكن قد لا تفعلها و هذه فرصتك الوحيده .

:_ ما هي اخبرني ؟
نطق ميكايل بقلق و سعادة مخفيه غير مدرك ما خلف الابتسامة تلك فيما توسعت ابتسامة الاخر بينما يدفن كفيه بجيبي سترته السوداء قائلاً :_ بِع لنا زين .. شراء ابنك مقابل نسيان ذلك القرض الكبير من الرئيس .

تسمر ميكايل بصدمة أهو يريد ابنه ؟ .. اذاً ذلك اليوم كان صحيحاً و زين كان يدافع عن نفسه بينما هو نائم غير مدرك لشئ ؟!! .. أكانوا يخدعونه ؟!!

ماذا يفعل الان اهم يريدونه ان يبيع ابنه ؟ .. حسناً هو يعترف انه كان يعذبه و لا يطيقه لانه يذكره بزوجته التي ماتت و لكن هل يبيعه ؟!! .. هل يبيعه لاشخاص لا يوجد رحمة بقلوبهم ؟ .. أيعطي ابنه لاشخاص يتاجرون بالاعضاء البشرية و غيره من اشياء غير قانونية ؟ .. قلوب يملؤها السواد و الظلام و لا وجود للنور بها او الخير !! .. ماذا يقرر ؟ حياته ام حياة زين ؟

:_س.سأحاول ..

قبل ان يكمل قاطعه الاخر بجدية و نظرة مظلمة : بل افعل و الا لن تنجو ابداً ميكايل .. أمامك اسبوع واحد .. سبعة أيام و الا .. انت تعلم ما قد يحدث .. الي اللقاء .

استدار و تركه يتخبط بمشاعره فأي مصيبة أوقع نفسه بها ؟ .. أي مصيبة أوقع زين بها ؟ .. أي مصيبة ؟!!

بالخارج جلس توماس تحت النافذة مرتعب .. خائف .. غير مصدق .. مصدوم .. الكثير من المشاعر تأكله من الداخل .. ذلك الرجل يريد صديقه .. بل يريد الانتقام منه لانه اذاه ؟!! .. لا .. لا لن يسمح بذلك سيخبر والده حتي يجد صديقه ، و أول ما سيفعله هو البحث بالمدينة .

****

مر ثلاث أيام اخري منذ ذاك اليوم و زين يقيم مع جوناثان و رايان و قد تعلق قلبه بهذا المكان حتي انه لم يعد يفكر بتلك الافكار السلبية ، فحين ينجرف بعالمة المظلم ينتشله منه جوناثان او رايان بالرغم من هذا الاخير أصبح يتجنبه بكثير من الاحيان فزين يذكره بطريقة ما بماضيه وهذا قطعاً ما ود ان ينساه تماماً .

:_ عم جون هل لي بطلب ؟
نطق زين بتردد موجه حديثة لجون الذي يجلس قربه علي الاريكة مستغلاً عدم وجود رايان الذي ذهب للعمل .

نظر جون له يومئ ببساطة ليضيف زين براحة : انت بالتأكيد تعلم من يكون توماس .. الفتي الذي جاء إليك ليطلب مساعدتك بخصوصي أليس كذلك ؟

عقد جون جبينه بإبتسامة مستغربة و أومأ ، فابتسم زين قائلاً : هل يمكنني ان اتحدث معه فلقد اشتقت له كثيراً و ايضاً اريد الاعتذار منه لاني ذلك اليوم غضبت عليه و تركته و لم اتكلم معه و قد مر وقت طويل بالفعل و لابد انه قلق عليّ .

حسناً هذا ادهش جون قليلاً فهذه اطول جمله قالها زين بهذه النبرة المتفائلة الغير كئيبه ليبتسم قائلاً : أتعرف رقمه ؟

زادت ابتسامة زين و أومأ سريعاً ، فـ علي العكس منه فإن توماس مدلل لدي والديه و والده اعطاه هاتفاً بعيد مولده السابق و هذا جيد لان يحدثه .

فيما اخرج جون هاتفه ليبدأ زين بإملاءه رقم هاتف رفيقه و أخذ الهاتف ليضعه علي اذنه ينتظر من الاخر الرد .

بالناحية الاخري ..

كان توماس جالساً علي الاريكة بصالة منزلهم بجانب والدته بينما يظهر عليه الشرود تماماً فقد أخبر والده بما جري و والده اخبره انهما سيذهبان للمدينة اليوم لايجاد زين و هو الان يجلس بانتظار ان ينتهي والده ليذهبان .

صدع صوت رنين هاتفه ليخرج من تفكيره ينظر لذلك الرقم المجهول الذي توسط الشاشة التي تنير و شرد بذهنه ..

:_ لما لا ترى من يريد ان يحدثك يا توماس ؟
قالت والدته بينما تخرجه من شروده ، فنظر لها متنهداً بحزن و لكنه قام بتجاهل الامر ليقوم بالرد بدون اهتمام فِعّلِي ، فيما راقبته والدته بحزن علي حاله و حالة زين الذي لا تعلم عنه شئ و علي ما سيحدث له فابنها اخفي الامر عنها كي لا تقلق ابداً .

:_ألو مـ.... !!!

بالطرف الاخر رد بهدوء وابتسامة عذبه تربعت ثغره تخفي تلك الفوضي بداخله : مرحباً اخي توم ؟

توقف وتوقف الزمن به للحظات حتي اتسعت عينيه صدمة و فرح فهو عرفه فوراً كيف لا و هو اقرب صديق لقلبه بل هو اخيه الذي لم تلده امه ..

:_ زين .. انت بخير ؟
هتف بصدمة وسعادة لتتوجه انظار والديه له واقترب ماكس ليمسك بالهاتف و يرد و كما الحال معه حدث هذا ايضاً مع زين الذي عبس حين شد رايان الهاتف منه ليكبر الصوت و ذلك حين دخل ، و لكن زين لم يهتم رغم عبوسة بل ابتسم وتابع : اجل انا بخير .

تحدث ماكس هذه المرة بحده وقلق غير مدرك لمن حول الاصغر : أين انت زين ؟ .. لما لم تخبرني عن ذهابك لوالدك الاخرق اخبرني ..؟!

صمت زين و تغيرت ملامحة فور سماع صوت ماكس الحاد ليرد بتلعثم و احترام : اسف .. عمي انا .. حسناً لقد كنت متضايق و لم اشأ ان أورط ابي بمشكله ..

قاطعه ماكس بنبرة أمره متجاهلاً تبريرة : أين اجدك فأنا قادم للمدينة .

شهقه متفاجئة خرجت من زين ليهتف بعدها باعتراض و كذب بنبرة مترددة : من اخبرك بأني بالمدينة .. ثم لما تريد ان تأتي ؟

ابتسم الاكبر بسخرية و رد : انا اعرفك منذ سنوات صغيري فلن تستطيع ان تكذب عليّ يا زين لذا اخبرني أين اجدك فساعة واحده و أصل للمدينة .

توتر زين فهو لا يريد ان يأتي عمه و قبل ان يرد تحدث رايان بهدوء و ملامح هادئة : من تكون و من أنت بالنسبه لهذا الاحمق زين ؟

صمت من بالطرف الاخر و نظر الثلاثة لبعضهم البعض باستغراب وثواني حتي رد بحذر : انا ماكس جار زين بالقرية .. ثم من انت ؟ .. و كيف عثرت علي زين ؟

رد رايان بعدما أغلق مكبر الصوت و ابتعد قليلاُ : انا ابن صاحب القرية وعن عثوري لذاك الاخرق سأخبرك بها فيما بعد ..

قال وهو ينظر لزين الذي يترجاه بأن لا يخبرهم بشئ ليبتسم بتعجرف وأكمل متجاهلاً صدمة الاكبر : سيد ماكس ان زين بخير وانا اعتني به هنا لذا لا تقلق ولكن لو ستأتي فتعال لمنزلنا فأنا حقاً اريدك بشئ هام .

عقد ماكس جبينه ليرد بعد صمت قليلاً : حسناً سآتي سيد رايان و ايضاً اود اخبارك بشئ ما ضروري جداً عن زين .

سأل رايان وهو يشعر بالخطر داخله : ما هو ؟

صمت ماكس قليلاً واراد ان يجيبه ولكن لسوء الحظ نفذت بطارية هاتف توماس ليبعد رايان الهاتف بجبين معقود ، فلما ماكس كان يشعر بالقلق الشديد الذي استشعره منه حين كان يريد اخباره بشئ عن زين ؟

:_ لما انت متطفل هكذا ؟ ..
نطق زين بعبوس و أضاف بغيظ بينما ينظر لجوناثان : اشعر ان ابنك هذا منفصم يا عمي جون ، كيف تطيقه ؟

ضحك جون بخفه علي كلامة فيما شعر رايان بالاهانه ليقترب من الاصغر مقرراً سحقه هذه المرة : انت ستموت أيها الوغد ..

ضحك زين بتوتر فهو يعلم انه لن يستطيع إيذائه حقاً ولكن ...

:_أريد رؤية ابني فوراً .. لن اذهب من هنا قبل أخذه .

تهادي لمسامعهم صوت صراخ احدهم علي الحراس ليشعر الاب وابنه بالاستغراب والحيرة فيما توسعت عين زين بصدمة وظهر علي تقاسيم وجهه الرعب من ذلك الشخص الذي آتي فجأه بدون انذار وجون ورايان لاحظا تغير ملامحه المفاجئة و قبل ان يحدث بينهما شئ اقتحم احدهما منزلهما بملامح غاضبة لينتفض زين واقفاً وحدق به بصدمة والرعب اجتاح كيانه ...

*
*
*
يتبع...

اووه 🙂 يبدو ان الامر بدأ !

حسناً ماذا سيحدث للفتى ؟

و من هذا الذي إقتحم المكان .. اكيد تعرفوه 😅

المهم توقعاتكم للإحداث ؟

و رأيكم بالبارت ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top