Part 3
تأفف رايان بضجر بينما يقف أمام مكتبه بالمنزل يبحث عن شئ يخص عمله بالمشفي الي ان شعر بالملل ، فهو لم يجده للان فاستدار مقرراً الذهاب لوالده الذي عاد أبكر ولم يبقي ليومين كما قال له .
****
توقف أمام منزل والده بتردد علي الدخول ولكنه أخذ نفساً عميقاً ليدخل ويعتذر عما تسبب به رفيقه .. هو يعلم جيداً ان ما فعله رفيقه من أجله ولكن هو خائف من رد فعل والده .
دخل المنزل بخطوات بالكاد تسير ليتوقف علي صوته الغليظ :_ أتيت أيها المتشرد ؟!
أحس بالزمن يتوقف ووالده يقترب منه بتوعد وغضب شديد ، وقبل ان يدافع عن نفسه تلقى صفعة قوية علا صداها مع وقوعه أرضاً شاهقاً بألم بينما يمسك وجنته ولكن ذلك القاسي لم يتركه بل رفعه بعنف ليصفعة مجدداً ، وهو فقط لم ينبث بحرف بينما يعض شفتيه بقهر وألم شديد فيما صرخ والده بينما يدفعه ليسقط ارضاً : ايها الغبي تذهب لتبيت عند ماكس وتشتكي مني ثم تضرب ذلك الرجل وتفقع عينه والان تذهب وتشتكيني لصاحب القرية والذي جاء و اهانني وأذلني أيها المتشرد .
نظر له زين بعينان مليئة بالدموع هامساً بإعتراض :أبي....
قاطعه صراخ والده بعصبية وتوعد : لا تقل أبي أبداً .. انا لست بوالدك انت مجرد طفل وجدته ولولا زوجتي لما إعتنيت بك أبداً ...
لم يكن يصدق ما قاله قبل قليل ! .. والده ليس بوالده الحقيقي ؟! ولا حتي والدته المتوفاه ؟! .. ام ان والده يقول ذلك من شدة غضبه عليه .. اجل بالتأكيد يتحدث هكذا لما تسبب له من مشاكل .
هكذا فكر زين ليتحدث بحزن : أبي ارجوك لا تقل ذلك .
رمقه ميكايل بعصبية ، و إقترب منه يرفعه عن الارض بعنف يضغط علي أسنانة بغيظ وبكل قسوة ألقي كلماته : انت مجرد لقيط .. انا ليس لي ابناء .. عائلتك تخلت عنك أمام منزلي ولولا زوجتي من أصرَّت لما جعلتك تبقي ولو لثانية واحدة بمنزلي أيها اليتيم المتشرد .. انت لست ابناً لي تذكر ذلك وضعه في عقلك أيها الطفل .
لا يصدق !! .. كيف ذلك ؟! .. أكانت حياته كلها كذبه ؟! .. أكان يعيش علي آمل زائف ؟! .. مستحيل !!
دفعه ميكايل صارخاً : أخرج من منزلي حالاً لا اريد ان أري فتي مثلك هنا .. اخرج حــــالاً .
استند زين علي باب المنزل ينظر بعينان مصدومة دامعة لمن كان والده قبل ان يعلم تلك الحقيقة المُرّة ، وقبل ان يغادر ألقي كلماته المنكسرة : سأعيد لك بيتك ولن تري وجهي بعد اليوم يا .. سيد ميكايل .
انكسرت نبرته بأخر كلامه بينما يشد علي قبضتيه بألم ليسير للخارج راكضاً غير مصدق انه مجرد يتيم بدون أهل .. كان يعيش بكذبه طوال ثلاثة عشر عاماً .. كان يعيش جحيماً غير جحيمه .. ثلاثة عشر عاماً من العذاب الجسدي والنفسي وهو فقط يتحمل ظناً انه والده ويحق له فعل ذلك ولولا تلك المرأه التي ربته و إعتبرته كإبناً لها قبل ان تموت بسبب المرض لكان قد قد مات معها و يا ليتها أخذته معها ولم تجعله يبقي بهذه الحياه يتلقي التعذيب والالم وينتهي بمعرفة تلك الحقيقة الصادمة .. والداه الحقيقيان تخليا عنه !!.
توقف عن الركض ليسقط علي ركبتيه شاهقاً بألم و علىَ صوت بكائه وشهقاته مع عينان تكاد تذرف دماً بدل تلك الدموع الذي تجري علي وجنتيه بغزارة وكونه بمكان خالياً من الناس لما كان بكي .. لما كان أخرج ألمه .. لما كان فكر بألمه ..
الي متي سوف يبقي ؟! .. الي متي سوف يعيش وليس له أحد ؟! .. عليه الموت .. اجل الموت سيريحه من هذه الحياه ..
فكر بتلك الافكار السوداوية ولكنه توقف فَعليه اولاً ان يفي بوعده لمن كان والده .. ثم بعدها سينهي حياته ويتخلص من كل شئ .. سينهي تلك الذكريات المشئومة .. ستنتهي مع انتهاء حياته .
وقف ومسح عيناه بعنف بينما يخرج علي الطريق ينتظر سيارة توصله للمدينة وملامح البرود ابت ان تترك ملامح وجهه المتعبة .
توقفت سيارة اجره أمامه فقام بركوبها سائلاً : سيدي هل تعلم شخص يسمي بجوناثان سميث ؟
إلتفت السائق برأسة بإستغراب من سؤاله ليرد : أجل اعلم من يكون ولكن لما تسأل ؟
أجابه بهدوء : أريد ان أذهب لمنزله لأمر ضروري لو سمحت .
رد السائق بينما يعود بنظره للامام : حسناً ولكني لا اعلم أين يكون قصره .. كل ما اعلمه مكان مستشفاه يمكنك الذهاب هناك والسؤال.
أومأ زين قائلاً : حسناً سيدي خذني الي هناك .
أومأ السائق له ليتحرك ذاهباً للمدينة ليسأل عن ذلك الرجل الذي كان سبباً بكشف والده له الحقيقة المُرّة حتي لو كان بدون قصد .
****
سار بملل شديد دافنًا يداه بجيبي سترته السوداء بينما علي كتفه إستقرت حقيبته الجلدية الفاخرة متقدماً ناحية سيارته ليقوم بركوبها واضعاً الحقيبة بجانبه علي المقعد الاخر ثم أمسك بالمقود ليشغل السيارة ذاهباً بها ناحية المشفي .
صوت الرنين جعله يتنهد ممسكاً بهاتفه ليفتح الخط مشغلاً مكبر الصوت ليصدع صوت كريستيان يسأل : رايان هل انت ذاهب للمشفي الان ؟!
اجابه رايان بهدوء : اجل يا كريس هل هناك شئ حدث ؟
نطق كريس قائلاً : لا ولكني اريد ان اراك فهناك شئ أود ان تساعدني به هل يمكنك ؟ .. انه خاص بطب النفس وانت تعلم انني لا أفقه شئ بذلك المجال .
تذمر آخراً ليقهقه رايان عليه ويزداد عبوس الاخر بالطرف الاخر والذي قال بتهديد : لا تضحك علي ايها المختل .
تابع رايان ضحكه بخفة بينما يتحدث : حسناً سأساعدك تعال الي المشفي وهناك سوف اساعدك دكتور كريستيان ههههه.
عبس الاخر و أغلق الخط ، فيبدو ان رفيقه لن يصمت اليوم دون ان يسخر منه رغم ان الامر لا يستدعى للسخرية ولكن رفيقه اخرق ولا مجال للتراجع عن ذلك الامر .
توقفت سيارته امام المشفي مع توقف سيارة الاجرة بالطرف الاخر ..
اغلق السيارة و أخذ حقيبته ليسير لداخل المشفي ولم ينتبه للفتي الذي يسير بهدوء حتي انه لم يتطلع او ينبهر برقِي تلك المشفي او جمالها بل ما يهمه هو ان ينفذ وعده فقط و ينتهي من تلك المشاكل .
توقف امام الحارس يسأل : سيدي هل هذه مشفي السيد جوناثان ؟ ..
أومأ الحارس ، فأضاف زين ببرود : أين أجده ؟
عقد الحارس جبينه بإستغراب ، فذلك الفتي القصير يسأله بنبرة غريبة ولكنه رد : هو ليس هنا اليوم ولكن ستجد ابنه بالداخل .. لقد دخل قبل دقيقة لذا يمكنك الذهاب وسؤاله .
أومأ زين بتفهم ليدخل سريعاً متمنياً ان يلحق برايان وحين لم يجده و تاه بهذه المشفي بدأ يسأل الممرضين الموجودين وهم دلوه علي مكانه حيث الطابق الاخير ..
نظر للسلالم بتنهيده فهو حقاً لن يلحق به هكذا وهو خائف ان يفقده ثم نظر للمصعد بتردد هامساً لنفسه بقلق :"_بالتأكيد لم أعد أخاف من الاماكن الضيقة ..اجل اجل يمكنني فعلها ".
اتجه ناحية المصعد ليضغط علي ازراره وثواني حتي توقف المصعد أمامة وفتح ، فأغمض عيناه أخذاً نفساً عميقاً ليدخل ولكن سبقه ذلك الشاب ذو الشعر الداكن ليدخل بينما يحدق به بهدوء وكأنه يدرس أفعاله دون ان ينتبه الفتي الذي دخل خلفه ليقف بجانبه غير مدرك ابداً ان الذي يبحث عنه قربه الان ويختلس النظرات إليه .
انغلق الباب وبدأ المصعد يعلو ومعه بدأ إرتعاش جسده بالتزايد فإمتدت أصابعه لفمه ليبدأ بقضم أظافره بتوتر شديد وقد بدأ يتعرق وجهه بينما تعلوا أنفاسه بإضطراب ، فتراجع خطوتين مغمض العينان ليستند علي زجاج المصعد بعد ان شعر بالدوار يعصف برأسه وقد تفاقم شعوره بالبكاء ولكنه كبتها بينما يحتضن نفسه بخوف شديد .
حصل ذلك أمام رايان الذي يتابع حركاته ويدرسها جيداً وما لبث الي ان تقدم منه حين فهم انه يعاني من فوبيا الاماكن الضيقة ليقوم بإمساك كتفيه قائلاً بصوت هادئ مميز : ان كنت تعاني من الفوبيا فلما دخلت المصعد ياولد ؟
فتح عيناه بتعب ليدفع بيدي الاكبر بغلظة ، فهو لا يحب ان يري احد ضعفه ليهتف بحده : لا شأن لك .
وقف رايان يرمقه بحده فهو أهانه للتو فيما حاول زين الوقوف بثبات ولكن ارتعاش جسده وخوفه الشديد مع شعوره بالاختناق جعله يشهق باكياً ليضع يده علي فمه مانعاً صوت شهقاته من الخروج فهو حقاً لا يستطيع التحكم بخوفه هذا .
تغيرت نظرة رايان الحاده لأخري قلقه لسبب ما ليتقدم منه يسنده وخاصة حين توقف المصعد وفتح بابه ولكن زين حاول ان يبعد يده ، لكن الاكبر كان أعند حين صرخ به بحده أمام من وقف أمام المصعد المفتوح : إهدأ .. هل انت اعمي لتترك تلك الاعراض عليك دون ان تعالجها ؟!
حدق زين بعيون متسعة خوفاً بعيناه الداكنه الشرسة قبل ان تنغلق تدريجياً ليفقد الوعي ، فهو انهي كل احتمالاته للبقاء بوعيه وهذا جعل الممرضتان تشهقان بقلق بجانب الثلاثة اطباء الذين ينظرون لما يحدث بدهشة من رايان وهذا القلق الغريب الذي أظهره فيما تجاهلهم رايان بينما يرفعه بين يديه قائلاً بأمر : لا أحد يدخل غرفتي الان او يستدعيني لأمر ما الي حين نزولي لعملي ، حسناً ؟
انهي كلماته بأخذ الفتي الغائب عن الوعي لغرفته في السكن تحت نظرات الدهشة من فعلته .
حاول بصعوبة فتح الباب ولولا خفة وزن الفتي لما استطاع فتحه ليقوم بالدخول ليقوم بوضعه علي الاريكة بهدوء ينظر لملامحة المألوفه ولكنه ازاح تفكيره ولسبب ما اراد ان يساعده فهو من خلال نظراته التي تفرسته اثناء صعودهما أصبح يشك ان ذلك الفتي ليس سليماً نفسياً ابداً و خاصةً انه جاء الي هنا وحيداً ، فأين أسرته ؟!!
تسائل بينما ينظر للفتي النائم وخصلات شعره تناثرت علي جبينه بخفه ليبتسم رايان علي مظهره الطفولي ثم تنهد فهو سيتركه لينام قليلاً وحين استيقاظه سيري ما هي قصته .
خرج لينزل لعيادته ويبدأ بعمله ..
----
صوت صرخات غاضبه تتهمه بالجريمة : أنت قاااااتل ..
:_انت مجرد متشرد ..
:_انت يتيم ..
:_لا مكان لك هنا ..
:_منبوذ لا احد يريدك ..
:_تخلت عائلتك عنك ..
:_هههه هل تخاف من المصاعد ههههه
ضحكات وأصوات غاضبه وضحكات تمر علي سمعه وتؤذيه بينما يقف بمنتصفها يبكي فقط لا يستطيع فعل شئ سوي البكاء والجميع يخذلونه .. يكسرونه .. يحطموه ..
لما فقط يبقي ؟ .. لم ينتظر ؟!.. تباً لحياته تلك ..
----
دخلت الممرضة علي رايان الذي كان يتحدث مع احد مرضاه الذين بأخر أيام علاجهم هنا لتهتف بذعر : دكتور رايان .. هناك فتي سينتحر ..
انتفض رايان واقفاً وكل ما جاء بعقله هو ذلك الفتي الذي فقد الوعي اليوم امامه ليسأل بقلق : أين هو ؟
:_انه علي سطح المشفي .
نطقت ليهرع للأعلي و شكوكه تؤكد له انه نفس الفتي ولم تكن شكوكه خاطئة حين ظهر أمامه يقف علي حرف السور الرفيع المحيط بسقف المشفي وتحيطه هاله من الكئابة والهدوء الشديد مع نظره فارغة من الحياه وهذا أرعبه حقاً ، فناداه بقلق: يا فتي ماذا تفعل ؟
ابتعدت الممرضة فيما نظر زين لرايان ببرود ونظره فارغة ليدير بصره امامه ينظر بشرود للارض البعيده والتي تجمعت بها الكثير من الناس بفوضي والقلق يغزوهم علي ماقد يقترفه هذا الفتي بحق نفسه .
تسلل رايان بخطوات بطيئة بينما يتحدث : ماذا ستفيدك ان تتخلص من حياتك بذلك الشكل ؟
:_سأتخلص منها فقط .
نطق ببرود مصراً علي التخلص من حياته فيما سأل رايان بهدوء : ما اسمك ؟
عقد زين جبينه لكون ذلك الشاب غيّر اسئلته لأخري لكنه أجابه : زين ..
ابتسم رايان وتوقف لأن الفتي يجيبه ويتفاعل معه ليتحدث : ألم تنظر للجانب المشرق زين ؟
:_أي جانب مشرق تتكلم عنه ؟
سأل باستغراب وغيظ فيما تحدث رايان فجأه مغيراً الموضوع : إسمك جميل زين ..
:_لكن حياتي قبيحه .
قالها و امتلأت عيناه بالدموع ، فتحدث رايان : ولما لا تنظر للجانب المشرق ؟ .. الامر لو دققت به ستجد الكثير من الجمال حولك .
نظر له بحيرة وصمت ، فيما تابع رايان بينما يقف أمامه : ان كنت لا تري الجمال حولك فإقفز وتخلص من حياتك ولكن قبل ذلك تذكر من حولك ، فقد يكون هناك اشخاص يحبونك ولا يحبون الحياه بدونك فبفعلتك ستعذب نفسك وتعذبهم .. والان قرر ؟
فكر زين بكلامه وتذكر توماس و اسرته التي أحبته بإخلاص ليبتسم من وسط دموعه التي تنزل بغزاره من عيناه الرماديه ثم نظر لرايان : هناك الكثير ولكن قد يعيشون بسعادة بعد موتي.
تنهد رايان فذلك الفتي عنيد بحق !!
اعاد زين نظره للارض بهدوء يكسوه الالم والحزن بينما يتذكر كل ما مر به و أخر شئ ما حدث له مع ذلك الذي كان يظنه والده منذ مدة طويله ليغمض عيناه مستسلماً لواقعه المرّ ورفع إحدى قدميه بالهواء مستسلماً تماماً لفكرة إنتحاره ولكن ..
لم يتوقف رايان وينتظر ان ينهي الفتي حياته بل تحرك نحوه بسرعة حين إلتفت زين ليفعل ما بعقله وقبل ان يحدث شئ و يقع أحاط جذعه بذراعيه ليحمله عنوه فيما شهق زين بتفاجؤ وما ان استوعب حتي صرخ بغضب وعناد بينما يحاول ان الافلات و تركه : اتركني ياهذا .. اتركني اتركني ..
ابتسم رايان بغيظ ليتحدث للممرضة قربه والتي اطلقت تنهيدة بها الكثير من الراحة : حضّري مهدئ فيبدو انه لن يهدأ سوي به .. و انتظريني بغرفتي .
أومأت لتذهب سريعاً لتنفذ طلبه بينما هو أمسك بزين الذي بدأ بالبكاء بهستيريه والتخبط بين يديه ليقوم برفعه علي كتفه متجاهلاً حركته العنيفه ليسير به للداخل بينما يثبته .
كان الجميع يحاول ان يعلم ما يحدث ليتوقف رايان رامقاً الجميع بحده ، فبدأ الجميع بالعودة لأماكنهم بقلق فلا احد يضمن غضبه .
":_أرجوك اتركني ".
نطق زين بانكسار وتوقف عن المقاومة ليبدأ بالبكاء بألم واضعاً كفيه علي عيناه فيما دخل رايان لينزله علي تلك الاريكة ينظر له بهدوء فيما تقدمت الممرضة لتعطيه حقنة المهدأ فأخذها رايان قائلاً بهدوء : دعينا بمفردنا اذا سمحتي .
ابتسمت الممرضة لتغادر بصمت فيما جلس هو أمام زين ناطقاً بهدوء : زين ؟
لم يجيبه زين بل ظل علي حاله بينما تتتابع شهقاته مره بعد الاخري فهتف رايان بصوت عالي حاد : زين انظر إلي .
انتفض الفتي لينظر له بخوف بينما يشهق رغماً عنه ....
*
*
*
يتبع..
رأيكم شباب ؟
هل حقاً هذه الرواية تعجبكم ؟
لا أري الكثير من التعليقات ! و لا التصويتات !
انا اري تعليقاتكم و اكون سعيده رغم اني لا ارد كثيراً لكني اراها 😍
المهم سأحاول إنهائها لإدخالها المسابقة .. لذا شجعوني فقط !
الي اللقاء !
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top