هُدوء
ضَيّق عينيهِ بسبب ردّة فِعلها على اسمهِ وسَأل بعدما أمسك يديها يوقفها بشكل صَحيح:مَن هو كِيم تَايهيونغ هِيلين؟
توالَت دُموعها بِشكل غزير وَسَقطت أرضاً حَتى جَلس يُونغي على رُكبتيهِ يكوّب وجهها وصاح بصوتٍ مُرتفِع:هِيلين انظري نَحوي!
تَدريجياً قَد فَقدت الوعي،يَومها كَان حَافِل بالصّدمات،لم تستوعب أي شئ،لم تستوعب كم السّعادة التي شَعرت بِها لِعودتها لحبيبها السّابِق،كَم الحُزن التي احتلت قلبها بعدما تَشاجَرت مَع صَديقها الوَحيد،الخوف والفَزع الذي هاجمها لظهور رَجل مَجهول الهوية رَغب بِإختطافها،وآخِراً،صدمتها في تَايهيونغ،والذي كَان هو الشّخص الوحيد الذي وثقت بِهِ بعد والديها وجُونغكوك.
ما كَان على يُونغي سِوى الإتصال بالإسعاف كَي تأخذ هِيلين حيث مَشفاها،في النّهاية كَان سَيأخذها للإطمئنان على حالتها الجسدية بعدما حَصل،حدث الكَثير لِإستيعابهِ اليَوم،وصلا حَيث المَشفى وتمّ أخذ هِيلين التي فقدت دَماء ساعدت في غيابها عن الوَعي.
بمجرد خروجهِ مِن السيّارة قَد راوده اتّصال مِن مِينجي حتى علّق:وقتكِ خاطِئ مِينجي.
مِينجي:هِيلين سَتأتي صَحيح؟
قالتها وهي تُحاول ألا تجعل جُونغكوك يُلاحِظ أنّ هُناك خطبٌ ما،ردد يُونغي وهو يَتحرّك خلف جسد هِيلين ومتوّجه لدى الغُرفة:نَعم هِيلين سَتأتي لكِن مُتأخرة قليلاً،هِي بالمَشفى،فَقدت وعيها لِسبب انتظر استيقاظها لِأعرفه.
مِينجي:حَسناً أراكُما الليلة.
أنهت مِينجي المُكالمة بتوتر كبير وارتعشت يدهَا عندما سَأل جُونغكوك بنبرة شبة حادة:أَين هِيلين؟
مِينجي:هِي بِخير لَكِن طَلبت الشّرطة إفادتها في التّحقيق،تَعلم الأمر ليس بِهيّن.
جُونغكوك:وما الذي أفعلهُ هُنا؟
لِنعد حيث مَكان الحادث الآن.
مِينجي:لقد تحرّكا بَعيداً عن منزلنا،هما في مَكان آخر الآن،لا أعلم أين هو.
جُونغكوك:هُناك شئ لعين حدث صَحيح؟
مِينجي:جُونغكوك أرجوك لا تُصعّب عليّ الأمر!
جُونغكوك:جُيون مِينجي!
مِينجي:يُونغي أخذ هِيلين إلى المَشفى كَي يطمئن عليها كَونها نزفت كثيراً!
صاحت بها بِصوتٍ مُرتفع حَتى جلس بِإعتدال دون أن يَتحدّث أو يُجيب على حديثها وهذا أثار رُعبها،تمتم بكلام قد نَجحت مِينجي بِإلتقاطهِ:القَرار لَهما،لكِنّي لست مَسئول علامَ سأُقدّم عليهِ.
________________
فَتحت عينيها ببطئ وآنت بتعب،جَلست على السّرير لِتجد في يدها المُغذي،حولها حُراس،ويُونغي يَقف يتحدّث مَع طَبيب على مسافة ليست بَعيدة،صاحت بِإسمه لِيتحرّك بِإتجاهها فوراً وسَأل:أنتِ بخير الآن!
لَم تُجيب على سُؤالهِ بَل حدّقت في الفَراغ وفركت رأسها تَشعر بِصداع مُفرط وهَمست:السيّد جُيون.
يُونغي:جُونغكوك لا يَعرف أي شئ عن وجودكِ هُنا،لكِن كُلّ شئ بِخير،هِيلين فقط سَاعديني وأخبريني مَن هو كِيم تَايهيونغ؟
هِيلين:أين هاتفي؟
أخرج هاتفها مِن جيبهِ وسلّمه إياها حَتى فَتحته ورفعت الشّاشة بِوجههِ مُردفة بِأعين دامِعة:هَذا هو كِيم تَايهيونغ.
رأى صُور تَجمعهما،يحتضنها مِن الخلف،يُقبّل رأسها،خلفهما بُرج إيڤيل،سَحب الهاتِف مِنها وابتلع رِيقهِ بِأسف وعلّق:يا إلهي صديقكِ!
هِيلين:لَم يَكُن مُجرد صَديق يُونغي لقد كَان...واللعنة كُلّ شئ بالنّسبة لي!
دُونهِ كُنت سَأقدم على الإنتحار!
كُنت وحَيدة تائهة،وجودهِ بجانبي ساعدني على النّجاة!
كَان صادِق في كُلّ شئ يقولهُ أنا مُتأكدة!
كَلماتهِ حديثهِ نظراتهِ لي حَتى جِنسهِ تَبّاً تَايهيونغ كَان لِي كُلّ شئ كَيف كَان مَعي لأنّه يكرهني ويرغب بالإنتقام مِنّي!
انفَجرت في البُكاء وَكان هذا صَعباً عليها لِتتحمّله حتى اقترب يُونغي مِنها وتمسّك بيديها يشد عليهما قائِلاً:رُبما هذا فَخ،إن كُنتِ واثِقة بِهِ لهذهٍ الدّرجة وواثقِة بِأنه رَجل صَادِق،رُبما لَم يَكِن تَايهيونغ وهذا مُجرد حدث مُدبّر،كَما كُلّ شئ بِحياتكما أنتِ وجُونغكوك مُدبّر.
هِيلين:لا أعلم،لا أعلم أي شَئ.
يُونغي:اسمعيني جَيّداً،الحَل الوحَيد،هُو مُواجهته بالحقيقة،رُبما لديه دَافِع.
هِيلين:كَما أمتلك جُونغكوك دافِعاً مُسبقاً وعِشنا كِذبة حتى وجدت نَفسي مُختطفة في مَكتب تحقيقات فِيدرالي.
يُونغي:جُونغكوك مُختلف تماماً عنه هِيلين،نَعم رُبما كَان تايهيونغ قد اتّفق معه لِأذيّتكِ مُسبقاً،لَكِن وقتها،تايهيونغ لَم يعرفك،جُونغكوك لَم يَعرفكِ،حَتى أنا كُنت أكرهكِ.
هِيلين:وما السبب في كُرهي يُونغي أنا لَم أُؤدي أياً مِنكم؟
هَل ألوم أبي على هَذا؟
لِأنّ كُلّ ما يحدث حولي بسبب كره الجَميع له وسعيهم للإنتقام مِنه عن طريقي،مِثل جُونغكوك،لا أعلم ما دَافع تايهيونغ كَي ينتقم مِنّي حتى،إنّه يساعدني على تبرأة والدي.
يُونغي:كِيم تايهيونغ،الإبن الأَكبر لِكيم دُويون،الذي حُبس لِمدة تزيد عن خمسة عشر عاماً،كونه أُتّهم بِإختلاس أموال مِن بَنك شَهير.
هِيلين:لَحظة ماذا قُلت؟
كَرر ما قُلته.
يُونغي:مَا يدور في ذِهنكِ صحيح،هذهِ آخر قضيّة اشتركا بِها جِيهون وجونهو قَبل أن يُقبض عليهما،جِيهون قام بإنتحال شَخصية والد تَايهيونغ،وتصرّف في مَبلغ جنوني مِن المَال بِإسمهِ،حَجز البَنك على أملاك دُويون كلها لتسديد المبلغ،وكَان تايهيونغ يَدفع الدّين ووالده بالسّجن حتى ظهرتِ أنتِ في حياتهِ وقُمتِ بتخليصهِ مِن هذهِ الضّائِقة المالية،جِيهون كان ذَكَياً كفاية ولم يترك أي دليل يُفيد أن دُويون بريئ حتى مات.
هِيلين:كَيف علمت هذا؟
يُونغي:عندما كُنتِ نائِمة ذَهبت للمكتب وعرفت كُلّ شئ،تركت حُراسي هُنا ورحلت،فقط أُريد أن أسألكِ سؤالاً هِيلين،دُفعة تايهيونغ كَان بِها أكثر مِن ألف طالب خريج قَانون،لِمَ اخترته هو تحديداً؟
كَيف لحظّكِ أن يكون لَعيناً هكذا؟
هِيلين:لقد اخترته لِأنّه كان مُتفوق،وعندما يَعمل كَمُحامي،يَترافع في قضيّة أبي.
يُونغي:يترافع فِي قضيّة شَريك المُجرم الذي وضع والده خمسة عشر عاماً في السّجن؟
حدّقت في الفَراغ وعينيها حَمراء مِن شّدة البُكاء،تَشعر بالخِذلان،القهر،حُزن يحتلّ قلبها،وضعت قدميها على الأرضية ونَزعت المُغذّي بِعُنف لِيمسك يُونغي يدها سريعاً وصاح:هِيلين!
هِيلين:اتركني يُونغي،أرجوك.
يُونغي:فَقط أخبريني إلى أين سَتذهبين؟
هِيلين:لِمواجهة تَايهيونغ.
يُونغي:سَآتي مَعك،لَن أترككِ أبداً.
___________________
تَركته في السّيارة بالأسفل ومعه طاقِم حِراستهِ وَصعدت حيث شِقّته،كَانت تعرج،تتألم،لكِن لا تَشعر بِشئ،سِوى أنّ عقلها يَكاد يَنفجر مِن الأسئلة المَحبوسة داخلها،ابتلعت ريقها وضغطت على زِر الجَرس تنتظره أن يَفتح.
فُتح البَاب في وجهها ورفَعت هِيلين رَأسها له،تفحّصا بِعضهما طَويلاً حَتى اسقط نظرهِ لِفخذها واتسعت عينيهِ مُردفاً:هِيلين!
مَا اللعنة ما الذي حَدث!
سَحبها إلى الدّاخل وَكانت هِيلين كَالأموات،تسير خلفهِ وهو يجرّها حّيث غُرفة المَعيشة،أجلسها على الأريكة واستقرّ على رُكبتيهِ أمامها يتفحّص جُرحها ثُمّ كوّب وجهها مُتسائِلاً بِقلق:مَا الذي يَحصل مَعكِ!
هِيلين:فَقط أتيت لِأسألك،أرجوك أجيبني بِصدق.
تمسّك بيديها ثُمّ صَرّح بأعين مُهتزّة سَريعاً:قبل أن تقولي أي شئ،آسف على كُلّ شئ قُلته لَكِ مُسبقاً،لكِنّني لَن أترك لَكِ فُرصة العَودة لِجونغكوك،أبداً،هو لا يستحقّكِ هِيلين،أنتِ تستحقين أَفضل من هذا،إن أردتِ انتهاء علاقتنا،فلتُنهيها على رَجل يستحق.
هِيلين:لِماذا؟
خائِف عليّ مِنه؟
ألم يَجب عليّ أن أخف مِنك أنت؟
تايهيونغ:هِيلين.
تجعّدت ملامِحهِ بإستفهام يُشاهد دُموعها المُتساقطة ثُمّ وقفت تُنزل يدهِ التي تِشابِك خاصتها وصَرّحت بِرجفة:فـ فقط أجبني بِصراحة،لِمَ تايهيونغ؟
لِمَ؟
تَايهيونغ:كِيم هِيلين أخبريني ما الذي يَجري؟
هِيلين:كِيم دُويون،ضَحية جُيون جِيهون وكِيم جُونهو،ألست مُحِقّة؟
اتّسعت عينيهِ وابتعد عنها قَليلاً وهَمس:كَيف لكِ أن تعرفي هذا؟
هِيلين:هَل اتفقت مَع جُونغكوك لتأتي حيث مَنزلي وقُمت بِطعني في ساقي مُنذ سبع سنوات؟
ارتجَفت يدهِ لكلماتها وبَعثر شَعرهِ بضغط مُردفاً بِخوف:دَعيني أشرح لَكِ.
هِيلين:إذاً هذا صَحيح؟
تَبّاً لَك.
دَفعته بِقوّة وَسارت إلى الخَارج حَتى التقط يَدها وصاح:هِيلين أنا آسف!
ارتطمت بِصدرهِ ثُمّ نفت بِرأسها قائِلة بعدما انفجرت في البُكاء:أنت عائِلتي!
لقد وَثقت بِك أيها اللعين!
أتيت للإنتقام مِنّي!
إذاً كَان عليك أن تفعل هذا مُبكراً لِمَ بقيت مَعي سبع سنوات تُزيف صداقتك بِي!
تَضرب جسدهِ بينما هو لا يمتلك شَئ لِقولهِ سِوى أنّه أمسك يدها يُوقف ضرباتها الضّعيفة وصَرّح بِإرتعاش:أنا لم أُزيّف هذا فقط اهدأي وأُقسِم لكِ سَأشرح كُلّ شئ!
سَحبها إلى الدّاخل بحذر كَي لا يُوذيها وَجلس على الأرض أمامها يشابِك أناملها وَصرّح:جُونغكوك هو مَن عثر عليّ،وأخبرني أنّكِ ابنة جُونهو،هذا أثار غضبي للغاية،لقد كُنت أعمى بالإنتقام،كُلّ ما فَعلتهُ هو تنفيذ ما أخبرني بِهِ وقُمت بِأذيّتكِ،لَم أكن أعلم أنّه ابن جِيهون حتى اخبرتني أنتِ بعدها،أعطاني جُونغكوك مبلغ كبير لِأنني نجحت في طعنكِ وإيذائكِ،وضعت هذا المَبلغ في الدّين،وساعدني كثيراً على تخفيف الضّغط،وتركتُكِ بين يديهِ،لِهذا كُنت أعرف أنّكِ حبيبتهِ.
كَانت تُحدّق بعينيهِ المُشتتة ثُمّ استكمل بعدما بلل شفتيهِ:تركتُكِ ولم أقم بأذيتُكِ مُجدداً واعتمدتُ على جُونغكوك كونه مُحقق،وعرفت بِشأن انتحار والدكِ في الزّنزانة،وعثرتِ أنتِ عليّ مجدداً،ظننت أنَكِ قد كشفتِ أمري،لكِن بِشكل غير مُتوقّع قُمتِ بحل كُلّ مشاكلي،اعتقدت أنّكِ تُحاولين تَجَميل أفعال والدكِ العاهِرة بعدما وضع أبي في السّجن لِخمسة عشر عاماً كي لا تشعري بالذّنب،لكِن مع الوقت،عرفت أنّكِ لا تعرفي أي شئ،وغيّرتِ حياتي.
هِيلين:لَقد كتمت الحَقيقة،أخبرتني ماذا فَعل جُونغكوك كَي لا أفعله أنا وأنت فَعلت الشّئ ذاته.
تَايهيونغ:أحببتُ وجودكِ قُربي،ولم أرد أن تبتعدي عَنّي،أنتِ صديقتي الوحيدة التي منحتني كُلَ شعور جَيَد لم أُجرّبه أبداً.
هِيلين:لا أُصدّقكِ.
تَايهيونغ:لا أرجوكِ،هِيلين اسمعيني،لقد فَعلت هذا لِأجلكِ.
هِيلين:زيَفت صداقتنا لِأجلي؟
ضَاجعتني،قُلت أنّكَ تُحبّني،نظرت في عينيّ،ضَحكنا سافَرنا فَعلنا كُلّ شئ وأنتَ تعرف أنني ابنة الرّجل الذي دَمّر حياتك وَدمّر حياة والدك؟
مُزيف،مُزيّف كَعينيك،مُزيّف كَصوتك،مُزيف كَيديك التي كَانت تُطمئنني وَقت فَزعي،مُزيف كِيم تَايهيونغ،كَاللعنة.
همَّت بالرّحيل تاركةً إياه خَلفها حتى استوقفها بعدما قَال بنبرة مُرتفعة:وَماذا عَنه؟
لم تستدر بل انتظرته يتحدّث حتى استكمل:مَاذا عَن جُونغكوك،ألم يَفعل مَا فَعلته أنا تماماً؟
لِمَ سامحتهِ وأنتِ ترفضين مُسامحتي؟
هِيلين:تستلذّ حقَاً بإدخالهِ في كُلّ حديث نخوضه،لا يَهم الآن،مشاكلي مَعه سَأحلّها أنا.
تَايهيونغ:هَذا لا يُغيّر حقيقة أنّه قَضيب وفَعل كُلّ هذا لِينتقم لوالدهِ،هل أنا أخطأت عِندما فَعلت المِثل؟
أنا حَتى لم أنتقم مِنك لقد كُنت بجانبك دائِماً عندما كُنتِ تبكين علىٰ فُراقهِ.
استدارت وكتفت ذِراعيها بعدما مَسحت دموعها بِخشونة:تظن أنّك لم تنتقم مِثلما فعل؟
حسناً المرّة القادمة صوّب السّكين في قلبي تايهيونغ،اقتلني وتخلّص مِنّي،ولمجرد أنني وسَامحته هل هذا يُعطيك الحَق لِتكرر فِعلتهِ ؟
تَبّاً لَكما إذاً.
تَايهيونغ:أنتِ عاهِرة لَه،وهذهِ الحقيقة لَم تتغيّر أبداً،كَان جُونغكوك،كَان دَائِماً هُو،أعرف هَذا جَيّداً عِندما كُنت أُضاجعكِ وهو حاضِراُ بِعقلكِ.
هِيلين:بالطّبع تَايهيونغ كَان دَائِماً هُو،السّيد جُيون كَان قضيباً لكِن صادقاً،لم يُخفي عنّي سره لِسبع سَنوات،لِحجج فارغة،وفَعل المُستحيل لِيُثبت برائة والدي وهذا أذهب ببصرهِ وسمعهِ وعملهِ في حادِث مُدبّر،جُونغكوك لَيس جَبان،مِثلك.
تَايهيونغ:مُتأكِّدة أنّه لَم يخفي سِرّه طويلاً؟
جُونغكوك كَان يِراقبِك لِسنوات قبل أن يُجبركِ على الدّخول إلى حَياتهِ،هل أخبركِ بِهذا مُسبقاً؟
لقد كَان يضع كامِيرات في غُرفة نومكِ وفي كُلّ مَكان بِإمكانكِ تخيّله،يتجسس على مُكالمتكِ مَع عائِلتكِ أصدقائكِ.
هِيلين:سَعيدة بِهذا تَايهيونغ،سعيدة كوني عاهِرة لِجونغكوك كَاللعنة.
وقفت أمامهِ وتخالطت أنفاسهِ بخاصتها وصَرحت وهي تَعلم أن هذا يُغضبهُ كَالجَحيم:سَعيدة بِأن أمنح لِجونغكوك كُلّ شئ،الحُب،الجِنس،مُضاجعة جَيّدة،مَشاعِر صَادِقة،أفعل معه كُلّ شئ فَعلتهُ مَعك وأكثر بكثير،لِأنّه ببساطة حبيبي،لَيس شَريك جِنس وصديق مُزيّف،سامحتهُ وسأبقى أسامحه لِآخر يوم بِعمري،جُونغكوك هو الشّئ الصّادِق في حَياتي التي عبارة عن لُعبة قذرة أنت داخلها.
عندما يحين وقت الإنتقام،هِيلين لا ترى مَشاعر،تتعامَل بِعقلها،تَقتل قلبها مِئة مرّة رُغم أنّ وقوفها أمام صَديقها الوَحيد والذي اكتشفت سِر خطير ومُؤلم عنه،ينَهش بأيسرها كثيراً،تَبادلا النّظرات طَويلاً ثُمّ قالت تستكمل كلماتها بِكره:عاهِر ناكِر لِلجميل،لقد فَعلت الكَثير لِأجلك أنت وعائِلتك كان على الأقل عندما ترى صِدق مشاعري نحوك تُخبرني الحقيقة،لكِنك استكفيت بالصّمت.
تَركته وخَرجت مِن الشّقة لكِنّه لَحقها في الرّواق والتَقط يَدها بِعنف يُعيدها لِمكانهِ حَتى صَاحت تدفعه بعيداً قائلة:اترك يدي!
تَايهيونغ:لقد كُنت معكِ في كلَّ لحظة لكِن هو ماذا فَعل لكِ أجيبني هِيلين!
صَرخ بِها حَتى نفت بِرأسها تُحاول جذب يدها بقّوة مِن قبضته وهو يَأبى إفلاتها،ارتطمت بِصدرهِ وأدمعت بِضعف تَرفع مِقلتيها عليهِ وصاحت بِه:أنا أُحبّه ألا تَفهم!
فَجأة سَمع صَوت زَناد وسلاح تَمّ توجيهه لدى رأسهِ والتفت لِيُحدّق بِيونغي الذي سَحب هِيلين له وقال:ألم تقل لك أن تبتعد؟
تطاولت كَثيراً مُحامي كِيم،أليس غباءاً مِنك أن تَفعل؟
فَقط لِأنّك كُنت شَريكها في الجِنس لا يَعني أن تتجاوز حدودك،علاقتكما انتهت هُنا،هَيا هِيلين.
تمسّك بكّفها وخرجا مِن المَبنى،فور ما دَخلا السّيارة كوّبت هِيلين وجهها تُخفي دُموعها الغزيرة وصَاحت بين شهقاتها:لِـ لمَ الجميع يستمر في اخباري لعنات كثيرة عنه كي أكرهه وأنفصل عنه!
لِمَ لا أحد يَفهم أنني أحبّه!
يُونغي:صَدَقيني أي امرأة عاقِلة ستهرب بِجلدها إن عاشرت جُونغكوك ساعة واحِدة لكنّنا نعرف جَيّداً كَم أنتِ واقعة في حُبّهِ.
هِيلين:لا تَخذلني يُونغي واخبرني الحقيقة،هل جُونغكوك كان يتجسس عليّ حَقاً في منزلي؟
هل جُونغكوك كان بالفِعل يعرفني قبل مُقابلتنا الأولى؟
كان يعرف مَن أنا،أين أذهب،كُلّ تفاصيل حياتي؟
هل راقبني لِسنوات؟
صمت قليلاً واعتصر المِقود بقوّة قبل أن يُردف بصعوبة:نَـ نعم،مُنذُ أن كان ثلاثة وعِشرون عاماً،وكُنتِ في العاشِرة.
هِيلين:حسناً سؤال آخر،هَـ هل لديهِ مقاطع لي في غُرفتي؟
يُونغي:نَعم.
هِيلين:يبدو أنّه كان يستمتع بمشاهدة مضاجعتي ليونجين وكأنه يُتابع مقطع إباحي.
تنّهد طويلاً وهو حَقّاً لا يَمتلك شئ لِقولهِ،لا شئ جَيّد حولها لِيقوم بمواساتها بِهِ،مَسحت دموعها وَصرّحت بِصدمة:لِمَ واللعنة لا أكرهه؟
كَيف؟
حتى عندما ظننت أنّه كسب قضيّة والدي ورَحل لقد كُنت أتوق لِرؤيتهِ،وكأنّ جسدي مَسكون بِروحهِ،ما الذي يَحدث لِي بحق الجَحيم؟
يُونغي:الحُب يَحدث لكِ هيلين،أنتِ ببساطة مُتيّمة بِهِ.
_________________
يَنتظر في غُرفة المَعيشة،بتعابير جامِدة،يهزّ قدميهِ بغضبٍ مكتوم بينما مِينجي كانت مُختبئة في احدى الغُرف في الأعلى تنتظر أن يجيب يُونغي على اتصالها،حَتى القت نظرة على النافِذة لِتجد سَيّارتهِ تتوقّف،ابتسمت بإرتياح ونزلت سَريعاً لِإستقبالهِ ومرّت قُرب جُونغكوك ثُمّ أردفت:لقد وَصلا.
لم يُعطي أي ردّة فَعل سوى أن قدمهِ قد توقّفت وتنهّد بحنق،فُتح البَاب لِيظهر مِن خلفهِ يُونغي الذي كَان يتمسّك بجسد هِيلين كي لا تسقط وأجلسها بِحذر على الأريكة،مَنح مِينجي عِناق قويّ وقَبّل جبينها بسريّة ثُمً ابتعد مُردفاً لِجونغكوك:لقد كُنا
جُونغكوك:كُنت سَأهتم إن اخبرتني مُسبقاً،لكن الآن،فلتذهبا للجَحيم.
يُونغي:تولّيت أمرها جُونغكوك هِي بِخير الآن.
جُونغكوك:ليست حبيبتك لتتولّى أمرها.
هِيلين:جُونغكوك لا تُخاطِب يُونغي هكذا.
جُونغكوك:لا تمتلكِ أي حق التدّخل في أموري في حالة أنّكِ لم تُعطيني مَجال لِأتدخّل في شُئونكِ.
هِيلين:أنت كُنت بِالفِعل تتدّخل في شُئوني دُون أن يُعطيك أحد الحق لهذا سَيّد جُيون.
ضَيّق عينيهِ ونظّف حلقهِ مُردداً:ماذا تَقصدين؟
هِيلين:لا أقصد شئ،سَأقضي ليلتي هُنا،في هذهِ الغُرفة،لا أًريد أن أعاني مشَقّة الصّعود إلى أي غُرفة الليلة،أنا بالكَاد استطيع السّير على قدمي،شُكراً لَك يُونغي،على كُلّ شئ،أنا أعنيها،الوقت مُتأخر جداً،يُمكِنك البَقاء هُنا،هذا منزلك.
تعاملها بِجفاء زائِد مع جُونغكوك وأيضاً دون أن تُوّجه له أي كلام آخر رُبما هذا أَكثر ما يَمقته،يكره عندما يَشعر أنّه لم يأخذ الإهتمام الذي يَستحقه مِنها،اقتربت مِينجي مِنها وعرضت:أخبريني أين هِي غُرفتكِ وسأجلب لكِ ثياب مُريحة لِإرتدائُها.
هِيلين:أكبر غُرفة،وآخر غُرفة في الرّواق على اليَسار،شُكراً لَكِ.
يُونغي:صحيح هِيلين،لقد اشتريت لكِ عُكازاً،رُبما قد تحتاجينهُ.
هِيلين:رُبما قليلاً لَكِن لن أستخدمه طويلاً،بالفِعل بدأت أتعايش مَع الألم.
همهم وخَرج مُسرعاً حيث سَيّارتهِ وترك جُونغكوك وهِيلين بِمفردهما،جَلست بِحذر على الأريكة وتنّهدت طويلاً،رُبما الصّداع التي تُعاني مُنه الآن أشد ألماً مِن جُرح فخذها،وبالطّبع كِبرياء جُونغكوك قد تَغلّب عليهِ ولم يتحدّث مَعها بل اكتفى بالجُلوس وهو يَعلم أنّها قُربهِ،رنين هاتفها في جيبها قَد كَسر الصمت لتلتقطهُ وأجابت سَريعاً:مَرحباً.
لقد كَان الطّبيب المُشرف على حالة جُونغكوك الصّحية وقد نوّه:سَيّدة كِيم،غُرفة العمليات جاهِزة بعد غَد،يُمكن للسيّد جُيون المَجيئ،الطّاقم الطّبي في انتظارهِ.
هِيلين:حَقّاً!
شُكراً لَك!
انهت المُكالمة وعلى وجهها ابتسامة عريضة قد أتى يُونغي على صددها وتفحّص ملامِح وجهها ليفهم على الفور،تبسّم بهدوء وعلّق:انظري وجهكِ يكاد ينشق مِن الإبتسامة.
قهقهت بعدم تصديق بينما جُونغكوك قد سَئم مِن كُلّ هذا وصاح بنبرة مُرتَفعة:سُحقاً لكما حَقاً!
اقترب يُونغي وتمسّك بذراع الأصغر وقام بلويهِ خلف ظهرهِ وتمتم في أذنهِ:تَجاوزت حدودك أيها القضيب الصّغير،أنا أفوقك عُمراً ومكانةً،اخرج غضبك على أي شخص آخر غيري فهمت؟
لم يجيبهُ جُونغكوك حتى احتدّت قبضة يُونغي على ذراعهِ ليتأوة الآخر سريعاُ مُردفاً:حَسناً حَسناً فهمت!
تركه يُونغي على الفَور حتى صَرّح جُونغكوك بغضب أخيراً:الآن أصبحتما أصدقاء وأنا طَرف ثالث فقط لِأنني أعمى!
هِيلين:لِأنّك قضيب سيّد جُيون.
جُونغكوك:ألفاظكِ اللعينة هِيلين!
يُونغي:مُنذُ متى كُنت ضريراً وأنتَ ترى كُلّ شئ حولك كَالساحِرة الشريرة؟
جُونغكوك:بالطّبع أرى كُلّ شئ وصديقي وحبيبتي قد اختفيا لعشر ساعات لم أعرف عنهما شيئاً حتى الآن!
يُونغي:هِيلين كَانت بالمَشفى.
جُونغكوك:وهذهِ نصف الحقيقة هِيونغ.
هِيلين:لقد كُنت لدى شريكي جُونغكوك.
يُونغي:سَأرحل الآن.
جُونغكوك:كُنتِ لدى مَن واللعنة؟
نفت هِيلين بِرأسها بِقوة وَسحبت ذِراع يُونغي كي لا يذهب ودفعته ليصعد إلى الأعلى ليبتسم بِصدق وشكرها بنبرة مُنخفضة،وقفت هِيلين أمام جُونغكوك وصرّحت:شريكي سيّد جُيون،الذي لم تتسائَل أبداً عن اسمه،كُنت تكتفي بلعنه في حديثك.
جُونغكوك:وما اسمه؟
هِيلين:كِيم تَايهيونغ.
جُونغكوك:كِيم تايهيونغ؟
ضيّق عينيهِ يحاول تذكّر الأسم الذي كان مَألوفاً للغاية بالنّسبة لَه حَتى استَكملت:كِيم تايهيونغ ابن كِيم دويون الأَكبر.
ابتلع ريقهِ عندما استوعب ما قالته للتو وهَمس:كَيف هذا؟
هِيلين:صدّقني لا أعرف،وكأن التّاريخ يُعيد نفسهِ،أثق في أشخاص أنا مُتأكدة أنه مِن الطبيعي الوثوق بِهم لأنني أنا من اخترتهم لكن ينتهي بي الأمر كالمُغفلة وأكون مُجرد دُمية ظَنّت أنها مَلِكة اللعبة،لقد اخترت تايهيونغ ليكون المُحامي الخاص بي دوناً عن ألف طالب مِن فرقتهِ،تبّاً لي حَقّاً.
جُونغكوك:كَان هذا في بِداية الأَمر هِيلين أقسم لكِ،لَم أَكُن أُفكّر بِشئ سِوى
هِيلين:لا دَاعي لِتدافع عن نفسك سيّد جُيون،لأنني أعطيك مِئة مُبرر لكلّ شئ لعين فعلته لي مُسبقاً،أنا دائِماً أجد لك مُبرر كَي لا ينقطع حُبّي لك،أسامِحك على أكبر الأشياء فقط لِأن قلبي مَعك،وأرضاءاً لَه لِأنه يعشقك،مهما فَعلت سَأبقى عاجِزة عن كُرهك،وكَأنني خُلقت لِأكون مُتيمة بِك،أنتما ارتكبتما ذات الجريمة بِحقّي،جريمة الإستغلال،لكِنّي سامحتك ولم أُسامحه.
اقترب نحوها أكثر وكوّب وجهها يُقبّل جبينها هامِساً بِأعين دَامِعة:أنا آسف حَقّاً.
هِيلين:قَدّر هذا أرجوك لِأنني إن صُدمت بِحقيقة شئ آخر سَأفقد عقلي للأبد أنا أعنيها،تَايهيونغ مَنحني كُلّ شئ جَيّد وانتهى الأمر بِأسوء شُعور قد شعرت بِهِ،لكن وصل لِي صدق مشاعِره،تايهيونغ الشّئ الوحيد الذي كَان صادِق في حياتي مؤخراً،والآن كُلّ شئ تحوّل إلى كذبة لَعينة،خسرت بسببها الفرد الوَحيد المُتبّقي مِن عائلتي،الآن أنت كُل ما أملك،إن فقدتك سَأفقد حَياتي مَعك.
عانَقها بقوّة بينما هِي لَم تبادله بل شرعت بالتّحديق في الفَراغ،مرهَقة للغاية لتدفعه بَعيداً،اكتفت مِن كونها دُمية تتأرجح بين كُلّ الأشخاص التي تَثِق بِهم،هَمس بِصعوبة بعدما ابتعد ومَسح على وجهها:لِـ لهذا رَفضت مُقابلتكِ لسبع سنوات،أنا سئ لَكِ،حَقّاً أنا كَذلك،كُنت أريد البحث عنكِ ورؤيتكِ،اللعنة لقد كُنت احترق لِهذا،لكِن أنا أعرف جَيّداً أنني سَألحق بِحياتكِ الدّمار،وجودي في حَياتكِ بِقدر ما هو جَميل فَـ هو لَعنة بِحد ذاتهِ.
هِيلين:سَيّد جُيون أرجوك تَوقّف،تَعلم أنني في النّهاية لن أتخلّى عنك مهما كَنت سئ واللعنة إن كُنت قاتِل سَأُحبّك،لا يُوجد شئ يُمكنه أن يُغيّر هذا،فَقط...
توقَفت عن الحديث عِندما نَزلت مِينجي وتفحّصتهما بِحُزن ثُمّ سألت:تُريدين مُساعدة هِيلين؟
هِيلين:لا أنا بِخير،شُكراً لَكِ مِينجي.
التَقطت الثّياب التي أحضرتها مِينجي ثُمّ قالت:هِناك اجرآءات يجب التّوقيع عليها في المَشفى كَونكِ الوصَيّة على السّيد جيون،موعِد العَملية بَعد غَد.
مِينجي:حَقّاً؟
بِهذهِ السّرعة؟
هِيلين:إنّها المَشفى الخاصة بِي بالطّبع بهذهِ السّرعة.
مِينجي:شُكراً لَكِ حَقّاً هِيلين.
هِيلين:هَذا لا شئ مِينجي،لَيلة سَعيدة.
مِينجي:جُونغكوك هل ستصعد مَعي؟
هِيلين:لَيلة سَعيدة جُونغكوك.
سَحبت مِينجي جُونغكوك الذي لَم يُجيب على أي حَديث موجّه لَه،صَعدت بِهِ إلى الأعلى رُغم أنّه ترك قَلبهِ مَعها بالأَسفل،كَان يَرغب بِقضاء ليلتهِ مَعها لَكِن يَومها سئ للغاية لِيفرض سيطرتهِ على شئ،هي اكتفت مِن كُلّ شئ،بِالكاد تتحدّث مَع نفسها هي فقط تُريد الهُروب بالنّوم.
استلقت على الأريكة أخيراً وهي تشعر أنّها في الجنة،اغلقت عينيها وتَنهّدت طويلاً مُردفة:تَبّاً للرجال،وكَأنهم خُلِقوا لِيكونوا ألام مُؤخرة.
___________________
فَتح مِقلتيه بصعوبة وكأنه يرفض الإستيقاظ،شَعر بِحركة حَولهِ وكَردة فِعل سريعة كَمُحقق،قَد انحنى أسفل السّرير يَبحث عن مُسدسهِ،لكِن تذكّر أنّه لَيس بِمنزلهِ،سَمع صَوتها النّاعم الذي تحدّث رُغم أّنه لم يَكُن واضح البَتة،بسبب السّماعة التي لَم تتواجَد بأذنهِ،التَقطتها هِيلين ووقفت أمامهِ تَضعها بِحذر لِيهدئ جَسدهِ تدريجياً واستكن بعدما سَمع بِوضُوح.
كَوّبت وجههِ تَمسح عليهِ بِلطف شديد وصَرّحت:مِنزلي آمِن،لَن يُفكّر أحد بِدخولهِ،لا تقلق،لَكِن المَرّة القادِمة سأضع لَك مُسدساً أسفل السّرير.
أنهت حَديثها بِإبتسامة هَادِئة واسَتكملت:صَباح الخَير.
هُناك الكَثير مِن الأسئِلة التي تَدور بِرأسهِ بِشأنها،كَيف لَها أَن تَكون بِهذا الهُدوء وَصديقها الذي بمَثابة عائِلتها كَان على عِلاقة بِحبيبها مُسبقاً للإنتقام مِنها،مُشوّش،للغاية،لكِنّه اختصر حديثهِ ونوّه بِهدوء وبِصوتٍ أجش:صَباح الخَير.
طَرق على بَاب الغُرفة قَد جذب انتباه هِيلين لِتسير لِفَتحهِ وابتسمت لِرؤيتهِ قائِلة:مَرحباً يُونغي.
يُونغي:مَرحباً هِيلين.
توّجها لجُونغكوك لِتُصرّح هِيلين بِإبتسامة صَغيرة:أعلم أنّك تَشعر بِعدم ارتياح كَونه لَيس مَنزلك،لِهذا طَلبت مِن يُونغي المَجيئ،لِيُساعدك بِأي شئ تَعجز عن طَلبهِ مِنّي،سَأنتظركما بالأسفل،سَنُجهّز أَنا ومِينجي طَعام خَفيف لِنتناولهُ أربعتنا.
همهم يُونغي وشَاهَد هِيلين تَخرج مِن الغُرفة وأغلقت البَاب خلفها حَتى تقدّم يُونغي وصَرّح بعدما بعثر شَعر الأصغر مُنوّهاً:آخر يَوم لَك وأنت أعمى أيّها القَضيب،أي أُمنيات؟
تنّهد جُونغكوك طَويلاً ووقف على قدميهِ مُردفاً:لَست مُتحمّس للغاية.
يُونغي:كَاذب،أنت مُتشوّق لِرؤيتها أَكثر مِن أي شئ.
جُونغكوك:وكأن عودة بَصري سَيغّير حقيقة أنني قَضيب لَعين عاهِر كان ولازال يُدمّر حياتها شيئاً ف شئ.
يُونغ:عُدنا لِذات الموضوع السّافل.
جُونغكوك:حّتى الرّجل الوَحيد الذي قَررت الوثوق بِهِ كَان الرّجل الذي ارسلته لِيُلقّنها دَرساً مُسبقاً،بَقى مَعها لِسبع سَنوات يَتدخّل في شُئون حَياتها وعرف كُلّ تفاصيلها حَتى أنّه كَان يُضاجعها،لقد قَدّمت لَه هِيلين في طَبقٍ مِن ذَهب.
يُونغي:هي مَن اختارته جُونغكوك هذا قدرها،لقد قُلنا هَذا مُسبقاً لا تُؤنب نفسك على أشياء ارتكبتها في حق هِيلين وهي بنفسها لا تُونّبك عليها،دَعك مِن هذا وانشغل بِمستقبلك الذي سيزدهر مِن جديد بدايةً مِن الغد وهي بِجانبك،هذا الأهم الآن والذي يَجب عليك القلق بِشأنهِ.
جُونغكوك:لا أستطيع استيعَاب هَذا بعد.
يُونغي:لديك عمرك بِأكملهِ لتستوعب هذا صديقي،سأسلّم لكَ أي قضية لعينة وصعبة وأذهب أنا في عُطلة،صحيح هُناك شئ يجب عليكَ معرفتهِ،لكِن لاحِقاً،رُبما عِندما تنتهي عمليتك.
جُونغكوك:مَا هو؟
يُونغي:قُلت عِندما تنتهي عمليتك.
جُونغكوك:أياً كَان.
تمسّك بِذراع يُونغي وتوجّها للحمّام وأوقفه أمام حَوض الاغتسال مُنوّهاً:لقد جَلبت بَعض أغراضك مِن المَنزل كَي تستخدمها.
جُونغكوك:لَن أبقى في مَنزلها وقتاً طَويلاً على أيّة حال،لا أُحب التواجد في مَنزل لَيس مَنزلي.
يُونغي:غَداً سَتُبصر لِذا لَن يَفرق مَعك المَكان بَعد الآن،ثَيابك بالخَارج،وكُلّ ما تحتاجه هُنا،وبما أنّك تظنّ أنّك قضيب،لهذا سَأعاقبك،لن أُساعِدك بِشئ،دَبّر أمورك أيّها الضَرير.
خَرج يُونغي ونَزل إلى الأَسفل حَيث مِينجي وهِيلين اللتان تتحدّثن بِهمس في المَطبخ حَتى قَطع نِقاشهنّ وعلّق:بِمجرد أن يُبصر ذلك القَضيب سيَخرج امره مِن يديّ،لِتتولّي شئونهِ أيّتها العاشِقة.
ابتسمت أَثر جُملتها والتفتت مُردفة:بِكلّ سَرور،هُلّ كل شئ مَعه يَسري على مَا يُرام؟
يُونغي:يُراوده تأنيب الضَّمير بسبب مُشكلتُكِ مَع تَايهيونغ،يَشعر أنّه السبب.
هِيلين:هو لَيس السبب،أنا مَن اخترت تَايهيونغ،لا فَائِدة مِن جلدهِ لذاتهِ على شئ ليس ذَنبهِ.
يُونغي:لا أعلم هل أُشفِق عليكِ أم أتفهّم أمركِ،لكنّي لا أرىٰ أي امرأة تقع بِحُب جُونغكوك وتكون بِكامِل قِواها العقلية.
هِيلين:سَأعتبر هذا اطراء وأَتمنّىٰ أن أبقى مَجنونة دائِماً حَتى لا أتوَقّف عن حُبهِ.
نَفّض رأسهِ واقترب يُقبل شفتا حبيبتهِ ونوّه:كَيف حَالكِ؟
استشعرت هِيلين الغرابة في الموقف واستكملت ما تَفعلهُ تُتَمتم:أظن أنه يجب عليّ أن أعتد على وضعكما الجديد.
يُونغي:عزيزتي أنتِ وحبيبكِ تتضاجعان في أي وَقت وفي أي مَكان وأمام البَشر دُون خَجل،ألا يُمكننا هَذا؟
هِيلين:لا مِين يُونغي يُمكنك.
يُونغي:شعرت بالذّنب،سأصعد لِمساعدته.
هِيلين:لا يَحتاج للمساعِدة.
يُونغي:لا بالطّبع سيفَعل المنزل جديد عليه.
هِيلين:صدّقني سينزل بِمفردهِ،كِبريائِهِ وعنادهِ سيمنعهُ مِن طلب المُساعدة،لقد حَفظ المنزل كَي لا يشعر بالحَاجة إلى أي شخص.
بدأوا بِوضع الأطباق على المَائِدة وسمعوا صَوت خَطوات قريب قد جذب انتباههم حيث السلم،الذي كَان ينزل جُونغكوك عليهِ بِكَل ثقة،بعدما اغتسل،غيّر ثِيابهِ،يضع عطرهِ المميّز الذي بدّل رائِحة الغُرفة،ابتسمت هِيلين ورَمقت يُونغي الذي صرّح بفراغ:رُبما أنا الضّرير في النّهاية.
هِيلين:رُبما.
اقترب ناحيتهم مُعتمداً على حدسهِ وحواسهِ لتقف هِيلين أمامهِ تُغلّف وجههِ بيديها وسحبتهُ لِمستواها تضع ثغرها على خاصتهِ بِإشتياق كَبير ثُمّ ابتعدت مُردفة بنبرة أشبه بالهَمس قُرب اذنهِ:لم أنم جَيداً وأنا بالأسفل،وأشعر بالنّدم كَثيراً لِأنني لم أنم قُربك.
تمنّىٰ أن ينعكس الوضع وتكون هِيلين الضريرة كَي لا يتسنّىٰ لها رُؤية ملامحهِ المُحترقة،يُحاول كبت مَشاعِرهِ الخَجِلة،السّعيدة،العاشِقة كَي لا تراها،يدهِ التي رَغب بِرفعها كَي تستقر على خصرها كنت مُرتعشة كفاية،لذا جمَدها قُرب جسدهِ،ختمت تواصلها الجَسديّ بِقبلة على وجنتهِ وشابَكت أناملهِ تسحبهُ حيث مائِدة الطّعام.
جلسا قُرب بعضهما وبِمجرد جلوسهم جميعاً على ذات الطاولة قد نوّه يُونغي:المُحقق الذي تولّىٰ قضيّة كِيم وجُيون كَان لي ووشيك.
اتسعت عيني هِيلين وصاحت:مِين يُونغي.
جُونغكوك:لِمَ أنتِ مُتفاجئة أليس هو بالفِعل؟
هِيلين:لـ لكِن أنا ويُونغي اتّفقنا ألا نُخبرك شئ حتى نتأكد أنّه المُحقق الذي تولّى القضية.
يُونغي:أنا مُتأكد مما أقوله.
ابتلعت ريقها وتفحّصت جُونغكوك الذي كان يُنصت بِتركيز لِيستكمل يُونغي:لِي ووشيك،كَان مُحقق مُبتدئ يُعافر في حياتهِ وينتظر القضيّة الكبرى التي سَتُغير مَجرى حَياتهِ وقد أتت لَه،ووشيِك تولّىٰ قضيّة كِيم وجُيون ومُنذُ البداية وهو يُحاول الحصول على خطأ كَي يقبض عليهما،يُراقِب أطفالهما،هِيلين وشقيقتها وجُونغكوك،زيجاتهما.
يُونغي يَعلم جَيّداً أن غضب جُونغكوك أحياناً ينقلب بِكارثة،انتقامهِ خطير وكِلا يُونغي وهِيلين يعرفان هذا جَيداً،لَكِنه يرغب بإعطاء جُونغكوك جُرعة كَي يتلهّف لِإستعادة بصرهِ والعودة إلى حَياتهِ الطبيعية
استكمل بينما يُحدّق بِملامِح هِيلين القلقة:لكِن لم يجد عليهما شئ،كَالعادة،سَئِم ووشِيك مِن هذهِ اللعبة القذِرة،لذا قرر الخُروج عن القانون،في يومٍ ما نَجحت الشرطة أخيراً بإقتفاء أثر جِيهون وطلبت مِن جميع القوات مُلاحَقتِهِ،مِن بينهم ووشيك،الذي كان بالفعل قد استأجر شاحنة نَقل بضائِع كبيرة كي تصطدم بِجيون ويلق حافتهِ،وأخبر مَكتب التّحقيقات أنّه هو الذي عَثر على جِيهون قبل الشرطة وانسب الفَضل لِنفسهِ
عندما اكتشف أنه لازال على قيد الحَياة أمر بإستدعاء سيارة اسعاف مِن مَشفى والد جُونهو تحديداً ووقتها كَان يعمل بها طبيب مُبتدئ لكِن مُتمرّس وناجِح،مُستحيل أن يقتل جِيهون بِجرعة زائدة بالبروفين،لِأن تحليل الطب الشّرعي الأصلي أفاد أن جِيهون قد مات مُختَنِقاً.
في رأي هِيلين تعابير وَجه جُونغكوك كانت مُرعِبة للغاية ووجب على يُونغي التّوقف لكنه تابع سردهِ مُردفاً:جُونهو كَان بريئاً كُل هذهِ السنوات واستخدم سُلطة والدهِ في أن يوكّل له مُحامي قوي كَي لا يُسجن،مِن رأيي هُو لديهِ كامِل الحَق بِهذا،وتّمت تبرأتهِ مِن كُل التّهم المَنسوبة إليه،علاوة على هذا،تُهمة النصب والإحتَيال،الشّاهِد الوحيد الذي كان سَيُنسب له التّهم كَان شريكهِ جُيون حِيهون،ومات.
راقَب ووشِيك هِيلين وجُونغكوك يَكبران،وكان يُخطط بطريقةٍ ما أن يَجمعهما لَكِن جُونغكوك سَهّل عليه الأمر عِندما انضم لِمكتب تَحقيقات فِيدرالي أسفل قِيادتهِ،علم أنّه مُجرد شاب فُضولي سينبش بِماضي والديه وهذا قد حَدث،بدأ يحقنه بالكُره والحِقد اتجاه هِيلين وعائِلتها،راقَبها لسنوات عديدة حتى بعد عشر سنوات تمت هِيلين عامها العِشرون وأصبح مِن القانوني أن يتكسّع جُونغكوك معها وعثر ووشِيك على خِطة مُناسبة يَجمعكما بِها،وَحدث ما حَدث.
ذَرفت هِيلين دُموعها وهي تسمع بَراءة والدها وانزلت رأسها حتى تَسائل يُونغي:تَضحكين أم تَبكين؟
قالها عِندما لاحَظ ابتسامتها ثُمّ مَسحت دُموعها سَريعاً تُقهقة واردفت:لَم أَكُن مُستعدة أن أسمع شَخص يُقر ببراءة أبي أبداً.
يُونغي:آسف لِأنني لَم أعرف هَذا مُسبقاً،رُبما الحَق لا ينتصر دائِماً لكنه يظهر.
حَاول جُونغكوك العُثور على يد هِيلين لِإلتقاطها حَتى فَهمت على الفور وشَابكت يدهِ وصَرح:أنا أعلم جَيّداً أنّه لَم يَقتله،آسف لِعدم
قَاطعته هِيلين سَريعاً بعدما ارتسمت على وجهها ابتسامة واسِعة واقتربت تُقّبل وجنتهِ مُردفة:أعلم أنّ ووشِيك قد نَجح في إيقاعك في فَخّهِ،لكِنّي مُدركة تماماً أنّك مُنذُ أن أحببتُني وأنت تَفعل كُلّ ما بوسعك لِمساعدتي.
هذا بالظَّبط ما حاول جُونغكوك قولهِ لكِن هِيلين سَبقتهُ،راودها اتّصال قَد اجبرها على ترك أناملهِ لِتُجيب على الفَورعندما تعرّفت على المُتصل ورددت:مَرحباً.
نَمت ابتسامة مُريحة على ثغرها ثُمّ قالت:حَسناً،الليلة سَنأتي ونَقوم بِكّل الإجراءات المَطلوبة.
انهت المُكالمة وحَدّقت بِمِينجي ويُونغي تُنوّه بعدما عاودت مُشابكة يَد جُونغكوك مَرّة أُخرى:يجب على السّيد جُيون البَقاء في المَشفى،لِكي يقوموا ببعض الفُحوصات للتّأكد إن كَان يُعاني مِن حساسية اتّجاه أي نوع مِن الأدوية وأيضاً كَي يتم تَجهيزهُ للعملية.
مِينجي:هَذا رائِع.
هِيلين:للغاية،سَيّد جُيون.
قالت اسمهِ تَجذب انتباههِ ثُمّ استكملت:سَأكون مَعك دائِماً،اليَوم وغداً،العاملين بالمَشفى حريصون على مرور كُلّ شئ بسهولة وبشكل آمن،يَعلمون جَيّداً أنّك مَريض مُميز،لا دَاعي للقلق.
جُونغكوك:لَست مُتوتّراً.
انزلت هِيلين بَصرها على قدمهِ التي تهتز أسفل الطّاولة لِتتنهّد وأجابت بِقلّة حيلة:فَقط أقول.
__________________
يَجَلس في جِناحهِ الخَاص،ويعلم أنّ هُناك حُراس،سَيّارات تحميهِ خَارج المَشفىٰ،حَرص يُونغي وهِيلين على ألا يَحدث تَلاعُب في أي شئ،يُريدان مِن عملّيتهِ أن تَسري على مَا يُرام،رُغم أنّهما قلقان للغاية مِن حدوث شَئ مُفاجئ لَعين،تتأكّد هِيلين مِن الطّبيب الذي سيجري لجُونغكوك العَملية،هَل تَمّ تهديدهِ أو ما شابه.
وهي ذات الوقت تتفحّص الأدوات التي سَتُسخدم على جُونغكوك كَي لا يتحسس مِنها وتحدث كَارِثة تتسبّب في فَشل العملية وفُقدان بَصرهِ إلى الأبد،تُحاول تَهدئة نَفسها بِشكل مُستمر،رُبما أَكثر مِن جُونغكوك،لكِن لا تُظهر هذا حَتى لا تَنقل لّه التّوتر والإضطراب.
قَابلت يُونغي في الرّواق وارتخت مَلامِحها على الفور ثُمّ سارت نَحوهِ مُتسائلة:هَل كُلّ شئ بِخير؟
هل هُناك شخص غريب قد دَخل المَشفى؟
يَحوم حول جُونغكوك؟
قام بَتهديـ
يُونغي:هِيلين ما اللعنة اهدأي!
الأوضاع على مَا يُرام هَدأي مِن روعكِ،كُل شئ بِخير،فقط لِندعي أن تَسير عملية جُونغكوك بِهدوء وسلام.
هٍيلين:أتمنّى هذا حَقّاً.
يُونغي:فَقط رِجال الأَمن يَرفض بِدخول الحُراس المَشفى،أتفهّم سَياسة المَكان،لكِن أُريد أن تأمين غُرفتهِ.
هِيلين:بالطّبع،امنحني دَقائِق،فقط كُن مَع مِينجي هي بالأَسفل توقّع على بَعض الأوراق،وأخبرها أنّ مَصاريف العملية مَدفوعة،وهذا ليس عَمل خيري أو شَفقة لَكِنّه واللعنة حَبيبي.
قالت جُملتها الأخيرة وهي ترحل حَتى قهقة واستجاب لِطلبها يَنزل حَيث مِينجي،بَينما هُناك مَن يَقف أمام الجِناح،طَرق عِدّة طَرقات ودخل بَعدما سَمح له الآخر بالدّخول،وَقف أمامهِ يِشاهِدهِ مُتحيّر مِن الطّارق الذي لَم يَتحدّث حتى الآن،وهو يَعلم جَيّداً أنّ هِيلين قد تَركت لَه مُسدّساً أسفل السّرير لكِنّه لَم يعرف مَع من يَتعامل حَتى الآن.
تحدّث صاحب الصّوت الخَشن،العَميق،بينما يَتفحّص ملامِح الآخر ووضع يديهِ داخل جِيوبهِ مُعلّقاً:مَرّ وقتٌ طَويل مُحقق جُيون.
جُونغكوك:كِيم تَايهيونغ.
__________________
انتهى البَارت🤍.
كِيف كَان مَعاكم؟
١/تتوقعوا وش بتكون أحداث البَارت الجاي؟
٢/جُونغكوك بيستعيد بصره؟
٣/بيقدر ينتقم مِن ووشيك؟
٤/هل كُلّ شئ بيرجع طبيعي مَرّة ثانية؟
أشوفكم البارت الجاي وكُلّ عام وانتم بصحة وبخير وسعادة دائمة🤍.
بَاي نُجوم بَانقتان🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top