BBHxBYN
هاي ادري تتسائلون حول هالكتاب المُفاجئ😂 و الجواب انه تعاون بيني و بين كامي اكيد كلكم تعرفونها Kamihyun 🖤
و السبب اننا اتفقنا نكتب وانشوت خفيف لطيف ظريف بمناسبة عيد ميلاد بيوناااا Byuna_S رغم اننا متأخريين😂😂💔 و انه عيد ميلادها كان لبارح بس غصبن عنك لازم تقبليه و تقريه و تحبيه سامعة؟😡
المهمزز ما اطول عليكم كل سنة و انتي طيبة و اتمنى تستمعي فيه و تستمعتو انتم كمان فيه زي ما استمتعت انا و كامي بكتابته🍓
••
يقولونَ أن الأشخاص الذين يُحبون الفواكه الحمراء يمتلكونَ قُلوباً دافِئة مدفونة بحبٍ عميق يمنحونه فقط لمن يستحقونه بجدارة!
لديهم حَسٌّ فُكاهي و ذوق جميل جداً، حساسونَ و كل من حولهم يقعون في حبهم بسهولة، تخشى عليهم من العالم و تتمنى الإحتفاظ بِهم داخل علبة حتى لا يتأذوا.
لكن كونوا حذرين منهم أيضاً، فهُم ليسوا من النوع الذي قد ينخدِعُ بسرعة، لكنهم من قد يخدعونَك بسهولة دون أن تعيَ بالأمر حتى!
..
"تفضل سيدي، عُلبتانِ من الفراولة و علبة عصير، هل ستدفعُ بالبطاقة أم نقداً؟"
أردفت بإبتسامة لطيفة و هي تمد الكيس البلاستيكي نحو الرجُل المُسن الذي يقبعُ أمامها ليأخده منها بهدوء و يُجيب
"نسيتُ بطاقتي في المنزل، سأدفع نقداً"
أخرج حقيبته المالية حتى يُخرجَ منها المال و مدّهُ لها و عندما أرادت إرجاع الباقي إمتنع عن أخده
"إحتفظي بالباقي"
"شُكراً لك سيدي، طابَ يومُك"
قامت بطبعِ قُبلة على ذلك المالِ بإبتسامة و هي تهز رأسها كون هذا الرجل هو أول زبون لهذا الصباح و يبدو أن يومها سيمضي بشكل جيد.
إستمر جرس المتجر بالرنين في كل مرة يدخل زبون بها طوال الصباح، هي إستمرت بإستقبال مُحبي الفراولة فهذا ما تقوم ببيعه بذلك المتجر الذي وقعَ بأحد شوارع بوسان بالقُرب من محطة الحافلة.
مع أعيُن بنية كالبُندقِ و مبتسمة طوال الوقت،متجر الفراولة لم يكُن الشيء الوحيد الذي يجذب الزبائن بل صاحبتُه أيضاً
لطالما أحبت تغيير جوّ الآخرين للأفضل و جعلهم يبتسمون و هذا ما فعلته.
كانت تقف خلف مكانها حيث تعد النقود التي ربحتها هذا الصباح، أو لنقُل الأربع ساعاتٍ الأخيرة، إلى أن دخل أحد الزبائن مُجدداً مُسبباً في إتساع إبتسامتِها.
"أهلا بِك!"
..
كان يقف تحت أشعة الشمس يضع نظاراتِه الشمسية الامعة و ينتظر الحافلة.
"أنا حتى لم أتناول فطوري ما هذا الصباح!"
تمتم في تذمر يرمي بنظره على الحافلة القادمة من بعيد، مع تيشرت أبيض و شورت يصل لركبتيه بالإضافة إلى حذاء رياضي يساعده في الركض، هو كان يُعطي مظهرا جذاباً للغاية خاصة مع لونِ شعره الأحمر.
تقدم حتى يصعد الحافلة بهدوء لكنه وجد نفسه يركض خلفها لأنها لم تتوقف
"هي أنت! توقف أنا مُتأخر و اللعنة"
صرخ يركض بسرعة مُحاولاً اللحاق بِها ليسمع أحد الجالسين في الحديقة يُجيبه
"أنتَ دائماً متأخر يا رجُل!"
كان سيتوقف حتى يُجيب عن كلامه و يشتمه لكنه لم يفعل، فهو بالنهاية مُحق!
جميع الناس الذين يعيشون هنا يعلمون أنه متأخر عن الحافلة يومياً، مُدرس اللغة الصينية بيون بيكهيون أو الملقب بالفتى ذو الشعرِ الأحمر أصبحت له شعبية كبيرة بسبب ركضه المُستمر خلف الحافلة التي تتركه بإستمرار كما يقول إلى أن تصل للمحطة التالية.
في طريق ركضه إليها هو لمح الطاولة المزينة بعُلب الفراولة الموضوعة إلى جانب بعضها البعض، لذا في طريقه أخد إحداها و أكمل ركضه.
توقفت عن التحدث إلى الزبون لترفع رأسها عاقدة حاجبيها و صرخت و هي تقفز من أعلى الطابور الذي كانت تقف خلفه.
"هي أنت، تعال إلى هُنا أيها السارق!"
خرجت لتركض محاولة اللحاق به لكنه كان قد ركِب في الحافلة، لم تستطع لمح شيء سوى شعره الأحمر الذي كان يتطايرُ في الهواء.
ضربت قدمها بالأرض غيضاً ثم مشت بحيرة يميناً و يساراً و هي تحمل بيدها عصا مكنسة خشبية.
عادت للداخل لكن عقلها كان لايزال بالخارج رغم إستقبالها للزبناء، هي كانت تنتظر مروره من أمام المتجر مُجدداً حتى تُلقّنهُ درساً لن ينساه!
حلّ المساء بنهاية اليوم و غربُت الشمس إلى مُستقرها، أقدامها قد أصبحت كالهُلام من كثرة الوقوفِ و إنتظار صاحِب الشعر الأحمر، أو السارق كما أطلقت عليه.
لكن إنتظارها ذلك لم ينفعها بشيء، فالشابُ لم يعُد من نفسِ الطريق و لم يأتِ ليُبرر فِعلتهُ الشنيعة التي إرتكبها في حق صغيراتها..
..
مدت رقبتها صباحاً و ذِراعيها كذلك، حدثُ البارحة لا يزال يحفِر بين ثنايا عقلِها، فشيء كهذا لم يحصُل مُطلقاً منذ فتحِها للمتجر.
"سأُريك، لم يولد هذا بعدُ الذي يسرقُني و يهرب بجلدِه دون أن يُعاقب"
فرقعت أصابع يدها ثم إستقامت من على سريرها بنشاطٍ حتى تدخل للحمام..
بعد القيامِ بروتينها هي خرجت في أتمّ الإستعداد للقبض على المُجرم، تنظُر هنا و هناك و كأنها لبؤة تحاول إصطياد فريستِها الأولى.
فتحت المتجر و دفعت الباب ثم إتجهت نحو الداخل لتُشرِعَ في ترتيبه و إخراج طاولة عُلب الفراولة إلى الخارِج.
و سُرعان ما بدأ الزبائن في التوافد، و قلبها بالإطمئنان بأن كُل شيء يمر بشكلٍ جيد و ربما السارق لن يعود مُجدداً لذا عليها أن تتغاظى عن الأمر رغم أن قلبها محروق على صفيراتها اللواتي سُحِقن هباء منثورا.
في الجهة الأخرى، و مع بداية يومٍ جديد روتني متكرر و متأخر، و دعونا نضعُ خطاً أحمر تحت كلمة متأخر.
كان يركض في أرجاء غُرفتِه، يلتقط سروالاً من الخزانة و قميصاً من على الأرض، هو لا يعلم لِم النوم يستمر في طعنه بظهره.
صحيح أنه يسهر على اللعب في الهاتف و تمرير الوقت، لكنه يحاول إقناع نفسه أنه نام مُبكرا و من حقه السهر.
وضع قُبعته الشمسية و وقف أمام المرآة حتى يفرش أسنانه بسرعة و يغسل وجهه ثم ركض إلى الأسفل يتخطى أدراج السُلم حتى كاد يقع على وجهه.
"هيا بيكهيون، لديك خمسُ دقائق لتصل إلى محطة الحافة"
تمتم و هو يركض بإتجاه طريقه مُحاولاً جعل الخمسة عشر دقيقة تبدو خمس دقائق و حسب في نظره، رُبما هو دائماً يحاول خداعَ نفسِه رغم معرفته بالحقيقة، أو لأنه بالفعل يعلم أنه يستمر في تأخير كل شيء و يُهمل حياته هكذا و لكنه لا يهتم.
نظر للساعة السوداء التي تلتفُّ حول مِعصمه بينما يركض ليجد أنه قد مرت خمس دقائق بالفعل، هو إبتسم بجانبية على حالِه و قد تمدد شفتيه أكثر في إبتسامة عريضة فور لمحهِ للنعيم الذي يُطالب به
عُلب الفروالة الحمراء كلون شعره تِلك كانت تُناديه حتى يحملها معه، أو ربما هذا هوسُ الفراولة أم أنه الجوع و حسب؟
لا يهم ما هو، لكنه لم يستطع منع نفسه في إنتشال واحدة أخرى، و أيضاً لم يمنع قدميه من التوقف عن الركض أسرع فور لمحه للحافلة القادمة من الخلف.
يعلمُ جيداً أن فِعلتهُ تِلك خاطئة، و هو لا يعد نفسهُ رجُلاً سيئاً لأنه قام بها، فالجوع كما يقولونَ لا يرحم، لذا رسم في رأسِه أن عليه العودة لاحِقاً و طلب الرحمة من صاحبِ المتجر.
بالتأكيد سيُسامِحه، صحيح؟
..
بثياب نومه ذات اللّون السّمائيّ وقف قبالة الحائِط الّذي عليه ثُبّتت الرّزنامة، كان سطحُها مليئا بالخطوط والدّوائِر ذلِك لأنّه يستعين بها لتأريخ مواعيده فهو كثير النّسيان، وأحد المواعيد الهامّة لنهاية هذا الأسبوع هي دفعُ فاتورة ما قام بسرقتِه خِلاله
سيتوجّب عليه مُواجهة فتاة الفراولة الّتي نهب مِن محلّها علبتين في يومين متفرّقين، اليوم، بعد بضعة ساعات تحديدا؛ صوت صراخِها آنذاك أوحى له بأنّها شخصيّة عنيفة، لكنّه وسيم وسوف يفتنها حتما، أو ذلِك ما يرجوه!
غيّر ما ينتمي إلى البيتِ بقميص أبيضَ وبنطلون مِن الجينز، انتشل مِحفظة نقودِ الّتي كانت مردومة تحت كومة مِن الثّياب المُلقاة أرضا، دسّها بجيبِه ثمّ غادَر إلى وجهته يتأمّل الحصول على العفو بدون خسائِر عُضوية
اختبأ خلف سيّارة سوداء كانت راكنة أمام طاولتها المُخملية، وراقبَها لوقت طويل بينما تتعامل مع زبائِنها بوجهها البشوش، تصرّفاتُها النّاعمة طمأنته بخصوص أعضائِه
ما لم يعلمه أنّها قد أبصرت خصلات شعره المُلفتة للنّظر مِن خِلال زجاج محلّها الشفّاف، فاعتقدت أنّه على وشك سرقتِها مجدّدا، التقطت المِكنسة الّتي كانت مستندة إلى الحائِط خِلسة وبقيت تترقّب مجيئه حتّى تنهل عليه بالعِقاب.
بيكهيون حمحم بارتِباك قبل أن يدفع بوابة المحلّ المُتحرّكة إلى الخلف ويلِج بخطوات مبعثرة، ما كاد يلقي بالتحيّة من باب الأدب حتّى صارَ رأس المِكنسة المُسنّن على مسافة إنش مِن وجهه
" أخيرا قبضت عليك متلبّسا أيّها اللّص الأحمر "
أراد أن ينطق ويصحّح معلوماتها المغلوطة لكنّها لم تترك له أيّ مجال للدفاع عن نفسه
" لا تتفوّه بأيّ حرف، سأسلّمك لمركز الشّرطة، التفت إلى الأمام وامشي وإلّا كنست وجهك الممسوح مِن الحياء بالمكنسة"
ازدادت عينا بيكهيون جحوظا جرّاء ما يلقاه مِن سوء معاملة مِن قبل فتاة الفراولة، يكاد يجزم أنّه سيكره فاكِهته المفضّلة بسببها
" عذرا آنستي ولكنّي هُنا لـ.."
وازت سبّابة يدِها الطّليقة بشفتيها المخضّبتين بالحُمرة ووسّعت جفنيها بغضب
" إيّاك أن تُسمعني صوتك اللّعين، لقد سرقت بناتي بدون حقّ وآن الأوان لتُعاقب"
تأرجحت عدستاه بين المِكنسة القريبة مِنه وبين الجميلة الشّمطاء مُتلعثِما
" وذلِك سبب تواجدي إن سمحتِ لي "
قاطعته مرّة أخرى بغير رحمة
" لا لن أسمح لك، أنا أمسك نفسي عن ضربِك بصعوبة، لو رأيتَ وجهي الآخر فسوفَ تنصهر بمكانِك ذُعرا "
وفي نفسه تساءل، إن كان هذا ليس وجهك الآخر فكيف سيكون؟
لملم مِن المحيط حوله كميّة مِن الهواء ثمّ تجرأ أن يفسّر موقِفه
" أنا لم أقصد أن أقوم بسرقتِك، عادة ما أغادر من المنزل متأخّرا بدون إفطار وأنسى المِحفظة لذلِك أضطرّ لأن أستعير مِن بعض الباعة "
أطلقت ضِحكة مستهجنة قبل تلوّح أمامه بالمِكنسة الّتي كادت في كثير مِن المرّاتِ تُصيب وجهه
" كأنّي سأصدّقك أيّها الدجّال، لو كان بنيّتك دفعُ ثمنِها حقّا لما انتظرت كلّ هذا الوقت، ثمّ أنّك قد فعلتها مرّتين خِلال أسبوع واحد لا مرّة، ما هو تفسيرُك؟ "
تأتأ بارتِباك لضُعف حججه
" اهدئي وسوفَ أفسّر لكِ حقيقة ما حدَث"
ومُنذ أنّها قد بلَغت مِن الاستفزاز مرحلةً ساميةً ركلت إحدى ركبتيه بقوّة
" بالطّبع جهّزتَ أكاذيبَك قبل مجيئك إلى هُنا، لذلِك أيّ كان ما ستقوله فهوُ واهٍ، سيتمّ الفصل في الموضوع بمركزِ الشّرطة، حيثُ أضمن الحُصول على حقّي كامِلًا، وحقّ صغيراتِي اللّواتي سُحِقن هباءً"
بدا له وأنّها تضخّم الأمر بشكلٍ مُبالغ به، كأنّها تتحدّث عن مجوهراتٍ مِن الألماس، حينَما واصلت التذمّر بلا انقِطاعٍ دونَ حتّى أن تأخد نفسًا، حسَم قرارَه بالتدخّل، وبما أنّ الكلمات لم تُجدي نفعًا استَخدم شفتاه بطريقةٍ أخرى.
لم تصدّق بيونا أنّه قبّلَها مُميتًا كُلّ ما ظلّ في خاطِرها مِن عتاب، كان مُجرّد تماسٍ طفيف أحدث سيلًا مِن المشاعِر فيها، الصّدمةُ الّتي انبثقت مِن عينيها أوشكت أن تُمزّق جفنيها فيما حافظَ هو على ثباتِه
بعدما تناءى إلى الخلفِ مُخليا مِساحتها الشّخصية مِنه دعَك قفا رقبتَه بعبث
" آسف، لم تكن أمامي سِوى هذه الطّريقةِ لجعلك تستمعين إليّ "
وبينما هِي مُكتفية بالتّحديق بِه مُلجمة اللّسانِ ارتأى أن يُخرج المِحفظة مِن جيبِه ويضَع ثمَن العلبتين على طاوِلة الدّفع، كان قد عدّه بالفِعل
" أخبرتُك أنّي أتيت لتسديد ثمَن ما سرقتُه "
ابتسم بخفّة وهو يناظر الجماد البشريّ أمامه
" الأصحّ تسميتُه دينا بما أنّي لم أهرب مِن الدّفع، ولم أنوي ذلِك إطلاقا "
أعاد المِحفظة إلى جيبِه ثمّ انحنى وكأنّه ما اقترفَ بحقّ شفتيها العذراوتين أيّ ذنب
" آسف مجدّدا، أرجو أن تقضي يومًا جيّدا "
ودّعها بابتسامة عريضةٍ ثمّ غادَر المحلّ بدون أن تُحرّك ساكِنة، رغم تمنّيها لضربِه حتّى تتهشّم عِظامُه!
..
توالى توافُده لسرِقة الفراولة كلّما غادر البيت متأخّرًا بعد ثاني أسبوعٍ مِن مداهماتِه باتت بيونا معتادة عليها، لا بأس مِن منحه رخصة مُنذ أنّه يأتي ليدفع ثمن ما أخذه بدون نقائِص كلّ نهاية أسبوع
مرّ قُرابة الشّهر مُنذ بدأ البلاء يتربّص بالفتاة، بمُرور الزّمن ما عاد مُسمّى البلاء ينطبِق عليه، كانت رؤيتُه مِن حين لآخر تشرحُ صدرَها، كيف يظهرُ ويختفي بلمحِ البصر دون حتّى أن يُلقي بالتحيّة عليها، تماما كأنّه سراب، أو ربّما شفقُ نادِر الحدوث بخصلاتِه تلك
اليوم هُو موعِد الدّفع الرّابِع، ما يُضاهيه عدَد الأسابيع مُنذ أن انفلق بحياتِها كبذرةٍ أنجبتها الأرض مِن تلقاء نفسِها، دون أن يُطلب منها، وبينما هي تُصلِح ما تبعثر مِن شعرها الكستنائيّ ظلّت تقنع نفسها أنّها غير مُكترثة بنظرتِه عنها وليست تتهذّب لأجلِ لقائِه
ما لبِث أن لطمت الأجراس المُعلّقة بالباب بعضها البعض دلالة على أنّ أحدهُم ولج المحلّ، اتّخذت بيونا وضعية الاستِعداد قبل أن تتعثّر نظراتُه بهيئتِه البهيّة، بذلت ما بوسعها مِن اصطِناع لتظهر على طبيعتِها
" كِدت أعتقد أنّك قد تملّصت مِن الدّفع هذه المرّة "
اعتلت ابتسامة ساخِرة فمه
" تتمنّين ذلِك "
بارتِباك استفهمت
" عفوًا؟ "
حكّ نِهايةَ أذنِه بظُفر إبهامِه طفيف البُروز ثمّ قال بعبث
" أقصِد أنّك تتوقين لتجرّيني إلى مركز الشّرطة، باختِصار أنتِ تحبّين حفرَ المشاكِل للآخرين "
اقترب مِن مكانِ وقوفِها خلفَ الطّاوِلة، حيثُ مرّر وجهه مُنتهِكًا بعضا مِن مساحتِها الشّخصية ما تسبّب لها بالارتِباك
" احذري مِن الوقوعِ فيها "
ضمّت شفتيها بقوّة بينما انسحب كتِفاها إلى الخلف كردّة فِعل
" من قال أنّي أتوق للمشاكل، ليس وكأنّي من تعتدي على المحلّات لأنّها متأخّرة دائِما "
عبس بشكلٍ طفوليّ استحال عليها حِرمان قلبِها من الرّفرفة على إثرِه
" تعلمين أنّي شخص مشغول جِدا، تقديم الدروس الخصوصية على مدار اليومِ ليس بالأمر السّهل، يُمكنك القول أنّك تقدّمين لي خِدمة شحنِ طاقة، ذلِك عمل خيريّ يستحقّ الثّناء "
غادَر فكّها السّفليّ حُضن العلويّ بصدمة
" كم أنت بارِع في صياغة الكلام "
وضع المال على الطّاولة فالتقطته وقامت بعدّه رغم عِلمها بأنّه دقيق في حساباتِه، هِي لم ترِد أن تقومَ بتمييزِه عن زبائِنها، ذلِك ليس جيّد لها البتّة
قاطَعها إذ مال صوبَها باسِطًا كفّيه على سطحِ الطّاوِلة
" ثمة خِدمة أخرى يُمكنك تقديمُها لي"
" بكُلّ سرور"
هتفت بعفويةٍ قبل أن تُصمِتها نظراتُه الغريبةُ، كانت نظراتٍ إغرائيّة تجزِم أنّه قد احترفه مِن مكان ما
ما هِي إلّا لحظات حتّى أفشت شفتاه عن رغبتِه الدّفينة بمرح
" فلتخرجي معي يا فتاة "
هي فقط أطرقت برأسِها موافِقة، تجهل كيفَ أقدمت على ذلِك!
..
بعد أسبوع من ذلك اليوم.
كانت تركُض في أرجاءِ غرفتها الّتي صار يليق بها مسمّى مكبّ ملابِس مُنذ أنّها بصدد انتِقاء ما سترتديه اليوم لكنّها حائِرة بشدّة، لم يسبِق وأن كانت على هذا النّحوِ وهو لا يُعجبها أبدا
بالأخير انتقت فُستانًا ربيعيا زهريّ اللّون، صحيح أنّها قد ترفعُ المِكنسة في وجه الجميع لكنّها أنثى ولديها دوقٌ ناعم، المنبّة المركون كان يُشير إلى أنّها متأخّرة بعشرِ دقائِق، لطالما ذمّته وها هِي الحياةُ اليوم تُعاقِبها بجعلها مِثله
أخذت مِن الثلّاجة عُلبة فراولة طازجة ثمّ ركضت إلى الأسفل حيثُ أودعتها بالسلّة المُثبّتة إلى مقدّمة درّاجتِها وساقتها متّجهة إلى احدى البُحيراتِ القريبة، المكان الّذي سيحتضِن أوّل موعد لها مع بيكهيون!
..
مرر أنامِلهُ على خُصلاتِ شعرِه الحمراء يُرتبها بعناية شديدة بعد أن قام بتفريق كل جزء على كلتا الجِهتين، حمَل عُلبة عِطر كانت موضوعة بجانبِه ثم قام برشّ البعض مِنها خلف أُذنيه و على معصميه.
قلبُه كان يدق بشدة، فهو لم يتوقع موافقتها تِلك و لم يكن يعلمُ أنه سيسرق قلبها كما سرقَ باقي الفراولات مِنها.
فهاهو سدد دينَ العُلبِ بالمالِ و الآن قد حان الوقتُ ليُسدد ثمنَ وقوعِه في الحبّ مع فتاة الفراولة!
نظر نحو ساعتِه اليدوية و كان متوقعاً جداً أنه متأخر، لكن مهلا! هو ذاهِبٌ لأول موعد له مع بيونا، و الرجُل من عليه أن يحضر أولا لأن الفتياتِ من يتطلبن وقتاً طويلاً في التجهز.
إنتشلت يدُه باقة أزهار كان قد إشتراها حتى يُقدمها لها، لكن قبل ذلك هو قرّبها إليه حتى يملئ رئتيه بعبقِها الجميل.
إبتسامة جذابة زينت شفتيه كردّ فِعل على إعجابِه بالأزهار ليتراقص بقدميه متوجها نحو الباب حتى لا يجعلها تنتظر.
و يا للصدفة وصل كِلاهما في الوقتِ ذاته، حيث حيّته بيونا بابتسامة خجولة، وأقبل هو ناحيتها بجرأته المعتادة
يدُها رُفعت تلقائياً لتُعيد خصلات تبعثرت في توتر و خجل مُغطية وجنتيها المُتوردة، ما الذي يحصل؟ أليست هذه هي نفسها التي كانت مُستعدة لقتله الأسابيع الماضية؟
بيكهيون الذي كان مستمتعا بمنظرها هزَأ
" كُفّي عن التصرف كقطة وديعة أدري أنّك خلفكِ عجوز شمطاء لا ترحم "
تغيّرت ملامحها وأظلمت، حينئذ فكّر ربّما ما كان عليه العبثُ وإيّاها
" ماذا عجوز شمطاء! أنت من جنى على نفسِه، ذلك الوجه هو ما تستحقّه على أيّة حال "
كان ذلك التّوقيت المناسب ليدفعَ بيده الملتفّة حول باقةِ الزّهور من وراء ظهره ويُفاجئها
" كنت أمزح فقط "
تساءل ما إذا كان عليه أن يضيف: حتّى الورود ليست بندّ لك لكنّه تراجع لئلّا يبدو مبتذلا
انبسطت أساريرُها كما لو أنّها لم تكن منقبضة للتوّ، ومدّت يدها تُغلّف بأصابِعها عُنق الباقة، وعادت للتصرّف كأفعى تختنِق!
" إنّها جميلة جدّا، لم أنت رومانسي إلى هذا الحدّ، أكاد أصاب بجلطة عاطفية "
حكّ رقبتهُ و إبتسم، الجو كان مشحوناً قليلا، كونها تشعر ببعض عدمِ الراحة لذا قرر أن يُبعد تِلك القيود التي تُكبّل يده و تمنعه من التحرك بحرية، هو تقدم ناحيتها في خُطوتين مسبباً في لفتِ أنظارها لترتكز على عينيه مباشرة في تواصُل بصري.
"لكنها بالطبع لا تستطيعُ منافسة جمالِك"
شفتيهِ إهتزت في إبتسامة بعد إنهائِه لكلامه، رُبما لانها كانت ترمقه بهدوء و تحاول قراءة الكلام المخفي الظاهر من عينيه، أو ربما لأن الكلام الذي نقط به قبل قليل كان مُبتذلا، في الواقع لم يكُن يعلم..
لكنه متأكد أنها المرة الأولى التي يفقد فيها قُدرته على التغزل بإحداهن، ليس لأنه لم يعُد يستطيع ذلك، بل لأن كلماتِه قد ضاعت مع الرياح بمجرد وقعِ عيناه عليها
"هل أنتَ مُتوتر؟"
أجابته في جُرأة ساخرة لم يتوقعها منها، هو إلتمس بعض الخجل المخفي خلف كلامِها ذلك، لكنها كانت تحاول أن تبدو على طبيعتها، و هذا ما يُريده.
"متوتر لأنكِ تبدين على وشكِ الانقضاض علي"
جعدت ملامح وجهها بإنزعاج و رفعت الباقة في الهواء حتى تقوم بضرب صدرِه لكنها ألغت ذلك و فعلتها بيدِها الحُرة، الأمر الذي جعلهُ يفتح شفتيه في صدمة و يصطنعُ الألم.
لذا حتّى يتخلّص بيكهيون من التوتّر أخذَ مِقوَد الدرّاجة مِنها وأسندها إلى جِذع شجرة كانت راسخة خلفهُما، قبل أن يتراجَع لفتت سلّتُها الممتلِئة انتباهه فسأل
" ما الّذي أحضرتِه معك؟ "
صاغَت خطوتين كانتا كفيلتين بإيصالِها إلى مكانِ وقوفِه، حيثُ حلّت طيّاتِ الكيس الورقيّ البُنيّ الّذي قصدَه ثمّ وسّعت مِن فجوتِه حتّى يُتاحَ له النّظر لما يقعُ بداخِله
" حبّك الأوّل الفراوِلة بالطّبع، إضافة إلى عُلبة نوتيلا، لطالما أحببتُ طعمهما سويّا "
توشّح فمُه ابتِسامة عميقة تنمّ عن سعادتِه
" كذلِك أنا "
حضنت بيونا الكيس إلى صدرِها بينما يسيران جنبًا إلى جنب بحثا عن بُقعة مِثاليّة للجلوس، كانا قد اتّفقا على عقدِ أولى مواعيدهما في هذا التلّ ذو كِساء الجنّة، والّذي تتخلّله بحيرةٌ شفّافةٌ تنقُل ما تبثّه السّماء مِن زرقة كي تمتّع أبصار البشر، ثمة العديد مِن الأسر كذا الأزواج غيرهُما مُنذ أنّ اليوم هُو عُطلة نِهاية الأسبوع، أي التوقيت المِثاليّ للتنزّه
سُرعان ما انتقيا حيّزا مطليّا بالخُضرة على مقربة مِن البحيرة أخدا لهُما موقعاً مِثالياً أمامها هو مسح على العُشب قبل أن يفرِشَ غطاء حتى يجلساَ عليه، نظرت له بإبتسامة ثم جلست أولاً واضعة الكيس في حُضنها.
"إذن ما هو إسمُك؟"
سألَ يترقب الإجابة من شفتيها مُنتظراً أول الأحرف التي ستُحفرُ في قلبِه من اليوم.
نعم فهُما لا يعرفانِ أسماء بعضهما البعض حتى!
"لِمَ لا تُخبرني بإسمك أولا؟"
أجابته و على شفتيها إبتسامة جانبية، تُحاول العبث معه قليلاً منذ أنه من تلاعب بِها في البداية.
"السيداتُ أولاً!"
أردف بتنمق رافِعاً ٱحدى حاجبيه، كأن فوقهُما شرارة صغيرة تكاد تشتعل بسبب رد الكلام.
"أنا لستُ متزوجة بعدُ لأكونَ سيدة"
إبتسمت بهدوء تُعيد خصل شعرها خلف أذنها، و حسناً هذا بدأ يُزعجه قليلا لِم لا تستسلم له و حسب؟
لكنه بيون بيكهيون، و ليس من السهل أن يُهزم بسهولة.
"لكنّكِ بالفعل أصبحتِ حبيبتي، و هذا يعني أنكِ أخدتِ إسمي"
إتساعُ عينيها بتفاجؤ جعلها تطرِفُ و تُشيح بنظرها بعيداً، هو لاحظ تغير لون وجنتيها و علم أنها وقعت لكلامه.
كم يُجيد التلاعُب بالكلام!
عدّل من جلستِه التي كان يُواجه بِها البحيرة و جعل من نفسِه محور نظرها بترُّبعِه أمامها.
"أُدعى بيون بيكهيون، لكنني سأسمحُ لكِ بمُناداتي بيكي، أو بيكاه.."
خرجت قهقهة لطيفة من بين شفتيها بسبب ما يقوله هذا الشابُ ذو الشعر الأحمر أمامها، الأمر الذي جعله يميلُ برأسِه قليلاً مُستمتعاً بإبتسامتِها الساحِرة تِلك.
"يُمكنك مُناداتي بيونا"
مدت إحدى يديها ناحيته حتى تُصافِحه لكنه طبع قُبلة على ظهرِ يدِها بدل ذلك و أجاب
"ليس من الائق مُصافحة حبيبتي حسناً؟"
مسح بإصبعه الإبهام على يدِها بخفة و هذا جعلها تشعر أن قلبها يكادُ يقعُ للأسفل، بل و كأنها سمعته يقعُ بالفعل!
"أتعلمُ أنكَ لعوبٌ جداً بيكهيون؟"
هل هذا إسمه الذي نطقت به للتو؟ هو يبدو مُختلفاً عندما تقولُه، جميلاً و سلِساً فهو تمنى لِلحظة سماعُه العديد من المراتِ من بين شفتيها.
"لا، لقد علمتُ هذا الآن و حسب"
أجاب بسُخرية لتتحاشى النظر لعيناه الجميلة التي تُشعرها بالخجل بسبب النظراتِ المُطولة التي يقومُ بِها و هي تتحدث.
"هيا، ألستَ جائِعاً؟"
أردفت تفتح الكيس الذي بحُضنِها و تضع العلبة أمامها بينما يقوم هو بفتح علبة النوتيلا و هو يبدو مُتحمساً لتناول طعامِه المُفضل!
"كيف تحب تناول الفراولة؟"
أردفت تقضم قِطعة من إحدى الحبات التي أخدتها من العُلبة ليفعل هو نفس الشيء لكنه قام بغمسٓها بالشوكولا أولا.
"لدي طُرقي الخاصة"
سحبت يدَها بتوتّر حيثُ أسدلتها على فخِذها بعيدًا عنه، ثمّ غمست ما تبقّى مِن فراولتِها الأولى، النّصفُ تقريبًا في عُلبة النوتيلا كلّه عدا قفاه ثمّ دسّته بفمِها عسى أن يُذهب عنها تِلك المشاعر السّلبية.
بيكهيون أزالَ يدَها الّتي كانت مسترخية وأطبَق قواطِعه على الفراوِلة، قضَم مِنها القليل وحينما همّ بإغلاقِ فمه احتكّت شفتاه بشفتيها
كادت تُصيبها سكتة قلبية، وما شعرت حتّى بتنائِيه عنها واستِمتاعه بمضغِ الفراولة
" لذيذة "
هي سألت نفسها أنّى يكونُ بهذا البُرود فيما الحِمم تتخبّط بصدرِها؟
حالما تداركت صدمتَها طحنت ما سكن لوقت طويل بجوفِ فمها بعصبية وهي تتمتِم
" لماذا تُواصل فعل ذلِك بدون سابِق إنذار، لم أحصُل على قُبلة لائِقة حتّى "
كانت تجهلُ أنّها فكّرت بصوتٍ عال، يحدثُ معها كثيرا ساعات غيظها، ومُنذ أنّ بصرَها كان معلّقا على البُحيرة المتلألِئة سُفلى أشعّة الشّمس الرّقيقة ما لمحَت الخُبث الّذي نما على شدقيه
وفي الثّانية الّتي ابتلعت فيها طعامَها والتفتت إليه مستعدّة لمُعاتبتِه بشكلٍِ يليق بعبثِه وتلاعُبه غطَست شفتاه في حضنِ شفتيها فكانت هي الّتي غرِقت وما تجرّأت على أن تستغيث
لا تعلمُ لماذا أصبحَ كل شيء وردي اللون من حولها، هناك العديد من الفراولات تطير في الأفق، و رائحة الجو أصبحت زكية.
دقاتُ قلبيهما كانت تخفق بقوة، مفعول تِلك القبلة لامس أوتار حساسة بِهما نتجت عنها شُحنة حُب متفجرة جعلت كلاهُما يغرقانِ في بحر من الأحلام.
ربما لم ينتبها للعامّة الذين يوجهون أنظراهم نحوهم بصدمة، و هذا لأنهما لم يكونا يهتمانِ لذلك.
أو ربما تِلك القُبلة أنست و دفعت ما تبقى من خجلٍ أخفياهُ طيلة حياتهما حتى يُظهراه في صورة إطارُها صُنع من خيوطِ ليست ذهبية بل حمراء و منكهة.
وما الأعمى إلّا الّذي يُخفيه وراءَ حُجّة سخيفة!
نهاية.💚
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top