نَعم أم لا

بَارت جِديد🖤.

استمتعوا فيه زِين وتَجاهلوا الأَخطاء الإملائية لُطفاً🖤.

_________________

اتسعت عَينيهِ بِشِدّة حَتى اقَترب نَحوها وسَحب يدها بِعنف يَجرّها خلفهِ ليخرجا مِن المَكان ثُمّ صاح بغضب:لا دَخل لَكي بِعملي!
مَاذا تظَنين نَفسكِي بِفاعلة الآن!
تُجيدين تَمثِيل دَور الأُخت التي تُساعِد أخيها الأصغر!
أُخت مُؤخرتي حَقّاً،أي أُخت تترك أخيها خَلفها وتهرب كَالعاهِرة الجَبانة!


مِينجي:كَان يَجب عليك أن تَهرب مِثلي جُونغكوك!




جُونغكوك:شُكراً عَزيزتي لكِن هذهِ النّصيحة المُتأخرة لا تَلزمني،وأيضاً كَيف أرحل وحياتي كُلّها هُنا!
قام والداي بِإرسالكي لإستكمال حَياتكي ودِراستُكي فِي كَندا،أنتِ بالفعِل كَان لديكِ مَهرب،أنا مَاذا كُنت أمتلك؟
تَبّاً لَكي أنتِ وأنانيّتُكي اللعينة،لا تقتربي مِنّي ومِن حبيبتي أبداً،ولا دَخل لَكي بِها وبِأي شئ يَخصّني،أنا قادر على إعادتُكي رُغماً عَنكي إلى كندا مِينجي،ضَعي هَذا بِعقلكي،أنا مُحقق فِيدرالي،ودبلوماسي سَابِق.


مِينجي:والِدها صَحيح؟
هَذهِ هِي مُهمّتك؟



جُونغكوك:ارحلي مِن هُنا.




مِينجي:قَضيّة خاسِرة،اخبرها،عاجِلاً أم آجلاً،لستُ مِن أنصار الرّجال حَقّاً عدا زَوجي،لذا لا مَانع لديّ في أن أخبرها أن حبيبها مُخادِع حتى وإن كان حَبيبها هَذا أخي،لا أُحب أن ارى امرأة يتم استغلالها.




جُونغكوك:شَريفة للغاية مِينجي.




ابتسامة هَادِئة قَد ارتسمتها واستدارت لِيخرج سائقها يَفتح لَها البَاب ودخلت سَيّارتها الفارِهة،تنهَد جُونغكوك بِضغط كَبير وصَرّح بِتذمر:جُيون مِينجي مِين يُونغي ولي جِي يون،ووشيك!
أَشعر أن والداي سَيخرجان بَعد تحلّلهما لِيُخبراني أن أَتركها!


دَخل لها مَرّة أُخرى ثُمّ أخذ نفساً عميقاً،وجدها شاردة جالسة بِشكلٍ مُبعثر كَما تركها،الطعام مَتروك على الطاولة،اقترب أخيراً وَجلس بِجانبها مُردفاً:أّعتذر على هَذا،لَقد أثارت الفَوضى وَرحلت.



رَاقب مَلامحها الهَادئِة،لِتأومئ بِتفهم وابتسمت بِخفوت حَتى شَابَك يدها وأراح جَسدهِ يَلتقط أنفاسهِ المُتوتّرة،يَعلم أنّ هُناك خَطب ما بِها،يُحيط عِلماً بِأن مَا حَدث للتو،زَلزل أرض ثقتها بِهِ،لكِنّها تَتعامل بِطبيعية كَونها لا تُريد أن تُثير المَشاكِل دُون دَليل،وتَعكير صَفوهما وهِي مِن المُفترض تَثِق بِهِ وتُصدق كُّل ما يَقولهُ.



وُضِع الطّعام أمامهما،بِالكاد وَضعا شئ في ثَغرهما،يتبادلان ابتسامات هَادِئة ويَعبثان بعِيدان الأَكل،تَمّ إفساد مَوعِدهما الأَول،وبِجدارة،بسبب ما حَدث في المَكتب،علاوَةً على ذَلِك،شَقيقتهِ التي عودتها لَم تَكُن بِالحُسبان،يَمتلك العديد مِن التّساؤلات،مِثل؛كَيف مِينجي تَعرف بِأمر هِيلين؟
مَن أخبرها بِقاتِل والدهِ؟
وعلى أي أساس عادت بَعد أن قررت التّخلي عنه وتَفضيل حَياتها ومَعيشتها في كَندا؟




عَشاء صَامِت،لَم يَخلُ مِن نظراتهما،بالكَاد تَناولا شئ ثُمّ سَأل جُونغكوك بِنبرة دافِئة هَادِئة:هَل أَنتهيتِ صَغيرتي؟



أومأت بِرأسها بَعدما ارتشفت أَخيراً القَليل مِن المَاء لِتنظيف حَلقها ثُمّ رَدّت:نَعم،انتهَيت.




جُونغكوك:إذاً هَيا.




وَقفا مَعاً،عَدّلت ثَيابها مِن بَعثرة لَمساتهِ قبل دقائق على جَسدها،شَعرها،حَتى قَبل أن يَخرجا مِن المَطعم قالت:هَل يُمكنني الذّهاب لدورة المِياة؟





جُونغكوك:بالطّبع،الوَقت لَكي،سَأنتظركي في السّيارة.





هَمهمت بإبتسامة صَغيرة وتحرّكت مِن أمامهِ لتتوجّه لِلحمّام،دَخلت بِنيّة تفحّص مَظهرها قَبل الرّحيل،وغَير هَذا،إيقاظ نَفسها بِإلقاء مَاء على وَجهها،لِتستفِق مِن شُرودها المُتكرر،مَسحت مِحياها بِعنف ثُمّ راقَبت نَفسها في المِرآة بِهدوء مُخيف،حَتى كُسِر هَذا الهدوء بِدموع قَد تَشكّلت بِقناتها الدّمعية،عَاد شُعور الخَوف يهاجم قَلبها وبِشدة.



لا تَعلم هَذهِ المرّة هل هِي تَهابه؟
أمام تَهاب مَا يُخفيهِ عَنها؟
أم تَهاب على نفسها التي تَخاف أن تَنكسر بِكُلّ سُهولة إن جُرحت أو تَم كَسر قَلبها؟
أَثّرت المَياة على نفسيتها كَثيراً،استيقَظت مِن غفلتها،وخَرجت سَريعاً كَي لا تَجعلهِ يَنتظرها طَويلاً.



دَخلت إلى سَيّارتهِ وعلى ثَغرها إبتسامة جَميلة وسَألت:هَل تأَخرت؟




جُونغكوك:وقتي كُلّه لَكي.




وَضعت حِزام الأمان على جَسدها ثُمّ تربّعت على مُقعدها واسندت رأسها على النّافِذة،كَان يَتفحّصها في كُلّ لَحظة تَمر،يُراقِب صَمتها المَلحوظ،وإن التَقت أَعينهما،تكتفي بِالإبتسام،وتجنّباً لِهذا الَهدوء،قَد اغمضت هِيلين عَينيها،وهي مُستيقظة تَماماً،توقّف أخَيراً أمام المَنزل واستند على مِقود سَيّارتهِ،مدّ يدهِ لِتصل لِوجهها تَمسح عليهِ ثُمّ هَمس بِنبرة ناعِمة مُريحة:هِيليني،لَقد وَصلنا صَغيرتي.




فَتحت عَينيها وتحرّكت مِن مَكانها ثُمّ نزعت عَنها الحِزام تَفرك مِقلتيها بِنعاس وسَأل:هَل سَتبقين مَعي؟
أم سَتذهبين لِمنزلكي؟



هِيلين:أَظن أنني سَأبقى بالمَنزِل اليَوم،أَشعر بِالتّعب الشّديد.




جُونغكوك:عَلى رَاحتُكِ إذاً.





سَيكون كَاذِباً إن لَم يَشعر بالإنزعاج أَثر جُملتها،بَل سَيفقد عقلهِ،لكِن اختصر حديثهِ في تِلك الجُملة الصّغيرة وخَرجا مِن السّيارة المُتوقّفة أمام مَنزلها،استند عليها يُراقِبها ترتدي حَقيبتها وتمسّكت بِهاتفها ثُمّ سَألت:يُمكنك الذّهاب.




جُونغكوك:لا،لا بَأس،يَجب أن أتأَكّد مِن دُخولكي،وبالمُناسبة،هُناك حُراس حَول مُنزلكي،مِن شدَة اختبائهم لَن تُلاحظي وُجودهم حَتى،لا تقلقي بِشأن ذَلِك العَاهِر مَرّة أُخرى،أنتِ هُنا مَعي،لن يَستطع أحد الإقتراب مِنكي أبداً،وأنا أَعني أبداً.


ابتسمت بِصدق هَذهِ المَرّة،يُخلف ظَنّها وشُكوكها بِحركةٍ تُرفرِف قلبها ويتطاير كُلّ شئ سئ قد تَكوّن مِن ناحِيتها،اقتربت مِن نَفسها هذهِ المرّة،وَقفت أمامهِ مُستندة على جَسدهِ،يدٍ على قَلبهِ ويد أخُرى تتلمّس وجنتهِ بِنعومة شَديدة قَد خدّرتهِ في الحَال،بِحبٍ واحترافية لَم يعهدها قَد أخذت شَفتيهِ في عِناق حَميميّ.




تدريجياً قَد شَقّت يديهِ طَريقها نَحو خَصرها يرفَعها لِتُحاوط وسطهِ بِقدميها،لَم يَفعل شَئ سِوى أنّه تركها تتصرّف،غُرزت أناملها بِشعرهِ،تَسحبهُ أَكثر بِرغبة،جَسدها مَهما كَان خائِفاً مِنه،فَ هو ينصاع لَهُ في النّهاية،وكأنّه يَعرف مَالكه،لَف يسند جسَدها على السَيارة خلفها وبدأ الوَضع يَشتد عليهما في مُنتصف الشّارع،تَداركت هِيلين أمرهما وقَبل ابتعادها،قَد سَحبت شِفاههِ السّفلية بِعنف ثُمّ صَنعت مَجال ليتنفسّا أَخيراً.




شِفاهما مُتقاربة للغاية وكأنّها على وشك أن تتعانق مرّة أُخرى،أنفاس سَاخِنة تتحرّك ذِهاباً وأياباّ بَينهما،اجبنة مُتلاصِقة بِالكاد يَقف على قَدميهِ لكِنّه يَمتلك القوّة الكَافية لِحملها،حَتى لِساعات مُتواصلة،سَأل أَخيراً بعدما التقط انفاسهِ وعلّق:أَلن تُغيّري رَأيكي بِشأن البَقاء في المَنزِل بمفردكي؟
حَقّاً هِيلين؟
ستتركيني الليلة؟



هِيلين:نَعم حَبيبي،لَن أَبقى.





جُونغكوك:هِيلين هَيا.





هِيلين:سَيّد جُيون،فَقط اليَوم،إن سَمحت.





تنهّد طَويلاً ثُمّ أنزلها،لكن عقدة يديهِ حول خَصرها لَم تنفك،بَل اقترب وَدفن رأسهِ في عُنقها،يَحتضنها بِقوّة،ونَبس جُزءاً مما يَجول في خاطرهِ:فَقط اليَوم،لَن تتركِيني أبداً بعدها،لا تَبتعدي عَنّي مَهما حَدث،أَعلم أن أحداث اليَوم كَانت كَثيرة،غامِضة،قَد تَجعلكي تَشكّين بِأمانكي مَعي،لكِن صَدّقيني،أنا أُحبّكِ،كَثيراً حقّاً،لذا لا تتركِيني هِيلين،أَرجوكي.




هِيلين:جُونغكوك.




صَاحت بِها وبادلتهُ العِناق بِقوّة،أخذت رأسهِ تدخلهُ أكثر في جَسدها،تَأبىٰ تركهِ،كَان ينحني للوصُول لَها،لِهذا فَصلت العِناق سَريعاً كَي لا يَتألم رُغم أنّه لم يشتكي وكوّبت وجههِ مُنوّهة:أُحبّك،ولن أتركك،ثِق بِهذا.





طَبعت قُبلة طَويلة على شَفتيهِ وابتعدت مُبتسمة بِلطف على شَعرهِ المُبعثر وأعينهِ اللامِعة حَتى أومئ بِتفهّم وعلّق:لَيلة سَعيدة،لا تعتادي على هَذا كَثيراً،ليلتُكي سَتكون سَعيدة حَتماً إن انتهى بكي المَطاف على سَريري.




هِيلين:تَقصد عارية على سَريرك.





جُونغكوك:لَم أَكن أتخيّل هَذا لكِن تبّاً،هَذا أفضل بِكثير.





هِيلين:يا إلهي،هَيا ارحل،سَأذهب.





هَمهم مُبتسماً ثُمّ بَعثر شَعرها يُراقبها تختفي مِن مرمى بصرهِ،دَخلت أَخيراً وارتفع صَدرها يَأخذ نفساً عَميقاً،تَركت حَقيبتها على الأريكة وصَعدت إلى غُرفتها دُون تَفكير للإغتسال،خَرجت ترتدي ثِياب مُريحة والقَت بِجسدها على السّرير أَخيراً بَعد عَناء يُوم حَافِل.




مَرّت سَاعتين،وهي نَائِمة،غَير دارية لِمَن كَان يَستلقي بِجانبها يُراقبها،نَومها العَميق أتاح لَه التَمرّد ومُحاوطة خَصرها المَكشوف واقترب يُقبّل جَبينها طَويلاً،تسلّلت رائِحة رُجولية قويّة لِأنفها،نَوعاً مَا أيقظتها،لكِن ليست واعِية كِفاية،فَتحت عَينيها لِتجد زَوج مِن الأَعين تتفحّصها ويَد تَمسح على شَعرها،وهذا دَفعهُ للإبتسام.




لفّت ذِراعيها حَول عِنقهِ تَسحبهُ لتتلاحم اجسادهما بقوّة،أنزل يدهِ اليُسرى،والتقط فخذها العَاري يَضعهُ على خصرهِ ثُمّ ربّت على ظَهرها،رَفع الغِطاء عليهما،واختفت تَماماً بِجانبهِ فَقط شَعرها الذي كَان يَمسح عليهِ بِإستمرار ويَترك عليهِ قُبلات طَويلة.

_______________________


خُيوط الضّوء القوّية،القادِمة مِن اشعة الشّمس السّاقِطة على نافذتها،قَد ازعجتها للغاية مِن نَومها المُريح والعَميق مُنذ زمن،تَربّعت في مُنتصف السّرير مُحدّقة في الفَراغ ونَبست بِصوتٍ نَاعِس:لَقد حَلمت بِهِ،يَا إلهي أنا مَهووسة بِهِ،إن كُنت مُولّعة بالبَقاء مَعه على ذَات الفِراش لِمَ لم أذهب؟
تَباً لِي ولِكبريائي حَقاً.




وَقفت بصعوبة وسارت مُترنّحة لِحمامها،لِأخذ دُشاً دافئاً،خَرجت مِنه فائِفة النّشاط،مَنشفة كَبيرة تُحيط جَسدها،جَلست أمام مِرآتها تُرطّب بَشرتها بالكَامِل،فـ اليَوم أخيراً يَوم عُطلتها،تُمشط شَعرها،تُدلّك ساقيها،تَشعر بالإنتعاش والرّاحة الشّديدة وبين كُلّ هَذا لَقد تذكّرته.



حَدّقت بِهاتفها طَويلاً،مُتعجبة مِن عدم اتصالهِ،أَيُعقل مُنزعِج مِن تَركها لَه أمس؟
تَمتمت بِتنهّد بينما تُحدّث نفسها:يَبدو أنني سَأتخلى عن كِبريائي كَثيراً مَعك سَيّد جُيون جُونغكوك،قَدّر هَذا قَبل أن أفصل رأسك عَن جَسدك.



رفعت هاتفها تَضغط على اسمهِ لِتُحادثهُ حَتى سَمعت صَوت رنين قَريب للغاية،فَجأة قَد دَخل ووقف يستند على البَاب عاري الصّدر مما جَعلها تَشهق وتَقف سَريعاً حَتى ضحك ووضع هاتفهِ على اذنهِ قائِلاً:لا تَقلقي سَيّدة جُيون،أُقدر هَذا كَاللعنة،لَن تحتاجي لَفصل رأسي عَن جسدي.



هِيلين:مَـ مَاذا تَفعل هُنا في الصباح الباكِر!




جُونغكوك:يَجب عليكِ قول؛مَاذا تَفعل هُنا مُنذ الليلة المَاضية؟
عَزيزتي.




هِيلين:أَكنت هُنا بالأَمس؟
إذاً لَم يَكُن...




شَردت هِيلين طَويلاً تُحاول أن تستذكر ذلك التلامُس الحَميمي الذي دار بَينما الليلة الفَائتة،التلامُس الذي ظَنت أنّه حُلم،اقترب نَاحيتها يتفحّص جَسدها المُتوقف أمامهِ،بالكاد مَستوراً،قطرات المَاء تسير عليه.



عَض علىٰ شفتيهِ وقال بعدما تَوقّف أمامها:لَيس حُلماً،اشتَقت لَكي كَثيراً جَميلتي،لِهذا فكرت بها،وكأننا في بلدان مُتفرقة واللعنة أنتِ على بُعد دقيقتين مِنّي،أشبة بالطّريق للجَنة،كَم كُنتِ لطيفة في مَنامتُكي القَصيرة والفاضِحة،شَعر مُبعثر تعابير نائِمة،أَلن يَكون رائِعاً إن بقيتُ لِأشاهد هذا المَنظر حَتى اغفى بِجانبه؟



اقتَرب وطَبع قُبلة لطيفة على جَبينها وأمر بَعدما خَلخل أناملهِ في شَعرها:جَفّفي شَعركي،وهَيا ارتدي شَيئاً قَبل أن تلتقطي بَرداً،الفُطور جَاهِز،سَأنتظركي بِالأَسفل جَميلتي،لا تتأخّري.




تَعلم أنّه يُريدها أن تُخبرهُ بالبَقاء مَعها،تَعلم كَم يَتوق لَهذا،لكِن الرّجال أحَياناً يصبحون جَشعين إن نَالوا ما يَرغبون بِسهولة،لا تُفكر بإعطائهِ كلُّ شئ دُفعة واحِدة،ولِهذا هِي بالنّسبة لَه مُختلفة،رُغم حُدوث العديد مِن التّجاوزات بَينهما،لكِن تَحرص على ألا تتكرر كَثيراً،الحُب لَن يَكُن ممتعاً إن تَمّ إعطائِهِ دُفعة واحِدة،هَذا خَاطئ مِن وجهة نَظرها.




راقَبتهُ يَتحرّك خَارجِاً حَتى تنفّست أَخيراً بعدما حبست أنفاسها لوقتِ طويل،رَكضت لِتغلق البَاب وبَدّلت ثيابها سَريعاً قَبل أن يَدخل مَرة أُخرى ثُمّ جففت شَعرها،نَزلت إلى الأسَفل لِتجدهُ يُدخّن قُرب النّافِذة بَينما يعبث بِهاتفهِ،شَعر بتواجدها لِيخُرج الهَواء السّام مِن ثَغرهِ واتعدل في وقفتهِ مُطفئاً سِيجارتهِ،دّس الهاتِف بِجيبهِ واقترب مِنها يَتفحّص شَعرها ثُم ابتسم مُردفاً:جيّد،هَيا.



جَلسا على مائِدة الطّعام حَتى ابتسمت هِيلين مِن كثرة الأكلات الشّهية،رَفعت رأسها وصرّحت:أَنت مَاهِر في تَحضير الطّعام.




جُونغكوك:أنا أَسكن بِمفردي مُنذ أن كَان عُمركي خَمسة أعوام صَغيرتي،بالطّبع أعلم كَيف أُحضر مائِدة طعام تَكفي جَيشَاً.



أفرغ جَيبهِ مِن الهَاتِف،عُلبة السّجائر،والأهم مِن كُلّ هذا،مُسّدسهِ،ووضعهم على الطّاولة وشَرع في تَناول الطّعام بَينما يَتفحصّها في كِلّ لَحظة حَتى قَال فَجأة:لَم تُحددي وَقت لِأُقابل والديكي بَعد؟




هِيلين:لِماذا؟



لاحَظ على وَجهها الضّياع مِن سُؤالهِ حَتى ابتسم بَينما يُكمل طَعامهِ بِيأس:لَن أنتهي مِن الإجابة بِسؤال صَحيح هِيلين؟
لقد أَخبرتُكِ أنني أُريد خطبَتُكي،لِمَ أنتِ مُتفاجِئة؟
لِتُحادثي سَيّدة كِيم وأَخذ مِنها مَوعد مُحدد لِلمَجيئ حَتى يكون والِدكي مُتواجِد أيضاً.





لَم تُجب على حَديثهِ بَل بَقت شَاردة في وَجههِ طَويلاً،أَكملت تَناول طَعامها بِصمت حَتى أسند جُونغكوك مِرفقيهِ على الطّاولة وسأل بِهدوء:مَا الأَمر هِيلين؟





هِيلين:لا أَعلم،فَقط...




جُونغكوك:مَاذا صَغيرتي؟
مَا الذي يَدور في ذِهنكي؟
شَاركيني.



نَكّست رَأسها وأناملها لا تَكفّ عن العبث بِبعضهم،رَفعت بِصرها لَه حَتى سَألت بِتردد:حَقاً تُريد هَذا؟




جُونغكوك:ماذا؟
تَقصدين...خِطبتُكي؟
هَل النّساء فَقدت عقلها؟
عِندما يصبح الرّجل عاهر ويستغلّ فتاة فَ هُو سافِل وغير مؤتمن واستغلالي،وعندما يَأخذ خُطوة جِديّة اتجاهها ويُحبّها بِصدق تَخافون،ما لَعنتكنَّ يا فَتيات؟





هِيلين:جُونغكوك!
كُلّ شئ يَحدث بَيننا سَريعاً!




جُونغكوك:لِأنني أَعلم جَيّداً أنني أُريدكِي وأتوق إليكي لِمَ سَأتلاعَب وَأضيّع مِن وقتي ووقتُكي!
هَل أنتِ خائِفة هِيلين!





هِيلين:لا أَعلم واللعنة!





جُونغكوك:تُحبّيني أم لا!





هِيلين:نَعم بِحق السّماء أُحبّك ألا ترى هَذا!





جُونغكوك:لِمَ الخَوف إذاً!





كَانا يتفوّقان على بعضهما في الصّوت العَالي،كُل مِنهما يُجيب على الآخر بنبرة أعلى مِن سَابقتها وكأنهما يَتشاجران لكِن بِشكلٍ ودّي للغاية،هَدأت أنفاسها ثُمّ أُغلِق ثَغرها بالكامِل،أعاد جُونغكوك رأسهِ على الكرسي يُريح ظهرهِ وصرّح بعدما أدرك أَخيراً:أنتِ...لَم تتوقّعي أن يَصل بِنا الحَال لِهنا،لم تتوقّعي أن تتطور عِلاقتنا لدرجة الخُطبة والزّواج صَحيح؟





صَمتت هِيلين ولم تتمكّن مِن الإجابة على سؤالهِ،لَم يَتوقّف عن حَديثهِ بَل استكمل قَائِلاً:يَبدو أنني كُنت سئ السّمعة في نظركِي للغاية،كُنت أم لازِلت؟




هِيلين:أَخبرتُك أنني جَيّدة في تقدير ذاتي،إن كُنت سّئ السّمعة ولا أَثِق بِك،لن أتواجد حَولك،لَن تأخذ مَكاناً فِي حَياتي،رُبما،حَديث جِي يون وسُول عَنك،جَعلني أشك مِن البداية أن علاقتنا ستتطور،لكِن رُغم كُلّ هذا أَحببتُكَ حقَّاً،لم أَكترث لِأي شئ قِيل عنك،لَم يَهمّني إلى أي مدى سَنصل،فَقط أردت أن أَكون هُنا مَعك.




وَقف وتحرّك مِن مَكانهِ واستقرّ أمامها،جَلس على رُكبتيهِ وتمسّك بيديها يُشابكها مُبتسماّ بهدوء،كَان تلك مرّتهِ الأولى،أن يجثو على قدميهِ أمام شَخص،لم يَكترث كثيراً،لأنّها تستحق هَذا،مررت أناملها على وجههِ حَتى علَق:ولِهذا سَأجعلكي لِي أنا هِيلين،أعلم أنّها أنتِ في النّهاية،قولي نَعم أم لا.






هِيلين:نَعم جُونغكوك،بالطّبع.





ابتسم بِقوّة حَتى حاوط خصرها ورفعها لِتضحك هِيلين بِتفاجئ وتمسكت بِعنقهِ سريعاً وبدأ يَدور بِها في الغُرفة أسفل قَهقهاتهما،استقرت في أحضانهِ يتعانقان بِقوّة،ابتعد قَليلاً يُحدّق بها ثُمّ أسقط شِفاههِ على خاصتها بِلطف.



أنزلها بِحرص ثمّ كوّب وجهها مُردفاً بِنبرة حازِمة:سَأتزوَجكي،رُغماً عَنكي سَأفعل،ضَعي هَذا بِرأسكي أيتها الصّغيرة،لا تعتقدي أنّ سَيكون هُناك رَجل آخر غيري سَيكون زَوجكي،سأقتلكي.



هِيلين:والجَميع سيرىٰ طالبة واستاذ تشاجرا أمام الطلاب جَميعهم وطَردني مِن المُحاضرة يَتبادلون القُبل في الجَامعة كـ زَوج وزوجة صحيح؟





جُونغكوك:تسعة وسِتون شَقيّة،تمردتي كَثيراً عليّ وقتها،أثرتي غَضبي كَالجَحيم،لكِن لا بأس بِكسر التّوقعات صَغيرتي،أُحب كَسرها دائماً.




قَهقهت هِيلين وقرصت صَدرهِ العاري بِخفة وردّت:تستحق هَذا.




رَنين الجَرس قد قطع لَحظتهما،ابتعدت هِيلين وصَاحت مُردفة:أتمنّىٰ أنّها ليست سُول،لتبقى في الدّاخل قليلاً جُِونغكوك.




جُونغكوك:أتخافين مِن تلك الحَمقاء!





هِيلين:أَنت عَاري واللعنة!





جُونغكوك:ومنذ مَتى أرتديت شَيئاً هِيلين!




اقتربت تَدفعهُ بَعيداً قَليلاً بِيأس ثُمّ صرحت:أَرجوك سَيّد جُيون!





جُونغكوك:حَسناً حَسناً!
سَيّد جُيون وسَيّد لَعنة!
إن كَانت سُول فَحاولي بَـ شتى الطّرق جَعلها ترحل سَريعاً!




هِيلين:شُكراً لَك أُحبك!





ابتعد قَليلاً عَن بَاب المَنزِل بِملل حَتى لا يَكون ظَاهِراً ووقفت هِيلين أمامهِ ثم فَتحتهُ دُون أن تتفحّص الطّارق مِن شِدة رَبكتها،اتّسعت عَينيها بِصدمة وهَمست بِنبرة مُرتَجفة:أَ أَبي!




اقترب الآخر وعانقها بِشوق وتَسنّىٰ لَها رُؤية القَادمة مِن بعيد بَعدما أغلقت السَيارة مُبتسمة ثُمّ ابتعد مُردفاً:كَيف حَالكي صَغيرة أبيكي؟





هِيلين:بِـ بِخير أبي بالطّبع!
كَيف تمكّنت مِن المَجيئ؟






جُونهو:كَان لديّ عملية هَذا المَساء لكِن تَم إلغاءها،لذا رغبت بالإطمِئنان عليكي عَزيزتي،ويُونهي أيضاً رافقتني.




دَخل الأب لكِنّه توقّف في مُنتصف غُرفة المَعيشة يُحدّق بالرّجل الواقِف أمامهِ عاري الصّدر،داسّاً كَفّيهِ داخِل بِنطالهِ الرّياضي الأسود،استدارت هِيلين سَريعاً وهي بالكَاء يُغشى عليها مِن تَعابير وَجه والدها المُتسائلة وبها شى مِن الحِدة.



دَخلت يُونهي وأمالت رَأسها بإستفهام تُراقب الوَضع،أخيراً كُسر الصّمت بقول جُونغكوك الهادئ:مَرحباً بِكما،سَعيد بِسرعة قدومكما،لَم أرغب في أن يتأخر الأمر أَكثر مِن هَذا.



رَدّ عليهِ والدها بِطريقة مُهاجِمة قَليلاً:أُستاذ جُيون،مَاذا تَفعل في مَنزل ابنتي بهذا الشّكل؟




جُونغكوك:أعذرني سَيّد كِيم،لا أُحب ارتداء الثّياب كَثيراً،ولا اعتقد أن لا مَانع لديك إن فَعلت هَذا أمام خَطِيبتي المُستقبلية.




هِيلين:سَيّد جُيون.





هَمست بِها هِيلين عِندما اقتربت مِنه ثُمّ التفتت تترقّب رد ابيها الذي علّق:خَطيبتك؟




غادر جُونغكوك البُقعة مُقترباً نَحو طَاولة صَغيرة قَد سَحبها دُرجها وتمّسك بِصِندوق مُكعّبي أسود صَغير،ثُمّ عاد للوقوف في المُنتصف مُردفاً:سَيّد كِيم،تَقبل بِي خَطيباً لِإبنتك كِيم هِيلين وزَوجاً مُستقبلياً لَها؟




هِيلين:جُونغكوك!





تفاجئت حَقّاً مِن كُلّ هَذا واكتفت بالإختباء خَلف كَتفهِ العاري بوجهٍ مُتوهّج ليست مُستعدة لردة فِعل والديها على هذا الطّلب،طَلب زَواج مِن رَجل عاري الصّدر في منزل طفلتهما الوحَيدة والصّغيرة،ابتسم جُونغكوك ولَم يُعطي لَهما فُرصة للإجابة ثُمّ صَرح:أعتذر عَن هَذا حَقَاً،لكِنّي لا أخجل مِن هِيلين،وأيضاً لم يَحدث شئ قد يَستدعي حَملها قَبل حفل الزّفاف،هِي صّحية وخالية مِن أي حيوانات مَنوية،أُجيد المُحافظة على الأشياء الثّمينة حَتى يَحين وقَتها.



وتِلك المرّة قد استدارت هِيلين بالكَامِل وخبّأت وجهها في كَفيها بِصدمة بعد تِلك الفَوضى التي أحدثها حَبيبها أمام والديها،تقدّم والدها أَخيراً ثُمّ صَرح بِحدّة:أُستاذ جُيون،اطلب يَد ابنتي بِشكل مُلائم أَكثر مِن هَذا!





جُونغكوك:لَقد قُمّت بِشراء مكَان كَبير لإقامة حَفل خُطوبتنا،أعدك أنّه يليق بِها كَثيراً سَيّد جُونهو،أنا فَقط أتطلع لِموافقتكما على إقامة حَفل لِهيلين وأعلن أنّها في المُستقبل العاجِل سَـ تنتمي لِعائِلة جُيون،حَفل بِمثابة اجتماع لِكبار الزوّار وذوي الشأن في كُوريا بأكملها،بالتّأكيد أنت قد عثرت على سيرتي الذّاتية،وتَعلم جَيّداً بِمهنتي السّابقة وعِلاقاتي القَوّية لا حَصر لَها،سَأحرص على أن يكون عَرض طَلب يد ابنتك حَدثاً لا يُنسىٰ.




استدارت أَخيراً وراقبت مَلامح والديها المُنبهرة مِن حديث جُونغكوك الجَاد،المُرتّب،والمُثير بِنظر هِيلين التي كَادت تَفقد وعيها بجانبهِ مِن شدة إثارتهِ،فَتح جُونغكوك الصُندوق ليظهر مِنه خاتِم لامِع،دائري وألماسيّ حُر،ابتسمت هِيلين بِعدم تَصديق ورفعت بصرها نَحو وجههِ المُبتسم بلطف على ردّة فِعلها.



التفتت وبأعين لامِعة قد ترجّت والديها دُون أن تُردف بِكلمة،حدًق الزَوجين ببعضهما لِتأومئ يُونهي بإبتسامة خافِتة لشريكها جَعلتهُ يتنهد بِأسى واستسلام ويُردف أخيراً:حَسناً إذاً.




صرخت هِيلين بِسعادة وقفزت تحتضن خَطبيها الذي حَملها ضاحِكاً يدور بِها ثُمّ انزلها بعد لحظات جراء والدها الذي نَظف حلقهِ مُعلناً ترتيب جُملة جديدة على وشك أن يُردف بِها وصرّح بِتحدٍ يختبر بٍها جِدية كَلام جُونغكوك:وإن أخبرتك أن تُقيم الحفل مَساء الغد؟




جُونغكوك:شُكراً لَك سيّد كِيم،لقد مَنحتني المَزيد مِن الوقت،ظننتك سَتخبرني بأن أقيمه الليلة.



ارتسمت أول ابتسامة على ثَغر جُونهو مُنذ قُدومهِ ورمَق طِفلتهِ السّعيدة واستكمل:أُريد طِفلتي اليوم بِمنزلي،للمَبيت.



جُونغكوك:ألديك مَانع إن أتيت مَعها؟
لديّ عِدة أشياء لِأناقِشها مَعها،إن سَمحت.





هِيلين:أرجوك أبي.




جُونهو:لديكما اليوم بأكملهِ،انتهيا مِن شِراء ما تحتاجونه،وأريدكما في منزلي في العاشِرة.




جُونغكوك:شُكراً لك سيّد كِيم.




جُونهو:سَأصرف لإبنتي مبلغ مالي كَبير لتشتري مَا ترغب بِهِ،هي لازالت بـ بيت والدها لَن تُنفق عليها.



جُونغكوك:أمرك سيّدي.




تَراجع والديها وخَرجا لِتنقل هِيلين أنظارها نَحو جُونغكوك وصَاحت بِعدم تصديق:أنا حَقّاً عاجِزة عَن فِهم أي شئ يحدث الآن!





جُونغكوك:سَتفهمين عِندما أَسير بِكي وَسط الحَشد وأخبر الجَميع أنّكي خَطبيتي وزوجتي المُستقبلية سَيّدة جُيون.





ابتسمت بِوسع وتَجرَأت تكوّب وجههِ وقبّلته بقوّة،همهمات مُستمتعة قَد صَدرت مِنه وضحكات مَكتومة أثر شفتيهِ المَحبوستين بَين خاصتها،دَفعها قَليلاً ليعتليها وانعكست الأدوار سَريعاً،لا يَتركها تتولّىٰ أمرهِ أبداً بَل يَنتهي بِهِ الأمر هو مَن يَعتني بِها،سَحب شِفاهها بِعنف وصرّح وثَغرهِ لازال مُلتحم بِها لكِن يَمتلك مَجال للحديث:أَتوق لِجعلكي سَكيرة هِيلين،لا يمكنكي تَخيّل مَدىٰ رَغبُتي بِرؤيتكي ثَملة.



هِيلين:لِمَ تتوق لِرؤيتي ثَملة سَيّد جُيون؟




جُونغكوك:أَترقب إلىٰ أي مَدى سَتصبحين شَقيّة،إلى أي دَرجة مِن الجَراءة سَتصلين لَها.




هِيلين:أَنا لَست جَريئة؟




جُونغكوك:لا صَغيرتي،أنتِ لستِ جَريئة،رُبما ليس بكفاية.



أَدخل يدهِ أسفل كِنزتها وبِحركة سَريعة قَد نَزعهُ بَعيداً عَنها،اقشعَرّ جسدها بِقوّة وشَعر بِهذا،ابتسم بِخمول عِندما شَاهد تَسارع أنفاسها ثُمّ هَمست:ليس لدينا وَقت سَيّد جُيون،الحَفل غداً.



جُونغكوك:تَبّاً للسيّد جُيون والحَفل،وقتي كُلّه لكي.



ابتسمت بِخجل ورَفعت عينيها عليهِ أخيراً،هائِمة بِه،بَشرتهِ الحِنطية،نَظراتهِ الجَريئة الثّاقِبة،شَعرهِ البّني الدّاكِن،ثَغرهِ المُبتل أثر حَرب شِفاههما العنِيفة،غمازتهِ اليُمنى،تِلك الشّامة أسفل شِفاههِ،أكتافهِ العريضة،جَسدهِ المَنحوت،أناملهِ المُتلاعِبة بِجسدهِا،التي لَم تكتفي بِمداعبة مِعدتها،بَل شَقّت طَريقها لتتمسك بعُنقها.





تنهّدت بِقوّة تَعض على شَفتيها لِشعورها بِلسانهِ السّاخِن على ترقوتها،يَسمع اضطراب انفاسها بأذنهِ ليتمرد أكثر،حَيث شفاه على عُنقها وصَدرها،ويد تُفرّق ساقيها لِيستقر جَسدهِ بينهما،حَركات عشوائية مِنها تَصدر بِكثرة،سَحب شَفاهها يَفرقهما بإبهامهِ لكي يسمع صَوتها الذي صَاح بِإنتشاء:سُحقَاً جُيون!



ابتسم بِإستمتاع ثُمّ أنزل يدهِ يَسحب بِنطالها إلى الأسفل،صَعد واسند جَبينهِ بِخاصتها هامِساً:تَباً هِيلين أَنتِ خَفيفة،أنا لَم أَفعل شيئاً بَعد.




هِيلين:سَنتأخر كَثيراً جُيون.





جُونغكوك:تستحقّي هَذا.






هِيلين:مَاذا؟
لِأنني تركتُكَ مُثاراً في مُنتصف الشَارع؟





جُونغكوك:هذهِ هي هِيلين الجَريئة،تَعالي إليّ صَغيرتي،اشتقت لَكي،لَم نتقابل مُنذُ فَترة طَويلة.



قَهقهت هِيلين بِكتمان بِسبب قُبلاته على شَفتيهِا مَرات مُتتالية،حَاوطت عُنقهِ لتتلاحم أجساهما أَكثر مِن السَابق،تزامُناً مَع تمرّدهِ الجَريئ على سَائِر بدنها جَعلها ترتِعش بالكَامِل،أنفاسهِ قُربَ كتفها،يَترك عليهِ علامات قاتِمة،لا يَدري أنَها سَتكون ظَاهِرة مِن فُستانها الذي سترتديهِ غداً،أَسقط حَمالة صَدرها لِيحتوي بشرتها بِشكل أكبر.




هَمساتها الجنونية بِإسمهِ جَعلت تحرّكاتهِ أَكثر،ثَبّت جَسدها المُرتجف أسفلهِ بعدما رَفع ذِراعيها أعلى رأسها،تتأوّه داخل ثغرهِ،كَان يَمنحها شُعور رائِع وهَذا دَفعهِ للإبتسام بِفخر،ابتعد يلتَقط أنفاسهِ قُرب وَجهها،يُراقِب مَلامحها الضَائعة المُنتشية.




رَتّب خُصلات شَعرها الفوضاوية رُغم أنّه يعرف أنّها ستُبعثر أثر لَمساتهِ بعد لَحظات،لكِي ليتسنَىٰ لَه رُؤية وَجهها عَن قُرب،ابتسمت بِصعوبة وصَرّحت بِلهاث:نَعم سَيّد جُيون،لَقد كُنت أحتاج رَجل،لا فَتى.




بَادلها الإبتسامة وادخل يدهِ أسفل ظَهرها يَلتمسهُ وردّ بنبرة قد أفقدتها صَوابها:أنتِ لا تَحتاجي سِواي هِيلين،وأنا هُنا،أَخبريني عَن أي مَكان تَرغبين أن أُسقط لمساتي الحارّة عليهِ،وأعدكي أنني سَأجيد التّعامل،سَأِخبر شَفاهكي وجَسدكي كَم أنا مِثالي لِإحتوائهما وكأنني خُلقت لَهما.

__________________________

قَلّب عَينيهِ وأطفئ سِيجارتهِ مُردِفاً بملل:عزيزي كُف عن مَدحها أمامي،وكأنّك تعرضها لِي كَي أُواعدها أو أُضاجعها،أنا أفوقك عُمراً فَـ ماذا سيكون الفارق بِيني وبَينها؟
سَأكون أشبة السّاقطين الذين يَركضون خَلف أَجساد الصّغيرات مِثلها،لا أُريد أن ينتهي بي المَطاف كَـ مُتحرش صَغيرات ويُلقي بي في السّجن همم؟




تحَدث الأصغر سَريعاً بنبرة تَحذيرية:يُونغي إن حَدث واقتربت مِنها لَن أراك في السّجن،بَل في المَشرحة،أنتشل قَضيبك مِن جَسدك بَعد أن أَقتلك بِيداي.




يُونغي:هَدئ مُؤخرتك المُتهورة،وقُم بِعملك كَما يَنبغي،وكُف عَن العَبث هُنا وهُناك مَعها،كُفّ عَن كَونك مُراهِقاً وتَصرّف كَـ رَجل يُحاول الحِفاظ على عَملهِ الثّمين،لا أُصدق أنني في كُلّ مرّة أنصحك بِشئ تَفعل عكسهُ تماماً،حَفلكما غداً!
وأتيت بِكُلّ وقاحة تدعوني للحُضور!




جُونغكوك:أنا فَقط أُريد الزّواج بِها،ما الصّعب حَقّاً؟






يُونغي:حَسناً صَغيري،عِندما تُنهي مُهمّتك وتقبض علىٰ والدها،وتتقبل هِيلين حَقيقة أنّك السبب في سِجن والدها،سَآخذك كَالأب الرائع مِن يديك ونَذهب مَعاً لِتزويجك إياها،وبِنفسي،أهذا مُرضٍ لَك؟




أنزل رأسهِ بِيأس وحُزن على الطّاولة لِيتنهد يُونغي طَويلاً وحرّك رَأسهِ بِقلّة حِيلة قائِلاً:ما الذي كَان سَيحدث إن كُنت أنا مَن تولى مُهمة كِيم هِيلين وننتهي مِن هذا الهَراء بِأسرع وقت؟




أتى النّادل بِإبتسامة صَغيرة ومَعه دَفتر مُلاحَظات مُردفاً:مَرحباً سَيّدي،تُريد طَلباً مُعيّناً أم أُرشّح لك مِن قائِمة الطّاهي الخَاصَة؟




يُونغي:أُريد قَهوة مِن فَضلك.





دَوّن النَادل طَلب يُونغي ثُمّ وجه بَصرهِ لِجونغكوك كَان يِخفي وجههِ بالطّاولة وسَأل:مَاذا عَن طَلبك سَيّدي؟





جُونغكوك:أُريد الزّواج بِكِيم هِيلين حَقّاً هَذا هُو طَلبي!





ضَيّق عَينيهِ واعتدل في وقفتهِ حَتى صَرح يُونغي بِإبتسامة بَاردة:يُريد سُماً،هَل لدى طَاهيكم سُمّاً فَاجِراً وفاخِراً لِهذا العاهِر أمامي؟
أو...فَقط لِتذهب،قَهوة،شُكراً لَك.





رَنّ هاتفهِ ليرفع رأسهِ سَريعاً والتقطهُ مُجيباً بِهيام:مَرحباً صَغيرة جيُون،هَل انتهيتي؟





يُونغي:صَغيرة جُيون؟
يا إلهي اقشَعرّ جَسدي،أنا لَم أتناول مُنذُ الصّباح ولديّ رغبة في الاستفراغ في وجهك أنتَ وهي.




جُونغكوك:لقد انتهيت مِن كلَُ شئ،سَينتهوا مِن ترتيب القَاعة الليلة،جهّزت كل ما يَخصني،تَبقّىٰ أنتِ فقط أيتها الشّقية.



ابتسم لِسماع قَهقهاتها حَتى أجابت بِخجل:أَخبرتك صَباحاً أنني سَأتأخر لكِنّك لم تَستمِع لي!



جُونغكوك:لا بَأس صَغيرتي لَقد كَان الأَمر يَستحق،هل تَبقى لِكي الكَثير؟





هِيلين:فقط سَأشتري الحِذاء،لقد أنهيت مُعظم الأشياء.





جُونغكوك:جَيّد إذاً،قُرب إنتهائكي اخبريني،أمامكي ساعتين لِتنتهي وبعدها سَنذهب لِمنزل والديكي.





هِيلين:حَسناً إذاً،أُحبَك سَيّد جُيون.




جُونغكوك:والسيَد جُيون هائِمٌ بكي،إلى اللقاء.





كَاد يُغشى عليهِ مِن هذهِ المَكالمة القصيرة لكنها أطاحت بِهِ أرضاً عِندما اعترفت له بحبَها بنبرة استشعر صِدقها،أراح ظهرهِ على الكُرسي وفَرد ذِراعيهِ وكأنَه تلقَى رصُاصة لِيعُلق يُونغي بُسخرية:سَعيد وأَنت مَسلوب الإرادة هَكذا؟
أنتَ لَم تُحب زوجتك السَابقة هَكذا،حتى وإن قدَمت لك عرض تَعرّي لَن يرفّ لك جِفناً،الآن إن أظهرت هِيلين كَتفها عَن طِريق الخَطأ سَتثار سنة كَاملة.





جُونغكوك:لَست مُهتم كَيف تَرىٰ هيلين،لا أُريد أي شَخص أن يراها كَما أراها أنا،على أيّة حَال.




اعتدل في جَلستهِ وأَخرج الدَعوة مِن جيبهِ ووضعها أمامهِ واستكمل:دعوة حُضورك،يجب أن تأتي باكِراً.




يُونغي:ماذا إن اقتحمت مِينجي المَكان كَعادتها اللعينة؟




جُونغكوك:قُمت بتنبيه الحُراس بِأكملهم على اسمها واسم زَوجها،مهما فَعلت لَن تَعبر البَوابة،ووظّفت طاقم حُراسة كَامِل أمام الفُندق المُجاور للقاعة الذي ستتجهّز هِيلين بِهِ،كُلّ شئ غِداً قَد تأكدت مِن سيرهِ على مَا يُرام.

_____________________

يَقف بِسيّارتهِ خارج المَجمع التّجاري يُِحدّق بِساعتهِ بملل،سَاعة ينتظرها وفي كُلّ مرّة يحادثها تخبرهُ أنّها على وشك الخُروج،ظَهرت أمام عَينيهِ أَخيراً بِرفقة سَائِقها الخَاص الذي يَحمل كَم هائِل مِن الحَقائِب،خَرج جُونغكوك مٍن سَيارتهِ وصاح بِتذمّر:كُلّ هذا هِيلين!
واللعنة ماذا كُنتِ تفعلين بالدّاخل!




اقتربت هِيلين بِتعابير آسفة:أعتذر مِنك حَبيبي حَقّاً،في طريقي للخروج وجَدت الكَثير مِن الأشياء لم أُلاحِظها وقت دُخولي،آسفة لِجعلك تنتظر كَثيراً.




طبعت قُبلة على وجنتيهِ جَعلت مِن مَلامحهِ ترتخي ثُم تنهّد وأومئ قائِلاً:حَسناً لا عليكي صَغيرتي،انتهيتِ مِن كُلّ شئ صحيح؟




هِيلين:نَعم بالكامل،لا يَنقصني شئ.




جُونغكوك:جَيّد.





دَخلا السّيارة بعدما وَضع السائق كُلّ أغراضها بالدّاخل وشَرع جُونغكوك بالقِيادة إلى مَنزل والديها،طَريقهما لَم يَخلو مِن حَديثها الحَماسي بِشأن ما أحضرت،وهو يَكتفي بالهَمهمة وتارة يَراقِبها وتَارة أُخرىٰ يُركز في الطَريق،توقّفت السّيارتان أمام المَنزل وخَرجت هِيلين تُساعِد سَائِقها في حَمل مُستلزماتها.



وجُونغكوك بالطّبع لَم يَسمح لها،تدخّل سَريعاً وحَمل عنها وهي اكتفت بالطرَق على الباب الذي فُتح وَظهر مِن خلفهِ العاملة،ابتسمت هِيلين نَحوها وعانقها بِقوّة مُردفة:يا إلهي اشتقتُ لَكي كَثيراً،كَيف حالكي؟




ابتسمت الأُخرى وبادلتها العِناق مُجيبة:بِخير آنسة هِيلين،والديكي بالأعلى،خَطيبكي؟




أشارت على جُونغكوك الذي اكتفى بالإبتسام يُشاهدها تأومئ بِقوّة،انحنى لها ودخلا غُرفة المَعيشة حيث يَقبع والديها،شَابك أناملها وتبسّم بِهدوء:مَساء الخَير.




وَقف جُونهو ورمَق سَاعة يدهِ مُردفاً:مُنضبط في ميعادك سَيّد جُيون.




جُونغكوك:دائِماً سَيّدي،المَكان مُجهّز،وقُمت بِدعوة الجَميع،لا يَبقى شئ سَوى طَلّة خَطيبتي.




شَدّت على اناملهِ التي تُشابكها بِإبتسامة لطيفة وصرّحت:لقد انتهيت مِن كُلّ شئ.




جُونهو:مُمتاز صَغيرتي،يُمكنكي الصّعود إلى الأَعلى لِتبديل ثِيابُكي والإسترخاء،لديكي يَوم حافِل غَداً.



هَمهمت هِيلين وَسحبت حَبيبها خَلفها لكن استوقفهما حَديث والدها الذي لَم يُعجِب جُونغكوك بتاتاً:غُرف مُنفصلة سَيّد جُيون.




جُونغكوك:لِمَ فجأة؟




جُونهو:ألم تَقضي لَيلتك الماضية مَعها؟
أعني أنني لازلت أتذكّر رؤيتك في مَنزل ابنتي نِصف عاري.





جُونغكوك:ومَا بِها؟





هِيلين:حَسناً أبي لَيلة سَعيدة.





جُونغكوك:أي لَيلة سَعيدة بِحق الجَحيم؟





تَمتم بِها جُونغكوك بينما هِيلين كَانت تَسحبهُ إلىٰ الأَعلى حَيث طابِق الغُرف،توقّفت أمام غُرفتها ودَخلت قائِلة:أمتلك شئ لَك.



دَخل خلفها بملل وجلس على سَريرها حَتى فَتحت حَقيبة صَغيرة وأخرجت مِنها ثِياب رِجالية مُردفة:كُنت أعلم أنّك سترفض جلب ثِياب بِرفقتك،وما عطّلني هو أنني كُنت أُحاول تَخمين مِقاسك.




جُونغكوك:ثِياب؟
هَذا مَا كَان يَنقصني.




هِيلين:هذا يَنقصك جُونغكوك،حَرفياً،لَن تخرج عاري لِأبي مُجدداً.




جُونغكوك:ذوقكِ رائع صَغيرتي لكِنّني لَن ارتديهم،أنا أنام بِلا منامة وإن كانت درجة الحرارة تَحت الصَفر مَئوية،وبرفقتكي أنام يلا ثُياب تماماً.



تَنهدت هِيلين وكوَّبت وجههِ تَطبع عليهِ قُبلات مُتفرقة وعلّقت:اليَوم فَقط هَمم؟
لدينا الليل بِأكملهُ غَداً،نحن الإثنان فَقط.



جُونغكوك:أُريدنا نَحن الإثنان فَقط دائِماً وأبدا.




بَعثرت شعرهِ مُبتسمة بُخجل ثُمّ بدأت تُفرغ أغراضها حَتى ظَهرت يُونهي ووقفت على مَدخل الغُرفة قائِلة:هل كُلّ شئ على ما يُرام؟




جُونغكوك:لا سَيّدة كِيم،كُلّ شَئ جَحيم،ما الفَائِدة حَقّاً مِن أن نَبقى في غُرف مُنفصلة؟




يُونهي:كَان سيكون لا مَانع لديهِ إن لَم يرك عاري الصّدر في منزل طِفلتهِ سَيّد جُيون.




جُونغكوك:طِفلتهِ هذهِ هي خَطيبتي وزَوجتي،وجُونغكوك فقط مِن فضلكي.




يُونهي:إذاً ليلة واحِدة لَن تُؤثر.




تنهّد طَويلًا ورَفع رأسهِ لمَن كانت تُرتب أغراضها تَقف أمامهِ وَهمس:هَل غُرفتكي عازِلة للصوت؟



وَضعت يدها على ثَغرهِ سَريعاً كَان أن يتعالىٰ صوتهِ وقالت بِربكة:إذاً سَنبقى مَعاً حَتى عِندما أشعر بالنّعاس أُمّي،وعِندها سَيرحل مِن الغُرفة.



يُونهي:رُغم أنّ السّهر لَن يُفيدكما بسبب يَومكما الحافِل غَداً لَكن على راحتكما،لَيلة سَعيدة.




جُونغكوك:ولَكي سَيّدة يُونهي شُكراً حّقّاً.




اقتربت يُونهي أكثر ووقفت بِجانب ابنتها حَتى واجهها احترامَاً لَها يستقيم وصَرّحت:لا دَاعي للشُكر،أنت بِمثابة ابني،ألست كَذلك؟




مدَت يدها ومررتها على وَجههِ حَتى شَعر بِدفئ شديد مِن لَمستها وَعلّق:أنا كَذلِك،سَأحمي هِيلين مَهما كَلّفني الأَمر،لَن يَمر يَوم إلا وكانت سَعيدة مَعي،أعدُكي بِهذا.




يُونهي:وأنا أَشعر بِأنّك قَادر على هَذا جُونغكوك،حَظَاً موفقاً لِكلاكما.



مَسحت على شَعرهِ بِلطف واقتربت تُقبّل وجنة هِيلين التي عانقتها سَريعاً وقالت:أُحبّكِ أُمّي.




يُونهي:وأنا أيضاً صَغيرتي.




يَغار مِن هذهِ العلاقة المِثالية بَين الأُم وابنتها والتي تَمنّىٰ الحُصول عليها يَوماً،كَان وحِيداً طَوال حَياتهِ،تُرك في أكثر الأوقات حَاجة لِعائلتهِ،لكِن هِيلين مُلئت بالحُب والحَنان،الذي تَزرعهُ الآن داخلهُ،تلاشىٰ هذا الشَعور سَريعاً فَور مَا اختلا ببعضهما وأُغلقت الغُرفة عليهما.



علّقت هِيلين فُستانها المُتخفّي داخِل غِطائهِ الذي يَحميه مِن التَلف أو الغُبار لِيحاول النّظر لَه بِفضول لِتأخذهُ بَعيداً قائِلة بِنبرة مُحذّرة:إيّاك والرّؤية!




جُونغكوك:هِيلين!




هِيلين:مُفاجئة،لن تراه سِوىٰ غَداً وعلى جَسدي.





جُونغكوك:تَبّاً،لكِن على الأَقل ما هو لَونه؟





هِيلين:لونك المُفضّل حَبيبي.





جُونغكوك:سُحقَاً.




قَهقهت هِيلين على تعابير وجههِ المُتذمّرة ثُمَ أدخلتهُ حَيث خِزانتها واستدارت تدفعهُ إلى الخَلف مِن صدرهِ لِيسقط على السّرير ثُمّ فَرّقت سَاقيها تَجلس على فَخذيهِ مُردفة:نَعم غُرفتي عازِلة للصوت،لِمَ تسأل؟




جُونغكوك:هل تظنيني مُطيع لتِلك الدّرجة؟
بالتّأكيد لَن أترككي الليلة هَل فقدتِي عَقلكي؟




هِيلين:جُيون جُونغكوك.





جُونغكوك:ماذا يا زَوجة جُيون جُونغكوك؟




هِيلين:متَى سأَثمل؟





جُونغكوك:تتوقين لِهذا همم؟





هِيلين:بِشدة.




جُونغكوك:لا تَقلقي،بَعد الحَفل سَأتولّى أمركي،هُناك الكَثير مِن المُفاجئات تنتظركي.



قالها بَينما يُمرر يد على فَخذها والأُخرى على خَصرها،هَمهمت تتصنّع عدم الإهتمام وهي تَكاد تَفقد عقلها دَاخلياً،سَحبها أَكثر نَاحيتهِ وَدفن رأسهِ بِصدرها يُعانقها بِقوّة،بَينما هِي قَد غَرزت أناملها في شَعرهِ البُنّي تَمسح عليهِ بِلطف،فَجأة قَد ابتعد ورفع عينيهِ مُتسائِلاً بنبرة جِدّية:هَل الحَمام هُنا في المَنزل عازِل للصوت أيضاً؟


______________________

دَخل وَبثغرهِ سِيجارتهِ،شَعرهِ مَرفوع،جسدهِ مَنحوت ومِثالي في حُلّتهِ السّوداء،وبمُجرد دُخولهِ قَد توجّهت جَميع الأنظار عليهِ،يُلقي ابتسامات على الحاضرين ولازال يَلتزم هُدوءهِ،يَكتم توتّرهِ بقدر الإمكان،كِلّ شَئ يَسير على مَا يُرام حَتى الآن لكِن يَحتلّ قلبهِ الإرتباك مُنذُ بِداية اليَوم وَكأنها مَرتهِ الأولى التي يَتزوّج بِها.




رُبما هِي حقَاً مرّتهِ الأولىٰ،وَقع بَصرهِ على ووشيك وابنتهِ،جِي يُون،الذي تبتسم نَحوه ابتسامة غَريبة لكِن لَم يكترث لَها كَثيراً،يُرحب بِكِبار حاضرين حَفل خِطبتهِ المُهنّئين لَه،لكِنّه يَشعر بِعدم راحة كَبيرة،يُريدها بِجانبهِ،يَشعر بالأمان وهِي مَعه،يُحدق بالخاتَم الذي يَربطهِ بهِا والذي ارتداه قَبلها،لأنّه يظن أن مظهرهِ قد اكتمل بِعد ارتدائِهِ.



وفكَر أخيراً أن يُلقي عليها نَظرة لِذا غادر مَكان الحَفل ودَخل الفُندق المُجاور لِتفحّصها،،الفُندق الذي تَمّ تأجيره خِصيصاً لَها،صَعد حَيث جناحها وَطرق عِدة طَرقات حَتى فَتحت سُول والتي ابتسمت قائِلة:مَرحباً أستاذ جُيون.




جُونغكوك:مَرحباً سُول،أَين هِيلين؟




سُول:هِي بالدّاخل تَفضّل.




دَخل أخيراً والتوتر يَكاد ينهش عقلهِ لكِن انقطع حبل افكارهِ حِينما قالت سُول:أُستاذ جُيون،لقد ضَاع يومي مَع هِيلين ولم أتمكّن مِن المُذاكرة جيَّداً لِإختبارك غَداً،مَا رأيك أَن




قَاطعها بِيأس وَصاح بعدما جَلس على الأريكة ووضع قَد فوق الأُخرى ينتظر هِيلين:الإختبار مِن صَفحة مِئة وعِشرون سُول،وليس بِتلك الصّعوبة.




عضّت على شَفتيها تَمنع نفسها مِن الصّراخ بِسعادة ووقفت بِجانبه تترقّب خُروج هِيلين،عِدة دَقائِق قد مرّت وفُتح البَاب،وَظهرت هِي مِن خلفهِ،فُستان أسود طَويل،ضَيّق مِن جسدها العُلوي وواسِع مِن الأسفل،دُون حَمالات يُظهر كَتفيهِا وجُزء صَغير مِن صدرها،وجاهَدت في إخفاء علاماتهِ التي مَلئت جلد عُنقها وبشرتها بالأَمس بُمستحضرات التّجميل،يَمتلك بَعض اللمعان المُبهر للعينين.




مُثالية،كَانت تِلك أقل كَلمة قد استطاع اخراجها مِن ثَغرهِ وسط فوضىٰ عقلهِ،وقف مُقترباً نَحوها ثِمّ استكمل بِصعوبة:هَـ هَل يُمكنني لمسكِي أم سَأُفسد شئ؟




هِيلين:اقترب حَبيبي،لَم أضع مُستحضرات التّجميل بَعد.




وضع يديهِ على كَتفيها نزولاً ليديهِا العاريتين،لَم يَكترث لِوجود أمّها وصديقتها،بَل اقترب دنىٰ وقبّل ظاهر يدها طَويلاً،ثُمّ سَحبها لتلتَصِق بِصدرهِ وتَخالطت أنفاسهِما،اسَقط شَفتيهِ على خاصتها بِقوّة لكِن ابتعد فَجأة وهَمس:كِدت أن أنسى،تَبّاً.




أَخرج الصّندوق المُكعبي الصّغير مِن جيبهِ وفتحهُ ينتشل الخاتِم مِن مكانهِ مُردفاً:شُكراً لكي على القُبول بِي،أُحبكِ جُيون هِيلين.




سُول:يَا إلهي سَأفقد عَقلي!





خَطفت سول هَذهِ الجُملة مِن ثَغر هِيلين قَبل أن يَتسنى لَها قَولها،وفقط اكتفت بَأن تَحبس أنفاسها وهو يَضع الخاتم في اصبعها،وهذهِ المَرّة هِي مَن سَحبت شفاههِ بسعادة حَتى حملها يُقرّبها نَحوهِ ثُمّ أنزلها قائِلاً:اسرعي هِيلين رِفقاً بِقلبي.



هِيلين:أعدك لَن أتأَخر.




ابتسم بهدوء يُحاول تَنظيم تنفسهِ وقال قَبل أن يَرحل:البَقاء بِالخارج سَيجعلني أجِن حَتماً،أُريدكي بِلا مِستحضرات تَجميل هِيلين فقط أُخرجي هَكذا!




هِيلين:حَافيِة الأقدام!





جُونغكوك:زاحِفة فقط واللعنة اخرجي!




خَرج بعدما راوده اتّصال مِن صديقهِ انتشل تَركيزهِ ومِقلتيه عنها،وبمجرد خُروجهِ مِن الفندق،وَجد سَيّارتهِ السّوداء الكَبيرة تتوقّف أمام القاعة وخَرج مِنها قائِلاً بِإنبهار:يَبدو أنّ كِيم هِيلين سَتجعلك تِعلن افلاسك قَريباً حَتى تِثبت لَها كَم تُحبّها.





جُونغكوك:جُيون هِيلين مِن فَضلك.





تعابير فارِغة قد ارتسمها على وجههِ حَتى سَحبهُ جُونغكوك خلفهِ للقاعة وسيبقى برفقة شَخص يَعرفهُ أخيراً وينتظر معشوقتهِ مَعه،المَكان بَدأ يكتظ بالبَشر،وكأنّه حَدث تَاريخي،الجَميع يَنتظر مَن هي التي خَطفت قَلب دِبلوماسي سَابِق ومُحقق فِيدرالي وَسِيم وقويّ مِثلهُ،الجَميع حَرفياً يترقّب هَذا،ودخولها صار على المشارف،يُونهي وسول ظَهرا وهذا يَعني اقتراب قُدوم هِيلين.



وَقف جُونغكوك بتوتّر يعبث بأناملهِ ويترقّب خُروجها مِثلهم تماماً،رَحل يُونغي بعد تلّقي مُكالمة عمل غَير مُنتهي وخرج لِيرد في مُعاناة وترك جِونغكوك ينهار بِمفردهِ،عَشر دقائِق،نِصف سَاعة،وهِيلين لَم تَظهر بَعد.




اقترب نَحو سُول وسأل بِقلق:أين هِي واللعنة!





سُول:لا أعلم حَقّاً أُستاذ جُيون،لَقد تركتها في الحَمام،لا أمتلك أدنى فكرة عما حدث مَعها.





جُونغكوك:رُبما لَن أقدر مُساعدتها،لنذهب مَعاً واصعدي أنتِ لها لِتفحّصها.




هَمهمت وتحرّكا بِسرعة كَبيرة بيَنما والديها قَد ساورهما الَقلق الشّديد عليها لكِن لم يَأخذا الأمر بِجِدية،ربما غلبها التّوتر،وخطيبها سيذهب لِرؤيتها،لقد بدا لَهما كَالمَجنون وهو يَبحث عَنها.



دَخل جُونغكوك وسُول الفُندق وبخطواتٍ مُسرعة قد صَعدت صَديقتها إلى الأَعلى لتطمَئِن عليها،دَقائِق وجُونغكوك ينتظر الردهة وَفقد صبرهِ ليهرع نَحو المَصعد وكاد يَضغط على المِقبس ليستدعيهِ حَتى خَرجت سُول مِنه بنبرة فَزِعة:هِيلين ليست بِالأعلى!




جُونغكوك:كَيف بِحق الجَحيم لَيست بالأعلى!
هَل بحثتي جَيّداً!
سَأحادثها!




قال جُملتهِ لكِن رَفعت سُول هاتِف خطيبتهِ أمام عَينيهِ التي اهتزت بِالكامِل،رَكضا لِمكان الحَفل يبحث عَنها وخَرج عَن سَيطرتهِ يصيح:ما الذي حدث لَها!
أَين ذَهبت خَطبيتي!




صَوتهِ قد جذب هَلع الجَميع لِيقترب والديها مِنهُ وسأل جُونهو:أَين ابنتي جُونغكوك!



جُونغكوك:لا استطيع إيجادها واللعنة!



استدعى حُراس الأَمن وطاقِمهِ ووحدات القوات الخاصّة للحضور إلى المَكان وتتبّع خُطاها لكِن في ذات الوقت،تمّ ارسال رسالة لَه ولوالدها الماثِل أمامهِ،في ذات الوَقت،رفَعا أعينهما يرمقان بعضهما بِتعجب،فَتحا هواتفهما النّقالة وكَانت صورة قَد جمّدت الدّماء في عُروقهما،صُورة لِهيلين،مُقيّدة بِكُرسي،عصبة على عينيها،مُقيّدة بِشكل مُؤلم بِفستانها الجَميل،في يَوم خطبتها.



ارتعشت يدهِ وابتلع ريقهِ يبحث عن يُونغي،ووشيك،جِي يون،لا أَثر لَهم،يا لها مِن صُدفة،تحوّلت أهم ليلة في حياتهما إلى جَحيم،سُلبت ارادتهِ بِقوّة،يشعر بالعَجز الشّديد،شُلت حركتهِ،لَقد فَهم مَا يَدور،لَم تُختَطف،بَل نُفذت الخِطة،وهو لم يَكُن يدري أنّه جُزءاً مِنها،بَل الطُّعم.


__________________

انتهى البَارت💕.


طَويل كَـ تَعويض عَن غِياب ايام كَثيرة بسبب اختباراتي المُتعبة💕.


كِيف كَان البَارت مَعكم💕؟



تتوقّعوا هِيلين أَخيراً بتفهم كُلّ شئ؟
وعلاقتهم بِتنتهي؟
وإذا كَملت وش رح يصير؟



سُؤال كُلّ بارت؛وش رح على جُونهو أبو هِيلين؟
تتوقّعوا وش بيكون أول لِقاء لِهيلين وجُونغكوك بعد كُل هذا؟



أَشوفكم البَارت الجَاي إن شاء الله بحاول أخلصه مبكر وبعوضكم💕.


بَاي نُجوم بانقتان💕.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top