PART 16


إرتدى قميصاً باللون القرمزي و بنطال اسود و وضع حقيبته علي كتفه ليمسك بهاتفه يعبث به بينما يسير متجهاً للسيارة ليقوم بالركوب بالمقاعد الخلفيه واضعاً قدماً علي الاخري قائلاً للسائق : هيا يا عم .

إبتسم السائق و أومأ ليغادر متجهاً لوجهة الاصغر الذي لم يخبر أحد عليها .

بعد ساعتين من السفر توقفت السيارة أمام الفنادق بالعاصمة ليقوم بالنزول منها يدخل بينما ما يزال الهاتف مستقراً بين يديه يعبث به بينما السائق نزل من السيارة لينقل أشيائه لغرفته التي حجزها بإسم مستعار و عمر مختلف بالفندق .

بعد ساعة أخرى كان قد إستلقي علي السرير الخاص به بينما يفكر بكيف يذهب لقصر الطبيب جوناثان ليري شقيقه الكبير ؟!

تنهد بعمق لينهض خارجاً من الفندق بأكمله ليتجه نحو وجهته مقرراً أن يبعث لنفسه بعض الشجاعة ليستطيع الذهاب و المواجهة .

سار في الطرقات بغير هدى بعد أن شعر بالتوتر و القلق من الذهاب لهذا قرر ان يشم بعض الهواء النقي قبل ان يذهب و أن يري بعض معالم هذه المدينة .

في طريقه توقف ينظر لذلك البناء الاثري الكبير ليبتسم و يسير تجاهه ليدخل المتحف علَّه يجد ما يشغله قليلاً .

في ذلك الوقت ..
توقفت سيارة سوداء امام المتحف ليصدع منه صوت متعصب حاد : إن مرضت أيها الاحمق سأقتلك .

عبس زين منزعجاً من شقيقه لينظر لتوماس قائلاً : توم أخبره إنه ليس له شأن بما أفعله طالما أخذت الإذن من أبي للمجئ لحضور العرض .

نظر توماس لرايان الذي يكاد يغلي من الغضب ليعود ببصره لزين قائلاً بإرتباك : تريد الحقيقة ؟ .. انت مخطئ .

حدق زين برفيقه بغيظ بينما إبتسامة ساخرة و ساخطة رسمت علي شفتي رايان الذي نظر لشقيقه قائلاً : اذاً إقتنعت إنك المخطئ أيها الوغد ؟ .. أنا سأتركك الان و لكن إن مرضت ستري وجهي الاخر .. هيا إنزلا .

رمقه زين بسخط ليكون اول النازلين من السيارة ليقوم بدفع بابها بغضب يغلقه بقوة شديدة ، فنظر له رايان بحده تجاهلها زين الذي سار للداخل و إتبعه توماس ضاحكاً بينما يوجه حديثه لرايان بمرح : إهدأ رايان سأهتم به لا تقلق .

تنهد رايان ليقود السيارة بعدها للمشفي رغم قلقه بترك شقيقه المصاب بالمتحف فهو خائف ان يمرض او تسوء حالته و فقط ، لما وافق والده علي الامر ؟

:_زين لم يكن عليك الخروج حقاً .

نطق توماس بتوبيخ لرفيقه الذي عبس و تجاهله قائلاً : توماس أيمكنني الحديث معك بأمرٍ ما ؟

نظر له توماس بإهتمام بينما يسير معه لغرفة المدير : ما هو أخي ؟

توقفت خطوات زين ليتوقف معه توماس بينما تحدث زين بنبرة حزينة محتارة : توم .. هل تعلم من تكون أمي ؟ بما إنك تكون إبن خالي ماكس الذي لم اكن أعلم انه خالي .

أخفض توماس بصره بإحباط ليتحدث بتنهيدة : حتي انا لا اعلم شئ عن حياة ابي .. لقد حاولت بعد ذلك اليوم حين جئت لإعادتك و لكن أبي وبخني بشدة و أمرني أن لا أتحدث بذلك الموضوع .

عبس زين بإنزعاج ليتابع السير للداخل ..

وقفا الصبيان أمام المدير ليتحدث زين بهدوء : سيدي لقد أتيت .

حدق به ادوارد ليتحدث بإبتسامة قلقة : لما جئت زين ؟ .. لقد سمعت ما حدث معك فقط لما لم ترتاح الي ان تتعافي و يمكنم المجئ بعد ذلك .

ابتسم زين و رد : لا بأس سيدي انا بخير .

تنهد ادوارد و نهض بينما يتحدث : حسناً يا فتي لنذهب لنري العرض الي ماذا وصل ؟

تابعاه الصبيان بهدوء الي ان قطعه توماس قائلاً بمرح : انت محظوظ يا اخي .. سعيد لإنك وصلت لما كنت تحلم به .

لم يتلقي رداً من زين الذي كان شارداً لينظر له توماس بقلق منادياً : زين ؟

الا ان زين كان بعيداً تماماً وعيناه تحدق بدارك الذي ظهر امامه متحدثاً بملل : حقاً ؟! .. هل ما زال لديك أحلاماً بعد كل ما حدث ؟ .. عار عليك يا زين ! .. لم أخالك تسير وراء ذلك المدعو رايان ليتحكم بك !

امتلأ قلب زين بالحزن و الرفض لكلام دارك و كاد يرد متناسياً من حوله الا ان يد رفيقه أيقظته لينظر له بوجه منزعج و شاحب : ما بك زين ؟ .. هل عاد الالم لجر....؟

الا زين أبعد نظراته التي عادت للهدوء ليتحدث مرتبكاً : فقط أردت .. الذهاب الي الحمام أنا متوتر أخي .

ابتسم توماس و اقترب ليحاوط رقبة زين بذراع ليرفع يده الاخري مبعثراً بها شعره بقوة بينما يضحك متكلماً بمرح : اخي زين متوتر ؟ .. بالطبع لن تكون كذلك و أنا معك ايها الطفل البكاء !!

عبس زين و أبعده عنه بقوة بسيطة قائلاً بغيظ : إبتعد عن شعري يا غبي لقد أفسدته .

كان يتكلم بينما يحاول ان يرجع تسريحته لمكانها الصحيح و العبوس محتل ملامحه بينما رمقه توماس بسخرية ليتجاهله زين ليدخل الاثنان بعد ذلك لمكان العرض ليجدوا عدداً من المشاركين هناك بأعمارهم او أقل .

انضم زين لهم بعد الكثير من التردد ابعده توماس عنه بكلماته المشجعة .

صار الوقت يمر و بدأ معه اندماج زين و الجميع برسوماتهم الي ان مرت عدة ساعات لا يعلمها زين الذي سلم رسمته للمشرف عليهم ليقترب بعد ذلك من توماس ليقف قربه ينظر للمشرف الذي تحدث بصوت عالي مبتسماً : حسناً شباب أبدعتم اليوم .. غداً سوف نخبركم بالنتيجة .

تحرك الجميع بعد ذلك مغادراً لينظر زين لتوم قائلاً بهدوء : إنتظر مع العم إدوارد الي ان أذهب للحمام و آتي .

و ذهب دون سماع رد توماس الذي تابعه بناظريه بقلق فهو شعر ان رفيقه يحاول إخفاء شئ عنه الا انه راعي خصوصيته ليضطر للجلوس الي ان يأتي .

--

كلما أقترب من دورة المياه كلما هدأت خطواته و إنتشر به الألم سريعاً ليستند بسرعه علي الجدار سامحاً لنفسه بالانهيار بمفرده دون أن يراه توماس و يقلق عليه .. لن يسمح لأحد ان يري ضعفه مهما كان حتي لو كان رفيق طفولته .. لا احد يجب ان يراه ضعيفاً .. يجب ان يثبت للجميع انه ليس ضعيفاً!! .. يجب !!

سار بهدوء ليدخل دورة المياه .. ينظر للمرآه ليري ملامح وجهه المصفرة و الشاحبة .. الارهاق واضح بتقاسيم وجهه .. عيناه الصافية مظلمة تماماً .. كان ضعيفاً تماماً و هذا ما لا يريده أبداً !

فتح صنبور المياه ليتدفق المياه عبر أنابيبه لتخرج امام زين الذي رفع كفيه يغرقهما بالمياه قبل ان يدفع بالماء علي وجهه لعلّه يداري تعبه و إرهاقه ..

:_أتدرك ان محاولاتك تلك لعدم إظهار ضعفك ستذهب مهب الرياح ؟ ..

فتح عيناه و أستدار بجسده مستنداً علي الحوض ليجد دارك ينظر له ببرود بينما يستند علي الحائط بظهره مكتفاً ذراعيه لصدره بينما يتابع :_رايان يحاول اخبارك دائماً انك مريض .. انه يحاول ان يجعلك تدرك شئ ليس صحيحاً و أظن انه نجح بذلك .. إنظر لنفسك .. تخاف من كل شئ .. لا تريد لأحد ان يري ضعفك و لكنك حقاً ضعيف .. انت ضعيف يا زين و لكن ليس بسبب المرض .. بل بسبب كونك لا تستطيع أخذ موقف لكل ما يحدث ..

:_يكفي !!
قاطعه زين بينما ملامح الألم تطبع علي وجهه و يده تشتد علي مكان إصابته فقد إجتمع ألمَان معاً .. ألم الجسد و ألم الروح .. دارك هذا لا ينفك أن يريه ضعفه .. مخرجاً كلماته بعنف لتدخل قلبه .. لما اذاً قال انه نتاج لمشاعره المدفونة ؟ .. هل كلامه صحيح ام خطأ ؟ .. لم يعد يتحمل اكثر !!.

يده إشتدت علي الاصابه بينما ينزلق بجسده ببطء للارض ليضع يده الاخري علي جانب رأسه ليمنع جزء من صوت دارك الذي نظر له ببرود بينما يتحدث الفتي بألم شديد وحزن عميق داخله بنبرة مترجية : يكفي أرجوك .. لما لا تبتعد عني فقط و تريحني ؟ .. لما دائماً ما تخبرني أن من حولي لا يتقبلون وجودي و انا أرى عكس ذلك بأعينهم ؟ .. لما لا تريدني ان أحيا حياتي و طفولتي براحة ؟ .. لما يا دارك ؟ .. انا لست مريضاً .. لست كذلك حقاً .. لست كذلك .. الجميع لا يفهمني .

صمت حين شعر بإزدياد ألمه بينما اختفي دارك تماماً تاركاً جسداً شبه سليم بروح و نفسية محطمة لينكمش زين علي نفسه مشدداً بكفه علي مكان جرحة غير منتبه علي ذلك السائل القرمزي الدافئ الذي لون قميصه .

:_هل انت بخير يا فتي ؟

فتح زين عيناه و رفع بصرة ينظر برماديتيه لتلك العينان الزرقاوتين الذي امتلأت بقلق كبير بينما يجثو أمامه .. ملامحه كانت قريبه من ملامح خاله ماكس و لكن .. هل يعرفه ؟ .. هل تقابل معه من قبل ؟

إقترب ويليام ليسند زين ليقف و لكن الاصغر تمسك بقميص ويليام بضعف و ألم هامساً : انتبه هذا مؤلم !

حاول ويليام إسناده برفق كي لا يؤذيه بينما يسأل بقلق : هل أنت مصاب ؟ .. أين أسرتك ؟

:_ليسـ ـت .. معي !!
قالها و أغلق عيناه لينهار أمام اخيه غير الشقيق .. أخيه من والدته .. جمعتهما الصدفه معاً تحت ظروف غريبة جداً لهما .. أحدهما جاء للمرح و ابعاد توتره خوفاً من مقابلة شقيقه رايان و الاخر .. جاء مع ابن خالهما و رفيق طفولته لعلّه ينسي ما حدث ليفترق اثنان و يجتمع إثنان دون معرفه لهويتهما و أن لقائهما سيغير الكثير .. سيفتح جروحاً قد ضمدت .. و يحيي ماضيً قد دفن بأعمق أعماقهم .. فكيف سيكون مصير الجميع ؟

----

توقف رايان بالممر بتوتر شديد ليستدر لتوماس هاتفاً بحده و توبيخ : لما لم تذهب معه يا توماس ؟

أخفض توماس بصره بقلق و ندم بينما أكمل رايان بقلق شديد بينما يدور حول نفسه : لقد مرت ساعتين بالفعل و لم نجده بالمكان بأكمله .. أين هو ؟! ..أنا خائف عليه بشدة !! .. تري ماذا حدث له ؟ ..

قاطعه اقتراب حارسه الشخصي ليتحدث بأسف : لم نجده سيد رايان .

نظر رايان لحارسه و القلق يغزو قلبه بينما يفكر بشقيقه الصغير بخوف ":_يا إلهي حتي كارل لم يجده ؟! .. اذاً أين ذهب ؟ .. هل ذلك الشخص الذي تسبب بإصابته قد أختطفه ؟ .. لا لا ، ما هذا التفكير ؟! .. و لكن .. انا قلق ماذا لو حدث له شئ او إختطفه أحد بسببي ؟ .. يا إلهي ماذا أفعل ساعدني!! ".

توقف عن التفكير ليتقدم من توماس ليمسك معصمه بقوة بسيطة و يقوم بسحبه خلفه بينما يتحدث بجدية لحارسه الشخصي : كارل اتصل علي المحقق غابرييل و إسأله ان كان علم بمن تسبب بإيذاء زين .

أومأ كارل و قام بإخراج هاتفه ليتصل علي غابرييل منتظراً الرد .....

في أحد اقسام الشرطة .. رجل متوسط الطول بعيون عسليه و شعر أسود كان يجلس علي كرسي مكتبه بهدوء يراجع احد اوراق احدي قضايا الارهاب و السرقة ليقاطعه صوت هاتفه الشخصي يرن .

ترك ما بيده و رد دون رؤية من المتصل ليأتيه رد الاخر بنبرة هادئة : سيد غابرييل .. ماذا فعلت بقضية دكتور رايان سميث؟

نظر غابرييل بعيناه العسلية لمساعده الذي دخل المكتب بيده ملفاً أسود و أجاب بسؤال : و أين ذلك الشاب لأحدثه ؟

تنهد كارل و أجابه ب "حسناً " ليتقدم من سيارة رايان ماداً الهاتف له ليتحدث : دكتور رايان .. السيد غابرييل يريد محادثتك .

أخذ رايان الهاتف ليضعه علي أذنه و رد بإقتضاب : سيد غاب...؟

الا أن الاكبر رد بنظرة باردة يوجهها نحو ذلك الملف المهم : ليس لي حديث معك أيها الطفل .. حديثي سيكون مع والدك .

أغلق الخط بعدها دون سماع رد من رايان الذي توسعت عيناه بصدمة و خوف فهو قطعاً لا يريد إخبار والده .. ثم انه ليس بطفل !! ذلك المتكبر !!

زاد غضب رايان و أعاد إتصاله مرة و إثنان و ثلاثه و لكن .. الرقم مشغول !!

أعطي الهاتف لكارل و ظهر علي ملامحه الانزعاج ليقوم بإخراج هاتفه ليتصل بكريستيان و ثواني حتي أتاه الرد : مرحباً راي ..

الا ان رايان هتف بقلق : كريس ساعدني أرجوك ..

إنتبهت حواس كريس بإنتباه و قد غزاه القلق بينما يسأل بحيرة : ماذا حدث رايان ؟

تحدث رايان بإضطراب و ظهرت بملامحه الالم لأول مرة : كريس ، زين مفقود و هناك ذلك المحقق المتكبر غابرييل صديق والدي .. أردت معرفة شئ عن قضية الإغتيال الذي أصيب بها أخي الا انه يبدو انه اكتشف شيئاً و سيخبر به ابي و عندها سيعلم ان ذلك الاغتيال كنت انا المقصود به .

كان يتكلم بسرعة بينما يسمعه رفيقه الذي تحدث بعدها : حسناً سأحاول الوصول و البحث عن زين و أنت إذهب لوالدك لتوقف تلك المشكلة رغم إنني لا اريدك ان تخفي الامر اكثر علي والدك فهذا خاطئ يا رايان .. أما زين فأخبرني كيف ضاع منك ؟

رد رايان بهدوء و إنزعاج : لقد أوصلته للمتحف لتأدية إحدى العروض و توماس كان معه و لكن ذلك الطفل تعلم انه لا يستمع للكلام أبداً و قام بترك إبن خالي قائلاً انه ذاهب للحمام و بعدها لم نجده لا أنا و لا توماس .

تنهد كريستيان و تحدث : حسناً انا سأهتم بذلك الامر و انت اذهب لوالدك و أخبره ان زين معي لفحصه الطبي و انه سيكون معي اليوم بأكمله حتي لا يقلق أكثر .

وافق رايان و قد عادت ملامحه الباردة لوجهه رغم القلق الشديد الذي يملأ قلبه و بالجانب الاخر عند كريس .. كان قد ركب هذا الاخير سيارته ليغادر مع رجلين معه ليساعدانه بالبحث .

*
*
*
يتبع...

هل سيجدوا زين ؟

هل سيعلم زين الحقيقة من ويليام ؟

و كيف ستكون ردة فعله؟

و رد فعل ويليام ؟

و .... كفي أسألة 🙂

اكتفوا بالقرائة 

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top