XXXIX


تقدرون تشوفون كيف إني واقعة بحب هالثنائي من كثر ما كتبت عنهم -كاتِب و رسّام- 🔥💗


استمتعوا.

____

「ABSTRACT ART」

      كان يومًا لطيفًا هادِئًا كالعادة عِندما حلّت الساعة التَّاسِعة صباحًا، كالعادة؛ جلستُ في مِرسامي لِأقضي بعض الوقت مِن عُطلتي.

      فقد مضت أربعة أيّام بِالفعل مُنذ مرِضت و جلستُ في المنزل.

      و كأيّ يومٍ عاديّ كان، كُنت أندمِج مع معزوفات باخ و فُرشاتي تخطُّ الألوان على اللوحة البيضاء بِعشوائيّة حتّى خطّطتُ اللون الأزرق بِدرجتينٍ مِنه؛ الفاتِح و الغامِق، ثُمّ تتلاشى مِن الأسفل لِلأعلى إلى اللون الأبيض.

      بعدما إنتهيت مِن العمل بِفُرشاتي كُنت قد سحبت الماسِحة الحديديّة و عصرة اللون الأخضر، عاصِرًا بعضًا مِنه على أماكِن مُختلِفة مِن اللوحة؛ ثُمّ مرّرتُ الماسِحة عليه لِيتوزّع.

      و ما إن أنهيت لمساتي عليها حتّى حملتُها مِن أطرافِها و علّقتُها على الحائِط الرماديّ حيثُ تنتمي مع اللوحات الأُخرى مِن الفن المُجرّد.

      في حين إغلاقي لِألوان العصرات خاصّتي كُنت قد شعرت بِأنفي يزدادُ سوءًا و يسيلُ فوق شفتي لِأُكشِّر بِملامحي مُشمئِزًّا.

      خرجتُ فورًا مُهروِلًا نحو غُرفة المعيشة حيثُ كان زوجي يجلُس عاري الصدر بِهاتفه بين يديه.

      رفع رأسه ما إن رآني لِأرى ملامحه تتحوّل لِلدّهشة و القلق، تعجّبتُ ردّ فِعله لكِنّي سريعًا ما سحبتُ مِنديلًا مِن الطاولة و مسحتُ بِه ما كان يسيلُ و لا يزال!

      "هل أنت بِخير؟" تسائل لِأنظُر إليه بِتعجُّب "نعم، بِخير؛ إن أنفي فقط وكأنّهُ نهرٌ ما!" أجبتُه بِحيرةٍ مِن أمري لِيضع هاتفه جانِبًا و يتقدّم ناحيتي.

      "هذا لِأنّهُ ينزف!" هو هزّ رأسه كما سحب كمّيةً كبيرة مِن المناديل و سحب التي بيدي لِأرى الدِّماء بِها و أفزع!

      هو سرعان ما وضع المجموعة الجديدة على أنفي و أجلسني على الأريكة رافِعًا رأسي لِلأعلى "هل ضربت نفسك عن طريق الخطأ؟" سأل كما مسح بِيده فخذي "لا، لكِنّي كُنت أُنظِّف أنفي و شعرتُ بِالألم و البرودة لكِن لَم أُعِره إهتمامًا!"

      هو تأوّه "لقد فجّرت أحد شرايينك أيُّها الذكي!" هو قال، و نظرتُ إليه لِنتبادل النظرات لِبضع ثوانٍ قبل أن نضحك. "ما المُضحِك، عزيزي؟!" تحدّث بعد أن هدأنا لِأضحك مرَّةً أُخرى.

      "لا أعلم، لِماذا تضحك أنت؟" سألتُه و كان جوابه مُضحِكًا أكثر "لِأنّك أنت تضحك!"

      بعدها دخلنا في نوبة ضحِك حتّى فزعتُ أنا و هدأت عِندما أحسستُ بِالمناديل تبتلُّ بِأكملها "يا للهول، إنّي أخسرُ دمًا؛ كيف سأعيش؟!" نطقت بِدراما زائِدة.

      فزِع هو معي حينها "لا تقُل ذلِك، ستعيش حتّى و إن فقدتَ دمًا!" وبّخني بِصوتٍ عالٍ لِأعبس "لكِن ستكون دِمائي قليلة!" جادلتُه!

      "لا تقلق، سأُحوِّل لك البعض مِن دِمائي!"

      "و كيف ستفعل ذلِك؟ فصائِلُنا مُختلِفة!"

      "ستتطابق رُغمًا عنها و سأُحوِّلها لك شِئت أم لا."

      "لكِن- كيف ستحوِّلها إن كانت لا تتطابق؟ تعلم أنّها قد تُسبِّب ضَـر-"

       و كانت هُنا اللحظة التي هو فقد عقله بِها لِيبدأ بِمُزحة سخيفة "سأُحوِّلها عبر البريد." مع قهقهةٍ سخيفة خرجت مِنه.

      مِمّا جعلني أنظُر إليه بِاستنكار ثُمّ أصفعُه على رأسه "اخرُج مِن منزلي."

      هو تبسّم و قبّل يدي التي صفعتُه بِها "إصفعني مُجدّدًا و ستندم الليلة، حبيبي." هو تمتم.

      قهقهت و سحبتُ يدي بعيدًا عنه لِأُبعِد المناديل عن أنفي عِندما شعرتُ بِالدماء تتوقّف، خطيتُ ناحية المغاسِل لِأمسح أنفي بِالمياه و أبقى هُناك حتّى توقّفت الدِّماء عن الخروج تمامًا.

      حين عُدت مُجدّدًا، كان لوي ينتظِرُني لِيقترب مِنّي لكِنّي أُبعِده فورًا "لا زِلتُ مريضًا، لوي." تمتم، لِيُدير عينيه مُتذمِّرًا "لقد مضيا إسبوعان، و أنا أشتاقُ إليك!"

      لكزتُ كتفه بِخفّة ثُمّ تمسّكت بِذراعه "لا تكُن هكذا، أنا فقط أهتمُّ بِك لِدرجة لا أرغب بِأن تمرض بِسببي!" و بعدها سعلت بِقوّة لِدرجة أنّ حُنجرتي آلمتني!

      نظر إليّ بِقلق "لا تخاف، إنّي بِخير؛ و الآن تعال معي لِأُريك لوحتي الجديدة!" هتفت ساحِبًا إيّاه معي نحو مِرسامي.

      حين دخلنا الغُرفة أغمضتُ عينيه بِيديّ و أوقفته تمامًا أمام اللوحة، و حين فتحت عينيه؛ هو توقّف في مكانه يُراقِب أدقّ التفاصيل بِها مِن أسفلها حتّى أعلاها.

      "أستطيع القول؛ أنّي وقعتُ في الحُبّ." هو تمتم بِهدوء، جاعِلًا مِنّي أخجلُ خلفه.

      سعلتُ و حاولتُ إستجماع أنفاسٍ كافية للحديث "لقد أردت التعبير عن لوحة طبيعية كالسماء، البحر-" سعلت مُنتصف حديثي، إنّ هذا السُّعال يزدادُ سوءًا.

      "و مِن ثُمّ دمجتُ الأخضر و الذي يكون الأعشاب، الأشجار و النباتات؛ ثُمّ أحببتُها!" نطقت عاضًّا شفتيّ، لِيستدير ناحيتي مُبتسِمًا.

      وقف خلفي و إحتضن خصري "أحببتُها لِأنّها لوحتُك، لِأنَّها جميلة و خلّابة، أم لِأنّها عن الطبيعة و أنت شابٌّ يُحِبُّ الطبيعة؟" هو همس أسفل أُذني، مِمّا سبّب قشعريرتي.

      أخفضتُ قبضتيّ حتّى معصميه حول خصري، و مسحتُ على ظاهِر كفّيه بِإبهاميّ "بل لِأنّ لون عينيك الجذّابة يطغي عليها." أجبتُه، و كان قد عضّ عُنقي بِخفّة لِأُقهقه.

      "أنت لا تُصدَّق، حديثُك لا يُمكِن التنبّؤ بِه؛ دائِمًا ما تجِد الوقت لِتُغازِلني حتّى في موقفٍ لا يستدعي الغزل!" إبتعدتُ عنه عِندما سعلت و أبقيتُ مسافةً بينُنا.

      "لكِنّني أُحِبُّ ذلِك، لَن أُنكِر." لعق شفتيه مُحدِّقًا بي، جاعِلًا إيّاي أُدير عيناي "لا تُعطِني هذهِ النّظرة وكأنّك ستهجُم عليّ، لا تجعلني أقوم بِحرمانك مِن رؤيتي و لمسي أيضًا!" هدّدتُه لِيعبس.

      "فور أن تُشفى لن تُفارِقني أبدًا مُجدّدًا." نطق وكأنّهُ يُحذِّرني، و أومئتُ له "فور أن أُشفى تمامًا!" صحّحتُ له لِيهزّ كتفيه بِلا إهتمام "ستكون بين ذِراعيّ على أيّ حال، ستكون أسفلي على السرير و سأُحطِّمُك تمامًا."

      تورّدت وجنتيّ و شعرتُ بِالحرارة تُسيطر على جسدي لِأصرُخ عليه بِخجل "ارحل قبل أن أطردك مِن المنزل." إتّسعت عينيه و تجمّد مكانه بِخوف "لَن تجرؤ!" رأيتُ شِبه إبتسامة على شفتيه لكِنّهُ أخفاها فورًا مُحاوِلًا مُجاراتي.

      "لا أُمازِحُك، إرحل قبل أن أرمي بِثيابك فوق وجهك و أركل مُؤخِّرتك خارِجًا." تمتمت بِهدوء و حارِصًا على إخفاء ضِحكتي تمامًا.

      هو رمش و همس "هل أنت جاد؟" فور أن سأل كُنت قد إنفجرتُ ضاحِكًا لِيصفع مُؤخِّرتي هاتِفًا "وغد بارِع!"

      إستجمعت أنفاسي و بِصوتي المبحوح أشرتُ له على الباب و همست "فِعلًا، كُلّ هذا فقط لِإبقاؤك بِخير حتّى حين أُشفى، لا يعني أنّي لن أقضي أيّامي معك." أحطتُ مِعصمه بِذراعي مُجدّدًا.

      و خرجنا مِن الغُرفة "على أيّ حال، هارولد؛ لقد بدأتُ في إكمال أحد كُتبي الجديدة-" بدأ هو و استمعتُ له في أثناء طريقنا لِلخارج، لِنقضي باقي اليوم معًا.

      فقط أنا و زوجي و الفن.

- DONE 👨🏻‍🎨 -

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top