مَاضي
لم تتم مُراجَعة البَارت🤍.
______________________
وَقفوا أربعتهم حَتى عانَق جُونغكوك هِيلين بِقوّة دُون وَعي،يَعتصر جَسدها حَامِلاً أياها بَين ذِراعيه،اقشعَرّ جسدهِ بقوّة عِندما سمعوا الحُكم النّهائي،ابتعد يُكوبّ وجهها حَتى وجدها تبَكي وعلى ثغرها ابتسامة صَغيرة وهي تُحدَق نَحوه.
مَسح دُموعها وأخذ شَفتيها يُقبلهما بِقوّة أمام الحَدش وكَاميرات الصّحافة،لَحظة انتصار كَان يَنتظرها مُنذ أن عاد له بَصرهِ،استَرجع كُلّ حقوقهِ،حَق عائلتهِ،حَق عائِلة هِيلين بِأكملها،رُغم أنّه لا يَعترف بالعدالة ودائِماً يلجئ للطرق غير القَانونية،لكِنّه نَجح في استعادة كُلّ شئ أمام الجَميع.
ابتعد بِلطف عَنها وتعانقا مرّة أُخرى،كَانت لَحظة لَطيفة جَمعتهما على أثرها قد رَمقا ووشِيك طَويلاً،سَنوات وَسنوات قَد دمّر فيهم حَياتهما،حَياة عائِلتهما،حَياة كُلّ ما حَولهما دُون رَحمة،فرّقهما بِأشبع الطّرق وربّىٰ الحِقد والكُره داخَلهما اتّجاههِ،حَان الوَقت لِيدفع الثّمن.
شَابَك أناملها بِقوّة وقبّل ظَاهِر يَدها طَويلاً ثُمّ هَمس:عَادَةً مَا يَتم تنفِيد حُكم الإعدام يستغَرق مِن أربعة أيام لأُسبوع لِذا لَم يَعد لديكِ عَمل لِإنهائِهِ هُنا.
هِيلين:بَل هُناك،ابنتهِ.
جُونغكوك:لَم نَبدأ مَعها بَعد.
ابتسمت وتحرّكا مَعاً للخارج،استَدار جُونغكوك لِيتفحّص مِينجي ويُونغي اللذّان يُحدّقان نَحوهِ بإنتصار وخَرجوا جَميعهم مِن قاعة المَحكمة،تجمّع كَبير مِن العَامّة والصّحافة بسبب ما جَرى للتوّ،هذا مَا كَان يَجب أن يَحدث،تَماماً،ومِن البِداية،دَخلوا سَيّارتهم وانطلَقوا.
صامِتان في السّيارة على نَحو غَريب،الشّعور بالسّلام،يُسبب الهُدوء،بُطئ الإستيعاب،لقد أتى يَومهما المُنتظر أَخيراً،لَا شَئ سَيُؤذيهما مُجدداً،قَتلا رأَس الأَفعى،تَخلّصا مِنه،استرجعا كُلّ حُقوقهما التِي سُلِبت مِنهما بِوحشية،حقوقهِما في حُبّهما الذي تمّ انتزاعهِ،وهَدم كُلّ شئ بَينهما.
يَتأَملا بَعضهما كل حِين وآخر،تتشكّل ابتسامة لَطيفة بَسيطة على ثَغرهما،حَادَث يُونغي جُونغكوك لِيُجيب الأَصغر سَريعاً وعلّق:مَرحباً هِيونغ.
يُونغي:مُبارك لَكما حَقّاً.
جُونغكوك:شُكراً على مُساعدتك.
يُونغي:هَذا لا شَئ،إذاً سَأذهب لِمنزلي أنا ومِينجي اليَوم،لا تُفكّرا بِأي شَئ،احتفِلا،اجعلا اليَوم مُميّز للغاية لَكما،بَعيداً عَن جِي يُون،بَعيداً عَن ووشِيك.
جُونغكوك:حَسناً بالطّبع،إلى اللّقاء.
انهى جُونغكوك المُكالمة وانتبه لِسيّارة يُونغي التي كَانت بِجوارهِ ثُمّ رمق أربعتهم بِعضهم وابتسموا ثُمّ لوّحوا،افترَقا عِندما اقترب جُونغكوك مِن مَنزِل هِيلين وحَان وقتهِ لِيتوقّف بالسّيارة،استقر أمام المَنزِل ونَزلا مَعاً،ارتَكزت لديهِ وعلّقت بِفضول:هَل سَتبقى هُنا؟
جُونغكوك:صَراحةً،لقد قُمت بِتنظيف مَنزلي القَديم،لَم أدخلهُ لِأعوام لِذا كَان يَحتاج وَقت،هو جَاهِز الآن لِذا...
هِيلين:سَتذهب لِمنزلك إذاً؟
جُونغكوك:يُمكنني البَقاء إن أردتِ.
هِيلين:لا عَليك،اذهب،شُكراً على التّوصيل.
ابتسمت بِزيف حتى هَمهم وتَراجع قليلاً بِظهرهِ وعلّق:هَذا لا شَئ،أي جديد سَأُطلعكِ عليهِ.
هِيلين:حَسناً،لَيلة سَعيدة.
جُونغكوك:لكِ أيضاً.
لا يَعلمان مَتى قَد نَشأت هذهِ الحدود وهما للتو قد قَبّلا بَعضهما علناً أمام الجَميع وفي المَحكمة والآن هذا في كُلّ مَكان وعلى مواقِع التّواصُل الإجتماعي،استدار وكَاد يفتح بَاب سَيّارتهِ حَتى قالت سَريعاً:لا تَذهب،ابقَ هُنا،مَعي.
استَدار ووقف أمامها مَرّة أُخرى وعلّق:مُتأكّدة؟
هِيلين:نَعم.
جُونغكوك:لا شَئ يُضايقُكِ؟
هِيلين:لِمَ أَنت...أَنت تَظن أنني سَأتصرف بِمثل تِلك الطّريقة مُجدداً؟
جُونغكوك:لا مَانِع لديّ في أن أتحمّلُكِ وأنتِ غاضِبة لكِن لا أُريد أن
هِيلين:أنا بِخير،بَعدما حَدث اليوم أنا أفضل بِكثير.
تتحدّث بِإندفاع شَديد على غَير العادة وكَأنّها تُقنعهُ بالبَقاء لِأنّها تمتلك شَئ لِتقوله لَه،أومئ بِتفهّم وأغلق سَيّارتهِ ثُمّ تحرّك معها دَاخِل المَنزِل،دَخلا وَشعر جُونغكوك بِبرودة الغُرفة مما جَعله يتحدّث بِراحة:يا إلهي لقَد كُنت أشعر بالحَرّ.
هِيلين:يُمكنك تَبديل ثِيابك والاغتِسال حَتى أُحضر لَك شَئ لِتناوله.
هَمهم بِإستمتاع وخَلع سُترتهِ وقَميصهِ حَتى قالت هِيلين بَينما تَدخل المَطبخ:سَيّد جُيون لا تستلق على الأريكة سَتخلد إلى النوم دُون أن تتناول شئ وحَقّاً أنا
لَم تُكمل جُملتها عِندما القى بِجسدهِ على الأَريكة بِكُلّ أريحية لِتتنهّد طويلاً وهَمست لِنفسها:مُنذُ مَتى قَد أطاعني بِشئ؟
قَامت بِتجهيز عَشاء خَفيف يُفضّله وقررت أن تُغير بُقعتها وذهَبت لِغرفة المَعيشة حتى وَجدت جُونغكوك مُستغرق في النّوم على الأريكة عاريّ الصّدر وشَعرهِ مُبعثر،تَأمّلتهُ طَويلاً ثُمّ اقتربت لِتجلس أمام وجههِ مُباشَرةً،رَفعت يدها ومررتها على وجنتهِ،تتفحّص ملامِحهِ الرّجولية،جِفنيهِ المُنسدلان،عَضلات بَطنهِ المَنحوتة وتَفاصيل جَسدهِ المَكشوف قد اخذت مِنها وَقت للتأمّل.
امسَكت يدهِ واحتوتها بأناملها مُردفة:سيّد جُيون.
هزّت جسدهِ حتى فتح عينيهِ تدريجياً لِتبتسم تُمازحه قائِلة:شئ غريب حَقّاً غريزتك مُتعبة أيضاً ولم تستيقظ لِتضع المُسدس في وجهي.
جُونغكوك:بربّكِ هل هَذا وجه أضع أمامهِ اصبعي الأوسط حتى؟
قهقهت بقوّة وضربت كَتفهِ حتى رمق يدها التي على خَاصتهِ وتأملها ثُمّ رفعها وأسقطها على شفتيهِ يُقبّلها طَويلاً،وضعها أسفل رأسهِ ينام عليها وصرّح بِخمول:تتذكّرين عِندما سألتني،ما هِي أحلامي عِندما كُنت مُراهِقاً؟
أومأت بإبتسامة صغيرة حتى استكمَل:حَياة طبيعية،مُملّة،لَم أحظىٰ بِهذا مُنذُ أن مَات أبي،كَم أردت حَياة رُوتينية مُستقرّة،حتى عِندما تزوّجت مُسبقاً،حصلت على الإستقرار،لكِن عانَيت مِن مَلل قاتِل.
هِيلين:لكِنّك قُلت أنك تُريد حَياة مُملة.
جُونغكوك:حَياتي مَع زوجتي السّابقة كانت مُملة،لِأنني لم أُحبّها حَقّاً،الآن نحن فقط نَجلس أمام بَعضنا،أليس هَذا مُملاً؟
لكِن بالنّسبة لِي هَذا أفضل شَئ على الإطلاق،أنا مُتأكد أنني لَن أتوق لِحياة رُوتينية أكثر مِن هذهِ.
ابتَسمت وعلّقت بعدما ربّتت على وجنتهِ:تَبدو مِثل الثّمل حَقّاً،يُمكِنك النّوم إذا أردت،لَن أَضغط عليك.
وَقفت لكِنّه التَقط يدها واعتدل في جُلوسهِ يتَثائب مُعلّقاً:لا،هَيا عَزيزتي،لِنأكُل شَئ.
وَقف وَسار خَلفها بِخطوات مُترنّحة وَجلس على مَائِدة الطّعام مُلتَقِطاً عِيدان الطّعام،كَاد يَأخذ شَئ لِيضعهُ في ثَغرهِ لكِنّ رنّ هاتفهِ في جَيبهِ حَتى رَمقا بَعضهما بِخَيبة وتوقّفت هِيلين عن الطّعام واضِعة رأسها على راحَة يَدها تَنتظره يَنتهي مِن مُكالمتهِ.
أجاب بعدما اسقط عِيدان الطّعام وعلّق:هَل هُناك شَئ؟
قَرأت هِيلين مَلامِح جُونغكوك المُتلاعِبة والتي تَعرفها جَيّداً،أنهى المُكالمة ورمقته بِفُضول حَتى قال بإستمتاع:جِي يُون حَقّاً في طَريقها لِإهدار كُلّ ثروتها على المُخدرات.
هِيلين:هَل تُرسل لها تَاجر مُخدّرات؟
جُونغكوك:أنا خَارِج الامر،إنّه ذلك الرّجل الذي أخذ ووشِيك مِن منزلي القديم مُسبقاً.
هِيلين:رئيس مَافَيا سَيّد جُيون واللعنة؟
جُونغكوك:هذا الرّجل لديهِ كَرامة وعزّة نفس تفوق قذارة المَخصي ووشِيك،لا تقلقي،عَمله قَارب على الإنتهاء،أنا تَاجِر المُخدرات الذي سيُقابلها المَرّة القادمة.
هِيلين:مَاذا؟
جُونغكوك:صَغيرتي لا تَقلقي حَقّاً،ألا تثقين بِي؟
تنهّدت طَويلاً وأراحت ظَهرها مُردفة:أثِق بِك لكِن لا أثِق في غضبك سَيّد جُيون.
جُونغكوك:هذا غضبكِ أنتِ،جِي يُون لم تَرى أي شَئ مِن غَضبي،سَيأتي يَوم عائِلة لي الآخير،انتظري فقط ما سَيحدث.
تَناولا الطّعام في هُدوء حتى سَمعا صوت ضجيج خَارج المَنزل،التفتا لِمصدر الصَوت حَتى انحنت هِيلين تلتقِط المُسدس الذي أسفل مِقعدها بينما جُونغكوك قَد أخرج سلاحهِ الذي في ظَهرهِ ووقفا مُتوجّهين للمصدر،وَضعها خلفهِ وفَتح البَاب ثُمّ واجها السّلاح في وجه أياً كان ما هو أمامهما.
أغلقا أعينهما بَقوّة بسبب كَمّ البَشر الذي في شُرفة المَنزل رفعوا كامِيراتهم عليهما حَتى تنهدّا بِقوّة وأخففضا أَسلحتهما ثُمّ سَحبت هِيلين جُونغكوك للدُخول والذي كَان عملياً عاري الصّدر والصّحافة تلتقط كُلّ ما يَحدث الآن،هيَمن بقوّتهِ عليها حتى وقفَت أمامهِ وعلّقت:سيّد جُيون.
جُونغكوك:أَتعلمين أَكثر مَا يُثير غَضب جِي يُون الآن؟
هِيلين:سَيّد جُيون لنتحدّث بالدّاخل.
جُونغكوك:أننا عُدنا لِبعضنا في نِهاية المَطاف،لقد كَانت سَعيدة بِحق عِندما نجح والدها في جَعلنا نفترق لسنوات حتى وإن لَم ينتهي بِها الأَمر مَعي رُغم أنّها فَعلت المُتسحيل وركضت خلفي كَثيراً حَتى تَجذب انتباهي لِكنّني اخترتُكِ دائِماً،كَانت سَعيدة عِندما بدأتُ انتقامي مِنكِ أنت ووالدكِ،تَحقِد على كَم أنتِ مِثالية وكَم أنا واقِع لَكِ.
أصوات الكَامِيرات والصّحفيين كانت تُغطي على صَوته فَلم يسمع أي شخص ما قاله عدا هِيلين،استكمل حَديثهِ عندما اقترب وكوّب وجهها مُردِفاً:ولا شَئ قد يَقتلها أَكثر مِن رُؤيتها لنا مَعاً،سَواء سِرّاً أم أمام العَلن،وأنا أُفضل الإختيارين،لِنجعلها تُخرج أسوء مَا بِها،وسَأقف لَها.
قبّل شَفتيها أمام الجَميع وحَاوط خَصرها وهي لم تُبدي أي ردة فِعل طبيعية سِوى أنها صُدمت وتجمّد جسدها،صُدمت مِن جراءتهِ،طُرقهِ المُتلاعِبة في إثارة غَضب أي شَخص يُريدهُ،عَدم اكتراثهِ لِمن حولهِ،يُزيد مِن شَعبيتهما بِطريقة صَريحة ومُباشرة بإعلانهِ عن حُبّهما مِن خلال الصحافة والإعلام.
لفّت يديها حَول عُنقهِ وسَحبته نَحوها حَتى ابتسم وشَدّ على جَسدها بِقوّة وهو يَشعر بِإزدياد التِقاط الصّور لَهما ويعلم أنّها سَتَصِل لِهيلين أو لَه بطريقة مَا،يُريد إخراج الجَحيم مِنها لِتظهر على حقيقتَها أمام الجَميع وعلاوةً على هذا،فـ هو يُحضّر لِمفاجأة كَبيرة وشيّقة لَها.
دَفعها للدَاخِل ولازال يُقبّلها بِشغف ثُمّ أغلق الباب يَحمل هِيلين ويُثبّت جَسدها على الحَائط،تَلاحَمت لَمساتِهما أَكثر،وأصبح الوَضع أَكثَر جِدّية لكِن هِيلين قَد ربّتت على كَتفهِ تُوقظهِ مِن غفلتهِ ثُمّ بصعوبة قَد ابتعد وهَمس:لِماذا بِحق الجَحيم هُيلين؟
هِيلين:إما أن تَعود لِي،أو نُنهي هَذا سَيّد جُيون.
جُونغكوك:لَيس مُجدداً.
هِيلين:هُناك احتمالين،أنت مُثار أم حقاً تتعاهر وفي النّهاية ستترَكني عِندما تُدرك أنّك سَئ لِتبقى مَعي.
رُغم جِديّة حديثها لِكنّه قَهقة دُون وعَي مِنه مُردفاً:لا شَئ مِن هذهِ الإحتمالات.
هِيلين:أَنا أُحبّك.
تَبادلا التّحديق طَويلاً حَتى كوّب وجهها يَتأملها ثُمّ نوّه:سُحقَاً.
هِيلين:قُلها سَيّد جُيون.
جُونغكوك:هِيلين.
هِيلين:فَقط قُلها هَل هذا صَعب عليك؟
جُونغكوك:أَشعر أنني لا يَجب عليّ قَولها أبداً.
هِيلين:جُونغكوك يا إلهي،كُنت تَقولها كَثيراً عِندما كُنت أُستاذ جَامعي تُخفي حَقيقتك عَنّي،ما المُختلِف الآن؟
جُونغكوك:المُختلف أنكِ تَعرفين الآن كَم أنا سَئ لَكِ.
هِيلين:أُريدك سَيئاً للغاية،لَن أَكرهك،أبداً،دَعني أرى إلى أي مَدى سَتكون سَئ،وسَأدعك تَرى إلى أي مَدى يُمكنني أن أتحمّل سُوءك.
جُونغكوك:هِيلين أَرجوكِ لا تَفعلي هذا بِي.
الصَق اجبنتهما مَعاً يَشعر بِأنفاسها المُضطربة،تحدّثت بِصعوبة وإبهامهِ يلتمس شِفاهها السّفلية وعلّقت بِنبرة مُنخفضة:لا يُمكنك أن تتخيّل،كَم أن مَفتونة بِعيوبك،سابِقاً،قَبل أن أَقع لك،لقد وَقعت بِحب الأُستاذ الجَامعي،الجَامِح،السّئ،الذي كَان يُقال عَنه أنّه يَتلاعب بالفَتيات ويَقوم بِإستغلالهَنّ،وَقعت لِهذا الشّخص أولاً،انجذَبت لَه على نَحو غريب وكأنني كُنت مُختلة،ثُمّ وَقعت لِجُيون جُونغكوك.
أراحت كَفّيها على صَدرهِ العاري ثُمّ أنزلت يديهِ عَن وجهها،تمسّكت بِعنقه صُعوداً إلى شَعرهِ تُسرّحه وهَمست:أنت ضَعيف اتّجاهي للغاية،وتنتظِر مِنّي رَدّة فِعل حادة تدفعك بَعيداً لِتُعيدك لِعقلك،لِكنّي لَن أَفعل سَيّد جُونغكوك،سَأسحبك لِي،حَتى تَفقد السّيطرة.
أنزلتهُ لِمستواها تأَخذ شَفتيهِ بِقوّة وهو قَد ضاق بِهِ ذِرعاً ولم يَعد يتحكّم بِذاتهِ،شَعر بإبتسامتها ضِد ثَغرهِ لِيحملها صَاعِداً حَيث الغُرفة،طَار النّوم مِن عَينيهِ،وامتلأت بالرّغبة،يدهِ تسبق تَفكِيرهِ،كُلّ شَئ يَبعد عن عقلهِ،جَسدهِ يتحدث،قَلبهِ يسَحبها ناحيتهِ.
استقرّ بيَن ساقيها،وَضعها على السّرير ويدهِ ترفع عَنها قَميصها،يَنزعهُ مِن جَسدها،ابتعد يَنثُر قُبلاتهِ على فكّها،ذَقنها،وجنتها،نُزولاً لِعنقها المَكشوف،قَهقهت بِصوت خَافِت حَتى توقّف وأطلق ضَحكة مُتعجّبة قائِلاً:لم أتوقّع هذا الصّوت أن يَخرج،أتضحكين؟
ظَننت أنّكِ ستتأوهين.
ضَربت كَتفهِ وثُمّ علّقت:أَنت فَقط مُضحِك،كُنت أعلم أنّك تُريدني للغاية،وكَان عليّ أن أُعطيك دَفعة صَغيرة،صَغيرة بِحق حَتى أنني لَم أتوقّع أن يَنتهي بِنا الحَال هَكذا،لكِنّك ضَعيف.
جُونغكوك:أهذهِ سِخرية أم دَليل علِى مدى تَأثيركِ عليّ؟
ابتسمت وهي تَشعر بِأنفاسهِ القَريبة جِداً مِن وجهها،شفاههما ترتطم دُون تلامُس حَميميّ،أناملهِ تسير على جَلدها العاري،يُحدّقان ببعضهما طَويلا حَتى نوّهت هِيلين:أُحبّك،حَقّاً أَفعل،كَانت حَياتي تَتلاشى لكِن حُبي لَك هو الشّئ الوحَيد الذي كَان ثابِتاً كُلّ هذهِ السّنوات،تَايهيونغ كَان صَديق رائِع،شَريك جَيد،لكِنّه لم يَنجح في مَلأ النّقص الذي كَان داخلي بسبب غَيابك،حَتى وإن كُنت وَقتها،ذلك المُحقق المُتنكّر ودخل حياتي لِإستغلالي،كُنت أتوق أن أراك حَتى لثانية.
يَسمع كَلامها،هائِماً بحُروفها المُسكرة لعقلهِ،ابتسمت بِصدق تُحدّق بِمن يَعتليها،يديهِ تتحرّك على مَناطِقها،اسَتكملت تَهزّ كيانهِ بما يَجول في خَاطِرها:كَان عليّ أن أعرف،أنّ المُتعة التي كَان يَمنحني إياها تَايهيونغ مؤقتة حَقّاً،فَور مَا يرحل،ذَهني يَنشغل بِك،واتوّهم أن في النّهاية سَأنساك،كُنت غَبيّة،تَعلم؟
فَتح لها المَجال لتجلس بِإعتدال ثُمّ فرقّت سَاقيها تستقر على فَخذيهِ قائِلة:إن عَاد بِي الزّمن،سَأفَعل كُلّ ما فَعلته مَعك مُجدداً،سَأُحبّك،سَأفعل كُلّ ما بِوسعي للحصول عليك،سَأُقبّلك،سَأتركك تُقابل أبي،أُمّي،سَأنام في غُرفتك،سَأذهب مَعك لِكلّ مَكان.
تُراقب صدرهِ يرتفع وينَخفض،عَضّ على شَفتيهِ وعينيهِ تَحوم حَولها،تحدّث بصعوبة أثر أنفاسهِ المُضطربة:أخبريني أنّكِ تثقين بِي،قَّبّليني احتضيني،سَأفعل أي شَئ فِي سَبيلكِ فَقط عليكِ أن تُحبّيني،مَليئ بالغَضب المَكتوم،حَالي يَتغيّر كُلّ لَحظة،لكِن أَفعل عَكس كُلّ هذا لِأثبت لِكِ أنني قَادر على احتوائكِ تماماً كَما وَعدت جُونهو.
هِيلين:أُحبّك،وأثِق بِك أَكثر مِن أي شَخص.
أخَذت ثغرهِ تُقبّله بِشغف،تستجيب لِطلبهِ المُستميت،يُلملم خُصلات شعرها بإناملها ويعض على شفتيها بِرغبة،رُبما قَد مرّ شهور على آخر تَلامُس قد حَدث بَينهما،تارة تَكون الأوضاع مُلائِمة،وتَارة تكون غَريبة،لكِن هذهِ المرّة،لقد فَقد السّيطرة على ذاتهِ،هِيلين أعطتهُ الأَنانية الكَافية لِيُفكَر بنِفسهِ ويحَصل عليها دُون أن يقلق بِشأن أي شَئ.
____________________
فَتح عَينيهِ بِصعوبة وتَعب،يَحاول استيعاب أي شئ حوله،ابتسم بِخمول عِندما حَدّق بِها بَين ذِراعيهِ ثُمّ شدّ على جسدها يَرفع الغِطاء يضعهُ عليها،وتدريجياً،اندثرت كُلّ ذِكريات ليلة أَمس بِعقلهِ،وحديثها لا يُغادر خاطِرهِ،سَيجن جُنونهِ وهو يَشعر أن صَوتها لا زال يُردد هذهِ الكلمات حَتى الآن.
سَمع صَوت اهتزاز بَعيد،مما جَعلهُ يستقيم بِحذر كي لا يُوقظها،ثُمّ التقط بنطالهِ من الأرض وأخذ هاتفهِ،ارتدى ثيابهِ بشكل عَشوائي وخَرج بِحرص،اجاب بِصوت أجش قائِلاً:مَرحباً هِيونغ.
يُونغي:قُلت احتفلا لا تتعاهَران أمام الجَميع،صَوركما في كُلّ مَكان،لقد فَقدتما عقلكما صحيح؟
جُونغكوك:ومَا المُشكلة؟
أُقبّل زَوجتي.
يُونغي:هَل بِحق الجَحيم عُدتما؟
جُونغكوك:نَعم،تَقريباً.
يُونغي:يا إلهي لا أمتلك شَئ لِقوله،اعتني بِها لقد سَئمت مِن ترويضكما.
جُونغكوك:لا تَقلق بِشأننا بَعد الآن،كُلّ شئ بِخير.
راودهُ اتّصال آخر حَتى علّق سَريعاً:سَأُعاود الإتصال بِك هَيونغ،وداعاً.
أنهىٰ المُكالمة ورد سَريعاً ينتظر اجابة حَتمية:مَتى الحُكم؟
أجابه صَوت خَشِن في الجِهة المُقابلة قائِلاً:غَداً،حُكم الإعدام غَداً،وستتمكّن مِن الدّخول لَه.
ارتسمت على ثغرهِ ابتسامة جانبية مُتلاعبة،تُظهر كَم الشَر،والحِقد الذي يَكنّه لِمَن سيتمّ تنفيذ حُكم الإعدام عليهِ،هزّ رأسهِ واردف:حَسناً إذاً،سَأكون على المَوعد.
أنهى المَكالمة واسند جسدهِ على الحائِط يُفكّر وفي عَينيهِ كَعيني الشّيطان الذي يُخطط لِمكيدة،خَبيثة وعاهِرة لِضحيّتهِ،اعتدل في وقفتهِ ودَخل للغرفة مُجدداً حتى تعجّب لِعدم وجودها في سَريرها،خَرجت مِن الحَمام وابتسمت فَور رؤيتهِ مُردفة:صَباح الخَير سَيّد جُيون.
اقترب ناحِيتها ودَنى يَطبع قُبلة طَويلة على ثَغرها ثُمّ ابتعد مُجيباً:صَباح الخَير سَيّدة جُيون.
ضَحكت أثَر هَذا وعلّقت:حَقّاً؟
سَيّدة جُيون؟
هَل تزوّجنا؟
جُونغكوك:سَنفعل.
هِيلين:ليس بَعد أن يَنتهي زِفاف يُونغي ومِينجي.
جُونغكوك:واللعنة لا اكترث،قَبلهما أم
و بعدهما،سنتزوّج.
ضَحكت ووقفت أمام خِزانتها تلتقِط ثِياب جَديدة لِيقف قُربها واستند رأسهِ يُراقبها،وضعت ملابسها على ذِراعها وسألت:وَجهك مُشِع ومِزاجَك يبدو رائِع،هَل سَيموت ووشِيك أم مَاذا؟
ضَيّق عينيهِ بِسرعة ونوّه:مَن أخَبركِ؟
هِيلين:ماذا هَل أنا مُحقة؟
لقد كُنت أُخمن.
جُونغكوك:حَقّاً؟
أومَأت بِقوّة وسألت تُضيّق عينيها:ماذا لَم تُخطط لإخباري؟
جُونغكوك:لا كُنت سَأفعل،لكِنّه ليس خَبر عابر لِأقوله لَكِ صباحاً،نَحتاج احتفالاً،ثُمّ كَيف خَمّنتِ بشكل صَحيح؟
هِيلين:رُبما لَم أُخمن بَقدر ما أعرفك جُونغكوك،كَان يبدو على وجهك الإنتصار،مع قليل مِن الخُبث والشّر،يَبدو أنك تُخطط أن تَكون لَعنةً عليهِ حتى في يومهِ الأَخير.
جُونغكوك:يُمكِنكِ قَول هَذا.
هِيلين:وجِي يُون؟
جُونغكوك:لا تَكترثي بِشأنها،فَقط إن أردتِ حُضور لَها أي مُحاكمة اخبريني،هذا إن لَم تَمت بِحلول أول مُحاكمة لَها.
تنهّدت بِضيق قَليلاُ وكَادت تتحرّك مِن أمامهِ لكنّه امسك بِذراعها وعلّق:هذهِ المَلامِح التي تَشعر بالذّنب قليلاً وتُريد أن تتراجع،أنصحكِ ألا تَفعلي،إنها قاتِلة،لا تَنسي هذا.
هِيلين:لم أَفعل،أنا فَقط...لا شَئ أنا بِخير.
جُونغكوك:هِيلين.
أعادها أمامهِ حَتى صرّحت:لا أُريدها أن تَمت فَقط أُريدها أن تُحاسب على كُلّ شئ فَعلته.
جُونغكوك:لا أعلم هل هذا لُطفَكِ الزّائِد وكونَكِ نسويّة لعينة صَغيرة أم أنّك جاهِلة وغير مُلمّة بِقُدرات ابنة سَفاح،أذكّركِ أنّها ابنة ووشيك هِيلي،ابنة ووشِيك.
أخذت نفساً عَميقاً ثُمّ أَخرجتهُ وأومأت بإبتسامة جَميلة مُردفة:حَسناً،هي عاهِرة،سَحقاً لَها.
جُونغكوك:فَتاة جَيّدة،والآن،ألم تَرغبين في أن نذهب لِنتسوق؟
ألستِ تِحبين التّسوق؟
مَا رأيكِ في أن نَذهب للسّوق التّجاري مَعاً ونشتري ما ينقصكِ مِن زِفاف يُونغي ومِينجي؟
هِيلين:حَقّاً!
لَست تمزح!
جُونغكوك:لِمَ سَأفعل قِطتي؟
هيا تجهّزي وسَأمنَحكِ وقتاً مَحدوداً لِأنني أعرف
قاطعت حديثهِ عندما قَفزت لِأحضانهِ تُقبّله شَفتيهِ بقوّة وابتعدت مُردفة:إذاً هَل تَعرف كَم أنا أُحبّك؟
جُونغكوك:لا،اثبتِ لي.
نثرت قُبلاتها عِدة مَرّات على ثَغرهِ وتتمسّك بِعنقهِ حَتى علّق:لدينا مُتّسع مِن الوقت لِنقضيهِ على السّرير مُجدداً صَحيح؟
هِيلين:يا إلهي سَيّد جُيون!
__________________
يقف في المَكان الذي اتّفقت مَعه على المُقابلة،حيث سَتحصل مِنه على كَم كَبير مِن المواد المُخدّرة والمُذهبة للعَقل،ابتسم بِجانبية عِندما توقّفت سَيّارة سَوداء أمامهِ على بُعد مِترات ثُمّ خَرجت مِنها،أَخرج يديها مِن جيوبهِ وتقدّم نَحوها خَالِعاً قِناعهِ وقُبّعتهِ مُردفاً:مَرحباً جِي يُون.
شَهقت بِصدمة وتَراجعت هَامِسة:جُونغكوك!
رَفع كَتفيهِ بِقِلة حِيلة ونوّه:طُلب مِنّي مَعروفاً وأنا أقوم بِهِ،لا أُريد أذيّتكِ،فقط سَأُعطيكِ المُخدرات وسَأرحل،ويمكِنك تَحويل المَبلغ للتاجر الحقيقي وليس لِي.
جِي يُون:مَا مَصلحتك الحقيقية مِن كُلّ هذا؟
جُونغكوك:مَصلحتي مُربحة في رؤية مُدمنة تَعود للمُخدّرات بَعد انقِطاع طَويل.
جِي يُون:قُلت ماذا تُريد؟
ألا يَكفيك مَا حدث لِذلك المُحامي؟
جُونغكوك:مَوت والدكِ يَكفيني،أعني لا،موتكما يَكفيني.
جِي يُون:لا تَنسى أنني ابنة ووشِيك،لَن تتخلّص مِنّي بسهولة.
جُونغكوك:حَقّاً؟
تحرّك بِإتّجاه سَيّارتهِ وأخذ حَقيبة صَغيرة ورفعها أمام عَينيها مُردفاً:هيا ابنة ووشيِك،تشجّعي وخُذي هذا،سيُذهب عَنكِ حقيقة اعدَام والدكِ غَداً.
رَكضت نَحوه وأخذت الحقيبة بِعنف كَالمَجنونة ولم تركّز جَيّداً في كَلماتهِ وعلّقت:تَظن أن أبي سَيموت بِهذهِ السّهولة دُون إحداث كارِثة؟
جُونغكوك:كُلّ رِجالهِ مَعي،لن يَفعل شَئ،وقُطعت عَنه الزّيارات والإتصالات مَاذا سَيفعل؟
لَم تُجيبهِ على الفَور بسبب أنها كَانت تُفتّش في الحَقيبة وتتفحّص ما بداخلها بِأعين مُتلهّفة ثُمّ قالت:هِيلين،حَبيبتكَ التي أَنت مُستعد للمَوت لِأَجلها،أبي يَمتلك لَها مَقاطِع جِنسية مَع ذلِك المُحامي الوَسيم،وأعني مَقاطِع جِنسية جُونغكوك،مُضاجعة حَميمية،أَمر بِنشرها فَور ما يَتم إعدامهِ
مَقطع حَبيبتك مع شَريكها الجَنسي سَيكون في كُلّ مَكان،وسَتكون أنت الجَاني الأول في قضية مَقتلهِ،دَعني أسرد لَك العُنوان؛مُحقق يَقتل شَريك زوجتهِ الجِنسي.
كَانت تَبدو مُمثّلة إباحية مُحترفة وهي تتمايل على جَسد حَبيبها وتتأوه بإسمهِ وكأنها لَم تُواعد جُيون جُونغكوك أبداً في حَياتها
يدهِ تكاد تَنزف مِن قوة قبضتهِ،يَستشيط غَضباً دَاخلياً ويرغب في تَدمير كلّ شئ حولهِ لكِنّه ارتسم على ثغرهِ ابتسامة مُستفِزة وعلّق:أليس مِن الأَفضل أن أُرسل لِزوجكِ الذي خَارج البَلاد مَقاطِعكِ مَع الرّجال الذين قاموا بِمعاشرتِكِ في المَلهى الليلي،احتمالية أن هُناك طِفل يَنمو داخلِكِ،برأيكِ ما الأسَوء؟
علاقة حبيبتي بمُحاميها في وقت انفصالنا؟
هذا مُضحك للغاية حتى أنّها لم تَكُن خِيانة أنا وهِيلين كُنا مُنفصلين تماماً مُنذ سَبع سنوات،أم علاقة جِنسية عابرة مَع رِجال مَجهولين وزَوجكِ يعمل في الخَارج؟
سَقطت أرضاً لِصدمتها مما قَاله للتو،لا تستوعب أي شَئ حدث،لا تستوعب كَيف عرف كُلّ هذهِ المَعلومات عَنها،كَيف عرف بِعلاقاتها مَع الرَجال،كَيف عرف بِحملها؟
ابتسم بِهدوء واقترب بخطوات كبيرة ثمُّ وقف أمامها مُردفاً:لا تَعبثي مَعي،حياتكِ بيدي جِي يون صَدّقيني.
دَخل إلى سيَّارتهِ وتحرّك مِن المَكان تَاركاً إياها تَصرخ بِغضب وتلعنه ثُمّ سلَك طَريقهُ للعودة للمنزل،بَعد أن قضَى يَوم طويل بِرفقة حَبيبتهِ في السّوق التّجاري،وبعدها أوصلها المَنزِل وذَهب لِمقابلة ابنة عدوهِ،تدريجياً قَد عادت كلمات جِي يون تتردد في عقلهِ بشكل هستيري ومُثير للأعصاب؛
أبي يَمتلك لَها مَقاطِع جِنسية مَع ذلِك المُحامي الوَسيم،وأعني مَقاطِع جِنسية جُونغكوك،مُضاجعة حَميمية،أَمر بِنشرها فَور ما يَتم إعدامهِ،تَبدو مُمثّلة إباحية مُحترفة وهي تتمايل على جَسد حَبيبها وتتأوه بإسمهِ وكأنها لَم تُواعد جُيون جُونغكوك أبداً في حَياتها
اعتَصر مِقود السيّارة وجههِ يكاد يَنفجر مِن الغضب واختلالهِ النّفسي الذي عبثت بِهِ جِي يُون وبحركة سَريعة قَد غيّر مَسارهِ،هو الآن في طَريقهِ للمَكتب،تحديداً مَكتب لِي ووشِيك،توقّف أمامها ونزل بأَعين نَارية
صَعد حَيث الطّابِق المَقصود،وقف أمام الغُرفة والتي كَانت مُغلقة بِإحكام،أدار المِقبض يُحاول أن يَفتحه بِكل قوتّه وانتهى بِركلهِ بِقدمهِ،أثار هَذا ضَجّة في المَكان،لكِن الجَميع كَان يَتحاشىٰ أمرهِ لِأنهم على عِلم أنّه ليس مِن الجَيّد التّحدث مَعه الآن.
دَخل مَسح والمَكان بَعينهِ،أغراض ووشِيك التي كَانت في صَناديق كَرتُونية،فَتحها جَميعاً دُفعة واحِدة،التَقط الحَاسوب وأدخل الرّقم السّري الذي كَان يَعرفهُ مُسبقاً عندما استعان بِمُبرمج ذَكي،تفحّصه جَيّداً لَكِنه لَم يَعثر على أي شَئ،أغلقهُ بقوّة وصفعهُ في الجِدار ثُمّ بدأ يَفتح الأَدراج بِعنف.
ضرب المَكتب بشدّة يَتنفّس بِغضب ثُمّ بَدأ يَبحث مَرّة أُخرى في كُلّ مَكان،قَلب الأدراج رأساً على عَقب حَتى عَثر على حافِظة ذَاكرة صَغيرة جِداً،التَقطها وحدّق بِها طَويلاً وكَاد يَخرج حَتى وَجد يُونغي في وجههِ مُردفاً:ما الذي تَفعلهُ بِحق الجَحيم؟
تخطّاه جُونغكوك دُون أَن يُجيب على سُؤالهِ حَتى أمسك الأَكبر ذِراعهِ ونوّه:لا تترك سُؤالي مُعلّقاً وتَرحل مُجدداً.
جُونغكوك:اتركني.
سَحب جُونغكوك يدِهِ حَتى صَاح يُونغي أمام الجَميع بِنبرة حادّة:جُيون جُونغكوك!
وَقف الأَصغر واعتصر يديهِ ثُمّ استدار يرَمق الآخر بِغضب مَكبوت ليقُل بِبرود:إن تحرّكت خُطوة أُخرىٰ خَارج المَكتب،سَأوقِفك عن العَمل،صَدّقني أنا أعنيها.
أخرج جُونغكوك بِطاقة عَملهِ ووضع مسُدسهِ في يدهِ ورَحل،هو لَيس بِوعيهِ تماماً،ويُونغي يَعلم هذا،فَقط يُحاول فَهم،ما السّئ لهذهِ الدّرجة،لَيجعلهُ في هذهِ الحَالة،تحرَك خلفهِ مُسرعاً لِأنه يَشعر أنّه سَيُقدم على كَارِثة.
خَرج مِن المَكتب ووجد الأَصغر يَفتح سَيّارتهِ وعلّق مُردفاً:مَا الذي يَجري مَا لَعنتك!
جُونغكوك:لَعنتي هي أنني أُريد إحياء كِيم تَايهيونغ وتَعذيبهِ وَقتلهِ حَتى المَوت مُجدداً،هَل هَذا واضِحاً؟
يُونغي:على ماذا عَثرت؟
جُونغكوك:عَثرت على فِيلم مُثير للإهتمام حَقّاً،قد تُشاهِدهُ بِما أنّك سَتقدم على الزّواج،حَبيبتي وشَريكها تَمّ تصويرهما في وَضعية جِنسية رائِعة قد تتعلّم مِنهما شيئاً.
يُونغي:جُونغكوك اهدئ هَل أنت مُتأكِد؟
وَضع أمام عَينيهِ الحَافِظة وعلّق:إن كُنت مُهتم في رُؤية حَبيبتي تُضاجِع رَجل آخر،سَتتأكد.
يُونغي:كُن بِوعيك وتذكّر أنّكما كُنتما مُنفصلين لِسبع سَنوات،هل ستنتظرك كُلّ هذا؟
تُضاجِع تَايهيونغ أم غَيره هِي لَن تنتظر رَجل قد دمّر حَياتها ورَحل،حَتى إن لَم تَكُن هذهِ الحَقيقة لكِن هذا مَا كَانت تعرفه هِيلين وقتها،أنّك قَضيب ولا تستحق أن تُحبّك،وتذكّر أيضاً أنّك لِم تكُن أعمى،صَدّقني كُنا سَنجد كُلّ يوم عاهِرة جديدة على فِراشك.
جُونغكوك:دائِماً تَأخد صَفّها مَا الجَديد؟
أخذت شَارتي ومُسدّسي؟
اتركني إذاً.
يُونغي:لقد كُنت تَعرف أن تَايهيونغ كَان شَريكها مِن البَداية مَا الذي يُزعِجك الآن!
جُونغكوك:مَا يُزعجني أن عِلاقتها بِهذا العاهِر مُسجّلة في هذا الشّئ اللعين الصّغير وكَان سَيأخذه أحد لِنشرهِ بعد مَوت ووشِيك والجَميع سيرى جَسد زَوجتي العاري وهي تُضاجِع شَريكها اللعين!
يُونغي:جُونغكوك تَايهيونغ مَات،قُتِل،إن فَكّرت في قَول هذا لِهيلين سَتخسرها لِلأبد.
جُونغكوك:الجَميع يَكترث لِمشاعرها وأنا في الجَحيم!
يُونغي:يَا إلهي اسمعني جَيّداً واللعنة،مُنذُ مَتى تركتك أَيّها الغَبيّ؟
كُلّ هذا مَاضي جُونغكوك،ماضي بِحق لِمَ تكترث لمِاضي؟
هَل هِيلين قد قابَلت تَايهيونغ بَعد عودتها لَك؟
لقد تمّ اختطافها،التّعدي عليها،عانَت الجَحيم لِتُعاقبها على شَئ قد فَعلتهُ بالمَاضي،لِمَ يَحق لَك أن تَخطئ وهي لا تَفعل؟
جُونغكوك:ومَاذا إن كَانت هذهِ المَقاطِع مَع رِجال ووشِيك أو أحد الصّحفيين بالفِعل؟
يُونغي:سَنكتشف هَذا،مَعاً،لكِن لا تّكُن هكذا،لا تَجعل الغَضب يَقودك مُجدداً.
ابتعد خُطوات بَسيطة ونوّه بعدها:لا زِلت مُعاقَب،سَأوقِفك عَن العَمل شَهر كامِل،مُسدّسك وشارتك مَعي،ولَن تستخدم بِطاقة أنّك مَشهور والجَميع أصبح يَعرفك فَي أن تَفلت بِأفعالك،سَآتي لَك وأقتلك بِيداي.
تَراجع يُونغي ودَخل المَكتب وجُونغكوك كَان يَقف قُرب سَيّارتهِ يُحدّق في الفَراغ،دَلف إليها وجَلس يَفتح المكُيف وأغلق عَينيهِ لِلحظة،مدّ يدهِ للخلف والتَقط حاسوبهِ ووضَع الحافظة بالدّاخل،اتّسعت عَينيهِ عِندما وجد كَمّ الصّور مأخودة لِهيلين وتايهيونغ مَعاً في عِدة أماكِن.
مَنزلها،مُشفاها،شقتهِ،في كُلّ مَكان كَانا بِهِ مَعاً،بِتواريخ تَعود مُنذ سَبع سَنوات،حَيث صُور مُتفرّقة مِن جَسد يِونهي النّائم في المَشفى،وهِيلين وتَايهيونغ حَولها،صَور أُخرى لِجنازتها،صُور لِمينجي ويُونغي أمام موقع الجَنازة يتحدّثان،وتدريجياً،التّاريخ يَتقدم بالسّنوات والشّهور.
سَير هِيلين وتَايهيونغ مَعاً في الشّارع مُشابكين الأَيدي،يُقبّلان بعضهما،يتحدّثان في مَطعم،سُوق تُجاري،في بُلدان مُختلفة،لَم يترك لَهما لَحظة حتى التقطها،صُور أُخرى لَه،صَور سَيّارتهِ المُهشّمة،الإسعاف،صَور لِجسدهِ المُتضرر،صور لَه في المشفى وهو أعمى ولا يَرى شَئ أمامهِ.
دَخل مُجلّد مَشاهِد مُتفرقة،لَه ولِهيلين،حَتى قبل موت جُونهو واحتجازهِ،مَقاطع قديمة للغاية،وهما مَعاً في المَنزل القَديم،يَتبادلان القُبل في الجَامِعة،يَضحكان ويتشاجران في الشّارع،صور خُطوبتهما التي لم تَكتمل،وها قَد التَقطت عِينيهِ بإسمهما،هِيلين وتايهيونغ
نَقر على المُجلد دَخل لِمِقاطع كَثيرة لَهما،دَاخِل مَنزلها،في مَنزلهِ،يتبادلان القُبل بِحميمية،مَقطع لَهما في غُرفة نَومها،وبالطّبع دون عِلمهما،لقد استخرج جُونغكوك وقت اختطاف هِيلين،كامِيرات بالكَاد تُرى في كُلّ منزلها،لكِنّه رَفض أن يُخبرها،لقد كَانت تُصورها وهي بِمفردها،مَع تَايهيونغ،حَتى وقتها الذي تَقضيه وحِيدة.
مشاهد جِنسية في كُلّ بُقعة في المَنزل لِهِيلين وتَايهيونغ،جَعلتهُ يُغلق الحاسوب بِعنف ووضعهِ بجانبهِ يَتنّفس بِإضطراب،تُغضبهُ كَالجَحيم حَجم المُدّة،والوقت التي صَنعتهُ مَعه أَكثر مِنه،يُزعجهُ أنها قَضت مَعه سَنوات،يُرهِقهُ أن هذهِ المَنزل،قد بقى بهِ تَايهيونغ أكثر مِن أن فعل هو.
رَفع هاتفهِ ووضعه على أذنهِ يَنتظر اجابتها حتى علّقت:مَرحباً حَبيبي،لقد تَأخرت وأردت مُحادثتك لَكِن لَم أرغب بتشتيتك عن أي شَئ تفعله،هَل كُلّ شئ بِخير؟
اسَتغرق وقتاً ليَرد على صَوتها الدّافِئ والذي أطفى قَدر صَغير مِن الجَحيم الذي يَشعر بِهِ وردد:نَعم كُلّ شئ بِخير فقط...أُنهي عِدة أُمور راكَمتها في المَكتب،سأبقى الليلة هُناك،وسَأعود في الصّبَاح.
هِيلين:لن تَعود؟
لكِن...لا شَئ على رَاحتك،كُن بِخير،سَأنتظر عودتك.
جُونغكوك:وداعاً.
أَنهى المُكالمة وكوّب وجههِ بعدما تَناسى كُلّ شئ قد حدث لَه اليوم واستكن لِسماع صوتها الهادِئ واللطيف،قرر الذّهاب لِفُندق لِيقضي لِيلتهِ هُناك،لا يُمكنهُ العَودة للمَكتب لِطرد يُونغي له،ولا يِمكنهُ الذّهاب لَها الآن،منزلهِ القديم قد عرضهُ للبيع،ومنزل مِينجي عبثيّ للغاية بسبب أمور انتقالها،سَيترك الأُمور مُعلّقة حَتى الصّباح،يَوم اعدام ووشِيك.
________________________
يُراودها القَلق طَوال الليل،قَلبها يَنبض بِألم وَخوف مُنذُ أن تَركها بالأَمس على نَحو غريب،تحدّثت مَع يُونغي لِتسأله عَن حال حبيبها في المَكتب وقال أنّه بِخير رُغم أنّها تَعلم أن يُونغي يَكذب وجُونغكوك ليس بالمَكتب مِن الأساس،لقد أخبرها أنّ كُلّ القضايا قد توقّفت حتى يَنتهي مِن ووشِيك وبعدها سيتفرّغ لعملهِ.
لَم تنم أبداً بَل كّانت تَجلس على سَريرها تُحدّق في الفَراغ وهاتفها أمامها،ترمقهُ بين حِين وآخر،في لَم تُلاحظ أبداً أن السّاعة العَاشِرة صَباحاً وقضت يَوم مُستيقظة،وقفت وتوجّهت للحَمّام للإغتسال تُحاول نِسيان كُلّ هذهِ الفَوضى الذي غَيّرت مَجرى يَومها الأول مَع حبيبها بَعد مدة طويلة مِن الإنفصال والمُشاجرات.
لا تَعلم أنّه في زِنزانة الإعدام مَع ووشِيك،يَرمقهُ بِحقد،ثُمّ تقدّم خُطوات مُستقرة نَاحيتهِ وانحنى لِمن يَجلس على الكُرسي المُتحرك ونّوه:أُمنيات أَخيرة؟
لَم يُجيب الآخر،بل أزاح ببصرهِ بَعيداً حتى أمسك جُونغكوك ذَقنهِ ونوّه:هل لَديك فِكرة أن طِفلتك المُدللة،تُحاول الوُصول لِأي تاجِر مُخدّرات لتشتري مِنه كَمية كبيرة مِن الهِيروين؟
اتسعت عَينيهِ وهَمس بِصدمة:جِي يُون لا!
جُونغكوك:صَدّقني أنا لا أُريد أذيّتها،لكِنّي مُضطر،قَتلت شَريك زَوجتي،رُغم أنني مُمتن لَها أنّها فعلت هذا،شاكِرٌ لها بِحق الجَحيم.
ووشيِك:جُونغكوك لا تَفعل هَذا!
جُونغكوك:لَم أفعل شئ ووشيِك صَدّقني أنّها جِي يُون،تدفع ثَمن ما فَعلتهِ بإبنتك،إنها الكَارما.
ووشِيك:سَاعدها أرجوك سَتغرق عَميقاً هذهِ المَرّة.
راقَب جُونغكوك اهتزاز عَينيّ الأَكبر وصرّح:أُنظر لَك حَقّاً،لَيتني أذيتك في ابنتك قبل أن أُؤذيك كي تتوقّف عن ألاعيبك القَذرِة،كُنت نَبيلاً مَعك كِفاية ولم أُدخلها في لُعبتنا.
ووشِيك:لا تَجعلها تَعود للمُخدّرات مُجدداً جُونغكوك أتوسّل إليك!
جُونغكوك:حَسناً حَسناً،دَعنا نَعقد صَفقة،صَفقة مَوتِك،سَأُحافِظ على ابنتك،لكِن في المُقابل،يجب أن تُخبرني،إلى أي صَحفي قد أرسلت له مَقاطع هِيلين وتَايهيونغ؟
ووشِيك:كُنت سَأجعل أحد رِجالي يَفعل هذا لكِنّك ضممتهم لِصفّك،وانقطعت الإتصالات والزّيارات عَنّي.
جُونغكوك:لا أُصدّقك.
ووشِيك:كُلّ شئ لَها أسفل دِرج مكتبي،يُمكنك الحُصول عليهِ،لكِن في المُقابل لا تُؤذي جِي يُون أَرجوك!
جُونغكوك:سَأقتلها،حَقّاً سَأفعل،لا،تّعلم مَاذا سَأفعل؟
سَأَكون لَها ووشِيك،أنت تُعجبني قَذراتك أحياناً،يُعجبني ذِكائِك،يُعجبني أنّك تَعرف كُلّ شئ ولديك القُدرة على أن تُحيط عِلماً بِكلّ شَئ يُخصنّي أنا وهِيلين،تذُكّرني بِأبي.
ووشِيك:لا تَجعل ابنتي تذهب في هذا الطّريق مُجدداً جُونغكوك.
جُونغكوك:أليس لديك شَئ عاهِر،تُأجلهُ لمَوتك؟
ووشِيك:لا أُقسِم لك.
جُونغكوك:إذاً،وداعاً سَيّد لِي،أُريد أن أشكرك حَقّاً لِأنّك صَنعت مِنّي مُحقق جَامِح،ذَكي،سَريع البديهة،شُكراً لِأنّك وضعتني في طَريق هِيلين،شُكراً لِأنّك درّبتني لِأكون العَميل الخَاص الفِيدرالي الذي سَيتم إعدامك على يدهِ وإشرافهِ على مَوتك.
رَفع يدهِ وحاوط بِها عُنق رَئيسهِ في المَكتب،الذي قَضى مَعه مَا يفوق الخمَسة عشر عاماً،مِن القضايا،والسّهر طوال الليل مَعاً،والتّخطيط،لا شَئ يَبقى على حالهِ،والمُعلم سَيُقتل على يَد تلميذهِ النّجيب،ضَيّق جُونغكوك يدهِ حول رقَبة ووشِيك الذي ازرقّ وجههِ للغاية ويَختنق ويُعاني مِن قوّة أنامل الأصغر الذي تَضغط على مَجرى الهواء عِنده.
لا يُوجد مُقاومة مِن ووشِيك لِأنهُ مكبل بالأَصفاد خلف ظَهرهِ،صَوت إنكسار رَقبتهِ في يَد جُونغكوك الذي بَحركة سَريعة قَد قَام بلويّ رأسهِ وكَسرها،بيدٍ واحِدة،أزهق رَوح كَان يَنتظر أن يَتخلّص مِنها مُنذُ وقت طَويل،وَقف بإعتدال ونَظر للشُرطي الذي يَقف خلف ووشِيك ونوّه:أخبر ابنتهِ بتنفيذ الحُكم.
تقدّم الشُرطي وتحدّث بَعدما رَمق المَيّت أمام جُونغكوك:لقد حَدثناها مُنذُ ساعتين تَقريباً،لَم تُجيب.
هَمهم بُتفهم وألقى نَظرة أَخيرة على ووشِيك وخَرج مِن الزّنزانة،لا أحد يَعرف بِهذا الأَمر سِوى ووشِيك الذي تَم قَتلهِ على يدهِ،والشّرطي الذي أشرف على الإعدام،حَتى يُونغي لا يَمتلك أي فِكرة،لا أحد يَعلم ماذا يَدور في عقلهِ.
التَقط هَاتفهِ مِن جَيبهِ عندما شَعر بإهتزازهِ وعلّق:مَاذا هِيونغ؟
يُونغي:هِيلين مَعك؟
جُونغكوك:مَاذا تَقصِد؟
يُونغي:لا شَئ،ودَاعاً.
جُونغكوك:واللعنة مَا بِها هِيلين!
رَكض نَحو سَيّارتهِ وشَغّلها مُسرعاً حَتى قال يُونغي:لا أعلم لا تُجيب على مِينجي مُنذ الصّباح،يَبدو أنها لَيست بالمَنزِل.
جُونغكوك:سَأُحادِثك مُجدداً.
انطلق إلى المَنزِل،وصل في غُضون دَقائق ثُمّ توقّف أمام المَنزِل لِيجدها تخرج مِن البَاب وفَتحت سَيّارتها،رَمقتهِ بِهدوء ونوّهت:ظَننتُكَ لَن تَعود.
جُونغكوك:إلىٰ أين أَنتِ ذاهِبة؟
هِيلين:المَشفى.
تَأملها قَليلاً حَتّىٰ دَخلت سَيّارتها لِيطرق على نافذتها،فَتحتها وانتظرتهُ يَقول مَا لديهِ حَتى أردف:يَجب أن نتحَدّث.
هِيلين:عِندما أَعود،لديّ شئ مُهم عليّ إنجازهِ في المَشفى.
جُونغكوك:هِيلين الآن.
حدّقت بِساعة يَدها واردفت:فَقط لديك خَمس دَقائق.
جُونغكوك:اخرجي.
تنهدّت طويلاً وخَرجت تستند على السّيارة ونوّهت:مَا الأَمر؟
راقَبت صَمتهِ الطّويل لِمدة تَزيد عن دَقيقة وعلّقت:سَيّد جُيون.
جُونغكوك:فقط...اليَوم،ووشِيك مَات.
جَاء دَورها في الصّمت لِتَأومئ بِبُطئ وسَألت:فَقط؟
جُونغكوك:مَاذا تَعنين بِـ فقط؟
هِيلين:لا شَئ تَعتقد أنّه يتعيّن عليك إخباري بِهِ؟
سُكوتهِ الطّويل كَان يُؤكد لَها صِحة كَلامها لكِنّها أومأت وصرّحت:حَسناً،سَأرحل الآن.
دَخلت السّيارة مَرّة أُخرى وتحرّكت مِن أمامهِ وهي تَعلم أنّ في عقلهِ الكَثير لِقوله،لكِن حدّثت نفسها؛تَبّاً لَك ولِتعقيدك!
تَركتهُ خَلفها ولَم يَقدر على إيقافها،مِثلما تَركها،تَركها مَع كَلمات بَاردة وغريبة في الليل يخبرها أنّه لَن يَعود للبَقاء مَعها،مُستخدماً نَبرة جَافّة،ويَكذب كونه سيَبقى في المَكتب،هِي تَعرف أنّه يَكذب،لكِنّها سَتَصمت،وتَمضي فِي حَياتها.
رَاقبها تتحرّك وَلم يَمتلك الجُرأة في إخبارها،أنّ كُلّ هذهِ السَنوات،كَان يَتم مُراقَبتها داخِل مَنزلها،انتهاك خُصوصيتها في غُرفتها،وأنّه شَاهَد مَقاطِع لَها مَع شَريكها على مَدار سَنوات عِلاقتهما
أمسك هَاتفهِ يُحادث الأَكبر وأول كَلمة قد نَطق بِها عِندما ردّ الآخر:تَبّاً لَك هِيونغ،حَقّاً أنا أعنيها.
يُونغي:تستحِق هذا،مِينجي قد حادَثتها صَباح اليَوم وهي بِخير،فقط أردت إخراج الجَحيم مِنك.
جُونغكوك:إن كُنت مَكاني هِيونغ،وَرأيت مِينجي مَع رَجل آخر،ماذا سَتفعل؟
ماذا سَتدخل معهما في عِلاقة ثُلاثية لعينة أم ماذا؟
يُونغي:أَتعلم؟
لا فائِدة مِن الحَديث مَعك،ضاجِع نَفسك.
_________________
لِأن الأَمر يَخصها فِإنه يستغرق وقت طويل،في حذف مَقاطعها الشَخصية،يَتأكد مِن عدم وجُود أي طُرق لِإسترجاع بياناتها،قَضى مدة طَويلة،مُنذُ أن عَاد مِن السّجن صَباح اليَوم،ولازال مُنغمس في حَذف كُلّ أشيائها وبعدها،سَيكسر حافِظة الذّاكرة،قرّر الوقوف قَليلاً وتغيير الثّياب التي على جَسدهِ مُنذُ الصباح،وأيضاً الإغتسال.
دَخل الغُرفة ولَم يَعلم بِتوقّف سَيّارتها أمام المَنزِل بعد عودتها مُتعبة للغاية مِن العَمل،تعجّبت لِوجود سَيّارتهِ ولم تتوقّع أبداً أنّه سيَكون هُنا اليَوم،انقلب حالهما على نَحو غَريب،دَخلت إلى المَنزل تَبحث عَنه بَعينيهِا لَكنّه لم يَكُن مَوجود في غُرفة المَعيشة،تنهّدت طَويلاً وجرّت أقدامها بتعب إلى الأعلى،لقد كَان يوم مُرهق عليها،بعد توقّف لِمدة لَيست قَصيرة.
مرّت على المَكتب لِتجد أنوارهِ مُضيئة،ضَيّقت عَينيها عِندما أدركت أنّه ليس بالدَاخل،دَلفت إلى الغُرفة ورَمقت الحَاسوب على المَكتب،جَلست أمامهِ لِتجده مَفتوح على عِدة مُجلّدات،استوقفتها مُجلّدات مُتفرّقة بإسمها،وتَايهيونغ أيضاً،جُونغكوك،مَقاطع مَهولة وكَثيرة موثّقة لِكُلّ شئ.
صُعِقت مِن ما رأته ووقَفت تَنفي بِرأسها وسَحبت الحَافِظة مِن الحَاسوب وكَادت تَخرج لكِن وجدت جُونغكوك أمامها بتوتّر ممزوج بِخوف مُردفاً:لِمَ أنتِ هُنا؟
هِيلين:لِمَ...كَيف هَذا مَعك بِحق الجَحيم!
تقدّم يُحاول أَخذها مِنها لَكِنها تَراجعت في صَدمة وهَمست:مَن أين لَك هَذهِ اللعنة!
جُونغكوك:هِيلين اسمَعي فَقط
هِيلين:لقد سَئِمت،يا إلهي لقد سَئِمت مِن هذهِ الحَياة التي لا أَشعر بِها في الآمان،لا أَشعر بِها أنني بِخير،لا أَشعر أنني حَيّة حَتى!
انتهَيت مِن تدخّل المُحققين الفِيدراليين في حَياتي ومُراقبتهم اللعينة!
جُونغكوك:هِيلين اسمعي
هِيلين:لا تَقترب مِنّي،لا يَحق لَك حَقّاً أن تتدخّل في شئوني بعد الآن أنا لم أعد طِفلة،ولا يحق لك أيضاً أن تَمتلك هذهِ المَشاهِد والصّور لِأنّها تخصّني،لِهذا...مُعاملتك قد تغيّرت ليلة أمس،لِأنّك رأيتني مَع تايهيونغ.
جُونغكوك:كُنت سَأُخبِركِ،كُنت فَقط أُريد وَقتاً لِأَتخلصّ مِن هَذا قَبل يَعثر عليهِ أي شَخص آخر،هِيلين أنا آسف.
هِيلين:أعلم أنّ هَذا عِلاقتي بِـ تَايهيونغ كَانت تُغضِبك،لكِن كَيف هَذا يُغيّر شُعورك نَاحيتي؟
مَا كَان شُعورك نَاحيتي بالأَمس عِندما تَركتَني وبَقيت في غُرفة فُندق جُونغكوك؟
هَل لِأنّك حَقّاً كُنت تستغرق وَقت في التّخلص مِن مَقاطعي الجِنسية مَع شَريكي،أم لِأنّك شَعرت لوهلة،بَأنّك لا يُمكنك النّظر لِوجة ذَات المَرأة التي مَع وجدتها مَع رَجل آخر غَيرك؟
جُونغكوك:لَا شَئ مِن هَذا حَقّاً لَقد كُنت فَقط غاضِب!
هِيلين:مِن مَن؟
مِن شَخص مَيّت؟
أم مِنّي؟
جُونغكوك:لا أَعلم حَقّاً.
تَأملتهُ طويلاً ثُمّ وضَعت الحَافِظة بِيدهِ وعلّقت:اقضِ وقَتاً مُمتعاً في مُشاهدتي أُضاحِع رَجلاً وفكّر قَليلاً،فيما يُغضِبك حَقّاً،لا أَعلم لِمَ العُملاء الفِيدراليين يستخدمون الكَامِيرات لِمُراقبتي في مَنزلي وفي كُلّ مَكان اذهبهُ،وكَأنني مُجرمة لَعينة.
ضَحكت بِسُخرية وخَرجت مِن الغُرفة لِيسبقها مُسرعاً للخَارِج،وَقف أَمامها لِيجد دُموعها تملَئ بَشرتها فَنفى بِقوّة وكوّب وجهها مُعلّقاً:أنا لَست غاضِباً مِنكِ أقسم!
أنا أُحبّكِ كَثيراً وبَقيت بَعيداً عَنكِ حَتى أُفكَر جَيّداً ولا تتمكّني مِن رُؤية غَضبي بالأَمس،وأيضاً لِأمنح نَفسي بَعض الإتّزان ولا يَتغلب عليّ الغضب كُلّ مرّة وأفعل شَئ سَئ لا يُغتفر،أنا آسف لِأنني لَم أُخبرك أنا حَقّاً آسف.
هِيلين:اعتذَارك مَقبول سَيّد جُيون لا بَأس،فَقط هل يُمكنني الرّحيل؟
رَمقها لِوهلة ثُمّ أَجاب بِتفهّم:بالطّبع.
أخذها بَين أحضانهِ يَعتصر جسدها وهي لَم تَفعل شَئ سِوى أنّها دَفنت رأسها فِي عُنقهِ تَبكي بِصمت،مسحت دُموعها قَبل أن تَبتعد ونوّهت بِهدوء:سَأُغادر الآن.
استدرات ووقفت أمام البَاب تَفتحهُ،خَرجت مِن المَنزل وهو لَم يَقوى حَتى أن يَسير خَلفها،رَاقَبها تَدخل سَيّارتها وتحرّكت مِن مَكانها،عَاد لأَدراجهِ وجَلس على الأَريكة يَتنهّد طَويلاً بِضيق،أمسك هاتفهِ وحَادث صَديقهِ الوَحيد.
تحدّث فَور مَا سَمع صَوت الآخر:هِيلين هِيونغ،رَحلت.
يُونغي:أَين ذَهبت؟
جُونغكوك:لا أعلم.
يُونغي:لا تَعلم أين ذَهبت؟
جُونغكوك:لَم أُرسل خَلفها أي حُراس،سَأتركها بِمفردها،أُريدها أن تَشعر أنها ليست مُراقَبة لِأول مَرّة بِحياتها،لا أُريد أن أعلم أين ذَهب حَتى وإن كُنت أتوق لِهذا،سَأتركها تتنفّس قَليلاً.
___________________
وَقفت أمام المَنزِل وضَغطت على الجَرس،تنتظر البَاب يُفتح،مُتوتّرة للغاية وتعتصر حقيبتها،فُتح في وَجهها ثُمّ رفعت رأسها عِندما وجدتها تَقف أمامها،ابتلعت رِيقها وعلّقت بِرَجفة:جِـ جِينا،أنا آسفة،ظَننت أن السَيّد كِيم بالدّاخل.
استدارت وكَادت تتحرّك لكِن الأُخرى تحدّثت سَريعاً:هِيلين توقّفِ.
التفتت هِيلين بإحراج ونظرت نَحوها حتى قَالت:دُويون بالدّاخل.
هِيلين:لا بَأس،سَأمرّ في وقتٍ آخر.
جِينا:ادخلي هِيلين.
زَفرت هواءها بِخجل ودَخلت حتى وجَدت دُويون يَقف بِإستفهام لكِن عندما وَقعت عينيهِ عليها ابتسم بقوّة ونوّه:هِيلين؟
تعالي إلى هُنا.
اقتربت هِيلين وعانقتهُ بِقوّة وهي تَشعر بِغصة قَوية،عائِلة تَايهيونغ تعتبر هِي العائِلة الوحِيدة التي تَعرفها هِيلين،عِندما تتشاجر مَع تَايهيونغ،تَذهب لَهما،عِندما يَحدث لها أي شَئ كَانت تَلجئ لَهما،والآن بَعد مَوتهِ،لَم تَكُن تَجِد أي شَخص تَلجئ لَه،بَعد جُونغكوك،التي على خِلاف مَعه،ولا يُمكنها الذّهاب لِمينجي ويُونغي وهما مُنشغلان في التّحضير لِزفافهما.
ابتعد وتفحّصها وسَأل بقلق:هَل كُل شَئ بِخير؟
هِيلين:هَل يُمكنني طَلب مَعروف مِنك؟
دُويون:بالطَبع هِيلين أي شَئ.
هِيلين:هَل يُمكنني البَقاء في غُرفة تَايهيونغ اليَوم؟
دُويون:بالطّبع،هَيا.
سَحبها مَعها لكِنّها توقّفت لِتنظر لِجِينا مُنتظرة ردّها،تنهّدت طَويلاً وعلّقت:تفضّلي هِيلين.
أخذها دُويون ودَخلا غُرفة تَايهيونغ حَتى علّق الزّوج لِجينا:عَزيزتي مِن فَضلكِ،هَل يُمكنكِ تَحضير شَئ لِهيلين؟
تَبدو شَاحِبة.
هِيلين:لا بَأس لقد تَناولت طَعـ
جِينا:ثَوانٍ وسَأُنهي العَشاء.
غَادرت وَبقى دُويون مَع هِيلين يَرمقها طويلاً وسَأل:هُناك شَئ حدث صَحيح؟
أومأت بِرأسها واخفضت بَصرها مُردفة:ووشِيك كَان يُراقبني دَاخل على مَدار السّبع سَنوات.
دُويون:يُراقبكِ تقصدين...يَضع كَاميرات في مَنزلكِ؟
هِيلين:نَعم،كَان يُصورني بِمفردي،مَع تَايهيونغ،وفي أي وقت كُنت مُتواجدة بهِ في المَنزل.
دُويون:وأنتِ تَعنين،حَرفياً مَع تايهيونغ.
هِيلين:نَعم.
تنهّد طَويلاً وعلّق مُجدداً:أَليس حَبيبَكِ مُحقق؟
ألا يُمكنه التّصرف في هذا الأمر؟
هِيلين:كُلّ شئ بِحوزتهِ،كَان يَمتلك هذا مَع في حافِظة ذاكرة إلكترونية،عن طَريقهِ قد عَرفت،لَست مُتأكدة إن كَان مَنزلي آمن أم لا،حَتّىٰ بِوجود السيّد جُيون مَعي،أنا لا أَشعر بِالآمان،أَشعر أنني مُراقبة،حَتى أنني وجدت مَقاطع لِي داخل سَيّارتي،مَا اللعنة؟
دُويون:هَل يُحبّكِ؟
هِيلين:أنا أُحبّه،لا أَحياناً أشعر أن عينيهِ فارِغة نَاحيتي،خاصَّةً عِندما يَكون غاضِباً مِنّي،أو غاضِباً في العُموم،لا أَفعل شئ سِوى أنني أُعطيهِ عُذراً بسبب كُلّ ما حدث له في حَياتهِ لكِنّي سَئمت حَقّاً.
دُويون:أنتِ أيضاً عَانيتِ الكَثير،ألا تعتقدين أنّكِ تحتاجين ذات القَدر مِن العُذر،لِمَ يصب عليكِ غضبهِ ولا يلتمس لكِ أي شئ؟
هِيلين:لا أعلم أي شَئ حَقّاً.
دُويون:اسمعي لِن نتحدّث عن أي شَئ الآن،بدَّلي ثِيابك ولنتناول شَئ.
هَمهمت بِتفهّم حَتى وَقف وبَعثر شَعرها ثُمّ كَاد يَرحل إلا بِها تِردف:شُكراً لَك على موافقتك في البَقاء هُنا.
دُويون:لا شَئ صَغيرتي،لا تتأخري.
خَرج وأغلق البَاب خَلفهِ،حدَقت بِالغُرفة طَويلاً،بَعد وفَاة يُونهي بِعام،وبعد تَخرّج تَايهيونغ،قَاما والديهِ ببيع مَنزلهما القَديم والإنتقال لِمنزل،أَكبر وأحسن لِيورا وتَايهيونغ،هذهِ الغُرفة قَد شَهدت لَحظات كَثيرة بيَنهما،قَد شَهدت سَهرهما لَيلاً،حديثهما العَميق حَتى شُروق الشّمس،ساعدها في الدّراسة وتنظيم وقتها،رُغم أنّه كَان يَعمل بِجدّ كبير لِيغدو مُحامي عظيم،شَاهد فَترة تحوّلها مِن مُراهِقة إلى امرأة نَاضجِة جَميلة،وشَاهدت مُعاناتهِ تتحوّل إلى استقرار.
فَتحت خِزانتهِ والتي كَانت بالأحرى،خِزانتهما،ابتسمت فَور ما وجدت أَغراضها التي مَرّة سَنوات طَويلة لم تَراها،حدَّقت بالغُرفة طَويلاً وكَأنها تَسمع كُلّ شَئ،صَوت ضَحكاتهما،مِزاحهما،حَديثهما الهَادِئ،صَوت تنفّسهما الثّقيل أثناء النّوم،تَأملت المَكتب الذي كَانت تَدرس عليهِ،تخيّلته يَقف خَلفها يُقبّل رأسها وَيضع أمامها الطّعام يُشجّعها على إتمام عامِها الأَخير.
تَأملت نَفسها تنتظرهُ مِن النّافِذة يَتوقف بِسيَارتهِ التي اشتراها حَديثاً وَدخل رَكضاً إليها يَحتضنها بِقوّة يُخبرها بِشرائهِ شِقتّهِ التي سَيبقى بِها وسيشعر بالإستقلال أَخيراً،ويَطلب مِنها الإنتقال مَعه حتى تنتهي مِن دراستها وتَعمل في مَشفى أبيها،تَايهيونغ لَم يَكُن مُجرّد شَريكها في الجِنس،تَايهيونغ كَان شَريكها في الحَياة،في المُعاناة،في الشّجار،في الحُزن،في السّعادة.
لَم تُدرك دُموعها الغَزيرة على وجهها إلا بِدخُول جِينا عليها الغُرفة وكَادت تُكمِل جُملتها قائِلة:العشَاء قَد
توقّفت عَندما تَأملت وجه هِيلين البَاكي لِتقترب قَليلاً نَاحيتها وهَمست:لَم يَكُن عليكِ دُخول هذهِ الغُرفة.
هِيلين:آسفة أنني لم أَطلب اذنكِ أنا فَقط
جِينا:أَكره رُؤيتكِ تَبكين،اقتربِي.
خطت هِيلين عِدة خَطوات اتّجاه جِينا وعانقتها بِقوّة هَامِسة:أنا آسفة لِأنني جَعلتُكِ تسمعين ما قُلتهُ في يوم الجَنازة،فَقط قَلبي كَان يَحترق على ابني،كُنت أُريد لَه حَياة طَويلة،لم أتوقّع أن يُؤخذ مِني بِهذهِ الوَحشية ومَقتولاً أيضاً.
هِيلين:لقد كُنتِ مُحقة جِينا،أنا السبب.
جِينا:لَستِ السبب،هذا قَدر ابني،لقد اخبرني دُويون بِكلّ شئ،أعلم حَجم مُعانتكِ ولم أفعل سِوى أنني جَعلت الأُمور أسوء على حَياتكِ،تَايهيونغ لَن يَرغب أن أُعامِلكِ بهذهِ الطّريقة،ابني لَم يُحب أحد مِثلما أحبّكِ،رُبما لن يكن لِينتهي بِكما الأَمر مُتزوّجين،وعلاقَتكِما لَم تتطوّر لكِن تمتلك أبعاد أعمق مِن أن يَمتلكها أي زَوجين،لقد مَنحتِ ابني السّعادة،وأنا أشكركِ على هذا.
بَادلها هِيلين العِناق بِقوّة وَصرّحت بِنبرة مُنخفضة:اشتقت لِعناقكِ كثيراً!
جِينا:وأنا أيضاً هِيليني.
___________________
قضَت أيام في مَنزِل شَريكها وبَقت مَع عائِلتهِ وهذا مَا كَانت تفتقر إليهِ،عائِلة،أب وأُم،يقوما بِنصحيتها،توجيهها،دَعمها،فَقدت أُسرتها في سِن صَغير،لكِن تَايهيونغ قد مَنحها عائِلتهِ،لِتكون واحِدة مِنهم،والآن كَان عليها العَودة للواقِع،حَياتها المهزوزة.
استنزفت طاقَتها في العَمل،الإجتماعات،المَشفى،دِراسة كُلّ شَئ فيما يَخص مَشفى والدها القويّة،ذَكية للغاية وصَنعت مِن اسم والدها سُمعة جَيّدة،وأطباء مُمتازين،لَم يُفكر جُونغكوك،مِينجي،يُونغي مُحادثتها أبداً،وهذا صَنع مَعروفاً كَبيراً لَها،وكأنها قَد عادت للحَياة التي كَانت تَعيشها قَبل عودتها لحبيبها السّابِق.
عِندما كَان كُلّ شئ مُستقر،كُلّ ما تَقلق بِشأنهِ العمَل،الآن ما يَدب الرّعب في جَسدها هو اعتقادها أنّ كُلّ مَكان تذهب إليهِ مُحاط بالكَاميرات،أصبحت تَضع مُلصقات تَحجب الكَاميرا عنها وهي تَعمل على الحَاسوب،لا تتوقّف عن النّظر لِأي ثقب في أي مَكان حولها وتذهب نَحوه لتتأكّد إن كَانت هذهِ كَاميرا صَغيرة أم لا.
خَرجت مِن سَيّارتها وتوقّفت أمام المَنزل تتأملهُ طَويلاً،للمرّة الخَامِسة تُفكّر في الإنتقال،المرة الأولى كَانت مِن مَنزلها لِلمنزل الذي يقرب منزل الأُستاذ الجامعي،الثانية عِندما عادت لمنزل عائِلتها بعد الإنفصال،المرّة الثّالثة بَعد مَوت والدها،والمرّة الرّابعة بعد مَوت أُمها،اشترت منزل خالٍ مِن الذّكريات لكي تَصنع داخله ذِكريات جَميلة لِكن كُلّ شئ تَغيّر.
زَفرت هواءها بإطمئنان عِندما أدركت عَدم وجود سَيّارتهِ ودَخلت المَنزل أَخيراً،نَظيف للغاية،مُرتّب،كُلّ شئ في مَكانهِ،جَعلها تَشعر بالرّاحة،صَعدت إلى الأَعلى وفَور ما دَخلت قد رَمت جَسدها على السّرير،انفصلت عن الواقِع لأيام والآن كَان عليها العَودة للفوضىٰ،المُحققين الفِيدراليين،ووشِيك،جِي يُون،حَياتها.
سَمعت صَوت اهتزاز قَريب وكَان صوت هاتفها داخِل حَقيبتها،التَقطته وتفحّصت المُتصل،كَانت مُساعدتها الشّخصية،أجابت وعادت تضع رأسها على الوِسادة بِتعب:هَل كُل شَئ بِخير؟
نظَفت الأُخرى حَلقها ونوّهت بِنبرة مُحترمة:سيّدة كِيم،أُحب أن أُذكّركِ أن موعدنا مَع شَركة الأدوية الأَلمانية نِهاية هذا الشّهر وعلينا الذّهاب لِألمانيا لِحضور الإجتماع.
هِيلين:حَقّاً؟
هل هذهِ هي شَركة الأَدوية التي كَان يَتعامل مَعها أبي؟
سَمعت صَوت الأوراق التي بيد مُساعدتها حَتى قالت:نَعم سَيّدتي،لقد طَلبوا خِصيصاً التّعامُل مَعكِ بعد عِلمهم أنكِ ابنة السّيد كِيم جُونهو.
هِيلين:بالطّبع سَنذهب،جَهّزي تذاكر السّفر واستخدمي بِطاقتي المَصرفية.
انهت هِيلين المُكالمة وأخذت نفساً عَميقاً مُبتسمة بِراحة،الشّئ الوحَيد الذي يُعطيها شُعور جَيّد هو العَمل،الذي تسمح له بإستنزَاف طاقَتها دون ملل،وقفت مُتوجّهة للحمّام لِإغتسال لكِن قبلها،قد أخرجت جِهاز مِن حَقيبتها وقامت بِتحريكهِ في جَميع أنحاء الغُرفة،إنه كَاشف للكَامِيرات التي لا تُرى بِسهولة،خائِفة مِن أن تَكشف نفسها حتى وهي بِمفردها،حتى في منزل تَايهيونغ،لا إرادياً فَعلت هذا.
زفرت وهواءها بِراحة وتوجّهت لِخزانتها تَأخذ مِنها ثياب ودخلت الحَمّام،استغرقت وقتاً في الإستحمام لِأن هذا كَان يُعطيها شُعور مُنعش للغاية،داخلياً مُتحمسة،سَعيدة أنها ستسافر إلى الخَارج،رُغم أنها قادرة على السّفر لأي دَولة وفي أي وقت،لكِن الظروف لَم تمنحها راحة البَال التي تَجعلها تفعل هذا،ولا يُمكنها إخفاء فرحتها في أنّها ذاهبة إلى هُناك بِغرض العَمل.
ستذهب حيثُ مَنزِل والدها الخَاص،الذي اشتراه بسبب كِثرة ذِهابهِ على ألمانيا للعَمل،بالطّبع هُناك الكَثير مِن الأشياء تخصّه،تَركها ولم يأتي بها لِكوريا لِأنه ظنّ أنّه سيعود مرّة أُخرى،الآن روحهِ تستريح في سَلام،بعدما استعادت طِفلتهِ الصّغيرة حقّهِ،وحق شقيقتها التي رحلت باكِراً.
خَرجت مِن الحمّام بعدما جففت شَعرها وارتدت ثياب مُريحة حتى رنّ هاتفها مُجدداً،تنهّدت طويلاً وتأملت اسم المُتّصل طويلاً ثُمّ صرّحت بِنبرة هادِئة:أَتمنّىٰ أنكِ قد انتهيتِ مِن أمور الزّفاف مِينجي.
مِينجي:اشتَقت لَكِ،اسبُوعين،كَانا كَاللعنة عليّ دُونَكِ هِيلين.
هُيلين:عليكِ أن تعتادي على هذا،سَأُغادر إلى ألمانيا نِهاية الشّهر.
مِينجي:مَاذا قُلتِ!
لِماذا هَل ستنتقلي!
هِيلين:رِحلة عَمل،وسأَذهب لوقتٍ مَجهول،وعِندها سَأعود.
مِينجي:هل سَتعودين حَقاً؟
صَمتت هِيلين تستغرق في التّفكير ثُمّ رددت بِتوتر:لا أَعلم،فقط لا أعلم.
مِينجي:هل ستكونين مَوجودة في زِفافي؟
هِيلين:أيضاً لا أمتلك أي فِكرة،لكِن أتمنّىٰ
فكّرت في أن تنطُق بِإسمه وتسأل شقيقتهِ عنه لكِن تحدّثت مِينجي:حَسناً إذاً،حَظّاً مُوفّقاً في رِحلة عملكِ.
هِيلين:حَظّاً موفّقاً في زِفافكِ.
تمّ إنهاء المُكالمة بعدما تبادَلتا جُمل رَسمية لا تَصِف عِلاقة هِيلين ومِينجي أبداً،لكِن حَدث مَا حدث،وهيلين أيضاً لا تَعلم أنّ مِينجي كَانت تستخدم مُكبر الصّوت في المُكالمة وشقيقها قَد سَمع كُلّ شئ قد دَار للتو،مِينجي لم تتمكّن مِن رؤية انكِسار قَلب جُونغكوك لِسماع صوت عشيقتهِ بعدما غادرته أُسبوعين وهي حَتى لا تَهتم بِوجودهِ.
لم يتحدّث مَعها ولم يَجرؤ على هذا،هُناك الكَثير مِن الأشياء قد حَدثت في غِيابها،يُريدها أن تعرف وينتظر ردّة فِعلها لكِنّها تبدو وكأنها تُريد تَرك حَياتها القَديمة خلفها والأَمر يتضمّنه،بشكل غير مباشر،لقد كَان إنفصال،إنفصال نِهائي.
تحَدّثت مِينجي وهي تمسح على شعر أَخيها:ألا تُفكّر في التّحدث مَعها؟
جُونغكوك:لا،أبداً.
مِينجي:أيّها الكَاذب اللـ
جُونغكوك:وإن أردت،لا مَجال لِعودتنا،وهي يبدو أنها تُريد العُزلة والهروب بِعيداً عنّي قدر الإمكان،أليس الحَق مَعها؟
مِينجي:فقط حادثها لآخر مرّة،لديك فُرصة لنهاية هذا الشهر،سَترحل،رُبما لن تَراها أبداً بعدها،رُبما لن تحضر حَفل زِفافي.
جُونغكوك:وربُما لن تَكُن مُهتمة لِمَا سأقوله.
مِينجي:هل شعرت يَوماً أن هِيلين لا تستجيب لأي شئ تُخبرها بهِ؟
جَرّب جُونغكوك،جَرّب حبيبي.
جُونغكوك:حَسناً ماذا أفعل؟
مِينجي:فَقط اذهب وتحدّث مَعها بِهدوء،واجعلها هي من تتحدّث.
جُونغكوك:هِيلين إن لَم أتحدّث أنا لَن تتحدّث،أخبرتُكِ هِي تُعاقبني بالصّمت،لن تتحدّث أبداً وفقط ستكتفي بالنّظر لِي،هِي مَن سَتِجبرني على أن تتحدّث وهي سَتبقى صَامتة.
مِينجي:استرجع امرأتك بالطّريقة التي تُريدها،حتى لا تَجعل إقامتها في ألمانيا دَائِمة،هي بالفِعل كَانت تَرغب في السّفر والهروب مِن أي مَنزِل قد تَجِد داخلة كَاميرات.
صَعد إلى الأَعلى،اشترى مَنزل جَديد أَخيراً،خَاص بِهِ،مؤمّن وكَبير ومُريح أيضاً،في الحَقيقة هذا كَان المَنزل الذي اشتراه له ولِهيلين لِزواجهما،لكِن انتهى بِهِ الأَمر بِهِ وحدهِ،غيّر ثِيابهِ لِأُخرى مُرتّبة،مُتمثّلة في ثِياب واسِعة وأنيقة،وَضع ساعتهِ وعَطرهِ ثُمّ تَأمّل نَفسهِ مُردفاً:اليوم سَأسترجع هِيلين،أي شئ قَد تَقوله،قد يُغضبني أنا حَقّاً استحقّه،لِنستعيدها اليَوم.
أومئ بِقوّة ثُمّ تحرّك مِن مَكانهِ،نَزل إلى الأَسفل حَتى قالت مِينجي وهي تتفحّصه:تَبدو وَسيم للغاية،حَظّاً موفّقاً.
هَمهم وخَرج مِن المَنزِل يَستقلّ بِسيارتهِ،سَرعته كَانت جُنونية وتمكّن مِن الوصول فِي خلال دَقائِق،توّقف قُرب سَيّارتها وترجّل يُراقب المَكان،آخر ذُكرى تَجمعهُ بِهِ كَانت سَيئة،هِي لا تَمتلك أي فكرة أنّ حبيبها قَد ترك مَنزلها بَعدما استغرق سَاعات في البُكاء،وهَذا ليس مِن شَيمهِ أبداً.
ضَغط على جَرس البَاب وثوانٍ حَتى فُتح البَاب مِن قَبلها،تَأمّلا بَعضهما طَويلاً،يتفحّصان ما الذي حَدث لَهما الأسبوعين الماضيين دُون بَعضهما،مِن خلال أعينهما،ابتسمت هِيلين بِهدوء ونوّهت:تَفّضل سَيّد جُيون.
بِتردد قَد دَخل ووقَف أمامها،تحدّثت بِنفس النّبرة المُتّزنة والهادِئة:ألن تَجلس؟
جُونغكوك:لَستُ هُنا للجُلوس أنا فقط أَردت...
لا يُمكنهُ مَقاومة عَينيها المُرتكزتين عليهِ،نَفى بِرأسهِ وعلّق:لا شَئ،فَقط أردت الإطمئنان عليكِ،وأُخبركِ أن كُلّ شئ انتهى،ولن تَشعري بعدم الأمان بَعد الآن،ويُمكنكِ الإستقرار في المَكان الذي َترغبين بِهِ،والإبتعاد بِقدر الإمكان عَن أي مَصدر خَطر،لا شَئ هُنا يَحثّكِ على البَقاء.
تَنصِت لَكلماتهِ التي كَانت تَعلم أنّ لَها مَغزى مُختلف تَماماً،يُخبرها بطريقة مُبهمة أنّها يَجب عليها الإبتعاد عَنه وعَن أمورهِ،الإبتعاد عَن عن مَخاطر تُحاوطها،ردّت على كُلّ هذا في جُملة:هَل أَنت بِخير؟
جُونغكوك:أَين كُنتِ؟
هِيلين:لَم تعرف؟
جُونغكوك:لا.
هِيلين:لَيس مِن شَيمك مُحقق جُيون،مَنزل دُويون وجِينا.
أومئ بَتفهّم ثُمّ استدار للرّحيل لكِنّها قَد التَقطت يدهِ وهذا جَعل جَسدهِ يَقشَعرّ فَجأة،التَفت نَاحيتها لِتسأل:مَاذا تَعني كُلّ شئ انتهى؟
جُونغكوك:قبل أن أستلم مُذكّرة اعتقال مِن يُونغي لِأقبض عَلى جِي يُون،وجدناها مَيّتة في مَنزلها،جُرعة زائِدة.
هِيلين:يَا إلهي!
سَيّد جُيون إنّها حَامِل!
جُونغكوك:نَعم،تمّ تشريح جُثّتها،حَامِل في الشّهر الثّالث،وزَوجها قَد أتى،لقد كَان في رَحلة عَمل،عاد وَجدها مَيّتة وحامِل بِطفل لَيس مِنه،رَدّة فِعله لَم تَكُن عاطِفية البَتة،إن كَانت حَيّة هو مَن سَيقتلها.
هِيلين:ظَهرت تَحاليل الحَمل التي أَجرتها وكَانت حامِل،لا أُصدّق أنّها مَاتت حَقّاً.
جُونغكوك:وتَمّ الحُكم على قَاتِل تَايهيونغ،الذي استأجرتهُ جِي يُون،بالسّجن لِثلاثين عامَاً.
هِيلين:كُلّ هذا حَدث وَلم تُخبرني؟
جُونغكوك:انخراطُكِ في هذهِ الأُمور مُجدداً،سَيقتُلكِ.
هِيلين:سَيّد جُيون.
جُونغكوك:وداعاً هِيلين.
هِيلين:لقد انتهى كُلّ شئ حَقّاً،هَل انتهينا مَعه؟
جُونغكوك:رُبما،نَحن بالكَاد أَحياء.
هزّت رأسها مُتّفقة مَعه ثُمّ اسَتكمل قائِلاً:لَقد تَخلّصنا أنا ويُونغي هِيونغ مِن كُلّ شَئ يَخصّكِ،دَاخِل وخَارج مَكتب ووشِيك،منزلهِ،مَنزل جِي يُون،كُلّ الأَماكن التي يمكن أن تَكون مَخبئاً لَهما.
هِيلين:شُكراً لَكُما.
هَمهم وكَان الوَضع مُوتّر وَقبل أن يَهم بالرّحيل قَد رَمق زُجاجة ڤودكا على الطّاولة الصّغيرة أمام الأَريكة ونوّه بعدم تَصديق:هِيلين أَنتِ ثَمِلة؟
اقترب نَحوها يتفحّصها حَتى عَلّقت:لا لَيس بَعد،أَعني كَانت مَعي،لكِن لَم أُجرّبها.
جُونغكوك:تَبدأَين بِڤودكا هِيلين!
هِيلين:لَم نَكن نتحدّث لِأسألك!
جُونغكوك:هَل جرَبتها في مَلهى أم في الشّارع أم
هِيلين:جُونغكوك إنّها أول مرّة!
قررت التّجربة في المَنزِل أولاً!
جُونغكوك:أيّتها الصّغيرة الشّقية اللعينة!
هِيلين:هَل بِحق الجَحيم أَنت والدي!
جُونغكوك:اصمتِ قليلاً.
هِيلين:مَاذا هَل تُفكر في عِقاب جَيّد لِي أبي!
ستَأخذ مِنّي هاتفي أم
اقتَرب وأَخرسها بقُبلةٍ قَوية على ثَغرها،لَم يَأخذ إذنها بَل أخذ مَنها تَركيزها،تَوازنها،أخذ جَسدها يَعتصرهُ بَين ذِراعيه،كَان يَقف أمامها يُصارِع رَغبتهِ في تَقبيلها وعِناقها لكِن كِبريائِهِ يَمنعه مِن هَذا،في النّهاية ضَعفهِ قد تَغلّب،ضَربت كَتفهِ أَكثر مِن مرّة لِيبتعد قَليلاً تَاركِاً لها مَسافة صَغيرة لتتنفّس.
أنزلها بِلطف ودنى هُو لَها يُقبّل وجنتها ثُمّ هَمس:تتزوّجيني؟
__________________
نِهاية البَارت🤍.
كَتبتهُ على مَدار أسبوع والحمدالله انتهيت🤍.
١/تتوقّعوا بموت ووشِيك وبنته،كُلّ شئ انتهى؟
٢/في شَي صَار خلال الأسبوعين هِيلين مَا تدري عَنه شَي؟
٣/صِدق رَح يتزوّجوا أَخيراً؟
٤/توقعاتكم للبَارت الجَاي🤍.
أشوفكم البَارت الجَاي وخَلصت اختباراتي،سُو ببدأ أحدّث بإنتظام اسبوعياً🤍.
بَاي نُجوم بَانقتان🤍.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top