3

"نحنُ مُـراقبُون"

نَـهضتُ عن مكانِـي سريعًـا كمَـا فعَـل يُونجِـي.

"ما الذي تقُوله؟" سألتُ أعقِـد حَـاجبَاي.

"أتبعنِـي" ردَّ الآخَـر يستدير.

كَـان المنزل كبيرًا ذُو طابقين، يحوي العديد من الغُـرف، لذَا من الصعب دَسُ أدوات المُراقبة بالمَـنزل كاملًا؛ لا بُد مِـن وجودها بغُرفة ما.

سرتُ برفقة يونجِـي خَـلف چُونجكُـوك أمامنَـا، نتبعهُ إلَـى وجهة لا نعلمهَـا حتَـى كُنَـا بالطَـابِق الثانِـي.

وصلنَـا إلَـى الرواق به، حَـيث غُرفة عمل چين، يونجِـي، وغُرف الباقِـي من الأعضَـاء، مِن ضمنهم غُرفة نامچُـون الذي هُـو مُصابٌ للأن.

تَـوَقف چُونجكوك أمَـام غُرفته، ثُمَ فتَـح البَـاب وأشار للدَاخِـل.

سريعًـا خطوتُ للدَاخِل وخَـلفي يُونجِـي.

بنظراتٍ حَـادة كُنتُ أفحَـص كُل ركنٍ وزاويَـة بحثًـا عَـن أي وسِـيلة للمُراقبَـة؛ ولكننِـي لَـم أجِـد.

"أين؟" عقدتُ حَـاجباي أسأل الأصغَـر بيننَـا، ووقف يونجِـي يُحدِق به بَـعد مُحاولة فَـاشلة من إيجاد ما كُنا نبحَـث عنهُ.

دَخَـل لچُـونجكوك لتخطانَـا ذاهبًـا باتجَـاه الطَـاولة الصَـغيرة قُرب سَـرِيره.

وقفنَا أنَا ويونجِـي نُشاهد فعلتهُ بإرتيَـاب، حتَـى وجدنها يقلِب الطاولة رأسًا علَـى عقِـب، وأنتزَع شيئًا صغيرًا منهَـا، ثُم رماهُ بالأرض.

قَـبل أن نتحَـدَث هُـو أتجه لخزَانَـة ملابسه وفتَحهَـا ثُم أخرَج عدة قُمصَـان منها ورماهم بالأرض أمامنَا.

ثُم أخذ ينتزع المزيد من أجهزة التنصُـت بهَـا.

"مَـا كُل هَـذا؟" سأل يُـونجِـي مُندهشًـا.

"السؤال هو؛ متَـى تَـم وضع كُل هذَه الأجهزة بداخل الغُـرفَة؟" سألتُ أنَا الأخر أُحدِق بمَا يوجَـد بالأرض أمامهُ.

"ولمَ چُونجكوك تَـحديدًا؟" عَـاود يونجِـي السؤال.

"لَـكانت أجهزة الإستشعار بغُرفتي أنذرتنِي إن تم وضع جسمٌ غريبٌ بهَـا" تَـابع حديثهُ وهو يناظر چونجكوك بإرتيابٍ شَـدِيد.

"علَـى ما يبدُو أن مَـن وضَـع تِلك الأجهِـزة بغُرفة چونجكوك كَـانت لهدفٍ مُحدد" رددتُ أسيرُ للأمَـام.

"مَـن وضع أجهزة التنَـصُت تِلك، تعمَـد وضعهَـا بالغُرفة الأقل حراسة وأقل الأعضَـاء مُلاحظَة" تَـابعتُ أزفُـر الهواء بضيق.

"ماذا تعنِـي؟" سألنِـي يونجِـي وحَـل الصمت لفترة جَـيدة لم يكُن بها نشاذٌ سوَى صوت حذائِـي.

"أعنِـي أن تلك الأجهزة لو كانت بغُرفتي لَـلاحظتُها فورًا، لو كَـانت بغُرفتك لكشفها نظام الإستشعَـار بالجُدرَان، ولَـيس من مجَـالٍ بوضعها بغُرفة هوسوك چِـين، كلاهما شديدا المُلاحظة.."

"لم يبقَـى سوَى المُصَـاب بيننَا" قَـاطَع يُونجِـي حديثِـي.

سريعًا هُـو ألتف ذاهبًا لغُرفة نامچُـون حَـيث تبعناه نحنُ الآخران.

فَـور ما فتحنَـا الباب بقوة جَـفَـل المُتسَـطِح فوق السرير.

"ماذا يَـحدُث؟" هُـو سأل بوجهٍ مُرتاب وبدى صوته مذعورًا وهم يراقب ثلاثتنا نبحث بأنحاء غُرفته.

"رفاق؟" هُـو عاد يكرر سُؤاله وحاول الإعتدال عن الفراش.

لَـم يُعِـر أحدٌ مِـنَا اهتمامًـا لهُ وأخذنَا نُكمل البحث بزوايا غُرفته، بالجُدران، السرير، الطاولة.

"لا بُد أنها مخفية بمكانٍ لَـن نتوقعهُ" قَـاطع چونجكوك بحثنَـا.

فصمتنَـا ننتظِـر منهُ الإكمال بإجابة مُفيدة.

"ماذا عَـن رَف الملَابِـس الدَاخليَّة؟" هُـو تابَـع ينظُر لنَا.

زفَـر يونجِـي الهواء بضِـيق ثُم سار مُقتربًا منهُ "چونجكوك تِلك لَـيست.."

"أنا جَـاد" قاطعهُ چُونجكوك بوجهٍ حَـادٍ يَـعقِد حاجبيه.

قَـبل أن يتجادلا ذهبتُ باتجاه الخزانة مُلبيًا رغبة الأصغر ثُم أطلعتُ علَـى رف الملَابِـس الدَاخليَّـة.

وسحبتهَـا واحدًا تلو الأخر.

"أُنظر!" صَـاح چونجكوك أثناء أخراجي للمزيد منها فتوقفتُ أستدير لهُ.

حينهَـا رأينَـا جهاز تنصُتٍ آخَـر.

"مَـن قد يضَـع جهاز تنصُت بملابس داخلية؟" سأل يونجِـي بوجهٍ مُشمئز.

"رُبمَـا لأن مُؤخرة نامچُـون هيونـج تبدُو جذابة" ردَّ چونجكوك يُحَـدِق بذات الإتجَـاه.

أدرتُ عينَـاي ثُم أنحنيتُ لألتقِـط الجهاز الضئِـيل عَـن الأرض.

"يُمكنـك تَـعقُب وجهة إرسَـال إشَـارات الجهَـاز؟" سـألتُ أضَـعهُ بيد يونجِـي.

"بضع ساعاتٍ فقَـط" ردَّ يُغلق قبضته حول ما أعطيتهُ.

إن كان مِـن فردٍ لا أستطِـيع إستبداله أبدًا فهُـو يونجِـي، هُـو العبقرِي هُنا أو مَا شَابه.

خَـرَج يونجِـي ثُـم تبعهُ چونجكوك وسرتُ أنا خلفهُـم.

"أينوي أحدكم الشرح ما يوجد بملابسي الداخلية؟" صَـدر صوت نامچون المُرتاب بعد فترة.

"عُد للنَـوم" قُلتُ أجذب البَـاب لأُغلقهُ خَـلفِـي.

-

"كم تبقَـى؟" سألتُ أُحَـدِق بشاشة حاسوب يونجِـي العَـريضة أمامِـي.

"بضع دقائق" هُـو ردَّ مُنزعجًـا.

"أعمل بشكلٍ أسرَع!"

"أنا أعمل!" هُـو صَـاح لا يُزيل نظرهُ عَـن الشاشة أمامه.

سَـار چُونجكوك مُقتربًا من يونجِـي هُـو الأخَـر.
"هيُونج، أنا جائع، متى ستنتهِـي؟"

وضَـع يونجِـي حاسوبهُ بإغتياظٍ فَـوق الطاولة قُربهُ ثُمَ نهَـض يستدِير لنَا.

"ماذا تريدَان منِـي؟!" هُـو تحَـدَث يرفَـع صوتهُ.

"أريدك أن تنتهي لنرحَـل"

"أريدك أن تُعِـد لي العشَـاء"

زفَـر يونجِـي الهواء بضيقٍ واضِـح يضَـع يديه بخصره.

"سأُحضِـر لك العشَـاء من أي مطعمٍ بطريق عودتنَا، حسنًا؟" هُـو حدَث چونجكوك.

أومأ الأخر مُبتسمًا ثُم أستدار ليخرج كَـي ينتظرنَا.

"تايهيونج، أنا لا أتحكَـم بالوقت الذي تستغرقهُ عملية التتبُع لذا كُن صبورًا!"

"أنظُر خلفك" أشرتُ لحاسوبه بالخَـلف.

هُـو ألتفت ليرى علامة إنتهاء العملية بنجاح لذا هُـو أسرع بإلتقاط حاسوبه والخرُوج مُسرعًـا فتبعتهُ أنا.

"هيَا" أشرتُ لچونجكوك الذي كان جالسًا بالخارج فنهض سريعًا يتبعنَـا مُمسكًا بمفاتيح أحد السيارَات.

-

"هَـل وصلنَا؟" سأل چونجكوك يَـنظُر للمبنى أمامهُ.

"حَـسب المَـوقع أمامِـي، نعَـم" أجاب يونجِـي مُنشغلًا بابنظَر بالشاشة أمامه.

تنهدتُ أخرُج لأقِـف أمام المبنَـى قُرب چونجكوك ولاحقًا تبعنا يونجي.

ولسببٍ ما كَـان هذا المبنى مألوفًا بشكلٍ كبير.

"أليس هذا المبنى حَـيث يعيش چيمين؟"

_______________________________

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top