"الثالث والعشرون"
ڤوت عشان كيڤن
..
"لماذا عدت قبل انتهاء الأسبوع؟"
جلست بجانبه علي الأرض أو بمعني أخر أرتميت بتعب، أسند رأسي للوراء علي الحائط البارد أنظر من أسفل رموشي علي كل شئ واي شئ بضياع
لماذا الحياة تبدو بدون ألوان هكذا؟
أصبحت الحياة رمادية بعد رحيلها
"أنا أتحدث" قال تايهيونغ بنبرة منزعجة، عندما امال رأسه ليصبح أمامي، أنتقل بصري بتلقائية إلي عينيه الكبيرة التي تحدق في وجهي بعشوائية
"جدتي فارقت الحياة، خبر مفرح لك اليس كذلك؟" قلت ساخرا، زم تايهيونغ شفتيه وهو يبعد وجهه عن حدقتاي
"أعتذر" هذا ما قاله بنبرة منخفضة قبل أن يكمل
"أنها في مكان أفضل" ربت علي كتفي وبالكاد شعرت به لأنه ازال يده بسرعة، يبدو أنه من الأشخاص الذين لا يحبون اظهار عواطفهم، تحمحم وعدل صوته ليردف
"من الجيد أنك عدت، لقد وبخني الرئيس بشدة بسببك" قال بصوته الأجش لأتنهد بتعب...
لقد كانت كل مجهوداتي في الأنضمام إلي العصابة من أجل جدتي لكن الأن؟ أنا فقط لا أريد سوا البقاء بجانب قبرها إلي أن يأتي دوري وأذهب خلفها
ليس لدي طاقة لأي شئ بمعني أصح
"نحن لا نبيع المخدرات فقط، نحن نتاجر في الأشياء الثمينة، مجوهرات، ساعات، أسلحة، أي شئ غير قانوني، يمكنك أن تقول كل شئ" هو بدأ يشرح لي كل شئ يدور حول العصابة وبأبسط طريقة لكي أفهمه
أول مهمة رسمية، الساعة التاسعة مساءً، تايهيونغ لن يكون معي لكي لا أعتمد عليه علي حسب كلامه لكن علي حسب كلامي أخبرته أن كلما قل رؤيتي له سيكون أفضل، هو لم يهتم بحديثي وأرسل لي العنوان
وأول شئ كنت متأكد منه أن تايهيونغ سيكون معي، يراقبني لكنني تظاهرت بعدم المعرفة، حركاته واضحة جدا لشخص مثلي
أتجهت إلي وجهتي عبر قطار الأنفاق، أرتدي قبعة معطفي السوداء وأضع السماعات، أستمع إلي الأغاني الصاخبة علي أعلي صوت لكي لا أستمع لهراء وضجيج البشر
الحقيبة السوداء التي كنت أرتديها لم يكن بها سوا المجوهرات التي من المفترض أن أبيعها، وبالطبع لم أنسي قناعي الأسود، يجعلني أشعر بالراحة كثيرا
وصلت إلي أحد المقاهي في أحد الأحياء الشعبية والتي توقعت أنها ممتلئة بالكثير من الناس، الصالحة والسيئة لكن السئ كان الغالب، أن هذه المنطقة مشهورة بكونها الأسوء لذلك لم يكن شئ جديد علي لأنني سمعت عنها
أصدر الجرس المعلق فوق الباب صوت فور دخولي، المقهي كان نوعا ما فارغ، ليس مزدحم مثلما توقعت، هذا جيد، صوت التلفاز والأحاديث القصيرة يحتل الجو، هذا جعلني أشعر أنني بعيدا كل البعد عن هذا العالم بأختلافي ولا أعلم لماذا، لم أحب يوما الأختلاط
جلست بهدوء ووضعت الحقيبة بجانبي، سمعت صوت خطوات تقترب مني لأرفع بصري، أقتربت مني نادلة السمراء إلي أن وقفت بجانبي، تبدو صغيرة في العمر، مراهقة ربما؟
هي ظلت تحدق في وجهي ببلاهة لأشعر أنا بعدم الراحة، أكره تحديقات الناس حولي وربما الفتيات، لأنني لم أختلط بهم كثيرا او علي حسب تذكري أبدا؟
حاولت إصدار صوت طفيف لكي تستيقظ من شرودها هذا، هي لاحظت ثم أعتذرت بخجل شديد لأخبرها أنه لا بأس
أخذت طلبي الذي يكون قهوة داكنة وبينما تكتب شعرت بنظراتها التي تهتز، تبدو متوترة، اومأت لي بأبتسامة صغيرة ثم رحلت
يبدو أنه أول يوم عمل لها
لم أنتظر الكثير من الوقت إلي أن وصل الزبون، رجل أشقر بأعين حادة، انا وقفت وسلمت عليه ليشدد هو علي يدي بقوة، علي حسب ما قرأته في لغة الجسد هو يحاول أن يفرض سيطرته، حركة غبية منه
جلسنا علي مقاعدنا بدون مقدمات، ازلت القناع بتلقائية ثم توجهت يدي إلي الحقيبة
أنتشلت العلبة الحمراء من الحقيبة ثم أغلقتها، أعينه تتابعني بترقب وأنا أضع أمامه العلبة لأفتحها له بأبتسامة وضعتها علي وجهي
ظلت نظراته تنتقل بين ما داخل العلبة ووجهي بنوع من الشك لأشعر أن هناك شئ خاطئ حتي قبل أن يتحدث
"من أين حصلت عليهم؟" أردف الرجل بفضول يحمله الشك أكثر لتتوسع أبتسامتي المزيفة
"هل ستشتري أم لا؟" سألته بعدم صبر، عقلي يخبرني أن أرحل من هنا لأن هناك شئ مريب يحدث لكن كيف؟
"هل سرقتهم؟" هو أمسك العلبة وظل يحدق بها بأبتسامة مريبة لأزم شفتاي بعدم وعي
الأمر واضح جداً، هو شرطي
لماذا هم واضحون جدا، لهذا الشرطة الأمريكية تفوز بأسوء شرطة؟
أنقذتني النادلة السمراء عند وصولها، أهتزت خطواتها بالقرب من الشرطي لتسكب القهوة الساخنة عليه بدون قصد، صرخ هو بألم وصوت مرتفع لتبدأ سلسلة اعتذارات من فمها ويديها المرتجفة لم تساعد في الأمر
وقف من مكانه بعصبية تامة يصرخ بها وينادي المدير، هذا الرجل المدلل، كل هذا بسبب قهوة ساخنة؟ لم أهتم كثيرا بالأمر وكنت أنوي الرحيل سريعاً مع أنشغاله مع تلك النادلة لكن ما أوقفني نعتها بالعاهرة فجأة أمام الجميع، عيني أنتقلت لها سريعاً لأري عينيها الواسعة ممتلئة بالدموع تنظر إلي يديها بتوتر شديد تحاول السيطرة علي الرجفة
كيف يتجرأ؟
كانت لدي فرصة للذهاب لكنني أخترت الخيار الثاني والذي راقني كثيرا
أنتهي الأمر بتدخل تايهيونغ الذي ظهر فجأة ورجل أخر لا أعرفه لأبعادي عن الشرطي المستلقي علي الأرض في دماءه، لم يكن هذا كافي لكنني فضلت الأبتعاد لكي لا أفقد السيطرة علي نفسي
تايهيونغ أنشغل في أخذ العلبة وحقيبتي لألقي نظرة سريعة علي الفتاة لأجد أنها بالفعل تحدق في وجهي، هي أبتسمت لي أبتسامة دافئة وسط دموعها التي تحتل وجهها الصغير، أنا اومأت لها قبل أن يشدني تايهيونغ ونرحل
اليوم لم يكن مثالي لكنه أنتهي بأبتسامة دافئة بفضل الفتاة السمراء
أبتسامتها لم تفارق عقلي من حينها
ربما لأنها كانت أول شخص يبتسم لي بهذا الدفئ؟
..
رأيكم بموقف كيڤن النبيل؟
يخربيت دي رجولة
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top