02

_____________

عندما ناديتني ، أصبحتُ وردتك
~كما لو أننا كنا ننتظر ، أن نزهر حتى نذبل

______________

.

.

قفزت على قلب السرير بسعادة ، أنهيتُ كل أموري وجئتُ كي أعتزلُ معكَ كتابي الجميل

أين توقفت يإلهي ؟ تذكرت أمر الإنارة
قمتُ وقتلتها ثم شرّعت النافذةَ ليتشعبَ ضوء القمرِ أرجاء غرفتي

أجمل الأجواء مع صغيري كتابُ ' صدفة '
مازلتُ حتى الآن لا أدرك كون إسمه صدفة وذلكَ غير مهم

إحم ، لنكمل القراءة فحسب

'الفصل الثاني'

فتح عينيه شيئًا فشيئًا ليجد أنه في عالمٍ آخر ، إتسعت عيناه الزرقاوتين وفغر فاهه مشدوهًا من كل ما حوله

العالمُ يبدو كفضاءٍ غيرِ قاتم ، الزرقةُ تحتويه والنجومُ في كل مكان ، وهناكَ شهبٌ تمر في كل دقيقة ليسرحَ هو بذهول

العالم يبدو بدون أي نهاية أو بداية ، فقط سماء زرقاء مظلمة تنيرها الأجرامُ المبهرةُ عاليًا

أنزلَ عينيه نحو قدميه الحافية ليرى الأرضَ المستوية ، لم يكن هناكَ زرعٌ أبدًا ، فقط أرض مستوية تفصله عن بحرٍ سرمدي قد أيقظ خوفه

إرتعش الصغيرُ وخاف من ظلام البحر وأمواجه التي تبدو له قوية

تلفّت يمينًا وشمالًا في حيرةٍ شديدة ، ثم إستدار ليرى إن كان طريق عودته مازال موجودًا

وأجل ، كانت البوابة في مكانها ليصفّقَ سعادةٍ شديدة ، هز رأسه بلا قائلًا بتلعثم طفولي

"لـ لن أعود"

ثم تمشى قليلًا ولم يبدو أن هناكَ نهاية لهذه الأرض ، شعر بالرهبة والحيرة

لكن شيئًا ما قد أبهره بجماله البسيط ، قاربٌ يكفيه وفي داخله بطانية صفراء صغيرة

ثم رفعَ عينيه إلى البحرِ الممتد ليجدَ أن هناكَ جزيرة لربما ، أو أرض على الحدّ الآخر وفي قلبها منزل وحيد

أومأ لنفسه مستعدًا ليفكّ الرباط عن القارب ثم يركبه ، تذكر أن جده قد علمه التجديف ولكنه كان خائفًا بشدة من المحاولة لوحده

لم يكن بيده الخيار لذا قد أقدم على ذلك ، لكن كلّما يجدّف هو يكاد القاربُ ينقلبُ به أو إنه فقط لا يتّبع  الإتجاه الصحيح مما سيؤدي إلى ضياعه لاحقًا

فهل سيستطيع جيمين التجديف للجهة الأخرى أم لا ؟

....

بجدية ، جيمين سيستطيع فعلها بكل تأكيد
يإلهي توترت بجنون قلبي حتمًا لا يبدو بخير

-تشجع جيميناااه- صرختُ كمجنونة
من الواضح أن جيمين الصغير قد إقتحم قلبي وهو مجرد شخصية لطيفة في قصة خيالية للأطفال

تعلّق كل أنش فيّ بهذه القصة حتى قررت النوم وهي بحضني وذلكَ ما فعلته حقيقةً

- لانا..أنقذيني-

فتحت عيناي على مصرعيها وكانت الشمسُ قد أبلجت والنور في كل أرجاء غرفتي

إلهي من هذا الذي ناداني في وسطِ نومي ؟ ربما إخوتي المجانين

قررت أن أخبّأكَ كتابي اللطيف في مكانٍ لا تصله يداي حتّى ، لأن الصغار أمهرُ مني في إيجاد أشيائي، خرجتُ وكان الجميع يعيش حياة هنيئةً بدوني ويتناولون الإفطار بينما يضحكون بسعادة

"أوه لانا إستيقظتي ؟...تعالي وتناولي الأفطار معنا"

إلهي هم حتى لم يحاولوا إيقاظي ، قلّبت عيناي بسخط فهذه العائلة حتمًا تعاملني جيدًا ، تقدمتُ لأسرق علبة الخبزَ والشوكولاه بالبندق-نوتيلا- ثم أعود لغرفتي أصكّ الباب بعنف

..

ظللت أبحثُ لحوالي نصف ساعة عن كتابي لأجدني أبكي وأنادي في جيمين ، أين قد أضعته يإلهي

جعلتُ ألطم خدّاي فلقد أضعتُ جيمين خاصتي وفي الحقيقة هو أيضًا يكادُ يضيع في ذلك البحر العميق

لحظة ، هل دخلَت الكائنات الطفيلية غرفتي ؟

خرجت لأجدهم يودّعون أمي ذاهبين للمدرسة أما أنا فسيحين موعدُ محاضرتي الأولى بعدَ ساعتين من الآن

عدت لغرفتي مستاءة ، حتمًا قد أضعت جيمين
سمعتُ صوتَ مواء قطّ أختي  ' تشيم تشيم ' وأنا حتمًا أكره هذه القط المرقط لأنه يكرهني بالمثل وقد ترك علامات كرهه لي بخشونةٍ على ذراعاي سابقًا

فتحت الباب لأحدّق به بسخط فيتسلل هو لداخل غرفتي بهدوء شديد ، أغلقتُ الباب من خلفي ثم توجهت لسؤاله ممتعضة

"نعم ، ماذا تريد ؟"

كتفتُ يداي أحدّق به من مكث بهدوء أعلى سريري بل في وسادتي العزيزة

أنا ذاهبة لأقضي على القط الغير مؤدب الآن ، كنتُ على أهبة الإستعداد لقتله لولا انحشاره بين اللحاف والوسادة ليظهرَ أخيرًا كتابي العزيز هنا

أوه ، كان صغيري هنا طوال الوقت

"أوه تشيم تشيم أنا آسفة بحق .."

بالمناسبة ،  هذا القطّ نادر لأن الذكور منه قليلة جدًا وأختي قد حصلت على أحدها

فروه المرقط بحدّ ذاته أمرٌ محير فهو طفرة جينية قد جعلت من القط بهذا الجمال لكن أنا وهو ألدّ الخصام !

حملت الكتاب بين ذراعي ثم أبصرت القطّ غريب الأطوار الذي أصبحَ أليفًا فجأة وآتى إلي

تركت الكتاب في حجري وهو قد ركدَ بهدوء عندي لأمسحَ على فروه اللطيف ، ماظننتي سأصبحَ صديقة لتشيم تشيم يومًا وأنا حتمًا شاكرة له لأنه وجدَ كتابي

"لنقرأ سويًا تشيم تشيم حسنًا ؟"

أصدر القط مواءً لأضحك كما لو أنه فهمني ، سأفتح الفصل الثالث الآن !

______________________


  🅜  🅨    🅗🅔🅐🅣❣

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top