"العاشر"
نهاية الأسبوع
"انت تدخن؟" قلت بتفاجئ وانا اخرج من الحمام عندما لمحت ما يحمله يونغي بين أصابعه، يقف أمام النافذة المفتوحة لأشعر بالبرودة تحتل جسدي المبلل من الهواء البارد الذي احتل الغرفة الصغيرة باركانها
"ارتدي شئ لا أريد أن اعتني بشخص مريض" ايقظني يونغي من شرودي فجأة لاتجه سريعاً إلي الخزانة لالتقط أي شئ بعشوائية وارتديه
"لم أكن أعلم أنك تدخن" قلت بنوع من الفضول وانا اجفف شعري المبلل
"نادراً" أخبرني بأختصار، رميت المنشفة علي السرير وارجعت شعري إلي الوراء ليجف وحده، توجهت له وعيني كانت علي شئ واحد
"ماذا هل تريد أن تجرب؟" غمز يونغي عندما لاحظ نظراتي على سجارته لأغمض عيني بشدة وانفض رأسي برفض
وقفت أمامه وكان ما يفصل بيننا النافذة، أحدق بما يحمله بشرود لكنه استغل الفرصة وأخذ يدي بين يديه، وضع سجارته بين أصابعي لأرفعها امامي وانا أحدق بها بتردد
"فقط جرب، استن.." توقف يونغي فجأة عن الحديث عندما وضعت السم بين شفتاي
أغلقت جفناي بهدوء منشغل بأستنشاق الدخان لداخل رئتاي.. هذا الشعور مجدداً لم أكن اعرف أنني ساشتاق له في يوما ما
فتحت عيني وأخرجت الدخان بهدوء وانا أحدق في السماء المظلمة وأشعر بنبض قلبي يرتفع.. بمجرد تذكري
وجهت نظري ليونغي عندما لاحظت صمته والهدوء الذي يحيطنا لم أدرك أنه كان يحدق بي بأعين متوسعة.. مضحك
"كأنك تدخن منذ زمن" زم شفتيه وأرجع نظراته الغير مبالية كأن شئ لم يكن لأحرك كتفاي بعدم اهتمام
"لقد كنت أدخن لكنني توقفت" أجبته بصراحة، وجه نظره إلي السماء ثم أبتسم بسخرية قبل أن يجيب
"أنت مليئ بالمفاجأت موتشي"
دحرجت عيني بملل علي منادته لي بموتشي قبل أن أمد له سجارته وأردف بنوع من التردد
"من الأفضل أن لا أكمل" زممت شفتاي أبلع ريقي بصعوبة أنتظر منه أن يأخذ سجارته لكنه فقط أستدار وتجاهل يدي ببساطة
قبل أن اتذمر من تصرفه أو أي شئ هو فقط توقف عن السير والتفت لي، نظر في عيني بشكل عميق قبل أن يخبرني بنبرته الهادئة
"يجب أن نواجه مخاوفنا، مهما كانت مخيفة بالنسبة لنا"
وبعدها غادر من الغرفة بهدوء.. مثل كلماته التي اخترقت قلبي بهدوء أيضاً
عقدت حاجباي باستغراب اتسائل كيف عرف ما يدور في عقلي؟ هل أنا واضح لهذه الدرجة؟
نظرت إلي السيجارة التي أحملها بين أصابعي.. أضيق عيناي بتفكير وأنا أحدق بها بضياع
لن يحدث شئ أنها واحدة فقط اليس كذلك؟
فلاش باك
"جيمين!!" نظرت لأمي الواقفة أمام باب غرفتي بأعين متوسعة أحدق في ملامحها المتفاجئة لاخبئ السيجارة خلفي بأطراف مرتعشة والتوتر واضح علي معالمي
لقد أخبرتني أنها هي وأبى لن يأتوا إلا بعد ساعتين
"أمي أنا..."
صوت صفعتها تردد في أنحاء الغرفة، زممت شفتاي بغيظ كبير أضغط باظافري علي يدي بغضب.. عيني كانت ممتلئة بدموع الشفقة علي نفسي
لماذا تعاملني علي أنني طفل صغير، يجب علي الاستماع دائماً إلي اوامرها هي وأبي؟
شعرت أن كل شئ أقوم به فقط خاطئ..
"أتمني لو لم تأتي إلي الحياة" صرخت علي بنبرة غاضبة وأنا أحدق في قدمي أحاول أن لا أنظر لها ورأسي منخفضة..
لا أريد أن أنظر لملامحها تلك.. لكي لا اكرهها أكثر
مللت من كلماتها المعتادة، وكرهها الزائد لي.. تبحث عن أي سبب دائماً لتعاقبني بشكل من الأشكال أو فقط لالقاء كلماتها التي حفظتها بشكل أو بأخر
والأن أنا من أعطيتها الحجة المناسبة لتصرخ علي كأنها هوايتها
"أنت فقط لعنة في حياتي، لماذا لم اتخلص منك؟" أكملت وصوتها يرتفع تدريجياً تضغط علي أسنانها بحقد وهي تتحدث
وأخيراً قالت شئ جديد ولكنها محقة، لماذا لم تتخلص مني؟
هذا كان أخر ما سمعته منها قبل أن تغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها بقوة
وقعت علي الأرض بضعف عند رحيلها.. تظاهري بالقوة يأخذ مني الكثير وأيضا تظاهري بأنني الفتي المثالي
أشتري السجائر من نقود عملي السري، أدرس بجد من جهة لكي لا أحزن أمي وأبي ومن الجهة الأخري احاول ارضاء أصدقائي الذين خيروني بين السجائر او رحيلهم لكن..
كوني أريد اسعاد الكل جعلني أنسي كيف أسعد نفسي
جعلني أنسي من أنا
..
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top