PART 20
"لكل صديق مكان معين في حياتك، هناك صديق يشارك ذوقك في الموسيقى، و آخر يشارك هوايتك، و هناك مستمع رائع، و آخر تأخذ منه النصائح، و آخر لديه روح الدعابة التي تناسبك، لذلك لا تحاول إستبدال الناس.🎐
لا يمكن لأي صديق أن يمنحك ما يمكن أن يقدمه لك صديق الأخر...
----
بقصر آل سميث !!
كان يجلس بغرفته و تحديداً مستلقياً علي سريره شاعراً بالراحة بينما جسده الصغير يغطس بتلك المرتبة الاسفنجية و رغم شعور الراحة الا ان هذا لم يدم طويلاً فعادت أفكاره تعصف بذاكرته لتذكره بالماضي الذي أراد نسيانه و بحاضره الذي يحاول تناسيه .. كلاهما .. الماضي ، و الحاضر .. كانوا أشد عليه قسوة .. فالماضي يذكره بكل ما مر به للأن منذ فقدانه لتلك المرأة بسبب المرض "أمة بالتبني" التي ربته الي ان كبر لتتركه بعدها ليسقط بين يدي ميكايل ثم بعد ذلك تلقي الاسوأ علي يد ميكايل و قد صبر علي أفعاله ظناً انه والده الحقيقي و بعد سنوات اكتشف الحقيقة المرة .. اكتشف انه كان بين انياب الوهم .. اكتشف ان كل ما عاشه كان لأجل كذبة .. إكتشف انه صبر و تحمل لأجل مجرد كذبة لينتهي به بسببه مرة اخري بين يدي ذلك الرجل الذي لازمه شهر كامل بذلك المكان يتلقي تعذيباً جسدياً و نفسياً علي يده ..
اما الحاضر فهو يتسائل دائماً لما حياته منذ صغره تأخذ منعطف أخر تماماً لتوقعه دائماً و كلما عاد ليقف يسقط بقوة .. لما عندما وضع أمل انه سيحصل علي جميع إجاباته تلقي أسوأ صدمة بحياته!! .. تلك الحقيقة التي أراد ان يعلمها بشدة كانت سبباً في تعاسته .. تلك الحقيقة هي السبب في انهاء ذلك الامل بقلبه .. هل هناك مفاجآة اخري لعقله و قلبه ؟ . فهو لم يعد يتحمل .. يكفي اكتشافه ان سبب معاناته كانت أمه التي لم يرها بحياته و لم يستشف دفء حضنها ابداً .
تنهيده عميقة أطلقها و يده تستقر بجانبه بعشوائية بينما يغمض عيناه غارقاً بتلك الافكار و الذكريات بينما يتسلل نور الشمس من نافذة غرفته ..
عقد جبينه حين تذكر ميكايل فأين هو الان يا تري ؟! .. و لكنه نفض هذه الفكرة من عقله فلن يفكر به ابداً بعد اليوم فهو لا يريد ان يتذكره ابداً !
فجأة تهادى لمسامعه صوت خطوات اقدام خافته و كأنها تتسلل و قبل ان يفتح عيناه شعر بأحدهم يقفز عليه ليغرقا جسديهما بالمرتبة الاسفنجية و معها اطلق زين صرخ متألمة ، فزعة !! يليها ضحكات يعرفها جيداً .
رمش عدة ثواني لينظر بحدة لتوماس الذي ما يزال يضحك و فجأه صرخ توم بألم حين سقط من علي السرير بعد ان دفعه زين الذي نظر له بسخرية .
:_احمق هذا مؤلم .. ألا تشعر بصديقك ؟
تذمر بعيون بها دموع مزيفة ليرمقه زين ببرود قبل ان يبتسم بخبث و عقله يعمل فسكت توماس و ابتسم مثل إبتسامته ليقترب منه و كأنه لم يحدث شئ منذ قليل بينهما وهمس بمكر : بماذا تفكر اخي ؟
شده زين من معصمه ليقرب فمه من أذن رفيقه و أحاطه بكفه بينما يهمس له و خلال ذلك كانت تتغيرت ملامح توماس مرة بقلق و مرة بعدم رضا و مرة اخري بإبتسامة الي ان ابتعد توماس ليضرب كفه بكف رفيقه هاتفاً : مشاكس كبير انت يا رفيقي !!
ضحك زين بخفه و إحراج بينما يبعثر شعره قائلاً : انا فقط أريد الانتقام تومي !
بادله توم الضحك ليتحدث بغموض : لنودع حياتنا و نبني لنا مقبرتين محترمتين لجسدينا ههههه !!
----
و بنفس القصر و تحديداً بمكتب جون .. كان يقف رايان أمام مكتب والده ينتظر تحدث والدة القابع خلف مكتبه بصمت ..
دفن يديه بجيبي بنطاله الاسود كحال قميصه القطني و تحدث بملل و ضجر : أبي تكلم بسرعه نحن لسنا بمسابقة للصمت هنا .
الا ان والده تجاهله لينظر له بانزعاج : ابي ..
قاطعه هذه المرة ببرود استغربه رايان : أجلس بصمت .
شعر رايان بالقلق و لكنه أطاعه ليجلس أمامه منتظراً من والده ان يتحدث ..
بعد مرور مدة من الوقت تثائب بملل بينما يدير بصره بأرجاء مكتب والده ..
:_الان .. اخبرني ما الذي تخفيه عني ؟
نطق و تسمر رايان قبل ان يدير بصره لوالده بملامح هادئة تخفي ذلك الارتباك داخله من سؤاله المفاجئ ..و لكنه اجاب بهدوء : الأمر ...
الا ان صوت فتح الباب قاطعهم لينظرا ناحية الباب ليجدا توماس يقف بملامح مرتعبه ، فتحدث جون بقلق : ما بك توم ؟
رد توم بقلق كبير موجهاً حديثه لرايان : رايان تعال بسرعة ..
عقد رايان جبينه بقلق و سأل
:_ ماذا حدث ؟
رد توماس فوراً بينما يتقدم منه يسحبه من معصمه ليقف رايان و قد غزاه القلق كما حال جون بالخلف الذي وقف أيضاً يتبعهم : اخي رايان زين يريدك .. انه ليس بخير .
ما ان سمع بذلك ترك يده ليهرع لزين بقلق شديد خوفاً انه مرض مجدداً ليتبعه جون ، و توماس الذي ابتسم بخبث بينما يتبعهما .
--
كان ينحني بخفه تحت عتبة الباب بغرفته يربط إحدى الحبال مع بعضها البعض ثم سحب طرف من الحبل الرفيع في يده ليقف خلف الباب حين سمع صوت رايان يناديه ليهمس بداخله بمكر شديد :" سأنتقم منك اخي ! "
ومع نهاية تفكيرة دخل رايان هاتفاً بإندفاع : زيـ.... .
الا انه وجد شئ ما ينسكب فوق رأسه ليغرقه ، فشهق بينما يتراجع للخلف ليتعثر بحبل رفيع قام زين بشدة ليسقط الاكبر ارضاً و عندها شعر بشئ رطب يجلس فوقه و ثواني يستوعب الصدمة و تلك الرائحة الكريهة تداعب أنفه !!
رمش جوناثان بينما كتم توم ضحكاته لينفجر جون بالضحك حين فهم ان كل ذلك كان مقلب من زين !!
فجأة سقط زين ممسكاً ببطنه بعد ان إنفجر ضحكاً علي مظهر شقيقه المصدوم ..
لكن هذا لم يدم لثواني فقط كان هدوء ما قبل العاصفة و لك ان تتخيل عاصفة من غضب رايان !!!
:_سأقتــــلك أيهـــا التــــافه الشقـــي !
صرخ رايان و الشرر يتطاير من عينيه ليتحرك لكي يمسكه ..
إنتفض زين بخوف و اطلق صرخة فزعة حين كادت يد رايان تطاله و لم يجد نفسه الا خلف والده متمسكاً بسترته بقوة لكن هذا لم يوقف رايان الذي تحرك وراءه بملامح غاضبة و حادة مقرراً القضاء عليه هذه المرة .
:_لن اتركك هذه المرة !
بينما يحاول ان يمسكه و الاصغر يراوغه و يختبئ بوالده ، هو لن يتركه ! يكفي انه فعل به ذلك و شوه مظهره و هذا ما لن يسمح به ابداً ..
:_أبــــــي!!!!
صرخ زين بإسم أبيه و تشبث به حين أمسكه رايان و هنا تنهد جون بأحباط ليبعد يد رايان قائلاً بإبتسامة علي مظهره المبعثر الملئ بالبيض و مواد غريبة لزجه : لا بأس رايان سامحه هذه المرة .. انه فقط يمزح معك .
رد رايان بغضب بينما ينظر لملابسه : و هل هو طفل ليفعل ذلك ؟! .. انظر لملابسي و مظهري الذي شوهه بأفعاله القذرة !! .. لن أرحمة يا ابي !
أراد سحبه مجدداً و لكن الاصغر تشبث بأحضان جون و هتف : لن اذهب معك .. أبي إجعله يتركني ..
إنحني جون فجأه ليحيط جسد صغيرة و يبعده عن رايان الذي عبس بإنزعاج من والده الذي تحدث بإبتسامة مستفزة : لن أجعلك تمس صغيري الظريف .
لكن ما قاله جعل زين يبعد عنه فوراً شاهقاً بأحراج بينما وجهه صبغ باللون الاحمر ليتحدث بإرتباك و عبوس : لست .. صغيراً أبي !!
تقدم رايان ليسحبه من معصمه و لكنه شهق فجأة حين إرتطمت بوجهه مياه غزيرة يليها صوت عابس : لن أدعك تمسّ رفيقي أبداً .
و قبل أن يستوعب ما حدث كان الصغيران قد هربا لغرفة جوناثان و أغلقاها خلفهم هرباً من رايان الذي يكاد يشعل البيت بسبب ما فعلاه به .
:_إذهب و إستحم فرائحتك قذرة !
نطق جون مقهقهاً علي مظهر ابنه الذي رمقه بغيظ و توعد لزين و توماس ليذهب بخطوات تضرب الارض من شدتها ليلتفت بعدها جون عائداً لما كان يفعله مقرراً الحديث معه بوقت لاحق .
----
:_كان هذا رائعاً !!!
صرخ زين بمرح و حماس بينما يضرب كفه بكف رفيقه الذي تحدث : سيقتلنا بالتأكيد .
رد زين بإقتناع نفسي و إبتسامته المرحة تتسع : لن يفعل .. و حتي و ان حاول فإن أبي سيمنعه .
ظل توماس يحدق به و بإبتسامته بشرود .. يري صديقه لأول مرة يبتسم .. يري رفيقه الوحيد لأول مرة يظهر تلك المشاعر بصدق .. هل هذا يدل علي ان صديقه بخير ؟ .. هل اخيه بخير ؟!
فجأه شعر بيد و أنامل ناعمة علي وجنته ، فرمش بينما يحدق بزين الذي كان يمسح دموعه التي نزلت بدون ان يشعر حتي بينما يظهر بوجهه قلق كبير و سأل : تومي .. ما بك ؟ .. هل .. هل فعلت شيئاً لك بدون قصد ؟ .. لماذا تبكي ؟
تقدم توم خطوه ليحيط جسد رفيقه بذراعيه دافناً رأسه بعنق رفيق طفولته الذي شعر بالقلق و الحيرة الي ان سمع صوت توم : انا .. انا فقط سعيد كوني أراك بخير و تبتسم بهذا الاتساع اخي .
هو فقط مصدوم من ما قاله رفيقه !! .. هل يبكي فقط لأجله ؟! .. هل نزلت تلك القطرات الغالية من عينيه فقط من اجله هو ؟ .. هل لأجل انه رآه سعيداً ؟! .. ألهذا الحد كان رفيق طفولته يرى بؤسه ؟! .. حزنه ؟! .. ألمه ؟! .. هل ..
رفع ذراعيه ليبادله بقوة تاركاً صمته ما يجيب رفيقه .. هو حقاً سعيد .. سعيد كون هناك من يهتم لأمره .. سعيد لانه وجد صديقاً يبقي معه للنهاية دون خذلان مجدداً .
لكن هل لهما ان يبقيا للأبد ؟ .. هل يمكن أن تبقي صداقتهما للأبد ؟
سنعلم هذا فقط مع مرور الايام .
---
في المساء كان توم ما يزال جالساً مع زين بينما يذاكران معاً ...
:_هذه المسألة .. من وضعها غبي !
تذمر توماس بينما يرمي بالقلم علي السرير و يرتمي عليه بعبوس شديد ليتحدث زين بهدوء بينما يجلس علي الطرف الاخر من السرير منحني علي الكتاب و الدفتر : أعلم إنها صعبه و لكن ان لم نحلها فالاستاذ سيعاقبنا، توم ، لذا تعال لنحاول .
أدار توم وجهه فقط لزين ليرد : إصمت أنت .. لن أحلها سأجعل أبي يحلها .
رفع زين نظره عن الكتاب و تحدث بإستغراب : صحيح توم .. هل خالي ماكس بخير و الخالة مادلين لم أرهما منذ مدة .!
إعتدل توم و أجاب بهدوء : أجل هما بخير و لكن هذه الايام أبي مشغول بالعمل بالمشفي و امي عادت لتعليم الاطفال الصغار بالروضة .
أومأ زين بتفهم لينظر بعدها لتوماس : ما رأيك أن نخرج غداً ؟ .. مللت من جلسة البيت .
إبتسم توماس و رد : أجل موافق و أخبرني ماذا حدث بخصوص العرض هل فزت أم.. ؟
قاطعه زين بحزن و ضيق : لم يعلنوا النتائج لقد تعرض مشرفنا بحادث سير و أخبروا أخي راي بأنهم سيفعلون حين يصبح بخير .
وضع توم يده علي كتف رفيقه و تحدث بمرح بينما يهزه بإستفزاز : لا تعبس أيها البكَّاء واثق إنك الفائز !
رغم غيظه الا ان ما قاله رفيقه و ثقته به جعلته يبتسم تلقائياً .
***
خطت تلك الخطوات بذلك الميناء المهجور بكل هدوء الي ان توقف صاحبها أمام فتاة بشعر أحمر منساب علي ظهرها و عينان زرقاوتين من يدقق بهما يعلم انها تضع عدسات لتخفي لون عيناها الحقيقي .
تفحصها بناظريه السوداوين .. ترتدي فستاناً قصيراً فاضح باللون الاسود اللامح و كأنها أتت من إحدي الملاهي الليلية بعد ليلة طويلة بالرقص .. بيدها أمسكت بسيجار بين إصبعيها السبابة و الوسطي و إستنشقت رحيقها بكل إستمتاع مع إبتسامة ساحرة رسمت علي شفتيها الذي تصبغت باللون القرمزي الذي يخطف الأنظار .. كانت مثيرة حقاً و لكن بالنسبة للذي أمامها فلم تحرك فيه ذرة من رجولته تجاهها بل تحدث ببرود و بدون مقدمات : هل هكذا ستؤدين مهمتك بهذا المظهر يا أنسه جومانا ؟
أتسعت إبتسامتها و أمالت جسدها واضعة يدها علي خصرها و كأنها تحاول أن تغري من أمامها و الذي لم يحرك ساكناً بينما تتحدث بنبرة لعوبة : أوه سيد جوزيف لما تقسو عليّ ؟ .. لقد أتيت خصيصاً لأجلك للذهاب لفعل تلك المهمة السخيفة ..
قاطعها بنظرة حادة : أصمتي .. أتيت بك الي هنا لتنفذين دون ثرثرة .. غداً حاولي ان تغيري من مظهرك حتي لا تكتشفين من أول وهله .
إستدار بعدها ليتركها بينما يتحدث بنبرة تهديد واضحة رغم برودها : ان لم تنفذي ما مرتك به ستكونين بعداد الموتي .
أقشعر جسدها من نبرة صوته و شعرت بالخوف من كلماته تلك لهذا قررت ان تنفذ المهمة تلك بأي طريقة حتي لا تكون هي الضحية بالنهاية فمن حدثها منذ قليل اليد اليمني لزعيم المافيا .
*
*
*
يتبع..
🙂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top