الفصل الأول - القسم الثاني

غابة كثيفة، أشجار تبلغ من العمر مئات السنين تبحث بشموخها عن أشعة الشمس، وبراعم لم تنمو بعد... في أعماق تلك الغابة، كان هنالك شخص يتأمل ما حوله. عينه اليسرى، التي بالكاد تختلس النظر من شعره المتدلي على وجهه، تُعرف بالرينّيغان. أماّ اليمنى، فقد تبدو للوهلة الأولى عادية تماماً، ولكنها تحمل الشارينغان، كيكّي غنكاي عشيرة الأوتشيها. اسم هذا الرجل أوتشيها ساسكي.

من علو شجرة عملاقة، نظر ساسكي في كامل الاتجاهات. لقد اجتياز حرب النينجا الرابعة العظمى وعاد كشينوبي من كونوها مرة أخرى. ومع ذلك، بدلاً من البقاء في القرية، هو الآن في رحلة.
أريد أن أعرف كيف يبدو عالم النينجا هذا... كيف يبدو العالم لي الآن. هذا ما قاله لساكورا قبل أن يغادر، مرّت فترة طويلة منذ ذلك، لاحظ فيها أشياء ربما ما كان لينتبه لها عندما كان غارقا في الظلام. كانت هنالك أوقات نظر فيها بحنين إلى الماضي الذي حاول التحرر منه وأخرى تذكر فيها أصدقاءه. رأى بأم عينيه آثار الحرب، لامس أحزان الناس، وشعر بعدم جدوى الانتقام.
في الماضي، وجد ساسكي في الانتقام دواءً يساعده على تحمل ألم فقدان عائلته وعشيرته. ولكن في قريرة نفسه، كان مرتبكًا بشأن المسار الذي اختار أن يسلكه. انتهى به الأمر متجاهلا ما هو أهم. استغرقه الأمر وقتًا حتى يكون قادرًا على فهم ذلك وتقبله. لم يكن بالشيء السهل ولكنه شعر به حقًا الآن.

شعر بالتغيرات التي يشهدها العالم أيضًا، كاتّحاد الكاغي الخمس لإنهاء الحروب والحفاظ على السلام والنظام. فيما مضى، كلٌ استخدم قوة النينجا لحماية بلده وغزو ومهاجمة باقي الدول. الآن، يتم استخدامها لتطوير معدات لا تتطلب التشاكرا كنقل المعلومات آنيا، الحفاظ على المرافق الطبية، التواصل الفعال مع الدول الأخرى، تعزيز الخدمات... إلى ما إلى ذلك. كان العالم يتخّذ خطاه نحو عصر جديد من التطور. وهذا بالضبط سبب عدم قدرته على التغاضي عن قضية معينة: أوتسوتسكي كاغويا.
المرأة التي تناولت ثمرة الشجرة المقدسة - التي قيل أنها محرّمة - اكتسبت التشاكرا وجلبت الهدوء إلى عالم مضطرب. لكنها لم تصمد أمام قوتها الهائلة وأصبحت متوحشة فقام أبناؤها هامورا وهاغورومو بختمها. عادت كاغويا من جديد إلى هذا العالم، وقام ساسكي ورفقاؤه في الفريق السابع وأوتشيها أوبيتو بختمها مرة أخرى. بمجرد أن زال التهديد الذي هز العالم، ابتهج الناس. لكن شيئًا ما حول الأمر بات يشغل تفكير ساسكي.
بناءً على ما قاله زيتسو الأسود في خططه السرية لإعادتها، فإن كاغويا قد ربطت الأشخاص الذين أخضعتهم للتسوكويومي الأبدية بجذور الشجرة المقدسة وحولتهم على مدار سنوات عديدة إلى جنودها أو جيش زيتسو الأبيض.
كانت كاغويا تلقب سابقا بالإلهة الأرنبة، لقد تم تقديسها بعد أن حرّرت العالم من الصراع. لذلك كان الأشخاص الذين يُكنّون ولاء لها يقومون بطقوس الشجرة المقدسة. لكن... ما الحاجة إلى استخدام التسوكويومي الأبدية في عالم كان يعمه السلام؟ بل ما الحاجة إلى جنود في عالم يفترض أن يكون خالٍ من القتال؟ ما الدافع من استغلال خوف البشر للسيطرة عليهم بالنسبة لشخص قوي ككاغويا؟ خطر على بال ساسكي عدد من الأسباب لكنه لم يجد إجابة واضحة. لذا ظلّ يتقفى آثارها لتهدئة شكوكه... لكن خصمه كان أصل التشاكرا، حتى مع امتلاكه للرينّيغان، لم يكن الأمر سهلاً.
فجأة استشعر ساسكي شيئاً يتجه ناحيته، نظر نحو الجنوب الغربي فرأى طائرًا صغيرًا يرفرف بجناحيه. لم يكن الطائر حقيقياً وإنما مرسوماً بالحبر وتم تحريكه باستخدام التشاكرا. سحب لفافة بسرعة وفتحها ناحية الطائر الذي سرعان ما اختفى شكله وظهر مكانه نصّ على اللفافة. كانت رسالة من ساي من كونوها.
نظراً لحاجته إلى نظرة أوسع حول ما يحدث في العالم في سبيل جمع أية معلومات قد تفيده بخصوص تحقيقه حول كاغويا، أصبح ساسكي مؤخراً يتواصل كثيراً مع كونوها، وقد طلب منهم أن يرسلوا إليه تقاريراً عن حالة القرية والعالم.
للوهلة الأولى اعتقد أنها واحدة من تلك الرسائل الروتينية، لكن بمجرد أن قرأها حتى تغيّرت تعابير وجهه دالّة على انزعاجه من المحتوى. كانت رسالة من الهوكاغي الحالي، هاتاكي كاكاشي، بشأن اختفاءٍ مفاجئ لعدد كبير من نينجا كيريغاكوري وكوموغاكوري. لم يكن هناك ما يشير إلى حدوث قتال والمعلومات بخصوص الحادثة شحيحة، لذلك كان الهوكاغي يطلب منه الاتصال بكونوها في حال ما إن لاحظ شيئاً مريباً يمتُّ للموضوع بصلة.
أكثر من مائة نينجا فجأة ودفعة واحدة؟
إ

ن كان هناك شخص ما وراء ذلك، فمن المحتمل أن يكون من مستخدمي الغنجوتسو. في تلك الحالة، سيكون من الأفضل لساسكي أن يرد. بالشارينغان خاصته، قد يكون قادرًا على رؤية ما لا يستطيع نينجا آخرون رؤيته.

من على الشجرة التي تسلقها للتحقق من اتجاهه، نظر ساسكي حوله مرة أخرى. لمح تصاعدا كثيفا من الدخان الأبيض خارج الغابة. لم تكن حرائقا بل بخارا. على ما يبدو، فقد كان قريبًا من قرية يوغاكوري المعروفة بالينابيع الساخنة التي غالبًا ما تستخدم كمنتجعات. تتواجد هذه القرية في أرض البخار، ليس ببعيد عن أرض البرق، وكانت السفن دائمًا ما تغادر من هناك إلى أرض الماء.
سأتوجه إلى أرض البرق إذن.
نظرًا لإمكانية الوصول إليها عبر طريق بري، وضع ساسكي نصب عينيه أولاً أرض البرق. مع اقتراب وقت الغروب، انطلق بهدوء إلى الأمام. دون أن يتوقف لينال قسطاً من الراحة، راح يتسابق مع الزمن عبر غابة من الخيزران. كان من الصعب القفز من خلال الخيزران كما هو الحال مع الأشجار وبينما كان يتنقل، فكّر مليا في الموقف. كان لا يزال في أرض البخار، أراد أن يكون في أرض الصقيع المجاورة في أقرب وقت ممكن، ثم في أرض البرق وقرية السحاب في اليوم التالي.

بالأصفر : أرض البرق حيث تقع القرية المخفية في السحاب أو كوموغاكوري، الأبيض : أرض الصقيع، الأزرق : أرض الماء حيث تقع القرية المخفية في الضباب أو كيريغاكوري، البنفسجي الفاتح : أرض البخار مقر القرية المخفية في الينابيع الساخنة أو يوغاكوري حيث يتواجد ساسكي

وبينما هو كذلك، ظهرت مستوطنة صغيرة في مجال رؤيته. لقد كانت قرية ريفية عادية لكن ما لفت انتباهه هو عدم وجود ولو ضوء واحد في القرية. صحيح أنه كان وقت الغروب ولكن أليس من المبكر أن ينام الجميع؟ أغلق ساسكي عينيه للحظة وركز على عينه اليمنى. عندما فتح جفنيه، تلونت قزحيته بالأحمر وظهرت عليها ثلاث فواصل: توموي الشارينغان. نظر مجدداً إلى القرية بتلك العين. كان هنالك أشخاص داخل المنازل بالفعل، لكن بدا كما لو أنهم كانوا خائفين، ما أثار فضوله أكثر.
- ها قد أظهرت نفسك أخيراً! خسئت أيها الرعد المظلم. صرخ أحدهم وهو يقفز من تحت أوراق الخيزران.
نظر ساسكي ناحية الصوت ليجد عجوزًا أصلعًا نحيل البنية، يشحن إليه برمح من الخيزران. لم تكن تحركاته سريعة ولم يكن قوياً. بدا كشخص عادي لا علاقة له بفنون النينجا. قفز ساسكي إلى الوراء مراوغا الرجل العجوز، لكن في المكان الذي هبط فيه شعر بتشاكرا خلفه.
- سويتون (أسلوب الماء): وابل المطر! سمع صوت فتاة شابة.
تطاير في الهواء عدد لا يحصى من قطيرات الماء مهاجمة ساسكي. قام هذا الأخير بعلامات بيده، أخذ نفسا عميقاً ثم أحاط بإصبعه فمه.
- كاتون (أسلوب النار): تقنية كرة النار العظيمة.
جعلت تقنية ساسكي نارية النمط قطيرات الماء تتبخر آنيا.
- ماذا؟! أيعقل أن يتغلب الكاتون على السويتون؟ صرخت خصمه متعجبة.
نظر ساسكي إليها ليجد فتاة قصيرة بوجه طفولي.
- تشينو، ارجعي!
ظهر رجل قوي البنية دافعاً الفتاة الملقبة تشينو إلى التراجع. أجهز بكوناي وألقى به ناحية ساسكي، موجهًا رأسه الحاد إلى قلبه. ارتطم الكوناي بالخيزران خلف ساسكي متسببا في انفجاره.
تغيير في طبيعة أسلوب الريح؟ لاحظ ساسكي.
- ما الذي تنتظرانه أيها الشابان؟! أجهزا عليه بسرعة. صرخ الرجل العجوز.
- تباً، لم يخبرني أحد أنه قوي لهذا الحد! قالت تشينو عابسة. ثم حدقت في ساسكي وأشارت إلى عينه. كلا! لا يمكن! انظر نُواكي، تلك العين... إنها الشارينغان!
ظهرت ملامح من المفاجأة على وجه الرجل الضخم، الذي يدعى نواكي.
حقاً؟ تساءل في نفسه.
- أنتما، يا عديمي الجدوى، إن كنتما ستبقيان مكتوفي الأيدي هكذا فسأفعلها بنفسي، سأنتقم لابنتي! هاجم الرجل العجوز مرة أخرى ممسكًا رمح الخيزران.
لم يكن لدى ساسكي فرصة للاستفسار عما كان يحدث، لم يكن لديه خيار آخر سوى أن يأخذ بسيفه.
- فلتمت! اندفع الرجل العجوز إلى الأمام حاملاً رمح الخيزران.
قطع ساسكي نهاية الرمح بسهولة وسرعة فائقة، ثم قام بتقطيعه إلى دوائر رفيعة حتى آخر قطعة ظلّت في يد الرجل العجوز. ضغط ساسكي بنصل سيفه البارد على رقبته ما جعله يفلت الخيزران المقطوع من يده. برزت حبيبات من العرق على جلده وأخذت تتساقط.
- مهلاً! أيها الأخ... أقصد أيها الرجل القوي... الوسيم! لا تقتل العجوز! حاولت تشينو إيقاف ساسكي والذعر ينتابها.
لم يرد ساسكي على هذا، بل خاطب العجوز قائلاً:
- لقد فهمت الموضوع خطأ. أنا لا أعرف هذا الرعد المظلم.
يبدو أن كلمات ساسكي لم تصل إلى آذان الرجل العجوز الذي ظل يتنفس بصعوبة، مرتجفا من الخوف. أبعد ساسكي نصل سيفه عن حلق الرجل ثم وضّح:
- أنا لست الرعد المظلم.
- ماذا؟
- إنها المرة الأولى التي أسمع فيها بهذا الاسم.
أنزل ساسكي سيفه. انهار الرجل العجوز على ركبتيه على الفور. نظر كل من تشينو ونواكي إلى بعضهما البعض.
- إيو! إنه يقول أنه خطأ. صاحت تشينو.
- اخرسي! هذا ليس الوقت المناسب لذلك! آه قلبي! قلبي يتألم! صرخ العجوز المدعو إيو.
بعد تحرره من رعب الموت، استجاب قلبه بخفقان شديد وكأن الحياة قد عادت إليه. ضغط بيده على صدره وأخذ شهيقا.
- آسفون بشدة. لقد كان ذلك خطأ فادحا من قبلنا. قال نواكي، الذي على عكس إيو، بدا وكأنه يعتذر بصدق.
ثم أضافت تشينو جامعة بين يديها الاثنتين في بادرة ندم:
- على الرغم من أنني على يقين أنه كان سينتهي بنا المطاف مقتولين لو استمر القتال، إلاّ أنني آسفة. هيا، إيو! اعتذر أنت الآخر!
دون أن ينهض من على الأرض، أدار إيو وجهه ولفظ بتهكم:
- همم... إنه خطؤه لعبوره عبر تاكينو في مثل هذا الوقت.
- عجوز ملعون! تذمرت تشينو.
- ماذا قلتِ؟ صرخ إيو محاولا الوقوف، لكنه سرعان ما عاود الجلوس عابسا. سحقاً... اعتقدت حقاً أننا سنقوم بتسوية الأمور مع عصابة الرعد المظلم اليوم.
- ما هذه العصابة بالضبط؟
تذكر ساسكي أن إيو قال أنه سينتقم لابنته. بلا أدنى شك، شيء ما كان يحدث هنا.
- هذه قصة طويلة... إيو، فلنعد إلى المنزل الآن. علينا أن نشرح بعض الأمور لهذا الرجل.
كطفل عنيد، أدار إيو وجهه. تذمرت تشينو غاضبة ثم أشارت إلى نواكي بعينيها. حمل هذا الأخير الرجل العجوز من على الأرض وأخذ في السير نحو القرية متبوعا بتشينو التي شبكت يديها خلف رأسها. ظل ساسكي محدقا في ظهورهم. نظرت تشينو إلى الوراء لدعوته بالالتحاق بهم.
- هيّا، أسرع!
سيكون الأمر مزعجاً... تمتم ساسكي لنفسه وهو يتبع الثلاثة الآخرين.
انتاب ساسكي شعور وكأن عينين تراقبانه فتفحص المنطقة حوله. لم يكن هناك سوى غابة الخيزران، كانت هادئة ولم يكن هناك ما يدعو للقلق.
- أيها الأخ، ما الأمر؟ نادته تشينو قلقة.
نظر ساسكي إلى غابة الخيزران مرة أخرى ثم تبعها.

🏕️🏕️

أحضروه إلى منزل العجوز. على ما يبدو فقد كان إيو عمدة تاكينو، وكان منزله كبيرًا بشكل ملحوظ. في الداخل، كانت هناك أغراض متنوعة مصنوعة من الخيزران من المعدات اليومية إلى ألعاب الأطفال.
- يبدو أن بيع هذه الأشياء المصنوعة يدوياً من الخيزران هنا في تاكينو يعد مصدرا لكسب لقمة العيش. قالت تشينو لساسكي وهي تريه سلال الخيزران، السيخان وقضبان الصيد، من ضمن أشياء أخرى موضوعة على جانب واحد.
- لا تلمسي أغراضا لا تخصكِ! انتزعها إيو منها.
لكن تشينو لم تكترث على الإطلاق بل التقطت يعسوبا من الخيزران وجعلته يطير في الغرفة. كان سيهبط على رأس ساسكي لكنه أمسك به وتفحصه.
- أعتقد أنهم يبيعون كل هذه في يوغاكوري. أشارت تشينو. يتوافد الكثير من السياح هناك، لكن الأسعار منخفضة للغاية، لذا فهم لا يربحون منها الشيء الكثير.
- اخرسي، أنتِ! صرخ إيو مجدداً.
كانت يوغاكوري قرية نينجا ووجهة سياحية كذلك. نظراً للسلال المكدسة والعدد الكبير من العيدان، يمكن الجزم أن هنالك بالفعل طلب على هذه المنتوجات، لكن بالرغم من ذلك يبدو أن الحياة صعبة في هذه القرية.
- في الحقيقة، لقد قدمنا عرضاً أنا ونواكي في يوغاكوري قبل قليل.
- عرض؟ سأل ساسكي مستغربا.
- كنا شينوبي في السابق، ونحن الآن فنانون مسافرون. لقد كسبنا بعض المال في بلدة الينابيع الساخنة تلك. يمكنك حقًا استغلال الترفيه كوسيلة للربح هناك.
أخرجت تشينو نفساً من فمها فظهرت فقاعات صابون واحدة تلو الأخرى. بالنسبة لشينوبي، كانت تلك خدعة مبتذلة، ولكن يمكنها أن تبهر بها الشخص العادي.
- من هناك كنا متجهين إلى منطقة مختلفة عندما مررنا بتاكينو. توقفنا عند المتجر للحصول على الطعام، فتمسك بنا هذا الرجل العجوز وتوسل إلينا لمساعدته في نيل انتقامه باكياً!
وكأن الموضوع بدأ يتضح فجأة، صرخ إيو مكملا قصة تشينو:
- كل هذا بسبب الرعد المظلم! إنهم منظمة شريرة بلا رحمة ولا شفقة! يهجمون على القرى الصغيرة وينهبون ثرواتها! ثم إنهم يقتلون الناس من أجل الترفيه! قبل بضعة أشهر، اقتحموا القرية التي تزوجت فيها ابنتي وقتلوا الجميع!
لهذا كان يتحدث عن الانتقام. امتلأت عيني إيو بالدموع، ربما تذكر ابنته.
- لم ننعم بالأطفال وبعد أن تقدمنا في السن... أخيرًا طفلتي الحبيبة تزوجت الربيع الماضي وكانت ستنجب طفلاً...
وكأن الكلمات لم تكفِ للتعبير عن حزنه، حاول إيو بصعوبة أن يكبح دموعه، فأكملت تشينو عنه:
- قال أن ابنته قد قُتلت وزوجته مرضت جراء الصدمة وماتت.
مأساة تولد مأساة، والآن بقي إيو لوحده. كان وضعًا فظيعًا فلا عجب أن دفع به للتفكير في الانتقام. بعد أن استمع بصمت حتى الآن، نظر نواكي بشفقة إلى إيو وقال:
- على ما يبدو، يخشى سكان هذه المنطقة هذا الرعد المظلم ويعيشون حياتهم في رعب. انظروا إلى النوافذ.
نظر ساسكي حيث أشار نواكي فرأى ستائرا عاتمة مثبتة بإحكام على النوافذ حتى لا يتسرب منها الضوء. من المحتمل أن يكون لدى الأشخاص في المنازل الأخرى نفس المعدات أيضاً وهم ينتظرون ظهور مجموعة الرعد المظلم للقضاء عليهم.
- أنت! أنت قوي صحيح؟ أرجوك ساعدني. طلب إيو من ساسكي وقد جفت دموعه تقريبا.
- ماذا؟ ما هذا التصرف الأناني! قالت تشينو غاضبة.
- اخرسي! صرخ إيو في وجهها وواصل الترجي دون توقف. أعتذر عما بدر مني قبلاً...
انحنى إيو ساجداً لساسكي.
أينوي الاستمرار في الإلحاح حتى أوافق؟
غير قادر على البقاء صامتا أكثر، قال نواكي بصوت منخفض:
- ليس الأمر وكأنني في صف إيو أو شيء من هذا القبيل... ولكن في الواقع، قائد مجموعة الرعد المظلم يقول أن سيده هو أوتشيها ساسكي. وهو ينشر هذه المعلومة في كل مكان.
- ماذا قلت؟ انفعل ساسكي لا إرادياً والتجاعيد بادية على جبينه عند الظهور المفاجئ لاسمه في المحادثة.
- هذا أنت، أليس كذلك؟ أقصد أوتشيها ساسكي. أعتقد أنه يتطلع إليك أو شيء من هذا.
على عكس إيو، كان لدى كل من تشينو ونواكي معلومات عن النينجا، كما أنهم فنانون مسافرون يجولون العالم. لا شك أنهم خمّنوا من هو على الفور بمجرد أن رأوا الشارينغان.
لم يسمع ساسكي قط عن مجموعة يطلقون على أنفسهم اسم الرعد المظلم. أن يستخدم أحدهم اسمه كما يحلو له قد أزعجه بالفعل، ولكنّ الأسوأ من ذلك هو حقيقة أن هؤلاء الأناس الأشرار كانوا يبجلونه... ذلك كان كافيا لإلقاء ظلال الكآبة على قلبه. كان حملاً ثقيلًا حقاً.
- هكذا إذن... تمتم ساسكي.
الآن وقد تم إدخال اسمه في الموضوع، لم يعد باستطاعته أن يقول أنه لا علاقة له به. لم يستطع تجاهل حقيقة أن هذه المجموعة تنشر الرعب في نفوس الناس كما أنّ ضحاياها كثر، بالرغم من أنّ اختفاء ذلك العدد الكبير من النينجا يثير قلقه أيضًا. كان الهدف من رحلته هذه هو التكفير عن ذنوبه قبل كل شيء.
- إذن ستساعد؟
لم تتوقع تشينو أن يساعدهم ساسكي. نظرت إليه بعيون واسعة، مستغربة أمره.
- اعتقدت أنك ستقول ليست مشكلتي أو حلوها بأنفسكم ثم تقلب الطاولة وتختفي.
لم يكن ساسكي ليقلب الطاولة أبدًا لكن ربما كان ساسكي القديم ليقول ذلك بالفعل. في الواقع، ساسكي القديم ما كان ليتوقف عند هذه القرية، كان سيتوجه مباشرة إلى أرض البرق.
- إذن ستفعل! أنت الرجل الذي توقعتك أن تكون. رفع إيو رأسه وابتسامة عريضة على وجهه.
رؤيته هكذا جلبت شخصًا آخر إلى ذهن ساسكي. تازونا باني الجسور من أرض الأمواج، لقد كافح ضد العديد من العقبات لبناء جسره، وكان لديه نفس الجرأة وتقلب المزاج. ربما كانت تلك سمة خاصة بهذا الجيل. لكن الطريق الذي سلكه كل من الرجلين كان مختلفاً تمامًا. حتى بعد مقتل أحد أفراد أسرته، خاطر تازونا بحياته من أجل مستقبل أرضه، في حين دفعت الكراهية إيو إلى التفكير في الانتقام.
- على أي حال، يكفي هذا لليوم، صحيح؟ لا يبدو أنّ مجموعة الرعد المظلم ستظهر. دعونا نرتاح. قالت تشينو وهي تتثاءب.
- حسنا، توجد غرف هنا. استخدموها كما شئتم... وإذا جاءوا، فأنا أعتمد عليكم، قال إيو.
كان يبدو من عينيه أنه متأكد أنّ هذه القرية ستتعرض للهجوم. وأعمق في تلك العيون كان يقبع الظلام الذي يترقب عقاب الرعد المظلم لقتل ابنته. بالرغم من قبول ساسكي مدِّ يد العون لإيجاد حل للمشكلة، لم يكن ينوي المساعدة في الانتقام. إيو لم يكن ليقبل بخلاف ذلك ولكن بدلاً من مجادلة الرجل العجوز، ذهب ساسكي إلى الغرفة التي أُعطيت له.

⚡⚡

- هااا؟ قل ذلك مرة أخرى!
قرية صغيرة تقع في الجبال لكن لم يعد هناك أي قرويين فيها. منازل مدمرة، أناس أجبروا بقسوة على لفظ آخر أنفاسهم. فقط الوحوش المتعطشة للدماء كانت حية.
داخل منزل مهدّم، كان رجل جالسا على طاولة، يرمي بكرة على الحائط ويقلب زوايا فمه على كلمات مرؤوسه. شعره الأرجواني كان مربوطا للخلف، شفتيه كانتا شاحبتين، فقط عيناه كانتا تتألقان.
- نعم سيدي! لم يمض وقت طويل على الغروب عندما ذهبنا لاستكشاف تاكينو، كان هنالك رجل يستخدم الشارينغان! كاريو-ساما، إنه على الأرجح أوتشيها ساسكي!
اصطدمت الكرة بالحائط وارتدت عن الأرض الملطخة بالدماء، حيث وُجِدت جثة، ثم عادت إلى يد الرجل المدعو كاريو.
- أوتشيها ساسكي. الناجي الوحيد من عشيرة الأوتشيها الفخورة. إذا هو الآن في تاكينو...
ضحك كاريو بهدوء وقفز من على الطاولة قبل أن يرمي الكرة في اتجاه الحائط مرة أخرى. دوى انفجار جراء ذلك فقام المرؤوس بسد أذنيه وإغلاق عينيه لاإراديا. عندما فتحهما من جديد، كان هنالك ثقب كبير في الحائط تخطاه كاريو للولوج إلى الخارج. نظر إلى القمر المختبئ بين الغيوم ثم مدّ يديه قائلاً:
- معلم قلبي... الرجل الذي أظهر للعالم عجائب الكيكّي غنكاي! أوتشيها ساسكي... أخيراً سأحصل على فرصة لقتله!
نظرة مبتهجة علت وجهه لكن سرعان ما صرخ على مرؤوسيه:
- استعدوا جميعاً! لقد حان الوقت لنُحوِّل تاكينو إلى أشلاء...

أوتسوتسكي كاغويا

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top