PART 22


أشقى الحروب هي حرب الإنسان مع نفسه.

- مصطفى محمود .

***

"عندما إنتهي يومي الدراسي .. خرجت أنا و توماس من المدرسة مقررين الذهاب للتنزه بمفردنا بالحديقة .. لكن بطريق العودة أوقفت السيارة طالباً أن يوصلني للمشفي لأري رايان و أخبره بالامر ، فتركني السائق و ودعت توماس ليذهب مع السائق لبيت خالي ماكس .

نظرت للمشفي و ذكرياتي عادت تذكرني بأول يوم جئت به بهذا المكان لأشعر بالاحراج .. كان يوماً فظيعاً بمعني الكلمة .. لا أعلم كيف إنهرت أمام الشخص الذي إكتشفت فيما بعد انه شقيقي !!

اآاه لا يهم لن أتذكر هذا اليوم المحرج سأذهب الان لازوره و لكن أولاً سأتصل به مرة أخرى فهو لم يرد عليّ بالمدرسة .

طلبت رقمه و إنتظرت ليجيبني و لكنه أغلقه بوجهي ذلك الاحمق لهذا سأفاجئه .. أجل هو لا يحب أن أتي لهذا المكان لكن سأفاجئه الان ، متشوق لرؤية ردة فعله .

سرت بخطواتي بالممر المؤدي لعيادته و إنعقد جبيني بإنزعاج و شددت علي إمساكي لحقيبتي التي نزعتها عن ظهري لأمسكها بيدي و أنا أسمعهم يتحدثون عني بهمسهم ذاك و كأني لا أسمعهم .. هل هم حمقي ؟ .. انا أسمع كلماتهم عني و عن أخي !! .. فقط لما يذكروني بذلك اليوم ؟

أسرعت بخطواتي للعيادة لكي أبتعد عن كلامهم هذا و هناك كانت تجلس إمرأه كبيرة بالسن يبدو إنها جاءت مع إحدى المرضى و يبدو ان إحدى المرضي هو بالداخل .

رغم كون أخي يكره التطفل الا انني فتحت الباب لأبدأ بتطفلي و أغيظه و لكن ...

لكن ما سمعته بين اخي و مريضه جعلني أتوقف .. أستمع بعينان شاخصة و قلب يتحطم مع كل كلمة‏ يقولها ذلك الفتي الباكي و أخي يواسيه .. لقد كنت .. أرى نفسي به !!

:_أنا اعلم أني مريض دكتور رايان .. الجميع كان يخبرني بذلك و لكني فقط كنت أعنفهم و أنفي هذا لاني لست مجنوناً دكتور .. لا اريد ان أبقى كذلك .. لست مجنوناً.

مريض؟! .. إرتجف جسدي و كلمات رايان تطبع بأذني حين أخبرني أني مريض .. لكن !! .. ألم يخبرني أني شفيت ؟ .. هل .. هل أنا كنت مثل هذا الفتي ؟! .. و ما حكاية الاطياف ؟ .. هل تلك مجرد هلاوس ؟! .. هل دارك إحدى تلك الهلاوس و أنا من إختلقته ؟! .. مستحيل !!!

:_لا بأس يا صغير .. أنت لست مجنوناً لا احد قال ذلك انت فقط مريض و ستتعافي قريباً ثق بذلك .. و بما إنك تعلم أنك مريض فثق انك ستتعافي .. إعتبر نفسك مصاب بالزكام وبعد ايام سيخف و لكنه يحتاج لبعض الوقت ليزول نهائياً .

:_حقاً ؟!

شعرت بيدي المرتجفة تسقط الحقيبة و لكني لم أهتم .. لقد إستحوذ تفكيري علي ما حدث للتو !! .. و فقط ما حدث جعلني أقتنع .. أني مريض نفسي .. تباً أنا لست كذلك!!

:_زين ؟!

رفعت نظري نحوه أنظر لعينه المصدومة و المتسعة بورطة لأشعر بحرقة بعيناي قبل أن أهرع أركض لمكان ما بعيداً عنه .. لا أريده ان يري وجهي .. أنا .. مازلت مريض ؟! ..

لكني سقطت علي وجهي حين كنت أركض لأفتح عيناه علي صورتي المشوشة بالبلاط الابيض بالممر و فجأه جاء ذلك اليوم بعقلي لأرفع أكمام قميصي و ضربات قلبي بإزدياد و فقط خائف من رؤية الحقيقة !! .. لكن الحقيقة كما تقال إنها مرَّة في بعض الاحيان !! .. كل شئ إتضح الان !! .. انا ما زلت لم أتعافي ! .. ما زلت مريض .. و أيضاً أنا من كنت أؤذي نفسي دائماً .. أنا لست طبيعياً .. انا مريض .. أنا مجنون !!

هناك شئ قاسي محشور بحلقي .. لا أستطيع إخراجه .. أود أن أصرخ لأبعده .. تلك الدموع التي تتساقط بغزارة لا تجدي نفعاً هي الأخرى .. أنا فقط عديم النفع .

فجأَة شعرت بيديه الدافئتان تلتف حولي ليلصق ظهري بصدره و أنا فقط رفعت يدي أتمسك بيديه و لم أكف عن البكاء ليتحدث بنبرته الدافئة العميقة التي أحبها : زين ..

قاطعته بحديثه .. لم أشأ أن أجعله يكمل و يكذب عليّ مجدداً .. أود الحقيقة فقط لهذا تحدثت بكل ما يحترق داخلي و همست بإنكسار بينما أشدد قبضتي علي ذراعه حولي : أنا .. انا مريض .. نفسي!! .. أنا مجنون ؟

لكنه هز رأسة نافياً ما قلته و تحدث بنبرته الحانية : لا صغيري .. لست كذلك .. انت زين فقط .

رغم كون كلماته مريحة الا انني شعرت بقلبي يؤلمني أكثر .. شعرت بالإنكسار و الضعف لأهمس بألم معترضاً : لا تكذب عليّ ..

رفعت ذراعي و أبعدت كم قميصي المدرسي لأظهر ذراعاي المشوهان و أكملت بنبرة أكثر إنكساراً و حزناً : أنا ما زلت مريضاً .. لم أتعافي بعد .. أنت تكذب عليّ لأنك أخي و لكني مازلت مجنوناً .. تلك الجروح أنا من فعلها و أنت فقط أوهمتني بأنني لم أكن الفاعل هاه ؟!

سمعت تنهيدته العميقة المليئة بالحزن و تحدث بنبرة المغلوب علي أمره : أجل زين ..

صمت مستعداً لسماع أخي و آرحت رأسي لكتفه حيث تابع بضيق ما صدمني و أشعرني بالنقص الشديد : أنت لم تتعافي .. مازلت مريضاً ...

شعرت ان ألاف السكاكين تدخل بقلبي .. أخي قالها لي ؟!

أغمضت عيني بقوة و هدأت تماماً رغم إرتجافة جسدي و لكن هذا حدث لوهله قبل أن أزيد بتنفسي المضطرب و أفتح فمي لأخرج تلك الصرخة المعترضة التي إحتبست داخلي لمدة طويلة .


----

تجمع الجميع حول رايان الذي يحتضن زين الذي يصرخ بكل ذرة ألم داخله قبل أن يصمت فجأه و تنهمر دموعه أكثر و لم يعد قادراً علي الحركة و جسده شعر به و كأنه شل فجأة ، ليعدله رايان بصمت حزين واضعاً يديه الاخري تحت قدميه ليحمله بين يديه و يسير لغرفته بالسكن تاركاً الاصغر يبكي دافناً وجهه بصدره و كأنه يشكي له إعتراضه علي مرضه هذا و لكن هل لنا أن نعارض أقدارنا ؟

جلس علي الاريكة تاركاً زين يجلس علي قدميه كطفل بالخامسة بينما يتشبث به بكل قوة و دموعه تنهمر لتخرج بعدها شهقاته التي تمنع أنفاسه من الخروج براحة و تجعله يشعر بالضيق و فقط تجاهل هذا .. ما علمه ليس سهلاً عليه .. ليس سهلاً علي الاطلاق و فقط يذكرة بماضيه الذي أراد نسيانه دائماً !

مسح علي شعره الاسود بخفة و شد ذراعه الاخر حول خصره أكثر و همس : زين لا بأس .. لا تبكي انا معك سيكون كل شئ بخير .

الا ان الاصغر زاد بتشبثه بقميصه من الخلف و تحدث بضيق شديد : انت كاذب .. انت تكذب عليّ .. لن أشفي أبداً ..

قاطعه رايان بإبعادة و فصل العناق بينهما .. ينظر لوجه المنكمش بحزن و الذي أخفضه سامحاً لتلك الدموع بإستمرارها بالانهمار ليرفع رايان أصابعه لتمسح دموع اخيه و تحدث بإبتسامة خافتة : ألا تثق بي يا أحمق ؟

رفع رأسه لينظر إليه بضيق بينما تابع رايان بنبرة استفزازية : ما زلت طفل بالنهاية أيها القزم .

كانت كلماته تلك فقط ليغير الموضوع و زادت إبتسامته المرتاحة حين دفعه زين و كاد يبتعد الا أن رايان أحاط خصره ليحتضنه مجدداً بقوة بينما يضحك تحت محاولات الاصغر لإبعاده و تحدث مغيراً الموضوع : اذاً ، لما جئت عندي اليوم أيها المتطفل ؟

توقف زين عن الحركة و أخفض بصره حين تذكر ما سبب مجيئه ليعقد جبينه بغيظ و حيرة ، هل أخيه يحاول التغيير الموضوع لأخر ؟

:_جئت لكي أراك و أخبرك بشئ ما .

وجد تلك الكلمات تخرج منه دون إرادة و كأن كلمات شقيقه كان لها سيطرة عليه بطريقةً ما ، فتابع رايان بنبرته العميقة الهادئة بينما يقرب ظهر شقيقه من صدره : و ما هو هذا الشئ صغيري ؟

أراح زين مؤخرة رأسه علي كتف شقيقة و أغمض عيناه و كأنه مسحور ، رادفاً : لقد أخبرنا الاستاذ .. أخبرنا إنه يوجد رحلة مدرسية الاسبوع القادم و أردت أن أذهب أنا و تومي .

أبعد رايان إحدى يديه و حركها لتستقر علي رأس الاصغر ليلعب به بخفة و يحركه بهدوء ، فشعر زين بالنعاس الا أن صوت رايان حين سأل جعلته يفتح عيناه : و هل تريد الذهاب ؟

:_أجل .. هل يمكنني أخي ؟

همهم رايان كموافقه و رد : اجل صغيري لا مانع لدي و لكن أولاً لنخبر والدنا .

إبتسم زين مجدداً بهدوء و أغمض عيناه بخفة و شعر فجأة برغبة شديدة بالنوم و زادها سؤال رايان الخافت و العميق : أتريد النوم يا زين ؟

هز رأسه بخفة دون أن يتكلم و ثواني حتي شعر رايان بهدوء أنفاسه و إرتخاء جسده ، فإبتسم فدائماً زين ينام حين يشعر بالنعاس و في أي مكان و كأنه يهرب من العالم و يعيش بذلك العالم المظلم الذي صنعه لنفسه .

تنهد رايان بعمق ليعدله بعدها ثم حمله و وضعه علي الاريكة التي كانا يجلسان عليها .. ينظر لجسد أخيه الصغير الذي بالكاد إستطاع تهدئته و لولا أن شقيقه يتجاوب معه و يهدأ بكلماته لكان الان إستخدم طريقة اخري لجعله يهدأ .

جلس بجانبه مخرجاً هاتفه علي إحدي الارقام و بعد تردد دام لدقائق طلب الرقم و ثواني حتي جاء الرد بنبرته القلقة : هل أنت بخير رايان ؟

غرز أصابعه بين خصلات شعره شديدة السواد و تحدث بنبرة متألمة حزينة : أبي .. زين علم إنه مريض و لقد كان منهاراً .. أنا أخطأت كثيراً .. كنت السبب لمعرفته بتلك الطريقة القاسية .. كل ما فعلته خلال الاشهر السابقة ضاع .. و الاهم لقد علم انه من يؤذي نفسه .

أتاه صوت جون القلق و الهادئ : صغيري رايان إهدأ و خذ الامور بروية .. أحضر زين و تعال و أيضاً عليك بالراحة فأنت ترهق نفسك كثيراً و بخصوص زين فإستغل تلك النقطة لصالحك و إبدأ بمعالجته ، انا واثق انه سيتحسن و أنت ثق أن شقيقك سيتحسن .

كلمات والده أنسته كل ما حدث فقد أخذ هذا الموضوع علي أعصابه و شك بنفسه لوهلة انه ليس قادراً علي مساعدة أخيه و أنه سبب كل ما حدث لأخيه كونه تركه ذلك اليوم ليذهب مع ميكايل و لكن والده دائماً ما يعطيه شعلة الأمل التي تخرجه من الظلمات من حوله ليبقي دائماً بذلك النور الذي ينير ظلمته .

:_شكراً أبي .. سأتي بأخي للمنزل .

إبتسامة خافته و حزينة لم يرها رايان كونها ظهرت علي شفتي جوناثان الذي تابع : لا بأس بني ، واجبي أن أبقي قربكم دائماً .. و الان أنا أنتظركما .

***

ضرب بخطواته الارض بعصبية و غضب شديد إحتل قلبه علي كل ما سمعه من أقرب الاشخاص لقلبه !!.. هل هو بائس لهذه الدرجة ؟ .. لما فَعلَا ذلك ؟ .. لما ؟ .. هل هو كان ناتج لتلك الخيانة منذ سنوات ؟ .. لا ، لا هذا مستحيل لا يصدق أبداً انه مجرد .. طفل آتي بسبب الخيانة !

إرتجف جسده و إمتلأت عيناه بدموع الخيبة و الخذلان لينحني علي حقيبته يبكي بألم شديد متجاهلاً والداه الذان يحاولان فتح الباب يطرقان عليه بقلق شديد .. مرت ثمانية عشر سنة أخفوا عنه الحقيقة و حين علمها علم أنه لم يكن يجدر به البقاء بهذا المكان و لا بهذه الحياه و لا معهما أبداً !! .. عليه الذهاب و لكن أين يذهب ؟ .. هل يذهب لرايان ؟ .. و لكنه قد يطرده و لن يتقبل وجوده ! .. اذاً ماذا يفعل ؟

مسح دموعه و أغلق حقيبته ليجرها وراءه ..

فتح الباب لتتوقف إيزابيلا و بيتر عن الطرق لينظرا له بقلق و حزن بينما يبادلهما هو نظرة حاقدة منكسرة و .. محطمة ليتركهم مغادراً .. لن يبقي معهما مجدداً .

يد إيزابيلا إمتدت تمسك بمعصمه يليها صوتها بينما تنزلق دموعها علي وجنتيها : أرجوك صغيري توقف و لا تذهب ..

سحب يده بعنف ليصرخ بوجهها بألم : أنت تخليتي عن إثنان من أبنائك امي .. أحدهم تخليتي عنه لوالده و الاخر ..

زاد صوته تألماً و إنخفض علو صوته و تابع بصوت مرتجف : لقد .. لقد كان رضيعاً أمي .. لم يكن يفهم و لا عالِم أين يذهب .. لقد كان طفلاً أمي .. كان طفل لم يتعدي يوم و أنت فقط .. أنت رميتيه بكل أنانية لأجلي ؟!..

إقترب منها يمسكها من عضدتيها و أضاف بنبرة دلت علي انه قد خذل كثيراً بما فعلته .. دلت عن حزنه و ثقته الزائدة التي أنهدمت بسبب الحقيقة : أتعلمين انه عاش حياته كلها يعاني ؟ .. أتعلمين أنه ترك تعليمه ؟ .. أتعلمين انه أصيب بمرض نفسي بسبب ما فعلتيه ؟

علا صوته و تركها ليتحدث بغضب بينما يتذكر كل ما حدث مع زين حين كان معه : إنه أخي يا أمي .. أخي الصغير .. سامحتك رغم ما فعلتيه بأخي رايان الذي يكرهني الان بشدة بسببك انت و أبي ، لكن .. أخي الصغير زين .. الطفل الذي رميتيه بكل أنانية لن أسامحكما عليه ، فلما سأثق بكما بعد اليوم بعد ما فعلتماه ؟ .. فقد ترموني أنا أيضاً أيها الانانيون .

إزدادت إنهمار عيناها حزناً علي صغيرها الذي تخلت عن كل شئ لأجله و تخلت عن طفلها .. زين! .. هل إسمه زين ؟!

:_زين ؟! .. إبني ؟!

همست و قد غزاها الحنين و إرتجفت يديها بينما تتذكر إنها تركته بنفسها بذلك المكان .. بتلك القرية .. لقد كانت غاضبه وقتها و لم تشعر بنفسها سوي بإبعاد ذلك الطفل الصغير الذي لم يكن يعي شئ .. تتذكر كيف إبتسم لها و أطلق ضحكته الصامته لأول مرة و لكنها تركته .. تركته و تركت معه قلب الام .. تركت قلبها .. و الان دارت بها الايام ليتركها إبنها الذي تخلت عن كل شئ لأجل ان يعيش هو .. حقاً سيأتي يوماً و تدور بنا تلك الايام لتعلمنا كم وقعنا بالاخطاء .. ستنقلب علينا بقوة و لا مجال للإعتراض !

أمسك بحقيبته و أراد ان يذهب الا ان يد والده منعه و أمسك بكتفيه قائلاً : ويليام توقف و إفهم الامر جيـ..

الا ان ويليام إبعد يد والده بإحترام و تراجع للخلف قائلاً باطإصرار : الامر الذي فهمته هو انني لست سوي ناتج لخيانتكم لأحبائكم و ليتني لم أولد أبي .

إستدار بعدها يذهب مخفياً لتلك العبرات التي تريد الهطول من زرقاوتيه مجدداً تاركاً حقيبة ملابسه كلها .. لن يأخذ شئ من هذا المنزل .. إنه كبير كفاية ليقرر .. فقط يريدهما أن يشعرا بخطأهما فبسببهما دمرا كل شئ .

بعد عدة دقائق قد كان يسير بين شوارع المدينة و ذاكرته تعرض عليه ما حدث منذ ان واجههما بطلب الحقيقة و إصراره لمعرفة الامر كله ثم حزنه و إنهياره و غضبه منهما و ترك المنزل لهما دون أن يستطيعا أن يوقفاه و هذا فقط .. يحطمه رويداً رويداً !

أخرج هاتفه بملامح حزينة و توقف ينظر لتلك السماء الغائمة التي بدأت تمطر فقد بدأ يهل الشتاء عليهم بهبوب عواصفه الثلجية المليئة بالمشاعر المختلفة .

نظر لذلك الرقم و شعر بالتردد من طلبه .. ماذا لو لم يهتم به ؟ .. ماذا لو طرده ؟ .. ماذا لو ؟....

تنهد بحزن و كاد أن يتراجع الا أن حركة خاطئة منه جعلته ينظر لشاشة هاتفه بعيون متسعة من شدة القلق و التردد الي أن سمع صوته العميق : ألو .. مرحباً ؟ ..

وضعه علي أذنه و عاد شريط حياته أمام عينيه يذكره بكل ما حدث لتمتلئ الدموع بعيناه ليتحدث بصوت مرتجف بينما بدأت تتساقط تلك الكرسالات البيضاء لتغطي الارض : أخي ...؟

-

بالجانب الاخر توسعت عين رايان بدهشة حين سمع صوت ويليام .. لم يكن يتخيل أن يتصل به .. قد أجاب بالصدفة عليه بسبب إنشغاله لما أمامه و هو حتي لا يعرف رقمةه و لكن .. المهم لما صوته يبدو بهذا الانكسار و التحطم ؟

شئ كهذا لم يكن قد لا ينتبه عليه رايان .. أحد الاطباء المميزين بطب النفس و لكن و رغم ذلك الا انه أجاب ببرود : ماذا تريد ويليام ؟

لكن الاخر نبرة صوت أخيه كانت كفيله بإضعافه اكثر .. بألمه أكثر .. بإنهياره أكثر و أكثر .

زادت إنهمار تلك الدموع بغزارة لتملأ وجنتيه و نزل علي ركتيه بألم كبير تغلغل بأعماق أعماقه ليتحدث من بين بكائه المتألم بنبرة يائسة من كل شئ : اخي أنا أسف علي كل شئ .. كل ما حدث معكما كان بسببي .. لست سوي غلطة سبَبها والداي .. أسف أخي ..

زادت دموعه و تألمه أكثر في حين توسعت عين رايان و ملأ قلبه القلق ، فهو مهما كانت معاملته مع ويليام سيئة الا أنه يعتبره أخاه تماماً و لكنه لا يظهر ذلك .. لم يظهر يوماً إنه يهتم به أو خائف عليه لكنه فقط كان يحميه .. يحميه من الحقيقة و ما خلفها .. أفعاله به كانت لتجعل ويليام يكرهه و يبتعد عن معرفة حقيقة كونه مجرد غلطة فيما مضي .. بسبب علاقة غير شرعية غيرت الموازين و أظهرت النوايا لتسقط بها الجميع دون إستثاء .

:_أين أنت ويليام ؟

سؤاله الجاد و القلق جعل ويليام يهدأ قليلاً و أجاب بصوت بالكاد سمعه رايان الذي كان يستعد لمغادرة قصر والده : انا بالشارع .. الرئيسي..

لم يكمل و سكت فجأة فتوقف رايان و ناداه بقلق : ويل .. ويليام ماذا حدث ؟

*
*
*
يتبع..

ظهرت حقيقة أخرى 🙃

رأيكم ؟

اظن ان هناك من استغرب لأن ويليام اكبر من زين رغم انه كان يجب ان يكون اصغر من زين لكن الحقيقة المرة ظهرت !😶

لما صمت ويليام ؟

و هل تخيلتم ان رايان يعلم حقيقة ان ويليام ابن غير شرعي ؟

هل لإيزابيلا الحق بالتفكير مجدداً بصغيرها التي تخلت عنه ؟

و هل يمكن ان يسامحها زين يوماً ما ؟

أكثرت من الاسئلة لذا الي اللقاء 😅

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top