الفصل الرابع - القسم الأول

اصطف أكثر من عشرة أفراد من طاقم سفينة الشحن على الرصيف في انتظار ساسكي وتلاميذه. تقدم رجل بارز من بينهم، يفترض أن يكون القبطان، إلى الأمام.
"أبلغنا الهوكاغي-ساما بالوضع. لقد ضبطنا السفينة بحيث تبحر في غضون عشر دقائق. إنها في وضع القبطان الآلي الكامل حتى تصل إلى الميناء في أرض الماء."
"لم يتبق طاقم على متن السفينة؟" سأل ساسكي.
"كلا، الجميع هنا."
"إذن فالأشخاص الوحيدون في القارب هم أولئك الرجال؟" قال بوروتو متفاجئًا.
"مم." أومأ ساسكي. "لا يمكننا المجازفة بإقحام الطاقم في القتال لذلك جعلناهم ينزلون قبل انطلاق السفينة."
تمتم ميتسكي وهو ينظر إلى القارب الضخم "إذن فهم كالفئران في المصيدة!"
يبدو أنّ ساسكي قد أعدّ كل شيء تقريبًا في وقت قصير قبل إبحار السفينة.
وفقًا للقبطان، كان حجم سفينة الشحن هو الحد الأقصى المسموح به، حيث بلغ إجمالي طوله ثمانين مترًا ووزنه 1600 طن. الباب الخلفي مصمم على شكل جسر متحرك يؤدي إلى إنشاء رصيف صغير عند فتحه يسمح بدخول زلاجتين نفاثتين لاختبار جودة المياه أو في أوقات الطوارئ. أما الداخل فقد قُسِّم إلى ثلاثة مستويات، الطريقة الوحيدة للانتقال بينها هي استخدام الدرج الأمامي أو الدرج المركزي.
"حقيقة أن الدرج هو السبيل الوحيد للدخول والخروج يجعل السعي وراءهم أمرًا سهلاً للغاية، ولكن التسلل للداخل يصبح أكثر صعوبة، فسنكون مكشوفين تمامًا." عبس ميتسكي.
"يمكننا اتخاذ طريق آخر." قال ساسكي مشيراً إلى مركز السفينة.
متبعا إصبعه، رأى بوروتو نوافذ مستديرة من المستوى الثاني للسفينة. يمكنهم الاختباء في تلك النوافذ عند انطلاق السفينة حتى تسنح لهم الفرصة بكسرها للتسلل إلى الداخل. تلك هي الخطة على ما يبدو.
قام ساسكي وفريقه بإخفاء التشاكرا خاصتهم بحرص وتسلقوا الجزء الخارجي من القارب ثم التصقوا بالنافذة. نظر بوروتو إلى الداخل فرأى سريرًا بسيطًا ومكتبًا صغيرًا داخل الغرفة المظلمة. لم تكن هناك علامة على وجود الشيغتسوكيودان.
"سنمضي من هنا بمجرد خروجنا من الميناء." قال ساسكي فأومأ أعضاء الفريق برؤوسهم.
تم تحديد وقت الإبحار على الخامسة صباحًا. حبسوا أنفاسهم في عتمة الفجر وانتظروا اللحظة المناسبة.
"أربعة، ثلاثة، اثنان..." عدّت سارادا وهي تنظر إلى ساعتها. "واحد، صفر!"
عند الساعة الخامسة بالضبط، دوّى قرع وابتعدت السفينة ببطء عن الشاطئ.
بعد التأكد من اختفاء الميناء، رفع بوروتو قبضته ووجهها نحو النافذة. "هل حان الوقت لكسر الزجاج؟"
"لا حاجة لذلك." قال ساسكي ولمس بيده النافذة فذاب الزجاج وانهال كالماء.
"رائع!" انزلقت قدم بوروتو من الدهشة فأمسك به ساسكي مانعا إياه من الوقوع في الماء ودافعا إياه من خلال إطار النافذة إلى داخل السفينة.
"كيف فعلت ذلك؟!" اتسعت عيون بوروتو من الإعجاب.
أجاب ساسكي وهو يخطو إطار النافذة: "تسببت في انتشار حرارة عالية بضغط مرتفع جداً بأسلوب النار عبر الزجاج لتذويبه."
لحقهما سارادا وميتسكي. كان ساسكي سيقوم بتنشيط الشارينغان لاستكشاف موقع العدو لكنه توقف ونظر إلى سارادا. "سارادا، أيمكنك البحث في السفينة باستخدام الشارينغان؟"
"هاه؟" فوجئت ابنته من سؤاله. "نعم... لكن أواثق أنك تريدني أن أفعل ذلك يا أبي؟ هذه السفينة كبيرة جدًا. قد يكون من الأفضل أن..."
"لا بأس، حاولي."
هذه معركة فعلية وتعدّ تجربة قيّمة ومثالية لمساعدة تلاميذي على النضج. تذكر ساسكي معركتهم ضد موموشيكي. بدلاً من ضربه بالراسنغان بنفسه، ترك ناروتو بوروتو يفعل ذلك. في ذلك الوقت، تساءل ساسكي لمَ قد يسلم ناروتو الضربة القاضية لشخص آخر، ولكن الآن أصبح الأمر يبدو منطقيًا بالنسبة له. أراد ناروتو أن يمنح ابنه خبرة في قتال حقيقي.
أغمضت سارادا عينيها. عندما فتحت جفونها، تنشطت الشارينغان. سطع ضوء أحمر في قزحية عينيها، تطفو فيها ثلاثة أشكال داكنة من الماغاتاما.
"هناك ثلاث مجموعات. أربعة أشخاص على سطح السفينة، وأربعة خلف الدرج المركزي في الطابق الثاني، وواحد في أقصى الغرب في الطابق الثالث. و... لقد وضعوا متفجرات."
"متفجرات؟!" صرخ بوروتو. "أين؟ كم عددها؟"
"في كل مكان... عددها كبير."
نَفَسَ من بين أسنانه. "جدياً؟"
أغمض ساسكي عينيه ونشط الشارينغان للتأكد من دقة استنتاجات سارادا. كانت المتفجرات موزعة على ثمانية عشر موقعا وعلى ما يبدو كان انفجارها مضبوطا بتوقيت محدد وليس بقرب شخص منها.
أعلن ساسكي محدقا في تلاميذه: "انطلاقا من هنا، كل منا سيتحرك بمفرده."
"ماذا؟ تقصد أننا سننفصل؟" سأل ميتسكي.
أومأ ساسكي. "بوروتو، ستتولى أمر المستوى الثالث، سارادا الثاني، ميتسكي توجه إلى سطح السفينة. لا تتحدوهم بشكل مباشر، اهدفوا إلى شن هجوم مفاجئ وجعلهم عاجزين. ولا تلحقوا ضررا بالسفينة طالما أمكنكم تفادي ذلك."
"ماذا عنك ساسكي أو-تشان؟"
"أنا سأجمع المتفجرات."
نظر ميتسكي وبوروتو إلى بعضهما البعض، قلقين ومتحمسين في نفس الوقت. أما سارادا فخفضت عيناها غير واثقة من نفسها. فخاطبها ساسكي قائلاً: "تبدين قلقة يا سارادا."
"في الحقيقة أنا قلقة نوعًا ما." اعترفت بتردد. "عندما طاردنا أنا وميتسكي أولئك الرجال في حفل ليلي، لم يتردد الرجل في السقف في قتلهم لإسكاتهم على الرغم من أنهم كانوا رفاقه. لا أعرف ما إذا كنت مستعدة لمواجهة مجموعة بعقلية كهذه بمفردي."
ضحك ساسكي. "هذه العقلية هي بالضبط ما يحدّهم. الأشخاص الذين لا يقدرون رفقاءهم يعدون أدنى من لا شيء."
كانت تلك كلمات أستاذه السابق. مر وقت طويل على تلك الأيام لكن كاكاشي مازال يعد نفسه معلم ساسكي حتى الآن. بدت ملامح التخوف على سارادا. وضع ساسكي راحة يده على رأسها، "لا تصنعي هذا الوجه، لن أسمح بأن يقتل رفقائي."
فجأة أدرك أنه ينقل لأبناء الجيل القادم الكلمات التي قيلت له منذ وقت طويل مضى. كان شعورًا غريبًا، كما لو أنه عاش ليمرر الشعلة التي تلقاها عندما كان طفلًا من البالغين حوله.
"نعم. أشعر أنني سأكون بخير. سأقاتل بقوة، أبي." قالت سارادا وهي تنظر من تحت كف والدها الكبيرة.
"مم. وخذي هذا." ثبت ساسكي جهازاً صغيراً على معصم سارادا، يحتوي الجزء العلوي منه على فتحة صغيرة لتمرير اللفائف بداخله.
"بابا، هذا..."
أداة نينجا علمية، اختراع ثوري يسمح لشخص آخر غير صاحب جوتسو معين باستخدامه عن طريق ختم النينجوتسو في لفافة صغيرة، وتعد أحدث أدوات النينجا التي أنشأها فريق النينجا العلمي، فخر قرية كونوها.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top