مَنفعة

كَان يَحتضنهُ بقوّة،بالكَاد يُصدّق هَذا،هو مَع والِده الذي حُرم مِنه سَنوات،كَادت تتَراجع هِيلين للرَحيل وتَركهُ يَحظى بِوقتٍ بِمفردهِ مَع أَبيهِ لِأول مَرّة لكِن تَايهيونغ قَد انتَشل أنامِلها سَريعاً وابتعد عَن والده ثُمّ صَرّح:لَن تذَهبِ إلى أَي مَكان.



هَمهمت هِيلين بِإبتسامة خَافِتة حَتى سَحبها خلفهِ داخل الشّقة،اقترَب الأَب ومدّ يدهِ يُصافِح هِيلين مُردفاً:مَرحباً مُجدداً ابنتي،كَيف حالكِ؟




هِيلين:بِخير سَيّد كِيم،مَاذا عَنك؟




ابتسم نَحوها بِصدق وجلس ثَلاثتهم على الأريكة لِتستكمل هِيلين:أتمنّىٰ أنّك قد ارتحت هُنا في هذهِ الشّقة الصّغيرة حَتى انتهت الإجراءات،يُمكنك العودة إلى مَنزل عائِلتك في أي وقت،لَقد دَفع تَايهيونغ الدّين،ابنك فَعل هذا سَيّد دويون.



رَبّت على ظَهر ابنهِ فَخّوراً بهِ بينما تَايهيونغ كَان لا يَفعل شَئ سِوى النّظر لِهيلين بإستفهام وتعجّب،تحدّث الأب بعدما تمسّك بيد ابنهِ ونوّه:شُكراً لكَ تَايهيونغ،أنا فَخورٌ بِك حَقّاً،لطالما كُنت دائماً أفعل،كُنت واثِقاً أنّك تَفعل ما بوسعك لِإرضاء جِينا ويُورا،أنتَ شَخص جَدير بِالثقة،وابن مِثالي.





فُقدت كَلمات تَايهيونغ تَماماً،لَم يَكُن مُستعداً للقاء والدهِ،بسبب عِلاقات هِيلين سرّعت الإجراءات وخَرجت في أقرب فُرصة،وقفت وارتدت حَقيبتها،رتّبت ثَيابها قائِلة:حَسناً تَايهيونغ،أعذرني سَيّد دُويون،لقد تَأخرت،يَجب عليّ الرّحيل،أُمّي بِمفردها،لا يُمكنني تَركها،أتمنّىٰ أن تَحظيا بِوقت رائِع.




تَايهيونغ:هِيلين.





هِيلين:سَائِقي في الخَارِج،سَيّارتي سريعة قليلاً،حاول ألا تضغط كثيراً على دوّاسة الوَقود،لا تقتل نفسك وتقتل والدك الذي للتو قد خَرج للحَياة.



قَذف المِفتاح في اتجاههِ وانحنت لِوالدهِ حَتى وقف تَايهيونغ سَريعاً واردف:لَحظة هِيلين.




تَحرّك خلفها سَريعاً في إتّجاه البَاب حَتى استدارت وأجابت:أنا لم أَنم جَيّداً دعني أرحل أتوسّل إليك.




تَايهيونغ:لديَ الكَثير لِأُخبركِ بِهِ.



هِيلين:لاحِقاً كِيم،إلى اللَقاء.





تَايهيونغ:وسَيّارتكِ؟




هِيلين:تُجيد القِيادة؟





تَايهيونغ:نَعم لكِن




هِيلين:إذاً حَظّاً موفقاً في لِقاء والديك بعد فَترة طويلة،أنا سَعيدة لَك،طَابت لَيلتك.




لوّحت لَها تتثائَب وَهمس وهو يَعرف أنها ابتعدت ولن تتمَكّن مِن سَماعهِ:طَابت لَيلتُكِ هِيلين.

__________________


خَرجت مِن الحَمام تُجفف شَعرها وجَلست على السَرير تَعبث بِهاتفها،لا تَمتلك جديد في حَياتها مُنذ وفاة والدها وَرحيل جُونغكوك،بَاعت منزلها،باعت والدتها القَصر،وانتقلا في حَيّ آخر،أكثر هُدوءاً،دُون مَنزل كُلّما بقت دخله تُراودها ذِكريات مُتفرقة تَجمعها بِحبيبها السّابق،وقَصر قَد قَضت بِهِ ليلة لا تُنسى بِرفقة عائِلتها التي استضافت حبيبها الذي أتى ليتقدم لِخطبتها.


وغُرفة نُوم قد تَشاركا بها الحُب،والمُداعبة،المَزاح،كُلّ شئ حولها بَات جديد،هي أَفضل هكذا،رُغم أنّها في كُلّ ثانية تَمر،لا تتوقّف عن التفكير بِهِ،طَرق على بَاب غُرفتها قَد قَطع حَبل شُرودها وأردفت:تَفضّلي.


فَتحت البَاب ودَخلت أمها بإبتسامة صَغيرة ونوّهت:سَيّارتكِ ليست في الخَارج،هل كُلّ شئ بِخير؟



هِيلين:استعارها صَديق،وَنعم كُلّ شئ بِخير،لا أَصرخ،لا أَبكي،لا أُنتف شَعري،أنا للتو أشعر أنني في الجنة بعد حُصولي على حَمام سَاخِن للغاية.



يُونهي:لا تمتلكِ شيئاً آخر يدور في ذهنكِ؟



هِيلين:تَقصدين هل تُفكرين بِجونغكوك؟
واللعنة نَعم،أُفكر بِهِ في كُلّ ثانية تَمر،حتى أنني أَكترث لِأمرهِ وأنا أتحدّث مَعكِ الآن،لذا أرجوكِ أُمّي،يَكفي وجوده في رأسي لا أُريد مَكان له في حَديثنا اليومي،فليذهب إلى الجَحيم.



يُونهي:أتفهّم هِيلين،لكِنّك ابنتي،وأعرفكِ جَيّداً،أنا أعرف أنّكِ تشتتين تَفكيركِ بِهِ بشئ آخر،مَا هُو؟




تنهّدت طَويلاً ووقفت مُردفة:استرجع حَق أبي.





يُونهي:يا إلهي هِيلين.





هِيلين:لا أُمّي لا تَبدأي،حَياتي تدمَرت،بسبب مَا فَعله أبي في المَاضي،ما فعلهُ جَعل عَميل فِيدرالي يُلاحِقني ويخَدعني بِإسم الحُب ويَرحل بعد ما انتقم لِوالدهِ،تمّ إقحامي في لعبة قَذرة وقلب حياتي رأساً على عقب،لكِن على الأقل صَدّقتَه عِندما قال أنّه لم يَقتل صَديق عُمرهِ،صدّقته أُمّي،وعلى هذا الأساس،سَأسترجع حَقّهِ،وأفعل أضعاف ما فَعله جُونغكوك ليأخذ حَق جِيهون.





يُونهي:سَتدفني حَياتكِ بيديكِ هِيلين.




هِيلين:في سَبيل أن تطمَئِن روح أبي،ويعرف أنّه ترك طِفلتهِ لِتأخذ لَه حقّهِ،عندما رَفض الجَميع تصديقهِ،لا مَانِع لديّ في دَفن حَياتي البتة.





يُونهي:لا أُريد هذا لَكِ صَغيرتي.





هِيلين:ولا أنا أُمّي،لكِن لا أمتلك اختيار آخر.




يِونهي:ما الذي تنوين عليهِ إذاً؟





هِيلين:أَقوم بِتأهيل وتجنيد مُحامي لِصالحي،لِصالح أُمّي،أزرع بِهِ الولاء،الإخلاص،الثّقة،ليَفعل كُلَ ما بوسعهِ لتبرئة والدي،ويكون لديهِ الطّاقة لِرد الجَميل العظيم والمعروف الكَبير الذي اسديتهُ لَه،كَي لا يُفكر في خَيانتي،كَما خانني جُونغكوك.




يُونهي:قد يَكون عُمركِ صَغير،لكِن عانيتِ الكَثير أعلم هَذا،مُتيقّنة أنكِ امرأة ناضِجة،قويّة وراشِدة،شديدة الكِبرياء،ذَكية،تَعرف ماذا تَفعل،سأترككِ هِيلين،أنا أثِق بِكِ.




استدارت هِيلين تُخفي دُموعها،وقفت يُونهي وسَحبت ابنتها بإتجاهها هَامِسة:صَغيرتي.



هِيلين:أَنا حَقّاً أُريد جُونغكوك أُمّي.



بِمجرد قولها قد أَجهشت في البُكاء وارتَمت بين أحضان أُمّها تَبكي بِحرقة،هو لَم يتركها ورَحل،بل أَخذ بَهجتها،سَعادتها،روحها،وَقلبها ورَحل،رددت بين شَهقاتها:أن أَكرهه هو الشئ الوحيد الذي لا يُؤلم،لا أعرف كَيف أفعل هَذا حَتى،جُونغكوك لَم يَكُن حبيب سَئ،جُونغكوك كَان أفضل شئ حدث لِي هَذا العَام



لَكِن استغلالهُ لي،كَان أسوء احساس شَعرت بِهِ،هذا الشّعور بَشع بِحق،لقد وثقت بِهِ كَثيراً،وأحببتهُ أَكثر مِن نفسي،التّفكير بِهِ مؤلم ومُرهِق،على الأقل ينفصل عنّي ويبقى بِقربي،لكِنّه رحل إلى الأَبد وتَركني،تركني مُعلّقة بِهِ كَالغبية.



يُونهي:إنّه القَدر هِيلين،وببساطة،ودون أن تَشعري،سَيذهب جُونغكوك عَن تفكيركِ،وستشعرين بِسلام نفسي،وتمضين في حَياتكِ،وكأنّكما لم تتقابلا.



هِيلين:لا أَعتقد هَذا أبداً.




يُونهي:لَن تتفهمي هَذا الآن،لا تقلقي،سَينتهي كُلَ شئ.



طَرق على بَاب غُرفتها قَد فَصل عناقهما ورددت يُونهي:تَفضّلي.



ظَهرت العامِلة وابتسمت مُردفة:هُناك ضَيف ينتظر آنسة هِيلين بَالخَارج.



جففت هِيلين وجهها وهَمست:جُونغكوك؟



نَظرت نَحوها يُونهي بِحزن واردفت:بدّلي ثِيابكِ،وسأذهب لِضيافتهِ،الوقت مُتأخر قليلاً أتسائَل مَن هو.


خَرجت يُونهي مَع العامِلة وبَقت تُحدق في الفَراغ حَتى قررت أن تُغير ثِيابها وترتدي هُودي أسود وبِنطال رِياضي ورشّت عِطرها،نَزلت إلى الأَسفل بِقلبٍ نَاِبض وهي تدعي أن يَكون هو،بدأت هيئتهِ تظهر لها وهو جَالس على الآريكة ثُمّ أدمعت عِينيها بِخيبة،مَسحت دُموعها سَريعاً وتغيّرت مَلامِحها بالكَامل،أصبحت تُجيد هذا.



رددت تجذب انتباههِ بِإبتسامة زائفة:هل اشتَقت لِي بهذهِ السّرعة؟



وقف فَور سماعهِ صوتها وابتسم بِهدوء ونوّهت بينما تَقف بِجانبهِ:رحّبي بهِ أُمي،كِيم تَايهيونغ،مُحامي قوي للغاية ويَرتاد ذات الجامعة مَعي.


مدّ يدهُ لمُصافحة يونهي التي اردفت:مَرحباً تَايهيونغ،تَبدو رَجل صَالِح،أتَمنى لَك التّوفيق.




تَايهيونغ:الشّرف لِي سَيّدة كِيم.





هَمهمت وربّتت على كَتفهِ واردفت لِهيلين:سَأصعد لِغرفتي صَغيرتي،طَابت ليلتكما.




انحنى تَايهيونغ لها وهمهمت هِيلين ثُمّ علّقت:مَاذا كِيم؟
هل



تَايهيونغ:شُكراً لَكِ،حَقّاً أعنيها،لقد غَيّرتي حَياتي،بالكَامِل،لا أعلم كيف عَثرتِ عليّ،لا أعلم كيف أنتِ تثقِ بِي لِدرجة أن تُنفقي كُلّ هذهِ الأموال عليّ وعلى عائِلتي،وأنا لَم أَفعل شَئ لكِ في المُقابِل.




هِيلين:أنا أَقوم بَتجنيدك لتكون مِن عائِلتي،لِتُخرج روح أبي المحبوسة داخل الزِنزانة التي انتحر بها كَما أخرجت والدك،أنا لَم أَفعل شئ تَايهيونغ،أنا فقط أُساعدك لِتساعدني،أنا لا أُسدي لَك مَعروفاً،هذا ليس مَعروفاً،لأنّك ستدفع ثَمن كُلّ شئ فور ما تُثبت براءة والدي،وبِحضور المُحقق الفِيدرالي جُونغكوك،يُونغي،مِينجي،ووشِيك،سُنقيم المُحاكمة أمامهم،بأكملهم،وسَأُغلق هذا المَكتب اللعين لِفشلهِ الذّريع وأتهامهم البَاطِل في الطّبيب كِيم جُونهو.




تَايهيونغ:سَأكون هُناك في الخِدمة طَوال حَياتي،حَتى إن نَجحت في هذهِ القضيّة،سَأكون هُنا لكِ،ولوالدتُكِ،سَأكون دائِماً هُنا.



هِيلين:سَأستنزف قُدراتك،ذَكائَك،مَجهودك،سأستنزِف حَياتك في إخراجهِ،يَجب أن تَضع هذا في عَقلك،لا تَجعلني نادِمة على مَا فعلتهُ في سَبيلك تَايهيونغ،لا تَخذلني مِثل جُونغكوك.




تَايهيونغ:وماذا فَعل جُونغكوك كَي لا أَفعله؟



صَمتت طَويلاً ولَاحظ لَمعان عينيها لكِنها أخذت نفساً عَميقاً وسألت:كَيف كَان لِقاء والديك؟
مَلحمي صَحيح؟



تَايهيونغ:الشّكر لَكِ،أُمي وأختي كانتا في أسعد لَحظاتَهن.



هِيلين:جيّد،ثَلاثتهم يستحقون هَذا،مَاذا عَنك تَايهيونغ؟




تَايهيونغ:هل حَقّاً الثّمن لِهذهِ السّعادة إثبات براءة والِدك؟




هِيلين:كَثير الشَك كِيم،لكِن نَعم،أنا أمتلِك كُلَ شئ،ما الذي قد أُريدهُ مِنك؟
سِوى ذَكائك وقُدراتك؟
لقد أعطيتك دَفعة للبدء في المَعركة،هل ستُبادر مَعي بها أم لا؟



تَايهيونغ:سَأَفعل،سَأفعل كُلّ شئ لِأجلكِ.




ابتسمت بِهدوء وأومأت حَتى شَعرت بِماء على وجهها قادمة من شعرها المُبتل وعلّقت ضاحكة:أتيت في وَقت خاطِئ،للتو قَد اغتسلت.




بادلها الإبتسامة ثُمّ اقترب يأخذها بَين أحضانها فَجأة،قيّد ذِراعيها مِن شّدة عِناقهِ حَتى هَمست:تَايهيونغ.




تَايهيونغ:مُمتن لَكِ حَقّاً.




ابتسمت عندما ابتعد وصنعا تواصُل بصري ثُمّ أخرج مِفتاح سَيّارتها وأمسك بيدها يضعهُ بين أناملها وكررها:شُكراً لَكِ.




هَمهمت ونوّهت:لَم أكن أنتظر مِنك استعادتها اليَوم،في أي وَقت،أعني أمتلك غَيرها.




تَايهيونغ:لا دَاعِي.




هِيلين:كَما تَرغب.




تَايهيونغ:لَيلة سَعيدة هِيلين.




هِيلين:لَيلة سَعيدة تَايهيونغ.





تَايهيونغ:إنها كَذلك بالفِعل.




بَادلها الإبتسامة وتحرّك لِلمغادرة ولحَقتهُ هِيلين لتقودَه إلى الخَارج،لَوّح لَها لِتهمهم وفَعلت المَثل،استقلّ سَيّارة أُجرة ودَخلت هِيلين مُتنهّدة طَويلة وهَمست:أَتمنّىٰ أن تَفعل كُلّ ما بِوسعك لِتبرئة أبي تَايهيونغ.


يُونهي:إذاً هَذا هُو مُرادكِ هيلين؟
أن تُثبتِ لِجُونغكوك أَنّه مُخطئ؟
ظَننتُكِ تَناسيتِ أَمره.



استدارت هِيلين لِمصدر الصّوت وزَمجرَت بِتذمّر:قُلتِ أنّكِ ستخلدين للنَوم.



يُونهي:هذهِ هِي الحَقيقة؟



هِيلين:نَعم والجَحيم،أُريد أن أُحطّم جُونغكوك وأثبت لَه أنّه كَان مُحقق غير مُؤهل لِيتولّىٰ قَضيّة جُونهو وأَكسِر شَوكتهِ وكِبريائِهِ اللعين،سَأستدعيهِ مِن كَندا لِيأتي وَيحضر مُحاكَمة جُونهو التي مِن المُفترض أنّه تَرقّىٰ لِأجلها،لَكِن بِتايهيونغ،أنا قَويّة،لَيس لِأنّه رَجل وأنا امرأة،بَل لِأنني أنا مَن صَنعتهُ



انتشلتهُ مِن الجَحيم إلى السّماء السّابعة بِمالي ونُفوذي،ونَرجسة الرّجال لَن يسمحوا لِأنفسهم أن يكونوا أقوياء بسبب امرأة كانت السبب في صُنعهم،بَل سيفعلون المُستحيل لِيدفعوا الثّمن،وتَايهيونغ لديهِ استعداد أن يدفع الثّمن بِحياتهِ كَي لا يشعر أنني السبب في كُلّ النّعيم الذي حولهِ،فَهمتِ وجهة النّظر؟



يُونهي:والدكِ كَان أَفضل الرّجال في حَياتكِ لكِن جُونغكوك أَتىٰ وعقّدكِ مِن جِنسهم البَشري بِأكملهم.



قَهقهت هِيلين ورَفعت كَتفيها مُردفة:يُمكِنك قَول هَذا،وأُمّي نَسيت اخباركِ،سَأُغير تَخصصي مِن الإدارة الماليّة لِإدارة المُستشفيات،لِأصبح مُؤهلة لِتولّي المَشفى بَعد أَبي،لأن أَسمح لأي شخص أن يَملكها سِواي.



يُونهي:أَنت حُرّة بِحياتُكِ هِيلين،أَخبرتُكِ أنّكِ امرأة راشِدة،ويَجب أن تعلمي أنني هُنا،دائِماً،وأبداً.


_________________


فَتحت بَاب الغُرفة بَعدما أَحضرت كُلّ مستلزمات والدَتها حَولها،جَلست أمامها بِخيبة،شَابكت أناملها وتُحاول ألا تَبكي،تَمسح على يدها المَغروز بِها مُغدّي،يَمدّها بالطّاقة،ويُعجَل مِن شِفائها مِن الأزمة القَلبية الذي تُعاني مِنها،تَمّ استنزاف سَتة أَشهر مِن حَياتها دُون تَحسن.



طَرق على البَاب قَد جَعلها تقف وتتوجّه نَاحيته تفتحهُ وقَالت بِنبرة خَافِتة:تَايهيونغ.



ابتسم نَحوها بِدفئ وَدخل مُردفاً:لقد أَحضرت لكِ الكُتب لِإختبار غَداً هِيلين،سَأسُاعِدكِ.




هِيلين:لا فَائِدة تَاي لَن أدخله،لَن أترك أُمّي.




تَايهيونغ:أَفهم هَذا لكِن،هي ستَكون حزينة جِداً إن فوتّي الإختبار،سَندرس مَعاً،سَأُحاول ما بِوسعي،إنّه آخر اختبار.




هِيلين:تَايهيونغ لا طَاقة لي حَقّاً.




وجهها شَاحِب،لَم تَنم لِأيام،بل لِشهور،لَم تدخل مَنزلها مُنذ فَترة طويلة،تُساند يُونهي الذي انقلب حَالها حِينما أصابتها جَلطة في الَقلب،جَعلتها طريحة الفِراش،وهيلين ما عليها سِوى البَقاء مَعها تتَمنّىٰ ألا يَذهب آخر فَرد مِن عائِلتها،سَحبها وَجلسا قُرب بَعضهما ثُمّ أَخرج عَصير لتشرَبه هِيلين.




رُبما الشئ الوحيد الذي كَان يهوّن على هِيلين هذهِ الفَترة،مُساندة تَايهيونغ لَها،لَم يَتركها للحظة،بل بقى مَعها ولَم يبرح مَكانهِ وكَان يبقى معها هِي ويونهي في المَشفى لِأيام،ابتسمت نَحوه ونوّهت:شُكراً لَك،على كُلّ شئ.




نَقر أنفها وهَمس:بحق الجَحيم ما الذي فَعلتهُ لَكِ حَتى؟




اتسعت ابتسامتها وأراحت رأسها على كَتفهِ بِإرهاق بينما هو قَد ضَمّ جسدها لَه،هي حَقّاً مُتعبة،وهو يَعلم هَذا،ولا يُمكنهُ فِعل شَئ سِوى البَقاء مَعها وَحولها،حَتى يتَسنّىٰ لَها النّجاة،شَعر بِثقل أنفاسها وانتظامها،وقف بِحذر وأراح جَسدها على الأَريكة.




وَضع الغِطاء أعلى جَسدها،جَلس على رُكبتيهِ أمام وَجهها ثُمّ تنهّد طَويلاً بُحزن،قَبّل جَبينها وَمسح على شَعرها،مُقرراً تَركها للرَاحة التي لَم تَنعم بِها مُنذ فَترة،وقف وخَرج مِن الغُرفة لِيقرر الذهاب لِمَكتب الطّبيب المُشرف على حَالة أُمَها،طَرق عِدة طَرقات ثُمّ انحنى لِيردف الطّبيب:مَرحباً تَايهيونغ،هَل هِيلين بِخير؟




تَايهيونغ:نَعم هِي بِخير،فَقط أتيت لِأعرف،هَل هُناك تَحسن في حَالة سَيّدة يُونهي؟




فَرغت مَلامحهِ وتنهّد مُعلّقاً:بِما أن هِيلين لَيست هُنا،سَأُخبِرك الحَقيقة،سَيّدة كِيم تَعيش على الأَجهِزة،إن تَمَ فصلها عَنها فَـ هِي مَيّتة.




نَفىٰ تَايهيونغ بِرأسهِ بقوّة وَصَرّح بِنبرة مُرتجفة وأعين مَهزوزة دامِعة:هِيلين!



أومئ بِخيبة أَمل واستكمل:نَحن فقط نُريد مَنح هذهِ الفَتاة سبباً للَعيش،يَصعب علينا إخبارها هذا حَقّاً،ما نَفعله الآن هُو المُماطلة،ننتظِر مُعجزة،أو ننتظر عدم استجابة يُونهي للأَجهزة وأن تَرقد في سَلام،أَنا أُريد هِيلين أن تُنهي اختباراتها،وتُصبح مُهيئة للخَبر،هذهِ مَشفى والدها،وجُونهو صَديقي وأوصاني بالإعتناء بِها.



كَان يُشاهِد دُموع تَايهيونغ على وجنتهِ ثُمَ ردد بِحُزن:آسف لِأنني سَأُثقِل كَاهِلك بِالأمر،لكِنّي سَأترك لَك هَذهِ المُهمة،رُبما أنت الشَخص الوَحيد الذي يَهتم لِأمرها وتعتبرهُ هِيلين عائِلتها ورأيتهُ مَعها طَوال هذهِ الفَترة العَصيبة.



مشى بِخطوات بطيئة نَحو الخَارِج،على وَجههِ الشّحوب،الخَيبة،الحُزن،فَتح البَاب ودَخل يَتفحّص هِيلين التي كَانت تَجلس على الأرَيكة تُحدّق في الفَراغ،اقَترب نَحوها وَجلس أمامها قائِلاً:لِمَ لا تَنامي قليلاً؟
أَنا هُنا لِمراقبتها.



هِيلين:أَنا أُريد النّوم حَقّاً،لكِن جَسدي يَرفض،عَقلي يَرفض،عيناي قَد نَست كَيف تَخلد إلى النّوم.



تَايهيونغ:حَسناً،إذاً هل يُمكننا السّير في الحَديقة قَليلاً؟




هِيلين:حَسناً يُمكننا.




ابتسم بِزيف ثُمّ سَحب يدها للوقوف وقَلبهُ يرتعش بِمجرد الفِكرة في إخبارها شئ سَيتسبب في انكسارها،كَادت تَذهب مَعه إلا بِها تدنو لِتقبل جَبين أُمّها،وهَذا لَم يَفعل شئ سِوى أنّه دفعهُ نَحو الحَافَة،أَمسك كَتفيها لتلتقي أعينهما وَصرّح:هِيلين اسمعيني جَيَداً.




أومأت بِإستفهام مُنصِتة شَابك أنّاملها ونوّه:أَعلم أن سِتة أَشهر في انتظارها لِتستيقظ صَعباً جِداً،حَتى هِي تُعاني،رُبما هِي ليست مُتيقظة لِإخبارك لَكِني أنا مُتأكد أنّها تِعاني كَالجَحيم،ورُبما أيضاً لَن يَتسنّىٰ لها أن تَعِش أَكثر مِن هذا ونَحن فقط نَحبس رَوحها عن التّحرر،نَحبسها دَاخِل جَسدها...المَيّت.




هِيلين:تَايهيونغ مَـ مَا الذي...بِحق الجَحيم تقصِد



قَطعت حديثها واستدارت تتفحّص يَد أُمها،لَقد كَانت بارِدة،للغاية،ابتلعت رِيقها ومدّت أناملها لِتمسك بِقِناع الأُكسجين ولَم تسحبه بِشكل كَامِل حَتى،لاحَظت صَوت الجِهاز يَتصاعد بالصّفير،نَبضها ضَعيف،أعادت القِناع لكِن دُون جَدوى،جَسدها لم يعد يستجيب لِأي وسائِل للحيَاة،الصّفير لَم يَتوقّف،تدخّل الطّاقِم الطّبي حَتى سَحبها تَايهيونغ سَريعاً عندما ثَبُت خَط قِياس النَبض.



ثَغرها أَخرج آخر نَفس،لِتُسحب رَوحها مِن جَسدها،دَفنها في صَدرهِ،يُحاول مَنع أي صَوت مِن الوصول إليها،خَسرت الكَثير في حَياتها،أَحياء وأموات،والآن شَهدت مَوت أَخر فَرد في عائِلتها،تُحدّق في الفراغ بَين ذِراعيهِ،بِالكَاد تتنفّس.



خَرج بِها مِن الغُرفة ومِن الضّجيج،يُخفيها بِجسدهِ،تَدريجياً قَد شَعر بِقبضتها التي تشكّلت على ظَهرهِ،لا صوت لِبكائَها،وهَذا كَان يُخفيهُ أَكثر،سَار بِها بَعيداً،خَرجا مِن المَشفى،وبالفِعل كَان سَائِقها بالخَارج،دَخلا سَريعاً وتحرَكا لِمنزل تَايهيونغ.



لا يَطلب مِنها استيعاب مَا يَحدث بَقدر ما يَتمنّىٰ أن تتماسك،يَمسح على شَعرها،يَتمسّك بِيدها بِقوّة،يُخبر السّائِق بِالإسراع،وَصلا حَيث المَنزل،نَزل بِها وسَارا بِإتّجاة البَاب،طَرق عليهِ وكوّب وجهها قائِلاً بِنبرة حَزينة:أَنت لن ترغبي أن تُعاني لِتكون يُونهي حَيّة صَحيح هِيلين؟



أومأت ليهز رأسهِ ومَسَح دموعها واستكمل:جَسد بِلا رَوح،لقد عَانت سِتة أَشهر فقط لِتبقى مَعكِ،هَذا قَدرها.



فُتح البَاب لِينظرا نَحو جِينا الذي حدقت بِهيئتهما ونَفت بِرأسها لِتايهيونغ ثُمّ هَمست:يَا إلهي هِيلين تَعالي إلى هُنا!



اقتربت هِيلين وعانَقتها جِينا بِقوّة حَتى دَخل تَايهيونغ وأَغلق البَاب خَلفهِ وأردف:يُورا في السّكن الجَامعي أُمّي،دعيها تَبقى في غُرفتها.



هَمهمت وسَحبتها إلى الدّاخل في حِين دُويون قَد خَرج مِن غُرفة المَعيشة وعلّق بِصدمة:مَاتت؟




تَايهيونغ:نَعم،للتو.





دُويون:يَا إلهي تِلك الفَتاة المُسكينة.





تَايهيونغ:يَجب عليّ العودة للمَشفى،هُناك الكَثير مِن الأَشياء لِأتولّىٰ أَمرها،أعتنيا بِها جَيّداً أبي.




دُويون:حَسناً بُني،سَأُحادِث يُورا لِتأتي وتَبقى مَعها لِتحسّن مِن نفسيتها.


______________________


عَاد مِتأَخّراً،رُغم أنّه فَعل ما بِوسعهِ لِإتمام كُلّ أمورهِ للعودة إليها في أسَرع وقت،قَام بِتأجيل كُلّ شئ وعاد،المَنزِل هادِئ،للغاية،مُظلم،فقط إضاءة خافِتة،خَرجت جِينا مِن الغرفة التي تقبع هِيلين داخلها وأغلقت البَاب بِحذر لِيهرع نَاحيتها وسأل:كَيف حَالها الآن؟



جِينا:فقط كَانت تَبكي بِصمت،تَبدو مُتعبة للغاية حَتى سَقطت نائِمة،لقد توسّلتها أن تتناول شئ لكنّي فشَلت.



هَمهم وكَاد يدَخل لَها إلا بِجينا تَمسك ذِراعهِ وسألت:هَل لديها شَخص آخر بِعائِلتها؟




تَايهيونغ:لا أُمّي،يُونهي كَانت آخر فَرد في عائِلتها.




دَخل الغُرفة وأغلق البَاب خلفهِ وتفحّص جسدها المِتخفي أسفل الغِطاء،حَتى لا يُمكنهُ رُؤية وجهها،اتّخد مَكان بجانبها وَكشف عَنها لِيجدها تَبكي بِأعين مُغلقة،بِتعب،لكن هِي في الحَقيقة نائِمة،استلقى قُربها وجَذبها لتستقر على صَدرهِ وهي على الفَور حَتى تشَبّثت بِثيابهِ،ومِن باب القَلق والإهتمام،قَد قرر قَضاء ليلتهِ مَعها،يُحاول تهدأتها،مِن أنينها المُنزعِج والبَاكي أثناء نَومها.



رَعشة جَسدها التي يَشعر بِها بَين حِين وآخر،استسلم للنَّوم،رُبما هو قد عَانى ذات مُعاناتها لكِن بِقدر بَسيط،أُجهِد مَعها ذِهنياً،وَجسدياً،ونَفسياً لِقلقهِ على كُلّ شئ يَخصها،وَكان مَوت يُونهي رَاحة لَه ولِهيلين،حَتى وإن هذا قد أَذهب بِآخر فَرد مِن كِيم.




استيقظ قَبلها في الصّباح البَاكر بسبب دُخول جِينا وتَفحَصهما،وقف بِحذر ورتّب خُصلات شَعرها ثُمّ خَرج بِرفقة أُمّهِ التي نوّهت:هل تَشعر أنّها قد خَلدت للنوم بِشكل كَامِل؟




تَايهيونغ:لقد غطّت بالنّوم مِن الإرهاق،لكِن قد عانت مِن صُعوبات كَثيرة،يبدو أنّها راودتها العديد مِن الأَحلام السّيئة،سَأغتسل في غُرفتي،أبقِ عينيكِ عليها،سَآتي سَريعاً.



هَمهمت جِينا وَدخلت بِحِرص على هِيلين النّائِمة على السّرير وَجلست قُربها تَمسح على يديها بِلطف،تَشعر بِالأسى عليها،جِينا قد أساءت الحَكم على هِيلين مُسبقاً،لكِنّها علمت أنّها أنقى فَتاة قد رأتها،مُتواضِعة،وليست فَقط ثرية بِأموالها،لكٍن ثَرية بِعطفها،لطافتها،قلبها الطيب والجَميل،وكَان تَايهيونغ أول مَن رأى هَذا،ومُنذ وقتها وهو لَم يَبرح مَكانهِ.



تُراقِب علاقتهما كَثيراً،وتَجَهل مَصيرها،فَقط أَحياناً تَشعر أنّه هُناك شئ سَيجمعهما،وفي ذَات الوَقت تَشعر أنهما مِن المُستحيل أن يكونا أَكثر مِن أصدقاء مُقرّبين،وَتايهيونغ فَقط يُؤدي عملهُ كَـ صديق مُقرب.



رَفرف جفنيها وَفتحت عِيونها بِصعوبة بَالغة تَشعر بالحُرقة في مِقلتيها مِن شدة البُكاء،الصّداع الذي عقب كُلَ ما حدث بالأمس،جَلست سَريعاً احتراماً لِمن تَجلس قُربها لكِنّها قَد نفت ووضعت وِسادة خَلف ظهرها وسَألت:أفَضل؟



هَمهمت هِيلين بِإبتسامة هَادِئِة،اقتربت جِينا أَكثر وكوّبت وجهها مُسترسلة:عَزيزتي أنا هُنا،أعلم أنّه مِن المُستحيل أن أكن في مَكانة والدتكِ،لكِن على الأَقل،أنا اعتبركِ ابنتي الثّالثة،دُويون والدكِ،يُورا شَقيقتكِ.



صَمتت جَاهِلة ذِكر عِلاقتها بَتايهيونغ في الوَقت الحَالي،فقط هِي لا تَعلم ما يَدور َبينهما،لا تَمتلك أي أدنى فكرة حَتى،هيلين لا تُعطي أي رَدّة فِعل سِوىٰ الإيماء برَأسها وسألت أَخيراً:،شُكراً لكِ حَقّاً،أَين تَايهيونغ؟



جِينا:تَايهيونغ فـ



كَادت تتحدّث إلا بِه يَدخل سَريعاً واقترب نَحوها ونوّه:صَباح الخَير.




ابتسمت بِنعاس ورددّت:صَباح الخَير.




تَايهيونغ:لِنتركها على راحَتها أُمّي،لننتظرها بالخَارج،يُورا أوشكت على الوصول.



هَمهمت جِينا بِتفهّم ووقفت تَهم للخروج حَتى مَدّ تَايهيونغ يدهِ ومررها على وَجه هِيلين مُعلّقاً:لقد أنهيت كُلّ شئ،ولن أَخبركِ إلا عِند خروجكِ مِن هذهِ الغُرفة.



هِيلين:ظَننتك سَتتركني على رَاحتي.




تَايهيونغ:غَيّرت رأيي.




بَعثر شَعرها وتراجع يَخرج مِن الغُرفة،أزاحت الغِطاء عَن جَسدها وشَردت طَويلاً،ابتلعت رِيقها ووقفت للسير نَحو الحَمام،فور مَا دَخلت وجدت رُبما كُلّ ما يَخصها في الدّاخل،فُرشاة أسنانها،ثِيابها،حَتى مَنشفتها،تَايهيونغ حَرفياً قد تولّىٰ أمر كُلّ شئ.




ابتسمت واستغلت دفئ المَاء ووضعت جَسدها دَاخل حَوض الأستحمام بالكَامِل،تَنفسها تَضاءل للغاية،لتُخرج رأسها بِيأس وأزاحت خُصلات شَعرها عَن وجهها وتنهّدت طَويلاً بِثقل،اغتسلت وَبدّلت ثِيابها ثُمّ خَرجت لَهم أّخيراً،جَذبت انتباه دُويون الذي كَان يَجلس ثُمّ وقف وأردف:هِيلين،عَزيزتي هل أَنتِ أفضل الآن؟




هِيلين:تَقريباً سَيد كِيم.




دُويون:لَقد مَرّ سائِقكِ.




هيِلين:حَقّاً؟




أَشار على الأريكة لِتُحدق بحقِيبة سَوداء،اقتربت والتقطها ثُمّ أَخرجت فُستان أسود قَصير وحِذاء ذُو كَعب عَالي لِتتنهّد بضيق وهَمست:ظَننت أنه لَن يكُن عليّ ارتداء هَذا مُجدداً.



تَايهيونغ:الفُطور هِيلين.



التفت لِمصدر الصّوت وهمهمت بِتفهّم ووضعتهم في مَكانهم،رُغم أنّها لا تمتلك أي شَهية للطّعام الآن،لكِنّها لا تمتلك طاقة للأقناع والرّفض،وأيضاً،لا تُريد احراج جِينا وتَايهيونغ،جَلست قُربهِ ثُمّ سَألته قُرب أذنهِ:مَاذا فَعلت؟



تَايهيونغ:انهِ طَعامكِ أولاً




هِيلين:تَبّاً لِعنادك.




تَايهيونغ:عَلى الرّحب.



ضَحك بِخفوت حَتى ابتسمت هيلين بِضعف والتقطت عِيدان الطّعام،كَانت الأَجواء هادِئة،تِلك ليست هِيلين،عندما كَانت تأتي إلى هنا يُكون المنزل حَيوي للغاية وكأنّه مُكتّظ بالشّباب،الآن صَامِتة،تأكل كَم ضَعيف لكِن على الأقل تَأكل،رَفعت جِينا رأسها وصَرحت:هِيلين،أعتقد أنّه يجب عليكِ البَقاء هُنا لِفترة.




هِيلين:أعذريني سَيّدّة كِيم،أنا بِخير حَقّاً،لا يُمكنني قُبول عَرضكِ.




دُويون:هِيلين لا أعتقد أنّ هذا صَحيحاً.




هِيلين:أنا حَقّاً بِخير،لقد عرفت أن هَذا سَيحدث،لقد كُنت أُحيي جَسد مَيّت لِشهور،كُنت أعرف هَذا بِالفعل.




تَايهيونغ:هِيلين لا تبقي بِمفردكِ.





هِيلين:لَن أَقتل نَفسي تَايهيونغ أنا بِخير واللعنة بِخير لِمَ لا أَحد يَفهم هَذا!



صَاحت بها هِيلين بَعدما تَركت أعواد الطّعام وفقدت السّيطرة بِالكامِل على نَبرة صَوتها،وعَت على ذَاتها ووقفت تُكوّب وجهها مِردفة:أنا حَقّاً آسفة،فَقط فقدت السّيطرة على نَفسي،أنا أعتذر مِنكم جَميعاً،شُكراً على الطّعام سَيّدة كِيم.


تَفحّص تَايهيونغ مَلامِحها المُهتزة ورَحيلها المُسرع للغرفة بَعدما أخذت ثِيابها وأغراضها،استكمل طَعامهِ وهو لا شهية لَه،فقط يمنحها وقت لِتبدّل مَلابسها وإلهاء نَفسهِ،نِصف سَاعة وَقرر الوقوف أمام البَاب والطّرق عليهِ بِتوتّر.



فَتحت البَاب لَه وابتسمت بِهدوء وتَحرّكت تاركةً لَه مساحة ليدخل،جَلست على السّرير وَخلعت حِذاء المَنزل ووضعت حِذائها أمامها،اقترب وجَلس على رُكبتيهِ ثُمّ التَقط قَدمها ووضع الحِذاء،انتهى ورَفع رأسهِ يتفحّصها ثُمّ اردف:تولّيت أمر جُثمانها،وحَرصت على أن تُقام لَها جَنازة تَليق بِها،وتَقديراً لِتربيتها أقوىٰ فَتاة قد رأتها عَيناي.




نزلت لِمستواه وسَحبتهُ نَاحيتها تُعانقهُ بقوّة،حَاوط خَصرها ووقف بِها يحمل جَسدها عَن الأَرض،تَدريجياً أنزلها وابتسم بِلطف مُعلّقاً:أياكِ وتَرك يَديّ اليَوم،عائلتي هُنا لكِ،أنا هُنا لكِ.

______________

تَقف أمام القَبر وخَلفها عشرات مِن الحَاضرين،جَنازة كبيرة،تَجمع العديد مِن كِبار الشّخصيات الذي كَانت تَجمعهم عِلاقة قَويّة بِوالديها،تُحدّق بشواهِد قُبورهما حيث دُفنا قُرب بعضهما البعض،انحَنت وتركت زُهور جَميلة على الأرض وابتعدت مُتمسّكة بيد الآخر.



ابتسم وشَدّ على أناملها وهي لَم تَعد تَشعر بِشئ سِوى دُموع سَاخِنة على وجهها،سَيّارة سَوداء استقرت أمام مَقر الجَنازة ونَزل مِنها أثنان،وقفت بِجانبهِ مُتمسّكة بِحقيبتها ونوّهت:مِسكينة حَقّاً،صَعب للغاية أن تَفقد آخر شَخص لَها.


أومئ مُتفقاً على حديثها ثُمّ علّق بِضيق:ألا تعتقدي أن التّاريخ يُعيد نَفسهُ؟
لَعنة؟



أخذت لَحظة تستوعب مَقصدهِ ثُمّ صَرّحت:إنّها لَيست لَعنة يُونغي،فقَط...مُصادَفة.


رَفع كَتفيهِ بِقلة حِيلة واستند على سَيّارتهِ مُردفاً:الأَمر ليس لَه علاقة بِجونغكوك صَحيح مِينجي؟



مِينجي:بالطّبع لا عِلاقة له،مَاذا؟
هَل جُونغكوك يَنقل اللعنات في الأَرجاء؟



يُونغي:وكُلّ شئ يتكرر على هِيلين؟
الإختلاف فَقط...أن يُونهي كَانت مَريضة،هَل جُونغكوك يَعرف بهذا؟



مِينجي:قَد يُريد أن يعرف،لكِن لا أعتقد أنّ بِإمكانهِ فِعل أي شئ،كبريائِهِ فَوق شئ واتجاه هِيلين تَحديداً،مِن المُستحيل أن يَرغب مِنها رُؤيتهِ بِحالتهِ هَذهِ.



يُونغي:قَد اتفق على هذا.




تَقدّما نَاحية مَكان الجَنازة وشَاهد هِيلين تتمسَك بيد رَجل،طَويل،غَامِض،شَعرهُ طَويل البُني الغامِق يَسقط على عينيهِ،يَسحبها اتجاههِ كُلّما سَنحت لَه الفُرصة،حُلّتهِ السّوداء وبِفسُتانها الذي يَصل لِرُكبتيها وَشعرها المَرفوع إلى الأَعلى،تنظر إلى الأَسفل،تَعتلي وجهها مَلامِح الثَبات بينما هِي على وَشك الأنفجار في البُكاء.



أَمال رأسهِ لِمِينجي وسَأل:هَل ترين ما أراه؟




مِينجي:مَن هَذا الشّاب الذي بِجوارها؟
ألم تَكُن يُونهي آخر شَخص بِالعائِلة؟
رُبما هو واحد مِن أَقارب هِيلين جَميعهم بِالخارِج.


يُونغي:هَذا ما توصّلنا إليه أنا وجُونغكوك،لَكِنّي لَم أُكن أعلم أنّ لِهيلين صِلة قَرابة بِشاب،وَسيم،غامِض،يَبدو مَألوف لي على نَحو غَريب كَاللعنة.



مِينجي:تَعرفهُ؟




يُونغي:لا أَعلم،لكِنّي أعتقد أنني رأيته،على الأقل لِمرة واحدة في حَياتي،أُحاول التّذكر حَقّاً.



عَصر تَفكيرهِ ولَم يَصل لِشئ،رَفعت هِيلين رأسها أَخيراً وفَرُغت مَلامحها فَور ما التقت حِدقتيها بِيونغي،هَذا جَذب أنتباه تَايهيونغ ونَظر في ذات اتّجاههِ،ظَلّ أربعتهم يتفحّصون بِعضهم وهِيلين لا تَفعل شئ سِوىٰ أنّها خائِبة الظّن بِهما،وبِجونغكوك الذي لَم يَظهر ولم يَهتم حَتى.



ضَايقها هذا أَكثر ثُمّ أعادت بَصرها إلى الأَرض،استدار يُونغي رغبةً في العَودة إلى السّيارة وكَاد يَتحدّث إلى بِهِ يُحدّق بِمينجي وعلّق:بِماذا تُفكرين هَيا بِنا،الأَهم أنّها علمت أننا هُنا للجَنازة،لن نتحدّث معها لكِن على الأقل حَضرنا.



مِينجي:هِي أَكثر امرأة تحَمّلت اخي وأحبّته،تستحق أن تَعرف مَا حَلّ بِه.



يُونغي:وآخر شئ يُقلقها الآن أن تُفكر بِحال حَبيبها المُحقق القَضيب الذي قام بإستغلالها ورَحل،استوعبي الأمر إنّها في جَنازة والدَتها،ألا تَظنّي أن مِن الأنانية التّحدث عَن جُونغكوك الآن؟
فَلنتركها مِينجي،فليَمضِ كُلّ مِنهما في طَريقهِ،لن أتحمّل أي لَعنة قد تحدث إن عَادا لِبعضهما.




مِينجي:لَكِن يُونغي




يُونغي:جُيون مِينجي هَيا.




شَاهدتهما يُغادران أمام عَينيها وهُنا قَد قررت تَرك يد تَايهيونغ والدّخول لِمنزلها،تَركت الحاضرين فِي كُلّ مَكان ودَخلت إلى الغُرفة حَيث مَهربها الوَحيد،تتنفّس بِصعوبة ويدها ترتعِش،اسندت ذِراعيها على المَنضدة،أَمسكت بِكأس المَاء وَقذفته على الحَائِط بِكل قوّتها.



بَينما تَايهيونغ كَان في الأَسفل بِرفقة الحُضور قَد أتت العامِلة وسَحبتهُ مُردفة بِنبرة هامِسة:آنسة كِيم لَيست علىٰ مَا يُرام.



تَحرّك مَعها إلى الأعلى لِتفحّصها وَفتح البَاب ووجَد كُلّ شئ مُنكسر على الأرض وهِي فقط تَجلس على الأَرض تُحدّق في الفَراغ،تَركت العاملة لَهما مِساحة ودَخل بعدما أَغلق البَاب،تَخطّى شَظايا الزّجاج وجَلست على رُكبتيهِ أمامها،كوّب وجهها ورَمقها بِحُزن مُردفاً:مَا الذي يَدور بِذهنكِ؟




هِيلين:دَمّر حَياتي.




تَايهيونغ:جُونغكوك؟




هِيلين:أحببتهُ وكأنّه رَوحي لكِن لم يُحبّني وفقط أراد الإنتقام لِوالده ويَرحل،قَبض على أبي وَجعلهُ يَنتحر دَاخل زنزانتهِ وهو بَريئ،وَعدني أنّه سيُخرجهُ،لكِن لَم يَفعل،والآن أُمّي مَاتت،كَان على الأَقل سيكون لديّ أبي،سيَكون لديّ مَا أعيش لِأَجلهِ،دَخل إلى حَياتي وأفقدني عائِلتي وسَعادتي وكُلّ شئ،تَرك لِي لَعنة عائِلتهِ وغَادر.



نَفت بِرأسها بِقوّة ودَفنت وجهها بَين سَاقيها مُردفة بِصوتٍ مُختنق:لكِن عندما ظَهر يُونغي ومِينجي مَعه كُنت أبحث عَنه،تَباً لِي،تَبّاً لِي حَقّاً.



جَلس قُربها وأخذ جَسدها يَحتويهِ بِذراعيهِ،قَبّل رأسها طَويلاً،مَسح دُموعها وشَابَك أناملها يُطمئِنها بِوجودهِ،لا شئ أَصعب مِن الوِحدة،وهَذا ما تُعاني مِنه هِيلين الآن،لا مَانِع لديها في الأشتياق لِشخص قام بأذيتها فَقط لِكي لا تَشعر بالوحدة والإِحتياج،وجهها فَقد مَلامِح الحَياة،كُلّ شئ تَغير في عالمها مُنذ دُخول جُونغكوك إلى حَياتها،لَم يَقصد أن يَفعل كُلّ هذا،لكِن حَياتها التي كَانت يَحسدها الجَميع عليها،أصبحت مَدينة أشباح.

______________________


7 YEARS LATER;



فَتحت نافِذتها وأَخرجت هواءها السّام مِن ثَغرها تتفحّص المكان الخَارجي مِن خلالها،طَرق على البَاب لتلتفِت وصاحت:تَفضّل.




فَتح البَاب ودَخل وشَخر بِسخرية قائِلاً:مَمنوع التّدخين في المَشفى سَيّدة كِيم.




قَهقهت وأطفأت السّيجارة في المِطفئة وجَلست على مَكتبها مُردفة:لا تتدخَل في شَئون المَالكة مُحامِي كِيم.



جَلس ووضَع مَلف أمامها مُردداً:هَذهِ هِي كَامِل الحِسابات التي استطعت الحُصول عليها.



هَمهمت والتقطت المَلف تتفحّصهُ ثُمّ سألت دون أن ترفع مِقلتيها عَن الأوراق:ظَننتُك لَن تَأتي اليوم تَايهيونغ،هل انتهت قَضّيتك مُبكّراً؟



تَايهيونغ:ولقد أَتيت،اعتقَدتُ أنّه عليّ المَجيئ للزّيارة،لقد انشغلت كَثيراً الَفترة المَاضية،اعتذر عَن هَذا.



نَفت بِرأسها وصَنعت تواصل بَصري صَادِق مَعه تُنوّه:لا دَاعي للإعتذار،أَعلم أنّك أَصبحت واحِداً مِن أقوىٰ المُحاميين في كُوريا،أتفهّم شِدة انشغالك،كَيف حَال يُورا؟



تَايهيونغ:بِخير،تُرسِل لَكِ تُحياتها،سَتعود مِن عُطلتها مَع زَوجها قَريباً،كَيف حَالكِ أَنتِ هِيلين؟



ابتسمت بِهدوء ولم تُجيب على سِؤالهِ ثُمّ وَقفت أمامهِ وَجلست على مِنضدة المَكتب أمامهِ مُباشَرةً تَرفع كَتفيها بِجهل:أنا صاحِبة مَشفى أبي تَايهيونغ،ألا تَظن أنني لَن أَكُن سَعيدة؟
حَصلت على كُلّ شئ،مَا عَدا شئ واحِد.



تَايهيونغ:أَعمل عليهِ.



هِيلين:لا تتسرّع،ليس لديّ أي مانع حتى وإن أَخذ الأَمر سَنوات أَكثر.



تَايهيونغ:لا عَزيزتي أنا مُستعد أكثر مِن أي وقت،لديّ المَال،النّفوذ،كُلّ شئ لِأحصل على ما أُريد،وأنا قَد بدَأت بالفِعل.


هَمهمت بينما تُبعثر شَعرهِ ثُمّ سألت:بَدأت بِماذا؟



تَايهيونغ:أُشكك في تقرير الطّب الشّرعي.




توقّفت يديها وأنزلت بصرها عليهِ ورددت:مَاذا تَقصِد؟





تَايهيونغ:قَد يكون تَقرير الطب الشّرعي مُزيف،أنا أوسّع دائرة البحث بِضربة حَظ،وأنا لديّ حدس كبير يُخبرني أنّه لَم يكُن مُجرد انتحَار،لذا كُلّ ما أَصُب تركيزي عليه الآن هو العثُور على نسخة التّقرير الحقيقية إن وُجِدت.



صَمتت قَليلاً تُفكّر بما يقولهُ ورفَعت كَتفيها مُردفة في النّهاية:كُلّ منّا مُحترف بِعملهِ،افعل ما حدسك يُخبرك بِفعلهِ.



تَايهيونغ:يُمكنني أيضاً فِعل أي شئ تُخبريني بِهِ تَعلمين؟



وَقف ودَنى سانداً يديهِ على المَكتب الذي بِالفعل تَجَلس عليهِ،وهذا جَعل المَسافة بين وجهيهما تَكاد تَكون مَعدومة،ابتَسمت بِجانبية وصَرّحت بِنبرة مُنخفِضة:عُدنا لِذات النُقطة مُجدداً هَمم؟




تَايهيونغ:دائِماً نَقف لديها هِيلين،أنتِ تعلمين جِيداً إن تَجاوزناها سَيُصبح الأَمر سيئ للغاية.




هِيلين:أَخبرني عَن هَذا.




قَهقه بِخفوت والصق جبينهِ بِخاصتهِ وبدأ يَشعر بِدفئ أنفاسها،تمرّدت يدهِ وتمّسكت بِخصرها،هَمست بصعوبة مُنوّهة:هَذا خاطِئ.



تَايهيونغ:أَعلم.




أخذ شِفاهها سَريعاً بِنهم بِينما هي قَد حاوطَت خَصره بِساقيها وغَرزت أناملها في شَعرهِ تَشدّه بِقوّة ضَعيفة،بَارع في احتوائها،رُبما هو كَان الرّجل الأول والوَحيد الذي صدَاقتهما تعدّت السبع سَنوات،رآها بِكلّ حالاتها،يُجيد كَيف يَصل لِمصدر سَعادتها،نُقاط ضِعفها،لا تَعرف هل تَايهيونغ يُشكّل خَطر عليها أم عليها تترك ثِقتها بِهِ تكتمل.



امتصّ شِفاهها العُلوية وقرّب جَسدهِ مِنها بَعدما فَرّق ساقيها،أنزل قُبلاتهِ على عُنقها بِعشوائِية،يَسمع تَنهيداتها البَطيئة والمُتألمة،يَستمتع بِكلّ لَحظة لِأنّه يَعلم أنه سيتم بِترها،كَالآن،طَرق على البَاب لَم يوقفهُ،بَل التقى بِشفاهها مُجدداً وبوتِيرة أسرع لِتبدأ بالتّربيت بِقوّة على كَتفهِ ليعي على ذَاتهِ وسَحب شفاهها بِقوّة جَعلها تتأوّه وعلّقت:كِيم تَايهيونغ!



قَهقه بِخمول واعتدل في وَقفتهِ ينزلها حَتى رتّبت خُصلات شَعرها واردفت:ينتهي بِنا الحَال دائِماً هُنا.



تَايهيونغ:حدّثي ولا حَرج،قريباً سَأقوم بِرفع قضيّة على تِلك المُساعدة اللعينة التي تَطرق على الَباب في كُلّ فرصة تَسنح لَها.




ضَحكت بِقوّة وعدّلت ثَيابهِ وَسحبتهُ مَعها نَاحية البَاب هَامِسة:سترفع عليهِا قَضّية بسبب أنّها تُنهي كُلّ الفُرص التي تَجعلك تُحاول مُضاجعة رئيستها في العَمل؟
أليس هَذا مُؤذي لِمَسيرتك العَملية مُحامِي كِيم؟



تَايهيونغ:مُؤذية للمحامي كِيم لكِنها مُمتعة وشديدة النّفع لِتايهيونغ كَاللعنة.



فَتحت البَاب لِمسُاعدتها الشّخصية وابتسمت لَه قائِلة:إلى اللّقاء سَيّد كِيم،وَشُكراً على الإستشارة القَانونية المُفيدة للغاية.



دَخلت المُساعدة واتسعت عَينيها عِندما وجدت تَايهيونغ يأخذ شِفاه هِيلين مَرّة أخرى لكِن أمامها دُون خَجل،كَانت سَطحية لكن شَهوانية بِنظر مَن تُشاهد هذا المَنظر تقريباً يَومياً،وأحياناً أسبوعياً،وَجه تَايهيونغ أصبح مَعروفاً في المَشفى،فَـ هو مُحامي هِيلين الخَاص ولا أحد يَعلم،هَل هو صَديقها،أم حَبيبها،لكِن في الحَقيقة هُما أصدقاء مَنفعة.


خَرج ولوّحت لَه ثُمّ أَغلقت البَاب،استدارت لِلمُساعدة ونوّهت:هل هُناك شَئ جديد سُونغمين؟



نَظّفت حَلقها ووضعت بعض الأوراق أمام عينيها مُردفة:نَحتاج توقِيعكِ على استشَارة مَنزلية لمَريض،طَبيب نَفسي،وسَيكون صَعب على المريض المَجيئ إلى هُنا.




هِيلين:هُنا بيانات المَريض صحيح؟
هل مُتوافق مَع الشّروط؟



سُونغمين:تَقريباً سَيّدة كِيم،نَحتاج فَقط لِمشورتكِ وموافقتُكِ.




هَمهمت وفَتحت المَلف وبمجرد مَا فَتحتهُ قد اتسعت عينيها وهَمست بِصدمة فَور مَا قرأت الأسم:جُيون جُونغكوك!



رَفعت رأسها لِسونغمين ورددت بِرجفة:مَـ مَن الوَصيّ عليهِ؟



سُونغمين:شَقيقتهِ،تتحدّث مع الطبيب بالخَارج.



وقفت هِيلين بِصعوبة وهِي بالكاد تَعي أي شَئ يَحدث حَولها،بِخطوات مَهزوزة قد خَرجت مِن مَكتبها،تَسير في الرّواق ثُمّ توقّفت فجأة عندما ظَهرت هَيئتها وتلاقت أّعينهما حَتى قَالت بِصعوبة:هِـ هِيلين؟
هَذا مُـ مُستحيل!

___________________

نِهاية البَارت.


أعتقد مَاحد كَان مُتوقع موت يُونهي بس هذا يَلي صَار،إيش رأيكم بالأحداث الجِديدة؟


وتسريع الأحداث هَذا تحسبونه بلوت تويست او تتوقّعوا إذا فيه بلوت تويستس جاية؟


بالنّسبة لي مُنحنى القِصة الرئيسي بيبدأ مِن البَارت الجَاي،في كثير أشياء رَح تتغيّر.


أشوفكم البَارت الجَاي.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top