Part 15




بوسط الظلام الدامس فوق إحدي الأبنية العالية .. خطوات بطيئة تحركت من الظلام لتعبر من خلاله .. بُنية جسدية قوية .. قامة طويلة .. شعر اسود طويل .. و عينان سوداء داكنه .. ملابس سوداء .. و شم اسود علي شكل تنين .. كل شئ اسود كان به عدا تلك القطعة البنيَّة من سلاحه الطويل ..

توقفت خطواته علي سطح ذلك البناء العالي ليهبط بجسده الضخم عند الحافة .. يمسك بالبندقية ليرفعها أمامة في وضع التصويب .. عيناه الداكنة أغمض إحداها و الاخري إستقرت علي تلك العدسة لينظر لهدفه و ثواني حتي أطلق ليستقر ذلك الشئ المعدني بضحيته !!

---

فتح زين عيناه شاهقاً بفزع و جسدة يرتجف بقوة ، كما أن ذلك الالم عاود الظهور بجانبه الايسر و لكنه لم يلقي بالاً سوى بذلك الشخص الذي رآه قبل أن يفقد الوعي .. أكان هو المقصود أم شقيقه ؟! .. لكنه رأي ذلك الضوء الاحمر علي صدر شقيقه الكبير !! .. و حين أراد ان يحذره شعر هو بشئ يخترق أعماقه ليشعل آلماً لا يطاق و بعدها لم يشعر بشئ !!

:_ زين يافتي لما نهضت بذلك الشكل؟! ستؤذي نفسك .!

نطق ماكس بينما يعيده للسرير و لكن دفعه زين بخوف متجاهلاً ألمه و كل من يقف بالغرفة .. فرغم ذلك هو للان لم يعي أين هو ؟ .. أو من يحدثه ؟!

أزدادت أنفاسه بخوف بينما ينكمش علي نفسه .. جهاز الاكسجين سقط أرضاً بعد أن دفع زين بماكس بعيداً عنه .. و لم يشعر بتلك الدموع التي بللت وجنتيه ألماً و خوفاً و ما حدث جعل فقط نفسيته تسوء متذكراً ذلك الشهر بذلك المكان حيث عذبوه .. كان دائماً ما يسمع صدي رصاصاتهم المرعبه التي تخترق سمعه بقوة الي أن فعلها سيتو بإحدي المرات أمامه .. قتل شخصاً توسل له كثيراً بتركه و لكن هو أطلق عليه بدم بارد أمام عين زين الذي تراشقت عليه بعضاً من دماء الضحية ليتركه سيتو تاركاً ابتسامة ساخرة مع شكل الجثة التي تركها بغرفته طوال ذلك اليوم لتعود له أوهامه بأن تلك الجثة ستتحرك و تقتله لانه لم يساعدها !!

إقترب رايان بسرعة قبل ان يتوجه والده لشقيقه ليبعد الجميع عنه ليجلس هو أمامه قائلاً للجميع : إصمتوا أنتم .

صمت الجميع ليقترب رايان من زين هامساً بصوت هادئ : زين .. أنت بخير الان .. لا أحد حولك سواي .. هل تعرف من أنا ؟

حين تهادي ذلك الصوت لمسامعه قل إرتجافه و إنكماشه علي نفسه الا انه لم يرفع رأسه  ليري من أمامه و لكنه همس بخوف : أخي راي .. أنا .. أنا خائف .

دهش الجميع عدا جون الذي ضيق عيناه بحزن و رايان الذي إقترب أكثر بإبتسامة ليقوم بإحتضانه متجاهلاً إنتفاض زين و محاولة إبتعاده ليتحدث : هل تريدني أن أصغضب ؟ .. قلت لك انه انا رايان .

هدأ زين و إبتعد يرفع نظره و عيناه المتعبتان لعين شقيقه ليهمس بأمل و إبتسامة خافتة : أنت حي ؟! .. لم تمت .. صحيح !

إستغرب الجميع ما قاله ليجيبه رايان بينما يمسح علي شعره :_ أجل ! .. لما سأموت يا زين ؟!

أراح زين رأسه علي كتف شقيقه بتعب شديد ليهمس بتعب شديد : لقد .. رأيته يحاول .. قتلك ..

الا ان باقي كلماته إختفت و أحس رايان بثقل جسد شقيقه عليه ليبعده سريعاً رغم صدمته بالامر ليجده مغمض عيناه بهدوء و لكن شعوره بشئ دافئ علي يده أجفله فيما تقدم ماكس سريعاً ليأخذ زين يعيده للسرير قائلاً لرايان : إبتعد رايان .

الا ان رايان عقد جبينه بإستياء و قلق : لن أبتعد أريد أن أرى شقيقي .

تجاهله ماكس و تحدث بجدية : مادلين خذي توماس و أخرجي .

أومأت مادلين لتسحب توماس خلفها لكي تمنعه عن رؤية صديقه بهذا الشكل .

أبعد ماكس الملابس ليجد أن الجرح به جزء بسيط فُتح بسبب حركة زين العنيفة حين إستيقاظه ليبدأ بعمله كطبيب بهدوء شديد تحت أنظار جون و رايان الي ان انتهي ليغطيه مجدداََ و قال بقلق موجه حديثه للاثنان : هل يعاني من شئ ما ؟

أومأ جون و رد بدلاً من رايان : أجل .. زين وجده رايان بإحدي الاماكن التابعة لعصابة المافيا و قد كان بحالة نفسية سيئة جداً ..

نظر له ماكس بصدمة بينما تابع جون بتنهيده بينما يقترب من صغيره : لقد عانى من الاكتئاب كما ان وجوده بمكان مظلم جعل الفوبيا لديه تتفاقم لتشمل الظلام و الخوف من التجمعات .. لقد عانى كثيراً دون ان أكون معه أحميه ..

أوقفه عن اكمال حديثهف يد ماكس التي استقرت علي كتفه بينما يتحدث : يكفي جون .. أنا أعلم إنك كنت تعاني لفراقه و لكن هو الان بينكم .. يمكنكم تعويضه عن كل شئ .

تنهد جون بعمق و إنخفض ليقبل جبين صغيره النائم بكل هدوء .

***

 
في سماء مدينة إنجلترا توسط القمر ناشراً ضوئه بالارجاء مبعداً عتامة الليل الحالك .

في إحدي غرف قصر عائلة  أندرسون ..
صدع صوت كعب حذائها بالارجاء بينما تمشي بكل وقار لتجلس علي الاريكة بجانب صغيرها ويليام ذو الثامنة عشر لتتحدث بحنان و بعض الحزن : صغيري هل ستسافر حقاً غداً ؟

نظر لها بزرقاوتيه الذي ورثها من عيناها ليبتسم بهدوء قائلاً بينما يترك كتابه بجانبه : أجل أمي أعلم إنك ستحزني و لكن من الضروري فعلها فأنت تعلمين أن من الضروري الذهاب لرفيقي فهو مريض و يحتاجني معه كي أساعده بما أخذته من محاضرات بالجامعة .

:_لم أعلم أن إبني ذو قلب ابيض حقاً !!

أتاه صوته الساخر بينما يجلس أمامهما ليبتسم ناظراً لوالده بهدوء : أبي لا أراك تتوقف عن سخريتك مني !!

إبتسم والده ليتحدث : هذا لإنك ابني و أحب إغاظتك ويلي.

تنهد ويليام بإحباط لينهض مغادراً المكان بملل و لكن بطريقه توقف بينما ينظر لجده ماركوس و ابتسم ليبادله الجد بحنان و لكن نظرته تغيرت حين وقعت عيناه علي ابنته إيزابيلا و زوجها بيتر ليعطي إبتسامة للفتي مبعثراً شعره ليغادر .

حدق به ويليام بملامح هادئة قبل ان تضيق عيناه ناظراً لوالدية بضيق ليغادر و عقله يفكر بما يجب ان يفعله .


***

فتح عيناه الرمادية علي صوت دارك بينما يحدثه بملل : استيقظ يازين .. ألا يكفيك نوماً !

إعتدل بصعوبة و يده تسند مكان جرحه لينظر لدارك بتعب هامساً : ماذا تريد يا دارك ؟ .. انا متعب .

نظر له دارك بغيظ ليقترب منه ينقر جبينه : يا احمق لقد مللت الجلوس بجانبك طوال الوقت و انت نائم مثل الاحمق .

ابتسم زين رغم تعبه ليسند ظهره علي السرير بصمت ليردف دارك مجدداً بسؤال : زين هل رأيت من حاول قتلك ؟

تغيرت ملامح زين و أحس بالخوف لينظر لدارك و أجابه بقلق : أجل .. لقد رأيت وجهه و لكني لا .. لا أعلم ماذا أفعل !

إقترب دارك منه قائلاً بتحذير : لا تخبر أحداً يا زين فلا تعلم ما ردة فعلهم .

نظر له زين و سأل بقلق و بعض الحزن : حتي رايان لا أخبره ؟

نظر له دارك بحقد حين سمع اسم رايان ليتحدث بتحذير شديد و بعض الغضب : خصوصاً رايان بوجه التحديد فقد يغضب منك يا زين .

رفع زين بصره بسرعة و تحدث بحزن و قلق : و لكن في الحالة الثانية سيغضب أيضاً كما انه كان غاضباً مني من قبل و قد يأخذني للمشفي .

نظر له دارك بنظرة مظلمة باردة ليجيبه : مهما حدث لا تخبره فهو سيخبرك إنك مريض و انت لست كذلك .. وداعاً سأراك مرة اخري .

إختفي دارك من الغرفة تاركاً زين يصارع أفكار الحيرة ، فهل يسمع كلام دارك ام رايان ؟ .. هو حتي الان لا يعلم لما دارك يكره رايان بشدة !! .. أليس دارك هو نتاج لمشاعره المدفونه ؟.. اذاً لما يكره دارك شقيقه ؟! .. هل هو يكن كرهاً لشقيقه داخله دون ان يعلم ؟!

تنهد بعمق يزيح أفكاره و ذلك الصراع داخله ليقرر مغادرة السرير فهو حقاً يشعر بالعطش و لا يوجد أحد بالغرفة معه و لا حتي الماء .

إعتدل ببطء و يده اليمني أمسكت مكان جرحه بجانبه الايسر بألم ليقف بصعوبة .

خطي أول خطواته و لكن لم يستطع ان يكمل و الالم يشتد عليه أكثر .. أراد أن يجلس و لكنه أيضاً لم يستطع ليبقي واقفاً بصعوبة خائفاً ان يفعل شئ ليعيد إليه الالم رغم كونه لا يستطيع الوقوف جيداً .

:_ رايان ؟! .. أبي ؟!
همس باسم شقيقه ليتبعه بإسم والده صارخاً به بألم حين وجد نفسه يهبط أرضاً دون قوة لوقوفه و لحسن حظه هبط علي جانبه الايمن و لكن و رغم ذلك شعر بألم حاد بجانبه المصاب لينكمش علي نفسه و بدأت عيناه تذرف مياه العين المالحة بألم .

صوت مزلاج الباب ثم يليه فتحه ليظهر جون الذي إقترب منه بسرعة بينما يهتف بقلق : صغيري لما نهضت ؟! ..

جثي قربه ليأخذه بين يديه بينما يكمل بقلق : هل تشعر بالالم ؟

وضعه علي السرير ليجلس قربه تاركاً زين الذي يتمسك بقميصه متألماً فأخذ يمسح علي شعره بخفة الي أن شعر بهدوئه ، فتحدث بحنان : زين هل خفّ الالم ؟ .. هل انت بخير الان ؟

هز زين رأسه نافياً بصدر والده الذي تنهد بعمق ليمسك باللحاف يغطي جسديهما به بينما يتحدث : زين ما رأيك ان أنام قربك اليوم ؟

لم يتلقي الرد سريعاً منه الا حين أحاط ظهره ذراعي زين الذي إحتضنه هامساً : أجل لا مانع عندي .. و لكني عطش .

إبتسم جون ليحتضنه أكثر متسائلاً : هل هذا ما جعلك تترك سريرك ؟

لم يجيبه زين الا بهز رأسه بخفه فإبتعد جون قائلاً : اذاً سأحضر لك الماء و آتي إليك صغيري .

أومأ زين و أغمض عيناه بهدوء منتظراً والده أن يأتي .

بعد عدة دقائق فتح عيناه علي خطوات والده ليجده متجهاً نحوه بإبتسامته العذبة ليجلس بجانبه يناوله كوب الماء ليقوم بشربه .

بعدما أنهي الماء تحدث جون بينما يأخذ منه الكوب ليضعه علي المنضدة قرب السرير : أخبرني زين هل تثق بي ؟

رفع زين بصره لوالده و أومأ رغم إستغرابه لتتغير ملامح جون للحزن المصطنع ليقول بإنزعاج : انت كاذب .

رمش زين بدهشة و هتف بينما يعتدل بصعوبة : لماذا ؟! .. انا لم أكذب .

إستدار جون ليعطيه ظهره مصطنعاً الحزن و الانزعاج متحدثاً : لا ، انت تكذب علي و لا تعتبرني والدك .

نطق زين بسرعة : لست كذلك انت ابي .

ابتسم جون بمكر ليتحدث بنبرته السابقة : اثبت لي ذلك و شاركني حزنك .

أخفض زين بصره بقلق و حزن مفكراً بكيف يصالح والده و يثبت له ما أراده و فجأة أتت فكرة بعقله و لكن ظهر التردد بوجهه و لكنه تنفس بعمق مشجعاً نفسه و تقدم بهدوء ليحيط ذراعيه جسد والده من عند معدته و تحدث : حسناً ابي انا حقاً اثق بك كثيراً و ايضاً .. أحبك و لهذا سأخبرك ما تريده و لكن لا تخبر ذلك الرايان المزعج .

انهي كلماته بإنزعاج طفولي و قناعة نفسية بأن شقيقه شخص مزعج و غليظ ليقهقه جوناثان علي كلامه الاخير ثم يستدير يحتضنه بقوة بسيطة عابثاً بشعره بينما يتحدث بسخرية : أتعلم لولا ان ذلك " الرايان المزعج " نائماً الان لكان قد اقتحم الغرفة محاولاً قتلك حرفياً و أنت تتشبث بي كالأخرق .

عبس زين بإستياء و رد بتذمر : لا تقل اخرق و لا تشتمني لأجل ذلك الاحمق ابي و الا سأفكر بإحدي المقالب لأوقعه بهـ... .

قاطعه جون فجأة قائلاً : توماس هنا بالغرفه الاخري .

رمش زين بدهشة و رفع بصرة قائلاً : حقاً !! .. هل عمي ماكس هنا هو و توم و العمة مادلين ؟

أومأ جون بإبتسامة و أضاف : أجل و ماكس من أجري لك العملية .

دهش أكثر و شعر بالسعادة بينما أكمل جون بإبتسامة : كما إنه خالك و ليس عمك .. و توماس يكون إبن خالك و ليس مجرد رفيق طفولة .

رغم دهشته بكل ما قاله جون سابقاً الا ما قاله بالنهاية جعل الصدمة تملأ ملامح وجهه ليهمس بعدم تصديق : كيف ؟!

رد جون فوراً بدون أن يدرك : إنه شقيق والدتك ..

:_و من هي أمي الحقيقية يا أبي ؟

رمش جون و تنهد بعمق لينحني محتضناً صغيره بقوة خفيفة كي لا يؤلمه و همس بحزن : لا أعلم ماذا أقول سوي إعتبرها ماتت فقط يا صغيري .. انسى فقط ان هناك من تدعوه بأمك .

أخفض زين بصره و دفن وجهه بصدره و شعر بالحزن يتضاعف فهمس بإرتجاف : لماذا .. يا ابي ؟

رد والده بحزم و عينان تضيق ظلمة : فقط لاني من اخبرك بذلك .

إرتجف زين لنبرته و إرتفعت دقات قلبه خوفاً مفاجئاً من والده الذي شعر به لتحن ملامحه يربت علي شعر صغيره قائلاً بحنان : لا تخف صغيري .. أنا لا أقول ذلك لتخاف مني .. فقط هناك بعض الامور التي حدثت بالماضي فقط لا تهتم صغيري .

أومأ زين و رغم ذلك الا انه شعر بالفضول يغمره لاكتشاف الحقيقة المخبأه خلف والدته .

*
*
*
يتبع..

مللت من كتابة الاسئلة 🙂

الي اللقاء 😊❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top