CH02
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
آسـفة عـلى التـأخـير، كـان عنـدي مـشكـلة بالحساب!
كـان بطلـعني إني
Log out 🙂
كان راح يتسبب لي بسكتة قـلبية بس عـلق هـلاء!!
أعتقـد إذا ظـهرت الفـصول يـكون عنجـد اتـصلح!
الفصـل من وجهـة نـظـر بيكـهـيون 🖤💤
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
سحـقـًا..
هـل سـأضع ذهـني بجـرو؟
بالطـبع؛ فإننـي لـم أبـتر هـدوء ليلتـي إلا لـرؤيتـه. مـادام أن حـنقـه قد نقـب عن تسليتـي؛ فلـن أدحر رغبتـه في مـواجهة مصـنعه! إن بـجـوفه اِعتقـاد أننـي قد ألقـي بـالا لـوقوفـه أمـامـي..يـا للمـفاجـأة!كيـم لـم تـفسـد جيـناتـي إلـى الحـد الـذي كـان باِعتقـادي!..سيكـون منبـعًـا للشفقـة حـقًـا إن أخـذ طـباعهـا المتـصـنعـة تلـك!
ألا تـرى؟ إننـا ننتـج مـزيـجـًا ممـتـازًا! مـزيجـًا لا يشـجـع عـلى صـنع آخـر من أي اِمـرأة أخـرى، عـلي شكـرهـا إذًا؛ فقـد أزالـت عنـي هـم جـلب وريـث لـي. كـانت لتـلقـي بـه فـي اللـظى إنّ اِنبلـج بهـيئة تشـبهـني، لكـنه نسـخة مـصغـرة عنـها شكـلا وهـذا ليـس بذلك السـوء، مـادام أنّـهـا مـن مـنحتـه فـرصـته فـي العـيش؛ فلـيكـن كـذلـك.
إنـه محـظوظ، مـزاجـي جيـد الآن.. لكـن عـليّ تحـسيـن سلـوكـه؛ فـلم يـولد ولـن يـولد مـن يتجـرأ عـلى الصـراخ بـوجهـي ويـظل مكـبه بمكـانه.
أزحـت قدمـي علـى غفلـة منـه وركلـت بـهـا طـرف الهـاتـف الـذي بكـفـه، الصدمـة غلفت محـيـاه حـينـئذ؛ فـلاعبـته بحـذائي بينـمـا تتـبـعه بعدسـتيـه، أرسلـتـه بعـد ذلك عاليـا ثـم اِلتـقطـته بأصـابعـي. نظـراتـه المستـفـزة تلك قـد اِنـدثـرت أخيـرًا كـمـا كـان بـتـوقـعاتـي، أينـظـر إلـيّ بحـقـد الآن؟ مهـلا لا يـجب أن أستمتـع بهذا!
لـقـد تـجمـد ببـقعتـه ولجـم لسـانـه السـليـط! مـنظـره قـد أجـج فـي نـفـسـي نـوبـة مـن الضـحـك كبـحتـها بشخـرة. يـبـدو كـفـأر قـد سـرقـت مـنـه جـبنـتـه المـتـعفنـة مـن الصـنـدوق!
«مـا الـذي تـريـده منـا؟» تلك الـغصـة المـلعـونـة مـجـددًا!
«لـن تسـرقهـا..، إنّهـا ملكـي..، وحـدي!..، ستـحبـنـي فقـط!..، فـلتلـبحـث عـن أخـرى!»
هـذا الجزء مـضحـك! قهقهت! نقـل خطـته إلـى البـكاء، أنـزل وجهه إلى الأرض لكن مـن الجـلي أنه سينزل تلك الـدموع التـافهـة. دحرجت بؤبؤاي؛ فقـد بـدأ بشـحن قـلـة صـبـري. لا أفهم كيف أتى بصورة علاقتي بها من هذه الزاوية، أي أخذ وعطـاء، إننـي هـنـا، فقـط..لإنـها المـرة الأولـى التي أسمـع فيهـا صوتـه.
إن والـدتك تحـبـك بقـدر كـرههـا لـي، قـد تعـد نجـوم الكـون لكـنكَ لـن تستطـيع بلـوغ مقـدار مـا تكـنه نحـونـا.
«اِفتـح البـاب..، قبـل أن أقـود مصـيـرنـا إلـى الجحـيم.»
لم يتزحزح! أعلى عدستيه إليّ..لمـا يحـدق بـي هكذا! هـل سيتوسل؟
إيـاك! حـتـى قبـالتي لا تفـعل!
«إنـني لا أمتـلك أحـدًا سـواهـا..، أحـصـل عـلى غـيـرهـا..، لا تكـن لصـًا للأمـهـات.»
رفعت حاجبي؛ فما جاء به يستدعي الـسخط أكـثر من السخرية، لم أصـدق مـا سمعـته، رفرفت بجفوني أحاول اِستيعـاب النعت الذي اِخترعه؟
مددت فمي المرتعش وتمتمت بإزدراء.
«تلك هـوايتـي من الأساس!..، سأختطف أي أم يـخـرج اِبنـهـا للهـو بالـطـرقـات بعـد السـادسة! أحـب تخـزينـهـن بقـبوي.»
«ولـمـا تـفعـل شـيء كهـذا؟»
صوته المرتجـف أضحكني! لعقت شفتي السفلى بلساني وإنني إذا بقيت هنا أراعي ثرثرته؛ فسنمـرض جميعـًا. جسدي قد تيبس من البرد وحتما سيقضي أيـامه المقبلة في السـرير أيضا.
لـن أمنحـها إجـازة للاِعتنـاء بـه وإن تـضرعـت لي سـاجدة!
«تـريد أن تلـقي نـظرة؟»
«مـا الجـميل في تجـميع الأمهـات؟»
طنـز؛ فتلفظت عندئذ بالنبـرة ذاتها.
«عـلينـا المـغادرة كـي تكتشـف بنفسـك.»
أشرت بعيناي إليه ليسحب مقبض الباب، وبحذر أطاع؛ فليس بسعته إلا ذلك قبل أن أفقد أعصابي. اِنحدرت لأبسط جسدها بالمقاعد الخلفية، كان سيندس برفقتها لكنني جذبت ياقته؛ فتخبط!
لقد أنهيت مرحلة التغاضي التي اِستهلكها بعنـاده، شحنة أخـرى وسـأنسـى أنـه يمتـلك دمـائي. دفعته ليصعد إلى جواري ثم شغلت المحرك واِنطلقت. اِنقلب مستندًا على ركبتيه ليراقبها، لا يروق لي أن أتلقف ذلك الأنين منه، زفرت اِمتعاضي وحاولت اِسكات أذناي عن صـوته المـزعج.
«أستـموت..، كـأبـي؟»
«كـمـا سنـموت جـميـعـًا.»
تـشدقـت بتـبـرم؛ فحـفـرنـي بتحديـقـاتـه الـغاضـبـة تلـك. لـن أستغـرب إن صـنعت لـي نعـشًا ويـومـًا مـمـيزًا للتـأبيـن؛ فنـظـراتـها فحـسب تصـلي لمـوتـي بكـل فيمتو ثـانية تقـع فـيها بصيـرتـها علـي. هـل أرغـمتهـا علـى البقـاء؟ لـو أبـدت بـنيـة الرحيـل قبـلا، مـا كنـت لأرفـض اِستـقالتـها، لكـن الآن؛ فـهي ستـحتـاج بـلوغ الممـات حـقـًا لأفكـر فـي عـزلـها.
إنـها تـعرف أكـثـر ممـا ينـبغـي، ولـم أجـن بعـد لأطـلق العنـان لزنـاد بنـدقيـة قد تـقتـلنـي.
أجـل، كـنـت خـارج السيطـرة وبالتـأكيـد لا تجـهل ذلك، أتـذكر ما حـدث بالفعل وليس كـما تتخـيل بدمـاغها السـاذج ذاك، لـم تـرفض الـعرض، وتلك الخـطيئـة المـلعونـة كانت ثنـائيـة الصـنع، لذا لا حـق لـك في لـومـي يـا كـيم والتتمـة لا تـعنيني أيضـًا. إنـكِ من ستتـحمـليـن تبعـات قـرار اِخـراجه للحـياة وإنّـه كـان بـوسعـك التـخلص منه عـوض اِثقـال كهـلك بـاِبـن رجـل ستـكـرهـينـه.
جـزء وحـيد يحتـسب لصفـها، كـيـم ليـست مـن الفصيـلة المـخادعـة وأمينـة أسـرار ممتـازة، لذا حـظيت بـشرف العـمل تحـت اِمـرتـي، وكسبـت معـقدها عن جـدارة بذلـك المكتـب طـوال هـذه السنـوات. لا أنكـر أن اِختـيارهـا لـم يـكن عشـوائيا، لقـد اِنتـظرت أن تـأتي بحفـار قبـورها وتطالب بالتـعويض أو أن تحـاول تهـديدي مـقـابل المـال؛ فكـان من الحـكمة أن أتـرك عـدوي أقـرب مـن الجـميع، لكنـها لـم تستغـل مـا بـحوزتـها، لقـد تصـرفت بذكـاء وحذفـت تـلك السيـرة؛ فكـأن شـيء لـم يكـن.
لـذا أفـضـلهـا..
إلـى هذه الثـانية لـم تسـرب أي لعـنة قد تـلقفـتها، تبتلـع ذرات حـياتـي كـاملة دون أن أجبـرهـا على تـوقيـع أي معـاهدة للصـمت. القضـية قـد تـغيـر مـسيـر مسـتقبـلها بشـكل كـلي لكـنها أبقـت عقـدتهـا طـي الكتمـان؛ فـهـي قـد أدركـت فـظـاعة اللـغم الـذي ستـدعسـه إن عـلموا بأمـره، لـن يتـرددوا فـي إزالتـه مـن عـلى هـذه الأرض، وإن هـدفهم أن أنـدثـر دون خـلف.
كـانت لتـفوز باليـناصيـب إن لجـأت للـي ذراعـي، اِعتقدت فـي البـداية أنـها تتـرقب التـوقيت المنـاسب لتـدير ذلك النـرد لصـالحهـا، لـقد فَـعَلَتْ؛ فمـا تـوده أن نـدفـن تـلك الليلـة إلـى الأبـد وهـذا مـا كـانت تبـوح بـه حـقدتـاها بـوجهـي.
كنت فقـط أنفـذ بنـود الصفقـة السـريـة التـي قـامت بصيـاغتها بيننـا!
لـن أحـشرنـي بحـياتـه أبـدًا مـا دمـتُ عـلى قيـد الحـياة، لكـن إن غـادرت.. عـليـه أن يكـون مكـاني ولا يتـرك أي لعنـة لأولئك الأوغـاد المتـسلقيـن.
فمـا لـي لـه وحـده.
ركـنت إزاء عيـادة خـاصة وبالطبـع بقلبـي الطيـب أفـرشتهـا فـوق النقـالة التـي أتـى بهـا الممـرضين. ركـض خـلفهـم بينمـا مضـيت خـلفه. تبـرعت بالدفـع لجناحيـن، وجـلب بيجـي الكيس الذي طلبتـه، أرغمت كتلة العنـاد تلك علـى الاِنشغـال بالآستحمام كـي يتـرك والدتـه تتلقـى العـلاج.
وضـعها صـار بمـرحلة الشفـاء؛ فمـا بـها سـوى حـالة زكـام عـادية، إصابة رأسـها لم تجلـب خطـرًا، لكننـي أمـرت بجـعلها تحت الرعـاية التـامة تحـسـبـًا لأي طـارئ.
أودعت حـينئذ ذلك العنيـد بمـراقبة حـارسي بيجـي كـي أقـوم بزيارتـها. تبـدو متعـبة، ربـما قد بالغـت في اِنهـاكهـا بالـعمـل لكنـها لـم تشتـكي قبـلا. لـو اِمتنـعت مـا كـانت لتـلعـب هـذا الـدور، لـن أستـغنـي عنـها، هـي تـعلـم ذلك.
كـان منتـظرًا بمعـطـفـه الصـغيـر متجهمـًا، إنه ليس بحاجة للاِختبـار، رفض الاِنصيـاع ولم أجـد سـوى سيرة والـدته لردعـه؛ فقد أرهـق بيجـي بـركـلاتـه قـبل أن يـنفلـت منـه. اِرتدى السترة الدافئـة مرغما، وجفف خصلاتـه بالمنشفة بينما لم ينزل مقلتيه المتربصتين عني.
«ألـن تنقـلـع إلـى قـبوك؟»
لويـت ثـغـري، لـوهـلة لم أجـد شيء لقـوله. إنـه آخـر لقـاء رغـم أنـه الأول، لكـن يحـبذ أن أبقـي عـلى اِتفـاقنـا.
«هـل عـلمت بـردك عـلي؟»
أثوى رأسه ونفـى قـائلا.
«كـلا..، جـاءت لتـستـرجعـه..، لـذا فـررت بـه..، وحـدث مـا حـدث.»
أخـرجته من جيبي وحذفته من سجلات الاِتصالات، ناولته إياه، لكنه تردد في اِلتقاطه؛ فاِنحدرت بركبتي أمامه. أعلم، أنني أتـصرف عكس عادتـي، ربمـا لأننـا لن نلتقـي مجـددًا، لكننـي أبتغـي النـظر بعينيـه وسيزداد الأمـر سوءً إن أحـببت ذلك.
هنـاك شـعور بداخلي يخـبرنـي أنه يـدرك اِنتمـاءه لـي..
«ستـنسـى أنك رأيتنـي.»
اِتسعت حدقتاه مستغربـًا، وأكملت ما يتوجب علينا فعـله.
«ستـخبـرهـا أنّ اِمـرأة لطيفـة قـامت بمسـاعدتكمـا..، ثـم رحـلت.»
«لكـن أمـي تـكره الكـذب.»
لن يستدعي الأمر حـوارًا شيقـًا لاِقناعي؛ فإنني أرى إلى أي مدى تعـشق الصـدق!
«لـن تـعلـم..، مـا لم تسـرب ذلك.»
تهكمت وإنه قد سكن للحظات قبل أن يتكلم بنغمة مهتزة.
«سـأفعـل..، شـرط أن لا تتصـل بـها عنـدمـا تكـون..، معـي.»
هـل عـلي التخفيف من جحيم غيرتـه أيضـًا؟
قـذفت الهاتف إلى السرير ثم خاطبته بهـدوء أتعجـبه أيضـًا.
«أمـك تـعمـل لـدي كـرجـل أطـفـاء..، إنني أشـعل نيـران المشـاكل وهـي تـخمـدهـا خـلفي..، لا نمـتلك رابـطًا عـاطفـيا كـما تظـن ولـن يكـون..، إنـها مـساعدتـي فحـسب وتـقوم بـمهمات رائـعة..، وليس لأن هنـاك رجـل آخـر بحـياتـها..، فإن حـافظت عـلى عـملـها معـي..، لـن يتنسـى لـهـا الوقـت لتـجـد واحـدًا من الأسـاس.»
لا أصدق أنني قلت هذا!
«إنـك رجـل أيضـًا.»
قال ولقد أخرسني حقا، أسأعترض؟ إنه محـق؛ فإنني الأشـد خطورة لكـنني لا أفكـر في جـلب أشقـاء لـه. كـيم قـطعة مهمـة بمكتـبي، تنجـز أوامـري أفضل من أي شخـص آخر قد عمل لـدي، ونـحن معـادلة خـارجـها واحـد.. سـالب من ضـفتـي ومـوجـب من جـهتهـا.
«أي عـمل وإنـها تـذهـب إليـك ليـلا؟..، مـا الذي تقـوم بـه بالتـحديد؟»
«إنـه سـر..، فقـط كـن مـوقنـًا..، لـيس هـنـاك أي مخـلوق مـن جـنسنـا بحيـاتهـا سواك بالـوقت الحـالي..، ولـن أكـون عـائـقـًا أيضـًا..، فإنني لا أحـاول اِمتـلاكهـا..، إنـها تنفـذ أوامـري بدقـة كـما أريـد..، وهـذا هـو رابـطنـا الـوحيـد.»
مد كفه لمصافحتي؛ فاصطحبتها بقبضتي واِسترجعها عندما تبسمت له.
«أعتـذر..، لأننـي ركـلتك.»
أدار وجهه إلى الِاتجـاه متلفـظًا بخفوت. سارت أصابعي حينئذ دون أن أعي واِستقرت عند غرته لترتبها. لم ينتفض ولم يرفض تحنن يدي على وجنته. إنني تحت الصدمة أيضا، أعرف أنني شخصية تنزعج من وجود الأطفال حولي، والطبيعي أن لا أستلطف قربه، لكـن لا بـأس، لـن يتكـرر ذلك.
«كـما جـاء باِتفـاقنـا..، سـتـبقـى هـنـا إلـى أن تـأتـي الممـرضـة.»
اِستقمت وعدلت ساعة معصمي، أدرت بصري إلى كل الأرجاء وتجاهلت خياله تماما، كنت بصدد بالرحيل لكن صوته المتردد أعاق حركتـي.
«هـل ستـغـادر الآن؟»
لم أرد، أدبـرت وأوصـدت خـلفـي، كان بيجي بمقعد القيادة؛ فدلفت الأريكة الخلفية مغمغمـًا.
«تسكـع بالمـدينـة..، وأخـبرهم أن يجـهزوا حقيبة أسبـوع..، قـررت تأجـيل رحـلة آسبـانيا..، لكننـي سـأقضـي هـذه الأيـام بالمـزرعـة.»
هـز جمجمته بالإيجاب ومضى، أرقدت خذي على النافذة؛ فقد بدأ النعاس يكتسح بسلطانه. غـفوت مرات متعددة قبل أن نبلغ الحديقة. كان سيترجل قبلي لكنني أشرته له بكفي ليبقى. أستطيع قـراءة ملامحه القلقة لكنه اِلتـزم الصـمت عندما سخـرت.
«لـن أمـوت..، سـأغلـق هـاتفـي فقـط..، إن حـدث شـيء خـارج السـيطـرة اِتـصـل بالـرقم الأرضـي..، وأخـبر كـيم أن تعـلم كـل المـوظفيـن بهـذه العطلـة الاِستثنـائيـة..، عـودتـهم ستـكـون يـوم الاِثـنيـن المقبـل..، لكـن الأمـور الطـارئة سيـتـم قـضاءهـا مـن بيـوتهـم.»
اِقتحمت خلوتـي لأترنم بصهيـلهم، ذلك هـدأ أعـصابي وخطـوت إلى جنـاحي بينما أنزع عني ذلك الطقم قطعة قطعة. حشرتني بالحوض الذي قد تم إعداده لأجـلي ثم بقيت هناك لألتقـط أنـفاسي ببـطء. أرخيت به أوصالي المتعبة فقد طالبتني بالاِنغماس في السرير. كنت مطيعًـا، اِرتميت على الأريكة وإنني قد اِرتديت معطفي الأسود برعونة. بقيّ الجزء العلوي عاريا في حين قيدت السلفي بالحزام، هذا ما أتذكره، أما الآن؛ فإنني لا أستطيع تحريك جزيئة مني.
كـم لبـث؟
السـاعة الجـدارية تشيـر إلـى العـاشرة، لـكنني لا أرى نـور الصـباح! نـقبـت بهـاتفي الذي كـان عـلى الطـاولة لأدرك أنـه مسـاء الـيوم الـتالـي!
قاومت رغم اِحتراق أطرافي بالحمى، غسلت وجهي وأعـددت شـايـا سـاخـنـًا لحـنجرتـي.
أدرت ظهـري في حين لففت الملعقة بالكـوب، لقـد أتـى كـما كـان بتـوقعـاتي، بكـرسيـه المتـحرك وإنّه لـم يمـل بعـد من تمـثيل العـجـز.
«إننـا بمفـردنـا.»
تهكمت ثم اِستدرت إليه حينما شخر.
«أرى هـذا.»
بللت حلقي برشفتين وجعدت جبيني عندما اِنتابتني جولة من الصداع.
«مـا سـبـب مجـيئك إذًا؟»
وقف بـخفة ثم توجـه إلى جـهة قنينـات النبيـذ، سكـب لنـفسه كـأسـًا، وأعـرف أنـه هنـا ليـراوغ، لكنني لا أكتـرث؛ فـليعـبث كـما يشـاء.
«إنـك تتنـاسى أننـي والـدك..، لكـنني لـم أنـسى أنـه يـوم مـولدك.»
رفع كـأسه مستـهزئًـا.
«أتـمنـى أن تتـعـفـن فـي الجحـيـم.»
حـركت أصـابعي بخطوات الـثـالوث المـقـدس وطـنزت.
«سـأصـلي ليـقبـل دعـائك.»
حدق حـولي ثم قلص المسافة بيننا قائلا.
«أستـغـرب أنـك لـم تجـلب أنـثـى لـتسليتـك.»
«إلـى مـكان سـهـل الاِقتحـام؟..، لا أحـب أن أقـاطع بينـما أعـمـل.»
وضعت الكوب خلفي على الطاولة ثم تسللت يدي لتمسك بمقبض السكيـن. الفاصل الذي يحـده عنـي خـطوتـان، أعـي أنه كـان بـمقـدرتـه قـتلـي حينـما كـنت نـائمـًا، لـكن لـم يـؤجـل ذلك إلا لـغايـة فـي نـفسـه.
«أيـن تـلك الـوصـيـة اللعـينة؟»
قهقهت بعمق، واِشتدت نظراتـه.
«لـمـا سـأضـع واحـدة وإننـي لا أزال شـابـًا؟»
تشدقت؛ فقبض على رقبـتي في حين باغته وأرسيت حافة السكين قـبالة بطـنه. أزال حصـاره ثم ضحك بصخب مبتعـدًا، سكنت لأراقـب تحـركـاته؛ فحـتمـا لـم ننتـهـي عـند هـذه اللقـطة.
«عـوض الـركـض خـلف أمـوال غيـرك..، كـان بـوسعـك صـنع ثـروتـك الخـاصة.»
قـلـت ولوحت بما يقبـع بكفـي!
إنـه لا يـريد الخـاصة بي، بـل التـي كـتبتـهـا والـدتـي لتبتـر خططـه في الاِستـلاء عـلى أمـلاكهـا. لـقد منـحتنـي الحـق الكـامل في التـصرف بإرثـي، لـكنه لـم يبـتلـع ذلك بـعـد. الثـراء الذي اِرتـكـب لأجـله كـل تلك الخـدع صـار تـحـت سـلطـتي رغـم أنـها كـانت كـريمة في حـقه وأبقـت بحـاسبه مـا يكـفيه للعـيش الـفاحـش!
لقد حـاز بالفعـل رئـاسة أحد شـركـاتـنـا بـلعبـته، الـقصر الذي تقـبع بـه عـائلتـه تـلك كـتبتـه بـآسمه فقـط لتـحافـظ عـلى حـياتـي؛ فقد أخطـأت بإنـجـابهـا لـي وإنّ كـل مـا كـانت تـرغـب به أن تـخـفف هـول شـوق أمـومـتهـا بـطـفـل صـار متعطـشـًا لقـتلـه.
لا أستـطيع عـد مـحاولاتـه، شـككت فـي جـزء أبـوتـه، لـكنني واللعنـة مـن صـلبـه الفـاسد. قـبل زواجـهمـا كـان رئيـس قـسـم المحـاسبـة بالشـركة، لقـد وثـقت بـه كـثيـرًا قـبل أن يلـين بإغـوائها بحـب زائـف جـعلهـا تـقبـل الاِرتـبـاط بـه.
لـم ينـكر أن ولادتـي كـانت أكـبر خـطـايـاه، لـقد آستنـزف حـذره بليلـة وحيـدة لكـنني هنـا ليـدفـع الثـمن.
«عـذرًا سيـدي.»
كـيم؟ هـل أثـرت الحـمى عـلى عـدستـاي؟ التـفـاجـؤ الـذي بـوجهه ألـغـى هـذا التخـمين. لـقـد دلـفت بـزي عـمـلـها المـعتـاد ثـم اِنحـدرت بجـذعهـا لـكلينـا.
«مـاذا هـنـاك؟»
نبست وإنّ عيـناي كـانتـا تأمـرانـها بالـرحيـل؛ فلا أود تـخيل ردة فـعـل هـذا العجـوز النـثن. تـعـامت عـن ذلك، ونـطـقـت بـمـا شـتت اِنتـبـاهه.
«أعـتذر عـن اِزعـاجـكمـا..، لكـنني أتيـت لأبلـغكـما بحـادثـة اِبنك الصغـير..»
«مـا هـذه اللعـنـة!»
فصل كلمـاتها؛ فـمررت بؤبؤيـهـا بيننـا، لـوهـلة شـعرت أنهـا تقـصد اِبنـي أنـا..
ذلك قـلب جـوفـي واِزدرمـت ما صـك صـدري في حيـن أوضـحت تتمـتهـا.
«إنـه بخـيـر..، المـعضلـة تخـص إلقـاء القـبـض عليـه وأصـدقـائـه بسبـب قيـادتـهم السـريعـة بالـشـارع العـام وهـم تـحـت اِستـهـلاك الممـنوعـات.»
«هـذه لـعـبة منـك؟»
آستنكـر قاصـدًا إيـاي بالحـديث ثم ركـل الكـرسي واِنقـلـع مسـرعـًا. فألـقيت السكيـن بعـدهـا لكـنني لـم أنـزل مقلتـاي عنـها. آلتـزمتُ الصـمت منتـظـرًا رحـيلـها أيضـًا.
كـانت تتـفحـص هـاتفـهـا ثـم تـمتـمـت بـرنـة سـاكنـة.
«لـقد غـادر..، إنـه بـدون رفـقـة.»
«مـن سـمح لـك بـالاِنـدسـاس هكـذا بـأمـر ليـس مـن شـأنك؟»
اِقـتـربت منـهـا وزمجـرت حـانقـًا، لم أنـزعج مـن تـدخـلهـا لكـنني لـم أمـنحـهـا الاِذن بـذلك.
«أنـت سيـدي.»
أجـابت وأشـرت لنـفسـي سـاخـرًا؛ فقـدمت تـبريـرهـا ببسـاطـة.
«التكـلف بالأمـور الطـارئـة عـلى عـاتقـي.»
رمـقتهـا بجـفون ضيقـة وسـألت بحـذر.
«دعيـني أتكـهن..، لقـد وشيـت بـه.»
رجـوت أن تنفـي ذلك، لكنـها جيـدة في سـرد الأعـذار.
«كـان الحـل الوحـيد الـذي بحـوزتـي حـتـى نشـغـلهـم عنـك..، اِتصـلت من الـهاتف العـام لتـجنـب المـشاكـل.»
مـازال التعـب ظـاهـرًا بـوجههـا، ولـم تشـفى بعد.
نـظـرت إلـى سـاعتـها ثم قـالت.
«عـلـي العـودة الآن..، أتمنـى لك ليلـة سـعيـدة.»
حـينما أضحـت صـورتـها مـغلفـة بالـضبـاب، أغـلقـت علـى مقلتـاي وجـاهـدت كـي أصـمد. كـانت سـتنـدثـر لـكنني مـازلت أستمـع لصـدى خطـواتهـا.
بحتـها الـرقيقـة تحـدثت قـربـي!
«سيـدي..، يحـبـذ أن نـتصـل بالطـبيب جـانـغ..، هـل تـأذنـي لـي بـطـلب حـضـوره؟»
إننـي لا أفـضلـهـا عن الجـميـع دون سـبب..
تفـوهت بمشـقـة.
«عـودي أدراجـك..، ولا تـلتفـتـي حـتـى لـو كـنت أحـتضـر..»
أشـعة الشمـس أفسـدت نـزهـتي؛ فاِستـرجـعت وعـيي شـيء فـشـيء. أكـنت أهـذي؟ إننـي منـهك بالـفعـل ومـازال النـعاس يـتملكـني. حـتمـا لـم يـكن كـابوسـًا!
تحـسست نعـومة الـسرير؛ فالأمـر يبـدو كجـناحـي، لكـن لـيس الـذي بالمـزرعـة
«صـبـاح الخـير سيـدي.»
لا أتـوهم، إنـها المـدبرة بـارك حـقا! نـزلت برقبـتهـا لـي ثـم أردفـت.
«لـقد أعـددت فـطـورك المـعتـاد..، ووضـعـت الأدويـة التـي دونـهـا الطـبيب جـانغ.»
«أيـن كـيـم وبيجـي؟»
بيننـا حـساب عـسير؛ فقـد كـسرا كلـمتـي مـرتيـن بالليلـة ذاتـهـا!
«اِبنـي قـاد بكـما إلـى هـنـا..، ثـم ذهـب لـجلـب الطـبيب جـانغ..، أمـا السيـدة كـيم..، فقـد رحـلت بـأمـر منـك.»
«اِنقـلعـي أيضـًا.»
ألقـيت الغطـاء عـلي قـائلا كـي تنـسحـب؛ فمـددت يـدي بعـدهـا لألتقـط هـاتفـي من فـوق الخـزانة. تـلك الفضيـحة تـزين كـل الصـحـف الآن، إنـه خـبـر جـميـل لأفتتـح بـه صـبـاحـي، لا أنكـر ذلك.
الشـاشة تـوهجـت باِتـصـال مـن ذلك المـخـبر الـفاشـل، كـنت سـأغلـق لـولا أننـي لمـحت رسـالته التي بعـث بـداخـلهـا الحـرف إن.
لنـرى إن كـان هنـاك جـديـد حـقـًا..
«اِخـتصـر.»
رد مجـيبـًا بغـايتـه.
«إنـه يـملـك هـاتفـًا آخـر..، الـبـارحـة آرتكـب هـفوة واِستـعملـه ليتصـل بـرقم والدتـه..، اِستطـعـنـا اِخـتـراقـه..، لـم نجـد مـلفـات لصـفقـات مـشبوهـة كـما كـنـا نـظن..، كـان هنـاك مـلـف وحيـد..، لكـنه مـريـب نـوعـًا مـا.»
«هـل تبتـغي دعـوة مـن المنـزل الأزرق لتـكمـل؟»
تهكمت؛ فقد بـلع لسـانه لوهـلة، إن تـردده قـد أيقـظ بـي شكًـا قاتـلا.
«أعـتقد أنـه يـلاحـق اِمـرأة..، هـنـاك صـور مـزيفـة لهـا بالـذكـاء الاِصطـنـاعـي بـوضعـيـات مخـلـة وأخـرى محـشورة بجـسد بـعـض العـارضـات.»
زوجـتـه ستـحـب هـذا الجـزء..
«إنـهـا سكرتيـرتـك.»
أعتـقد أننـي لـم أسـمع جيـدًا!
«أتـهـزأ بـي أيـهـا الـوغـد؟»
زمجـرت بـإزدراء؛ فتـأتـأ ثـم حـرر مـا بـجـعبتـه.
«هـل أرسـل المـلف مـع بيجـي..، أم أحـذفـه؟»
تخـللت خـصلاتـي بين أصـابعـي وقلت بحـدة.
«بـل ستـأتـي بـرفقـتـه!..، الآن!»
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
مـا رأيكـم الفـصـل؟ 🖤
مـاذا تتـوقعـون؟ 🖤
هـل يبـدو الأمـر حـماسيـا؟
سـأذهـب لأرى إذا اتحـدث فـصل Noir ||
الواتبـاد 🙂
أتمـنى يـكون عجـبكـم!
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top