الفصل الثاني - القسم الأول
الفصل الثاني
برق يعكس ظلال الماضي
- بالتفكير في الأمر... هل تحتاجنا أصلا؟ تمتمت تشينو، نظرة انزعاج تعلو وجهها وهي تتسلل عبر بستان الخيزران. يستطيع ساسكي-تشان الاهتمام بالأمر بنفسه.
مع شروق الشمس، قد ظهر إيو وصرخ عليهم قائلا:
- أنتم! أسرعوا بالعثور على جماعة الرعد المظلم والقضاء عليهم.
كان ساسكي قد خطط للخروج والبحث بمفرده، لكن تلك العقبة اعترضت طريقه، لذا انتهى به الأمر متجهاً نحو القرية التي ماتت فيها ابنة إيو بصحبة تشينو ونواكي.
- يمكنني الذهاب بمفردي، قال ساسكي.
- عندما تقول هذا وكأنك لست بحاجة إلينا... ذلك يجعلني أقاوم نوعاً ما. قالت تشينو متذمرة.
كان الأمر كما قالت بالفعل.
- سنقدم كل ما لدينا، صرخت غاضبة. لن تهزمنا، ساسكي-تشان.
- أنا لا أهتم. وكُفِّي عن مناداتي هكذا.
- حقيقة أنك تقول هذا يعني أنك تهتم. كما أنني أكبر منك لذا يمكنني مناداتك بساسكي-تشان.
للوهلة الأولى، بدت تشينو كفتاة في العاشرة من عمرها، لكن على ما يبدو كانت أكبر منه سناً بالفعل. شعر ساسكي بثراء معرفتها وخبرتها، لذلك قال في نفسه أنها لم تكن تكذب ومع ذلك لم يكن راضيًا عن الفكرة.
لا يجب أن تحكم على الناس من خلال مظاهرهم أو أفكارك المسبقة عنهم.
خطرت في ذهنه كلمات شقيقه إيتاتشي التي سمعها عندما كان صغيرًا. في ذلك الوقت، كان أوتشيها شيسوي، صديق إيتاتشي المقرب، متشائمًا بشأن مستقبل الأوتشيها فألقى بنفسه في نهر ناكانو واشتبه أهل العشيرة بإيتاتشي في مقتله. قام إيتاتشي بضرب هؤلاء الناس، الذين كانوا مقتنعين أنه لن يفعل شيئا كذلك بغض النظر عماّ قالوه... وأخبرهم أنه لا ينبغي عليهم الحكم على الأشخاص بناءً على المظاهر أو التصورات المسبقة.
بالتفكير في الأمر، ربما كان إيتاتشي غاضبًا وحزينًا في ذلك الوقت. دون أدنى محاولة منهم لفهم مشاعر شيسوي، الذي ضحى بحياته من أجل عشيرة الأوتشيها، فسّروا الوضع بالطريقة التي تناسب قضيتهم وحولوه إلى وسيلة لمهاجمة شخص آخر.
قال الهوكاجي الثالث، هيروزن، أنه منذ صغر سنه، كان إيتاتشي طفلاً حساسًا ودقيق الملاحظة، انتبه لتعاليم أسلافه التي لم يلتفت إليها أي شخص آخر وبدلاً من أن يكون عبدًا لعشيرته، كان قادرًا على التفكير في مستقبل النينجا والقرية.
أستنضم أيضا؟
سأله ساسكي ذات مرة عن الطريق الذي اختار أن يسلكه. كان ذلك أمام مقر شرطة كونوها التي أسسها أسلافهما من الأوتشيها، فرقة مسؤولة عن محاربة الجرائم، ساهمت في الحفاظ على السلام والنظام في القرية. عمل والدهما فوغاكو كرئيس هناك، لذلك سأل ساسكي عمّا إذا كان إيتاتشي ينوي العمل هناك أيضًا.
لا أعلم، سنرى... كان رد إتاتشي مبهما.
لم تكن لدى ساسكي فكرة في ذلك الوقت أنّ قوات الشرطة كانت منظمة لابعاد وحصر عشيرة الأوتشيها... أو حول انضمام إيتاتشي إلى الأنبو، لذلك قال ببراءة، افعلها! عندما أكبر سألتحق بقوات الشرطة أيضًا
كان هذا حلم أخ صغير أحمق ساذج لكن إيتاتشي أجاب ببساطة: أجل.
كان طموح إيتاتشي قد تخطى حدود كونوها. ومع ذلك، ردّ بهذه الطريقة لأنه كان يحلم أيضًا أن يكون مع أخيه الأصغر، يؤديان واجباتهما اليومية جنبًا إلى جنب في قوات الشرطة.
لا يزال ساسكي يشعر بمشاعر معقدة حول حقيقة التضحية بإيتاتشي من أجل كونوها. كان هناك وقت لم يفكر فيه سوى في استعادة شرف أخيه لكن إيتاتشي ما كان ليقبل بذلك. بعد أن عاد إلى الحياة بالإيدوتنسي، وضع إيتاتشي يده على رأس ساسكي ونظر في عينيه مباشرة قائلا أنه سيظل يحبه على الدوام.
ما أراد إيتاتشي تركه لهذا العالم لم يكن الاستياء أو
الكراهية تجاهه، بل مشاعر الحب لأخيه الأصغر. لم يكن يهتم باستعادة شرفه لكن على ما يبدو، كان ناروتو يخبر الناس، أنه بعد إعادته بالإيدوتنسي، ساعده إيتاتشي في الحرب، دون التطرق إلى الانقلاب العسكري. لم يتوقع ساسكي أن الناس سيتقبلون ذلك ببساطة لكن لم يكن هناك أحد يشك في ناروتو. حتى لو كان هناك، كان ناروتو سيستمر في سرد قصته بلا شك. ربما سيأتي يوم يتساءلون فيه عن الأسباب التي دفعته للقيام بما قام به من أجل كونوها.
- بالمناسبة ساسكي-تشان، أتنوي العودة إلى كونوها؟ سألته تشينو والملل ينتابها من السفر.
ولأنه كان يفكر للتو في كونوها، خفق قلبه بسرعة لكنه لم يقل شيئًا.
- أتتجاهلني؟ ألست تنوي استعادة عشيرة الأوتشيها؟ فأنت الفرد الوحيد المتبقي كما تعلم...
بقي صامتا.
- مرحبا! أيمكنك سماعي؟!
- تشينو... هذا يكفي، قال نواكي.
- إلى جانب من أنت؟! صرخت عليه جاعلة طبلة أذنه تهتز.
أغمض ساسكي عينيه بهدوء. بالنسبة له، كانت قرية كونوها تمثل الحب والكراهية معا. لكن ربما حان الوقت الذي يستوجب عليه الإجابة على سؤال كيفية التعامل معها.
على بعد حوالي ثلاث ساعات من تاكينو كانت القرية التي عاشت فيها ابنة إيو.
- هذا مروع... تمتمت تشينو عند رؤيتها حال القرية.
كانت المنازل مدمرة، بقيت على جدرانها آثار الدماء. دخلوا منزلًا من خلال حفرة كبيرة، كان أيضًا في فوضى عارمة وقد تمت سرقة كل شيء ذي قيمة نقدية. عند قدمي ساسكي، كانت هناك دمية محشوة متسخة بالدم. كانت من ضمن الصور المؤطرة الملقاة على الأرض، واحدة لفتاة صغيرة تمسك بتلك الدمية وهي تبتسم إلى جانب عائلتها.
- ألم تستجب قرى النينجا المجاورة؟ سأل ساسكي.
- يبدو أن يوغاكوري تحركت لكن مستوى النينجا هناك ليس الأفضل، تنهد نواكي. القرية الأخرى القريبة هي شيموغاكوري، لكنهم لم يتدخلوا في هذه القضية. حتى لو كلفهم القرويون بمهمة كهذه، فالطريق وعرة وهم بالكاد يستطيعون استخدام فنون النينجا. ثم إن القرويين في هذه المنطقة خائفون للغاية من مجموعة الرعد المظلم لدرجة أنهم يترددون حتى في الخروج من قراهم.
- لهذا السبب تجدهم يتمسكون بالمسافرين أمثالنا، أضافت تشينو.
إنهم يواجهون مثل هذا المصير الرهيب ومع ذلك لا تقدم لهم يد مساعدة؟ شعر ساسكي وكأنه عُرضت عليه صورة حيّة عن تفاهة هذا العالم.
- كونوها قرية كبيرة، لذا فأنتم تمتلكون الأساسيات، لكن معظم الأماكن هكذا، قالت تشينو وهي تنظر إلى آثار الدم على السقف. لو تحدثنا بصراحة أكبر، يمكنك أن تأخذ على سبيل المثال أميغاكوري (قرية المطر المخفية)، هذا المكان محاط بأرض النار، أرض الريح وأرض الأرض، لذلك في كل مرة تدخل فيها هذه الدول العظمى في حرب، يتم جرها إليها. بغض النظر عن أي عصر أو دولة نحن نتحدث، فإن الأطفال هم الضحايا... دائما.
التقطت تشينو الدمية المحشوة والصورة ووضعتهما معًا على الرف.
مالم يسرعوا في الإمساك بمجموعة الرعد المظلم، فمن المحتمل أن تحدث مأساة مماثلة. لذا كان على ساسكي الحصول على أكبر قدر من المعلومات منها.
- خسئت أيها الرعد المظلم... هذا ما قاله إيو بالأمس. مالذي كان يقصده بذلك؟
- أوه، أعتقد أن مجموعة الرعد المظلم اعتادوا العمل كنوع من اللصوص النبلاء.
- لصوص نبلاء؟
- نعم. كانوا يضربون الأشرار ويأخذون أموالهم ثم يعطونها للفقراء. لكن حينها كانوا يطلقون عليهم اسم مجموعة البرق المنير.
- أعتقد أنهم صاروا بهذه القسوة فقط بعد أن قاموا بتغيير اسمهم. أضاف نواكي.
إذن فهم في الأصل كانوا يساعدون الضعفاء؟ كان من الصعب تخمين السبب وراء انقلابهم الجذري هذا لكن ساسكي كان يعلم أن الوقوع في الظلام قد يستغرق لحظة. بغض النظر عما قد تكون، حادثة واحدة يمكن أن تكون كفيلة بقلب عالمك رأسًا على عقب. تحويل حبك إلى كراهية، لطفك إلى قسوة، روابطك إلى عزلة.
كانت عشيرة الأوتشيها عشيرة مُحِبّة للغاية لكن عندما يفقدون هذا الحب، أحيانًا، تتحول تلك المحبة إلى كراهية. كان الهوكاغي الثاني، سينجو توبيراما من قال له ذلك. الطريقة التي عاش بها ساسكي حياته أثبتت صحة كلامه. على الرغم من أنه قد خرج من الظلام الآن، إلا أنّ القدرة الكامنة التي كانت تقبع بداخله وتسيطر على حس العقل فيه كانت ستشكل خطرا في المستقبل.
لكي لا يقع في نفس الخطأ مرة أخرى، كان على ساسكي أن يظل بمفرده لفترة لمراجعة نفسه. ربما كان غير قادر على التعبير عن ذلك بالكلمات، لكنه لا يستطيع أن يخون ثقة أصدقائه. قطعا. لهذا كان عليه أن يتعلم كيفية التحكم في دم الأوتشيها هذا الذي يسري في عروقه. لأنه إن تعلق بأشخاص مجددا، سيتعين عليه حتما تجربة الفراق... وفقدان هذا الحب في مرحلة ما. قال ناروتو أنه سيوقفه إن سلك الطريق الخطأ مرة أخرى، لكنه أراد أن يقوم بذلك بنفسه.
بالمناسبة ساسكي-تشان، أتنوي العودة إلى كونوها؟
كانت لديه أسباب عدة تمنعه من العودة إلى القرية، أحدها أنه كان يخشى إقامة علاقات حميمة.
- ماذا نفعل الآن؟ أتنوي تفقد المكان أكثر؟
نظر ساسكي حول القرية المدمرة مرة أخرى. فهم من قصة إيو، أنهم لم يرحموا لا النساء ولا الأطفال، كان ذلك فظيعًا للغاية بالنسبة لخصوم ضعفاء لم يتمكنوا من القتال حتى. لذا أراد أن يسأل عما إذا كان لديهم حقد شديد تجاه هذه القرية. ربما رأى إيو جثة ابنته الممزقة هنا، لن يكون غريبا إذن سعيه للانتقام. بينما كان ساسكي يفكر في هذا، جلست تشينو فجأة ووضعت أذنها على الأرض مغمضة عينيها.
- ماذا هناك؟
- شعرت وكأنها تحركت الآن.
- ما الذي تحرك؟
- المياه الجوفية.
أبقت تشينو أذنها على الأرض وقامت بإشارات بيديها. وضع نواكي سبابته على شفتيه ليشير إلى ساسكي بأن يظل هادئًا. كان جسد تشينو مغطى بالشاكرا التي بدأت في التغلغل في أعماق الأرض.
- أنا على اتصال بها. إنها تتحرك... شيء ما يحدث في تاكينو.
هي نينجا مستشعرة إذن؟ تساءل ساسكي.
كانت كارين، عضوة فريقه تاكا، ممتازة في الاستشعار أيضًا. بإمكانها معرفة طبيعة الشاكرا والتغييرات التي تطرأ عليها، وأمور لم يتمكن ساسكي حتى من فهمها. لم يكن من المفاجئ العثور على نينجا مستشعر مثل تشينو، يمكنه الشعور بالأشياء على بعد مسافات طويلة.
- الرعد المظلم؟
- يحتمل أن يكون كذلك.
وقفت تشينو ونظرت إلى ساسكي.
- سنعود، قال ساسكي.
اندفع بسرعة نحو الغابة، يقفز فوق الأشجار من فرع إلى فرع رافعا وتيرته تدريجياً وقد تبعه كل من تشينو ونواكي. استغرق الأمر للقدوم إلى هذه القرية ثلاث ساعات، لكن ساسكي كان قد أخذ وقته في تلك الرحلة بحثًا في المناطق المحيطة عن أي هالات غريبة أو أدلة. الآن كان يركض بأقصى ما لديه ما جعله يصل إلى تاكينو في وقت أقصر. عندما انفتحت الغابة على بستان الخيزران، سمعوا دوي انفجار.
- ساسكي-تشان، أشم رائحة دخان.
كانت الريح محملة برائحة الدخان، لم يكن هناك شك حول ما كان يحدث. ركض ساسكي بشكل أسرع وأوراق الخيزران تنكسر تحت قدميه.
- النجدة. سمع صرخة حادة.
عندما نظر في ذلك الاتجاه، رأى امرأة شابة تهرب نحوهم وخلفها رجال يطاردونها بابتسامات على وجوههم.
- ساسكي، إنها مجموعة الرعد المظلم، صرخ نواكي.
كان الرجال يمسكون سيوفًا ويلوحون بها على المرأة.
- سنقتل الجميع!
في حركة انسيابية واحدة، سحب ساسكي كوناي من جيبه ورماه صوب المرأة. أصاب الكوناي السيف الذي كان موجها نحو عنقها.
- من هناك؟
كان عددهم ثلاثة. دون الرد على سؤالهم، أخرج ثلاثة كوناي أخرى وأطلقها في اتجاه المرأة.
- مهلا! ستصيب... صرخت تشينو مذعورة.
لكن الكوناي تخطت المرأة وأصابت أجساد الرجال خلفها.
قفز ساسكي ناحية المرأة وهبط بجوار أحد الرجال الذين سقطوا. أغمض ساسكي عينيه وركز فيهما قوته، ثم فتحهما مرة أخرى مفصحا عن الشارينغان. أخذ الرجل ونظر في عينيه واضعا إياه تحت غنجوتسو. تسربت رغوة من فم الرجل. لن يكون قادرًا على الحركة لفترة من الوقت.
- إنه ساسكي. ساسكي صاحب الشارينغان! علينا أن نخبر كاريو-ساما... صرخ الرجل الثاني الذي أخرج الكوناي من جسده ووقف على قدميه.
ضغط ساسكي يده اليمنى على الأرض دافعا بجسده إلى الأعلى ثم ركل بقدمه اليسرى الرجل على رأسه. تسببت الضربة في إصابة الرجل بارتجاج في المخ، لم يكن يُرى سوى أبيض عينيه عندما سقط على الأرض. اثنان.
أطلق الرجل الأخير صرخة مثيرة للشفقة وحاول الركض. قام ساسكي بسحب سيفه وترك التشاكرا خاصته تتدفق فيه ليصبح النصل مغلفا بالكهرباء، ثم طعن به الرجل. تدفقت الكهرباء في جسده وانهار جرّاء الصدمة. وبهذا، كان الرجال الثلاثة على الأرض.
- مخيف!
- قتل فوري...
- لم أقتلهم.
أعاد ساسكي سيفه إلى غمده وتفحص المنطقة. يبدو أن قرويين آخرين كانوا يفرون أيضًا والمجموعة تطاردهم. تحرك لمساعدتهم لكنه سمع انفجارًا مدويًا آخر.
- ساسكي-تشان، اترك أمر القرويين لنا. اذهب إلى القرية.
ركضت تشينو نحو الأعداء حيث شعرت بوجودهم ولحقها نواكي مخرجا شفرة مشحونة بالتشاكرا. قرر ساسكي ترك الأمر لهم وركض نحو القرية. عندما تسلل عبر الخيزران، وجد القرويين جالسين على الأرض بلا حراك. يبدو أن أرجلهم قد أصيبت ولم يتمكنوا من الحركة. كان الأعداء يخططون لتعذيبهم قبل قتلهم، وتأكدوا من جعلهم غير قادرين على الهرب.
هو؟
في وسط القرية، وقف رجل يحمل في كل يد كرة. أغلب الظن أنه القائد.
- أنت! كاريو! ها قد أظهرت نفسك أخيرًا في هذه القرية!
وقف إيو في وجهه. كان مصابا في أماكن مختلفة والدم يسيل من جبهته. كل ما كان بحوزته هو رمح خيزران تمسك به بإحكام متحديا كاريو.
- كما لو كان ذاك سيجديك نفعاً! سخر منه كاريو.
ألقى بإحدى الكرات على إيو. في اللحظة التي ارتطمت فيها ببطنه، ارتدت الكرة وطار إيو لينتهي به الأمر مصطدما بجدار منزله خلفه. تدفقت كمية هائلة من الدم من فمه.
- والآن... الرأس.
سدد كاريو على رأس إيو الذي كان عاجزا عن الحركة. ارتطمت الكرة الثانية بالجدار محدثة فجوة وتصاعدا للغبار. لكن إيو اختفى عن الأنظار.
- ذلك الوغد...
ثوانٍ قبل الاصطدام، كان ساسكي قد أمسك إيو من ملابسه وسحبه بعيدًا.
- أوه؟ نظر كاريو إلى ساسكي وعيناه تكاد لا تصدقان ما تريانه. لم أحلم قط أنني سألتقي بك هنا يا ساسكي، قال مبتهجًا. أوتشيها ساسكي! لقد أعجبت بك كثيرا! الرجل الذي اشتعل انتقاما من أجل عشيرته، متمسكا بمبادئه الخاصة، حتى أنه كان يطمح إلى السيطرة على العالم! كم رغبت في مقابلتك! آه، كم رغبت في مقابلتك!
تمامًا كما قال نواكي، يبدو أن كاريو عشق ساسكي. قدّر بصدر رحب ساسكي الذي كان غارقا في الظلام. لكن ساسكي نظر إليه بشعور من الاشمئزاز.
- أيها الفتى، إذن فأنت مع كاريو.
مسح إيو الدم الذي كان ينزف منه وألقى بنظرات اتهام نحو ساسكي متناسيا أنه قد أنقذه للتو.
- أنت حقًا عجوز طفيلي، تمتم كاريو ساخطًا.
يبدو أنهما يعرفان بعضهما البعض.
- اخرس أيها الشرير! لا بأس يا فتى، لقد قتل ابنتي، إنه أصل كل الشرور لذا أسرع بقتله!
- ما الذي تتفوه به أيها الخرف؟ ساسكي بطلي، كما تعلم. أنا من سيقتله! صرح كاريو وهو يجمع بين يديه وعينيه تلمعان. سوف أتجاوزك!
متجاهلا تصريحات كاريو، قام ساسكي بشحن سيفهه بالكهرباء ووجهه رأسه نحو معدة الرجل الآخر.
- عذرًا لكنني لن أسمح لك بذلك! دوتون (أسلوب الأرض): جدار الطين.
انبثق جدار من الأرض بقوة كبيرة. واصل كاريو القيام بإشارات اليدين.
- يوتون (أسلوب الحمم): الجدار المطاطي.
انحنى كاريو وبصق على الحائط. بمجرد أن لامس سيف ساسكي الحائط، اختفت الشحنة الكهربائية.
- المطاط مقاوم للرايتون (أسلوب البرق).
جدار من الأرض يلفه المطاط. يبدو أن كاريو يمتلك كيكي غنكاي اليوتون* الذي يمنحه القدرة على إنتاج المطاط. مختبئًا خلف الجدار، واصل كاريو مزج التشاكرا خاصته.
يوتون - Yôton : يدمج هذا الكيكي غنكاي بين عنصري الأرض والنار (دوتون + كاتون). للإشارة: الرايتون (البرق) أقوى من الدوتون (الأرض) لكن اليوتون أقوى من الرايتون.
- زعيمكم جاد هذه المرة، تراجعوا جميعا.
غادر رجال الرعد المظلم القرية مهرولين.
- يوتون: الكرة المطاطية.
بمجرد أن سمّى كاريو التقنية حتى انطلقت من فمه كرات بأحجام مختلفة تشبه التيماري (كرات تقليدية منسوجة من الحرير) وأخذت تتدحرج على الأرض. رفع ذراعيه ببطء وإذا بالكرات ترتفع في الهواء. عندما أنزلهما من جديد، سقطت الكرات وبدأت في الارتداد. لكم كاريو كرة بالقرب منه بقبضته ثم استدار وضرب كرة مختلفة، ركل أخرى كانت على ارتفاع منخفض وأمسك كرة أخيرة ليقفز عالياً ويقذفها على ساسكي. انقضّت الكرات الأربع على ساسكي لكل منها مسارها الخاص. مع ذلك، لم يكن من الصعب قراءة تلك المسارات بالنسبة لساسكي لذا استطاع تفاديها محاولا الاقتراب من كاريو.
- لقد بدأنا للتو!
أحس كاريو بتحركاته فبدأ بالقيام بعلامات بيديه مجددا ليظهر نتوء تحت أقدام ساسكي. استمرت الأرض في الارتفاع حتى كاد يفقد توازنه وترتطم به كرة. تراجع ساسكي بسرعة إلى الوراء لتفاديها.
- لا يزال هناك المزيد!
استخدم كاريو أسلوب الأرض لإنشاء جدران أخرى الواحد تلو الآخر. لتصبح مسارات الكرات أكثر تعقيدًا محاصرة ساسكي من كل الاتجاهات. ضربت إحداها فخذه فشعر بألم في عظمه كالصدى. من المحتمل أن تكون الكرات مشحونة بالتشاكرا لزيادة قوة ضرباتها. لن يتمكن من الوصول إليه على هذه الوتيرة لذا حاول الإيقاع به في غنجوتسو الشارينغان.
- حاول أن تمسك بي إن استطعت.
أمسك كاريو بقروي قد كسرت ساقيه حتى لا يتمكن من الهرب ودفع به إلى الأمام كالدرع.
- أرجوك توقف، صرخ القروي.
حول ساسكي نظره عن المشهد ساخطا. كلما حاول الاقتراب، اعترضت الكرات طريقه. إذا ما استخدم تقنيات هائلة، فسيلحق الضرر بالقرويين بل بالقرية بأكملها. كانت التقنيات التي يمكنه استخدامها لإيقاف كاريو بأقل قدر من الضرر محدودة.
- أيها الوحش! صرخ إيو.
ضحك كاريو وهو لايزال ممسكًا بالقروي.
- لا يحق للوحش أن يناديني بالوحش!
- ماذا قلت؟!
ألقى كاريو بالقروي على الأرض ثم حدّق في إيو. على الرغم من أنه كان يبدو أنه يستمتع كثيرًا، إلا أنه أصبح جادًا للحظة.
- عندما لا يناسبك الأمر، فإنك تدير ظهرك. أي حق تملكه لتعاتب أيا كان يا هذا؟
لم يسمع ساسكي شيئا عن هذا من قبل إيو. لكن ما كان مهمًا بالنسبة له في تلك اللحظة لم يكن قصصهم. الكرات المرتدة، الجدران التي تظهر عندما يحاول الاقتراب، المطاط المصنوع من اليوتون المقاوم للرايتون والقرويين المؤخوذين كرهائن.
الشارينغان قد حفظت تلك الحركات المحتدمة. وأخيرًا، عكست إيو وبستان الخيزران. أدار ساسكي ظهره لكاريو.
- مهلا! صاح كاريو. إلى أين أنت ذاهب؟
تجاهله ساسكي ودخل منزل إيو من خلال الجدار المدمر. في الوقت الذي أمسك فيه بالجسم الذي أراده، هاجمت كرة هائلة منزل إيو. فور هروبه من المبنى، شحن ساسكي بالتشاكرا خاصته الشيء الذي حصل عليه. قفز عالياً لتطأ قدمه الجدار الطيني ثم استهدف كاريو.
- لدي هذه الجدران المطاطية!
تحرك كاريو لحماية نفسه كما فعل طوال القتال. لكن المطاط ارتد وانهار الجدار الترابي الذي تحته. ليس هذا فقط، فقد دمرت الكرات دفعة واحدة.
- ما الذي يحدث؟! أنا لا أعرف هذه التقنية!
نظر كاريو متفاجئا إلى قدميه ليرأى سيخا* من الخيزران عالقًا هناك. واحدة من تلك التي صنعها إيو.
- سيخ؟!
لا يمكن أنه قد شحنه بالتشاكرا لتدمير المطاط. سحقاً...
في اللحظة التي أدرك فيها كاريو الأمر كانت النهاية.
سيخ (ج. أسياخ) : عيدان الشواء (هنا مصنوعة من الخيزران)
هزم ساسكي كاريو وتولى أمر بقية أعضاء مجموعته الذين كانوا يراقبون الأحداث من خارج القرية، أعاد كل من تشينو ونواكي القرويين مرة أخرى. لقد أصيبوا جميعًا لكن لحسن الحظ لم يُقتل أي منهم. كما قد تم تقييد رجال مجموعة الرعد المظلم داخل سقيفة في القرية للوقت الحالي.
- ساسكي-تشان، يبدو أنهم يستيقظون.
بحلول المساء، استعاد كاريو وعيه فذهب ساسكي والآخرون إلى السقيفة.
- مثير للشفقة، أليس كذلك؟ تمتم كاريو وهو ينظر إلى نفسه ورفاقه المقيدين من حوله.
نظر إلى ساسكي، ثم إلى إيو، لم يستطع تمالك نفسه عندما رأى الضمادات الملتفة حول بطنه فانفجر ضاحكا بازدراء. شعر إيو بغضب شديد فخاطب ساسكي شاكيا:
- أذكر أنني قلت لك أن تقتله، لماذا هو محبوس هنا؟!
نظر ساسكي إلى كاريو وسأله:
- قلت أنه أدار لك ظهره، ماذا كنت تقصد؟
- ما فائدة السؤال عن ذلك؟! صرخ إيو مرتبكا. هذا لا يغير شيئا من حقيقة كونهم أشراراً!
- إذا كنت ستستمر في الصراخ فاخرج. لا يمكنني اتخاذ أي قرار حتى أعرف كل شيء.
ابتلع إيو كلمات ساسكي بصعوبة.
- ألا يمكنك أن تنظر بالشارينغان؟ سخر كاريو.
لكن ساسكي حدق في وجهه بصمت حتى قهقه ونظر بعيدًا.
- اليوتون خاصتي هو في الحقيقة كيكي غنكاي. وعلى الرغم من أنه في كوموغاكوري، الشينوبي الذين يستخدمون نفس العنصر يتم منحهم وظائف مهمة، إلا أنني ولدت في قرية ريفية صغيرة. لذلك في كل مرة ينشب فيها قتال، كانت عشيرتنا تقف في الخطوط الأمامية. قالوا أنه من الطبيعي المساهمة في دعم القرية بما أننا نمتلك قوى خاصة. وبسبب ذلك، كان الجميع يموتون صغارًا.
هكذا بدأ كاريو يروي ماضيه.
- كنت أعلم أنني سأقتل على يد القرية يومًا ما أيضًا، لذلك غادرت. أرسلت القرية نينجا ورائي لقتلي. هربت يائسًا، لكن الطريق سُدّ في وجهي. وهناك ضمتني مجموعة البرق المنير. كان ذلك عندما كانوا يلقبون باللصوص النبلاء. كان رئيس المجموعة يمتلك كيكي غنكاي تعرض للاضطهاد بسببه أيضًا، مثلي تمامًا. وهذا كان بالضبط سبب رغبته في أن يكون حليفاً للضعفاء. سحق الأشرار، وأعطى المال الذي حصل عليه منهم للفقراء... كسكان هذه القرية، مثلاً.
أطبق إيو شفتيه بإحكام.
- لقد عوملنا كالأبطال تقريبًا. كلما ظهرنا، رحب بنا أهل القرى. كانوا يقدمون لنا الطعام والمسكن. كانت أوقاتا سعيدة.
إذن ما الذي أدى إلى هذه المأساة؟ تساءل ساسكي.
تابع كاريو:
- نظراً لكوننا لا ننتمي إلى أية قرية ومع ذلك كنا نمتلك القوة، حاولت قرى النينجا استخدام ذلك لصالحها. جعلونا نسحق مصدر رأس مال قرى النينجا المعادية، كان الأمر كذلك حينها أيضًا... خلال حقبة الميزوكاغي السابق، عرضت علينا كيريغاكوري العمل. طلبوا منا مهاجمة كبار المسؤولين في أرض كانت تسلب الضعفاء أموالهم.
كان هذا هو العصر الذي كانت فيه كيريغاكوري تُعرف باسم قرية الضباب الدامي. ظهر وجه موموتشي زابوزا الذي واجهه الفريق السابع في مهمة في ذهن ساسكي. كان رجلاً متعطشا للدماء.
- بالنسبة لنا، كانت كيريغاكوري عميلاً مهمًا. ومع ذلك، عندما هاجمنا مجموعة المسؤولين أولئك، ظهر نينجا كيري من العدم وحاصرونا. نينجا كيريغاكوري يصلون بشجاعة لنجدة المسؤولين العالقين في مأزق! لقد استخدمتنا كيريغاكوري لكسب ود أولئك المسؤولين.
أطلق كاريو زفيرا كما لو كان يشتم مصيرهم.
- كنا نعرف الكثير لذا تعاملوا معنا بصرامة. كانت لديهم دوافع خفية من محاولة بناء علاقات مع أولئك المسؤولين. فقدنا رفاقاً وبالكاد تمكنا من النجاة بحياتنا، وذلك بفضل التقنية الخاصة بالزعيم. وصلنا إلى هنا في قرية تاكينو. قلنا "من فضلكم دعونا نرتاح هنا لفترة قصيرة" لم تكن لنا نية بالتسبب في مشاكل للقرية. لكن الرد جاء سريعاً "اذهبوا إلى مكان آخر!"
تمكن ساسكي من الشعور ببرودة تلك الكلمات الكفيلة بجعل أي إنسان ييأس.
- لو قمنا بإخفائكم لكانوا آذونا كذلك، احتج إيو. ثم إنكم اتخذتم موقفا، في حين أنّ كل ما كنتم تفعلونه هو توزيع الأموال التي أخذتموها من أشخاص آخرين!
أجاب كاريو:
- يا لها من ذكريات... هذه هي الكلمات عينها التي قلتها لي عندما توسلت إليك مع رفيقي بين ذراعي، على وشك الموت، بالسماح له على الأقل بالبقاء لفترة قصيرة! كان باب القرية مغلقًا بإحكام في وجوهنا، لذا سرنا عبر بستان الخيزران إلى قرية أخرى ومات رفيقي في الطريق. كانت الإجابة واحدة في كل القرى. لم يكونوا ليعطونا حتى رشفة ماء!
كانت هناك كراهية في عيون كاريو جعلت إيو يرتعب من النظر إليها.
- حلّ الرئيس مجموعتنا، وولى كلٌ في حال سبيله. لم يكن الأمر كما لو أنه كانت لدينا أية أحلام أو آمال. خوفًا من ملاحقينا، عشنا كالفئران لسنوات... وبعد ذلك سمعت عن مهاجمتك لقمة الكاجي الخمس، ساسكي.
ضاقت عينا كاريو كما لو كان يتذكر ذلك الوقت.
- لقد تأثرت كثيرًا بالطريقة التي كنت تعيش بها حياتك، تماما كما يحلو لك، لم تنحني أمام مصير الكيكي غينكاي. أردت أن أكون مثلك لذا جمعت بعض الرفاق الجدد وشكلت مجموعة الرعد المظلم بهدف الانتقام!
ظل ساسكي صامتًا.
- في البداية، كان عددنا قليلا، لكن بعد الحرب العظمى الرابعة نما عددنا تدريجيًا. مع قلة المعارك، كان النينجا عاطلين عن العمل وغادروا قراهم للانضمام إلينا. وبعد أن امتلكنا القوة اللازمة... قمنا بالانتقام من القرى التي رفضتنا!
- أتعد هذا عذراً لتقتل الجميع؟! صرخ إيو. بعض الأشخاص لا علاقة لهم بأي من هذا، لماذا فعلت شيئًا فظيعًا كهذا؟
- كنتم جميعًا تعيشون بسعادة، أغبياء في وضح النهار، لا تشعرون بأي نوع من الألم... هذا وحده كان مزعجًا! لذلك سحقناكم جميعًا!
برز حقد شرس على وجه كاريو.
- الانتقام كان ممتعًا، الطريقة التي كانت تبكي بها ابنتك وتتوسل من أجل حياتها كانت رائعة!
- أنت وحش سأقتلك، صرخ إيو متهجما على كاريو لكن نواكي أوقفه.
- ألم تكن هنالك طريقة أخرى؟ سأل نواكي.
أخفض كاريو بصره وأجاب:
- لم أكن لأتمكن من تحمل الأمر بأي طريقة أخرى.
شاهد ساسكي كل هذا بطعم مرير في فمه. كان الأمر كما لو كان ينظر إلى نفسه القديمة.
أعاد نواكي إيو المهتاج إلى منزله بالقوة. صحيح أن جداره قد تحطم، ولكن كان هناك سقف وسرير، ما يكفي لنيل قسط من الراحة.
غادر ساسكي السقيفة وذهب بمفرده إلى بستان الخيزران حيث جلس على صخرة. أخرج قطعة من الورق وكتب وصفًا وجيزًا للأحداث التي جرت في تاكينو، ثم عهد بها إلى صقره وأرسله إلى كونوها. كيفية التعامل مع مجموعة الرعد المظلم لم تكن مسألة يمكنه حلها بمفرده. أراد أن يعرف حكم الهوكاغي في الموضوع. كان ساسكي يحقق في الأصل بخصوص العدد الكبير من الشينوبي الذين اختفوا، لكنه لم يستطع مغادرة تاكينو قبل أن يتلقى ردًا من كونوها.
نظر ساسكي إلى السماء حيث يختبئ القمر في الضباب خلف أوراق الخيزران. سلسلة الكراهية التي التفت مرارًا وتكرارًا حول عمود الانتقام، ألم يكن هنالك سبيل من إنقاذ الناس منها؟
ليس بالأمر الهيّن...
خرجت تلك الكلمات من فمه. ثم تنهد وعاد ليراقب مجموعة الرعد المظلم، على الأقل لمنع وقوع مأساة أخرى.
مستخدمي اليوتون:
الميزوكاغي الخامسة ماي تيرومي
دوداي من قرية كوموغاكوري
كوروتستشي من قرية إيواغاكوري
سون غوكو (يونبي) والجينتشوريكي الخاص به روشي من قرية إيواغاكوري
بما أن هذه خاصية يمنحها له هذا البيجو فناروتو أيضاً كان قادراً على استخدام هذا العنصر خلال الحرب بالرغم من أنه لا يحمله وراثيا.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top