"العشرون"

ڤوت ♡

..

عودة للماضي

الهواء البارد يرتطم في وجهي ليحرك خصلات شعري السوداء ببطئ، تنهدت.. ملابسي الخفيفة بالنسبة للطقس القارس لم تساعدني في محاربة الهواء البارد الذي تسلل بخفة لداخلي لأنكمش بدون وعي بسبب البرودة التي أحتلت جسدي

أحرك الحقيبة الممتلئة بالمخدرات بملل أحدق في حذائي القديم... أنه قديم جدا لأرتديه

لا بأس، سأحظي بالكثير من المال وأشتري واحد جديد وأيضاً ملابس جديدة لجدتي

سمعت صوت خطوات خلفي لأدرك أنه هنا، صوت خطواته كانت واضحة بسبب هدوء الجو، لم يكن هناك أحد غيرنا

واجهت الرجل الطويل والضخم مقارنة بي أنا لا شئ أمامه بسبب حجمي، عينيه التي يحاوطها هالاته السوداء وملامحه المتعبة بالوقت نفسه أعطته مظهر المخيف، كان يتأملني من أسفل لأعلي بطريقة غريبة لكنني قاطعت نظراته التأملية تلك ومددت له الحقيبة بدون التحدث في أي شئ

هو أخذها ببطئ ونظراته المخيفة لم تفارقني لكنني لم أخاف

في الحقيقة لم أخف ابدأ في حياتي إلا عندما مرضت جدتي حينها شعرت أن الحياة ستتوقف وأن كل شئ ليس له قيمة

عينيه الحادة التي لم ينزلها من علي وجهي أخيرا أنزلها ليري ما بداخل الحقيبة ويتأكد بشك

أخذ حزمة مال من جيب معطفه الجلدي، أعطاني مالي عند تأكده وأغلاقه للحقيبة، نظرت للمال للحظة ثم رفعت بصري سريعاً عندما ألتفت لأشده من معطفه من خلف ليتوقف عن السير

"لقد تأكدت من حقيبتك المكتملة، أنه دوري للتأكد من مالي" أوقفته ببرود، انا لست غبي

هو ألتفت لي يحمل أبتسامة ساخرة لكنني لم أهتم لسبب تلك الأبتسامة، أبعدت يدي عنه ثم وجهت تركيزي علي المال وبدأت في العد

الغريب أنه وقف وأنتظرني إلي أن أنتهيت والمال مكتمل، توقعت أن يخدعني لكنه لم يفعل

"من في عمرك يتسكعون بعد الانتهاء من المدرسة لكن أنت تبيع المخدرات، لقد أذهلت من طريقتك رغم صغرك" أخبرني الرجل الغريب بأبتسامته المتكلفة عندما نظرت له ولملامحه تلك

زممت شفتاي ولم أجيبه، هناك الكثير من في عمري ويفعلوا الأسوأ لكنها المرة الأولي له بالطبع في رؤية هذا النوع من الشباب، تعجبت من يده الكبيرة التي وضعت علي كتفي، شعرت حينها بالثقل بسبب يده

"لن تكون أخر مرة" أخبرني بتأكيد وأنا فقط اومأت له بعدم وعي ليزيل يده أخيراً، الثقل الذي كنت أحمله اختفي

وضعت المال في جيبي، أنظر للرجل وهو يبتعد ويرحل من المكان...

ما هذا؟

توقعت أن يكون الموضوع صعب لكنه سهل علي ما أظن

زفرت الهواء بحدة ثم

"أعلم أنك خلف الشجرة" ناديته لكي يظهر ولقد فعل

ظهرت ملامحه الفزعة من خلف الشجرة ببطئ لأبتسم بخفة عندما بدأ يقترب

هو وسيم،يشبه أحد الشخصيات المرسومة بسبب عينيه الكبيرة، شعر ناعم، يمتلك سمار خفيف يميزه وأيضاً لقد توقعت أنه أكبر لكن يبدو أنه في نفس عمري بسبب ذوقه في الملابس الذي يرتديها وتسريحة شعره

الفرق الذي بيننا واضح بين النظر لملابسه الثقيلة والتي تبدو أنها ثمينة عكس ملابسي العادية جدا والتي بالكاد تصد الهواء البارد

"كيڤن هذا أنت؟ كيف عرفت أنني خلف الشجرة" سألني ببراءة، يضع يده علي مؤخرة رأسه بخجل وعينيه تحدق في الأرض

أنا تجاهلت سؤاله وأقتربت منه قليلاً لينظر في عيني بشكل مباشر عندما لاحظ تقدمي

"لقد توقعت أنك أكبر لا يعقل أن أكبر مخترق في نيويورك هو مجرد مراهق" أردفت بصراحة أحملق في ملامحه المرسومة بمثالية بعدم وعي

ملامحه تحولت فجأة وأصبح يحدق بي ببرود وحدة لم أتوقعها لتتفرق شفتاي بتفاجئ من تغيره الغريب

"لم أتوقع أنك قد تنجح في أول مهمة لك لكنها فقط البداية" هو أنهي حديثه بنبرة تكاد تكون ساخرة وصوته أصبح أعمق

"نعم ايا يكن" حركت كتفي بعدم أهتمام لكنني لم أغفل عن يده التي تسللت إلي جيب معطفي أثناء تحدثي، أمسك بها بشدة

"يدك" زمجرت به وعيني لم تنزل عن عينيه المتوسعة من سرعتي

"أنت حقا لست بسهل" تبدلت ملامحه الفزعة سريعة إلي أخري هادئة، يحمل أبتسامة صغيرة لا تبشر بخير لأدفع يده بقوة

"أسف أنه خطائي نسيت أن أخبرك أن اول مهمة وأي مهمة سنتشارك في الأرباح أنا وأنت" بلل شفتيه وعينيه الحادة تلك لم تنزل عن وجهي بثقة

هذا ليس ما كنت أخطط له علي حسب حديثه، أخبرني أن الأرباح كلها لي، بالطبع لم أصدقه لكنني جاريته

"كم ستأخذ؟" سألت ببرود

"نصف الأرباح" أجاب وأبتسامة أخري مستفزة بدأت تنمو علي وجهه، هذا جعلني أستغرب

مرة يبتسم ومرة يعبس وتتغير تعابيره في أقل من ثانية إلي أخري بريئة لكنني تجاهلت

ليس لدي حل أخر لذلك اومأت وأستسلمت للأمر الواقع

ڤي

أشهر مخترق في نيويورك علي مواقع التواصل الاجتماعي المعروف بأسم ڤئ... أسمه الوهمي، لقد عرفته من أحد المجموعات من علي الويب المظلم، لقد تحدث معي علي أنه شخص مجهول لكنني عرفت أنه هو بسبب طريقة حديثه.. أعني هو كان واضح جدا

لقد أنضممت له رسميا عندما كلفني بتلك المهمة ونجحت بها، أنضممت لعصابته وهو أحد افرادها

لقد أصبحت رسميا في أحد العصابات ليلتها

وهدفي الذي كنت أخطط له لفترة قد تحقق، قد كانت أسعد لحظة في حياتي

لكن

هذا اليوم لم ينتهي كما خططت

لقد أنتهي بمرض جدتي ودخولها المشفي بسبب حالتها الطارئة

لقد كان هذا بسببي لأنني تركتها بمفردها

ليلتها أدركت أن أسعد اللحظات لا تكتمل إلا بأسوء اللحظات المرعبة

...


كيڤن يشعر بالبرد :(

عوضتكم ببارت طويل، أعطوه الحب لأن
تعبت فيه

وشكرا علي دعمكم ♡

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top