وَقت

قَرأ تَعابِير وَجهها المَصدومة وتَراجعت قَليلاً تستوعِب الأَمر مُردفة:لا تَمزح مَعي،أبداً،مُجدداً سَيّد جُيون.






جُونغكوك:هِيلين تتزوّجيني؟






هِيلين:مَا اللعنة الذي تَقولها الآن؟
أَلم تَقلها مِن قبل؟
لَم نَتزوّج،وكَان كُلّ شئ حَولنا يَزداد سَوءاً وتستمر في هَدم كُلّ شئ بيننا بِطريقة أو بِأُخرى.




جُونغكوك:أنا أُحبّكِ،أُحِبّكِ للغاية وتدمّرت الأسابيع الماضية لِأني افتقدُتُكِ للغاية ولا يمكنني العَيش دُونكِ،كُلّ عواقِبنا انتهت،لا شئ سيُفرّق بَيننا مجُدداً سَأعيش وأموت حارِصاً على ألا يُصيبَكِ أي مَكروه مُجدداً بسببي أو بسبب عملي أو أي شئ آخر،أعدكِ هذهِ المرّة.




هِيلين:سيّد جُيون.





قَبّل جَبينها وسَائِر وجهها قائِلاً بِنبرة حنونة لَطيفة استشعَرت هِيلين صِدقها:سَأمنَحُكِ وقتاً للتّفكير،بعد عودتَكِ مِن الإجتماع في ألمَانيا،ستُخبريني بِقراركِ النّهائي،سأنتظركِ،حتى وإن تَحتّم عليّ فِعل هَذا طوال حَياتي،أنتِ تستحقّي الإنتظار،سَأنتظِر حُبّكِ.




تمّسكت بيدهِ التي على بشرتها واعتصرتها مُحدّقة نَحوهِ ونوًهت بِإبتسامة هادِئة:لا تُخفي عنّي شيئاً مُجدداً سيّد جُيون،أرجوك.





جُونغكوك:أعدُكِ،أعِدُكِ أن لا شئ سيحدث دون عِلمكِ،لن أفعل أي شئ دُون أن أطرح علَيكِ الأمر،لن أُكرر أخطائِي مُجددا،مُستحيل صَغيرتي مُستحيل.





هزّت رأسها تُؤيد كَلماتهِ ثُمّ كَادَت تتحدّث إلا بِهِ يُردف سَريعاً:امهليني وقتاً حَتّىٰ عَودَتكِ مِن أَلمانيا،سَأَكُون مُؤهلّاً نَفسياً،وأكون الرّجل،الذي وقَعتِ بِحبّهِ مُنذُ سَبع سَنوات،الرّجل الذي لديهِ كُلّ الإستعداد أن يَفعل أي شئ لِيستعيدُكِ ويُحبّكِ.





هِيلين:لا زِلت هَذا الرّجل في عَيني جُونغكوك،أَنت فَقط...تَحتاج أن تَبقى على الخَط،تَحتاج أن تُفكّر،وتتحكّم بِنفسك قَليلاً،هَذا مَا أحتاجهُ مِنك،لَكِن بالنّسبة لِي،الرّجل الذي أنظر نَحوه الآن،هُو ذَاتهِ،الأُستاذ جُيون،الأُستاذ الجَامعي الذي في ظِروفٍ مَجهُولة،أصبحت لا أشعر بالآمان،سِوى مَعه وفي مَنزلهِ،كُنت أتصرّف نحوهِ بكُره وحِقد،حتى بَدأت مِقلتاي تَرمقه بِعشق لم تعهدهُ مِن قَبل.







جُونغكوك:سُحقَاً هِيلين.







ضَحكت أَثر جُملتهِ ثُمّ ابتسمت في النّهاية نَحوهِ مُردفة:إن فَعلت أي شئ عاهِر أنت مَيت سَيّد جُيون،لَن أنفصل عَنك لا بَل سَأقتلك.






جُونغكوك:أنا مَيّت هِيليني.







ردّ بِنبرة مُنخفضة وعَانقها بِقوّة،استَكنت أجسادهما لِوهلة،يحتضنان بِحرارة،يدَهِ تضيق شيئاً فَـ شئ حَول بدَنها،يشعر بِتفاصيلها ضِد خاصَتهِ،ابتعد قليلاً وقبّل جَبينها مُردفاً:أنا أُحبّكِ للغاية،أنا هائِم بِكِ.





تأمّلته هِيلين طَويلاً ونوّهت بينما تتلمَس وجههِ بأناملها:أّحقّاً كُنت لا تَعلم أين أنا؟





جُونغكوك:تَباً لي نَعم كُنت أعلم،لكِن أُقسِم لكِ لم يُراقِبكِ أحد،أنا فَقط اكتفيت بِمعرفة مَكانكِ حتى إن حدث أي شئ،أُسرع في التّصرف.





هِيلين:لكِنك قُلت أن جِي يُون قد مَاتت.






جُونغكوك:صَدّقيني أنا لا أَثِق بهذهِ العائِلة حَتى بَعد مَوتهما.




قَرأ مَلامِحها التي كَانت تَبدو حَزينة حتى سَأل بِنبرة مِنزَعجة:عَزيزتي لا تحزني عليها بِحق الجَحيم أليست هذهِ جِي يون؟




هِيلين:فقط أنا...أشعر بالذّنب اتّجاه طِفلها،لقد كَانت حامِل سيّد جُيون،أنا مَن جعلها تَعود للمِخدّرات وتُدمنها و





جُونغكوك:كَان سيكبر لِيكون ابن لِأُم قاتِلة،مُدمنة سابِقاً أم لاحِقاً عَن طريقكِ أو عن طريق أي ابن عاهِرة،سينشأ مَع والِده الذي سيكتشف في النّهاية حقيقة حَملها مِن رَجُل ضاجَعتهُ جِي يُون،سيقتلها ويَجعل الطّفل يعيش في جَحيم كَونه ليس ابنهِ البيولوجيّ بَل ابن خَطأ،أهذهِ القٍصة التي تتطلّعين إليها بِمحافظتكِ على الطفل الذي بِداخلها؟





فكّرت قَليلاً ونوّهت بِخيبة:نَعم أَنت مُحق.






جُونغكوك:لا أُصدّق أنكِ كُنت على وشك الثّمالة وأنا لن أكُن حاضِراً هذا.






سَحبها وجَلسا أمام الطّاولة على على زُجاجة الڤُودكا الكَبيرة،التَقطها يَقرأ مُكوّناتها وعلّق:طَعمها لاذِع لِتكون هذهِ تجربتكِ الأولى،مِن أين أحضرتها؟





هِيلين:لا أَعلم أخذتها مِن حَانَة الفُندق.






جُونغكوك:نَوعها جَيد لأكون صَريحاً،لكِن بِداية قويّة لِفَتاة لَم تُجرب أي مَشروب كُحول عن طريق الخَطأ حَتى.





هِيلين:ماذا كَان يجب عليّ أن أَفعل؟






جُونغكوك:عَادةً،للِمُبتدئين،تقومين بِخلط قَدراً صَغيراً جِداً مِن الڤودكا أو أي مَشروب كُحوليّ مَع عَصير،أو مَشروبات غازية.






هِيلين:لا بَأس دَعني أُجرب وننتهي مِن هَذا.







جُونغكوك:لَن يُعجِبكِ صَدّقيني.







هِيلين:سَيّد جُيون لَم أعُد طِفلة،فَقط رَشفة.







جُونغكوك:تَباً لكِ.







فَتح الزّجاجة وقال بِإنزعاج:حَسناً على الأَقل أُريد كَأس صَغير كَي





فَتحت حَقيبتها وأخرجت الكَأس بإبتسامة واسِعة لِيقهقة بِسخرية وعلّق:أنتِ حَقّاً جَاهِزة!






التَقط الكَأس وسَكَب مِنه قَليلاً حَتى صَاحَت هِيلين:املئه!







جُونغكوك:سَأقتُلكِ.







مدَ لَها الكَأس حَتى أخذته وأخذت نَفساً عَميقاً لِيُردف جُونغكوك:هِيلين أنتِ لَن تغطسي في البَحر اشربي هَذا مَرّة واحِدة.





شربته كُلّه في رَشفة واحِدة،انتظر رَدّة فِعل مُنها ونوّهت بِتعجّب:لِمَ طَعمها يُشبه المَاء؟
لكِن...تَعلم،هُناك طَعم حُلو خَفيف ممزوج بمَرارة قويّة.






جُونغكوك:أنتِ رائِعة،لَم أعتقد أن تُخمنّي مَذاقها بِشكل صَحيح ودَقيق هَكذا،يُمكنني الآن أن أملئ لَكِ الكَأس،لكِن تَبَاً أشعر بِتأنيب الضّمير،الڤودكا سَتجعلكِ ثَمِلة سريعاً،أنا أُفسدكِ.






اقتربت وكوّبت وجههِ تُقبّل شفتيهِ بقوّة وابتعدت تَنتظرهُ يَسكب لَها مُجدداً لِيتنهد طَويلاً ومَلئ الكَأس،ولم يُلاحِظ أنّها قد بَدأت تَمثل بالفِعل،علاوةً أن الڤودكا تُذهب العَقل بِشكل سريع،هي أيضاً لا تمتلك مُقاومة ضد الكحوليات،أعطاه إياها وتَرقّبها تَأخذهُ بالكَامِل ثُمّ أغلقت عَينيها بِقوّة ونوّهت:اللعنة قويّ للغاية!






جُونغكوك:يا إلهي هِيلين أَنتِ تثملين!
على رَسلكِ!






هِيلين:لا تَقلق أنا بِخير.






وهذا مَا ظَنّه حَقّاً،أنها لَديها مُقاومة اتّجاة الأشياء المُذهِبة للعَقل،كَالمُخدر،والعقاقير،ومِن الممكِن الكَحول،هذا مَا طَمئَنه قَليلاً ثُمّ سَكب لَها كَأس آخر،أنهتهُ هِيلين دُفعة واحِدة ثُمّ أغَلق جُونغكوك الزّجاجة لِتنزعِج سَريعاً وعلّقت:سَيّد جُيون!





جُونغكوك:سَتُكملين لاحِقاً،فقط لِنتحدّث.






وضَع الزّجاجة بَعيداً وأَجلسها أمامهِ ووجّه نَفسهِ نَاحيتها مُردفاً:مَا اسمُكِ؟






هِيلين:هِيلين،كِيم هِيلين.







جُونغكوك:عُمركِ؟






ضَيّقت عَينيها تتذكّر ثُمّ صرّحت بعدم تَأكد:سِتة وعُشرون،لا سَبعة وعِشرون.






أومئ ثُمّ استَكمل وهو يَعلم أنّها ثَملة لكِن تُقاوم ثُمّ اقترب أَكثر مِنها يَتفحّصها بَعينيهِ:هَل تَعملين هِيلين؟






هِيلين:مَن هِيلين؟
أوه تَقصدني أنا؟
نَعم أعَمل في مَشفى خَاصّة.






جُونغكوك:رائِع،مَاذا تَعملين؟






هِيلين:أَنت مُثير.






جُونغكوك:حَقّاً؟
مَاذا أيضاً؟






هِيلين:صَوتُك مُثير،هَادِئ،مُتّزن،جَذّاب للغاية.





جُونغكوك:شُكراً لكِ.







هِيلين:لَم تُخبرني،مَن أَنت؟







جُونغكوك:لَم تتعرفي عليّ؟
أنا صَاحب المَشفى التي تَعملين بِها.





هِيلين:حَقّاً؟
أنا أَعمل بِمَشفى؟
وأنت مَالِكها؟






جُونغكوك:هَذا صَحيح صَغيرتي.






ابتسمت كَالبَلهاء وَأَخفت وجهها بَيديها مُردفة:لا تَقل هَذا مُجدداً غَير مَسموح!





تَفحّص وجهها المِحمر،وهَذا شئ لم يَعهدهُ جُونغكوك مِن هِيلين أبداً،مُنذُ أن كَانت صَغيرة وهِي جَريئة،تُجيد اخفاء كُلّ مشاعِرة وتتصرّف بِجراءة وعكس أي شَئ يحدث داخلها،لكِنّه الآن،يراها مُراهِقة،تَجلس قُرب حُبّها الأول الذي يُغازِلها بِشكل غَير مُباشر.





هِيلين:ما اسمُك؟





جُونغكوك:جُيون جُونغكوك.






هِيلين:تَمتلِك اسماً مُثيراً أيضاً هذا رائِع.






ابتَسم نَحوها ورفع كَنفيه بِقلّة حِيلة ثُمّ نوّه:أَنتِ تُثارين سريعاً عِندما يتعلّق الأمر بي.





شهقت هِيلين بقوَة ونوّهت بصدمة:أَليس هَذا خَاطِئاً؟
لا يجب أن أُثار اتجاه مُديري في العَمل!





جُونغكوك:وماذا إن قُلت لكِن أن مُديركِ في العمل يُثار بِمجرد سَماع اسمكِ؟





هِيلين:مَا هو اسمي؟





ابتسم مُنتحباً مِن بلاهتها وربّت على فَخذيهِ مُردفاً:تعالي إلى هُنا.




بتردد قَد اقتربت مِنه حتى تمسّك بِخصرها وفرَق ساقَيها يضعها على فَخذيهِ،أراحت يدها على كَتفيهِ وتَأمّلتهُ كَثيراً،تَبدو ثَملة للغاية وعينيها خامِلتين لكِنها تصنع تَواصل بَصري مَعه،اقتربت كَثيراً حتى كَادت تنعدم المَسافة بَينها وجهيهما،تَلامست أنوفِهما وعلَقت هِيلين بِنبرة هَامِسة وهي تشعر بِأنفاسهِ ترتطم ببشرتها:ما هو اسمك مُجدداً؟





جُونغكوك:جُيون،جُونغ،كوك.





قطّع جُملتهِ بعدم تَركيز لِقربها الشديد مِنه،تنهيدَاتها البطيئة يسمعها بوضوح،عضّت على شَفتيها ونوّهت تستخدم صَوتها المُنخفض:حَسناً جُيون،جُونغ،كُوك،أتمنّىٰ ألا أنسى اسمك،حتى اتذكَرك جَيداً وابحث عَنك.





جُونغكوك:لا تُضيعي وقت في البحث،أنا هُنا قِطّتي،لَن أبرح مَكاني.





هِيلين:هَذا رائِع،أنا أُريدك هُنا.






يدها تعبث بشعرهِ والأُخرى تسير على صدرهِ،يديهِ تعتصر فخذيها أسفل تَنَورة عملها القَصيرة السّوداء،أنفاسهما واحِدة وينتظرها تأخذ أي خَطوة اتَجاههِ،وضعت شفتيها بِرفق على خاصتهِ وبِيُطئ شديد.




ابتَسم يُبادلها سَريعاً،وكَان أحياناً يَتوَقّف ويَتركها تُبادِر في تَقبيلهِ،أَخذت شِفاههِ العُلوية بِنعومة بين خاصّتها تمتصّها بينما هو كَان يُصارِع رَغبتهِ في مُطارحتها لكِن لا يُحب فِعل شَئ وهي لَيست واعية لَه،توقّفت عَن تَقبيلهِ لِوهلة وسَألت بِخمول وعَدم تَركيز:لكِن...مَهلاً ألست مُتزوّج؟





جُونغكوك:لَا عَزيزتي لَست كَذلِك،أنا مُتاح لَكِ دَائِماً وفي أي وَقت.





هِيلين:هَذا مُستحيل هَل فَقدت النّساء عُقولهِنّ؟





جُونغكوك:في الحَقيقة لَا،واحِدة فَقط هِي مَن فَقدت عَقلها وأَحبّتني بِجنون.





هِيلين:مَن هِي؟







جُونغكوك:أَنتِ.







هِيلين:مَن أنا؟







جُونغكوك:يَا إلهي.







ضحكَ بقوَة حتى شاركتهُ الضّحك ثُمّ اعتدلت في جَلستها على قدميهُ وشَابَكت أناملها خَلف عُنقهِ وتتَأمّله طَويلاً،كَان هَائِماً بِمِلامحها الثّملة،ابتسم ونوّه بِجدية:أَنتِ حَقّاً جَميلة.






اقتربت تُقبّل وجنتهِ سَريعاً ورددت:شُكراً لَك،سَيّد...







فكّرت كَثيراً بَعدما نَست اسمه لوهلة،لِتصعد يديهِ مِن فَخذيها ومررها على شعرها يَمسح عليه،نُزولاً حَتى شَفتيها،فَرّقهما وعينيهِ على ثَغرها،ضَغط على شِفاهها السّفلية وأنزلها قَليلاً ثُمّ علّق:لا أُصدّق أن بَعد كُلّ هَذا أَنتِ لازلِتِ هُنا،هَذا جُنون،أَنا سَأتزوّجكِ،رُغماً عَنكِ سَأَفعل.





اقتربَت مِنه كَثيراً وَسألت بِنبرة هَامِسة:مَاذا حَدث؟





جُونغكوك:ومَاذا لَم يَحدث؟





تفحّص مِقلتيها وابتسم بِحُزن يمسح على وجنتيهِا بِإبهامهِ وصرّح:كُنت أَتمنّىٰ أن أُذهِب عَنكِ كًلّ الذّكريات البشعة والمواقِف السيئة التي سَلبت مِنكِ سعادتك،سَلبت مِنكِ الآمان والرّاحة،أنا آسف عَزيزتي،آسف،وسَعيد أن الڤودكا قد انتزعت القَليل مِن ذِكرياتُكِ السّيئة،وَجعلتني أرى هِيلين الثّملة،غير المُبالية،المُتهوّرة،والتي تَجلس في حُضن حَبيبها ولا تَعلم مَن هُو حَتى.




اتَسعت ابتسَامتهِ أكثَر وهو يَراها مُشتّتة أَكثر بسبب حديثهِ الغَير مفُهوم،مدّت يدها تَكشف عُنقهِ ثُمّ اسقطت شفتيهِا عليهِ،حَبس أنفاسهِ بشدّة فَـ كَانت هَذهِ مرّة هِيلين الأولى،التي تُبادر بِها في أي شَئ،ضَيّق يديهِ على خَصرها يَعتصرهُ بقُوّة وأراح رأسهِ للخَلف،يتنفّس بِإهتزاز،وهو يَشعر بِثغرها السَاخِن على جِلد عُنقهِ.





توقّفت فَجأة وابتعدت تَتفحّصه طَويلاً ونوّهت وهي بَالكاد تستطيع فَتح عَينيها:لا أَعلم مَن أَنت،لكِنّك تُعجِبني كَثيراً،لا أفهم ماذا يَحدث لِي لكِنّي أُريدك أن تَكُون مُوجود دائِماً حَولي.






جُونغكوك:سَأَفعل،قُلت أنني سَأتزوّجكِ،لكِن حَتى لا أَكون قَضيبَاً مَعكِ،سَأمنَحكِ وقتُكِ،لَن أسلب مِنكِ هَذا أيضاً.


___________________



اسَتيقظت بِصعوبة وهي تَشعر بِصُداعٍ حَاد،ترَبّعت في سَريرها تتمسّك بِرأسها وتَأوّهت بِألم مُردفة:اللعنة مَاذا حَدث لِي!





نَظرت لِنفسها وعلّقت بِشرود:مَا الذي فَعلته؟





وَقفت عِندما شَعرت أنها تُريد التّقيّؤ بِقوّة ورَكضت للحَمّام،خَرجت بَعدما اغتسلت جَيّداً ومعدتها تُؤلمها مما شَربتهُ بالأَمس بِشراهة وهي لا تتذكّر أي شَئ،توجّهت للخِزانة تُغير ثِيابها،ثُمّ جَمّعت مَلابسها التي كَانت ترتديها قَبل واستنشقتها مُردفة بِإستفهام:جُونغكوك؟
لِمَ رائِحتهِ بِجسدي؟
اللعنة مَا الذي فَعلته!
تَبّاً لِي،فِكرة سَيّئة أن أَثمل ولا أحد حَولي.




تُريد الذّهاب لِعملها حَقّاً لكِن جَسدها يَتخَامَل للغاية مِن مُجرّد التّفكير بالأَمر،تنهّدت طَويلاً وَجلست على سَريرها بِشرود تُحاول التِقاط أي شَئ حَدث لها ليلة أَمس لكِن كل ما تتذكّره هو عودتها مِن العَمل وأخذها حَماماً مُنعِشاً وبعدها،كُلّ شئ مُهمّش وغير واضِح.




وَصلت لِهاتفها وعلّقت بِتعب:انظُري سُونغمِين أنا مُتعبة حَقاً الآن،رُبما سآتي مُتأخراً اليوم،أو رُبما لَن أفعل وأعمل مِن المنزِل،وافِني بِكل شئ وكأنني مَوجودة.




سُونغمِين:أمركِ سيّدة كِيم،لقد قُمت بِحجز التّذاكر سيّدتي.





هِيلين:أي تَذاكر؟






سُونغمين:تَذاكر الإجتماع الذي سيتم عَقدهِ في ألمانيا سيَدة كِيم.




هِيلين:أوه نَعم تذكّرت أحسنتِ عملاً،شُكراً لكِ.





أنهت المُكالمة وأراحت ظهرها على السرير تُحدق بالحائِط أعلاها،هِي حَقّاً لا تعلم عن أي اجتماع مًساعدتها تتحدّث لَكِنّها قامت بِمُجاراتها في الحَديث،زَفرت هواءها بِيأس وحرَكت جَسدها رُغماً عَنه وبَدّلت ثِيابها لِأُخرىٰ رِياضية،قررت إشغال وَقتها في شَئ صِحّي ومُفيد،أدركت أن ووشِيك وألاعيبه القَذرة هِي التي كَانت تُعطي لها دافِع يَومي للإستيقاظ.



لكِن الآن،بعد اختفاء جُونغكوك،انقطاعها لِفترة عَن يُونغي،مَوت تَايهيونغ،قد مَنحها الوِحدة والفَراغ،بعد انتهاء الكَوارِث التي تَحدث لِبقاء ووشِيك على قيد الحَياة،لا تَجد شئ يَجعلها تسعى لِقضاء يوم جَديد،رَفعت شعرها إلى الأَعلى ومَلئت ماء مُثلجة ثُمَ ارتدت حِذائها الرّياضي المُريح.




تُصفّي ذِهنها مِن كُلّ شئ تَاركةً حَبيبها يكاد يفقد عقلهِ في مَكتبهِ يضع هاتفهِ أمامهِ ينتظر اتصال واحدٍ مِنها،غير مُكترث لِعملهِ المُتراكم،لأي شئ فقط شارِداً في الهَاتِف وزُجاجة الڤُودكا التي عاد بِها مِن مَنزِلها.




دَخل الأَكبر عليهِ وضَيَق عينيهِ يَرمِقه ثُمّ سَأل بإستفهام:لِمَ بِحق الجَحيم لم تُسلِّم لِي مَلف القضيّة حَتى الآن؟





لم يُجيبهُ لأنَ عقلهِ كَان غائِباً للغاية وهو ينتظر مُحادثتها كَالمَجنون،دَخل الآخر وأغلق البَاب خلفهِ يتفحّصهُ ونوّه:ما الأَمر لِمَ تَجلِس هَكذا؟
وأمامك ڤُودكا؟
في مكان عَملك؟




جُونغكوك:لَم أَفعلها وأنا مُراهق ومُديري ووشِيك تنتظر مِنّي أن أَفعل هَذا الآن؟






يُونغي:إذا لِمَن؟






جُونغكوك:هِيلين.





يُونغي:هِيلين؟
هَل ذَهبت لَها؟






جُونغكوك:نَعم.






يُونغي:جَيّد إلى ماذا وَصلتُما؟







جُونغكوك:سَأتزوّجها.







يُونغي:وأَخيراً!
يا إلهي هَذا






جُونغكوك:أَخبرتُها مَا فاتها الأسابِيع الماضية،لكِن اكتَشفت،بعد شُربها الكَأس الثاني أو الثّالث،أنّها لا تتذكّر أي شَئ وهي تَثمل،ستتذكّر أننا تقابلنا لكِن لن تتذكّر مَا حدث بَيننا،ما أَخبرتها بِهِ.





يُونغي:هَل فَعلتما ما هو أَكثر مِن مُجرّد مُقابلة؟






جُونغكوك:لا،عَملياً هِي مَن كَانت تتحرّش بِي،عِلمياً كُنت أتوق لِهذا،لكِن لَم أَقدر على فِعل أي شئ وهي غَير واعِية لَه.





يُونغي:لَيس بِسبب رُجولتك الطّاغِية على شهواتك بَل بسبب أنّك خائِف،أنّه عِندما تستيقظ هِيلين،تَندم على الليلة التي قَضيتُماها مَعاً،هَل أنا مُخطئ؟





شَرد جُونغكوك في حَديثهِ بإنزعَاج ووضع هاتفهِ على الشّاشة يُخفيهِ مِن بَصرهِ ونوّه:سُحقاً لَن أهتم بَعد الآن،لَن أَذكر الأَمر لَها،بما أنّها لا تتذكّر،لَن أُذكّرها أنا،ولتذهب لِألمانيا للإجتماع وتَنسى أمري بالكامِل.





يُونغي:عَلى رِسلك يا رَجل،مرّتها الأولى في الكُحولّيات،لا تتسرّع،رُبما تذكّرت لكِن خَجلة.






جُونغكوك:هِيلين لا تَخجل،هَا هُو.






مَدّ لَه التّقرير وجَلس مرّة أُخرى بِشرود وحُزن،تنهّد يُونغي ووقف يَدنو سانِداً يديهِ على المَكتب ونوّه:لا تستسلم الآن،استعيدها،جُونغكوك واللعنة أَنت كُنت تطلب يَدها في مُنتصف حَرب ووشِيك الآن تَتركها؟





جُونغكوك:لا أَتركها لكِن...فَقدنا الكَثير حَقاً حَتى نصل هُنا،رُبما نَحتاج وقت لِنتعافى،أنا أتعافى بِها لكِن هي يجب عليها أن تتعافىٰ بَعيداً عَني،لِذا مَنحتها وقتاً.





يُونغي:كَيف؟






جُونغكوك:هِي سَتُغادر لِألمانيا نهاية هَذا الشّهر،لا أعلم مَتى ستعود لَكِن أتمنّىٰ أن يَكُون وقتاً كَافياً لِتُقرر عَرض زَواجي.





يُونغي:جُونغكوك زِفافي نِهاية الشّهر.






رَفع كَتفيهِ بقلة حِيلة حَتى علّق يُونغي بِنبرة مُهددة:تِلك الشّقية اللعينة إن لَم تحضر زِفافي سأقتلها.





خَرج يُونغي بِغضب ليجلس جُونغكوك بِيأس وَهمس بِحزن:أرجوك أطلب مِنها البَقاء لَن أتحمّل رَحيلها هِيونغ.





دَخل يُونغي مَكتبهِ ثُمّ التَقط مِفتاح سيّارتهِ يُغادر مَكان عَملهِ،حَازِماً على أن يُصلح وَضع ليس مِن خَطأهِ،بسرعة فائِقة قَد وصل لِمنزلها وترجَل يَطرق على بابِها،فَتحت الباب واتّسعت عَينيها مُردفة بإبتسامة متعجبة:يُونغي؟





يُونغي:اسمعيني أيتها الشّقية الخَبيثة إن






قاطعت جُملتهِ بقفزها بِسعادة عليهِ تُعانقهُ بِقوة،رَقّ قَلبهِ للغَاية حَتى بادلها للعِناق يمسح على شعرها وتَناسى كُلّ شئ وعلّق مُجدداً:هَل كُنتِ بِخير؟





ابتعدت وسحبتهُ للدّاخل ثُمّ جَلسا قُرب بَعضهما ونوّهت:اشتقتُ لَك أنت ومِينجي كَثيراً.





يُونغي:فَقط؟
أنا ومِينجي فَقط؟






صمتت قَليلاً وهزَت رأسها بالنّفي مُجيبة:كَيف حالهِ؟





يُونغي:جُونغكوك الطّبيعي،عَاد لوضعهِ،المُحقق جُيون الذي يَسهر في مَكتبهِ يحلّ ألغاز القَضايا ويجد مُتعتهِ في الذّهاب لِمسارح الجَريمة ليلاً وإنهاء الجَرائم المَفتوحة.





ابتَسمت بِإنكسار وأراحت رأسها مُردفة بِشرود:هِيلين ذُات العِشرين عاماً سَتُصدم عِندما تعرف سبب تسلل الأُستاذ جُيون الذي تُراقبه عبر نافذتها.




يُونغي:هِيلين ذَات السابعة والعِشرون عاماً الآن تَعرف كُلّ ما يَدور في عَقل الأستاذ جُيون قبل أن يتحدّث حَتى.





هِيلين:أنا أَفعل،مَر وَقت طَويل حَقّاً على رؤيتهِ.





يُونغي:تظُنّين هَذا،لكنّهم فقط ثلاثة أسابيع.






هِيلين:واحِد وعِشرون يَوم،بما يُعادل خمسمائة وأربعة ساعة لَم أراه بِهم.





يُونغي:سُحقاً.






هِيلين:نَعم اشتَاق له كَثيراً،رُغم أنّ شِجاراتنا كَانت تَمنعني مِن إدراك كَم أنا أُحبه.





يُونغي:إذاً أنتِ تَظُنين،أن البُعد جَيد في عِلاقتكما؟





هِيلين:بالطّبع،على الأَقل يَمنحنا وقت لِننسىٰ كُل ما حدث،التّعافي يُونغي،وأيضاً،سيجعلنا أقوىٰ،سَيُعطينا الوَقت الفُرصة لِنعود كَأشخاص عاديين نَمتلك عَمل،حَياة رُوتينية لعينة،إنه الوَقت،أنا حَقاً أُريد رُؤيتهِ أُريد مُعانقتهِ أريده حولي حَقاً لكِن هذا سئ للغاية الآن،عِندما سأذهب لِألمانيا،لن أستطيع أن أتحجج بِرؤية مِينجي،لَن أتحجج بِرؤيتك،لن أتحجج بالقضية كَي أتأمّله،سيَكون بَعيداً.





يُونغي:تَبَاً حديثكِ مِثله،هَذا يعني أنّكِ لن تحضري زِفافي؟






هِيلين:صدّقني سأفعل كُلّ ما بِوسعي كَي لا يكون سفري مُتعارض مَع يَوم زِفافك.






يُونغي:ثلاثتنا نَحتاجُكِ في يوم كَبير كَهذا.






هِيلين:أعلم يُونغي بالطَبع،إنّه يومك أنت ومِينجي وأخيراً،سَعيدة أنّه سيكون لدينا زِفاف بعد كُلّ ما مررنا بِهِ الفَترة المَاضية،والآن تَخلّصنا مِن ووشيك ونحن أوشكنا على التّخلص مِن جِي يُون،كُلّ اللعنات حَولنا،لِنعش حَقاً،الحَياة التي نستحقها.




أومئ يُونغي يتّفق مَع كَلامها وكَاد يَتحدّث إلا بِهِ يَلتقِط كَأس صَغير مُنذ ليلة أمس مَوضوع على الطّاولة التي أمامهما وعلّق بعدما استنشق رائِحتهٍ:ڤودكَا؟
هَل تشربين؟




هِيلين:يا إلهي يُونغي تَجربة قذِرة لن أفعل هَذا مُجدداً!





يُونغي:نَوعها نَظيف للغاية مِن أين عثرتِ عليها؟






هِيلين:حَانة الفُندق،لِمَ أشعر أن هُناك شخصاً مَا سألني هَذا السُؤال مِن قَبل؟
على أية حَال،أخذت هَذا الكَأس مِن الفُندق وقيل لي أنّه للڤودكا،شربت كَأساً واحِداً وبعدها ذَهبت للمنزل.



يُونغي:مَهلاً أنتِ عُدتِ للمنزِل ثَملة؟





هِيلين:هَذا ما لا أتذكّرهُ حّقاً!
لا أعلم هَل ذّهبت للمنزل مَع سائقي أو بِسيّارتي،لا أتذكّر أي شئ مُنذُ خُروجي مِن الفُندق.



يُونغي:اللعنة حَقاً!





هِيلين:لِماذا ما الذي حَدث!






يُونغي:لـ لا فَقد فكّرت أنهُ كَان مِن الممكن أن تتعرضي لِحادث وأنتِ تَحت تَأثير الكَحول!




هِيلين:لَن أفعلها مُجدداً أقسم لَك!
أَخبرتك أنّها فِكرة سيئة!




تنهّد عِندما أدرك أنّها لا تَعرف أنّها قَابلت جُونغكوك بالأَمس،وعَرض عليها الزّواج حَتى،ردّد مُنوّهاً يُذكّرها بِشكل غَير مُباشر:فَقط أَقول أنّ لا بَأس في الثّمالة،لكِن اجعلي ذَهنكِ يعتاد على التذكّر.





هِيلين:كُنت أتمنّىٰ إن كَان السّيد جُيون رِفقتي وَقتها،كَان مُتحمّساً للغاية لِرؤيتي ثَملة للَمرّة الأولى لكِنّيّ فَعلت هَذا بِمفردي،لا أَعلم إن كُنت أُريد أن أَغدو وَحدي،أَم فَقط اتصنّع هَذا.





يُونغي:جُونغكوك مُتواجِد دَائِماً،لَم يَذهب إلى أي مَكان،سَينتظركِ،الذَهاب إلى ألمانيا في هَذا الوقت،فُرصة رائِعة لَكُما،ستتحسّن نفسيّتكما،ستنسا كُلّ ما مررتُما بِهِ،فَقط أُريد مِنكما أن تُفكرا بالمُستقبل الذي قد يَجمعكما مَعاً.




ابتَسمت وأومأت بقوّة ثُمّ أراحت رأسها تُحرك جَسدها نَاحيتهِ وأردفت:حَدّثني عَن زَفافك،لقد حدَثني أحد المُنظمين في الفُندق أنّك بالفِعل قَد رتّبت المَوعد،هَل كُل شَئ يَسير على مَا يُرام؟





يُونغي:نَعم،كُلّ شئ جَيّد إلى حَدٍ مَا بَغض النّظر أنّ مِينجي حَقّاً مُتوتّرة للغاية.





هِيلين:هَذا طَبيعي بَحق،ستتزوّج مِن حُبها الأول هَذا رائِع.





يُونغي:أَنتِ مَن أرسل لَها الفُستان صَحيح؟






هِيلين:تَبّاّ أَنت ذَكي أردت اخبَارها في وقتٍ لاحِق،نَعم،قُلت مُسبَقاً أن لديّ عِلاقات،مِينجي قَد أخبرتني أنّها تُريد تَصميم مُعيّن وفَريد مِن نَوعهُ وأنا فَقط عَثرت على ما تُريده،لدي مَقاساتها،مَقاس حِذائها،كُل شَئ.





يُونغي:كَادت تَفقد عَقلها عِندما رأت الفُستان كَادت تنام وهي ترتديهِ.





قَهقهت بِقوّة وأجابت مُتنهّدة:يا إلهي هَذا شُعور جَيَد،كَان يُروادني القَلق ألا يُعجبها،لقد جَهزت لَكما جِناحين لديّ في الفُندق،كَبير ومُجَهز،فقط كُلّ ما يَجب عليكما فِعله هو نَقل ثِيابكما وكُلّ احتياجاتُكما قبل يَوم الزّفاف حَتى لا تَكونا مُتوتّرين وفي عَجلة مِن أمركما.





يُونغي:أَنتِ رائِعة،شُكراً لَكِ حَقّاً.






هِيلين:أنا أُساعدك أَخي وأُختي في لَيلة زِفافهما.






ابتَسم ومَسح على يَدها بِلطف ثُمّ التقطت عينيهِ ساعة يَدهِ يُحدّق بالوَقت وعلّق سَريعاً:اللعنة لديّ قَضية مَع جُونغكوك الليلة،يَجب عليّ الرّحيل.





هِيلين:قُد بِسلام،وحَظّاً مُوفَقاً.





همهم ثُمّ وقفا مَعاً وسَارت بِهِ هِيلين اتجاه البَاب وعانقها يُونغي بِقوّة مُردفاً:كُوني بِخير وتجَهّزي لِزفافي فهمتِ؟
وحَاولي أن تتذكّري مَاذا فَعلتِ أثناء ثَمالتُكِ.




هِيلين:لا أَعلم لكِن ثِيابي بِأكملها بِها رائِحة جُونغكوك لكِنّي لا أتذكّر أنّه كَان مَوجوداً حَتى،إما أنني متوهّمة لِأنني أشتاق لَه،إما حَدث شَئ،لَكِن جُونغكوك لن يَختفي بِهذهِ الطّريقة،لا أعلم،فَقط لَا أعلم،أتمنّىٰ أن أتذكّر عَمّا قَريب.





تنهَد طويلاً وهَمهم مُبتداً ثُمّ لَوّح لها يَرحل مِن أمام عَينيها ودَخل سَيّارتهِ،ابتسمت هِيلين بِشرود ودَخلت مَنزلها مَرّة أُخرى،اسَتلقت على الأَريكة وتمّسكت بِهاتفها،فتحت مُجلد الصّور تَعبث بِهِ ثُمّ توقّفت تتأمّل صَورها مَع جُونغكوك.




زَفرَت هواءها بإهتزاز وحرّكت أصبعها يساراً تُشاهِد صُور لَهما أَكثر،قلبها ينفطر حَقاً وهي تِشاهِد ابتسامة حبيبها الواسعة برفقتها،يُعانق جَسدها ويقُبل وجنتها وهي تَشعر بأنّها تسمع صَوت ضحكاتهما مَعاً.




فَجأة،ظَهر اسم مِينجي بالأعلى،اتصالها قد جَعل الهاتف يهتزّ بيد هيِلين التي اعتدلت في جَلستها وعلّقت:مَرحبَاً مِينجي.





مِينجي:فَقط أَردت إعلامُكِ،شُكراً لكِ على الفُستان،هَذا تماماً ما أُريدهُ،لا أَمتلك طريقة لِرد أي شئ تفعلينه لِي،أنا فَقط شاكِرة لجُونغكوك،شَاكِرة لِحبّهِ لكِ الذي أعادكِ لِحياتنا مِجدداً،شَاكِرة لِجونهو الذي جمعنا ثلاثتنا بشكل غَير مُباشر.




اغرورَقت عَيناي هِيلين بالدَموع ووضعت الهاتف أمامها على الطّاولة تُخفض صَوت شَهقاتها بسبب تأثّرها الشَديد لِكلمات صَديقتها الذي فُزِعت مُردِفة:يا إلهي هِيلين هَل تَبكين!
أحذرّكِ إن استمرّيتِ في البُكاء!
سَأبكي خلفكِ!




هِيلين:آسـ آسفة أنا حَقاً حَساسة هذين اليَومين لكنّي بِخير!




قالتها بشكل مُتقطّع وسُرعان ما سمعت صوت بُكاء مِينجي ونوّهت بِصدمة:مِينجي مُستحيل!




كانتا تَبكيان بِشدة حتى علّقت مِينجي بِنبرة باكية وهي تفرّك أنفها بالمَنديل الورقي:هَل تأتين للبقاء لديّ اليَوم!





هِيلين:مَاذا عَن يُونغي!






قالتها هِيلين بِذات الطّريقة الباكية التي تتحدَث بِها مِينجي لِتردف الأُخرى:سيَبقى اليوم مَع جُونغكوك لديهما قضيَة هامّة للغاية لن يعودا اليَوم!




هِيلين:يا إلهي هَذا رائِع!





مِينجي:نَعم كَاللعنة!






تَزايد بُكائَهما حَتى وقفت هِيلين وجففت أنفها الذي كَان يسيل مِن شدّة البُكاء وصرّحت:سَأبحث عن زُجاجة الڤودكا التي أضعتها وسآتي لكِ في الحَال!





مِينجي:لِنثمل يا فَتاة!
إلى اللقاء!






انهت هِيلين المُكالمة بِأعين مُنتفخة مِن كَثرة الدّموع ثُمّ صعدت إلى الأعلى بعدما أعطت خَبر للسّائق الخاص بِها أنَها سَتخرج،غَيّرت ثِيابها لِأُخرى خفيفة،مُتمَثلة في شورت رِياضي قَصير،وقَميص فِضفاض،كَونها سَتذهب مِن مَنزل إلى مَنزِل صَديقتها،لا دَاعي لِتَكون أنيقة،حَتى جُونغكوك لَن يَكُن هُناك.





رَفعت شَعرها إلى الأَعلى ووضعت هاتفها في جَيبها ورشّت عِطرها المُميّز،ثُمّ ارتدت حِذائِها إلى الأسفل ونزلت إلى الأَسفل عَازِمة على العُثور على زُجاجة الڤودكا التي تَجهل مَكانها مُنذ الأَمس،فَقدت الأَمل وتَراجعت مُتوجّهة لشُرفة المَنزل،سَحبت بَاب المَنزل وأغلقته وتحرّكت مُسرعة للسيّارة.

___________________


طَرقت على باب المَنزِل حَتى فَتحت لَها الأُخرى وعلّقت بِسعادة:هِيلين!




تعانقتا بِقوّة ثُمّ سَحبتها للدّاخل لِتشهق هِيلين ونوّهت بِتفاجئ:المَنزِل رائع بَعد انتهَائِهِ!





مِينجي:صَحيح؟
يَبدو مُثالي للغَاية،لم يَبقى شَئ،فَقط نَحن نبقى بِهِ لِنعتاد عليهِ قبل أن ننتقل بِشكل رَسمي نِهاية الشّهر.







هِيلين:هَذا مُريح حَقّاً،مُبارك لَكما.







مَسحت هِيلين المَكان بِعينيها تَبحث عن أي شَئ يَخصّه بالصّدفة،رُغم أنّها تَعلم أنّه لَن يَكُن هُنا،في مَنزل شَقيقتهِ الجَديد مَع زَوجها،اقتربت مِينجي نَحوها وصَرّحت:لا يَعيش مَعي بالطّبع.





هِيلين:مَن تَقصدين؟






مِينجي:جُيون جُونغكوك.






هِيلين:بالطّبع لا يَعِيش هُنا،في مَنزلكِ القَديم.






مِينجي:لا يَعيش هُناك أيضاً.






هِيلين:أين إذاً؟






مِينجي:في مَنزل قد اشتراه مُنذ أن استعاد بَصره.







هِيلين:مَاذا؟
هَذا حَقّاً غَريب لَم يُخبرني،ألم نَكُن وقتها مَعاً؟






مِينجي:مَنزل زَواجكما.







أَظلمت مَلامحها ثُمّ جَلست مُتنهّدة طَويلاً وعلّقت:سَيمرّ شهر عَلى آخر مَرّة قد قابَلت السّيد جُيون.






مِينجي:لَم تتقابلان بالأَمس؟





هِيلين:لا،لِمَ سَنفعل؟







تعجَبت مِينجي مِن شَقيقها الذي رَحل يوم أَمس لِمقابلة عَشيقتهِ التي تَقف أمامها الآن تَنفي رُؤيتها لَه،تَراجعت سَريعاً ونوّهت:لا شَئ،فَقط ظَننت هَذا.







هِيلين:يَبدو أنّه مَشغول،لَقد عَاد للعَمل رَسمياً،وكُلّ اللعَنات تَوقّفت أَخيراً،في النّهاية هو يُحبّ ما يَفعل،يُحب البَقاء ليلاً في المَكتب،لَقد حُرم مِن لذّة عَملهِ لِسبع سَنوات تَعلمين.






مِينجي:سَاعَدتهِ في استرجَاع بَصرهِ،عملهِ،قوّتهِ،كُلّ شئ.






ابتسمت بِشرود وهَمهمت ثُمّ وَقفت بِحماس مُردفة:عَلينا أن نَفعل كُلّ شئ أردتِ فِعله!
لِنصنع قائِمة أُمنيّاتكِ!





مِينجي:تَبّاً هَيا!







جَلستا على الأَريكة وفتحت هِيلين هَاتفها تدخل على تَطبيق المُلاحظات وعلّقت:واحِد،مَاذا تُريدين؟






مِينجي:الزّواج مِن حُبَي الأول.







هِيلين:نَعمل على هذا بالفِعل،إثنان.







مِينجي:أفَعل شئ غَير قَانوني.







هِيلين:استيقظي مِينجي عَزيزتي زَوجكِ مُحقق.






مِينجي:تَبّاً صَحيح،حَسناً،أنا مُملة لِلغاية يا إلهي،لا أَعلم.







هِيلين:يَكفي لليوم،لكِن حَتى ليلة زِفافكِ،سَأُحادثكِ يَومياً،لِأكتب لكِ على الأَقل أُمنيّة،ونفعلهم جَميعاً في يومٍ واحِد.





مِينجي:اتّفقنا!
لَحظة لديّ شئ!
لِنذهب لِنلتَقط صَورة لَنا جَميعاً.






هِيلين:هَذا لَطيف حَقّاً مِينجي.







مِينجي:لديّ مُفاجأة لَكم جَميعاً.









هِيلين:مَا هِي؟





قَبل أن تتحدّث مِينجي قَد سَمعا صوت البَاب يُفتح،ظَهر مِن خَلفهِ يُونغي وجُونغكوك،شَهقت هِيلين وركَضت إلى الأَعلىٰ بَينما مِينجي قَد توتَرت مَكانها حَقّاً،لم تتوقّع أن يَأتي زَوجها وشقيقها اليَوم وتَعلم أن الأُمور بَين جُونغكوك وهِيلين مُتوتّرة قليلاً ولتغيّر مِن مِزاج صديقتها قَد دَعتها لِتقضي الليلة مَعها لَكِن وجودُهما لَم يَكُن في الحُسبان.





لَم تتوقّع مَجيئهما اليَوم وعلى أساس هذا،قَد أتت هِيلين التي تَقف بالأَعلى تُراقِب حَبيبها بالأَسفل ويدها على أيسرها،خَلع سَترتهِ وضَيّق عَينيهِ مُردفاً:هَل هِيلين كَانت هُنا؟




مِينجي:لِـ لِمَ تَقول هَذا جُونغكوك؟





جُونغكوك:لا أَعلم،لا أَحد يَضع هذا العِطر غَيرها،وهيلين حَقّاً تُغرّق جسدها بِهِ أَكاد أفقد أنفاسي مِن الإختناق.






هِيلين:أيها القَضيب اللّعين!






هَمست بِها وهي تُشاهده يَستلقي على الأَريكة التي تَركت عليهِ هَاتفها،اتَسعت عَينيها عِندما التَقطه وفُتح تِلقائياً بِسبب وجهه الذي تعرفَ عليهِ الهاتف وفتحه لِأجلهِ،وجّهه لِمينجي وعلّق:ماذا بِحق الجَحيم؟






نَظرت مِينجي لِيونغي وأشارت لَه بإتجاه أعلى حَتى فَهِم تِلقائياً واقترب هَامِساً في أذنها:اصعدي وأحضريها،ماذا هل سَتعود لِمنزلها طَيران؟
لا مَجال.





تنهّدت بِأسى على صَديقتها وصرّحت بِتذمّر:تَبّاً لَكما حَقَاً أفسدتما الليلة لَنا!






بِمجرد صُعود مِينجي قد تراجعت هِيلين ونَفت بِرأسها هَامِسة:لا تَفعلي هَذا بِي أرجوكِ أبدو قَبيحة كَاللعنة!






رَفعت مِينجي كَتفيها بقلة حِيلة حتى رَكضت هِيلين للحَمام ولا تَعلم أن جُونغكوك قَد تَرك يُونغي مُهرولاً لِسيارتهِ أمام أعين الأَكبر الذي انفجر ضاحِكاً ثُمّ وصل لِلسيارة وجلس داخلها يُخرج فُرشاة شَعر يُسرّح خُصلاتهِ المُبعثرة،وغَمر نفسهِ في العطر وعدّل ثِيابهِ.





نَظر لِنفسهِ في المِرآة وتفحّص ذاتهِ ثِمّ تصنّع تعابير بِاكية وصاح:يَا إلهي مِينجي لِمَ لم تُخبريني!







خَرج مِن السيّارة وَدخل إلى المَنزل مُجدداً وسَأل بنبرة هَامِسة:أَين هَي؟






يُونغي:رُبما تَفعل مَا فَعلتهُ أنت للتو.







جُونغكوك:كَيف أبدو؟







يًونغي:تُريد الصّدق؟
مُرعب.






جُونغكوك:ذكَّرني أن اعترض على زواجكما في الزّفاف.





بينما في الأَعلى،هِيلين كَانت تَقف أمام المِرآة في غُرفة مِينجي واسدلت شَعرها وبعثرتهِ قليلاً ونوّهت وهي ترمق هالاتها أسفل عينيها:يا إلهي أبدو كَمُدمنة هَاربة مِن مَصحّة!




مِينجي:كَفاكِ هراءاً،جُونغكوك قد رأى كُلّ حالة أنتِ عليها بِالفِعل،فَقط تَصرّفي بطبيعية،هَيا اللعنة عليكِ زَوجي جَائِع بالأسفل!





هِيلين:سُحقاً لَكما.






نَزلتا مَعاً وتوقّفت هِيلين عِندما وَقعت عَينيها على جُونغكوك الذي كَان تأملها بِشكل قد أربَكها،لقد أُحرجت للغاية مِن شكلها الطّفولي الذي عَكس شَخصيتها تماماً لا تَعلم أنّه عشَق مَظهرها،تختبِئ خَلف مِينجي بِخَجل ثُمّ ابتسمت بِتوتَر ونوّهت:مَرحباً.





يُونغي:مَرحباً هِيلين مَرَّ وقت طَويل على رُؤيتكِ.






هِيلين:يا لِسخريتك يُونغي لَم أَكُن أعلم أنك سَتكون هُنا اليوم عَلى حَدّ عِلمي جُيون مِينجي سَتبقى بِمفردها اليَوم.





رَمقت هِيلين مِينجي بِملامِح قَاتِلة ثُمّ عَلّقت:قُلت أنّكما ستأتيان غَداً.




يُونغي:لقد أنهينا القَضّية الصَعبة،ذَهبنا لِمسرح الجَريمة وكُنا سَنعود لِلمكتب لِنستَكمل عَملنا لكِن ظنّنا أنّ الحَياة لَيست عَمل فَقط صَحيح؟






جُونغكوك:لَيست قَتلة وسَفّاحين وجَثماين نَنتظر تَقريرها ووقت وفَاتها.






مِينجي:حَسناً لا بَأس،لَقد حَضّرت لَكما طَعام وكَان سيَأخذه السّائِق لكُما،لكِن بِما أنّكما هُنا،ستتناولان العَشاء مَعنا.





ابتلَعت هِيلين رِيقها وعِندما وَقفت مِينجي قَد قالت سَريعاً:أَين ذَاهِبة!





مِينجي:المَطبخ هِيلين ما خَطبكِ لقد أخفتني.






هِيلين:لا شئ فَقط أُريد أن أُساعدكِ.







مِينجي:لا عَزيزتي يِمكنكِ الجُلوس أنا لا







هِيلين:ومَا أدراكِ أنتِ بالطّبع تُريدين مَساعدة هَيا!






قالتها هِيلين بِنبرة عالِية وسَحبتها مِن يدها تَركض بِها نَاحية المَطبخ حَتى ضَحك يُونغي بِقوّة وعلّق:مَا بِها تِلك المَجنونة!






جُونغكوك:هَذهِ هي هِيلين عِندما تَكُون مُتوترة.







تنهّد وربّع يديهِ يُريح رأسهِ لِيردد يُونغي بِتعجَب:هَل تَعيش داخل عَقلها؟






جُونغكوك:لا،لكِنّها تَكون صاخِبة بِشكل مُريب حَتى تُخفي ارتِباكها،لِذا إن صَرخت وتجمَّع جِيرانكم الحديثين على صَوتها لا تستعجب.




يُونغي:هِي مُتوتّرة بِسببك.






جُونغكوك:إما هِي مُتوتّرة لِأنّها تذكّرت ما حَدث بَيننا بالأَمس،إما هِي فَقط مُتوتّرة بسبب هرمونَاتها،وفي عَقلها هذهِ مرّتها الأولى في رُؤيتي بَعد ثلاثة أسابيع.






جُونغكوك كَان يَتحدّث بِهدوء وأعين مُغلقة حَتى صرّح يُونغي بِإستفهام:مَاذا حَدث بَينكما أمس؟





جُونغكوك:لَيس مِن شَأنك هِيونغ.







يُونغي:تَتعاهَران؟







جُونغكوك:أريد إعادة أنفك في وَجهك لِأنّها أصبحت تتدّخل في حَياتي كَثيراً،أليست صَديقتك اذهب واسألها،حتى أنَّك ذَهبت لَها صَباحاً،اللعنة عَليك وعَليها.





يُونغي:سَأتزوج شَقيقتك لَن أتزوّجها هَدّئ مِؤخرتك.





بينما في المَطبخ كَانت هِيلين تتحرّك بِعشوائية وتَفعل أي شَئ أمامها حَتى تنهّدت مِينجي وعلّقت:لِمَ تُقطّعين الخِيار هِيلين هذا لا عِلاقة لَه بطَعام اليوم.





هِيلين:آوه...آسفة.





مِينجي:هَل أنتِ حَقّاً مُتوتّرة مِن جُونغكوك؟






هِيلين:نَعم!
واللعنة نَعم!
لَم أُهيّئ ذاتي كِفاية لِرؤيتهِ اليَوم!






مِينجي:هِيلين إنّه أخي،لَن تتجنّبيهِ إلى الأبد،أنتِ صَديقتي وصَديقة يُونغي،لا مَفر،فَقط تَعاملي بِطبيعية تَبدين خارج عقلكِ تَماماً.





هِيلين:يَا إلهي تعتقدين هَذا؟






مِينجي:نَعم،ومتأكِّدة أنّه لاحَظ هَذا.






التَفتت هِيلين ورَمقتهُ طويلاً مِن خِلال المَطبخ المَفتوح المُطل على غُرفة المَعيشة واردفت بِشرود:يَبدو مُثير اليَوم،يا إلهي،رُبما لِأنّه لم يَتحدّث كَثيراً،عَينيهِ،عَينيهِ بِحق عِندما يَتحدَث بِهما،اللعنة،هدوءهِ جَذَاب للغاية.





مِينجي:لا أُصدق أنني أسمع هذا الكلام المَهووس مِن امرأة على أَخي،لا لَحظة أُصدّق،سَمعتهُ مِن سُوهي قَبلاً.





التفتت هِيلين بِبُطئ ناحيتها وعينيها كَانتا تُحدّق نَحوها كَالقَاتلة المُتسلسلة حَتى رَفعت السّكين في وَجه مِينجي وعلّقت بِنبرة هادِئة مُخيفة:إن كُنتِ شُجاعة كِفاية اذكُري اسمها مُجدداً!






مِينجي:لَست كَذلِك آسِفة!






هِيلين:إياكي ودَعوة هذهِ الشّمطاء السّافلة الزّفاف!






مِينجي:لم ولَن أفعل هَذا صدَّقيني!






أنزلت السّكين بِبطئ وصرّحت:تَبّاً لِـ آل جُيون،اللعنة مَصدر آلام مُؤخرة!





خَرجت هِيلين مِن المَطبخ بعدما أخذت الصّحون ورَمقت الأُخرى بِحدّة،ابتلعت مِينجي رِيقها وسارت خلفها،وَضعتا الطّعام على الطّاولة وَكانت مِينجي تَرمق زَوجها بِخوف وعادت هِيلين للمَطبخ لِيُردف يُونغي سَريعاً:مَا خَطبها هذهِ المَختلة؟





جُونغكوك:تَبدو غاضِبة،مَن ستَقتل؟






مِينجي:أنا،وشَخص لا أُريد ذَكره،أنا خائِفة.






جُونغكوك:لِمَ ذكرتِ سُوهي بَينما أنا حَتى لا أتذكّر مَلامِحها جَيَداً؟





مِينجي:لَم أَقصد هَذا!






عَادت هِيلين ووضعت باقي الصّحون على المائِدة ونوّهت:تفضّلوا.





وقفا الأثنان حَتى تَجَمّعوا أربعتهم على الطّاولة وَقبل أن يبدأوا قَد علّق يُونغي:هَل هُناك أي نَبيذ أو ڤُودكا هُنا؟





ارتعشت يد هِيلين لوَهلة ورَفعت رأسها وكَادت تتحدّث حَتى قال جُونغكوك:لا أَظُن أنّ هذهِ فِكرة جَيّدة،وأيضاً سَيتوجّب عليّ القِيادة،لِذا...






قال جُونغكوك ونَظر لِيونغي يُحرك رأسهِ بِإتّجاه هِيلين لِيفهم سَريعاً وعلّق:نَعم فِكرة سَيئة.






زَفرت هِيلين هَواءها بِراحة وأَكملت طَعامها ثُمّ اعتدلت في جَلستها قَليلاً وتَمكّنت مِن مُراقَبة جُونغكوك الذي يَجلس أمامها يَأكُل،شَردت بِهِ قليلاً وبَدأت وَمضات في عَقلعا تُهاجِمها؛




'أنا أُحبّكِ للغاية،أنا هائِم بِكِ'



'جُيون،جُونغ،كوك'



'أنتِ تستحقّي الإنتظار،سَأنتظِر حُبّكِ'



'صَوتُك مُثير،هَادِئ،مُتّزن،جَذّاب للغاية'



أتىٰ مَشهد وكَأنّه مَرّ أمام عَينيها وهِي تَجلس عَلى فَخذيهِ تُقبّله نَزولاً لِعُنقهِ وتَفتح أزرّة قَميصهِ لِتشهق بِصدمة واضِعةً يديها على ثَغرها وعينيها المُتّسعتين على جُونغكوك،توقّف عَن تَناول طَعامهِ ورَمقها يَفهم ما خَطبها حَتى توسّعت مِقلتيهِ تَدريجياً،وَقفت هِيلين سَريعاً وَركضت إلى الأعلى مُتجَاهلة نَداءات مِينجي.






نَهضت وسَألت بِصدمة وهي تُحاول فِهم مَا يَجري مُردفة:مَا الذي يَحدث جُونغكوك!





جُونغكوك:لَقد تَذكّرت!






صَفع رأسهِ بالطّاولة أمامهِ وغَرز أناملهِ في خُصلات شَعرهِ حَتى اقتربت أَكثر ونوَهت:مَاذا تَذكَرت!





يُونغي:أنّها أوشكت على مُضاجعتهِ وهي ثمِلة بالأَمس!






مِينجي:هِيلين ثَملت!





يُونغي:وبِڤودكا.





مِينجي:مَا اللعنة!





جُونغكوك:سُحقَاً هل تَبدو مُتفاجِئة أم نَادِمة!
يا إلهي قَلبي يَتحطّم!




يُونغي:فَقط فَليُخبرني أحد،مَن نَحن لِنروّض هؤلاء الأطفال البَائكبين طوال الوَقت!
اصعدي لِتلك الشَقية اللعينة بالأعلى وأنا سَأقتل هَذا الوَغد هَيا!





صَعدت مِينجي حَيث هِيلين بَينما جُونغكوك قَد رَفع رأسهِ وعلّق بِإنزعاج:أُريد حَفر أرض وأدفن نَفسي دَاخلها ويَقوم أحد بَوضع التّراب أعلاي.






يُونغي:لَقد أعجبَكَ عُهرها كُفّ عن التّمثيل.







جُونغكوك:وهَل هِيلين سيُعجبها عُهرها؟
إن رأيت مَلامح النّدم على وجهها سَأقتلها وأَقتل نَفسي وننتهي.





يُونغي:صَدّقني سَتوفّر عليّ الكَثير.






بينما في الأُعلى هِيلين كَانت تَصرخ بِإنِهيار وتَصفع رأسها في الجِدار بَينما مِينجي قد كَانت تَجلس على السّرير تَرمقها بِهدوء حَتى استَكنت هِيلين بِشعر مُبعثر وَجلست أرضاً تَبكي بِصمت،اتسعت عَيني مِينجي وتوجّهت نَاحيتها مُردفة:هِيلين هل أنتِ تَبكين بِحق الجَحيم!
لا تُكبّري مِن حَجم الأمر في رأسكِ لقد كَان حَبيبكِ!






هِيلين:لَا يُمكنكِ التّخيل كَم كُنت عاهِرة وَقتها يا إلهي مِينجي لقد تَعاهَرت عليهِ كَالكَلبة المُثارة أين أذهب مِنه الآن!
كَيف يَراني بَعد هَذهِ الليلة!




قالتها بِنبرة باكية ودَفنت رأسها في سَاقيها حَتى اقتربت مِينجي مِنها أَكثر ونَفت بِرأسها بِقوّة وردّت:مُستحيل هِيلين هو يُحبّكِ للغاية!
هو يَعلم أن أياً كَان مَا فَعلتهُ بالأَمس كَان لَه لِأنّكِ واقِعة بِحبّه،لَن يُفكَر بِهذهِ الطّريقة أبداً.





هِيلين:لكِ أن تتخيّلي أنني فَقط تذكَرت شيئاً واحِداً،لا أعلم ماذا فَعلت بِقيّة الليلة،إن تذكّرتها حَقَاً سَأقتل نَفسي،مَاذا إن ضَاجَعته أنا!
جُونغكوك لا يُحب أن...يا إلهي!
كَم أنَا عاهِرة سافِلة!





تَزايد بُكائها لتتنهّد مِينجي وجَلست بِجانبها تُريح رأسها على الحائِط ونوّهت:لطالما تَمنّيت أن زوجة جُونغكوك عاقِلة لِتُعيده لِعقلهِ فقدته هِي الأُخرى.





هِيلين:عاهِرة!






مِينجي:قُلت عاقِلة بحق الجَحيم عاقِلة!
سُحقاً أقلق بِشأنكما أَكثر مِن قلقي على زِفافي!
عَشر دَقائِق،إن لَم تنتهي مِن تخيّلاتكِ الغَبية هذهِ انزلي إلى الأسفل،اكملي طَعامكِ تبدين كَخيال المَآتة في الحُقول.



وَقفت وخَرجت بَينما هِيلين قَد مَسحت دُموعها والتَقطت هاتفها تُحادِث سَائِقها،لم تحصل على إجابة مِنه لِتلعن حَظّها ونهَضت مُتوجّهة للحَمّام،غَسلت وَجهها بِقوّة ووضعت مَاء على شعرها المُبعثر بِشكل مُخيف تماماً كَما وَصفتها مينجي.




فَتحت البَاب وأخذت نَفساً عَميقاً وَنزلت إلى الأَسفل بِخُطوات مُترددة لِتجد ثَلاثتهم يَتحدّثون وتوقّفوا عِند سَماعهم صَوتها على السّلم،ابتَلع جُونغكوك رِيقهِ وُهو يُحاول قراءة وَجهها الفَارغ،وقفت هِيلين أمام مِينجي ونوّهت بِنبرة مُنخفضة:عليّ الرّحيل لقد تَأَخّر الوَقت.





مِينجي:لكِن






هِيلين:مِينجي أرجوكِ.






مِينجي:حَسناً بالطّبع،لكِن على الأَقل دَعي جُونغـ






هِيلين:سَائِقي سَيأتي الآن،أكملوا عَشائكم.






جُونغكوك:أنا أيضاً سَأُغادر،سَآخُذكِ في طَريقي.






هِيلين:لا دَاعي حَقّاً شُكراً لَك،وَداعاً.







هَرولت للخَارج حَتى تمتم جُونغكوك بِإنزعاج:أُراهن على مَاذا أن تِلك الكاذِبة الصّغيرة سَتذهب بِسيّارة أُجرة في هذا الوَقت؟
إنها الثَانية بَعد مُنتصف الليل واللعنة!




خَرجوا ثَلاثتهم خَلفها وقد كَانت تقف على الشّارع تَبحث عَن سَيّارة أُجرة لكِنّها تصرّفت بطبيعية ثُمّ سألها يُونغي:مَتى سَيأتي سائِقكِ؟





هِيلين:الآن.






يُونغي:حَسناً سنَبقى حَتى يَأخذكِ.






هِيلين:لا بالطّبع الجَو بَارد عليكم يُمكنكم الدّخول.






جُونغكوك:هِيلين نَحن في أَغسطس،سَائِقكِ لَن يَأتي صَحيح؟






لَم تُجيب لِيتنهّد طَويلاً ثُمّ نوّه:سَأدخل لِأَجلب مِعطفي ونَرحل.





دلف إلى المَنزِل مرّة أُخرى لتستند هِيلين على سَيّارتهِ وقالت بِتعابير باكية:هَذا مَا كَان يَنقُصني حَقّاً!





يُونغي:المَسافة بَين مَنزلنا ومَنزلكِ ليست طَويلة،تَحمّلي هذهِ الدّقائِق وأغلقي ثَغركِ.






أومأت بِقوّة مُتّفقة مَعه حَتى عَاد جُونغكوك لِتقترب مِينجي مِن هِيلين وعانقتها بِشّدة مُردفة:حَظّاً مُوفّقاً عزيزتي.





هَمهمت بِتفهّم ثُمّ وقف يُونغي أمامها وأخذها بَين أحضانهِ وصَاح:اطمَئِنّي لَم يَحدث شَئ.






هِيلين:مَاذا قُلت؟
مَاذا تَعني؟






يُونغي:أنتِ مُتوهّمة غَبية ولم يَقل شيئاً.







هِيلين:مِين يُونغي مَاذا تَعني!







يُونغي:وَداعاً.





فَتح لها بَاب السّيارة وأدخلها رُغماً عَنها ثُمّ دَخل جُونغكوك هو الآخر وتحرّك مِن أمام المَنزل،لوّحا لهما بِحرارة ثّم لوّحت هِيلين لِيونغي ومِينجي بإستنجَاد،اعتدلت في جَلستها لكِن كَان وجهها مُلتصِق بالنّافِذة،اضطرب قَلبها بِعنف عِندما سَأل جُونغكوك:تذكَرتِ صَحيح؟




هِيلين:لَـ لَيس تَماماً.





جُونغكوك:مَاذا تذكَرتِ؟




صَمتت وأَنزلت رأسها بِإحراج حتى علّق:لم يَحدث شئ هِيلين حَقاً،وإن حَدث،هل ستكونين نادِمة؟
أعني...نَعم أنا الآن حَبيبكِ السَابِق لكِن كُنت حبيبكِ،خَطبيكِ،لعينكِ،كُنا شئ بِحق الجَحيم.





هِيلين:سَيّد جُيون أنا...لم أَكُن بِوعيي،وهذا ما يُزعِجني.






جُونغكوك:إذاً أنتِ نادِمة.







هِيلين:سيّد جُيون لـ






جُونغكوك:مَاذا تذكَرتِ هِيلين؟





هِيلين:تَـ تَذكّرت أنني كُنت أقبلك بشِدة في مَنزلي،لقد تمادَيت حَقاً.





جُونغكوك:و...؟






هِيلين:تذكَرت أشياء مُتفرّقة،حَديث.





كَان كَلامِها مُبهم للغاية حتى توقّفت سيّارتهِ وعلّق:لقد وصلنا.




نَزلت مِن السَيارة بِخَيبة أمل حَتى تنهَد عِندما نظر للهاتِف على للكُرسي الذي يُجاورهُ التَقطه ونزل يَلحقها،نادىٰ بإسمها لِتستدير بِأعين دامِعة وأخذت الهاتِف مِنه ثُمّ توجَهت لباب مَنزلها لكِنّه قال يلفت انتباهها:صَغيرتي.



ابتلعت رِيقها ومَسحت دُموعها تلتَفت لَه وعلّق على الفَور:ما الذي يَجري معكِ يا فَتاة؟




هِيلين:لست نادِمة أبداً سيّد جُيون،أنا فَقط...





اقترب كوّب وجهها يَمسح عليهِ بلطف ثُمّ اكمَلت:أنا...





جُونغكوك:تحدّثي قِطّتي لا بَأس.






هِيلين:لَقد تَمادَيت للغَاية وبدوت كَالعَاهِرة،أنا نادِمة على أفعالي لكِن لست نادِمة أنّه كان أَنت.




جُونغكوك:عاهِرة؟
قُلتِ عاهِرة؟
عاهِرة لِأنّكِ قمتِ بتقبيلي؟






هِيلين:لَم تَفهم سيد جُيون.





جُونغكوك:إذاً دَعيني أفهم.





هِيلين:هَل تَظن أنني هَكذا؟






جُونغكوك:هَكذا كَيف؟





هِيلين:مُتاحة للرِجال.






جُونغكوك:ومَن هُم الرّجال هِيلين؟
تَايهيونغ ومَن؟





صَمتت هِيلين عِندما لم تَجِد شئ لِقولهِ ليستَكمل حديثهِ بعدم تَصديق:بِحق الجَحيم هِيلين أنتِ مُختلّة،يُونغي لم يَخطئ أبداً عِندما نَعتُكِ بالمُختلّة.




هِيلين:بِماذا فكّرت عِندما ثَمِلت سيّد جُيون؟
هَل فكّرت؛يا تُرى هل فَعلت هذا عِندما كَانت مع تَايهيونغ فَقط أم كَان هُناك رِجال آخرين بِحياتها؟
هَل كَانت تُقبل آخرين بِهذا الجُموح أم





جُونغكوك:فَكّرت هَل يَجب عليّ أن أطلب الزّواج مِنكِ قبل ذَهابكِ إلى ألمانيا أم بَعد عَودتُكِ مِنها.





ابتلَعت رِيقها بِصعوبة ومَسحت عَينيها المُبتلّة مِن كَثرة الدّموع واخفضت رأسها،تأمّلها طَويلاً وتنهّد بِعمق مُردفاً:غبية حَقّاً هِيليني.




هِيلين:سيّد جُيون.





رَفع رأسها بأناملهِ التي على ذَقنها ودنى ليشعر بأنفاسها قُرب وجههِ ثُمّ علّق:أُحبّكِ،وسأكون في حَياتكِ دائِماً ورُغماً عَنكِ حتى إن فَعلتِ كُلّ ما تَظنّين أنّه عُهر.




أَسقط شِفاههِ بِنُعومة على خَاصتها لِيبتسم عِندما شَعر بيدها تَسير على صَدرهِ ثمّ ارتَكزت على عُنقهِ،حَملها لتتمسّك بِخصرهِ سَريعاً وابتعدت تَلتَقط أنفاسهِ تَسند رأسها بِخاصتهِ:هَل يُمكنكَ أن تَأتي مَعي المَطار قبل رِحلتي؟





جُونغكوك:بَالطّبع صَغيرتي،كُنت سَآتي بِالفِعل.






ابتَسمت وعانقتهُ بقوّة،في حِين هو قَد استَحوذَ على جَسدها بالكَامل بِذراعيهِ،يُضيق الوِثاق عليها،دفَنت رأسها بِعنقهِ ونوّهت:كُنت أَشعر أنّك مَعي وَقتها لكِن لَم أَكُن أتذكّر حَقّاً.





جُونغكوك:كُنت أَتيت لأُخبركِ ما فَاتَكِ وأنتِ لدى جِينا ودُويون.





هِيلين:تَعلم أنني كُنت في مَنزلِهما؟






جُونغكوك:نَعم لقد أخبرتكِ عندمـ نَعم تَذكّرت،لقد كُنت ثَمِلة،أخذت مَوت جِي يُون حِجة للمَجيئ إليكِ.





هِيلين:جِي يُون مَاتت!






جُونغكوك:يا إلهي أمس قَد حُذِف مِن تَاريخ حَياتكِ!



_________________




تَجلس في مَكتبها وحَولها أوراق مُتفرّقة،عدّلت نَظّارتها الطّبية تَعمل على حاسوبها بِتركيز حَتى سَمعت طرق على بَاب مَكتبها وأذنت للطّارق بِالدّخول،رَفعت رأسها عِند دُخول سُونغمين ونوّهت:مَرحباً سُونغمين تُريدين شَئ؟





سُونغمين:لَقد حَجزت التّذاكر سَيَدتي،سَأذهب قبلكِ بِيومين فَقط لِتجهِيز كُلّ شئ قَبل وصُولكِ.






هِيلين:جَيّد،أحجزي لِنفسكِ جِناح في فُندق قَريب مِن مَكان الإجتماع،وأنا أمتلك مَنزِلي الخَاص هُناك.





سُونغمين:شُكراً لكِ سَيّدتي.





تَقدّمت سُونغمين ووضعت التذكَرة على مَكتب رَئيستها في العَمل ورَحلت،نَظرت هِيلين نَحو التّذكرة طَويلاً وعلّقت بتنهّد:لِنذهب لِدولة أبي المُفضّلة.






التَقطت التّذكرة ونَظرت في تَاريخها،أخذت هاتفها تُراسِل مُنظِّم زِفاف مِينجي ويُونغي،تَسأله عَن المَوعِد داعيةً أن يَكون قَبل أو بَعد يوم الإجتماع،وَمض هاتفها مُعلناً وُصول رَسالة ثُم فَتحت هاتفها سَريعاً،قرأتها وعلّقت بِحُزن:يا إلهي!
سُحقَاً!





كوّبت وجهها بِإنزعَاج ووقفت تُغادر بُقعتها ثُمّ واستكنت أمام النّافِدة،فَتحت هَاتفها وتفحّصت رَقمهِ طويلاً ولكِن في النّهاية قَد ضَغطت عليهِ،وضعت الهاتِف على أذنها ولم يستغرق انتظارها ثَوانٍ حَتى أَجاب على الفَور مُردداً:هَل أنتِ بِخير؟






هِيلين:نَعم سَيَد جُيون أنا بِخير،فَقط...هَل أنتَ مُتفرّغ؟





جُونغكوك:نَعم بالطّبع أنا مُتفرّغ سَآتي لَكِ الآن.







هِيلين:لا دَاعي حَقّاً،أُريد إخبارك أنني،لَن أتمَكّن مِن حُضور زِفاف يُونغي ومِينجي،سَأُغادر لَيلة زِفافهما.






جُونغكوك:هَذا سَئ حَقّاً لكِن خارج عَن إرادَتكِ،مُتأكّد أنّهما سَيتفهّمان الأمر.






هِيلين:أنا حَقّاً يَجب أن أحضر هذا الإجتماع إنّه مُهم للغاية لَا يُمكنني






جُونغكوك:لا دَاعي للذّعر حَقّاً كُلّ شئ سيكون بِخير،سَأتحدّث مَعهما بِنفسي.






هِيلين:حَقّاً؟








جُونغكوك:نَعم لا تَقلقي،سَأذهب لِيونغي هِيونغ الآن وأَخبرهُ،وسأُغادِر مَعه الليلة لِنُخبر مِينجي،يَجب أن تعتذري مِنها قَبل رَحيلَكِ.






هِيلين:بِالطّبع سَأفعل،لكِن بَعد أن تُخبرها.






جُونغكوك:حَسناً لا شئ آخر يُثير قَلقكِ؟







هِيلين:لا كُلَ شئ على مَا يُرام،آسفة إن تحدّثت مَعك في مُنتصف ساعات عَملك فَقط كُنت مُتوتّرة وأردت






جُونغكوك:هِيلين اصمتِ قليلاً،وأخبريني بِموعِد إقلاع الطّائِرة حَتى اتجهّز قبلها وآتي لكِ.







هِيلين:الثَّانية بَعد مُنتصف الليل.







جُونغكوك:جَيّد،لا تترددّي في مُحادَثتي إن احتجتِ شئ وإلا سَأقتلكِ.





ابَتسمت بِهدوء وأومأت رُغم أنّه لَن يَرى هَذا مُردفة:حَسناً،بالتّأكيد،إلى اللقاء سَيَد جُيون.







جُونغكوك:إلى اللقاء قِطّتي.







أنهت المُحادَثة ثُمّ تَنهدت بِضيق قائِلة بِحزن:يَا إلهي مِينجي أنا حَقَّاً آسفة!





غَمرت نَفسها لِساعات في المَشفى والمَكتب دُون أن تِلاحِظ أنّ الوقت قَد تَجاوز مُنتصف الليل،وَقفت بِصعوبة بسبب جَسدها الذي تَحجّر لوقتٍ طَويل ولملمت أغراضها تَخرج مِن الغُرفة،تفحّصت مَكان مُساعدتها التي رَحلت مُنذ ساعات،وكَانت الورديّة الليلية قَد بَدأت بالمَشفى وتغيَر الطّاقم بِالكَامِل،أَلقت نَظرة على كُلّ المَرضى الذين كَانوا في العِناية المُكثّفة هذا الأسبوع ورَحلت أَخيراً.





دَخلت سَيّارتها وَقادت لِمنزلها لكِن راودها اتّصال جَعل مَلامِحها تتوتّر ثُمّ أجابت بِقلق:مِينجي؟





مِينجي:أَيّتها السّاقِطة اللعينة!
أَكرهكِ!
كَيف لَن تأتي لِيوم زِفافي!
سَأقتلكِ حَقّاً!






هِيلين:مِينجي أنا حَقّاً آسفة لكن






مِينجي:تَعالي إلى مَنزلي!
حَالاً!
الآن!




أَنهت مِينجي المُكالمة لِتتنهّد هِيلين بِضيق وأخذت المُنعطف القَادِم الذي يَقود لِمنزلها،توقّفت أمام الشّرفة وبِمُجرد وقوفها قَد خَرج جُونغكوك مِن المَنزل وتَفحّصها تَنزل سَريعاً وعلّقت:أين هِي؟





جُونغكوك:بالدّاخل،هي غاضِبة للغاية،لا تَعلمي مَدى سُوء الأمر.







هِيلين:أعرف مَا هو غَضب عائِلة جُيون صَدّقني جُونغكوك أنا أعرف.




دَخلت هِيلين وتَفحّصت التي كَانت تَجلس قُرب زَوجها تُسند رأسها على كَتفهِ وعلّقت:انظروا مَن هُنا.






هِيلين:هَذا خَارِج عَن إرادتي مِينجي أنا أعنيها.






وَقفت مِينجي بِأعين دَامِعة وعلّقت بِنبرة مُرتَجِفة:أنتِ صديقتي الوَحيدة!






هِيلين:سُحقاً أنا حَقّاً آسفة عَزيزتي،لا أمتلك اختيار آخر.






اقتربت هِيلين مِنها وعانقتها بِقوّة تستكمل حَديثها:سَأُحادِثكِ يومياً وكَأنني مَعكِ،لَن أترككِ أبداً وسَأحدثكِ عَبر السّيد جُيون مُكالمة ڤيديو وسَنتحدّث طَوال الوَقت أعِدُك،لن تَشعري بِغيابي أبداً.





شَدّت على عِناقها تَسمح على شَعرها ثُمّ تابعت:صَدّقيني كُنت أتمنّىٰ أن أحضر ليلتكِ المُميزة للغاية وأُشارككِ كُلّ لَحظة.





ابتعدت مِينجي بأعين دَامِعة ورَمقتها طَويلاً ثُمّ اقتربت هِيلين وقَبّلت وجنتها هَامِسة:أَعلم أنّ آل جُيون يَمتلكوا نُقطة ضعف اتجاه القُبل،أَنتما حَقّاً ضَعيفان اتّجاهي.




قَهقهت مِينجي بِخفوت وعانَقتها مَرّة أُخرى حَتى سَأل جُونغكوك سَريعاً:لَحظة هِيلين مَاذا قُلتِ؟
أنتِ تَصبحين حَقّاً شَقية عِندما تَهمسين لِأحدهم أتسائَل مَاذا قُلتِ لها لِتجعلين وَجهها أحمر مُتوّهج هَكذا؟





قهقهتا بِقوّة ثُمّ ابتعدت هِيلين عَن مِينجي وَاقتربت مِن جُونغكوك تُبعثر شَعرهِ بِشدة مُردفة:لا شَأن لك!




مِينجي:أُريد أن أُضيف شَئ لِقائِمة أُمنيّاتي هِيلين.






هِيلين:مَا هُو عَزيزتي؟







مِينجي:حُضوركِ زِفافي.






هِيلين:أتَمنّىٰ أن تَحدث مُعجزة وأحضر حَقّاً مِينجي.



__________________



نَزلت إلى الأَسفل بِحقائِبها وفتحت بَاب المَنزل لِلخروج حتى وَجدته يَقف مُستنداً على سَيّارتهِ لِتبتسم تِلقائياً واردفت:لَقد أتيت.





بادلها الإبتسامة واقترب يَحمِل حَقائِبها لتتجعّد مَلامِحه وعلّق:بِحق الجَحيم هِيلين مَاذا تَضَعين دَاخلها!






هِيلين:الأساسيات سَيّد جُيون،إنها رحلة احدى عَشر سَاعة.






جُونغكوك:هَذا لَيس مُقنعاً على الإطلاق ما عِلاقة هَذا بِوزن هذهِ الحَقائِب اللعينة؟
كَم يَوم ستبقين هُناك؟





هِيلين:لا أَمتلِك فِكرة،بِمجرد ما أُنهي كُلّ أمور العَمل هُناك،لا أَعلم ما الوَقت الذي سَأستَغرقهُ في تَفريغ أغراض أبي التي لازَالت هُناك،لَقد تَحدَثت مَع أحد العاملين الذي كَان يعملون لدى أبي للِإعتناء بالمَنزِل وتنظيفهُ حَتى أصِل،كُلّ شئ بِخير،فَقط عليّ أن أتفقد ماذا كَان يَملك كِيم جُونهو هُناك.





ابتسم بِهدوء وأدخل حَقائِبها إلى السّيارة وقَبل أن يَدخل قد عَلّق:تَأكدتِ مِن إغلاق أي أجهِزة كَهربائية؟




هِيلين:نَعم فَعلت.






جُونغكوك:الغَاز؟






هِيلين:نَعم.







جُونغكوك:صُنبور المَاء؟






هِيلين:سَيّد جُيون أنت تَعرف الرّقم السّري للمنزِل إن حَدث شَئ يُمكِنك الدّخول والتّصرف بِحُرية.





جُونغكوك:نَعم تَذّكرت،إذاً هَيا بِنا.





دَخلا إلى السَيارة وقام جُونغكوك بِتشغيلها ومضى فِي طِريقهِ،لاحَظ صَمتها المُخيف لِيرمُقها مُتفحّصاً واردف:لِمَ تبدين مُتوتّرة للغَاية؟




هِيلين:لست كذلك أنا فَقط...نَعم أنا مُتوتّرة كَاللعنة،سَأُقابل غَداً الرّئيس التّنفيذي لِشركة الأدوية والعَقاقير الطّبية التي كَان يتعامل معها أبي مُنذ وقتِ طويل،هي تُعتبر أكبر شِركة أدوية في العَالم وكَانت صَفقة أبي الرّابحة،وبسببها قد تولّىٰ أبي مَنصب كَبير في مَشفى في ألمانيا وبسبب نَجاحهِ،قد تمَ منحهِ الجِنسية الألمانية،وعَاد أبي لِكوريا وقام ببناء المَشفى التي أنا مَالِكتها الآن،لقد أنهت الشّركة عُقودها مَع المَشفى عِندما سُجِن أبي مُنذ سَبع سَنوات.






قالتها بِضيق لكِنّها ابتسمت مِجدداً واستَكملت:بَعدما أثبتنا بِراءة أبي لقد حَادث الرَئيس مُساعدتي الشّخصية وقام بِدعوتي لِحضور اجتماع لِنقوم لِتجديد عَقدنا مَع الشّركة،أنا حَقّاً سَعيدة!





جُونغكوك:أَتمنّىٰ لكِ حَظّاً مُوفّقاً،رُغم أن هِنا في كُوريا تَمتلكين مَن يحتاجُكِ لكِن،مُصلحتُكِ أهم،لِنجعل جُونهو فَخَور بِكِ همم؟




أومَأت هِيلين بقوّة وسعادة قد هزّت أقدامها هَامِسة لِنفسها بنبرة تشجيعية:سأَجعله فَخوراً بي حَتماً.





لِطول المَسافة قد نَعست هِيلين وَغفت قَليلاً دُون أن تَشعر بسبب أنّها حَتى يوم سفرها،كَانت في مَكتبها طَوال اليَوم،شعرت بيد تُمرر على وجهها لِتستيقظ على الفَور وتأملته يبتسم ابتسامة عَذباء مُردفاً:وصلنا هِيليني.





بادلته الإبتسامة بِنعاس ثُمّ أومأت تخَرج مِن السّيارة تُمدد جَسدها بِتعب،وَقفت قُربهِ وهو ينزّل الحَقائب وكَادت تَأخذهم حَتى قال جُونغكوك:لا بَأس هَيا بِنا.




دَخلا إلى المَطار ودَخلت هِيلين مَنطِقة لا يَدخلها سِوى الرّكاب حتى وقفا أمام بعضهما وسحب جُونغكوك الحقائِب قُربها مُردفاً:احترسي هُناك،لا تَسيري دُون حُراس،لا تَخرجي في وقتِ مُتأخر ولا تَفعلي شيئاً غَير قانونياً و




هِيلين:سيّد جُيون أنا لست ابنتك التي سترسلها في رِحلة بعيدة عَن مدينتها،أنا امرأة ناضِجة ولست طِفلة صَغيرة.




جُونغكوك:سَتكونين دائِماً طِفلة في عَيني،توخّي الحَذر مِن الغرباء.





هِيلين:حَسناً سَأفعل.





تنهّد بِخوف ثُمّ اقترب يُعانقها بِقوة،كَانت تتمزّق بين ذِراعيهِ لكن شَعرت بِدفئ لم تَشعر بِهِ مُنذ فَترة طويلة،ابتَعد وسرّح خُصلات شعرها بِيدهِ قائِلاً:لا تَغيبي كَثيراً،سَأشتاق لكِ حَقاً.




هِيلين:أنا أيضاً سَأشتَاق لك.




جُونغكوك:لا أَعلم هل تتذكّرين أي شئ أم لا،لكِنّي أُحُبكِ للغاية،وعِندما ثملتِ،لقد طَلبتُ الزّواج مِنكِ وأعطيتًكِ فرصة للتّفكير في أمرنا حتى عَودتكِ مِن ألمانَيا.




هِيلين:مَاذا قُلت!






جُونغكوك:أُحبّكٍ حَقاً صَغيرتي،أنتِ كُلّ ما أملك.





هِياين:سيّد جُيون.





أخذ شفَتيها بِقوة يعتَصِر جَسدها وهِي قد حَاوطت عُنقهِ وفي ذَات الوقت،كَانت تتذكَر بعض الأشياء المُتعلّقة بِهِ،ابتعد بِصعوبة لِحاجَتها إلى الهَواء وَهمست:أنا أُحبّك،للغاية سيَد جُيون.





جُونغكوك:أنا أيضاً صَغِيرتي،أُحبّكِ.





ادركت مَدى تَأخرها على طائِرة لِتبتعد سَريعا وَسحَبت حَقائِبها خَلفها:وَداعاً جُونغكوك.




لوّح لها بإبتسامة لطيفة لَكِن لم يَتوقّع عَودتها وقفزها عليهِ لِآخر مَرة لِمعانقتهِ،توسّعت ابتسامتهِ أكثر عِندما قبّلت وجنتهِ ثُمّ نزلت تودّعه بِشكل رَسمي وأَخير هَذهِ المَرّة



ابتعدت عَن مَرمى بصرهِ ليتَحرّك عائِداً للسيّارة بَينما هِيلين قد كَانت تَقف أمام السّير لِوضع حَقائِها حتى جَاء دَورها وَكادت تَضع حَقيبتها إلا بالمُضيفة الأرضية تطلب مِنها رُؤية رقم الطّائرة وتَفاصيلها،رَفعت بَصرها حَيث هِيلين مُردفة:سَيَدتي لقد أَقلعت الطّائِرة بالفِعل،ورُبما وَصلت حَتى.




هِيلين:مَهلاً مَاذا قُلتِ؟





تفحَصت المُضيفة التّذكرة مُجدداً ووضعتها بوجه هِيلين التي قَرأتها ولم تَجِد بِها أي خَطأ،نوّهت هِيلين سَريعاً وبِإرتباك:لا شَئ خَاطِئ!





أَشارت المُضيفة بِأصبعها على وقت إقلاع الطّائِرة لتتّسع هِيلين عَينيها بِصدمة عِندما قَرأت الوقت مُجدداً وكَانت الرّحلة الثّانية بعد الظّهيرة ولَيست بَعد مُنتصف االيل.


____________________

اعتذر مِنكم على التّأخير مِنجد ان شاء الله ما تتكرر🤍.



كِيف كَان البَارت مَعكم؟




١/تتوقّعوا هِيلين بَتحضر الزّفاف؟
٢/تتوقَعوا مارح يصير فيه بلوت تُويست؟
٣/تتوقّعوا أن هِيلين يِتكلم جُونغكوك يَجي ياخذها مَرّة ثانية؟

٤/توقّعاتكم للبارت الجَاي🤍.




أشوفكم البَارت الجَاي ولا تَنسوا تكرروا تاج الذّكر:
الله لا إله الا هو،له المُلك وله الحَمد وهو على كُل شئ قَدير🤍.


بَاي نُجوم بَانقتان🤍.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top