PART 26
شقت تلك السيارة السوداء طريقها بسرعة تخطت الثلاثمائة كيلو متر بينما يعدو بذلك الطريق الذي ذهب منه قبلاً لإنقاذ أخيه الصغير .
رن هاتفه ليلتقطه فاتحاً الصوت ليتحدث بجدية : ماذا فعلت كريستيان ؟
أتاه صوت كريستيان الجاد : أنا أتبعك و معي الشرطة .. تركت دكتور ماكس هناك ليشرف علي حالة إبنه لقد كان يتماسك بصعوبة و لكنه قرر أنه هو من سيشرف علي إنقاذ إبنه و تركت والدك مع ويليام الذي يحاول تهدأته .
لم يرد رايان سوي بجمله صغيرة فقط : شكراً لك كريستيان .
أغلق الخط بعدها ليسرع أكثر بسيره بالسيارة ليصل بوقت أبكر لذلك المكان متمنياً أن يكون شقيقه بخير و الا لن يمر الامر علي خير ابداً .
***
:_ها انا ذا .
نطق ببرود لسيتو الذي نظر له بحدة و تحدث : أين هو ؟ .. لا أريدك أنت فانت ستموت في كِلا الاحوال .
لم يرد عليه ميكايل ، بينما خلف إحدي الاماكن إنكمش زين واضعاً كفيه علي فمه كي لا يصدر أي صوت و جسده كان يرتجف برداً و ألماً و خوفاً ، و لكن حين سمع ما قاله سيتو تملكه الخوف و القلق أكثر دون أن يعلم ما السبب لذلك .
فجأة تسمر و أذناه تلتقط طلقة رصاص قوية أطلقت ، فشهق بذعر و تجمعت الدموع بعيناه ، فهل فعلوا شئ بوالده ؟ .. هل أذوه ؟ ..
:_أنا لا أخاف منك ، سيتو .
صوته الذي وصله طمأنه كثيراً و جعلت الامل يدب داخله مجدداً بينما يستمع للطرفان حيث نطق ميكايل بإبتسامة غاضبة : قاتلني رجل لرجل .
إبتسامة خبيثة إستقرت علي وجه سيتو ليومئ و ما هي الا ثواني حتي تشابكا معاً كلٌ يحاول هزيمة الاخر و توجيه اللكمات له و لكن الاثنان قوتهم الجسدية تساوت و صعّبت المهمة و لكن ميكايل كان يهدف الي شئ و هو ان يلهيه عن زين الي أن تصل الشرطة مع رايان .
لكن كان لسيتو رأي أخر تماماً و في تلك الاثناء إقترب بخطوات بطيئة من ذلك الصغير و فجأه سحب يده المصابة ، فأطلق زين صرخة ألم عالية جعلت الجميع يكتشفوا مكانه لكن ذلك جعل ميكايل يترك معركته فإستغل سيتو الامر ليخرج خنجره ليدخل نصله بخصر ميكايل الذي توسعت عيناه شاهقاً بصدمة و ألم و لكن ذلك لم يهمه حين سمع كلام سيتو لأحد رجاله الذي يمسكون بزين معطياً أوامره : إقتله فوراً .
أومأ الحارس ليدفع بزين أرضاً فسقط متألماً خائفاً و فزعاً و حدق بالرجل الذي أخرج مسدسه يوجهه علي رأسه ليغمض عيناه منتظراً نهايته ..
إنطلقت الرصاصة تعبر طريقها عبر الهواء لتستقر بجسد ضحيتها !!!
فتح عيناه حين شعر بذلك السائل الدافئ يتقاطر .. علي وجهه ؟!
توسعت حدقتيه بصدمة حين نظر لتلك الدماء التي تتدفق بقوة لتملأ قميص أبيه ميكايل و تملأ صدره بالدماء بينما يحميه بجسده الذي رماه امامه ، غير تلك الدماء التي تتدفق من جرح خصره ، فإرتجف جسد زين بعيون مصدومة فزعه .
رفع كفيه المليئان بالدماء ليحيط وجه زين بهما ناطقاً بخفوت و ألم بصوت متقطع موشك علي الإختفاء : إعتني .. بنفسك زين .. أسف لكل ما حدث .. بسببي .. لقد تركت لك رسالة تشرح كل شئ .. أنا سبب ما أنت .. به الان .. أرجوك إذا كانت .. مسامحتي ستريحك فسامحني .. و لكن ..
صمت يلتقط اطأنفاسه المسحوبة ليكمل بندم و ألم : إن كان كرهك لي .. سيريحك فإكرهني .. حبيبي زين .
:_أبي !!
همس بصوت بالكاد خرج بينما إمتلأت عيناه بدموع غزيرة هبطت من رماديتيه بينما يحدق بعين ميكايل بغير تصديق أنه يحتضر امامه! و لكنه تابع همسه المتألم : أنا .. أنا أسامحك أبي .. انا أحبك لذا لا تتركني أرجوك ..
إبتسم ميكايل شاعراً أن أمنيته تحققت بما سمعه من صغيره لكن رصاصة إنطلقت مرة أخرى لتستقر بقلبه و تنهي حياته ناشرة قطرات من دمائه لتغرق جسد زين و وجهه ليسقط ميكايل بجانبه جثة هامدة لا حياة فيها بعد الان تاركاً طفله الذي لم يكن طفله الحقيقي ، يتعذب بالفقدان .
تحرك زين من سكونه لدقائق ليلمس جسد من كان أبيه ليبدأ بهزه بصعوبة بينما تزداد وتيرة أنفاسه و تتباطأ .. كان يقاوم فقدانه لوعيه لأجل أن يكذب عيناه أن أبيه بخير و لم يفارق الحياه بسببه .. ليس هو أيضاً .. يكفي توم رفيق طفولته .. يكفي موت لهذا الحد .. فقط لما لا يموت هو ؟
:_أبي .. أبي أفق .. أعلم .. أنك .. أبي .. أنت ..
كان يهذي بكلماته بينما يهز جسد ميكايل البارد الذي غادره الدم بينما لم يعير لسيتو و رجاله إنتباه أو هذا إن كان واعياً ، فكل همه كان بأبيه ميكايل فقط بينما تركه سيتو بإبتسامته الشيطانية يراقب جسد ذلك الرجل الذي رباه و كأنه بذلك يعذبه عذاباً نفسياً برؤية أعز الاشخاص الذين أحبهم يغادرون الحياه بكل تلك السهولة و البساطة و يتركوه يعاني فقط متمنياً الموت دون أن يجده .
غادر سيتو المكان تاركاً جسدان أحدهما غادر الحياه و الاخر أصبح أشبه بالأموات و كأنه يعلم أن هذا فقط سيدمر الطفل الذي أمامه الذي يحاول إيقاظ والده رغم تعبه .
وصلت سيارات الشرطة مع وقوف سيارة رايان لتبدأ الشرطة بمحاصرة المقر و أخذ من تبقي منهم بينما إقترب رايان بسرعة من أخيه بملامح مصدومة مما يراه .. ميكايل ميت و زين امامه ساكناً بينما يحدق بجسد ميكايل الساكن و المدرج بالدماء ليشعر ان هذا لن يمر علي غير .. فهل شهد زين موت ميكايل ؟
كان ينظر لأبيه بجمود و فجأه شعر بيدين تمنع عنه الرؤية ففزع و رفع يده ليس خوفاً من صاحب اليد بل خوفاً ان هذا أخر شئ سيري به أبيه بعد اليوم .. هو يريد فقط رؤيته و يشبع عيناه من ملامحه و كأنه خائف أن ينساها .. مهما فعل به فهو يحبه .. لقد سامحه علي كل شئ و لكن لما بعدما سامحه هو تركه ؟ .. لماذا كل من تعلق بهم يذهبون و يتركوه ؟
أخذ يقاوم بعشوائية و إنزلقت دموعه لتغرق يد رايان التي تحجب عينيه عن الرؤية بينما يهتف بخوف و حرن عميق : إبتعد عني .. دعني أراه أرجوك .. دعني أري أبي .. إتركني هو لم يمت ..
قاطعه رايان برفعه عن الارض بيده الاخري ليبعده عن هذا المشهد المدرج بالدماء : إهدأ زين .. كل شئ سيكون بخير .. لا يجب أن تري هذا أبداً ..
لكن زين لم يستمع لكلامه .. كيف يفعل و هو يعلم ان هذا أخر مشهد سيري به من عاش معه لاثنتى عشرة عاماُ ؟! .. هو حقاً لا يصدق ذلك .. هل ميكايل مات حقاً ؟ .. و الاهم هل مات بسببه ؟!
هدأت حركة زين تدريجياً بين يدي شقيقه الذي جلس معه أرضاً و أبعد يده ينظر لوجه شقيقه الذي فقد الوعي بألم .. هو يجزم أن من هذا اليوم و لن يمر أي شئ علي خير أبداً .. و كأن هذا فقط كهدوء مخيف قبل ان تأتي العاصفة الكبري لتأخذ كل شئ أمامها .
***
دخل بخطوات هادئة بوسط الظلام ليقف أمام أحدهم ينظر له بإبتسامة باردة لينطق جوزيف : إذاً ، هل فعلت ما برأسك يا اخي ؟
نطق سيتو بلامبالاة بينما يكتف ذراعيه لصدره : و هل نسيت ماذا فعل هذا الطفل بعيني ؟ .. ثم ذلك الوغد ميكايل غدر بنا و كان يجب أن يموت .
تنهد جوزيف ليتحدث ببرود : إذاً تحمل ما سيفعله بك الرئيس .
حين سمع ما قاله شقيقه تغيرت ملامحة للقلق الشديد لينظر لظهر شقيقةطه هاتفاً : إنتظر .. هل ستترك أخاك لهذا الرجل ؟
توقف جوزيف ليبتسم بسخرية : لا يجب أن تدخل مشاعرك بالعمل أخي الصغير .. إن أراد الزعيم قتلك لفعلت ذلك بدون ان ترمش عيني و كأنك لست أخي من أم و أب واحد .. هذا هو العمل .
ثم غادر تاركاً إياه يطلق تنهيداته العميقة ليضطر للدخول لذلك الرجل .. زعيمهم !!
طرق الباب بهدوء و إحترام و كأنه ليس بذلك المجرم الذي كان يعذب طفلاً منذ بضع ساعات .
أتاه الصوت يأذن له بالدخول ليدخل بكل هدوء .. يقف بذلك الظلام أمام ذلك المكتب الوثير ليتحدث بإرتباك : س.. سيد اندريان .؟
رفع عيناه الذي اخذت الطابع الازرق بشعرة البندقي .. من يراه لا يظنه ابداً انه زعيماً لهؤلاء المجرمون بهذا الشكل الوسيم !!
إبتسامة رسمت علي محياه بينما يريح ظهره للخلف بأريحية و سأل بهدوء : ماذا حدث ؟
إرتبك سيتو و لكنه تشجع و نظر له بجرئة و قال : لقد إختطفت ذلك الصبي الذي تسبب بما حل بعيني سيدي .
":_و من يكون ؟! "
سأل بينما يعود للنظر بأوراق العمل ليجيبه سيتو بتردد : إنه .. إنه ذلك الصبي الذي تخلت عنه السيدة إيزابيلا عند ذلك البيت الخاص بميكايل حين كان طفلاً .
إختفت إبتسامته و تابع أسئلته ببرود : ثم ؟!
صمت سيتو محدقاً بسيده بحيرة و إستغراب كبير .. لما ردة فعله هكذا ؟ .. هل كان يعلم بكل ما يحدث ؟ .. ما سر بروده هذا ؟!
":_سيد... "
نطق ليقاطعه صوت أندريان بينما يتحدث بنظرة مظلمة محدقاً به : و أين هو ذلك الفتي ؟ .. هل جعلته يهرب ؟
شعر سيتو بالقلق و لكنه أومأ بتردد لينتفض فجأة حين صاح أندريان بغضب : و لما تركته يا غبي دون أن تستشيرني بذلك ؟ .. حتي لو كان إبن أختي فلا يهمني ..
وقف و إتجه له بكل ذرة غضب و حقد ملأ قلبه لسنوات ليجذبه من ياقته بغضب .. لأول مرة يري سيتو زعيمه بهذا الشكل .. لاطأول مرة يري غضبه و يسمع صوته الصارخ الملئ بشتي أنواع الحقد و الكره .. ألهذه الدرجة يكره زوج أخته السابق ؟
.... بينما الاخر قال بصراخ و غضب : أنا طوال تلك السنوات و أنا أحاول تدميره بشتي الطرق .. إستطعت التلاعب بعقل أختي و جعلتها تكرهه ثم جعلتها ترمي بذلك الطفل .. كنت أعلم أين هو و كيف يعيش .. أعلم إنك أيضاً فعلت الكثير و لكن أنت اخطأت حين جعلته يهرب يا سيتو .. أحضره مجدداً .. لقد تركتك ظناً إنك ستعذبه أكثر و بهذا سيحزن جون علي إبنه و بعدها سأخذه منك او أطلب منك قتله و لكن أنت لم تفعل و تركته يذهب و قتلت فقط ذلك الرجل !
دفعه ليسقط سيتو أرضاً ليعطي الاخر أوامره بكل ذرة غضب داخله : أحضره مجدداً بأي طريقة و إن إستطعت أحضر ذلك الرايان معه .. لن ينجو أحداً منهم بعد الان .
وقف سيتو و إنحني له بخفة و بكل طاعة وافق .. فهذا الرجل مجنون بحق .. مجنون لدرجة انه يستطيع ان يتخلص من أقرب الناس إليه لأجل أهدافه الانانية .
****
سار بخطوات متوازنة ضائعة بطريق مظلم مخيف تملأ الاشجار الطويلة جوانبه بكثرة ..
توقفت خطواته فجأة بمنتصف الطريق و أحاط جسده بيديه حين شعر بالخوف يملأ أعماقه و فجأة ..
ظهر رفيقه امامه لينظر إليه بهدوء قبل أن يبتسم بإتساع ليسرع إليه فرحاً بكونه وجد أحد يونس وحدته هذه ..
إستدار توماس بملامح باردة يحدق بزين الذي توقف و توسعت عيناه بصدمة بينما يحدق بالدماء التي تنتشر تحت قدمي رفيقه ، فأراد التحدث الا أن صوته لم يخرج .. أراد التحرك لكن جسده تصلب و هو لم يعد يشعر به .
فجأة ظهر والده بأبتسامة لينظر له بحقد و غضب حين بدأت الذكريات تتلاحق أمام ناظريه عن معاملته القاسية له و لكن هناك مشهد واحد ثبت .. أراد محوه لكن لم يستطع .. رؤيته لذلك المشهد حطم قلبه .. أحس بفراغ كبير بقلبه بينما ينظر لذلك المشهد و والده يتجاهل جرحه ليهبط بجسده امامه ليحميه من تلك الرصاصة لتستقر بصدره و تنتشر الدماء حوله كالأمطار الموسمية الغزيرة ..
أراد أن يبتعد ، أن يصرخ ، أن يفعل أي شئ ليمنع ذلك .. هو الان علم انه ما زال يحبه .. ما زال يعتبره والداً له .. ما زال يعتبره أحد الاشخاص المحببون لقلبه رغم قساوته .. رغم تألمه منه .. رغم كل شئ هو يريده و كأنه مصاب بمتلازمة ستوكهولم حيث الشخص يتعاطف مع معذبه !!
فجأة إستدار توماس معطياً إياه ظهره و أصبح يبتعد فهمس بصدمة و حزن بينما يرفع يده يحاول الوصول اليه : توم .. لا تذهب .. لا تذهب !!!
لكن لا حياه لمن ينادي فقد إبتعد توم و مازال يبتعد و لحق به ميكايل ، فصرخ زين هذه المرة بينما يركض محاولاً الوصول إليهما و منعهما : لا !! .. لا تبتعدا !! .. ليس أنتما !! .. لا تتركاني أرجوكما !!
أمطرت السماء فجأه ليتوقف زين يتنفس بقوة ينظر حوله بضياع و يحاول إيجاد أحد معه و فجأة إزداد المطر و تحول لأمطار من الدماء لتملأ جسد زين فرفع كفيه امامه ينظر لهما حيث يغطيهما الدم .. هو السبب !! .. أجل هو السبب بإبتعادهما عنه !!
ظهر دارك بملامح مظلمة و تكلم بغضب و صراخ : أنت السبب..
نظر له زين بملامح حزينة متألمة بينما تابع هو بنفس نظرته و نبرة صوته : انت كنت سبباً بأذيتهما .. لقد ماتو بسببك يا زين .. بسببك أنت قد قتلو .. أنت سبب كل المشاكل التي حدثت .. أنا اكرهك !!
لم يستطع تركه يتحدث .. كانت كلماته تطعن داخله لتزيده تحطيماً و إنكساراً ليرفع كفيه يغطي أذنه و صرخ .. صرخ و كأنه يحاول إخراج كل ألم .. ذكري .. شخص .. مشاعر من داخله كي يمحي ذلك الشعور القاتل الذي تولد بأعماقه.
----
فتح عيناه بتوسع تزامن مع ظهور شهقة مرتعبة بينما يعتدل بسرعة و يتنفس بإضطراب و فزع !!
خصلات شعره السوداء الكثيفة تناثرت علي جبينه بفوضوية .. ملئت الضمادات جانب وجهه و ذراعه الايسر حيث الحرق بينما ذراعه الايمن دفن بحامل الكتف بعد تلك الاصابة الشديدة بكتفه .. ملابسه كان قد تم تغييرها لأخري بعد أن كانت حالته يرثي لها بعد أن أحضره رايان فاقداً للوعي .
كان يتنفس بإضطراب .. لم يكن يعي بعد أين يكون أو ما يحدث حوله فرفع يديه يغطي وجهه فإنتبه علي يده المصابة التي تعلقت بحامل للكتف ثم نظر بعدها ليديه بهدوء و لكن هذا بقى للحظات حتي توسعت عيناه بفزع و إمتلأت ممرات المشفي بصوت صراخه المفزوع !!
إجتمع حوله العديد من الاطباء و تمريض القسم كما تجمع بعض المرضي ليشبعون فضولهم .. و بتلك الاثناء ركض رايان بإتجاه الغرفة بقلق شديد .. كان قد تركه لفعل إحدى الاشياء المهمة الي أن سمع صوت صراخه ليهرع إليه .
دخل الغرفة ليجد إحدي الممرضين يحاولون تثبيته بجانب السرير الطبي المخصص للحالات الخاصة بالمرضي النفسيين بهذا القسم غير الاقسام الاخري المختلفو .
إقترب منهم ليبعدهم عنه صارخاً بهم بغضب : أبتعدوا عنه .. هل أخبرتكم ان تفعلو ذلك ؟ .. أجيبوني ؟!
إبتعد الجميع برهبة منه و إحترام له و تحدث أحدهم مبرراً لمدير قسمه : لكن دكتور رايان .. هو ..
الا ان رايان تجاهله بينما يقترب من زين الذي إنكمش علي نفسه يبكي بشده ، قال ببرود : لا أريد أعذار .. من اليوم لا أحد يقترب منه أو يفعل شئ الا بإذني .. مفهوم ؟
أومأ الجميع بينما هو قد جلس أمام زين ليمسكه من كتفيه فأنتفض زين بذعر و دفع رايان بعيداً و لكن رايان إقترب منه مجدداً قائلاً بحزن و خفوت : زين هذا أنا أخي .. رايان !
أبعد يديه عن عينيه بخلسة مرتعباً ليحدق بوجه شقيقه القلق الذي كان يقربه و لم يمضي ثواني حتي إرتمي عليه ليحيط عنقه بذراعيه .. يدفن وجهه بكتف أخيه باكياً بشدة : لقد ماتوا أخي .. ماتا و تركاني .. كله بسببي .. انا السبب ..
بادله رايان لافاً يديه حول ظهره يدفنه بجسده ليتحدث بخفوت و حزن بينما يملس علي ظهره : لا بأس .. اهدأ ، لم يمت توم انه بخير .. لقد أراد رؤيتك و لكني منعت ذلك لإنك كنت نائماً و هو متعب .
شعر بهدوئه و توقفه عن البكاء فإرتاح فهو تعمد أن يذكر توماس فقط دون ميكايل حتي لا يزيد الامر سوءاً الا ان زين قاطعه بسؤال مرتجف : و أبي ميكايل ؟ .. لما لم تذكره ؟ .. أين هو ؟
صمت رايان قليلاً قبل ان يتحدث بهدوء محاولاً تغيير موضوع الحديث : زين أتريد أن نذهب لتوماس أظن أنه إستيـ.....
:_لا ، اريد رؤية أبي فقط !!
صاح بغضب و حزن قاطعاً حديث الاكبر بينما يهز رأسه نافياً بقوة و إصرار ....
*
*
*
يتبع..
🙃
بدأ المرح 🙂
توقعاتكم ؟
هل فكرتم يوماً ان اندريان يكون هو الزعيم ؟
أي مشهد أثر بكم 🙃
هل تأثرتم بموت ميكايل ؟🙃
الي اللقاء
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top