ⅩⅥ


مُلاحظة: هذا مو أنا كاتبِته لكِن شي مِثاليّ كِذا لازم يُنشَر، تقليل مِن شأنه إن إحتفظت فيه عِندي بدون ما أنشره معكم!): 

مِن كِتابة fondfullouie ♥︎

----///

ينقُر على مفاتيحَ حاسوبِه بسرعةٍ تكادُ تخطُف الرّيح، عيناهُ مُحمرةٌ بعضَ الشيء بسببِ سهره، كوبُ شايّ فارِغ بجانِبه وأخيرًا قلمٌ رصاص محبوسًا بين أسنانِه بإحكام ليُساعِده على التّركيز.

مُحدّقًا بالشّاشةِ، رفعَ الفتَى يدهُ اليُمنى ليُبعِد بعض خِصَل شعرِه الكَستنائي عن وجهه و ركّز على الكلِماتِ السّاطِعه أمامِه قبلَ أن ضَغط زرُّ الحِفظ.

أعادَ ظهرهُ للوراءِ قليلًا، مُمَدِّدًا ذراعيه و قدميه مع تنهيدةً عاليّة تهرُب فمه. فكانُ يشعُر بجسَدِه يتخدَّرُ بسبب جُلوسه طوالِ ساعاتٍ طويلَه دونَ الحركَة.

ثُم قاطَع تحديقهُ بالحاسوب بفَخر صوتُ خُطواتٍ خفيفَه خارِج غُرفتِه تمامًا- لقَد إستيقَظ.

"لُوي؟ أما زِلتَ بالداخِل؟" أمالَ المدعوّ بـ لوي رأسهُ ناحِية ساعَة الحائط فوقَ مكتَبِه، و سُرعان ما إتّسعت عيناهُ حين رآى عقارِبُها تُشير ناحِية التّاسِعه و الأربَعُون دقيقةً صباحًا.

"لُو؟" عادَ الصّوت المبحوح والمُتعَب خاصّة الصباح يُناديه مُجددًا، ولَم يعلَم الفتى ما قد يفعل عدا أن يجلِس في مكانِه ويُمسِك برأسِه ندمًا. فكيفَ أصبَحت التّاسِعة صباحًا بحقّ اللعنة؟ فهو يشعُر كما لو كانَت لتوّها الواحِده!

لكِن قوطِعَ حبلُ أفكارِه حين فُتِحَ الباب أخيرًا، و ظَهر فتًى بشعرٍ أجعَد مُنتشرًا بكلّ مكان، عاريّ الصدرُ و يرتدي بِنطالًا فضفاضًا ولا شيء آخَر.

رُغم كونِه يعلم أنّه على وشكِ تلقّي اللعنَه مِن الجَميل النّائِم ذاك، إلا أن لُوي قد شعَر ببعضِ السَّعادة تنبعثُ مِن خلالِه لرُؤيتِه ذلِك الملَاك.

" هاري! لقَد إستيقَظت! " حكّ لُوي خلفيّة رأسِه بإحراج، شاعِرًا بالذّنب مُنذ الآن.

" أرجوكَ أخبِرني أنّك ذهبتَ للنوم و لَم تسهَر طوالَ الليلِ على مشروعِكَ مجددًا! " خرجَ ذلِك مِن الفتى بصوتٍ عميقٍ ومُثير رسَم الإبتسامَة على وجه لُوي.

لكِن إبتسامتُه تحوّلت لواحدةٍ مُحرجه. "أووبس؟"

وسُرعان ما إختفت تِلك الإبتسامَة المُحرِجة؛ فتعابيرُ وجه الفتى الأجعَد لَم تبُثّ الأمان في معِدة لُوي. أكانَ هاري غاضِبًا منهُ حقًا؟

"لمرةٍ واحِده، لُوي! فقَط مرةً واحِدة، أردتُكَ أن تهتمّ لِما طلبتُه منك حقًا." إتّسعَت أعيُن لُوي المُتعَبِه لِما بدَر مِن فمِ حبيبه لأوَّل مرّة.

"هاري، لا بأس..ما بِك؟ الأمرُ ليس بهذه الجِديَّه! لقد جُرِفتُ بعيدًا مع الكِتابه و حَسب، لا بأس." تحدّث لُوي بهدوءٍ تام و بنبرةٍ ساخِره في صوتِه- أو على الأقل، ذلِك ما سمِعهُ هاري.

"أتعلَم؟ تبًّا لَك." همَس هاري بخَيبَة أمَل رافِعًا إصبعَ الإتّهام على حبيبه قبلَ أن سارَ خارج الغُرفة بخُطواتٍ غاضِبه، بينما حدّق لُوي بالباب بصدمة لعِدّة ثوانٍ.

وللحضةٍ بدأ لُوي بمُحاولة تذكُّر أي شيءٍ قاله أو فعله قد يكونُ السّبب بمِزاج هاري السّيء، لكِن بعدَ فشَل مُحاولاتِه في العُثورِ على شيء، عبسَ وعقَد حاجِبيه و أسرَع خارِج الغُرفة و إلى المَطبخ بالدّور الأوّل حيثُ كان هاري.

"أحقًّا ستعامِلُني ببرودٍ لأنّي لَم أنَم كما طلبتَ مني؟" تحدّث لوي بإنزعاجٍ واضِح حين واصَل هاري تجاهُله و إخراج المُعدّات لتحضير فطورٍ ما.

وشعَر بقلبِه يُؤلمهُ قليلًا حين لَم يُجبه الفتى الأجعَد.

"يُمكِنني النّوم الآن و الإستيقاظُ الخامِسَة مساءًا أو لعنةً ما. لا بأس-"

"هلّا توقّفت عن قولِ تِلك الكلمتين، رجاءًا؟ فهو كلّ 'البأس'." زمجَر هاري بينما وضَع بيضةً على الطّاوِلة بقوةٍ لا إراديّة حتّى تحطّمت لأشلاء، فإستَدار ناحِية لُوي كما لو كان ذلِك سببه.

لكِن قلبُ لوي سقَط لمعِدَته هذه المرّه حين رآى أعيُن هاري المُحمرّة واللامِعه.

"أتعلمُ حتّى لِما أردتُكَ أن تنَم مُبكّرًا معي، همم؟" سأل بنبرةٍ مكسورَه، ولوي لَم يجرُؤ على قولِ كلِمة. "أنا ذاهبٌ لـ تشيشايِر غدًا مِن أجلِ قضاء الكريسماس مع عائِلَتي، أي سأغيبُ أسبوعين لُوي."

تجمّد لُوي بجانِب الباب، عيناهُ المُتّسعَه لا تترُك الفتى أمامُه الذي قام بإخراج بيضةً أُخرى بأيدٍ مُرتجفه بعض الشيء.

"كُنت...كُنت أخطِّط لقضاءِ اليوم بأكمَلِه سويةً، تعلَم؟ فقَط أنا وأنت، ألعابَ فيديو، طعام، أفلام، جميعُها." إبتَسم هاري بسُخريةٍ لنفسِه، وتوقّف عن الحَركة كما لو كان يتخيّل ذلِك السيناريو في عقلِه.

فهو يعلمُ أنّ لوي لَم يفعلها عن قَصد، ويعلم أنّهُ كان ليترُك أيّ عملٍ كان بالعالَم لأجلِ قضاء الوقت معه، لكِن ما فائدة الكلامُ دونَ الأفعال؟

هاري لَم ينسى كذلِك أنّ لوي مُهمل مواعيدٍ بطبيعَتِه. الفتى لا يُمكِن أن يلتَزِم بشيءٍ لأكثر من أسبوع، ولا يُمكِن أن يُنهي ما يبدأهُ دونَ القليلِ مِن الدّفع للأمام.

لكِن أحيانًا تأتي أوقاتٌ يذوقُ بها المرءُ ذرعًا مِن الرّوتين المُتكرِّر.

و أما فلهاري، الفَتى قد جُرِحَ بما فيه الكِفايه مِن ذاتِ السّبب.

"هاري.." همَس لوي بصوتٍ يكادُ يُسمَع، و إقترَب بِضعة خطواتٍ ناحِية ظهر الفَتى، لكِن هاري إبتَعد عن لمستِه بسرعه و إلتفت إليه.

و لوي يكادُ يُقسِم بأنّهُ لَم يرى هذا الكمّ مِن الغَضب/الخيّبَه بتِلك الخضراوتين مِن قبل.

"لكِن أنتَ لا تهتم، أتفعَل؟" همَس هاري بأعيُنٍ دامِعه، "ماذا فعلتُ لأجعَلك لا تهتم، لوي؟ ألِأنّي أُفكّر كثيرًا؟ أمّ أنّك فقط غاضبٌ لأني سأُفوِّت يوم ميلادِك لأوّل مره؟ ألذلِك السّبب أنتَ لَن تشتاقَ إلي؟"

إتّسعت أعيُن لوي أكثَر حتّى عِندما رآى الدُّموع تنزِل بغزارةٍ على وجنتاي الفتَى الأصغَر، فبدونِ تفكيرٍ هو أخذ خُطوتين كبيرتين حتّى أصبَح مُلتصقًا بالفَتى و أحاطَ خِصرهُ بذراعيه فورًا، ليدفُن هاري وجهه لا إراديًا في صدرِ حبيبه.

و فجأةً شعَر الإثنين كما لو كان قد عمّ السّلامُ في العالم.

"أوي، هارولد، أُنظر إلي؟" رفَع لوي يديه ليُكوِّب وجه الفتى الأجعَد ويجعلهُ ينظُر في عينيه أخيرًا. "إن كنتُ لا أهتمّ لَك، أفسوفَ يكونُ هناك سببٌ آخر يحثُّني على العيشُ إذًا؟"

ربّت لوي بأصابِعهُ برقّةٍ على وجنتاي هاري النّاعِمه، غيرُ مُبعدًا عيناهُ عن خاصّة الفَتى.

"وبالنِّسبة لسَهري، أتذكُر ما تقولهُ لي دائمًا؟" همَس مُبتسمًا هذه المرّة و أهزّ هاري رأسهُ نفيًا، "أنتَ لطالَما أعدتَ ثِقتي بعمَلي وأخبَرتني بأن أُكمِل مهما كَرِهتُ ما عملتهُ يداي! فكُلّما نقَرت أصابِعي على تِلك المفاتِيح، أجِدُني أتخيّل صورتكَ في رأسي كيلا أتوقّف."

أبعَد لوي بِضع خصلاتٍ عن وجه هاري بكلّ رِقّة، "أنتَ مِرساتي للنّجاح، هارولد." و مع تِلك الكَلِمة الأخيره، أوصَل لُوي شفتيه مع خاصّة هاري بقُبلةٍ شغوفة وخاطِفةٍ لأنفاسِ كليهما.

"أ-أعتذِر، لقد إحتجتُ لهذه..حقًا." تنفّس لوي بثِقل بين القُبلة، لكِن هاري كوّب وجه الفتى و أعادَ إتّصال شفاهِهما سويًا مرةً أُخرى دون الحَديث.

رُغم نزاعاتِهم العَديده، إلّا أنّ جميعُها تنتهي بلمحِ البصر؛ الإثنان لا يقدِران على البُعد عن بعضِهما. فكليهِما قد كانَ يُنقِذ الآخر بطريقةٍ أو بأخرى.

و مهما دار بينهُما، لوي و هاري سيجِدان طريقًا ناحِية بعضهما مُجددًا في نهايَة المطاف.

→Done←☹️💚💙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top